قديم 05-19-2016, 10:58 AM
المشاركة 2461
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

[marq="2;right;1;scroll"]ناريّـة الأفعال [/marq]
يحذّر الحق المتعال من نار جهنم ويصفها بأن وقودها الناس والحجارة ..
وعليه فقد يكون في وصف هؤلاء بأنهم وقودٌ لتلك النار ، إشارة إلى أن منشأ ذلك هي ( بواطنهم ) المستندة إلى قبيح أفعالهم في النشأة الأولى ، لأن تلك الأفعال كانت تستبطن النار وإن لم يشعر بها صاحبها ، كما عبّـر الحق المتعال عن آكل مال اليتيم بأنه آكل للنار ..فلو استحضر العبد ( نارية ) الأفعال التي لا يرضى بها الحق ، لتحرّز عن كل ما يكون وقوداً لنار جهنم وإن تلذذ أهل الغفلة بالإتيان بها ، جهلا بذلك الباطن الذي ( يُكشف ) عنه الغطاء ، في وقت لا ينفعهم مثل هذا الانكشاف .

************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
19 - 5 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 05-20-2016, 12:57 PM
المشاركة 2462
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]طبيعة السفر إلى الحق [/marq]إن شأن السير إلى الحق كشأن السفر إلى البلاد والبقاع ، في أن لكل مرحلة من السفر ( طبيعتها ) الخاصة ، ووسائلها الخاصة ، وعقباتها الخاصة ، وزادها الخاص ..
وعليه فلا بد أن يتوقع كل ذلك قبل سفره ، لـيُعدّ له عدته اللائقة به ، وعليه فإن السالك المعتقد بأن السفر عملية رتيبة متشابهة في كل مراحلها ، يفاجأ بأول ( منعطف ) في سيره ، وبأول تغيير في طبيعة العقبات التي تعترضه ، وهي قد تكون تارة على شكل شهوةٍ ملحّـة ، أو على شكل أمواجٍ من الخواطر والأوهام ، أو على شكل سيلٍ من وساوس الشيطان ، أو على شكل أذى الخلق له ، وغير ذلك مما مرّ به السالكون ..فلا ينبغي للعبد أن يتوقع ( الرتابة ) في سير الأمور ، فهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) بين يدي الحق في غار حراء حيث الخلوة المطلقة تارة ، وفي أرض أحد حيث كسرت رباعيتاه والعدو على مقربة منه تارة أخرى .

************************************************** *********************************
حميد
عاشق العراق
20 - 5 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 05-21-2016, 04:55 AM
المشاركة 2463
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين[marq="2;right;1;scroll"]هجوم الخواطر والأوهام [/marq]قد يمر العبد في ظرف خاص ، تهجم عليه الخواطر والأوهام بشكل لا يطيق دفعها من دون مجاهدة كبيرة ، فيرى نفسه ( معذوراً ) في الاستسلام لها والاسترسال معها عملاً بقاعدة : { أنا الغريق فما خوفي من البلل } ..والحال أن أدنى التفاتـة إلى الحق - في تلك الحالة - يُـعد سعياً مشكوراً من قبل المولى جل ذكره ..كما يتعمد أحدهم استضافة جليسه في مجلس يغلب عليه موجبات الذهول والانصراف ، ( ليستخبر ) مدى إقباله عليه في ذلك الظرف الطارئ .. ومن المعلوم أن العبد قادر - لو أراد - على استجماع المتفرق من أفكاره ولو في مثل تلك الظروف ، كما يتفق ذلك بوضوح في موارد رغبته الخاصة ، كاستغراقه بذكر ( محبوبه ) ، مع وجود الخواطر الصارفة والأوهام الكثيفة .
************************************************** ********************************
حميد
عاشق العراق
21 - 5 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 05-22-2016, 11:01 AM
المشاركة 2464
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]التسديد بالوحي والإلهام [/marq]إن مما يدعو العبد إلى السكون إلى مدد الحق - كالتسديد و الإلهام في السير إليه - هي ملاحظته لتعامل الحق مع بعض المخلوقات التي ذكرت في القرآن الكريم : كالنمل ، والنحل ، والذباب ، والبعوض ، والعنكبوت ..فلولا اعتيادنا لما تعملها ، لكانت أفعالها ضرباً من الإعجاز والوحي والتدبير ، الذي لا يرقى إليه تدبير العقلاء من البشر ، إذ أن من الواضح أنها تتحرك وفقاً للوحي الرباني الذي يصرح به القرآن الكريم ..ومن الملفت في هذا المجال استعمال التعبير بـ( أوحى ) كاستعمال التعبير نفسه بالنسبة للأنبياء (عليهم السلام ) ، وفي ذلك غاية العناية والالتفات ..فهل يستبعد بعد ذلك معاملة الحق لمن أراد هدايته إلى الكمال بالتسديد والإلهام ، كمعاملته للنحل في هدايته إلى الجبال ، ليكون نتاجه شراب ، فيه شفاءٌ للأفئدة والألباب ؟! .
************************************************** ****************************************
حميد
عاشق العراق
22 - 5 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 05-23-2016, 09:42 AM
المشاركة 2465
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;2;scroll"]روح الكفر [/marq]إن أول معصية وقعت على وجه الأرض بعد خلق آدم ، هو إباء الشيطان عن السجود لآدم والذي وصفه القرآن الكريم بالكفر ، إذ من المعلوم أن روح الكفر هو التمرد على أوامر الحق ، وإلا فإن الشيطان لم يصدر منه ما يفهم منه الكفر الإعتقادي..
وعليه فإن الذي يعصي الحق مع الإيمان به ، يحمل روح الكفر بين جنبيه ، ولو بدرجة لا تساوي درجة عناد إبليس ..ولكن الذي يخشى منه ، هو أن تتابع العصيان ، قد تقلب العفويّة في المعصية إلى تعمّد في الارتكاب ، فيزداد اقتراباً من روح الكفر ، إلى أن يصل إلى قلب الكفر نفسِه ، ليرتكب ما لم يرتكبه إبليس نفسُه .

************************************************** *********************
حميد
عاشق العراق
23 - 5 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 05-24-2016, 11:49 AM
المشاركة 2466
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]شفافية بعض الأرواح[/marq]إن بعض النفوس تعيش شفافية خاصة ، بعد طول استقامة في طريق الهدى ، ومن آثار تلك الشفافية هو ( التألم ) الشديد عند ارتكاب المعصية ولو كانت صغيرة ، بما يجعله يتوهّم - في بعض الحالات - عدم مغفرة الحق له ..ويبلغ هذا التأثير في نفس صاحبه مبلغاً ، يجعله يعيش ( القلق ) الذي يعيقه عن القيام بما أمِـر به فيقع في مخالفات أخرى ..
ومما يبعث ( الأمل ) في نفوس المذنبين ، ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال : { العبد ليذنب الذنب فيُدخله الجنة .. قيل وكيف ذلك يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟!..
فقال : يكون نصب عينيه ، تائباً فاراً منه ، حتى يدخل الجنة } .

************************************************** ******************
حميد
عاشق العراق
24 - 5 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 05-25-2016, 10:32 AM
المشاركة 2467
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]مادة الغضب وأثرها [/marq]إن للغضب من العبد مادة وأثر .. فمادة غضبه هو ( تأذّيـه ) من أذى الخصم ، وأثره هو ( إنزال ) العقوبة عليه مع قدرته على ذلك ، فهناك ارتباط ومسانخة واضحة بين مادة الغضب وأثرها ، وإن كانت نفس من قام به الغضب هو المحقّق للربط بينهما .. وعليه نقول: إن المعصية والنار بمثابة المادة والأثر ، فبينهما كمال العُـلقة والمجانسة ، التي يحققها المولى خارجاً في إدخال صاحبها إلى النار ..
ومن المعلوم أن استحضار هذا الاقتران ( الشرطي ) بين المعصية والنار ، لمن الزوّاجر الكبرى عند الـهمّ بالمعصية فضلاً عن ارتكابها ، لأنه يرى الأثر متصلاً بمادته ..ولكن عامة الخلق يرون المادة بما فيها من لذائذ ، وكأنها خالية عن الأثر الذي يصفه الحق بقوله :
{ ثم لترونها عين اليقين } .

************************************************** **************
حميد
عاشق العراق
25 - 5 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 05-26-2016, 11:38 AM
المشاركة 2468
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]أول درس الخلقة [/marq]إن أول درس في الخلق ، بعد درس الطاعة والمعصية ، هو درس ( التوبة ) والإنابة .. فكما أن القرآن الكريم يعرض صورة المعصية الأولى وهي معصية الشيطان ، ومن ثم معصية آدم التي لا تتنافى مع عصمته ، فكذلك يعرض صورة التوبة الأولى ، وهو عفوه عن آدم بعد تلقّيه الكلمات من عنده ..ومن ذلك يُـعلم أن الحق إذا أراد أن يتوب على عبده ( هيّـأ ) له الأسباب ، كما تلقى آدم من ربه الكلمات التي أعانته على التوبة ، فالدعوة إلى التوبة والرجوع السريع إلى الحق المتعال ، قارنت شروع المسيرة البشرية على وجه الأرض ، ولا غنى عن ذلك مع ( اختلاف ) رتب الخلق ..وقد روي أنه بعدما لُـعن إبليس ، وطلب الإمهال إلى قيام الساعة ، قال إبليس : وعزتك لا خرجت من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح .. فقال تعالى : { وعزتي وجلالي ، لا مَـنعته التوبة ما دام فيه الروح }.
************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
26 - 5 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 05-27-2016, 09:28 AM
المشاركة 2469
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"] معنى إقامة الصلاة [/marq]إن القرآن الكريم يعبّـر عن لزوم أداء الصلاة بلزوم إقامتها ..وإقامة الصلاة هو تحقيق ( وجوده ) بشكل كامل ، سواء في مستواه ( الطولي ) كمّـاً وكيفـاً عند كل فرد ، أو ( العرضي ) عند المجموع ..فالمطلوب هو تربية الفرد المصلي ، والمجتمع المصلي ..
فروايات لزوم الإقبال والخشوع في الصلاة ، تتكفل بالجانب الفردي ، وروايات إقامة الجماعة مع ما ورد فيها من عظيم الفضل تتكفل بالجانب الاجتماعي ، وهو ما يؤكده الأمر بالركوع مع الراكعين ، بعد الأمر بإقامة الصلاة .

************************************************** ***************************
حميد
عاشق العراق
27 - 5 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 05-28-2016, 05:21 PM
المشاركة 2470
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين][/]
[marq="2;right;1;scroll"]لكل عضو تكليفه[/marq]إن لكل عضو من أعضاء العبد ( تكليف ) مستقل ..فعلى من يريد القيام بحقوق عبودية الحق المتعال ، أن ( يعلم ) أولاً وظائف العبودية في كل عضو من أعضائه ، فهو كمن يريد أن يعمل عند مولىً مجازيّ في الدنيا ، فعليه أن يستفهمه من أول الأمر ، فيما يجب عليه فعله وتركه ، وإلا قصّـر - ولو من دون قصد - في وظائف العبودية ..ومن بعد استيعاب هذه المعرفة ، عليه أن ( يُـعطي ) كل عضو حقه في العبادة ، ولو قصّـر في بعضها لكان وجوده وجوداً غير متوازن ، كعبد فيه شركاء متشاكسون ، والحق خير الشركاء ، إذ يسلّم المال المشترك إلى باقي الشركاء ، فهو الغنيّ عن الخالص ، فكيف بالمشترك ؟!..
وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه قال : { فليس من جوارحه جارحة ، إلا وقد وُكّلت من الإيمان بغير ما وُكّلت به أختها } .

************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
28 - 5 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 05:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.