قديم 11-20-2011, 03:34 PM
المشاركة 61
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
غادة السمان

يتيمة الام وهي صغيرة

قديم 11-22-2011, 04:54 PM
المشاركة 62
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ابرز حدث في حياة كل واحد من الروائيين اصحاب افضل الروايات من 1- 10:

1- نجيب محفوظ................مأزوم.
2- جبرا إبراهيم جبرا...........مأزوم ويتيم الوطن.
3- شرفصنع الله إبراهيم......مأزوم.
4- يوسف القعيد...............مجهول الطفولة.
5- غسان كنفاني...............مأزوم ويتيم الوطن
6- إميل حبيبي.................مأزوم ويتيم الوطن.
7- حيدر حيدر................مأزوم.
8- إدوار الخراط............. يتيم سن الـ 17
9- محمود المسعدي...........مأزوم.
10 - غادة السمان.............يتيمة الام في الصغر.

- عدد 2 ايتام فعليين 20%
- عدد 3 ايتام الوطن 30%.
- عدد 4 مأزوم 40%.
- عدد 1 مجهول الطفولة 10%

أي ان نسبة الايتام الفعليين وايتام الوطن ومن عاش حياة ازمة هي 90%.

قديم 11-23-2011, 04:00 PM
المشاركة 63
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
رواية 'المجوس' --------لإبراهيم الكوني:
ملحمة الطوارق الكبرى
مهدي نصير

رواية 'المجوس' لإبراهيم الكوني والتي تقع في (693) صفحة روايةٌ ملحمية تؤرخ للصحراء الكبرى بقبائلها وعاداتها ودياناتها وعشقها وشِعرها ورجالها ونسائها وغنائها وحكمتها ومعاركها وتحدياتها، صاغها إبراهيم الكوني في إطارٍ روائيٍّ عالي المستوى وسطَّر من خلال شخصياتها المحورية تاريخ شخصية الصحراوي وتاريخ الطوارق كشعبٍ أصيل وكأمة ولغة وتاريخ وعراقة من خلال لغةٍ شعرية وصوفية أدخل فيها الكثير من مفردات حياتهم القاسية .
يحتدم الصراع الوجودي الكبير بين الصحراويين وبيئتهم الجافة والقاسية والوحش الكبير الذي انتصب كبطلٍ رئيسيٍّ للرواية 'القِبلي' وهو الريح الرملية العاتية التي تُدمر كلَّ شيءٍ وأوله الماء والآبار التي عليها تقوم حياة الصحراء والصحراويين.
يبرزُ القِبلي كمحرك أساسي للأحداث والتحديات والبطولات التي يحاول أهل الصحراء انجازها لوقف هذا الوحش عن ابتلاعهم وابتلاع مياههم ووجودهم ويقومون باختراع ادوات لمواجهته ووقف محاصرته لهم بأساليب مبتكرة من خلال إخفاء آبارهم وحمايتها ووضع خرائط لها واعتبار أي إهانة لهذه الآبار كفراً بشريعتهم ويعاقب عليها الله والصحراء. وقد قامت معاركهم على الحفاظ على هذا الكنز ومنع الأعداء من السيطرة عليه واسقطوا ذلك في أساطيرهم والعقوبات التي وقعت لمن خالفوا الناموس وأهانوا أو تهاونوا في حماية المياه .
الشخصيات المحورية الأخرى في الرواية هي الشخصيات المحورية في مجتمع الطوارق الصحراويين :
الدرويش: وهو من سلالة المرابطين وله احترام كبير في المجتمع الصحراوي وشكَّل في الرواية الشخصية الرؤيوية الطيبة والتي كانت ترى ما لا يراه الآخرون
وهو الذي يتنبأ بالأحداث وهو الذي ينبه الصحراويين إلى الدراويش الدجالين الباحثين عن الثروة واللصوص والزناديق والقتلة، وهو الذي تأتيه الأسرار وعلى لسانه كانت الرواية تقول لغتها الصوفية العميقة والموحية. شخصية الدرويش شخصية ملتبسة في الرواية فهو يقوم في مشهد من الرواية بإخصاء نفسه وبِمدية العرافة ليتخلص من الأفعى التي أخرجت أجداده من الجنة، من 'واو'، وهو من القلائل الذين نجوا من الشتات بعد دمار القبيلة على يد المجوس وأبناء آوى والجن، ونجا معه زعيم القبيلة الحكيم الذي كان منفياً بعد سيطرة شيخ الطريقة القادرية الدجال على السلطة، ونجت المرأة التي أحبَّها الدرويش 'تفاوت' والعراف المجوسي 'ايدكران'، ربما يشير الى العناصر التي ما زالت فاعلة في المجتمع الصحراوي، ولكن إخصاء الدرويش نفسه وهروبه من 'تفاوت' المرأة الوحيدة الباقية بعد الشتات، لإعادة نسل القبيلة من الانقراض وتكليفه للزعيم بهذه المهمة يضع أمامنا سؤالاً كبيراً حول علاقة العرب المسلمين المستقبلية مع الطوارق والشعوب الأخرى التي انضوت تحت السيطرة العربية الإسلامية في مراحل مختلفة من التاريخ.
العرافون والعرافات: وهي شخصيات فاعلة في مجتمع الطوارق وبعضها كان يقرأ آية الكرسي من القرآن الكريم وبعض التعاويذ المجوسية في المواقف الصعبة وفي الوقت نفسه مما يُدلل على تزامن الإسلام مع الديانات الأخرى وعدم فرضه السيطرة الدينية المطلقة على الصحراء وشعبها. كان هناك تعايشٌ شرس بين الدرويش والمسلمين والعرافين والعرافات مع فترات تصالح وقبول بالآخر من كلا الطرفين .
الزعيم: وهو زعيم القبيلة الحكيم والمحافظ على ناموسها والذي يغرف من كتاب الصحراء المقدس 'آنهي 'وهو ناموس الأجداد والصحراء وحكمتهم المتوارثة والذي ضاع عبر التاريخ في إشارة أخرى الى البحث عن الهوية والشخصية الصحراوية التي ضاعت .
السلطان والنبلاء والذهب والتجار وصراع المدن على الثروة والذهب والأسواق ومراكز التجارة والمؤامرات والقتل واغتصاب السلطة والتعاون مع الأعداء من أجل الذهب وبيع القيم والناموس والتاريخ، ويمثل ذلك بعمق مقطع ليلة الإفراج عن 'أمناي' وهو صنم وإله للزنوج الذين اشترطوا عودة إلههم لمنح تنبكتو الجديدة الذهب والتبر والقوافل. كل هذه شكَّلت شخصيات ومحاور للأحداث في هذه الرواية .
اللثام والودّان والنقوش وآنهي والقِبلي والذهب والبئر والمرأة و' واو' المفقودة والغناء الأسطوري والحكمة المعكوسة في رسائل الأجداد والمبثوثة في الحجارة وأفواه الآبار والأفعوان الذي يبرز في مشاهد مُرعبة كتحدّ ٍ وجودي للصحراويين، هو الوحش الأسطوري الذي بُنيت على تحديه وقتله معظم أساطير حوض المتوسط .
المرأة : كان لها وجود طاغ ٍ في الرواية (المرأة العاشقة، تينيري، تفاوت، والمرأة الأم، أم أوداد وأم الدرويش ومربيته، المرأة الخلاسية الشهوانية، نساء البكاي، وامرأة كبير التجار، والمرأة الشاعرة، تميما .. الخ).
هناك جانب شخصي برز في نظرة الرواية الى المرأة باعتبارها اصل كل الشرور وأنها هي الأفعى التي أخرجت جَدَّ الصحراويين من الفردوس وبصور تدل على موقف دوني من المرأة.
الرواية ذات لغة شعرية عالية وبعض مقاطعها ترتقي الى مستوى الملاحم الكبرى ففي بعض المقاطع ترى الصحراء بصهدها ورملها وعطشها وقسوتها وترى القِبليّ وحشاً يتحرك أمامك بكل تفاصيله .
كذلك عالجت الرواية حياة الطوارق وهويتهم ولغتهم وأساطيرهم المؤسِّسة وقيمهم في محاولة لإعادة الروح إلى شخصيتهم التي اختفت في الظل طوال قرون طويلة، وهنا يبرز سؤالٌ حَضاريٌّ كبير أرادت الرواية طرحه بوضوح وهو هيمنة الحضارة العربية الإسلامية على شعوب كثيرة ومسح شخصيتها وإلقاؤها في الظل والهامش. هل كانت هذه الهيمنة بريئة؟ هل خدمت هذه الهيمنة امتزاج الشعوب الإسلامية في بوتقة واحدة؟ أم أنها غطَّت الجمر بقليلٍ من رمادِ معاركها وبقليلٍ من تنظيرٍ فقهيٍّ جامد؟
لعلَّ هذا السؤال يُعيدنا إلى أسئلةٍ فقهيةٍ جذرية كبيرة في التاريخ الإسلامي لم تتم الإجابة عليها واعتُبرت من التابوهات المحرمة وبقيت آثارها إلى اليوم 'الأمازيغ، الأكراد، الأقليات العرقية في العراق ومصر وسورية والجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا..الخ' وهو ما فتحَ البابَ واسعاً أمامَ المستشرقين والمستعمرين الغربيين لفتح هذا الملف، هذا الجرح، لتفتيت الأمة العربية وتفتيت هذه الأمم الشقيقة والتي انضوت في لحظةٍ تاريخية تحت لواء العرب الفاتحين .
برزت كذلك في الرواية روح محبة للعرب والثقافة الإسلامية ولما قدموه من إضافات حضارية وفكرية للمجتمع الصحراوي بدا ذلك من خلال التبجيل الذي كان يحظى به الدراويش وشيوخ الطريقة القادرية، والهجوم على المجوسية والوثنية الزنجية القادمة للصحراء من أدغال الجنوب.
في هذه الرواية يُعالج إبراهيم الكوني قضايا فلسفية عميقة للحياة والتاريخ والسلطة والحكم والإنسان والأسطورة وأسرارها، واللغة وتاريخها السريّ الذي يختزن التاريخ العميق والسريّ للجماعات والشعوب، كل ذلك من خلال بناء ملحمي مثير ومشوّق وأصيل .
ومن القضايا الفلسفية التي عالجتها الرواية بطريقة مُدهشة من خلال المصارعة والحرب التي دارت بين الزعيم المنفي من شيخ الطريقة القادرية وبين 'بوبو' أحد أتباع الطريق القادرية، وهو الصراع بين رؤيتين للسلطة والحكم أولاهما والتي مثَّلها الزعيم والتي ترى كلَّ الناس سواسية أمام الله والطبيعة والتاريخ والسلطة ومن حقِّهم أن يكونوا أحراراً في حياتهم وقراراتهم ومستقبلهم وعليهم تَحمُّل نتيجة هذه الحرية والرؤية الثانية التي مثَّلها 'بوبو' ممثل الشرع والطريقة القادرية والذي يرى الناس قطيعاً وغير مؤهلين لتلقي الحقيقة وتحمُّل مسؤولية قراراتهم كيلا يتوهوا فهم بائسون وبحاجة الى راع ٍ يقود خُطاهم بشكل مباشر ويومي .
ينتهي الصراع بانتصار الزعيم وانتحار 'بوبو' وهذا موقف فلسفي يقف فيه إبراهيم الكوني مع الإنسان بما هو إنسان ضد النخبوية والكهنوتية والتسلط الذي وسمَ التاريخ العربي الإسلامي وفقاً للتبرير الفقهي الذي هزمته الرواية .
كذلك من المقاطع العميقة في الرواية 'الرهان 'ورحلة صعود 'أوداد' الذي يُمثِّل الروح الصحراوية بجموحها وأصالتها الى قمة جبل 'ايدينان' للفوز بالأميرة تينيري
والتحديات الكبرى التي واجهها في رحلته فكأنَّ إبراهيم الكوني يستعيد الرحلات الكبرى في التاريخ الإنساني لتجاوز الجدار وتجاوز البيئة وشروطها وقهرها وقسوتها، كانت المقاطع التي تصف رحلته ومشاقـّها في قمة الحرارة والصدق والعمق، والقارىء لهذه المقاطع يعيش مع 'أوداد' تلك اللحظات العنيفة في رحلته ويلتقط أنفاسه معه لحظةً
بلحظة.
برزت في الرواية روح صوفية مولعة بالأسرار ولغة صوفية مُنبثَّة في أنحاءِ الرواية (المحو، الحلول، الوجد، العروج نحو 'واو' الاستشهاد بمقولات الصوفيين الكبار كالنفَّري وفريد الدين العطار وابن عربي ..الخ) .
يصعب في هذه العُجالة الحديث بتفاصيل عمل روائي شائك وثري وعميق ويقع في (693) صفحة، ويمكن القول باختصار شديد أنَّ هذا العمل عملٌ روائي فَذ ويستحق أن يُقرأ ويُسلط عليه الضوء وعلى مواضيعه ورؤاه وطروحاته وفنياته وتقنياته وبشكلٍ واسع .
ملاحظة أخيرة لا بُدَّ منها وهي المتعلقة بعنوان الرواية 'المجوس': هل كانت المجوسية موجودة قبل الإسلام بهذه الكثافة والقوة في الصحراء الكبرى وقبائل وسط افريقيا؟؟ سؤال للمؤرخين والمهتمين بالتاريخ.

قديم 11-23-2011, 04:02 PM
المشاركة 64
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
( المجوس ) لإبراهيم الكوني

الثلثاء 17 آذار (مارس) 2009
بقلم: محمد غيث الحاج حسين
.. ( الموت رفيق الصحراويين، سرّ الصحراويّ أنه لا يخاف الموت. يقال إنّه نزل الى الحياة بصحبة الموت، وعندما استنشق الهواء وأخذ أوّل نفس من فتحتي الأنف، توقّف الموت ورفض أن يدخل الى الجوف. قال للإنسان: أنا افضّل أن أمكث هنا وأنتظر. حفر مأوى بين فتحتي الأنف والشفة العليا، في هذا الضريح يرقد الموت ) المجوس ج 2 ص 182.
في هذا الخضمّ من التنافر والتجاذب، بين السماء والارض، الروح والجسد، التبر والطهر، الحياة والموت، تبدو مصائر ذوات الرواية وشخوصها فجائعية، مهولة، تنقذف الى الموت بنفس القسوة والصرخة والألم التي انقذفت بها الى الحياة لحظة ولادتها، لأنها اقترفت ذنبا لا يغتفر، خدشت صمت الصحراء، جرحت سكونها، لم تعرف الإنصات لسكينتها، فقضت لا يداخلها الخوف ولا التردّد ولا الضعف، بل هي في تقدّمها باتجاه الموت كأنّها تتقدّم خطوة ربّما باتجاه حياة اخرى، في عيونها ترتسم أشباح وشياطين وفي قلوبها توق مرير الى ( واو المفقودة ) فردوس الامتلاء في فراغ الصحراء، فردوس الارتواء في صحراء الظمأ. ( الحنين قدر الصحراوي الأول. والانتماء المزدوج هو الذي خلق منه قدرا. فيوم انفصل عن أمّه الارض بقوّة الروح السماوية، الإلهية، التي نفخت من نفسها في كتلة الطين، كان عليه أن يعاني غربة مزدوجة. فهو نُفي من الفردوس السماوي وانفصل عن الله. نزل الى الارض لكنه لم يتّحد بالصحراء، لم يفز بامتدادها وعرائها وحريتها. حلّ في حفنة الطين قبل أن يبلغ الأصل الآخر، الأكبر، الأرحم، والأعظم: الصحراء. فظلّ المخلوق كائنا معلّقا بين السماء والارض. البدن يسعى للعودة الى وطنه الصحراء، والروح تحن عشقا لأن تتحرّر من المحبس الأرضي وتطير الى أصلها السماوي ) المجوس ج 2 ص 62.
ينتهي العبور الصحراوي الى الموت غرقا، ظمأ، ذبحا، خنقا … ولكن الدائرة لا تنقفل به على صعيد استمرار الجماعة وديمومتها فوق الصحراء، إذ تلوح تباشير الحياة فوق ركام الجثث وسواقي الدم المراق والحلوق الظمآنة، تلوح على هيئة الرحيل، رحيل رجل وامرأة بقيا فوق الأشلاء. امرأة حدسها الأنثوي العميق يدفعها لمطالبة الرجل جهارا كي يطأها حتى تستمرّ الذرية، لا ترى في الخراب العميم من حولها إلا طوقا، يكسره نسل مرتجى من صلب رجل حتى تستمر الحياة وتستمرّ الصحراء، المرأة نفسها التي أنزلت الرجل من "فردوس واو المفقودة" ولم تكن لتخشى النزول. أبدا ارتضت الديمومة للحياة والبقاء فهي من جنس الطبيعة تعصى على الفناء. سوف تبقى المرأة الى الأبد في الثقافة الذكورية موسومة بلعنة الخطيئة، مقترنة بها، لا تستطيع منها فكاكا. وستبقى مصدر الغواية، الأفعى تغوي بالحبّ والجسد والغناء، وتفعل ما لا تستطيع فعله إلا الشياطين والجنّ. تملك نداء الميدوزيات يحطّمن سفن البحارة الأشدّاء على صخرة الضياع والتيه. المرأة لن تفلت أبدا من وشم الخطيئة، ولكنها في المقابل امتلكت سلاحا فعالا وناجعا ضدّ التهمة الأزلية، رشف رحيق الغواية واجتراع طيب الخطيئة حتى الثمالة، التحصن المكين ضد التوق الى ( واو المفقودة ) واو المرأة في جسدها، في غنائها، برسم الفرسان والنبلاء يهيمون بها، فتكون هي الشمس وهم الظلال الهاربة، هي الأنثى وهم العابرون. لن تلعن نفسها ولن تشعر بالذنب، وسيبقى حدسها جسر عبور ولغة إشارية تواصلها مع الطبيعة الأمّ. الرجال وحدهم من سيلعنونها وسيلعنون قبلها أنفسهم وهم وحدهم المذنبون. وإن حمّلوها الوزر، لن تطيق أجسادهم الناحلة متعة الخطيئة، ولكنها هي الأنثى تطيقها، لن تطيق أرواحهم الهائمة متعة الاغتراب والضياع في المتاهة، ولكنها الأنثى تجرّيها في دمها، وستبقى أبدا هي، وهم الآفلون.
تحضر الطبيعة ـ عناصرها وأشياؤها ـ كموجودات حيّة تتنفّس وتحيى في علاقة وطيدة مع الإنسان، الذي يمتلك تصوّرا خاصا عن حياة مبثوثة في رمل الصحراء الحارق ورياحها العاصفة وسلاسل جبال آيدينان في جلستها الوقورة الرزينة تراقب باهتمام وهدوء الصحراء ـ المسرح، هدوء القويّ المسيطر على أشيائه، فلا تخذله قوّته ولا يخذله اتباعه وتقديرهم وتبجيلهم لحقيقة السطوة الفعلية لهذه الكائنات الخرافية، المعمّمة بالضباب والغموض والأسرار العصيّة على البشر.
ينفتح منجم الأساطير والحكايات والمرويات، ويختلط وينشبك مع الأحداث والوقائع، ليختلط الأسطوريّ بالواقعيّ، والسرابيّ بالحقيقيّ، وعناصر الطبيعة بشخصيات الرواية، فلا يعود التمييز ممكنا بين الادوار، وما من سرد خاصّ بالبشر، بل هو يسيل على لسان الجماد والحيوان بلغة الرمز والإشارة، ويصبح التخاطب ممكنا بل مفتوحا بين الجماد والإنسان، الحيوان والإنسان، كلٌّ يفهم تماما ما يريده الآخر، وما هي حدود دوره في هذا العبور الصحراوي وإن بدا الخلود والبقاء للطبيعة وأشيائها، فالصحراء نداء، يدوّخ المنادى ويسلبه عقله ( الصحراء مثل الأغاني السماوية، إذا لم ترتو من لحنها قتلك العشق والجنون ) المجوس ج 1 ص 79.
يبدو جهد إبراهيم الكوني تأسيسيا في سياق كتابة رواية عربية صحراوية بامتياز، والمفارقة هي في المخالفة الأصيلة والمبتكرة التي تتمثل في التوظيف المبدع لجنس أدبي غربي قائم على الاجتماع والمدينة أساسا، وتكريسه للكتابة عن الصحراء القائمة على الانفصال والوحدة. الأمر الذي ألمح إليه الروائي المصري يوسف القعيد في إحدى المقابلات التلفزيونية. ويبدو نجاح الكوني معتمدا بالدرجة الاولى على التواصل العميق والقدرة على التخاطب واستنطاق الصحراء ومفرداتها بلغة شعرية حيّة ( لا أرى أنّ باستطاعة أيّ قوّة أن تمزّق الحجاب الذي يلفّ الصحراء غير الشعر ) المجوس ج 2 ص 45.
والأمر الآخر هو تمثُّلُ ثقافة شفوية موغلة في القدم والبكارة، وإعادة إنتاجها كتابيا لتحتل مكانها اللائق في ثقافات العالم وآدابه العظيمة. ( وتقول الأسطورة أنّ الخالق فضأ العالم وجرّده من الحياة كي يتفرّغ لخلق المخلوق فصنع الصحراء الكبرى. خلق المخلوق وراقته سكينة الصحراء فباركها وخلق في قلبها "واحة واو" وتنفّس الصعداء. ولازالت التنهيدة الجليلة تسمع في سكون الصحراء حتى اليوم، والأصوات التي تدمدم في الفراغ كالأنغام هي أنفاسه الجليلة فأصبح الإنصات للصمت عبادة. ولم يكن لغير المعمّرين، الذين ذاقوا طعم السكينة، أن يفهموا سرّ هذه اللغة. فاتّخذوها " واوا " أخرى يقضون في رحابها اللحظات المعدودة من حياتهم الفانية. وكثيرا ما يضرب الحكماء منهم صدورهم النحيلة ليردّدوا: " واو الحقيقية هنا. قفص الصدر أسوارها والسكون لغتها " ) المجوس ج 1 ص 278.
رواية المجوس ـ جزءان ـ
المؤلف : إبراهيم الكوني
الناشر : دار التنوير للطباعة والنشر ـ تاسيلي للنشر والإعلام.

قديم 11-23-2011, 04:03 PM
المشاركة 65
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
رواية المجوس تفوز بالجائزة الكبرى في سويسرا !!
٭٭ اسم الكتاب :المجوس
٭٭ اسم المؤلف : إبراهيم الكوني

٭٭ الناشر: دارالتنوير للطباعة والنشر
أعلن يوم ٢٠\٦\٢٠٠١م عن منح الكاتب الليبي إبراهيمالكوني جائزة اللجنة العليا للآداب المنشورة باللغة الألمانية للعام الحالي، وهيجائزة كبرى تقدمها الحكومة الفدرالية السويسرية للكتابة المنشورة باللغة الألمانيةويحلم كل كاتب أن ينالها.
وقد ترجم الرواية من العربية إلى الألمانية هارتموتفيندريخ. وتناولتها الأوساط الأدبية لدى الناطقين باللغة الألمانية باهتمام كبيروإعجاب، فهي نوع من الأدب الرفيع جدا، ومن الفكر الأسطوري الملحمي عن الحياة فيالصحراء العربية، فالكاتب هو من ليبيا وعاش في الصحراء الليبية ويعرف ما هي حياةالصحراء.
فهو عندما يكتب عنها يجعل للصحراء قيمة عالية ويجعلها جنة فكرية تمنحساكنها الحكمة والصبر والحب والإخلاص.
يكتب عن حيوانات الصحراء بتقديس يرفع منقيمة هذه الحيوانات ليجعل القاري يعشقها، لأن الكاتب يجعل منها رفيقا وصديقا ومحباومنافسا.
يكتب عن أجواء الصحراء التي نعرفها نحن العرب سكان الصحراء، ولكنهعندما يكتب عن الصحراء ورمالها وأعاصيرها وأشواكها وشجيراتها وشمسها المحرقة يجعلكتفخر بالانتماء إلى هذه البيئة الفقيرة لأنه جعل من هذه الصحراء بكائناتها الحيةمنها والجماد فيها وأجوائها الصعبة جنة للفكر والفلسفة.
وللكاتب الليبي إبراهيمالكوني تخصص فى كتاباته عن الصحراء وسكانها إنسهم وجنهم ( أهل الخفاء كما يسميهمدائما في رواياته) وحيواناتها وهوائها وترابها وشمسها، فجميع كتبه التي أخرجها لناوهي عديدة (تزيد عن ٣٠ رواية) تتحدث عن الصحراء. وعلى الرغم من أنه حصر فكره فىالثقافة الصحراوية والكتابة عنها، إلا أنه أثبت للقراء أن الفكر والحديث عن الصحراءبحر كبير وواسع بسعة الصحراء، ولن تجد التكرار في أي من كتبه، وجميعها غنية بالفكروالفلسفة والرؤية الصحراوية من أهلها أو من أرضها أو من حيواناتها أو من حشراتها.
ويؤرخ الكاتب بداية الأسطر الأولى من روايته في ٢٠\١٢\١٩٨٩م وانتهى منها في٢٨\١٢\١٩٩٠م وهى رواية طويلة وضعها بجزئين متساويين، كل جزء منها ٣٦٥ صفحة، أي أنهقضى سنة كاملة فى كتابة هذه الرواية الرائعة عن الحياة في الصحراء وأساطيرالصحراء.
يقول الناشر فى تعريف الكتاب في هذا العمل الملحمي ندخل عالما يأسرنامن الوهلة الأولى بغرابته وفرادته وجدته، عالم تتقاطع فيه الأساطير الموروثةوتعاليم الأسلاف بتأملات الحكماء والشيوخ والعرافين وأشواق الباحثين عن اللهوالحرية وصبوات الطامعين بامتلاك الذهب والفضة
تتمحور رواية المجوس حول محاولةاستعادة الجنة المفقودة أو بالأحرى إقامة المدينة الأرضية ( مدينة السعادة) المعادلة للفردوس الضائع، لكن الخطيئة التى أخرجت الجد الأكبر للبشر ( مندام ) منالفردوس إلى عالم الشقاء الأرضي ما تزال تلاحق نسله
وإذ تعيد رواية المجوس طرحالأسئلة الخالدة عن معنى الوجود والمغامرة الإنسانية والمصير والسلطة والحضارة .. مستخدمة عالم الطوارق المعقد والغني رغم بساطة حياتهم بمثابة مادة قصصية تخييلية .. وسيكتشف القارئ أنها تمثل موقع الصدارة في الأدب الروائي العربي المعاصر.
==

السيناريو في أسلوب إبراهيم الكوني رواية المجوس أنموذجاً
مفتتح: حالتان تلتهمان الواقع، الحلم وإبراهيم الكوني

يمكن أن نجد على الخارطة الأدبية المصرية أكثر من نجيب محفوظ، ينقلون إلينا خفايا الحياة في الحواري المصرية بكل تفاصيلها، ويمكن أن يقدمّ لنا المشهد الروائي العالمي أكثر من غابرييل ماركيز ليمتعنا بروائع الرواية، ولكننا لن نجد في طول وعرض هذا العالم سوى " إبراهيم الكوني" واحد وواحد فقط ، فهو الذي أدخلنا إلى مجاهل الصحراء فعرفنا إلى عالمها المليء بالإثارة والتشويق، لدرجة يدفعنا فيها أحياناً إلى التسليم بأن متعة الحياة لا تستقيم سوى في تلك المساحة الهائلة من الياباس.

إبراهيم الكوني هو النافذة الوحيدة التي أتاحت للعالم الإطلال على حياة الطوارق- سكان الصحراء الكبرى- ليكتشف هذا الكيان الغامض بكل أنشطته الاجتماعية والاقتصادية، وليضعنا مباشرةً أمام ميثالوجياه الشعبية، الغنية بالأسطورة المتعة.

الكوني ليس مجرًّد مرآة عاكسة لما شاهده أوسمعه عن الحياة الصحراوية، يسوق مشاهدها بشكل تقريري أو إخباري، أنه يتمتع بحس مرهف للغاية، إذ يُحيل تلك الكتل الرملية الجافة ونتوءات كاف الجنون الصلدة، ورياح القبلي القاسية، وقطعان المهاري المنفلته في مجاهل الصحراء إلى صورة روائية ملفته، حتى مغلفّات الشاي الأخضر المكتوم في خزانة بيتك، تتحول إلى شيء أشبه بالتبر عندما تقرأ للكوني، للرجل مقدرة غريبة لإكسابك عادة من عادات الطوارق بمجرد قراءة عابرة إنه بكلمات بسيطة يحيل الياباس وصهد القبلي المزعج إلى مبهج من مباهج الحياة، حتى الفراغ يحيله إلى صمت فلسفي.

قدرته على صياغة التراكيب اللفظية الأنيقة والممتعة، واقتراب أسلوبه السردي من الصور الشعرية في بعض المواضع- في وقت يستخدم ذات الأدوات " الصحراء- المهري- القبلي- القبيلة ... الخ" في كل رواياته تكسبه المزيد من الأهمية.

السيناريو عند الكوني

ربما يتساءل القارئ العابر لروايات الكوني: لماذا الإصرار على تحديد الزمان والمكان وما يتبعهما من تفصيل أخري؟ كوصف الملابس، ورسم حركة الشخوص، بل وحتى تحديد أهمية المشهد، أو ما يعرف بحجم اللقطة، ويمكن أن نلمس ذلك بشكل واضح في رواية المجوس بجزأيها والتي سنستشهد بها في مواضع قليلة كأنموذج فقط.

المشتغلون بكتابة السيناريو أكثر من يعاني قلق ترجمة النص، فالنص " الخام" سواء كان فكرة أو قصة أو رواية عادة ما يكون مليئاً بالصور اللفظية الجمالية، التي تصف الوجدانيات، والتي يصعب الإيحاء بها لذلك ، فهي فقيرة إلى رسم الحركة، ووصف الزمان والمكان وتحديد لون ونمط "الإكسسوارات" فجملة في أية رواية "تصف فتاة تنظر إلى القمر الشاحب شحوب وجهها" لا يمكن أن تبوح بأكثر من ذلك ولا يمكن ترجمته بسهولة إلى مشهديه.

(في الجانب الآخر من السهل، على طول العراء المجاور لـ دايدينان الجنوبي، تطاول عبيد الأميرة في السماء وبدؤوا في تشييد البنيان أيضاً.. انتشروا على السفوح منذ صباح اليوم التالي للوصول وبدؤوا يصففون الأحجار بجوار المضارب.. احتجبت الأميرة في الخباء وتعاون الزنوج في تثبيت أوتاد الخيمة الجلدية الكبيرة الموسومة بنقوش الزينة ورموز التعاويذ .. في الليل طوّقها الريح بحزام من الرمال فجاء الأتباع في الصباح وأفرغوها في الغرائر ثم عادوا بالجمال وعلقوها في طوق لحماية الخيمة من غزوات الغبار ورجعوا لاستجلاب صخور البناء.
"المجوس ـ الجزء الأولـ ص 46"

في هذا المقطع نلاحظ مقدرة الكوني على إقحام كم كبير من التفاصيل الزمنية والمكانية دون التفطن إلى كونها مقصودة لسلامة السرد.

(وتعاون الزنوج في تثبيت أوتاد الخيمة الجلدية الكبيرة الموسومة بنقوش الزينة ورموز التعاويذ)

لماذا يكرر الكوني وصف " الإكسسوارات" والأثاث ؟ ككاتب سيناريو أمين، ونحن نعلم من رواياته السابقة أن الخيمة في الصحراء لا تكون إلا من الجلد عادة، لماذا يصف لنا كل حركة بدقة متناهية؟

هل تعمُّقه في مجال دراسة السيناريو هو الذي قاده إلى الأسلوب؟ أم أنه درس السيناريو خصيصاً لإحكام القبض على زمام الرواية " الزمانية ـ المكانية" لكونه يستعمل أدوات وخامات كـالصحراء ـ الطوارق) التي لا يمكن أن تكون واضحة عند المتلقي إلا بإمعان الوصف والتصوير.

(في الخيمة خيّم السكون وبدأت شعائر الاجتماع، هدأ القبلي وارتفع اللهب ورائحة الشواء، سعل الزعيم مرتين قبل أن يختتم مراسم الاحتفاء ويمارس صلاحيات الزعامة..أحكم القناع الأزرق حول وجهه وقال:
بلغني أنكم تطلبون الإذن بالجوار والاستقرار، تابع الرسول مثلثات الكليم بسبابتة النحيلة، وأجاب بعد صمت جليل:
- حق
أقبل أحد الأتباع وطاف على الحاضرين يوزًّع الدور الأول من الشاي، رشف الزعيم ووضع الكأس بجوار الركيزة).

المكان/ الخيمة
الزمان/ ليلي

سعل الزعيم مرتين/ أحكم القناع الأزرق حول وجهه/ تابع الرسول مثلثات الكليم بسبابته النحيلة وضع الكأس بجوار الركيزة/
كلها إحداثيات وصفية إما أن تحدد حجم اللقطة أو نوع ولون الإكسسوار، أما التوقيت فقد عرفناه ضمناً من الجملة الثانية "هدأ القبلي وارتفع اللهب ورائحة الشواء".
فمن طبيعة القبلي أن يهدأ ليلاً، وأفضل وقت للشواء هو الليل عند حلقات السمر.

مواءمة بين جمال السرد وأمانة الوصف

كثيراً ما يربك الروائيون المتلقي بتواصل السرد من خلال إغراقه في مشاهد مملة تتراص فيها الجمل والصور بشكل إنشائي لأهدف له سوى الحفاظ على تقاليد الرواية شكلياً، غير أن الكوني تمتع بخاصية تجاوزُ هذه العقبة وأجاد أسلوب القطع في مواضع القطع الصحيحة والتي تشابه أسلوب النقل من مشهد إلى آخر مغاير تماماً في الخيالة .. كما أنه أتقن تبادل الحوار بينه وبين الراوي الذي يستلم منه مهمة السرد في الرواية.

في الجلسة التي جَمَعتْ شيخ القبيلة والرسول وبعض رجال القبيلة تتحول اللقطات إلى دوران متكرر لالتقاط نفس الوجوه، وحتى يكسَّر من حدة تتابع هذه اللقطات فأنة يدخل لقطةً اعتراضية" " "cutawayتتمثل في تركيز اهتمام القارئ على إصبع الرسول وهو تتابع المثلثات البيضاء فوق الكليمة التواتية.

"وعندما أعلن الحاجب عن وصول المهاجر هبَّ واقفاً فنهض الشيوخ تباعاً تقدمهم لاستقباله .. ولكن الرحالة دخل الرواق بخطوات واسعة كأنه مازال يقطع فلوات الصحراء، شيخ نبيل طويل القامة، نحيل صارم، في عينيه تصميم المهاجرين الأبديين وحنانهم أيضاً.. وجنتاه بارزتان خلف لثام رمادي هزيل، بشرته محروقة بالشمس الطاغية ، يطوّق خاصرته بحزام الكتان ويمسك بيده اليمين عكازاً قديماً من السدر، تقدم نحو السلطان وعانقه طويلاً، ثم تراجع خطوتين".

ليس هناك من رسم مشهدي أكثر تفصيلاً من هذا السرد والذي يتعدى التزامات الروائي التقليدي تجاه المتلقي، إذ يمكن أن يؤدي هذا الإفراط الوصفي زماناً ومكاناً وحركة في إرباك النص فيتحول من قطعة لفظية جمالية إلى سيناريو متخن بالتفاصيل عندما يحملها الروائي أكثر مما تحتمل، غير أن الكوني بمواهبه الفطرية وارتكازه على خامات بنيوية غير متاحة لغيره " ميثالوجيا الصحراء" وقدرته على ابتكار الصور البلاغية كالمحسنات البديعية البعيدة عن البهرجة والمعاني المبهمة، واستطاع أن يوائم بين المتعة والوصف التوثيقي، ناهيك عن كون النص قطعة شعرية بامتياز.

لكن السؤال المطروح دائماً من أي للكوني بكل هذه الالتقاطات، وهذه التفاصيل، وهو الذي غادر الصحراء غضاً صغيراً يافع القلب، الإجابة لدي الكوني فقط لو وجد من يتجرأ ويسأله هذا السؤال.
_____
* نشرت بالعدد 11 من صحيفة المشهد الليبية

قديم 11-23-2011, 04:07 PM
المشاركة 66
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
المجوس
الجزء الاولى
في هذا العمل الملحمي ندخل عالمًا يأسرنا من الوهلة الأولى بغرابته وفرادته وجدّته, عالمًا تتقاطع فيه الأساطير الموروثة وتعاليم الأسلاف بتأملات الحكماء والشيوخ والعرّافين وأشواق الباحثي عن الله والحرية وصبوات الطامعين بإمتلاك الذهب والسلطة.
لكن عالم الصحراء أوسع من أن يقتصر على الإنسان, فهو يمتد ليشمل عناصر الطبيعة الصحراوية القاسية وكائناتها الخفيّة وحيواناتها ونباتاتها. ففي هذا العالم حيث تطرف الطبيعة وقسوتها تندفع الأشياء والكائنات والأحداث والبشر حتى النهايات القصوى لتكتشف عن مضامينها وابعادها وحدودها, إذا لامجال هنا للتسويات والمساومات والمهادنات. فلا توسط بين الله والذهب, بين تطلب الحقيقة وشهوة السلطة, بين نبالة الروح وهوة التملك طالما أن المجوسي ((ليس من عبد الله في الحر ولكن من أشرك في حبه الذهب).
مامن وجه واحد للمجوسي هنا إذا يتجلى في العديد من الشخصيات اللاهثة خلف الثروة والمال والسلطة والنفوذ, فالمجوسي قد يكون حاكمًا (السلطان أورغ) أو صوفيًا مزيفًا (شيخ الطريقة القادرية) أو تاجرًا (الحاج البكاي) أو عرّافًا (العجوز تيميط) أو باحثًا عن الانتقام (القاضي الشنقيطي) أو ..., بل لعل في كل إنسان يكمن مجوسي يتحين غفلة من العقل والروح ليطل برأسه ويتلبسه.

الجزء الثاني
تتمحور رواية ((المجوس)) حول محاولة استعادة الجنة المفقودة أو بالأحرى إقامة المدينة الأرضية (مدينة السعادة) المعادلة للفردوس الضائع, لكن الخطيئة التي اخرجت الجد الأكبر للبشر (مندام) من الفردوس إلى عالم الشقاء الأرضي ماتزال تلاحق نسله.
فإذا كان خروج مندام وشقاؤه في العالم نتيجة لاستيلاء فتنة وإغواء المرأة على عقله وقلبه وجسده, فإن نسله مسكون بفتنة وإغواء الذهب كما بغواية السلطة وجبروت القوة.
من هنا إخفاق المحاولات المتكررة للإنسان في بناء المدينة الأرضية, ومن هنا المصير الفاجع المأساوي الذي أحاق بمدينة الذهب ((تمكبتو)) ومثيلتها ((واو)) التي حلم السلطان "أناي" بتشييدها في نقطة تقاطع طرق القوافل في الصحراء الكبرى.
وإذ تعيد رواية ((المجوس)) طرح الأسئلة الخالدة عن معنى الوجود والمغامرة الإنسانية والمصير والسلطة والحضارة والجنس والموت مستخدمة عالم الطوارق - المعقد والغني رغم بساطة حياتهم - بمثابة مادة قصصية وتخييلية, فإن لها الحق - وهذا ما سيكتشفه القارئ - في أن تمثل في موقع الصدارة من الأدب الروائي العربي المعاصر

قديم 11-23-2011, 04:21 PM
المشاركة 67
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
المجوس
الجزء الاولى
في هذا العمل الملحمي ندخل عالمًا يأسرنا من الوهلة الأولى بغرابته وفرادته وجدّته, عالمًا تتقاطع فيه الأساطير الموروثة وتعاليم الأسلاف بتأملات الحكماء والشيوخ والعرّافين وأشواق الباحثي عن الله والحرية وصبوات الطامعين بإمتلاك الذهب والسلطة.
لكن عالم الصحراء أوسع من أن يقتصر على الإنسان, فهو يمتد ليشمل عناصر الطبيعة الصحراوية القاسية وكائناتها الخفيّة وحيواناتها ونباتاتها. ففي هذا العالم حيث تطرف الطبيعة وقسوتها تندفع الأشياء والكائنات والأحداث والبشر حتى النهايات القصوى لتكتشف عن مضامينها وابعادها وحدودها, إذا لامجال هنا للتسويات والمساومات والمهادنات. فلا توسط بين الله والذهب, بين تطلب الحقيقة وشهوة السلطة, بين نبالة الروح وهوة التملك طالما أن المجوسي ((ليس من عبد الله في الحر ولكن من أشرك في حبه الذهب).
مامن وجه واحد للمجوسي هنا إذا يتجلى في العديد من الشخصيات اللاهثة خلف الثروة والمال والسلطة والنفوذ, فالمجوسي قد يكون حاكمًا (السلطان أورغ) أو صوفيًا مزيفًا (شيخ الطريقة القادرية) أو تاجرًا (الحاج البكاي) أو عرّافًا (العجوز تيميط) أو باحثًا عن الانتقام (القاضي الشنقيطي) أو ..., بل لعل في كل إنسان يكمن مجوسي يتحين غفلة من العقل والروح ليطل برأسه ويتلبسه.

الجزء الثاني
تتمحور رواية ((المجوس)) حول محاولة استعادة الجنة المفقودة أو بالأحرى إقامة المدينة الأرضية (مدينة السعادة) المعادلة للفردوس الضائع, لكن الخطيئة التي اخرجت الجد الأكبر للبشر (مندام) من الفردوس إلى عالم الشقاء الأرضي ماتزال تلاحق نسله.
فإذا كان خروج مندام وشقاؤه في العالم نتيجة لاستيلاء فتنة وإغواء المرأة على عقله وقلبه وجسده, فإن نسله مسكون بفتنة وإغواء الذهب كما بغواية السلطة وجبروت القوة.
من هنا إخفاق المحاولات المتكررة للإنسان في بناء المدينة الأرضية, ومن هنا المصير الفاجع المأساوي الذي أحاق بمدينة الذهب ((تمكبتو)) ومثيلتها ((واو)) التي حلم السلطان "أناي" بتشييدها في نقطة تقاطع طرق القوافل في الصحراء الكبرى.
وإذ تعيد رواية ((المجوس)) طرح الأسئلة الخالدة عن معنى الوجود والمغامرة الإنسانية والمصير والسلطة والحضارة والجنس والموت مستخدمة عالم الطوارق - المعقد والغني رغم بساطة حياتهم - بمثابة مادة قصصية وتخييلية, فإن لها الحق - وهذا ما سيكتشفه القارئ - في أن تمثل في موقع الصدارة من الأدب الروائي العربي المعاصر

قديم 11-23-2011, 04:22 PM
المشاركة 68
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
إبراهيم الكوني

(ولد في غدامس في 1948) روائي ليبي نال جائزة الدولة الاستثنائية الكبرى التي تمنحهاالحكومة السويسرية أرفع جوائزها، وذلك عن مجمل أعماله الروائية المترجمة إلى الألمانية. اختارته مجلة «لير» الفرنسية بين خمسين روائياً من العالم اعتبرتهم يمثلون اليوم «أدب القرن الحادي والعشرين»، وسمتهم «خمسون كاتباً للغد». فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب في دورتها الثانية 2007-2008.
نشأته

ولد بغدامس - ليبيا عام 1948.أنهى دراسته الابتدائية بغدامس، والإعدادية بسبها، والثانوية بموسكو، حصل على الليسانس ثم الماجستير قي العلوم الأدبيّة والنقدية من معهد غوركى للأدب بموسكو.1977
يجيد تسع لغات وكتب ستين كتاب حتى الآن، يقوم عمله الادبي الروائي على عدد من العناصر المحدودة، على عالم الصحراء بما فيه من ندرة وامتداد وقسوة وانفتاح على جوهر الكون والوجود. وتدور معظم رواياته على جوهر العلاقة التي تربط الإنسان بالطبيعة الصحراوية وموجوداتها وعالمها المحكوم بالحتمية والقدر الذي لا يُردّ.
نشر إنتاجه الأدبي بجريدة فزان– البلاد – الفجرالجديد – الحرية – الميدان – الحقيقة – الأسبوع لثقافي – طرابلس الغرب – مجلة المرأة – ليبيا الحديثة – الكفاح العربي – الصداقة البولونية. وينتمى إبراهيم الكونى إلى قبيلة الطوارق (الامازيغ) وهى قبيلة تسكن الشمال الافريقى من ليبيا إلى موريتانيا كما تتواجد في النيجر، وهذة القبيلة مشهورة بأن رجالها يتلثمون ونسائها يكشفون وجوههم.
ويمكن القول أن رواياته تنتمى ادبياً إلى مجال الرومانسية الجديدة والتي تتسم بتخييل الواقع أو تغريبة إن جاز استخدام مصطلح الشكليين الروس.
وينتقده البعض انه اسير الرواية الصحراوية بعناصرها المتكررة إلى درجة الملل، وانه انحاز إلى الصحراء واهلها الطوارق إلى درجة النكران، نكران عناصر أخرى هامة في حياته، خاصة وانه عاش بعيدا عن الصحراء أكثر مما عاش فيها.
الجوائز
  • - جائزة الدولة السويسرية، على رواية" نزيف الحجر" 1995م.
  • - جائزة الدولة في ليبيا، على مجمل الأعمال 1996م.
  • - جائزة اللجنة اليابانية للترجمة، على رواية " التبر" 1997م.
  • - جائزة التضامن الفرنسية مع الشعوب الأجنبية، على رواية" واو الصغرى" 2002م.
  • - جائزة الدولة السويسرية الاستثنائية الكبرى، على مجمل الأعمال المترجمة إلى الألمانية، 2005م.
  • - جائزة الرواية العربية(المغرب)، 2005م.
  • - جائزة رواية الصحراء(جامعة سبها – ليبيا) 2005م.
  • - وسام الفروسية الفرنسي للفنون والآداب 2006م.
  • - جائزة(الكلمة الذهبية)من اللجنة الفرنكفونية التابعة لليونسكو
  • - جائزة ملتقى القاهرة الدولي الخامس للإبداع الروائي العربي 2010م
مجالات تأليفه

الرواية، الدراسات الأدبية والنقدية، السياسة، والتاريخ
المناصب التي تقلدها

- عمل بوزارة الشئون الاجتماعية بسبها ثم وزارة الإعلام والثقافة
- مراسل لوكالة الأنباء الليبية بموسكو 1975
- مندوب جمعية الصداقة الليبية البولندية بوارسو 1978.
- مستشار إعلامي بالمكتب الشعبي الليبي (السفارة الليبية) بموسكو 1987.
- مستشار إعلامي بالمكتب الشعبي الليبي(السفارة الليبية) بسويسرا 1982.
إصداراته
  1. - ثورات الصحراء الكبرى 1970.
  2. - نقد ندوة الفكر الثوري 1970.
  3. - الصلاة خارج نطاق الأوقات الخمسة (قصص ليبية) 1974.
  4. - ملاحظات على جبين الغربة (مقالات) 1974.
  5. - جرعة من دم (قصص) 1993.
  6. - شجرة الرتم (قصص) 1986.
  7. - رباعية الخسوف (رواية) 1989:
    1. - الجزء الأول : البئر
    2. - الجزء الثاني : الواحة
    3. - الجزء الثالث : أخبار الطوفان الثاني
    4. - الجزء الرابع : نداء الوقواق
  8. - التبر (رواية) 1990.
  9. - نزيف الحجر (رواية) 1990.
  10. - القفص (قصص) 1990.
  11. - المجوس (رواية) :
    1. - الجزء الأول 1990.
    2. - الجزء الثاني 1991.
  12. - ديوان النثر البري (قصص) 1991.
  13. - وطن الرؤى السماوية (قصص – أساطير) 1991.
  14. - الخروج الأول إلى وطن الرؤى السماوية (مختارات قصصية)1991.
  15. - الوقائع المفقودة من سيرة المجوس (قصص) 1992.
  16. - الربة الحجرية ونصوص أخرى 1992.
  17. - خريف الدرويش (رواية – قصص – أساطير) 1994.
  18. - الفم (رواية) 1994.
  19. - السحرة (رواية):
    1. - الجزء الأول : 1994.
    2. - الجزء الثاني :1995.
  20. - فتنة الزؤوان، الرواية الأولى من ثنائية خضراء الدمن 1995.
  21. - بر الخيتعور (رواية) 1997.
  22. - واو الصغرى (رواية) 1997.
  23. - عشب الليل (رواية)1997.
  24. - الدمية (رواية) 1998.
  25. - صحرائي الكبرى (نصوص) 1998.
31- الفزاعة (رواية) 1998.
32- الناموس – بحثا عن ناموس ل(واو) (نصوص) 1998.
33- في طلب الناموس المفقود (نصوص) 1999.
34- سأسر بأمري لخلاني الفصول (ملحمة روائية) 1999:
34- الجزء الأول : الشرخ
35- الجزء الثاني : البلبال
36- الجزء الثالث :برق الخلب
37- أمثال الزمان (نصوص) 1999.
38- وصايا الزمان (نصوص)1999.
39- نصوص الخلق (نصوص) 1999.
40- ديوان البر والبحر (نصوص) 1999.
41- الدنيا أيام ثلاثة (رواية) 2000.
42- نزيف الروح (نصوص) 2000.
43- أبيات (نصوص) 2000.
44- بيت في الدنيا وبيت في الحنين (رواية) 2000.
45- رسالة الروح (نصوص) 2001.
46- بيان في لغة اللاهوت، لغز الطوارق يكشف لغز الفراعنة وسومر (موسوعة البيان) 2001.
46- الجزء الأول : أوطان الأرباب
47- الجزء الثاني: أرباب الأوطان 1
48- الجزء الثالث: أرباب الأوطان 2
انظر أيضاً

· 1. ^ http://www.elaph.com/ElaphWeb/Culture/2008/2/300906.htm مجلة الحرس الوطني

قديم 11-24-2011, 02:26 PM
المشاركة 69
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
إبراهيم الكوني (روائي ليبي)المصدر - برنامج: إضاءات - تاريخ الحلقة : الجمعة 10/7/2009بداية إبراهيم الكوني في سويسر.

اتركي الدخيل: أستاذ إبراهيم سوف نتحدث منذ بداياتك. المعروف أنك هجرت العالم العربي منذ كنت صغيراً. التحقت للدراسة بروسيا في فترة مبكرة. انتقلت درست في معهد غوركي، وانتقلت بعد ذلك في مراحل يعني النضج إلى سويسرا في جبال الألب، وهناك أنتجت معظم أعمالك التي تزيد على 70 عملاً أدبياً، نال الكثير منها.. نلت عليها الكثير من الجوائز العالمية والعربية. البعض يعتبر أن تشكل إبراهيم الكوني في الخارج يعني يمكن أن يعتبر سلبية في حقك، بالنظر إلى عدم اهتمامه بقضايا وطنه العربي في رواياته وأطروحاته؟

إبراهيم الكوني: هذا يعتمد على ماهية هذا الاهتمام بالعالم العربي. أعتقد أن الاهتمام هو معرفي بالدرجة الأولى، يجب أن نضع في أذهاننا أن الإنسان لا يغترب عبثاً. الإنسان يغترب حاملاً بقلبه رسالة ما، وليس من الصدفة أن كلّ أصحاب الأفكار العظيمة، منذ بداية التاريخ حتى الآن هم أناس مغتربون.تركي الدخيل: تعتبر نفسك منهم؟

إبراهيم الكوني: لا.. أعتقد. لا أضع نفسي في هذه المكانة، ولكن لا بد أن نستدل بالرسل، الرسل أيضاً كانوا مغتربين، كلهم كانوا مهاجرين.

تركي الدخيل: إذاً هل اخترت أنت الغربة لهذه الغاية؟ أم أنك استثمرت وجودك بالغربة؟

إبراهيم الكوني: لا. الأقدار هي التي تختار. عندما تختار أنت رسالة ما، لا بد أن تختارك هذه الرسالة أيضاً، وتنفيذ أي رسالة يحتاج إلى تقنيات دنيوية. أحد هذه التقنيات الدنيوية هي طلب المعرفة لإيجاد وسائل أو اللغة بالمعنى المجرد، واللغات بالمعنى الحرفي، لتجسيد هذه الرسالة، أو لتمرير هذه الرسالة، أو للتعبير عن هذه الرسالة.رسالة الصحراء هي رسالة إبراهيم الكوني .

تركي الدخيل: ما هي الرسالة الأساسية لدى إبراهيم الكوني من خلال هذا الإنتاج التي يودّ أن يبلغها أن ينشرها؟

إبراهيم الكوني: تعتقد أن هناك رسالة تعلو على رسالة الصحراء التي بعثت كل رسائل الرسل؟ لا أعتقد أنه ثمة رسالة أعظم من رسالة الصحراء التي بعثت للوجود كل الأفكار، التي ما زلنا نستنير بها إلى اليوم، ليست الديانات فقط، وإنما كل الأفكار التي صنعت الحضارة.إبراهيم الكوني: يقيناً لأنهم راحلون. الإنسان الراحل هذا دينه الحرية. والحرية هي التي تُنتج التأمل، والتأمل هو الذي يُنتج الأفكار التي بدأت بالديانات والمعتقدات وانتهت إلى المصير البائس على أيدي أهل الاستقرار. هناك جدل بين المستقرين وبين الراحلين عبر التاريخ، ولهذا هذا التزوير خلق بينهم عداوة خفية. نحن نعلم جميعاً أن البدو هم أعداء تاريخيين لأهل المدن.

تركي الدخيل: تقول في كتابك الصحف الأولى في صفحة 152: الصحراء بديلة لمبدأ الميتافيزيقيا، أوعالم الغيبيات إن صحت العبارة. من عاش تجربة الصحراء ليس بحاجة أن يعيش تجربة الميتافيزيقيا، ماذا تقصد بهذه العبارة؟ هل تقصد بأن الذي يعيش بالصحراء لا يحتاج إلى الغيبيات؟فلسفة الكوني للحرية

إبراهيم الكوني: لا. هذه العبارة معناها أعتقد واضح، وهو أن الصحراء كنموذج جمالي هي المكان الوحيد الذي نستطيع أن نزور فيه الموت ونعود أحياء من جديد. لأنها هي نموذج للمبدأ الميتافيزيقي الأعلى وهو الحرية. الحرية بمعناها.. ليس بمعناها التقليدي، ولكن بمعناها الكانتي، المفهوم الذي منحه لها كانت دائماً في جميع أعماله وهو نقيض الطبيعة. ولهذا الصحراء طبيعة وليست طبيعة، الصحراء مكان وليست مكاناً، لأنها لا تتوفر على شروط المكان، لأن أول شروط المكان هو إمكانية الاستقرار فيه، وإمكانية الاستقرار في المكان تشترط وجود شيء مادي وهو الماء. ولذا ترفض الإنسان، والإنسان يرفضها أيضاً، لا بد الإنسان أن يرفضه المكان ويبحث في الأفق عن مكان. هذا السباق نستطيع أن نطلق عليه الحرية. الحرية بالفعل في مبدئها الميتافيزيقي لأنها هي برزخ بين الحياة والمطلق.

تركي الدخيل: طيب. هل تعتقد أنه عشر سنوات كانت كافية لمخزون يمكن أن يمدك بكل هذا الخيال عن الصحراء؟

إبراهيم الكوني: ليست هي القصة. هناك قوانين للإبداع، أول هذه القوانين هو أن المبدع لا يكتب عن المكان المجرد أو المكان المرئي. هو يكتب عن ظل مكان، دائماً، هو يكتب عن المكان المتخيل. هو يحمل شعلة المكان في بعده المفقود، أي المكان x الذي يسكنه، الذي يسكنه، ولهذا السبب لا يعني شيئاً عدم حضوري في ذلك المكان، بالعكس ربما الأفضل أن أغترب عن المكان لكي أراه من بعيد. ثم أنني عندما هجرت الصحراء لم أهجرها تماماً لأنها لا تسكنني فقط سكون الطفولة، ولكنها تسكنني كفكرة، تسكنني كرسالة، هذا يعني أنني أقرأ عن الصحراء دائماً، وأتمثل الصحراء دائماً، ويعني قضيتي هي..

قديم 11-24-2011, 03:14 PM
المشاركة 70
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
براهيم الكوني : عزلة السرد بكل اللغات


لا يشبع ابن آدم الاّ التراب – رواية نزيف الحجر


انه يحمل في سرده هموم التذكر العميق منذ طفولته و يستعرض الصحراوي وهو( يعيش العمر كله يمشي خلف الدواب) انه يبتكر لنا رؤية لمعاناة نتخيلها ولا نعرفها عن سكان الصحراء والطوارق وصراعهم وسط الرمل ..
أن رواياته تستقصي - حياة الصحراء، واعماق المكان حينما تكون حياة البادية رحيل دائم، فالتجلي هنا آسر، وأبعاده خليقة بالمتابعة حينما ترى قبائل الطوارق وهم اهله وقبيلته المنتشرة .. يقطعون الصحراء بحثاً عن حلم يعيد للحياة بريقها، ذاك الحلم المرتبط بالماء دائماً. اذ لا تخلو روايات الكوني من هذا الهاجس الإنساني في البحث عن الماء ..


أن صدور ملحمته "المجوس" مترجمة الى الفرنسية من قبل أثار ردود فعل واسعة في الصحافة الأدبية .. حيث صوره الملحق الأدبي لليبراسيون انه مثل نبوءة جديد ة يظهر وسط الصحراء في صورة الروائي الذي يحمل ذاكرته المثقلة بالمعرفة والتذكر .

- أن الخلاص سيجيء عندما ينزف الردان المقدس ويسيل الدم من الحجر. حيث تولد المعجزة التي ستغسل اللعنة، وتتطهر الأرض ويغمر الصحراء الطوفان ..


بهذه الطريقة يقفل الكوني احداث روايته نزيف الحجر ويواصل المضي كل يوم وسط الغابة السويسرية نحو جبال مثقلة بالثلج .. وهو يتذكر صحراء عطشى وعيون الطوارق وهي تبحث عن الماء طوال العمر ..


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 0 والزوار 17)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 11:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.