احصائيات

الردود
8

المشاهدات
4295
 
زهرة الروسان
من آل منابر ثقافية

زهرة الروسان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
146

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Nov 2015

الاقامة
الأردن

رقم العضوية
14295
09-06-2016, 03:50 PM
المشاركة 1
09-06-2016, 03:50 PM
المشاركة 1
افتراضي محاولات أدبية
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
هذا أول موضوع لي أحببت أن أعرض عليكم بعض كتاباتي البسيطة لا أدري أن كان هذا القسم المناسب فاعذروني

اولا قصة قيصيرة بعنوان المعطف
المعطف

أنهت حياكة معطف صوفي لابنتها الصغيرة، وضعته على الأريكة قرب المدفئة، وراحت تراقب هطول الثلج بشغف. حين شد ناظريها ظل ما، أمعنت النظر فإذا بها طفلة بثياب بالية ورجلين عاريتين تجلس تحت درج جيرانهم لتحتمي من الثلج.

غرقت الأم بأفكارها برهة من الزمن ثم قررت أن تعطي الطفلة المعطف الجديد وتحيك لطفلتها آخر. إلتفتت الى الأريكة فلم تجد المعطف، نظرت حولها نظرة متفحصة باحثة عنه فلم تجده، فعاودت النظر من النافذة فلم تجد الطفلة.

بعد لحظات وبينما كانت في حيرة من أمرها، دخلت صغيرتها وقد بدت حمرة شديدة في قدميها من قسوة البرد. أسرعت الأم الى ابنتها تطوقها بحنان لتدفئها وقالت: عزيتي، أين كنت؟ ألم أطلب منك أن تلتزمي الفراش! فأنت لم تشفي من الزكام بعد. وقبل أن تنطق الطفلة لاحظت الأم أحدا لدى الباب رفعت ناظراتها بترقب؛ فإذا بها الطفلة التي كانت في الخارج. لكنها كانت ترتدي حذاء ومعطفا جميلا، كان ذاك الذي انتهت منه الأم قبل قليل.

تبسمت الابنة لأمها وبراءة الطفل في عينيها وقالت: امي، هذه صديقتي الجديدة رأيتها في الخارج. كانت ترتدي ثياب الصيف لأن أمها لا تجيد حياكة الصوف مثلك...هل تمانعين إن أعطيتها الثوب الجديد؟ فالقديم لازال جيدا.

عندها لم يكن لدى الأم رد سوى الدموع.

وأخرى بعنوان "من زاوية أخرى"
من زاوية أخرى

أمسكت قلمها الرصاص و ورقة بيضاءَ ناصعة ، وبدأتْ تجول في عالم الخيال لرسم ملامح قصتها الجديدة . بحثت عن باب جديد مميز لم يتطرق له أحد من قبل . غاصت في بحر خيالها باحثةً عن ضالتها ، لكن بلا جدوى . فتحت نافذة غرفتها المطلة على الشارع ؛ علّها تهتدي بحدثٍ ينبت أفكاراً جديدة ، لكن حاله كان كما اعتادت عليه دائماً ... نفس المشهد الذي تراه يومياً ،فبائع الخضار يقف أمام دكانه و هو يرش الماء على البضاعة حتى لا تذبل من حرارة الصيف، وعامل النظافة يجمع القمامة من الطريق كما اعتاد أن يفعل فأطفال الحي لا يدركون معنى الحفاظ على نظافة الشارع، مع أن الأهالي طالما وبخو الصغار حول هذا العمل السيء . و هذا جارهم سعيد يجلس مع صديقه أمام باب منزله يحدثه عن ذكريات الماضي الجميل، و تلك هي زوجته و قد أعدت لهما الشاي اللذيذ مع أوراق النعناع الخضراء المنعشة . ظلت الفتاة تنتظر لعل شيء ما يعطيها فكرة ، لكنها لم تجنِ ثمار الانتظار .
أغلقت النافذة بتململ ، وأمسكت هاتفها الذكي ، تنقلت عبر فضاء الشبكة العنكبوتية ، لكن كل ما مرت به قد كتب الكثيرون عنه . وضعت الهاتف و استلقت على سريرها بيأس ، كيف لا وهي لم تملك فكرة تدندن حولها منذ شهر.
ضاق صدرها وتملكها الحزن فهي لم تعد تطيق البقاء بلا أي جديد . وفي أثناء صمت قاتل ، ومع اقتراب حلول المساء ؛ تسلل صوت رقيق الى مسامعها ... تبعت مصدر الصوت الى المطبخ ، أطلت من النافذة ؛ فإذا بها جارتهم العجوز تروي ظمأ زهور حديقتها . ألقت التحية قائلة : السلام عليكم يا خالة، أراك تروين الزهور .
العجوز : وعليكم السلام ورحمة الله . أجل عزيزتي إن الزهور عطشى، فالحرارة شديدة اليوم ؛ فنحن في منتصف شهر آب . هذه الزهور مسكينة ؛ لا تجيد طلب الماء حين تشعر بالظمأ ، على غرار باقي المخلوقات هي فقط تحني رأسها علَّ أحداً يفهم ما تريد .
الفتاة : أجل أنتِ محقة فهي لا تصدر أي ضجيج ...خالتي ، ما نوع هذه الزهور؟
العجوز : منها الجوري ، الفل والياسمين وتلك هناك إنها زهرة النرجس. كلها رائعة لكن عن نفسي أفضل الياسمين . وأنت ، أي نوع من الزهور تفضلين؟
الفتاة : أظنني أفضل الورد الجوري ، مع أنني أراها زهوراً في النهاية ؛ لا تختلف كثيراً ، فلها نفس الهدف .
العجوز : أظنك على خطأ ؛ تخيلي العالم كله ليس فيه سوى نوع واحد من الزهور ، وآخر من الأشجار ،ونوع واحد من الصخور والطيور. سيبدو الأمر و كأنك تقرئين الحكاية ذاتها كل يوم ، أو أنك ترين لوحات لذات المشهد من ذات الزاوية ، سيكون هذا مملاً جداً .التنوع يعطي للحياة جمالاً أخّاذاً ... لهذا البشر يختلفون في أشكالهم و ألوانهم و صفاتهم . هل تفهمين!
تبسمت الفتاة ، استأذنت العجوز وعادت لغرفتها مجدداً ليخط قلمها لوحة للزهور ...من زاوية أخرى .

وأخيرا مسرحية صغيرة بعنوان شرف المهنة
شرف المهنة

(المكان: صيدلية، جدران متحركة، طاولة وكرسي في زاوية المسرح)

يقف الصيدلاني ينتظر خروج المفتش من الغرفة الداخلية للصيدلية (الباب الأيمن)

الصيدلاني بقلق: لقد أخذ وقتا طويلاً، ماذا يفعل ؟

يخرج المفتش وبيده صندوق كرتوني صغير فيه أدوية

المفتش: سيدي، هل لي ببعض الأسئلة؟...ما هذا؟

الصيدلاني: كما ترى، مجموعة أدوية.

المفتش: أعلم بأنها أدوية؛ لكنها تحتاج رخصة اقتناء في الصيدليات الخاصة. هل لديك تلك الرخصة؟

الصيدلاني(بقلق): في الواقع لا...لكني لم أخالف، فأنا أبيعها حسب القوانين.

المفتش: يبدو أنك قد أوقعت نفسك في المشاكل. هذا مخالف بلا شك.

الصيدلاني(بهدوء): لا مشاكل يا رجل...لن تخالفني فقط لأجل مجرد رخصة.

المفتش(ساخراً):لا أبداً...(بغضب) مؤكد سأخالفك.

الصيدلاني (مهدداً): يبدو أنك لا تعرف من أكون.

المفتش(متظاهراً الجهل): ومن تكون؟

الصيدلاني (بتعجرف):أنا ابن نقيب الصيادلة.

المفتش: قلت نقيب الصيادلة...(يخرج هاتفا نقالا ويجري مكالمة):صباح الخير سيدي...هل أنهيت جولتك؟...عظيم إذن هل لك أن تغير وجهتك؟...في الواقع هناك أمر أود مناقشته معك في صيدلية الحياة...بضع دقائق فقط! شكرا لك أنتظر وصولك.(يغلق الهاتف ويقول للصيدلاني):إنه في الأرجاء.

الصيدلاني(محدثاً نفسه): يظنني سأرتعش خوفاً...يا لسذاجته.

(بعد لحظات يصل رجل بثوب أنيق)

النقيب: ما الأمر يا مفتش الصحة؟

المفتش: حضرة النقيب، في جعبة هذا الفتى أدوية بلا تراخيص.

النقيب: وهل حصل على مخالفته؟

المفتش: كدت أفعل؛ لكنه تدرع بمنصب والده...فما رأيك؟

النقيب(بحزم): حرر مخالفتك وامض إلى عملك.

المفتش: حاضر سيدي...اسمح لي.

(يغادر المفتش ويظهر على وجه الصيدلاني الغضب)

الصيدلاني (غاضباً): أبي كيف تسمح له أن يخالفني؟!

النقيب(بهدوء): هل لك أن تخبرني ما هذه الأدوية؟

الصيدلاني(بتوتر):إنني...

النقيب(يقاطعه صارخاً): أنك تتاجر بالمخدرات...أبن نقيب الصيادلة يبيع المخدرات...يا لفرحتي.

الصيدلاني: لا يا أبي، كل ما في الأمر أنني لم أرد الوقوع في دوامة الرخص المملة؛ لذا أحضرت القليل لأن ابن صاحب البقالة المجاورة يعاني من حالة عصبية ويحتاج للمهدئات...هو يملك وصفة طبية.

النقيب: كان بإمكانه اللجوء إلى المشفى. عندها سيحصل على الدواء بلا مشاكل.

الصيدلاني: ولمَ يقطع كل تلك المسافة؟ المشفى بعيد. أردت المساعدة.

النقيب: هذا ليس عذراً...كان عليك أخذ رخصة قبل الشروع بهذا...قل لي ، من أحضر لك الدواء.

الصيدلاني: هل ستعاقبه؟

النقيب: بالطبع.

الصيدلاني(بغضب): جميع المسؤولين يتغاضون عن هفوات أبنائهم ، إلا أنت ، تعاقب ابنك قبل الآخرين ليكون عبرة...لماذا لست مثلهم؟ انا مجرد بائع ليس إلا، ما المشكلة؟!

النقيب(بتعجب): مجرد بائع؟ وأين شرف المهنة؟

الصيدلاني(ساخراً): شرف المهنة...ألا يفترض أن يكون هناك مهنة حتى نحفظ شرفها...أحضر أي شخص ودربه على هذي المهنة عندها سيحل محلك حتى بدون شهادة.

النقيب: وإن مات أحدهم بسبب جرعة غير مدروسة أو بسبب تجاوز أحمق؛ عندها من سيكون المسؤول.

يخرج النقيب من الصيدلية(الباب الأيسر)

الصيدلاني: لم يحصل كل هذا معي؟... أنا متعب جدا.

يجلس على الكرسي ويضع رأسه على الطاولة.

تتكرر جملة النقيب الأخيرة (بوجود صدا للصوت)

وإن مات أحدهم بسبب جرعة غير مدروسة أو بسبب تجاوز أحمق؛ عندها من سيكون المسؤول.

من سيكون المسؤول...من سيكون المسؤول...من سيكون المسؤول...

تغلق الأضواء وتتبدل الجدران ليصبح المكان سوق، يخرج مجموعة من الباعة المتجولين يتوزعون كالتالي:

ثلاثة عند الحائط الخلفي.

-الأول يقف أقصى اليمين

-الثاني يقف في الوسط

-الثالث بجانب كرسي الصيدلاني

اثنان يجلسون الأول في زاوية المسرح اليمنى والثاني في اليسرى

واحد يتمشى في المنتصف ويحمل البضاعة

(يخرج مجموعة من الناس على أنهم زبائن)

يبدأ الباعة ينادون لجذب الزبائن لكن بأسماء أدوية عندها تعود الأضواء للعمل يستيقظ الصيدلاني على صوت البائع الاول(يقف بجانبه) ويراقب ما يحدث.

البائع الأول: رأسك يؤلم يا إنسان الـ REVANIN هو الأمان... هيا هيا تعالوا واشتروا.

البائع الثاني(الذي يقف في الجانب الأيسر): اشتري دواء لالتهاب اللثة، واحصل على علبة معقم مجانا.

البائع الثالث(يقف بين التاجر الأول والثاني): احصل على مجموعة BENZODIAZEPIN كاملة بنصف السعر.

البائع الرابع(يجلس في يمين المسرح): Atropine ، Atropine، Atropine

البائع الخامس(يجلس في اليسار):تعاني من الزحار ،الجفاف ،النقرس ، تعاني من الدوار. تعال واختار وأبداً لن تحتار.

المتجول في الوسط: تعال تعال كفاك دلال اشتري مني وستشفى في الحال.

يتقدم رجل عجوز الى البائع الأول

البائع الأول: تفضل...حليب أطفال، شامبوهات أدوية كل شيء موجود.

العجوز: أعاني من ارتفاع السكر في الدم و لدي سعال شديد.

البائع الأول: طلبك عندي (يخرج علبتا دواء) هاك هذا للسكر...والآخر للسعال.

(يقف الصيدلاني ويوقف البائع بيده)

الصيدلاني: انتظر من فضلك.

البائع: ما بك كالمصروع إن أردت دواء انتظر دورك.

الصيدلاني: عفواً...أظن أن هناك مشكلة في الأدوية.

البائع الأول(بغضب): ماذا؟ هل تقول أنني أغش!!

الصيدلاني(يلوح بيده نافيا) : لا أبداً...أقصد في التركيبة.

البائع الأول: و...ما المشكلة؟

الصيدلاني :قال الرجل أنه يعاني من ارتفاع السكر. دواء السعال هذا محلى أي أنه يحتوي على السكر الذي بدوره يضر الرجل. هل لديك واحد آخر؟

البائع الأول: لم أفكر في الأمر ... لحظة فقط ... هل يفي هذا بالغرض؟(يخرج دواء آخر)

الصيدلاني (يتفحصه): أجل ... تفضل يا عم.

يأخذ العجوز الدواء ويمضي. ويعود الصيدلاني ليتجول بين الباعة، فيأتي رجل متوسط العمر للبائع الثالث

الرجل: من فضلك يا سيد، أريد دواء لخفض الضغط.

البائع الثالث: لك هذا...تفضل.

يسرع الصيدلاني ويسحب الدواء من يد الرجل.

الرجل(بغضب): أنت، هذا لي.

الصيدلاني: لحظة سيدي...(ينظر للبائع)عفواً...أراك لم تسأله إن كان يعاني من مشاكل في جهازه التنفسي أو من مرض آخر.

الرجل(بحماسة) : رائع يا بني كيف عرفت؛ لدي تضيق في القصبة الهوائية.

الصيدلاني: هذا الدواء يعمل على تضيق القصبات أكثر...أعطه دواء من مجموعة مختلفة، لا تعمل على مراكز التأثير بالقصبات.

الرجل(يشير إلى أحد الأدوية):كنت أستخدم كهذا من قبل ولم أتضرر.

الصيدلاني: دعني ألقي نظرة...أجل هو مناسب ، تفضل.

يمضي الرجل. ويمسك التاجر بثياب الصيدلاني

البائع الثالث: من سمح لك التدخل في عملي؟!

الصيدلاني(غاضباً): عملك!!! أي عمل هذا كدت تقتل الرجل. هل أنت صيدلاني أصلاً...من سلّمك هذه الأدوية؟

البائع الثالث: هذا عملي مذ كنت طفلاً.

الصيدلاني: طفل!...أين النقابة عن أمثالكم؟

البائع الثالث(ساخرا): النقابة!...تعاني من الأرق.(يدفع الصيدلاني بعيداً)اذهب لا تتدخل مجدداً.

(يبتعد الصيدلاني ليعاود التجول وأصوات الباعة لاتزال)

تأتي سيدة للبائع في الوسط ( المتجول)

السيدة: لو سمحت أعطني دواء كما المرة السابقة، لقد نفد ما لدي وابنتي عادت لحالة التوتر، وأيضا اعطني شيء يساعد على النوم.

البائع المتوسط: لحظة لأبحث...هاذان مناسبان.

الصيدلاني(يتدخل): أعتذر عن تدخلي ...سيدتي مما تعاني ابنتك؟

السيدة: تعاني من التوتر...وهي لا تستطيع النوم.

الصيدلاني: مممم هل لي أن أرى الدواء؟

السيدة (تعطيه الدواء):تفضل.

الصيدلاني : سيدي هل لديك BRAMAZEPAM 3gm ؟؟

البائع المتجول: أجل...هاك واحد.

الصيدلاني( متفحصاً): لا ينفع...منتهي الصلاحية.

البائع المتجول: هذا آخر.

الصيدلاني: جيد جيد...تفضلي، ولا داعي للمنوم فهذا يفي بالغرض ، دعيها تخفف من المشروبات المنشطة كالقهوة والشاي ؛ فهي تزيد من حالتها ...لكن هل لديك وصفة طبية؟...لأن هذا الدواء قد يسبب الإدمان مع الزمن.

السيدة : وصفة !!لا ...لم يعد الطبيب يعطي وصفات طبية...تفضل هذا ثمن الدواء وشكرا لك.

البائع المتجول (غاضباً):أنت، من سلطك علينا...خسرتني ثمن الدواء...من سيعوضني؟

الصيدلاني: الدواء ليس مجرد سلعة . من اعطاك شهادتك؟...هل زورتها؟

البائع (ساخراً):شهادة!!هذا ما كان ينقصني...لقد ولّى عصر الشهادات.

يتجمع الباعة حول الصيدلاني

الأول: من أي زمن أتيت؟...أتسأل عن الشهادات.

الثاني: أنه من زمن الديناصورات.

(يضحكون جميعا ساخرين)

الصيدلاني: أين النقابة عن أمثالكم؟...كيف سمحوا لكم ببيع الأدوية في الشارع بهذا الشكل؟

الثالث :ألا تفهم...النقابة تعاني من الأرق.

الرابع (يدفع الصيدلاني):ارحل عنا نحن لا نريد أمثالك هنا...اذهب وانضم إلى رجال النقابة.

يعلوا صوت ضحكات الباعة عند دخول ثلاث رجال (النقيب والمفتش ومساعد المفتش بثياب بالية)

البائع المتجول: ها قد وصلوا...تعالوا خذوا الجرعة.

النقيب: اعطني علبة...أنا متعب

الصيدلاني(يهز النقيب):أبي ما بك...ماذا تفعل؟

النقيب (بتكاسل): من تكون؟

الصيدلاني(بشدة): أنا ولدك...أنسيتني؟

النقيب: ولدي...ولدي ضيع الأمانة...ليس لدي ابناء

المفتش: ابتعد...نريد أن ننام...أعطني علبة أنا أيضا.

مساعد المفتش : اجعلهم ثلاثة.

الصيدلاني: سيدي ارجوكم.

يتجاهلونه ويكملون السير

الصيدلاني: إلى أين تذهبون.

الرجل الثالث(يلتفت إلى الصيدلاني):لنلعب الورق حتى يزول الأرق(يضحك ضحكة هستيرية)أعجبتني سأدونها.

النقيب: تعال والعب معنا.

المفتش: مصيرك مثلنا.

الصيدلاني: لا...لا أصدق.

النقيب : أنت حر...هيا يا شباب.

يذهب الثلاثة وينهار الصيدلاني .يتجه الى الكرسي يدفعه أحد الباعة

البائع المتجول: عد من حيث أتيت...إلى زمنك يا أحمق... عد الى نقابتك و وصفاتك الطبية.

البائع الأول: سلم على الشهادة(يضحك الباعة)

يجلس الصيدلاني: لا أصدق...ماذا حصل؟ أكل هذا يحدث في لحظات؟...أنا متعب جدا...سأنام...علّي أنسى...كيف سأوقف هذا الهراء؟...ليتني لم أخالف القوانين...ليتني أخرجت رخصة...

يضع الصيدلاني رأسه على الطاولة...يعود الظلام وتتبدل الجدران ويعم السكون ويذهب الباعة والزبائن

تعود الأضواء ويدخل النقيب بلباسه الأنيق

النقيب: بني...بني استيقظ.

الصيدلاني(يستيقظ بلهفة):أبي أنت بخير...الحمد لله(يسرع للباب الأيسر)أين ذهبوا؟

النقيب: من؟؟

الصيدلاني: الباعة المتجولون...لقد كانوا هناك...وأنت أخذت منهم دواء و كنت متعبا ومصابا بالأرق و...

النقيب: هدئ من روعك...يبدو أنك كنت تحلم

الصيدلاني(يهدئ): حلم!...أجل...حلم ، حلم مزعج.

أبي ...أنا آسف لبيع دواء بلا رخصة...لن أكرر ذلك ،وسأواجه العقوبة بصدر رحب

النقيب: أي عقوبة؟...آه أجل...تلك العقوبة...في الواقع ...لقد بلغني من صديقك أنك تريد أن تحضر دواء بلا رخص، فسارعت لإخراج رخصة لك. وأرسلت صديقا قديما ليبيعك الدواء... تلك لم تكن سوى طريقة تربوية لم تكن عقوبة أبداً.

الصيدلاني: والمفتش؟

النقيب: أظنه قد أتقن دوره...المهم هل تعلمت درسا؟

الصيدلاني(يبتسم)أجل...درسٌ قاسٍ

النقيب: جيد... وما هو؟

الصيدلاني: أولا أن تكون مسؤولاَ لا يعني أن تتلاعب بأرواح الآخرين...فالصيدلة ليست تجارة بل هي مهنة سامية علينا الحفاظ عليها...و علينا التمسك بالقوانين مهما حصل.

النقيب: وماذا عن شرف المهنة؟

الصيدلاني: ليست محط استهزاء، وعلينا حمايتها والحفاظ عليها.

النقيب: إذن؟

الصيدلاني: إذن ...دعنا نعود الى البيت ...أنا جائع جدا.

يضحك النقيب من ثم يضحك الصيدلاني

النهاية

تقيمكم



قديم 09-06-2016, 04:42 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
واووووووو.... أكيد انت بتمزحي ؟! ان كانت هذه كتابات بسيطه فماذا نقول نحن ؟؟؟!!! انت ولدت نجمة في عالم كتابة القص والنصوص السردية. الصحيح قصة المعطف هذه اذهلتني وكانها من القصص العالمية خاصة انني كنت ومن المقدمة اتوقع محاولة بائسة كما هي العادة في المحاولات الاولي عند لجميع ، لكن المفاجأة كانت بنص مكتوب باسلوب سردي ماتع وقصة مكتملة العناصر وفيها لحظة انقلاب مدوية. لكن ما يميزها بشكل خاص هو بناء الشخصيات والنهاية غير المتوقعه والأثر المدوي على المتلقي .

اما قصة من زاوية اخرى والزهور فقد أصابتني عند النهاية بحالة انفعالية وكدت ابكي ...

اصفق لك يا زهره بحرارة .

وانتظر قراءة الأساتذة لهذه النصوص والتعليق عليها .

مرحباً بك وبقلمك

قديم 09-06-2016, 05:03 PM
المشاركة 3
زهرة الروسان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
شكرا لك استاذ ايوب أحرجت تواضعي
"خايفة يكبر راسي "‏‎نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 09-06-2016, 07:10 PM
المشاركة 4
سارهـ عبدالغني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
فعلا محاولتك أكثر من رائعة واتمنى ان تستمري أكثر فلديك موهبة حقيقية

بناء النص ممتاز من المقدمة فالاحداث والحبكة ثم الخاتمة ..يدل على وعي بالاصول الصحيحة لكتابة القصة سواء كانت قصيرة او طويلة

قصة المعطف ..مناسبة جدا للاطفال وفيها قيمة الكرم والايثار

قصة من زاوية اخرى.. ممتعة ومختلفة وتنتهي بحكمة جميلة

المسرحية عمل يستحق الاشادة

الفكرة تطرح قضية مهمة وهي التساهل في الاتجار بالادوية بدون رخص او شهادات

فكرة ان يكون الصيدلي ابن النقيب تدمج قضية الواسطة والتغافل عن الزلل ايضا كواقع

فكرة السوق وتصرف كل بائع بدون علم او معرفة.. ذكية جدا ويوضح بها الصراع بين ما يعلمه الصيدلي علميا من صواب وخطا وبين لا مبالاة الباعة وجهلهم وجشعهم..

وهي رمز لما يدور بعقله الباطن من صراع لذلك رأى هذا على شكل حلم

وبالتالي يتدرج الصيدلي في اكتشاف حجم خطأه عندما يرى الناس البريئة على حافة الخطر

والذي من الممكن ان يؤثر حتى على اعز اقربائه (ابوه)

نهاية القصة جميلة وتبين المغزى بوضوح.

ولكن كنت احبذ هنا لو أتيت بأسلوب آخر غير الاعتراف المباشر بالخطأ وتعلم الدرس بطريقة طفولية. هذه الطريقة مناسبة للصغار اكثر..

اما البالغين فلا يلزم تلقينهم المغزى كلمة بكلمة بل تركهم يستنتجون ذلك بطريقة غير مباشرة من خلال احداث القصة..

عموما تجربتك الاولى اكثر من رائعة وتوحي بوجود كاتبة ماهرة داخلك.. استمري في التأليف وشاركينا فلقد استمتعت جدا بما دونت

قديم 09-06-2016, 08:46 PM
المشاركة 5
زهرة الروسان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
شكرا جزيلا لك على التقييم وأحمد الله ان ما كتبت قد أعجبكم

قديم 09-08-2016, 09:19 PM
المشاركة 6
أشرف حشيش
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أنا على ثقة أن الكاتب صاحب الفكرة النبيلة والهدف السامي هو الناقد الأول لنصه وما يحمل من ألفاظ ومعان وقيم وتجاهات

وأجد أن قلمك الواعي بدأ مرحلة النضوج
بورك حرفك
ودمت أديبة

قديم 09-09-2016, 11:59 AM
المشاركة 7
زهرة الروسان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
صباح الخير أستاذي
شكرا لتلبيتك طلبي
تقييماتك السابقة لمحاولاتي الساذجة إن صح التعبير كانت تسبب لي غضبا ما بعده غضب .لكن أدركت لاحقا أنك محق وفي الحقيقة ذاك الغضب كان دافعي للتطور أظن أني مدينة لك.
طابت جمعتك بخير

قديم 09-10-2016, 03:14 PM
المشاركة 8
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة الفاضلة / زهرة
تحية تليق
بكاتبة تتألق كلماتها
إبحارا في أغوار النفس الانسانية
وتجيد العزف على " الذات "

تملكين أساسيات القص
كفن محكم البناء

لك تحياتي وتقديري
وأهلا بك

قديم 09-12-2016, 02:40 PM
المشاركة 9
زهرة الروسان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
شكرا لك أستاذنا الفاضل


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: محاولات أدبية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أوراق أدبية عمر عبدالله منبر الحوارات الثقافية العامة 0 04-11-2021 05:10 PM
مفردات أدبية ناريمان الشريف منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 14 12-15-2020 03:29 PM
سَمَلاتٌ أدبية !!! عبده فايز الزبيدي منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 23 11-01-2015 09:10 PM
اللغة العربية ستظل وتبقى رغم كل محاولات التشويه يسرى السيد منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 09-25-2014 10:41 PM
خمس محاولات عبر التاريخ / هند طاهر منبر الحوارات الثقافية العامة 2 02-19-2011 08:09 AM

الساعة الآن 10:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.