قديم 10-10-2010, 11:21 PM
المشاركة 41
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
صرة الفقراء المملوءة بالمتفجرات
( مظفر النواب )


أفل الليل
وكبرق في الأفق الشرقي يوازي السعف
يوازي همسات السعف
وثمة طير منكفئ تدفعه الريح
ورأسك في الطين البارد ساكنه
ترتاح إلى حجر
ارحم من هذي الدنيا وسفالتها
فالعالم آلة إيذاء
لا تتغير بعد الآن ولا الأرض
فانك بالاسم الأول أحلى الأسماء
اقسم إنك انك تلتفت الآن إلى بلد الموت
وقبرك بعض خيام فلسطين
تفتش عن بيت يجمع كل الغرباء
وتفتح جفنيك رطوبة ليل القدر نشيجا
لم يجد الوقت الكافي لديك بالأمس لديك
وحرف يكتظ بكل إدانات الشهداء
والحرف يشخص بعض الأوهام
وبعض الأسماء
هل أنت تصيخ خلال مسام الأرض
لريح بساتين اللوز
تهب على الغور
وتذر في الليل بقايا مذبحة في الأردن والأشلاء
لم يبق سوى وتد واحد في الأرض
يطل على نهر الأردن في صمت
ويثبت حقا بالعودة
أكثر من كل حدود الخوف العرجاء
أدين بموتك مقبرة حولي يتفسخ فيها الأحياء
أدين بموتك
أزياء التاريخ وقاعة المؤتمرات
وعرض النظريات الأشياء
أدين بموتك
عهر الشارع
يقرأ فيه الفاتحة وتثاؤبيين على الشهداء
أدين بموتك
لكن الصمت يعظ على قلبي
حين أواجه أن حروف المرتدين بدون حياء
ولم الصمت؟
وأول ساعات الفجر تقوم بأكفانك
في غضب تتوعد كالبرق بأعلى الصحراء
تتسلل عبر خيام يستكثرها الحكام عليك
تشد الغدارة في وجد
وتقبلها
والصدر الثوري رجاء
تمسح باب القدس بما فيك من الشوق لها
وترش حدائقها......
أقسم أن حمام الساحة سيعرف ثوبك
والأيتام سيجتمعون إليك بأمعاء فارغة
وعيون فارغة
وأماني فارغة
وملابس من صدقات السلم
وأنت تزور بيوت الفقراء
سيرونك تحمل صرة حزن مثل الفقراء
سيرونك...
تقطع تذكرة للصرة في الناص الإسرائيلي
وتجلس بين الناس الغرباء عن القدس
تسافر في صمت
وترى السهم على زاوية الشارع
ينزل آخر من في الناص
تنزل أنت سريع الخطو
تخط على أبواب مطار الجلد خيانات ذوي القربى
وشركاتهم للأعداء
والآن فقط
توزع ثوبك....
أكفانك...
خاتم عرسك...
تمشي مجهولا
وتوزع تلك الأشياء الربانية في صرتك الزرقاء
بأرجاء مطار الجلد
وبعد قليل....
حسب التوقيت الصيفي
فأنت تحب التوقيت الصيفي
تنفجر الخزانات
وتنفجر الصالات
وينفجر الحل السلمي
وتهز اللد من النشوة
حين تراك تغادرها عجلا متقد القلب
تفتح دفترك الثوري لتسجيل أماكن أخرى
أدين بموتك
ألا تتفجر في الأرض أماكن أخرى
أدين بموتك
كثر ما تحشى بالتبن فقاعات الصابون
فتصبح أسماء كبرى
تدين بموتك أصلا
إن الثورة تقطع أرضا لتسمى تلك الأرض فلسطين
بديلا عمن مت لها والناس يموتون لها
ليست تلك فلسطين أبا مشهور
ولكن تلك خيانات كبرى
وأطايب بالسيف ليغسل بعض الأوهام
من كان مع السيد هنري فليرفع ياقته
من كان مع الثورة هذي فليرفع قبضته
قبضات الثورة أعلام
سيرونك تأتي من جهة القبر
تلوح عليك أفاح البدو
تلفعت بخرقة خام سمراء
تحزمت قنابل في من حبل من مسد تتوسط حول حقول النفط
كموعد عشق
ب اللّه.....
وقبل التنفيذ بمملكة النفط وشايات حصلت
وقبل التنفيذ..وقبل التنفيذ...
حذار...
حذار أبا مشهور حذار....
وألقى الحرس النفطي القبض عليك
وصار مصيرك مجهولا ثانية في الصحراء
يحضر مؤتمر القمة للتحقيق
وتنزع أكفانك تنبش
ما أسمك؟
لم تنبس
ما أسمك ها؟
لم تنبس
عمرك....؟
لم تنبس
وتبسمت
فليس هنالك عمر للشهداء
من أي بلاد أنت؟
تشير إلى البصرة...
تلك بلادي
لنشهد أنك منها.....
لنشهد أنك منها.....
وتغذيت من البارود بتربتها
نحن الشعب
ونشهد أنك منها وتغذيت من البارود
نقسم أن نسترجع كل فلسطين أو التدمير
ونسف الآبار وحتى العودة
أسهم يشير إلى الآبار
أسهم يشير إلى الأسماء الكبرى
أسهم يشير إلى الدول الكبرى
أسهم يشير إلى مكة
أسهم يشير إلى.........
إذ ذاك يغص التحقيق
ويسقط ريش الحكام جميعا
ويصوت أن تدفن فورا
تدفن فورا
وتقوم وتدفن ثانية
وتقوم وفي يدك الصرة ثالثة
تدفن رابعة تذهب ألفا
تدفن ألفا
تذهب آخرة وفراقا
وتحاسب هذي الدنيا
حتى تشهد إنك منها
وتغذيت من البارود بتربتها.........
**********

قديم 10-10-2010, 11:22 PM
المشاركة 42
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
طلقة ثم الحدث
( مظفر النواب )


الدراج الأرجوان الذي يفضي إلى بيت الرضى الليلي
أطفأت دموعي فوقه منتشي بالخشب العابق بالحزن
وقبلت خطى أيامي الأولى على درجاته
درحاته ذابت جفوني
أحرس النقطة
ما فرطت بالنقطة يا من فرطوا بالنهر
نفسي لم تعد تغلق مما بلغ الحزن بها ابوابها
كنت نسيجي وحده
والعشق كان الغرزة الأولى
وفي الساعة حدسين تماما
كان يشتد هجيري من مجيري... كد و امتد
فلم تحتمل الصحراء
هذا ولهي الناري
حااولت دمي يطفئها دمعي...صراخي صراخي
أتقدت حاولت أرمي فوقها كل الذي أملكه من جسدي
فامتنع الناس
ألا أملك حقا من حقوق البشر؟
هذا جسدي ..إني ..دمي..هذي قناعتي..
وهذا درج وطني أحمله
أرقاه في الليل
أرى أو أمسح النجمة
بسم اللّه هذا وطني
علمني ألتزم النار..
لماذا كل هذا الصمت؟
هذي الضجة الخرقاء
هذي الهامشية...الصراعات..الأكاذيب
لماذا أدخل القمع إلى القلب
وتستولي الرقابة على صمتي
وأوراقي..وخطوتي..ومتاهاتي؟
ألا أملك أن أسكت؟
أن أنطق؟
أن أمشي بغير الشارع الرسمي؟
أن أبكي؟
ألا أملك حقا من حقوق النشر والتوزيع للنيران مجانا؟
لماذا يضع السيد هذا وطني في جيبه الخلفي؟
من أرثه النفط وتسويقي؟
ومن ذا راودته نفسه أن يشتريني؟
قسما لا بالسموات لكن بالسموات التي تمطر في عيني
جنوبي يتيم في الحدث
أحرق بيته
طلقة ثم حدث!!
وأنا أعلن ناري
أعلن القلب نارا فوق أرنون الفدائيين
يستطيع ليل الكون والبعد الفلسطيني للدهر
وما يضمره الغيب
ألا يستبق العشق الحدث
طلقة غامضة تفتح في الشرق الحسابات
وسوف الطلقة الأخرى
ولما تبرد الأولى
ولا أرتاح الحدث
طلقة غامضة تفتح في الشرق حساب الصبر
وسوف الطلقة الأخرى
ولما تير الطلقة الأولى ولا أرتاح الحدث
يبتدي حي الحسين النار
يشتاق احسين بن علي خارجا بالدم من مرقده
يصطف من صلى صلاة السيف والطلقة
أمريكا هي الكفر
وأمريكا ومن سوف هنا (حسني ) الجنائي
ففي سوف صراع لم يحن
أجلته...استعجلني
كان يرى الأزمات...والأوساخ..والأبواب.. لا الطوفان
لا تحزن
فأني أعترف الطوفان لأبوا..والخانات
أو قلل طوفان رفث
أنت وحدت بغدارة ليل
لونها الكحل
وغرزت بعشق الأرض
ما من قدر إلا بإذن منك يستأذن
فأذن يا حبيبي
واحترس ما كل غث ثمر غث قد الذائق عث
أقدس الأمطار مدرارا
فإن زنبقة بنت ربيعين
سبت قلبك يا برق
فنسف بعد نسف
وكلا الحالين عشق
فافهم الحلين كي تسلك في الأحوال
واسمع عاشق البرق
كثيرا البث صمت...وكثير الصمت بث
إفهموا مصر
فكم من عاشق أتلف سوء الفهم نجواه
وعري طاهر عندي
ولا ثوب مريض الطهر رث
إفهموا العمق
فما كان أتى من عمقها
واختمار العمق عشق
ولكن مختمر بالسطح
والعمق غثاء وعبث
قالت الطلقة أن يختزل الكل الخياني
فلا تختزلوا الطلقة بالسقف وبالرف
بل المنزل
كل المنزل الرسمي
حتى أكرة الباب التي قد حرست هذا الخنث
السكاكين هي المهلة
هل ترجو من الرحم الذي لقحه المال اليهودي
طهورا في الطمث
نجس كل ولا فرق سوى
لهف الأول بالجملة أوساخا
و( حسني) أحد الأخصاص فيما قد لهف
السكاكين هي المهلة
أو عصر يهودي سعودي
سيبني ألف ماخور
من التلمود في أطفالنا
في الحب..في القرآن..في الشارع.. في الأحلام ..فيمن
شهدوا بدرا
فيمن شهدوا واستشهدوا من أجل أن نحيا
ويستدعي الى محكمة
حتى النوايا والجثث
ها أنا أعلن قلبي
فهو إسعاف حزين في جروح العمر
والثوار ...والبابونج الشاحب
يبكي في بقايا جثث الأطفال في أنقاض صيدا
عمرها سيارة الإسعاف لا تغفو
لا تنسى عناوين جروح الناس
لا تلزمني أنظمة السير
ولا الشارات
وإني ذاهب للجرح..للطلقة ..للعمق الفلسطيني
لا تلتزم الطلقة..لا يلتزم الإسعاف
إل بالمهمات وخط السير
وقد يرتبك العداد
قد تشتبك الأحداث..والحارات..والخندق
أستهدي بطعم الألم الثوري
أستهدي بنجم غامض
لا يتلف البعد ولا تتلفه الأبعاد
أستهدي بقلبي كلما صنعت
هنا خريطة للوطن المحتل
لا تقبلوا شبرا ناقصا منه
وقد أمنها عندي بقلبي هاهنا الأجداد
أسري عاشقا والعشق أسراء
وقد بعثرني الهجران والبارود في شعب ظفاري
يداويني عود يابس أزهر
وأستحضر من أقصى جفاف
قطرة عاش عليها
آه يا قلبي على عود زكي لم يجد ماء
فأروي زهرة من عوده فورا
وهذي شيمة الأجاود
ها أنا أعلن قلبي
ها أنا أعلن أن الجرح يمتد
ولا يلقى سوى المستنقع القطري
حتى العظم ..والحزن البريدي..
سئمت الحزن برقيا
سئمت القتل تكرارا
كفى مهزلة
إني أحن الآن أن أقتل في بغداد
أعطوني قرارا واضحا
أو أنني حرب على هذا تصديكم
ولا أفهم ما معنى صمود سالب أو وحدة في الدرج
قد تفنى وما زالت .. ويفنى بعدنا الأحفاد
طلقة ثم الحدث
سنبلة أولى.. وحدس بالحصاد
الدراج الأرجواني الذي شب من الأعماق
مركي على صدري
لمن يرقى عشيا فاضحا
بعض علاقاتي بالكون .. وبالنجم الجنوبي
ورأسي بصل .. اللون صبايا الشام
والضيق الذي صار مساحات بصدري
من غرامي بالعباد
مغرم قلبي بأن يبقى مع الناس
و إن عذبه القرب
وغطى وجهي النسيان
ما أصعب سكرا مطلقا بالنارفي كف الرماد
دائر قلبي مع الأيام والثوار والعشاق
لا يعرف طعما للرقاد
وحدودي كل إنسان يعاني غربة
حتى أرى غربة عادت إلى غربتها
واصطحب العمر إلى بلدته
يحمل القلب داميا من الفرح
أو عمر ..أو صاحب واراه في قبر وراء البحر
ما زال وراء القبر
يستقرىء أخبار البلاد
يطلب القوم إنطفائي .أي نعم
في ساحة العشق الفدائي
شهابا دفع الوعي به دون رماد
أنا لا أعرف تفسيرا لجدي غيره
لكن مت فسرت النار لطاها
متى كان لقنديل سوى الخفق
إلى آخر جفن في السهاد
سمع الطلقة فاهتز
فهذي طلقة قد أطربت حتى الجماد
شهق الكون من التنفيذ؟
من شاحنة الأقدار؟
واشتاقت برحم الغيب أجيالا
ترى خالد طودا يطلق النار
وقد فرت حكومات الجراد
يا لواء خامرا باللّه والتنفيذ
هذي كانت التكبيرة الأولى
لأركان صلاح الدين في أيامنا
من أي تركيب من الأحزان..والأعشاب..والعزة
مصر عجنت لحمك؟
من أي حنان حزن عينيك؟
وضعت الطلقة الأولى
وتلك الوقفة العملاقة النشوى
أيا عملاق
يا عملاق في التخطيط..في القفزة..في الإجهاز
في تخطيطك الكوني للموقف
تحيا مصر
في دعمك للبعد الفلسطيني...للنيل
وفي غيبوبة كنت بها لا في القدس
رآك الناس رؤيا العين
أطعمت بلون العشق ...والفيروز في الأقصى
كنت الأب والحلوى
وأعطيت يتيما دامع العين
ظرف الطلقة الأولى
وقالوا ذهب الطفل إلى قبر أبيه
أفعم الظرف ترابا
وأتى يركض...فاسغفيت
أو غبت عن الوعي
على طاولة التعذيب
وانهارت على حمتك آلف العصي
إنهارت الدولة ..أمريكا
ومن أخرج كالنقنفذ من حت المقاعد
يرقص التعذيب ذئبا تحت أقدامك
فالترتيل باسم اللّه
والجوع قد صلب كالصخرة
هذا القلب لكني أرى عشق في قرار القلب
ثم النار..ثم البحر..والتاريخ
والوعي الرسالي لهذا الكون
غريب يمسك الجوع على الإيمان سكينا
غريب ليس يكفي الجوع..غريب يكفي الوعي
وعي الجوع..تلك الطلقة الخلقة الأولى
كم جعت ..وجاعت مصر
واستفردها النفط
قد إستفردها النفط
إستفردها النفط السعودي
ولكن وضعت كل الأسى والدمع
في مخزنك الناري
لما تنتهي الأشياء
تلك الطلقة الأولى..وللحدث شواهد
رجل الصحو تمنى كل شبل
أن يكون الأصغر في كفك
لا تحزن
ولا تكتب صكوك البعض في قلبك
هذا البعض لا يقرأ إلا وعيه الناقص للزهرة..
والخنجر..والأيام
لا يفهم إلا وهو قاعد
أنت نفذت فهلا نفذ التاريخ
ما كان إتفاقا بين عينيك وعينيه
وعادت ماسة النيل إلى العقد إلالهي
فحسن العقد من حسن الفرائض
أنت نفذت صراعا طبقيا سيدا
بعض صراع طبقي صار للسلطة طباخا
وبعض منه حشو الجيب.... أو حشو الجرائد
يا مصر سيري بالأناشيد
وخلي خبز أشجانك والشاي ..وأطفالك
والأزجال في وجه المتاريس
أمام السجن
في الساحة سيناء بهذا السجن
إيمانك والقرآن والوحدة
والإعداد للثورة ملقاة بهذا السجن غنيهم
و النيل ببحر البقر الدامي
بعيد المنعم المدفون في النسيان
" بأيام التلامذة..وعم حمزة..ونبيت لبيب..واللّه أكبر"
زغردي نارا وبركانا من الحزن الصعيدي
لجه الرجل اللحظة..والتاريخ..والبذل
لهم..للفتية السمر كما التصويب
صون العهد..قم للوعد..هدي للسجن يا مصر
أكتبي الأسماء آيات على وجه المساجد
منذ هذي الطلقة الفاصل
مشروع بن عزى لن يرى النور
ولن يخرج من قصر الأمير الخصي
لن يأكل إى الرمل ..إلا الشوك والغصة والتنديد
هذا الجرب الكلي لن تتركه (سهيات)
لن يتركه دم ( جهيمان)
لا ييتركه الوعد العتيبي ليرعى
وأرى قدح السكاكين من ( الأحساء)
إني لأراها
وأرى خلف رماد الصمت ماذا في الموقد
السعوديون إسرائيل مهما كحلوا مشروعهم
ولقد يلقون بالعظمة
إسكاتا لمن ينبح من تحت الموائد
إنني أضحك مجموعة جرذان
كراش...فرقة العزف الخليجي
وقرد يضبط اللحن الخياني
وأبكي أننا لا شيء
أصفارا نعاني غرفة الصفر
احتلام الصفر...حسن الصفر.صمت الصفر
أخرج أيها الصفر
من النفي النهائي إلى الكون النهائي انتفض...كن
امحق الآلية العمياء
والنفي..ونفي النفي
فالإنسان لا الجبرية العمياء قائد
وأنا أعلن قلبي نجمة شذرية
بين سفين الليل
تستشعر بعض الدفء
في كوة حزن ما وراء البحر...والأيام
في سجن بعيد بالمنامة
لم ينم هذا السجين الجدلي الوجه
ما زالت مآقية كخط الفجر في الليل الخليجي
وما زال بخار البحر
والخلجان في تهويمة ..والموج..والأغنية الأولي
لقبطان جريء ...مبحر نحو القيامة
فز الطلقة وارشتد صداها
بين جنبيه مجيئا..وذهابا
وسعت كوة زنزانته
وازدحمت فيها نجوم الليل
والأشرعة البيضاء
والحب الذي أوسع من نجد وترنيم حمامه
وانقضى كل حدوس العمر والذكرى
وكانت رزما حالت من الدفن
وجارت عثة الأيام فيها
قرأ المكتوب بالعين التي أجدها الدهر
وغامت نكهة القرية في أقصى أقاصيه
وطعم الليلة الأولى من الإضراب
ثم إختلطت فيه الهتافات
وصوت النخل والأيام إغتصبته الإبتسامة
لم يعد يؤمن من دهر يعيد بسو النار
وهل ثم سواها
إذ يرف الوعي أو يبحث عن رقعة تبرير تغطية
فقد صار قمامة
سحب الأصفاد فاستيقظ عمق السجن
والأحزان ..والأبواب...والشارع
والميناء والبحر
وبحار قد استوطن فيه البحر
ولم يعط لغير اللّه بالضوء علامة
وتبادل الإشارات التي يفهمها الأطفال أيضا
لا يكون البرق إلا أن في الأفق غمامة
وتفاهمنا..
إنما البركان لا ينضج إلا داخل الأرض
ولايعطي لغير الوعي بالأرض زمامه
ثم سلمنا على الماء
فرد الماء بالؤلؤ والموج سلامه
لم أعد أعلن قابي فرحا إلا يسار الشمس
أستقتل في البحث عن الحوع الجنوبي
أغذيه بأقصى الشعر والحقد
وأنساه بصمت الخندق المكتظ بالأمطار
والأبطال...والأهوال
أنساه بعيني عاكف في حلية خضراء
ما أضيق عينيه إذا صوب
ما أوسعهما حتما إذا أصاب الآن
أصاب الهدف الأول واستولى عليه الشوق للثاني
وأنساه مع الأيام
وأنساه مع الأيام في البصرة بغداد
مرميا على الأسلاك
بغداد بلا شباك
أنساه
ولكن قط لن أنسى
أنا قلبي إذا ما نفثت أفعى
وثاب السم..... والجاسوس ....والمشروع
لا بل طلقة ثم الحدث
الدراج الأرجواني الذي عمري سأعطيه
لمن سأعطيه
لمن لا يصل الشعر الحقيقي
لمن يلصق في وجه المحطات
أغاني الدم والشوق الفلسطيني
أو طفل وحيد في الحدث
سوف أعطيه لمن يرقى جدار السجن
يعطي خالدا قلبي...وشعري
وسلاما من كثير الحب بث
هكذا أرسيت أن القئد القائد تنفيذ
ولا يتجر بالدم لكي أثمان الجثث
وأخيرا كل يرضى بمشروع السعوديين
أو يدخل بابا منه
فهو من نفس الزنا..نفس الزنا
لكن بحالات الطمث...
********

قديم 10-10-2010, 11:23 PM
المشاركة 43
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
عبداللّه الإرهابي
( مظفر النواب )


الليل و عبدالله أقارب
العرق البارد والنار و حزن الأيام
وعبد الله أقارب
يفهم في اللج
وأفضل من يصنع مجذافين ولا يملك قارب
يدفع جفنيه يقاتل لولا الصف البطلي
يزيح الجدران
يصاهلر نار الأيام
أحبك يا عبد الله لنفك غاضب
وعلى نفسك غاضب
رشاشك يعقد قمته منفردا ونعالك في قمتهم
اصفعهم عبد الله بأرض نعالك
يخرج تاريخ عقارب
أن تسحب سحاب السروال عليهم
نزلت للأرض سراويلهم
وقرار يفتح فخذيه
وجلسات مغلقة وعجائب
افتح عبد الله مسدسك الحربي
افتتح الجلسة فيهم أعداء وأقارب
ان تكن الطعم .. فأنت السنارة قد علقت
لولا .. لعنت لولا
ملعون من يتبعها
تملك أسلحة الأرض وتسأل كيف نحارب
يا عبد الله بساعات الضيق
تحولت الدبابات أرانب
فتلت أسلحة الجيران شواربها ليلا وصباحا
حلقت وتصابت
وغدى الميثاق القومي بدون شوارب
وصواريخ الفرجة ضجت
وأتمت يا عبد الله مهمتها
ضمن مهمات صواريخ القوم مقالب
أصحوت أخيرا يا عبد الله
أصحوت أخيرا
أصحوت
أوقد حزنك.
فرشاة الأسنان
زكامك
قهوتك المرة والمرأة والمرآة
تطلع في وجهك لا تتذكر
مثلك لا يتذكر .. لا وقت له للذكرى
وإلى صدغك تتجه الحرب وتلتهم الجرافات صحون الرز
تغطيها راحات الأطفال المبتورة
دهشتهم صرخات الليل
أتم الصمت العربي وليمتنا الكبرى
سقطت لقمة رز من فمهم فيها الأسنان
تدحرجت اللقمة حتى قلبك في الغربة وابتسمت
أقسم عبد الله بها تبدأ توا بالثأر
وكل دقيقة تأخير مذبحة أخرى
أسند كوعك للكوة يا عبد الله
أسند كوعك للكوة
مد الرشاشة في الفجر الشاحب
لا تتأخر عداد القلب وعداد القنبلة الموقوتة متفقان
ووعي السبابة قد بلغ النار
و أيام التاريخ تقبل راحتك اليسرى
ضع متراس الشك أمام ثمالة أيامك
و الألم الليلي
زخذ حصة حزن في قلبك لا تسمع إلا دمك الناري
جنونك .. زمجرة الجرافات
صراخ قتيل دون يدين
تفتش عن طفليها
إغتصبوا زهرتك الأولى .
ودعها ميتة يا عبد الله مجرد ذكرى
حصدوا الورد الخائف في خديها
اغتصبوا أمك أيضا من كلمات الله على شفتيها
من خمسين من السنوات دموعا للأرض بعينيها
هدموا الدار
وإذاعات العرب الأشراف تبول على النار
أعلنت التعبئة الجنسيو يا عبد الله درابكهم
حزنزا هزا
رهزوا رهزا ومضاجعة
وتمنوا انهم كانوا بمخيمك الدامي
يشتركون بفض إمرأة .. أكل صبي
عرب .. عرب .. عرب جدا أولاد الكلب
وأول ما تعرض خصيتيهم في نشرات الأخبار
أي براكين خامدة في نظرك
في زاوية الغرفة
أية قافلة برخت في الصمت الهائل
وجهك .. ما هذا الصمت العبد الله
مقدمة الحقد الأعمى العاجل
يا عبد الله القادر
يا عبد الله المتمكن فعلا
حدق في الشارع مرتابا
فعدوك في الشارع
أخبار الحرب جاء تتثاءب في الشارع
رجل الأمن التكعيبي يهرول في الشارع
جمهور لا يعرف يأكل
لا يعرف ينكح
لا يعرف في الشارع ماذا في الشارع
سكينك يا عبد الله الساكن في البريات العربية
منفيا عن نفسك .. زوجك .. تبغك ..جرحك.
حزن شوارعنا
سكينك.. احذر أن تتدجن للمطبخ
يا عبدالله اشحذها
نفذها تنفيذا نفذها
أصبح ممنوعا أن تستشهد
أو تدفع جيبك عند حدود الجيران وتستشهد أيهما إسرائيل
أيهما إسرائيل
الخبز عليهما علامة إسرائيل
حبات الرز عليها إسرائيل
المسجد والخمارة والصندوق القومي لتحرير القدس
بداخله إسرائيل
وأنت إذا لم تفهم .. لم تتعلم يا عبد الله
تمتصك إسرائيل
ناعسة بيروت الغربية في كف المطر الليلي
وتزهر بين الإسفلت وحزنك والصمت
ولغم يحلم أحلاما طيبة
وجريح يصرخ:
بيسان.
إلى بيسان خذوني
يا عاشق يا عبد الله عيوني
لا تلبس أغنية شالا أسود في العرس إيقاعا مسرف
ولدينا عمل قبل الإفطار جليل كالله
سنخرب..
إن أطعمت حمامات العالم من قلبك أنت مخرب
أنت رصاص .. أنت رصاص
أو أنت ملأت جيوبك حلوى
تتحول يا عبد الله رصاص
أو غنيت لزوجك أغنية الليل
يكون اللحن كتفريغ المخزن في الليل
وتسعل يا عبد الله دخانا
وتنام براحتها عشقا وخلاص
إن درت العالم تكتب أشعار السلم
على التأشيرة .. تذكرة الرحلة ..
أبواب مطارات البرد
حافلة الليل
فوجهك أنت ومنذ ولدت تسمى عبد الله الإرهابي
وبناتك عبد الله العربي الإرهابي
وصوتك عبد الله الإرهابي
وموتك.
بعض الناس خطايا فادحة يا عبد الله
وبعض الناس قصاص
أنت قصاص
الحزن يجيء مع الريح وماء الحنفيات
وضوضاء الطرق
جنود الدبابات يبولون على وجه بلادي
وجهي في الارض ووجهك في الارض
إخرس لاتتنفس..لاتخرج للشارع..
لا تتفرس
ممنوع إن تصرخ في بطنك
آه يا عبدالله ألا فاصرخ
أصرخ يا عبدالله
أنفث في أسئلة الناس ..ملابسهم
ساعات أياديهم
صمتهم الإلزامي البارد
أقتلهم بوجودك ..إلحاحك .. حبك
آه من حبك يا عبدالله حزين أخرس
نتحداهم ..ننفذ من بؤبؤهم
نمسح وجه الأحجار بخلده
يا خلده يا قلعتنا البحرية لا يفتحها إلا العشق
وريح الفجر وصوت النورس
تترك باقات الأعذار براحة كهل ترتاح بحضن الأنقاض
وكوفيات فدائيين عرفناهم وعشقناهم
أو لا نعرفهم وعشقناهم
يا أحباب تأخرنا
يا صرخات الأطفال بخلده والبربير تأخرنا
يا نادل مقهى أسلحة الليل تأخرنا جدا
وامرأة ما زالت تكنس شرفتها
وتلم شظايا قنبلة
إنهم يا عبد الله يرون حزوز الأيام بوجهك
كالرمانات اليدوية تنسف كل المؤتمرات
مسكتتك الملغومة تسحب عن أوجههم يا عبد الله
سراويل التصريحات
نظرتك الحربية جمرة
زيتونة ليل توقد مصباحا ذريا
لا يا عبد الله ولا.. وتكاد تضيء
ولو لم تك يا عبد الله حزوز في وجهك
كان لوجهك إرهاب مسدس
يا عبد الله ..الحي الله
جميل أنت .. جميل بتراب الحرب
ووجهك فوق وجوه الشهداء مظلة ورد
وبوجه الأعداء مفازة صبير لا حد لها ومسدس
أثبت عبد الله.. تحجر
ليس لربك أن يأمر إلا بثبات القلعة والنار
ولدينا عمل يا عبد الله
مقدس قبل الإفطار
نقرأ آخر برقيات الليل على الشارع
نتأكد أن منظمة التحرير انتصرت
رفضت رفضا قاطعا
نستوثق أن لنا كالناس وجوها
وذكورا ما حجزت للدولة يا عبد الله
وخمس أصابع
ونحب ونستشهد بدون عرائض أو أعذار
نتأكد عشنا يوما في الوطن العربي ولم نخص
غريب جدا
خطأ لا بد خصينا
نتأكد ما زلنا نطعم من شفة الحب عصافير الدار
ونحاول تغيير الدنيا
ولدينا عمل قبل الإفطار
تأكد خبزك
تأكد كوز الماء
تأكد أن شقوق الشفة السفلى لن تتغير وجهتها
وصراحتها
وأغانيها
سبابتك الإرهابية ليس تخاف التهمة بالإرهاب
وتعرف كيف تذل عيون الذل
وتسحب كالعشق مسدسها
وتعد إلى القدس لياليها
يا متهما بالشعر العربي
أليس لهذي التهمة يا عبد الله مغازيها
إن سلمت سلاحك سافل
وأنا سافل
وعشاء الليل البارد
والماء وفجر اليوم القادم سافل
ما يؤخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة ..
بالإرهاب
بقطع اللوز الصهيونية
بعد مخيم شتيلا يا عبد الله
مسدسك القانون الدولي
أقم في مخزنه عبد الله مخيمك الثوري
وحزنك والشعر وما تملك من أشياء
وتجذر فيه..فإن الصف الأول لم يتجذر
فاتته الأيام
وخانته لياقته الثورية
برر ليلا ما كان يدين نهارا
حاول أن يلقى الشعب بجيب النفط
وكان هنا رأس الداء
قسما عبد الله بقبرين جماعيين بصبرة
بيروت تنجسها
'ن وضعت ملك المغرب
في إحدى قدميها الطاهرتين حذاء
و ستنهض من بين الأنقاض صنوبرية الحزن
وتغمر صبره بالأوفياء
وبساعات خروجك بسلاحك للتنظيف
وتشهد أنك قاتلت الغارات
وقاتلت البحر
وقاتلت طوابير الدبابات
وقاتلت خيانات الدبابات الأخرى
و صمدت صمود الأنواء
رشاشك كان وكالة أنباء الثوار
إذا كذبت فيك وكالات الأنباء
خذ جورب سيدة ذبحت
أحفظه بجيبك
ذاك صراطك يا عبد الله
في الليل تسلل .
هنالك جندي محتل
أخنقه بهذا الجورب يا عبد الله
لعلك تشفي واحد بالألف من الحقد بقلبي
هذا الجورب سكين.
حذاء شهيد سكين .
فرشاة حلاقته سكين
حالة عشق لا تتكرر يا عبد الله فلسطين
إن قدمت لهم ماء سألوك بحب إن ذقت مياه فلسطين
أو أكلوا سموا بسم الله وحب فلسطين
وقتلوا تحت الأرض
يعودون إلى حضن فلسطين
أو جاؤا باب الجنة
يلقى الله بأيديهم قبضة طين منها
يتمنى أن يستبدل جنته يا عبد الله بهذا الطين
تتربع للإفطار و زوجك والأطفال وكأس الشاي
بدون شهية
وقروح في أمعائك مزمنة
عدد الأنظمة العربية
وتحرك سبابتك المهمومة في فم طفلك
تسمع لذغته الناعمة الوردية
تبحث عن أول سن تجرح من أجل قضية
العضة ثأر
وبعضك عضات ناعمة .. يضحك في وجهك
يفهم أنك يا عبد الله
تدربه الدرس الأول للثوار ..
جميع الثوار
وبحدق في نار الشيب بوجهك
يفرش راحته في حجرك
ترقأوا دمعك مخافة أن يثقب راحته
وتهمهم أفراحا مبهمة
وتقبل راحته وتقوم لأخذ الثأر
وتدس وجوهك فيهم
شفاهك
آلاف عيونك
تمسكه من كتفيه الناعمتين
قتلنا أحدث أسلحة الموت بشهرين
قاتلنا الصمت العربي
شربنا البالوعات وماء البحر
دفنا القتلى بين الغارة والغارة في قبر مشترك
لا نتراجع يا ولدي لا نتنازل لا نغرق
الطيران يهاجم في الفقرات
شرايين القلب .. البرج.. السلم ..عبد الناصر دوار الكولا ..
ستشفى البربير ..
قبور الموتى .. جثث الموتى تخرج غاضبة .. تقتل ثانية
تصعد في الليل كما الأفراح النارية
أبيض أحمرأحمر قان أزرق
نحن هنا لن نتزحزح عن هذا الخندق
الطيران يهاجم غفوة طفل يحلم بالطيارات العربية
يرفع كفيه يلوح للطيارين
يحملق في فجوة صاروخ في السقف
يرى طائرة سوداء
فلم يصل الطيران العربي إذا
لم يتجاوز أحد الطيارين أناقته وملابسه
(ماكو) أوامر يا عبد الله
فلا بغداد ولا جلق في جلق
ولكن قسما بالحزن وصور وصيدا
لن نتزحزح عن هذا الخندق
طلبوا شرف الكوفية من بيروت
أبت إلا أن تلبس كوفيته وتقاتل
وتقاسمه الخبزة والخندق والخذلان العربي
ويمسحها القصف مساء
تتحامل في الصبح على قدميها
تمسح تنورتها وتقول له
ليس على الصمت العربي المزري يا عبدالله
فالقصف توقف ثانيتين
ولا تأبه .. سنقتل يعني سنقاتل
تأكل من كتفيها بيروت
ولا تسحب شبرا من تحت مقاتل
تستشهد بيروت على أبواب منازلها
ومعاذ الله تسلم عفتها كالصمت العربي
ببيروت رجال .. رجل بجحافل
يمرق أنظر بين الدبابة والدبابة والألغام فدائي
عضلات الزند جميع الراجف الحربي
وبيتان من العشق
وسيف ومكارم
أعلن سوق الجزارين ضيافته
نطق المولودون من الخلف أخيرا
نشكركم باسم الشهداء
نشكركم بالسيقان المبتورة شكرا لا حد له
نشكر علانا وفلانا وفلينا والفلن الثاني وفهد
بالذات فهد
ما قصرتم أبدا
نشكر همة أعضاؤكم الجنسية
في صد هجوم الجيش الإسرائيلي
وإلقاء الصمت على المغتصبات
نشكركم يا فضلات
نشكركم باقون هنا
قرب مذابحنا وخرائبنا والشهداء نقاوم
بيروت على قدم واحدة ستقاوم
أتذكر يا عبد اللّه بأنك في بعض الليل
ضغطت على راحتها الوردية
أكثر مما الحب
أكثر مما الحزن ومما أنت
أحبتك كأستاذة حب
تعرف كيف تصفف باقات الزهر وساعات الليل
وطلقات مسدسك الإرهابي
أهينت يوم رحلت
خلف العكاز بكت
خلف سياج الحزن ألمينائي بكت
عبد اللّه رجتك... دع الأوباش وما نسجوه
رجتك كثيرا لا ترحل
ورجتك بخيط الدمع تذكر أرنون
تذكره ولا ترحل
أرسلت دموع مسدسك الحربي
سلاما أرنون الأبدي
سلاما للصمت وللعتمة وللأحجار
سلاما ما هتف العمر وغنت ساعات الليل
لأحباب سكنوا قمتك الشماء بروقا رعودا
وزلازل
وتلوح مثل حقول التفاح
ويهيم الصمت على وجهك والطرقات
وأصوات صبايا النبطية
والحزن الشيعي القدري
إلى أين تسافر يا عبد اللّه إلى أين تحول
يا قافلة النار إلى أين
وأنت سلاح وقلاع حمر عابسة
وجروح سوف يعقمها البعد
ويعجز فيها الطب وصبرك
يا من جربت جميع الأدوية العربية
جرب يا عبد اللّه دواء النار
أعظم ما في الطب العصري دواء النار
وحذار يا عبد اللّه حذار
نصف دواء النار لئيم قاتل
يا عبد اللعنة والحزن
وزرع المستقبل في اللحن
وزاوية في قلبك فنجان القهوة
ما أروع هذا الفجر الحربي
ورائحة البن وضيعتك المغمورة
بالفيء الهادىء والشوق الفردي
لا تخسر ثانيتين من الوقت الطيب
في صب اللعنات على الحكام
فليس يساوي الواحد منهم ثانيتين
من الحزن الجدي
ولا البسط الجدي
فكر أي طريق تسلك من خلف خيانات الواقع
تبلغ بيروت الغربية
أرهن خاتم عرسك
حلي صغارك.... راتبك الشهري
وقد لا يكفي ذلك تذكرة
في القلب لديك عناوين المقهورين
وأولاد الدولة يا عبد اللّه يمدون يد العون
ويرجونك أن تحمل مكتوبين والنبطية
ولديك عناوين منظمة التحرير
وعنوان اللّه القهار
ثم تحط بثم مطار
وتفتش تفتيشا ذاتيا
وتبلغ يا عبداللّبأوسع بنط عربي
إنك موقوف منذ تقرر وقف النار
وتحاول أن تفهمهم
لست نظام مواحهة كذاب
لست رئيسا عربيا
لست خبيرا روسيا
إسمك عبد اللّه وعبد اللّه أبو إرهاب
ليس هنالك إلا الدم... سياج الميناء الساخن
ووجهك والقتلة
ليس الإنسان الآن بلا أذن
يعرضك الباعة للبحر وللملح
ومن بين يد الشغب وقبلته يسرقك السفلة
وعلى مضض يا عبد اللّه
يقبلك المنقرضون لتصبح منقرضا
إدفعهم يا عبداللّه
طهر وجهك من رؤيتهم
كيف يقبل مرحض إعصار
أحد باع طريق الزعتر
باع الحزن
ودس حديد مسدسك الحربي فلم يقدر
حرق الفولاذ الأحمر كفيه و سمعته
ووقاحة عينيه
وسوف تطارده أنت
مطاردة الأقدار
شرعوا يعترفون بقاتلهم وكأن جراحك أعذار
كذا فيهم يا عبد اللّه
فأنت الحي الباقي القهار
أقتل دونك... أفديك
ولكني أتمنى أن تقتل مرفوع الهامة
لم يتزحزح فيك قرار
النار قرار منك وليس قرار فيك
فأنت النار وأنت قرار النار
لملم شفتيك القاهرتين وقهر الليل
وأول أيام البعد وعد في أول بارقة فالموسم للبرق
وللزخ المتواصل والزعتر ينمو
وصفيح مخيمك الساكن ينمو
وعصابات الليل الثورية تنمو
وحديقة حزنك في باب الصبار امتلأت بالصبار
ماذا سيضيفك المنحطون
سوى دائرة الأمن وحانة ليل
ورصيف
ومراجعة الهجرة ليل نهار
إن كان تقرر أين استشهادك ليس يطوعني قلبي واللّه
أقول استشهد
لكن واللّه استشهد
فهناك يمنون عليك المشية في الشارع
تمسك الشرطة أن لكفك خمس أصابع
ولكي تتذكر وجه شهيد تحتاج موافقة
تحمل خمسة أختام وطوابع
في قلبي شيئا أجهله
يفهم أنك باق معنا
يفهم أنك باق بين مقابرها وخرائبها والمستقبل
تغسل وجهك بالريح الساخن
وترقب أطفالك في الماء الآسن
قد نشروا أجنحة الضحك
وطاروا بين حجارات البيت عصافير سمراء
وبباقة شوق تذهب بين ثواني القصف
تزور رفيقا في البربير
يرجى أن تشفى ساق باقية تحمله لمثلثه الناري بخلده
فالقدس هناك
وبيارته الخضراء
في قلبي شيء... فرح أعرفه
أنك باق معنا في السراء وفي الضراء
أحببناك تشاجرنا
غنيناك
تصرفك الخاطئ أحيانا
وتصرفك الجيد دوما
ألقيت شتائمك المقبولة يا عبد اللّه علينا
لم تبخل
أرسلت مكاتيب العشق إلينا
تتحدث عن متراس وجليل أعلى
وضرورة مسح التاريخ من الأنظمة السوداء
كنا نغضب وأنت تهادنهم
وتعامل قلة حياء فيهم بحياء
نبكي إن أنت رحلت
ونبكي إن جاءت بهمومك كل الطرقات
نحفز حزنك في حجر الليل
سنونوة ألفت دور النبطية
نذكر اسمك..
نزرعه في أفق الزهر على الشرفات
نتشبث صوتك
نعرفه معرفة الجرح..الفرح..الحزن...الصلوات
من صوتك تهرب حيات وحكومات وعقارب
الليل وعبد اللّه أقارب
العرق الساخن والكمون وحزن الليل
وعبد اللّه أقارب
يفهم في اللجة
وأقدر من يرفع وجه الشمس
على مجدافيه ولا يملك قارب
يرفع عينيه فيرتفع الموج وتصبح كل الأرض قضية
أشتم حريقا في ورقي
اسمك نار في ورقي
وأضيء وإن تعبت طرقي
وأطيب إبريق الشاي على شعري فيك
لأنك يا عبد اللّه قضية
ولأنك يا عبد اللّه محارب
الليل و عبدالله أقارب
**********

قديم 10-10-2010, 11:24 PM
المشاركة 44
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
عروس السفائن
( مظفر النواب )


فوانيسُ في عُنُقِ المُهرِ.. علَّقَها الإشتهاءُ
ونجمٌ يضيءُ على عاتقِ الليلِ.. زيَّتَ نخلُ الهموم
وأعتقَ من عقدةِ الشاطئين رحيلَ السفينةِ
من سُفُنٍ لا تُضَاءُ
وناحت مزاميرُ ريحُ الفنارِ فأيقظْتَ رُبّانَها المُتّحيل
فذاقَ الرياحَ وأطرَبهُ الإبتلاء
وسادنُ روحي وقد أطْبَقَ الموج
حتى تَجرحَّها
أنها وحّدَت نفسها بالسفينة
من ينتمي هكذا الإنتماء
فنيتُ بعشقٍ وأفنيته بفنائي
لينبتَ من فانيين بقاءُ
بنيتُ بيوتاً من الوهمِ والدمعِ
أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ.. تم البناءُ
عروس السفائن ألصقتُ ظهري الكسير
على خشب الشمس فيك
حريصاً على الصمت.. مدماً من الناس
في البئر أستنجد البحرَ.. قبل قراءاتِ بوصلتي ودليلي
وأخصفُ ما نهشتهُ الجوارح
من مضغةِ القلبِ أبقِ الجروحَ
مُفَتَحّةً في رياحِ المَمَالِحِ
لا يَحلمُ الجُرْح ما لم يُحَدِّقْ بسكينهِ عابساً
في الظلامِ الثقيلِ
إذاً.. دارت الشمسُ دورتها
وارتأتني الرؤى نائماً تحت ألفِ شِراعٍ
مجوسيةٌ قصتي
معبدُ النارِ فيها
وقلبي على عجلٍ للرحيل
بعيداً عن الزمن المبتلى.. يا سفينةُ
إن قليلاً من الوزر أمتعتي المزدرات
ولم تثقلي بالقليل
سأبقي المصابيح موقدةً في بواء الصباح
مصالحةً بين صحوِ الصباحِ وصحوي
وأُبقِ الرياحَ دليلي
وأسألُ عن نورسٍ صاحبُ الروحِ في زمن البرقِ
يومَ المُحيطاتِ كانت تنامُ بحضني نَشْوى
وما زالَ ثوبي أخضرَ من مائها
يا لهُ من زمانٍ مرَّ بين ألفٍ من السنواتِ الفتيةِ
يا وَجْدُ ما كُنتَ دون حَمَاسٍ.. وما ظَلَّ في خَاطِري الآن
إلا النشيجَ اللجوجَ من اللججِ النيلجية..
والزَبَدُ الأرجوان.. المعتق في غسقٍ باللآلئ..
والزبد الأرجوان.. المزخرف بالليل
والقمر الآن من زهرةِ البرتقال
تغيرتُ مستعجلاً أيها الفرح الضجري
وأصبحَ محشرُ أغربة سطحَ قلبي
ينحنح قبيل مغيب الهلال
عروس السفائن اني إنتهيت.. على سطحكِ الذهبي
ورأسي الى البحر يهفو رائحة اللانهايات
والليل.. تعبان.. يطوِّحها الموجُ ذات اليمينِ وذات الشمالِ
لقد ثَقًلَ الرأسُ بالخمرِ
والزمنُ الصعب قبل قليل
وأنهكني البحر في زمن للطحالب
عن طحلب بلا قلب.. يصيخُ معي في الهزيع الى جهة المستحيل
لدى الله كل النوارس نامت
ولم يبقَ إلا سفينتك الآن
مبهورةً بالشمول
على وجهها من رذاذ الغروب
ومن عرق الله بالأرخبيل
فأين سيلقي المراسي الماء
بنيت بيوتاً من الماء هدمها الجَذْفُ
كيما يتم البناء
ومنذ نهارين في وحدة المتناقض
هذي السفينة يدفعها ويدافعها الإبتداء
أعللها بعليل الرياح.. ويغري بها أنها من طبيعتها تستمد
خليل السفائن سليني النهايات
يا لانتشائك إذا هَزَجَ البحرُ
بالزبد الزئبقي.. ويزهو اللبرجد واللازورد
إذا هزج البحر فالكون زاءُ ملونةٌ
فوقها شدةٌ.. فوقها شدةٌ
ثم مدُّ
وللشدِّ من بعد ذلك شَدُّ.. وللشدِّ شَدُّ
وإني على الحبل من مركبي.. في الظلام أشُدُّ
وعلى دمعتي في الهزيع
كما خصر أنثى أشُدُّ
وتندمل هنا يا صاحبي فالنجوم هنا لا تُعَدُّ
وأنت كما خلق الله في نخوة الخلق
بين الصواري يؤجج ما قد تبقى
من الشيب برقٌ
ويعبث فيما تبقى من القلب رعدُ
عجيب صراخك في غمرات البنفسج.. والكون
إذ يصل العتبات الأخيرة
في غفوةٍ لا يَنِدُّ
عروس السفائن لا تتركيني على أنقة الساحلين
يَجِنُ جُنوني إذا رنَّ في هدأة الليل بُعْدُ
أهيم إذا رنّ في هدأة الليل بُعْدُ
عروس السفائن لا تتركيني لذى حاكمٍ وسخٍ يَسْتَبِدُّ
لقد كفت الخمرة عن فعلها فيّ مما تداويت
واربد بالصبر جلد
أحب الحروف لها شهقةٌ بعدها لا تندُّ
وما العاشقون سوى شدة الله
أسراها لا تحدُّ
فإن ساح البنفسج في موهن البحر
صارت تَلِزُّ.. تَلِزُّ
وصُرتُ ألِزُّ.. ألِزُّ
عروس السفائن والبردُ في ألقِ الصُبحِ خَزُّ
وليس يهاجر في الفجر إلا الأوَز
رسى السأمُ السرمدي بجسمي
وليس سوى غامضاتِ البِحار
التي تستفزُّ
أصيحُ.. خذيني لأسمع أجراسها
ان برقاً بقلبي يلز
أنا عاشق أيهذي البحار لأجراسكن
فقد أوحشتني الشوارع
مما بها من لحى ً ورؤوس تجز
وفاض وفاض الإناء
بنيت بيوتاً من الوهم والدمع أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ
أين هو العشق.. تم البناءُ
أُحاور روحي أحاورها.. وكل حوار مع الروح ماء
بكى طائر العمر في قفصي
مذ رأى مخلب الموت
ينزل في صحبه ويَكُفّ الغناء
متى أيهذي العروسُ يجيء الزمان الصفاء
ففي القلبِ مملكةٌ للدمامل
والجسد الآن في غاية الإعتلال
خذيني.. لأقرأ روح العواصف
حين تخانق سخط الليالي
خذيني فإن العصارة تغرق بالأغلال
خذيني.. فما البحر في حاجة للسؤال
خذيني.. فليس سوى تعب البحر يشفي
وينقذ من فقمات المقاهي
كفى لغطاً عاهراً أيها الفقمات
كفى يا ضفادع هذا النقيق الدنيء
فأنتم سبات
سأصرخ يا بحر.. يا رب.. يا رقص.. يا عتمات..
زٌحَارٌ بكل التقاليدِ
لا يتبعَ البحرُ بوصلةً
بل تتابعه البوصلات..
زحار ببحارة يرهنون لحاهم على ساحل
واعصفي فالمقادير قد أفلتت عن إرادتها العجلات
سيولٌ على بعضها تتواكب في زحمة الإرتطام
وفي دمهم يعبرُ السائرونَ
إذا لَزِمَ المعبرُ
ومن قطرةٍ يعرف المصدر
هي اللحظة اقتربتْ فابشروا
تَهِبُّ البنادق تستهترُ.. وتصحو النيازك والعنبرُ
ويأتي دمٌ مُدْلَهِمٌ مُخيفٌ
أقَلُّ ارتطاماته مَحشرُ
وعاصفُ أسودُ ذو ألفِ عينٍ
على متنهِ عاصفٌ أحمرُ
وتمسي ذقونَ ذُنَابَ عَقاربَ
في أوجهِ الخائفينَ وما زوّروا
فذئبٍ بفخذينِ من آخرٍ
يَدفِنُ الوجهَ رُعباً
فهم نسقٌ راعشٌ أصفرُ
لقد كنتُ أحلمُ وعياً
وفي حلمٍ بالذي سوف يأتي وفاءُ
ومرّت جنازةُ طفلٍ على حُلُمي بالعَشِيِّ
يرادُ بها ظاهرَ الشامِ، قلتُ:
أثانيةً كربلاءُ
فقالوا من اللاجئين.. كَفَرْتُ
وهل ثم أرضٌ تسمى لجوءً لنُدفن فيها
وهل في التراب كذلك
مقبرةٌ أغنياء.. ومقبرة فقراءُ
تلفتّ في ظاهرِ الشام أبحثُ عن موضعٍ
لا يمتُّ لغير منابعه
ندفنُ الطفلَ فيه
وقد دبَّ فينا المساءُ
وكان على كل أرضٍ نظام الحوانيت
يتبعنا في الغروب
وكان يُشارُ لنا: غُرَبَاءُ
وحين دنونا لمقبرة ليس من مالكين لها
جَعْجَعَ الحرس الأموي بنا: فُرزَت للخليفة
قلت بل يفرز الخلفاء!!
وكان نسيم الطفولة ينضحُ من شقوق الجنازة
بين المخيم والشام تنبت أين اللقاء
جنازة من هذه؟ ولماذا بلا وطن؟
وكلاب الخليفة تنبح من حولها
والمخيم يحملها راكضاً والشواهد تعرقُ
قلت: فلتعرقي
واكفهرّ على تلة في البعيد الشتاء
أليست هي الأرض ملك لرب العباد؟
وهذي الجنازة أصغر من أصبعي.. فادفنوها
وأم الجنازة يكسرها الإنحناء
وجد الجنازة أعمى يتأتئ
والعينُ يرشح منها على الصمت ماءُ
فقيل لنا: مبلغٌ يحسم الأمرَ
فاجتمع الفقراءُ
فللمال أفعاله يستفز
هنا دفن الطفل في آخر الأمر
يا أرض غزة فاسترجعيه
لئلا مقابرهم تستفزُّ
وليس يهاجر في موهن الليل إلا الأُوَزُّ
عروس السفائن ان المراكب
ان لم يكن فوقها عالمٌ بالبحار تنزُّ
ويلقي بها الليل منهكةً يتناول فيها النشيج
ويرتفع البحر جيما عجيبةَ
اما تصاعد منه الضجيج
وما نقطة الجيم الا البقية من جنةٍ
انا كالحبر فيها الأريجُ
وأسأل هل نزل الطفل في قبره...
لاجئاً بين أمواتنا
لكأن اللجوء مصير اللجوجِ
عروس السفائن أسندت ظهري على خشب الشمس فيك
حريصاً على الصمت.. أستنجد البحر
ان الجماهير في شاغل والدهاقين في قمة النفط
في حكةٍ بين أفخاذهم
والزمانُ على عجل للرحيل
وقد دارت الشمس دورتها
وانتهى اليوم
والشمس ترجئ بعض الدقائق.. قبل الأصيل
خذيني الى البحر
يا أيُّهذي العروس
لقد مَلَّ قلبي ألاعيبَ أهل السياسة
والرأس أثقله الخمر
والزمن الصعب.. قبل قليل
وكل النوارس نامت
ولم يبق إلا السفينة مبهورة بالشمول
عروس السفائن يا هودجاً.. يتهودج بين الكواكب
فليمرج البحر.. ولتحمليني لوادي الملوك
أرى عربات الزمان مُطَعّمَةً
ترجو الأبدية في معبد الشمس
شامخةً (طيبة) الآن
تلبس كل مفاتنها.. نهدها في اهتزازِ
ويرتفع الحزن من فوق أكتافها
يتبارك بالموكب الملكي
ترتفع الابتهالات.. فرعونُ.. فرعون.. فرعون
يرتفع الصبح.. فرعون.. فرعون.. فرعون
يرتفع المجدُ.. ترتفع الخيل بالرسل الذهبية
أصرخ قِفْ!
يتوقف رب الزمان
وقلبي توقف في الحزن كالحجر الأردوازي
و(طيبة) شامخة نهدها في اهتزاز
رفعت عيوني الى نثر طيبة
فوق الجبين الذي مسحته الخليقة بالخمر
والإعتزاز
أفرعون يا من تُخلد أهرامكَ الموتى
أسرع هنالك من يَقتنيْ هرماً للمخازي
تقزّزَ وجهُ الإله.. وألهبَ طهرُ الجيادِ سياطاً وقرحها
صحتُ قفْ أيها السادنُ الأبديّ
فمن يملكون السدانة قد سرقوا شعب مصر
زَوّرُوا شعبَ مصرَ
وقعوا باسم مصر ومصر بُراءُ
شربوا نخبها وهي جائعة
ليس في قدميها حذاء
ولكن متى كان فرعون يصغي!
استجرت المماليك
لكنهم أرسلوا مصر فوق الجمال
لوالي الجزيرة كسوه
ووالي الجزيرة بين سراويله
الحل.. والربط.. والزيت.. والموت.. والحرب..
والسلم.. والعنعناتُ
وأكثر ما يُصرخ الأمعاتُ
ولكن لمصر مواعيدها.. للصعيد مواعيدهُ
للرصاص مواعيدهُ
والنجوم هنا لا تُعَدُّ
وليس أمام البراكين في لحظة الروعِ سَدُّ
وهذي الفوانيس تفضي لحلوان في الليل
حيث السلاح الخفي يُعَدُّ
أعدوا لهم ولعاهرهم، "ان عاهر نجد يعد"
لقد حاولوا أن يهدوا على "ناصر" قبره
فهو معترض دربهم
والقبور لهن لدى الله حَدُّ
ولكن لدى الله جند، ومصرُ الرحيمة
لا ترحم السفهاء
أنا لست بالناصري ولكنهم
ألقوا القبض ميتاً عليه
وعري من كفن نسجته قرى مصر من دمعتيها
إذاً.. سقط الآن عن بعض من دفنوه الطلاء
أقول لناصر أخطأت فينا اجتهاداً
ولكننا أمناء
وأن الذي في الكنانة مما رحمتَ فأطلقتَ بالأمس
يكافئكَ الطلقاء
لئن كان كافور أمس خصياً
فكافورها اليوم ينجب فيه الخصاء
تفتق فيه الغباءُ ذكاءً
ومن مُشْكِلٍ يتذاكى.. بدون حياءٍ غباءُ
وما عجبٌ ترسل الريح في أزمةٍ
وتلفُّ بموضعها الخنفساء
ولكن تموت على ظهرها وتكابر
مسألةٌ تقتضي فوهَ ماءُ
ومهما السجون تضم أماماً
يظل على شفة الكادحين الغناء
ومصر التي في السجون مع الرفض
أما التي في البيانات مصر البغاء
وحاشا فإن من النيل ما يغسل الدهرَ
مهما طغى الحاكمون الجفاءُ
لمن في الظلام الدماء
لمن في الظلام التوابيت تمشي
وفيم الحراسة حول المقابر
قال الذي يتلفت: ان العزيز يمر على شهداء (المحلة) بالطائرة
فقلت: هو القسط يُدْفَعُ
أقفل فمك فالمباحث من حولنا كالبعوض
وفيم العجالة في الدفن؟
أسكت!
مخافة أن يزحف الدم في القاهرة
صرخت: سيزحف.. علمني زمن بالعراق
بأن الدماء هي الآخرة...
وحين الصعيد يطوق قصر المماليك
لست أبالغ يجتمع الله في الناصرة
تقول البيانات قد قتلوا عاملاً واحداً
تكذب العاهرة
فهذا دم يجمع العرب الفقراء من الأطلسي الى صفقة في الخليج
وقد كفرت نخلة حين بيعت
واني من النخلة الكافرة
أرى الأرض تنقل أيضاً مع النفط
في الباخرة
خنازير هذا الخليج يبيعوننا
والذين هنا يمسحون قذارتهم بالقروض
لقد تمت الدائرة
لمن في الظلام الدماء؟.. سؤال يلح
وتزهر من حوله أغنية السائرين على جثث
زيتتها المكائن والدم والكبرياء
ستبقى المكاتب هذي مزيتتة بالدماء
وينتج عنها قماش دماء
عروس السفائن أبحرت مبتعداً عن متاهات روحي فيك
فإني من أمة تتفجر في ليلها الصحراء
وما بدعة لا أرى في المذاهب غير جواهرها
ما بهذا انتقاء
أمد جذوري تضرب في الأرض
عن ثقة أن دهري سماء
وليس على ناظري الغشاوة فيما رأيت
ولكن على أمةٍ حَرّفَتْ مبدعيها غشاءُ
(أبا ذر) إنا نفيناك ثانيةً
حين قُلنا بمحض الفجاجةِ:
من غير روحك يبتدئ الفقراء
وما كَفَنٌ قد شَرَطْتَ وعشت به في الزمان
فناراً تحاولك العادياء
سوى أن فائض مال رفضتَ
وشرعّت أن الخلائق خَلْقٌ سواءُ
وأنك في الفكر والروح أصلٌ
ومن معجز الملتقى.. يتوحد فيك الثرى والفضاء
بنيت بيوتاً من الوهم والدمع
أين هوَ العشقُ.. أين هو العشق.. أين هو العشق.. تم البناء
بكى طائر العمر في قفصي
مذْ رأى مخلب الموت ينزل في صحبه
ويكفّ الغناء
فأنبته أن يصدح كي يسكر القفص الدنيوي
فإن انفلاتاً من الشرط بدءُ لفك الشروط
كما تتعرى مراهقةٌ تتمتع حلمتها
أن يراها الهواء
ومنذ نهارين والطائر المشرئب.. يحدق في الأفق
ماذا تراه يشفُّ الوراء
كأن به هاجساً يتقرب من خطر
أو به خطر.. انها الأرض تدخل منزلةً وتشاء
هو الآن في وحدة المتناقض
حيث يتم النقيض الجديد
ويستكمل الدورة الإنحناء
أحاورُ روحي أحاورها
وحوارٌ مع الروح ماءُ
عروس السفائن أدعو النجوم الى قمرتي
فأنا أُولِمُ الليل نذراً
وألبسُ أبهى ثيابي
فقد كنت عند نخيل العراق.. وإن كان حُلماً
وكان العراقُ على مُهره عارياً
مثلما ولدته السماءُ
وكان على عتباتِ العراقُ الفضاءُ
وبين ضلوعي فضاءٌ.. به نجمةُ
لستُ أدري بماذا تُضَاءُ
وفي نجمتي تلك يجتمعُ الله والأنبياءُ
تأخرَ عنهم نبيٌ
سُئِلْتُ
فقلتُ: يُزَيِّتُ حَدَّ السِلاحِ
فإنّ نبيَّ الزمان الفداء
عروس السفائن صار العراقُ لطول المجافاةِ حُلْماً
ولكن به دجلة والفرات
كأن من الحلمِ يرشحُ عشقٌ وماءُ
يُشيرُ إلينا العراقُ.. وفي الحُبِّ حُلوٌ يشاء
أيا وطني قد ضاقَ بيَّ الإناءُ
كأن الجمال بليل الجزيرة
سوف يطولُ عليها الحذاء
كأن الذي قتل المتنبي بشعر إبتداءُ
لأمرٍ يهاجر هذا الذي أسمه المتنبي
وتعشقهُ بالعذاب النساء
وما قدرٌ أنه في الجزيرة يوماً.. وفي مصر يوماً.. وفي الشام يوماً..
فأرضٌ مجزأةٌ.. والتجزؤ فيها جزاءُ
عروس السفائن
كُلٌّ على قَدَرِ الزيتِ فيهِ يُضَاءُ

قديم 10-11-2010, 08:09 AM
المشاركة 45
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
فتى إسمه حسن
( مظفر النواب )


سقط الطل...
وطوى رشاشته المسكونة بالليل
وعصافير المشمش
تسمع نبض الجسد الزيتوني
صمم أن الطلقة تسري سريان الدم
كم الطلقة يا قلبي تؤودي أضعاف مهمتها
سحب الأقسام كأن الدنيا إنسحبت
أعطى الصلية حريتها
فتمادىالأفق بعيدا وتناغم في الساقية الطل
زقزقت الساعة في حقل التفاح
وقام الورد تفرغ دالية
وتصاعد خط الماعز في الجو صنوبرة
كنت وراء سياج التفاح
أقمت الشتلات
مسحت مدامع أشجار التين
عن الرشاشة والذل
وحبات الفستق
عدت بصمت كالحكمة
كالسهم المتبادل بين البلبل
والبستان
كأنك والساقية الحسناء تفاهمت على شيء
كم صمتك يشبه في الشمس
براعم مشمشة أمطرها اللّه كثيرا
كم يشبه صمتك في الليل
جيوش الأفتار
لم تستلق براحة بال
يتموج في خديك خمور الشتوي
كما الآن
يكاد لثقل الأفكار برأسك
يجتمع العشق وسادة
وفراشات الكلف الحمراء
تلف على إبهامه قدميك
كأن ضريحين من الورد
وهمت (بنت جبيل)
تصعد في العتر والزيتون
وطفلة تهديها البريين
كأن الأفكالا عبادة
تتلفت..
لم تمسك مسا
من كتف عركتها الأقدام
ورشاش الأخمص صارت قاعدة
تنطلق الأسلحة النارية منها
ما شاء اللّه
ما شاء اللّه حسن
كبرت كأنك كل الدنيا
أو تتجاوزها بمسدسك العبقي اللون
ستكتب في الليل نجوما أخرى
أو تجمع في دوامتك النجمات
لم تسقيك رضاع الحلو قلادة
وتزيل الشبق البني العاشق للرشاشة
عن كتفيك
وأطراف قميصك
والجو العبق المنعش في خديك
في شفتيك تتمتم أجمل أنواع الصمت
وهم مسدسك الفاجر
يرجم أرحاما للآنظمة العربية رغما عنها
ما شاء اللّه وما شاءت بنت جبيل
أغرق رب الكون
من الإبريق الفضي اللون
بساعات الفجر بصمت
فرشت صحف الصبح لها جسر
ووجهك كان يرفرف كالخفيشة
ينثر في الجو الساخن أنباء طاهرة
لو لا وجهك لم يقرأ صحف الرجعية هذي
أحيانا تخرج هذي الصحف المبوبوءة صامتة
كالغزات تخنق حتى البلبل في الجو
وتقتل في أقصى القلب أحب أغانيه
ولا تذكر إلا الأحزان الشعبية
أخبار الشفق الوردي
وصوع البارود الفاخر أياما
ولعل إلى الآن
ومضغة لحم
حطت كالطير الموحش قرب صبي
ذكروا لم يتدحرج كالأجسام اللبنية
أدخل كفيه عميقا في التربة
وإحتمل المضغة كاللذة
حاول يزرعها في باقي أشلاء الجسد الحي فأعيله
فصرح بالدمع
وكاد يضيف إليه يديك وحراسته
فالتفت اللحم إليه يناديه
فكر لا بد يضاف إلى الجسد درس
تزال وجوه الأوباش من الصفحات الأولى
والفتية لا بد يشبون سريعا
وبدا أن طفولته الشمعية تصبو
حدق في إصرار
مر وساعده البلوري الخافق يشتد
كأنك قبل الوقت تفجرت
كبيت البدر لتنبيت فيه
حين الجرافات أرادت أن ترفع أشلاءك
والأقدام الثوري لعينك
إرتفع الشارع
واهتزت وهنا من ثقل الإيمان الجرافات
فتألق قلبك بالشمس
عادت كل الأشياء إليه
وفاضت كأس من خمر الجنة
لولا أن الكرمة بنت جبيل
وتركز فيها سكر لبنان وماضيه
يحمل هذا الليل نجوما أكثر مما يحتمل الليل
فما قدم يمشي إلا تشتاق نجمات في الكرم
وأشجار التفاح
وصمت الناس....ينابيع الضيعة
زقزق فيها اللؤلؤ والثلج
ستبقى تحفل جفنات قناديل المشمش
واللّه يذكي ساعده مثل صديقين عى كتفيك
وانت تحدثه معتذرا
إنك قبل الوقت يسامحك اللّه
ويمسح قطرة دم ما زالت في صدرك
يعطيك مفاتيح الجنة
تركض...
تزحف...
إن الشهداء يحبون العودة للضيغة قبل الجنة
يسترك اللّه
تهرول بين سواقي الليل إلى بنت جبيل
لولا ناداك تنسيت تودعه
ما زال بحب الضيعة قلبك مشغولا
وسريعا جئت وراء الصمت
والأف الأعشاب
قميصك كان كصوت الحسون يضيء
وآثارك في الطين الفضي
تعمدت على نفسك تخفيها
فلقد أنت خلقت
على العمل السري بصمتك مجبولا
لم تك تعلم
أن الضيعة رفعت كل مراسيها
وانحدرت في نهر العشق عروسا
تغسل في النبع البلوري
فتاوي قدميك المدنقتين
وتخلع عنا بقايا البارود
ونخجل أن تتعرى من هذا الثوب الحربي
لأنك سوف تعود إلى الحجز ثانية
في الوقت تماما
وكأنك لم تقنع بشهادتك الأولى
يا سيف اللّه تفيض بخمرة دينك
أو ما كنت ومن كنت
أو أنت من الخمر الأحمر
لم يخرج بالسلطة يوما
وتؤمن بالأسلحة النارية
وتربط ربطا ليس فكاك له بين رجالة إسرائيل
وإسقاط الأنظمة العربية دون إستثناء
أنت أمام العصر بحق
أشهد مولاي إستشهدت على حدسين
وليس على واحدة
ودليلي
لم يفرح أحد بإستشهادك أجهزة وطبولا
إنثت فراشات الغبش الزرقاء
والقى القمح قلادات العبق الخمري
جروحك أكثر من جسمك مولاي
عسى الشمس تخفف وطأة قبلتها
ويجوز رضاك الظل
سترقى به بعالمه حتى تتماثل للعودة
للدار وإن كنت تحب الغيبة
أكثرنا عشقا وحضورا فيها وحلولا
لم تنف الموت
فمن أقصاه أتيك أتتك حياة
أتتك.كأريج حقول التفاح
ورائحة الصمت الأرضي
كأنك بطل بالفرح الإنساني مطير بالخير
يكاد يلون بالحب عيون الطير
وأعمدة الهتف تخضل
وتلتمس الحاجز
وتأخذه الخشية
إنك عبأت الموت كذلك بالبارود
واشتقت تواجه أعياد إستشهادك
حتى تلقى اللّه على الطور
تسلمه ألواح البارود
عليهن وصايا الشعب العربي
كم عاقبت بهذا الموت الحي تكايا هرمت
والطمث السلمي يعودها كل نهاية شهر
إن أوجعها خازوق نظام
لبست آخر أنعم منه
وأعرض قطرا أو قطريا
وكأن التاريخ يجوز على خازوق
سمة العصر
يكون ثقيلا
لأكاد إذا ألمحهم أقطع أنفاسي
ثم الطلف أو مد الأيدي لمصالحة
واللّه
تصيح يدي قلبي
سأقبلها مما العز بها
شكرا يا رب
شكرا يا رب خلقتها بالعز وخمرك
والنبت على خاصرة الورد تبتيلا
إلتفت إلى بيتك متكيء مرتاح
ومن النفح الصمغي يطل الزنبق
والصمت وأعشاب الليل تمد أياديها الناحلة القمرية
تبسط سجادة طل في الريح
تصلي أربع ركعات عبقا
أشجار الرمان صراع طبقي
والتين كعرس الزهراء
ما بال الصمت يخربش في الموقد
والطباخة تخرج كالأرغن مشرعة بالموت
وزناد البا يكاد
أأنت هنا؟
أعصاب المنفي تتوتر من غرفة نومك
تأتي أشجان المسك
أأنت هنا؟
فيم تخبأت كنار القدر بقطرة ماء
لعل تركب أشلاءك
والساعة
والعينين المتطرفتين جنوبا بين حقول اللوز
ورشاش العتم أكاد أميز طعمك
رقتك القصوى
قبل الإبهام وخنصرك الشمعي
أعدت عقارب ساعتك الهروسة
فالوقت أهم الأشياء لديك
منذ حضرت عقدت مواعيد مع الشمس
ولم يخلف أيكما الموعد تقريبا
وتقرمت الظ من الأسلحة النارية
ميقدا كازنبق في ساعات الصبح
وتغلبك العفة والخنفر الثوري
وأشجار العشق
كما حضرت صوفي يتنجس من ذكر الدولة
إذا لم يضطرب الصوفي فكيق يكون طوبا
الساعة يا حسن اآن قريب صلاة الفجر
وما زلت تركب أشلاءك
والساعة تلهما الوقت العادي الأفضل
لعل ندى الصبح الرد يؤذيها
وجرح يمر به الطل على زجاج الرئتين
أو القلب ينهنهها الطل
فتسيقظ بدل وحنان متئدين
تلم فتتات اللحم
أخي حبيبي
ما هذا العبث الصبياني بمفهوم الموت
ما هذي الجدية في معرفة اللّه
وفي معرفة الشعر
ما هذه الكاية في مفهوم الكون
ما هذه الأنية يا مولاي كنغمة طير
لملم لحكمك ..أشلاء الساعة
سهرات العشق النثورة من رئتيك
على العشب البارد
أسرع
أسرع
أسرع
أسرع يا مولاي
تأتي كالإتيان الصعب
تشم الطرق الصخرية
أسئلة كالألوان الزيتية في عينيها
لم تجهش بعد
وكم صعب أن لا تجهش أم شهيد
وصلت في أزهار اللوز
لم جدائلها بالعبق الصيفي الغامض
أمطر قبلا بالطل
على قرآن أصابعها
واهمس مهما لا يسمح صوتك
في عالمك الصمتي الغامض إهمس
أمي..
تسمعها أكثر من أي هوائي يلتقط الشعرات الكونية
تدري أنك في البيت
لست تغادر إلا ليلة عيد
يا أمي.. يا أمي أنت هنا
ويرين الصمت كثوب الأرض الرطب
وتسري في قدميها الدوخة
وتهاوت..حطت فوق القدمين
لكم في تلك اللحظة كان اللّه قديما وتليد
سبحانك
خططت السلطات لحرق حقول اللوز
وعادت معها الأقلام الموبوءة تعوِ
أغضبا ليس لنل بل لغد
دمر..زلزل
هذي الدنيا خطأ
خطأ
خطأ
خطأ شائع
وجئنا بالدم والعشق وصدق النية
ساعدنا زهر الروح
يشف عليه الربع الخالي والأفق بعيد
أن نهزم السلطات الذئبة
فاللحم تصلب صار جليد
ما خطب دريد منحط
يظن بغانا مدفوعا سلفا يدفعنا
يا ابن أبيه لك الحق
فإن الأيام قوا ويد
شكل ..مد..تنافى
لست بأكثر من شرف بقليل يسرق
لا أتمثل أمثالك حرفا
صمت العشق يضيء بقلبي يكفي
ورغامك في وكر الغربان مديد
**********

قديم 10-11-2010, 08:11 AM
المشاركة 46
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
في الحانة القديمة
( مظفر النواب )


المشري ليس بعيدا.. ما جدوىذلك أنت كما الأسفنج
تمتص الحانات
ولا تسكر يحزنك المتبقي من عمر الليل بكاسات الثملين
لماذا تتركوه؟
هل كانوا عشاقا؟
هل كانوا لوطيين بحض إرادتهم كلقاءات القمة؟
هل كانت بغي ليس لها أحد
في هذي الدنيا الرثة؟
وهمست بدفء في رئتييها الباردتين...
أيقتلك البرد؟
أنا يقتلني نص الدفء.. ونصف الموقف أكثر
سيدتي ..نحن بغايا مصرك
يزني القهر بنا.. والدين الكاذب.. والفكر الكاذب..
والخبز الكاذب
والأشعار ..ولون الدم يزور حتى في التأبين رماديا
ويوافق كل الشعب..أو الشعب
وليس الحكم أعور
سيدتي .. كيف يكون الإنسان شريفا
وجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان
والقادم أخطر
نوضع في العصارة كي يخرج منا النفط
نخبك؟؟ نخبك سيدتي
لم يتلوث منك سوى اللحم الفاني
فالبعض يبيع اليابس والأخضر
ويدافع عن كل قضايا الكون
ويهرب من وجه قضيته
سأبول عليه وأسكر..ثم أبول عليه وأسكر
ثم تبولين عليه ونسكر
المشرب غص بجيل لا تعرفه.. بلد لا تعرفه
لغة.. كركرة.. أمور لا تعرفها
إلا الخمرة بعد الكأس الأول تهتم بأمرك
تدفئ ساقيك الباردتين
ولا تعرف أين تعرفت عليها أي زمان
يهذي رأسك بين يديك
بشيء يوجع مثل طنين الصمت
يشارك الصمت كذلك
بالهذيان... وتحدق
في كل قناني العمر لقد فرغت
والنادل أطفأ ضوء الحانة مرات
لتغادر
كم أنت تحب الخمرة.... واللغة العربية...... والدنيا
لتوازن بين العشق وبين الرمان
هذي الكأس وأترك جنتك المسحورة
يا نادل لا تغضب فالعاشق نشوان
وأملأها حتى تفيض فوق الخشب البني
فما أدراك لماذا هذي اللوحة للخمر...
وتلك لصنع النعش.. وأخرى للإعلان.....
أملأها علنا
عفوا مولاي فما أخرج من حانتك الكبرى
إلا منطفئ سكران
أصغر شيء يسكرني في الخلق فكيف الإنسان
سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل
وأن يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان
وقنعت يكون نصيبي في الدنيا.. كنصيب الطير
لكن سبحانك حتى الطير لها أوطان تعود إليها
وأنا ما زلت أطير... فهذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر
سجون متلاصقة
سجان يمسك سجان....
************

قديم 10-11-2010, 08:11 AM
المشاركة 47
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
قراءة في دفتر المطر
( مظفر النواب )


" إنني أحمل قلبي كبرتقالة مضى الموسم ولم تنضج, وأعطت زهر
البرتقال , وفيها رائحة شمس البارحة
إلى أحمد صديقا من الشياح"
في الليل , يضيع النورس في الليل
القارب في الليل
وعيون حذائي تشتم خطى امرأة في الليل
امرأة , ليست أثر من زورق لعبور الليل
يا امرأة الليل , أنا رجل حاربت بجيش مهزوم
في قلبي صيحة بوم
وأخيرا...
صافح قادتنا الأعداء , ونحن نحارب
ورأيناهم ناموا في الجيش الآخر , والجيش يحارب
والآن سأبحث عن مبتغى , أستأجر زورق
فالليل مع الجيل المكسور طويل
في مقت الزيتونة , شباك للغرباء
تبكي الموجة فيه
أهلي فيه
ورجال فيه يصيدون أصابع أطفال غرباء
مازلنا بشرا ضعفاء
نبحث عن شوق , ليتبعنا كالشوق
ونحب ونكره حد الشوق
ورأيناهم ناموا في الجيش الآخر , والجيش يحارب
وبحثنا عنهم كالمبغي
يا شباك الزيتونة ... أبحث عن مبتغى
أبحث عن طين..
يا زهرة بيتي , يا وطني,
أأظل هنا حزنا مبعد!
أأظل على خرسي , تابوت قصاصات مجهد!
لا أعرف حتى خشبي...
لا أعرف أين سيتركني الجزر
وليل الماء على جرحي....
لا أعرف كيف يمر الإنسان بدرب الدمع
لا أعرف أيأس...
ألخضرة دبت في خشبي والمنفى
وسمعت شموعا تتلقح في قلبي
وصراخا أهمل أعواما لا يغضب... لا يبكي...
وتواطأت مع الأيام , نسيت , نسيت وفاجأني
أنت؟
وفي هذا الليل
أنت ! أنا لا أعرف وجهك , لا أعرف :"أنت"
أعواما بعدك , ما كان لبيتي باب
أعواما... ألهث.. ألقاك وراء النوم, وأنت سراب
فأنا أحببتك في زهرة بيتي , في وطني
وسمعت شموعا تتوهج في قلبي
ولماذا بعتم لغة البيت , وفيها "الشياح" وأهلي .. وأخي في
مطر الليل!
ولماذا استأجرتم لغة أخرى!
وأبحتم وجه مدينتنا لليل!
وتركتم في الهجر حروفي
كأصابع أيتام في الشباك
كزوايا فم طفل يبكي
من أقصى الحزن أتيت
كي أغلق أبواب بيوت المهزومين
وأبشر بالإنسان ... وبالإنسان... و "بالشياح"
وبمن لا يملك سقفا, سيكون له سقف, في هذي الدنيا....
وينام
لكن .. واخجلي من بيت مهزوم
وسيخجل من باعوا لغتي
فأنا مكتوب في الأرز وفي العسل الأخضر في التين
وأن أطعم بالسكر نخلات "الكوفة"
والأطفال على رابع جسر في " العشار"
أنا لا أمللك بيتا أنزع فيه تعبي
لكني كالبرق أبشر بالأرض
وأبشر أن الأمطار ستأتي
وستغسل من لوحتنا كل وجوه المهزومين
وستغسل من يبحث عن خيبته عن مبتغى
وستغسل بالمطر الدافئ جنح النورس
وبيوت أحبتنا....
والحرف الأول في لغتي
يا زهرة بيتي ,يا وطني ,أمطرني...
حزن بلادي فوق الماء
ماذا غير الزرقة تنمو فوق الماء
وخضار أصابع أطفال غرقى
تنمو في الطحلب أياما.... وتموت
الماء طريق للغرباء....
الماء طريقة عرسي
والزهرة... والرشاش..
وخبز الصمغ عشاء النجمة في الصمت....
وعشائي.....
الماء طريق للماء
وبيت, لا ندرس فيه
وننشف خديه إذا ابتلا...
ونرافق فانوس النوم
من أيام زهرة بيتي
فارقت نعاسي
وتواطأت مع الأنهار وكل جسور الناس
إليك .. إليك..
ونسيت
نسيت بأنك ماء في وطني
اسمك في الليل يسيل الصمغ عن التفاح
نهر ينتاب الحر ليالي الصيف
ويواعد كل الأمطار
ويواعدني...
الصحو يواعدني ؟
وكذبت بقلبي
كذبت كنشرة أخبار
يكذب... يكذب... صحوك يكذب باستمرار
باستمرار
فكأنك غربة...
وكأنك كنت رصيفا في الغربة
وكأنك مألوف في الغربة
وكأنك ..لا أدري , .. غربة
بلل فيك , كماء الليل على الأشجار
اسمك لي بيت في الليل
ونسيت لسرعة قلبي, كل نوافذه مشرعة لليل
نسيت..نسيت..وأيقظني..
ريح الشباك على وطني
يا وطني , وكأنك غربة
وكأنك تبحث في قلبي عن وطن أنت
ليؤويك
نحن الاثنان بلا وطن ... يا وطني
كالبارحة اشتقت ومرت في قلبي
طرقات مدينتا تبكي
الدمع على أرصفتي يبكي... يبكي
ومدينة أيامي , باعوها , في الساحة تبكي
يا امرأة الليل أنا رجل, باعوا لليل مدينة أيامي
باعوني ككتاب يطبع ثانية, باعوا أحلامي
نامي يا امرأة الحزن , فمن يبحث عن إنسان؟
من يعرف جنديا في هذي الغربة
من ينصت للحزن المتأخر
من يعرف وجهي في السوق ؟
يوشك زيتك يطفئني !
ما زيتك من زيت ؟
يا قمحا يأتي
يشمس شباك البيت
لو كنت أعرف بأنا نملك بيتا خلف ظلام الدنيا
وصغارا مثلك في البيت
لو كنت عرفت سلاحا
لو كنت عرفت لماذا نتغطى الصمت وحزن الإصرار
لو كنت عرفت معسكرنا , وقبور الماء وصوت الليل
ورأيت وجوه رفاقي التسعة قبل النار
لو كنت عرفت لماذا يسكن جوع في الأهوار
جوع وثلاثة أنهار
لو كنت عرفت الخجل المر
على جبهة ثوري ينهار
لعرفت الثورة
لعرفت لماذا الثورة
لعرفت أن الثائر لا ييأس من دفع الصفر بوجه الليل
لعرفت , لماذا أبحث عن مبغي
لعرفت لماذا أبحث في وجه الناس عن الإنسان
في وجهك أبحث عن إنسان ... عن إنسان...
عن إنسان
أبحث في طرقات مدينتكم عن وجه يعرفني
أبكي كالبوم المجروح , على جدران الليل
والبارحة اشتقت , ومرت في قلبي كل خرائبها...
تبكي...
يا مدن الناس....... مدينتنا تبكي
المنقذ يأتي ... كشموع تحت الماء
سنتان تعلم حزنا تحت الماء
سنتان نمت أسماء القتلى , اتخذت أسماء
ونما النسيان..
ونما للمنقذ... درب وصليب من أشتات خضراء
حزين قلبي للمنقذ
مثل كتاب الأحزان
مثل كتاب الريح
مثل رثاء النصر إذا ساوم قلب القائد
وكما يقرأ في الكبغى , قرآن
وحزين قلبي
كحديث العمر الذاهب
للمنقذ...
في طرقات مدينتكم حقرتم حزني..
المبغي في ليل مدينتكم أكثر تسلية من حزني
القبر بليل مدينتكم , أكثر أفراحا
وأنا من أقصى الحزن أتيت أبشر
بالإنسان وبالمنقذ
وأخاف على أيام مدينتكم منكم
من لغة أخرى..
في الطرقات المشبوهة بالإنسان , وزهر الصبار اتسخت
روحي
يا منقذ .. واتسخت روحي
وتعذب حتى وسخي..
عانيت لأنك تعرفني الغربة..
عانيت , لأنك في ثقة متعبة , كالشك
وتعلمت مع الغربة
عانيت.. وماذا تدري ؟
ولماذا تدري ؟
بالأمس , ذهبت..
على وجهك حزن الأسماك
وسألت... سألت...
وعنك سألت الصيادين
سألت لماذا لا تدري ؟
وجملت صليبك لا تتركني في النسيان
لا تتركني , فالشك سيقتل في الإنسان
لا تتركني , أفلست المنقذ ؟
ولأجل صليبك أورق في الليل
على الأبواب
ولأجل صليبك نمت مع المبغي , ووجدت صليبك يبكي ندما
في الشباك
لا تتركني, فأنا وحدي
والناس هنا في غربة
***********

قديم 10-11-2010, 08:12 AM
المشاركة 48
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
قصيدة من بيروت
( مظفر النواب )


واقف في الخراب أثنيه
عاش جلالتكم
مرة ينبت العقم ضد القوانين
يحترم الانحطاط كرامته
يقف القبر منحنيا من جلال الولاة بالجهض
هذا الفساد الحضاري يلهمني
أتحول من خيبتي إلى حلزونا
يعشش في مستبسلا
وتطور في المشارط علم الجراحة
من كل هذا الجمال المهدم
صرح سليمان يبنى
وقد أرسلوا هدهدا عالمنا بالنساء
إلا فافرحي يا بغيا تسمى
فما تلك الأخريات من القهر حتى حقوق البغاء
أنا فرح يا بغيا تسمى
وأرقص بين الجنازات
ون الجنازات هذا دميم
أنا أمه الراقصة البدوية قدام قاتلها
جاءت الساعة الصعبة
ما تملك الظلمات سفيه تنفس
صمت تفرخ فيه المآتم
أيوب في الليل
أيوب في لحظات التفسخ
أيوب ينمو
وتأتي الظباء من البر مورقة
جاءت الساعة الصعبة...
الصعبة..الصعبة..
واقتحموا
صاحب القيم البربرية
كان الجراد ألغولي يأكل أقدام أيوب
أيوب مستسلما
فتشوا الجلد والحشوات المليئة بالسل والقمل
لا تتلفت
أنت أيوب..لا تتلفت
وأغار الجراد على عين أيوب
أيوب مستسلما
ورأيت الجراد يجر عينه
أيوب مستسلما
أيوب في الموقف الدولي
وجرارة وقفت في الخراب تنظف أسنانها
أيها الرب
إن بقية أيوب تنبض
قف بالخراب
وقفت..
وكنت أراهم كم السنديان المكابر في الرعد
فلتفرحي يا بغيا
ففي مجدك اكتملت جوقة العزف
لكنها الساعة الصبة الآن
والاختيار الذي فضح الضلعين من الضفتين
وأعرف أن الدماء الزكية تدعوا العقارب
اقتربي ...اقتربي يا عقارب
اقتربي..
اقتربي أيها الصحف الأجنبية
واكتسبي فرحا يافعا
وانظري للعرايا على الأرض
تم الحصاد بهن
فقد كان فقر يدافع منذ قليل وأخفق
ما أقبح الفقر حين يدافع
يا أيها الفقر هاجم
وأعلنها علنا أنني عالم بالوثائق والسندات
وهو واقف في الخراب
أرى الانتهاك يراقبني
والدويلات ترفع أعلامها الطائفية مزهوة
نفذوا سندا واحدا والباقي جيرة
إن هذي النبوءة قد عذبتني
ولست أقول سوى عاشت الشقق الملحقات بندب
ويعقوب راقب بنيك
لقد دخل العقم هذي المتاهة
ما أصعب اللعب بالعقم
ما أصعب البندقية حين تصوب في ضحكة لصغير
وتتركه في المحاق
أيها السافلين
أما تستحي البندقية حين ترى امرأة
تتوسل تحت البصاق
أما تستحي القمة العربية من قاتل
يجهل اللغة العربية يحكي مطالبها
أما يستحي الشعب من صمته
إن طاولة الزهر ضاقت بنا فاستحوا
أنت قف بالخراب
أنا واقف والخرائب تركض
والطلقات تزيد الصفيح المثقب
فقرا ومذلة
وأقول أنا الحق لا أستحي
إن القبور الفقيرة كانت على الجهتين
وبيروت ما أحرقت
أنما أحرقا
وقح... وقح... وقح...
وقح أنت... قف بالخراب ولاتتطاول
واقف أنا....
لا علاقة لي غير أني طفحت من الحزن
صارت عيوني ترى من قفاها
وقد جئت أمسح وجه الشواطىء من عرق الطلق
فالمهات يعانين طلقا عظيما بميتة أبنائهن
وتصبح روحي ساعة أمن
وينزل فيها الفراغ البطيء
أنا خائف في شبابيك هذا الخراب
عواء لطفل يشجعني أن أرى أي وجه لنا في الحضارة
أعوي أنا
فالعواء يوازن هذا الخراب
واحضن يتما تكون بين الصواريخ
نصبح يتيمين في عالم نملك اليتيم فيه
ويصبوا إلي بروح عدائية
ثم تعطي الغريزة كل مفاتنها
فيمد يديه المحطمتين ليحضن في العواء
وأحضن فيه الذي حفرته القنابل
هذا بناء جميل وهندسة للقيامة
ولا بد أن جلالتكم تعرفون
بأن مشاعية سوف تنبت بين الخرائب قاطبة
وتقاوم كل المبيدات من نفطكم
أتلفت في فرح
كان هذا إنفجار وأعطى صنوبرة من دخان
وثمة شارة ضوء تواصل أعمالهم
إبتدأ النهب.....
كنت أرى جثثا يصرخ الصمت والنهب فيها
كنت أرى إمرأة تستباح وتنهب
والطفل يرضع في صدرها
كان يلعب في الإلتصاق
ولكنهم بتروا راحتيه وعانوا بصرخته
شجر بالحليب نما
حملت موزة كل أجراسها فوق بيروت
كان المسيح على النهر يغسل صلبانه
إغسلوا كعبة اللّه أيضا من الأثمين
قبيل رحيل محمد من قبره في المدينة
ثم عطر يؤرقني
وأزحت المشيمة كان دخان البيوت الفقيرة مرتبكا
وألتفت إلى جهة الليل
أدخلوا الهمجية في طفلة كنت أسمع صرختها
قمرا يتآكل في خجل
من يغطي على فخذيها
فإنهما في مواجهة اللّه مكسورتان
كما بددت فرحا
والخنازير تعبث
يا رب قد ملأوا فمها بحشاء دنيء
أما تستحي أنت يا رب منهم
لقد وسخوا الكون
فاغضب قليلا
هلا لك قد جعلوه وعاء لأثامهم
صليبك قد عاقفته العصابات نارية
خجل...خجل...خجل...
خجل من حشاء الخنازير
كانت تلوح بقيتها ثم حين إنتهوا
راقبت خطوة للإنتصار المشين
التي قد مشوها وماتت
إلا أيها الرب
هذا إضطراب وليس صراعا
وهذا دخول على الطائفية والجاهلية والبربرية
يا جيفا يا نتانات
أين دياناتكم
أين عقائدكم
يا بهئم
إن البهئم ما نهبت بعضها
ولماذا تركتم على الجسد الغض
خرقة ثوب مبللة بالحشاء
إنهبوها..زإنهبوها لتكمل أخلاقنا
إنزعوا قرطها الطفل
فالسندات القديمة تفتح فينا رصيدا جديدا
ويعقوب راقب بنيك
فهذا إنهيار عظيم وليس صراعا
وإني على قدرتي حامل حجر للبناء
ولكن على كل هذا الخراب المبجل كيف يتم البناء
وأعلن محكمة وإتهامي خطير
قفوا سأقول قرارا خطيرا
رأيت القتيل يساعد قاتله... والأدلة كافية
وأنا أرصد من كل فج
وهذا قرين يراقبني كيف أجمع بين القرائن
وابتدأ العزف في
ولكنني كشفت عن الفخ
هذي النبوءة أفزعتني
هنا خنجر ... وهنا وردة خنجر فافهموا
خراب في المدينة
أوشك لما رأى من رؤى أن أعانقكم
إننا لغة خبأ اللّه فيها مفاتيح جنته
ليت الفوارق تسقط ما بيننا
التجيء الآن من حذري البدوي إلى لغة الشرق
أقسم أني رأيت رؤى
لم أكن حالما
إنما كان جسني في حلم لم أكن يقظا
إنما كان قلبي يجتمع الناس فيه
قتلتني المدينة
لكن طلقتها اشتعلت في فلبي عشقا
أكادوا أعنقكم نظفوا العنق
لا تتركوا في السلاح شكوكا وشكوا وراء السلاح
المهم إني رأيت رؤى
منذ عامين حدثت عنها لكشف الثواني
وكان تراب الوجود ورائي
رأيت وعدت حزينا...
وعدت رأيت وعدت معافى
لقد جئت من كل عمق
وكلي مدخرات وحزن وأبرق
فاستمعوا ولد الآن مولود عشق
وبالعشق قال المنجم ينفى
ويرقبه في كل بيت فساد
وبالعشق تطلق نار على جسدي الفوضوي وأنمو
وبالعشق في بيت بيروت أوقد كل شموعي
تبارك زيتك منها ومطفأة
أما المدائن تلد
وتعاني فناء بطيئا
وليس لها كل هذا الحريق المبارك
فلتفرحي وارقصي واكشفي فخذيك المعذبتين
فأنا الآن مثلك أعرف ما الحزن ما الفرح الهمجي
وما الاتزان الذي ممكن في اضطراب المقاييس
ها كاشف فخذي كثور الأساطيل
أرني بكل الحكومات لكن بعشق
بعشق...بعشق
سألقى الشوارع بعد الزنا وأتمثل في فرح
أعرف أن العصافير في الزقاق المعدنية
تبقى تمسح ريشاتها لصباح جميل
امسح ريشة حزني يا رب
يا قادما حولك الفقراء وأسمع صوتك في العالي
أيه القادم المستبد جمالا وعذلا وخمرا
تقدم فإن المدائن واقفة هجرة
والجماهير غابت عن المذبح الوطني
ما تم في الأفق إلا دبيب من الفرح
والمتعطش مستبسل
أي فطر بهيج أطل من الوسخ المتربع
بين أصابع أقدامهم
والأكف الصغيرة في الضوء
كان لها عفن فستقي
وكان من الشمس لون رحيب
على عنق سلختها السكاكين هذا نبات حزين
وهذا مكان يسمى على كل خارطة
وطنا غريبا
وفي الأرض ملك لصهيون يدان
أضيء أيها المشهد المتواضع للحطة الآدمية
خبر بان النفايات كان فقيرا شريفا
يكد ويطعم مبرزة من جياع
وهذا البهار ألبهاري حثه أم وطفلتها
والذين هنالك ينمون فطرا وخبيزه
في الصفيح صغار
وقد ذبحوا بين أعين أبائهم
كل هذا يقال له وطن
وجلست إلى هذه الطفولة ... ناغيتها
كان صوت حنيني يفوق المجاهل
حضرت هذا النبات العجيب
لقراءة بدائية للتراب أمامي
حفرت بسباتي الطين مستوحشا
رمش الطين بين يدي مقلة لصغير
وبعد كما كان يلعب مفتوحة يرقص الفطر فيها
وأجفلت
كان بها رعب جرارتين تعاقب الحقد فيها
أهلت التراب الرحيم...
ناحت من الدفن
خذني إلى حضن أمي أنام قليلا
بكيت و أطبقتها وأهلت التراب الحزين
وبعد قليل سمعت لغات من النوم تبكي
وكان كأن من الفطر طفل يناغي
أوراقي يا دمامل
أوراقي في فرح الجسد الحي وابتهلي
وانتشر أيها البر غش الزئبقي
ويا روث كن تاج حزني
فإني اكتشفت بأني مستفرد
كأثاث حزين بهذا المزاد الجنوني
كل مزاج فحصني
وتبارت على جسدي الشائعات
فأوقدت قنديلا عشقي
على كل هذا التعاطف بين الطلاب
تبارت كتاباتهم
قلت حزن يشيح
وتصعد في طعون الصداقة والخمر
كل الذين رحلت على مائهم خذلوا قاربي
واكتشفتهم وجدا ولا موسميا
وحين دفنت بأقصى المدينة فانوس حب
بكيت سنينا وما زالت لكن بعيدا عن الناس أبكي
وعلمني الدفن أن أمسح الطين عن أصدقائي
وعلمني الدفن أن يكون من النهر أبدية مائي
وعلمني أعشق الرحم الأزلية لأرض
وامرأتي حين كل النساء
ولن ألتفت رهبة من جديد
فلست بلهف جديد
غدا سأرتمي في جسد يتحرك كالرمل
فاستبعدني فلن ألتفت
ببلاء بكت
ببلاء بكت
ببلاء بلاء بكت
أيها الفحل مزق لها شعرها اللي لكي
فقد خرجت للبغاء مسلحة
صبغت وجهها بكل اللغات
وأعلن كل الأزقة قد راودتها على نفسها
والملوك المواخير قد كتبوا قد كتبوا نعيها في بياناتهم
تركوها تعاني مخاضا دميما
من المرض الهمجي بأصلابهم
من شيوخ الخليج زنت
من شيوخ الحجاز زنت
من شيوخ اليسار ثلثه في اللسان
وثلثاه عند اليمين زنت
كل بارقة لقحتها
وبعض السفارات قد واقعتها سحاقا
فألقوا بها عند باب بامتهان
تعاني من الطلق والخجل المتأخر
ليس لها الآن من أحد غير فانوسها
وطن آخر يولمون عليه
وقد أعلنوا في الدكاكين عنه
ووالي الجزيرة أعطى كثيرا ليأكل سرتها
أيها السادة انصرفوا ..أجهضت
كلما قد كتبتم على رحمها بالمداد الملوث
وأعطت الآن عشرين ألف قتيل فهذي ولادتها
تخرج الآن متعبة
تشتري الخبز في خجل وعفاف نشيطين
كالخبز تعرف جيرانها الفقراء
أزالت مساحيقها....
فضحت سندات الصهاينة المثقلين المكاييل
حتى إذا طفح الكيل خفت موازينهم أمهم هاوية
آه يعقوب... راقب بنيك فما افترس الذئب يوسف
لكنه الحب....
آه من الجب في الأمة العربية آه...
ها قد واقف في العراء أدونهم
حطموا رقما في الخيانة
اجمعهم وأحاكمهم باسم عشرين ألف دم
إن علم عظيم تعلم وكن
العراء الذي يحكم البحر
يأتي بآنية من ندي ذهبي
وصوت النوافذ يكشف أي خواء هناك
لقد هاجرت مدن من مواقعها
ثم شاحنة تنقل السرقات الأنيقة في الأفق
وامرأتان تسران بعضهما
تحت ستر سماء رصاصية
وصراخ رضيع يكوم ليلا
صغيرا على أمه المستباحة
جاء جند سليمان
أيها النمل فادخلوا لمساكنكم
من هنا مر وجه المذابح فاشتعلت هدنة
والصغير بتوق لغمضة عين بلا صرخة
كنت أصحو وأحلم لأتين مقبرة بالقرنفل والحب
أو تحملين رضيعا إلى رجل ميت
كنت فيه مثاليا
صار القرنفل من بعض أنيتي
بالملاحم طرزت ثوبي
إن هذا القرنفل من صلب أنيتي
وكانت لنا قصة أثمرت
ولكن قطعوا الماء عنها فلم يطل السهر
انتظري.... انتظري....
غن نهرا سيأتي ونورق ثانية
إنما ترجعين إذا رجع الماء
واتحد الوطن العربي هزيما
أحبك رغم الحرائق والنهب والقمع
والقهر والسلطات السخيفة
فاستعيديني أنا وطن
ثم شيء غريب
أصحو بلا نجمة ؟
أفراش بلا جسد شرس
أي نار تبث الضفادع في هذي الليلة الأبدية
كيف تراقب هذي الضفادع كونا؟
وكيف أحرك قيثارتي في خصم المعارف ؟
ماذا تقول عصا قائد الوتريات ؟
ثم ارتباك وفوضى....
فإن الخليفة في هذه الظلمات توزن مالأتها
ولذلك أحمل قيثارتي بين قوى الجموع الغفيرة
أنساق انسياق العاشقين للعزف
لكي أبدأ النغمة البدأة
أن عذابي وعشقي قد أعطياني حق التفرد والبدء
ها واقف للقيامة أعطي الإشارة أن نتوحد
فالصحو نجم كما النجم صحو
وكيف الفراش بلا جسد شرس
أعزف العشق فيه
وأعطي فصول التحول
كيف الدخول مع النهر؟
كيف الدخول على النهر؟
كيف البقاء مع النهر ؟
يا من جميع المعارف من أجل يومك
كيف تأخرت مستعجلا ؟
من تكونين أيتها القوة العبقرية في جسدي
مستعجلا بين عشب البراري
أحاول إيقاظ موتاها
استيقظوا
استيقظوا
استيقظوا
استيقظوا
أيها الناس استيقظوا فهم راكبون عليكم
وإلا فكونوا صحيحا
كل هذا الخراب على النقرس الطيفي
أعوذ بكل العرافة
إن الرياح تنبئني أن طوفان نوح هناك
فابنوا السفينة مكنة
أوقدوا جيدا يا شباب
نرى الخشب السنديان
وكونوا لدى معمل الليل
نعطي لهذه السفينة هيكلها
ولا تبوحوا بسر فإن المطواعين بثت براغيثها
واسمحوا لي أوجه أول أخشاب هذي السفينة
لي خبرة بالبناءات مارستها بوفاء
وأحمل ناري ولا ملك لي
غير حلمي بهذي السفينة
في كل يوم من الجاهلية داويت أخشابها
كنت أستقري اللّه حتى وصلت الدراية
كنت أزيل المعالم خلفي وأترك فيها
محاذرة أن يخادعني الناكصون إلى رجعة
وصعدت...صعدت...صعدت...
وأعطاني الكون أول أسراره في البناء
بأن أبتدئ ولقفا
وأكون أنا خشبا في بنائي
إلا أوقدوا جيدا يا شباب
فأني قد وهن العظم مني
واشتعل الرأس شيبا
ومازلت ألقم نارك يل رب من خشبي وزيتونتي
وأعرف كيف أحب ترابي
فمن لا تراب له لا سماء له
والقناديل قد رجفت
وتوسلت بالزيت أن يستمر
فإن الرياح الكريهة قادمة
والرياح العظيمة قادمة
أيها القادم المستبد جمالا وعذلا وخمرا تعال
كفرت بمن يحملون القواميس في حرب صفين هذي
فأول كل العلوم التراب
فمن لا تراب له لا سماء له
فلك وحساب
أنجم أن المكاييل مهما توازن
فالاختلال الرهيب سيقلب كل المواني
فابنوا السفينة ماكثة
أوقدوا للسفينة كل الشموع الصبا
لنرى ما صنعناه حين المصابيح غابة
ونفحص أنفسنا
ونفحص الناس
نفحص كل الحروب
فإن اختلاط الضحايا مع القاتلين مصاب
أنا واقف في الخراب
أسميه أو لا أسميه عن حذر
إنما هل شبعتم دما
هل شبعتم صبايا وغلمان
من كل هذي السبايا
أحمل المقبرة
وأحاول إيقاظ موتاها
*************


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من روائع الشاعر ( مظفر النواب )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشاعر مظفر النواب عبد الكريم الزين منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 8 06-02-2022 10:42 AM
من روائع الشاعر ( إبن شهيد ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 10 08-12-2021 10:44 PM
من روائع الشاعر عمر أبو ريشة ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 13 09-10-2020 10:02 AM
من القصائد الغير منشورة للشاعر مظفر النواب أميرة الشمري منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 11 07-24-2011 09:15 PM
من روائع الشاعر ( ابن نباتة المصري ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 7 09-22-2010 08:22 PM

الساعة الآن 04:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.