احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2380
 
طارق أحمد
شاعر و قاص و ناقد سوداني

اوسمتي


طارق أحمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
261

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة
الســـــــــــــــــــودان

رقم العضوية
9559
12-24-2018, 02:29 PM
المشاركة 1
12-24-2018, 02:29 PM
المشاركة 1
افتراضي أدب الأديب


أدب الأديب


بقلم : طارق أحمد عبد الله – ودمدني

لا شك أن طريق الأدب شاق، ممعنٌ في عنت البحث و تدقيق النظر، و إجهاد الزهن .وبعد: فهو الطريق لمن أراد بقاء الذكر في الحياةِ الدنيا.
السالك لهذا الطريق يتطلب منه أن يكون وافر الجلد على القراءة و الإطلاع ، و تتبع تجارب الأخرين ، و البحث عن الكيفية التي تمَّ بها ميلاد تلك الأعمال الناضجة . و لعل الذي دعاني للكتابة في هذا المقال : هو تصرف الدكتور (طه حسين) في كلماتهِ ، حيث أنه يضع الكلمة في موضعها الذي يكسبها رونقاً وجمالاً حتي يخيل للقارئ أنها لا تكون إلا في مثل هذا الموضع . و الدكتور (طه حسين) غنيٌ عن التعريف : فهو لم يولد عميداً للأدب العربي؛ بل نشأ نشأةً أدبية كسائر الأدباء ، و لكنه نابغة زمانهِ ؛ فقد استقى من المعين القديم للأدب ، و شرب منه حتي الثمالة . و أكثر ما تأثر بهِ و أتىي واضحاً في أدبهِ هو القرآن الكريم ، ذلك المعين الذي لا ينضب ، حيث أنك تجده كلما تهيأت له المناسبة للاقتباس من القرآن أو من معانيهِ لا يدعها بل يتصرف فيها خير تصرف .
إذن لا بد لسالك طريق الأدب من الاجتهاد ، و البحث المضنى في تجارب الغير. و مع هذا – أيضاً - لا بد له من أستاذٍ يتلقي عنه ليزلل له الصعاب . و لنا في أديبنا (طه حسين) خير مثالٍ .. فهو قد تلقى علمه علي يدي أستاذين جليلين كما يقول في فصلٍ من فصول كتابهِ القيم : (نقد و إصلاح) . حيث يقول : (أما أنا فقد سجلت غير مرة و أسجل الآن أني مدينٌ بحياتي العقلية لهذين الأستاذين : سيد علي المرصفي الذي كنت أسمع دروسه في وجه النهار، و كارلو نالينو الذي كنت أسمع دروسه آخر النهار) . و لا يكتفي الدكتور بالثناء علي هذين الأستاذين العظيمين فحسب،بل يذكر ماذا تلقي عنهما أيضاً،فهو يقول : ( أحدهما علمني كيف أقرأ النص العربي القديم و كيف أفهمه وكيف أتمثله في نفسي ، وكيف أحاول محاكاته ، و علمني أحدهما الآخر كيف أستنبط الحقائق من ذلك النص و كيف ألائم بينهما و كيف أصوغها آخر الأمر علماً يقرأه الناس فيفهمونه و يجدون فيه شيئاً ذا بال . )
ما ذكرناه يختص بتلقي الأدب ، لنتحدث إذن عن الأدب الذي ينشئه الأديب : الأدب أجناس متعددة ، و يمكن للأديب أن يتناول جنساً أدبياً بعينهِ لكنه في هذه الحال سوف يقيد نفسهِ فلا يتسع أدبه للأجناس الأخرى . فالأدب ما هو إلا بحث عن حياةٍ أفضل ، أو اتجاه أفضل ، فهو إذن تغير للأفضل . و الدكتور(طه حسين) لم يكن من أنصار التخصص : ذلك أنه أبحر في كل ما أتيح له من مجالات الفكر ، و أبدع فيها ؛ حتى مجال العقيدةِ شارك فيه خير مشاركة ، و أنت حينما تقرأ الفصول الأخيرة من كتابهِ : (نقد و إصلاح) ، تجده عالماً من علماء الدين و ليس (طه حسين) الذي قرأت له من قبل . بل و تلمس عليه روحاً من روح الأنبياء في بساطة خلقهِ ؛ ذلك الخلق الذي تجلى في إفتائهِ بمسألة الاجتهاد . حيث يقول في أحد فصول الكتاب : (إذا كان شيوخنا الأجلاء يأبون علي أنفسهم الاجتهاد و يكتفون بتقليد واحد من الأئمة الأربعةِ خوفاً من الزلل ، و إشفاقاً من الخطأ و إيثاراً للعافيةِ ، فذلك حقهم لا ينازعهم فيه أحد و لكنه لا يبيح لهم أن يأخذوا الناس بأن يكونوا مقلدين مثلهم ، هم أحرار في التقليد و غيرهم حرٌّ في الاجتهاد ، و الله غالبٌ على أمرهم جميعاً ، سيسأل المقلدين عن تقلديهم و سيسأل المجتهدين عن اجتهادهم و سيجزي كلاً منهم بعملهِ..).
في الكلمات السابقة يتحدث الدكتور(طه حسين) إلي شيوخ الأزهر و علمائه و يجادلهم في مسالة الاجتهاد في الدين ، و أنها من حق كلِّ مسلمٍ و ليست حكراً عليهم . و قد رأينا براعة الدكتور في سياق هذه المجادلة . و لمن أراد أن يلمس تلك البراعةِ و يستشعرها الرجوع إليها بكاملها في كتاب : (نقد و إصلاح).
الذي أود قوله في نهاية الأمر: هو أن طريق الأدب جديرٌ بالبحث و التنقيب ، و جديرٌ بأن يسلكه البشر الأخيار ليستشعروا محاسن الحياةِ و مباهجها و يصوغوها لنا علماً ننتفع به و يسعدنا ، و يكون زاداً لنا في مسيرةِ الحياة . و كما قال أديبنا (أحمد حسن الزيات) : ( يا قومنا إذا كان من إعداد الجيش للمعركة أن تكون له موسيقي فإن من إعداد الشعب للحياة أن يكون له أدب ) .


أحمل قطراتٍ من ماء .. أجوب بها الصحراء ..
لا بيت يظلني و لا نماء .. و أظل في شوقٍ و شقاء ..
أظل في شوقٍ للماء .. و أظل من نفاده في شقاء ..
قديم 01-04-2019, 06:56 AM
المشاركة 2
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أشكر لك أديبنا الأستاذ طارق أحمد موضوعك الجميل المفيد، ومنابر علوم اللغة ترحب بك وبقلمك السامق أجمل ترحيب.

قديم 01-07-2019, 10:01 AM
المشاركة 3
طارق أحمد
شاعر و قاص و ناقد سوداني

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العفو أستاذي : ماجد جابر .. و هذا بعض ما عندكم .. كما أشكر لك تشجيعنا علي


المضي قدما في هذا الدرب .. و أعد بمواصلة المشوار معكم باذن الله ..


دمتم لنا و لصرح اللغة العربية ..

أحمل قطراتٍ من ماء .. أجوب بها الصحراء ..
لا بيت يظلني و لا نماء .. و أظل في شوقٍ و شقاء ..
أظل في شوقٍ للماء .. و أظل من نفاده في شقاء ..

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أدب الأديب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأديب عبد الفتاح كيليطو ومؤلفاته ياسر حباب منبر رواق الكُتب. 2 01-14-2020 11:57 AM
أدب الأديب طارق أحمد منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 7 05-22-2019 05:46 PM
الأديب الإنجليزي وليم سومرست موم عبدالله باسودان منبر الآداب العالمية. 7 03-07-2013 12:37 PM
لماذا الموهبة في صناعة الأديب وليس الموهبة في خلق الأديب ؟ إلهام مصباح منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 5 11-08-2011 12:25 AM

الساعة الآن 06:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.