قديم 06-18-2019, 08:04 PM
المشاركة 11
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الخامس
38-عصابة

اختفاء إمبى يمر دون اكتشاف لحوالى يومين, حتى ينظر أحدهم إلى لعبة البينبول و يلاحظ أن شيئا مفقود.

(أين المتنفس من فمه؟) يبدأ الناس فى التساؤل. وليس حتى مجئ الليل حتى يبدأوا فى السؤال بجديه, و بحلول الصباح كان واضحا أنه قد اختفى.
البعض يدّعى أنهم رأوه يتجول فى الصحراء.
البعض يدّعى وجود سيارة غامضه قد أخذته بعيدا.
رالفى شيرمان يدّعى أنه رأى إمبى يصعد بالإشعاع إلى سفينته الأم ليكون مع بنى جنسه.
كل اقتراح يتم دراسته و البحث فيه.
كل نظرية تم استقبالها بحفاوة.
تم تدشين بحث بقياده فريق إمبى. أدى للاشئ.!

وفى خضم كل هذا.. الأدميرال صامت.
الآن إمبى.. الفتى القابع فى قاع السلم الاجتماعى, فجأه ..أصبح الصديق الحميم للكل. واختفائه قد أشعل نيران الجميع.
رونالد يستخدمه لخدمه أجندته الخاصه عن الخوف.. فبعد كل شئ, كان هو الشخص الذى تنبأ بعلانيه أن إمبى سيختفى!
هو لم يصدق الأمر للحظه, لكن الآن, بعد ثبوت تنبؤه, فهو يمتلك انتباه الجميع.
“أرأيتم” رونالد يقول لمن يستمع:” الأدميرال سيظهر فى أحد تلك الأيام بفروه لطيفه سميكه من شعر إمبى مخفيه تحت قبعته.. وأى شخص منا قد يكون التالى. هل كان ينظر لعينيك؟ هل كان يستمع لرنين صوتك؟ لو يريد جزء منك, سينتهى بك الأمر مثل إمبى!”
هو مقنع للغايه, حتى كاد يصدق الأمر بنفسه.

كونر لديه وجهه نظر مختلفه تماما حول الموقف.هو متأكد أن رونالد قد قتل إمبى ليستخدم اختفائه ليجمع الدعم.
بالنسبه لكونر, فهو بمثابه دليل أكبر أن رونالد قد قتل الذهبيين.. وأنه لن يتوقف حتى يحصل على ما يريد.
يأتى كونر بشكوكه للأدميرال. يستمع,لكن لا يقول شئ. فالأدميرال يعلم أن إدعاء المسئوليه على اختفاء إمبى سيساعد على تدعيم الجنون الذى يصنعه رونالد.
قد يخبر الأدميرال كونر أنه كان هو الذى أرسل الفتى بعيدا, لكن هذا سيُبرز أسئله هو لا يملك الرغبه على إجابتها. لذا يقرر أن يترك كونر يعتقد أنها فعله رونالد.. فهذا سيحفز كونر أكثر على إيجاد تلك الرابطه الحاسمه التى تربط رونالد بعمليات القتل.
لأنه الآن, الأدميرال أصبح مقتنعا بذنب رونالد كذلك..
“انس الفتى المفقود”, يقول لكونر:”ركز على اثبات أن رونالد قتل الآخرين. شخصا ما بالتأكيد ساعده.. شخصا ما بالتأكيد يعرف. فحاليا رونالد يمتلك داعمون كُثر للغاية. ليس بإمكاننا القضاء عليه بدون دليل قوى.”
“إذا بطريقه ما سآتيك بالدليل,” يُخبره كونر.”سأفعلها لأجل إمبى.”

بعدما يترك كونر طائرة الأدميرال, يجلس الأدميرال وحيدا, يُفكر مليا فى مداخل و مخارج الموقف.الأشياء فى المقبرة كانت تصبح مشبوهه من قبل,لكن المواقف المشبوهه كانت دائما اختصاص الأدميرال. هو متأكد أن بإمكانه اللعب هذه المره نحو استنتاج ناجح,واسترجاع كل شئ تحت سيطرته.
بينما يجلس هناك فى طائرته, يأتيه وجع فى كتفه ينتشر عبر ذراعه. لاشك أنه مجرد تجلِ لجروح الحرب العديده.
يطلب مُسعف ليأتى له ببعض الأسبرين.

39-رونالد

يفتح رونالد ظرف قد أعطاه إياه هايدن للتو, ويقرأ الملاحظه بداخله:
أنا أعرف ما فعلت. سأعقد معك صفقة.
قابلنى عند طائرة الفيديكس.

الملاحظه غير موقعه,لكن ليس عليها أن تكون. فرونالد يعرف من أرسلها. كونر هو الوحيد ذو الشجاعه الكافيه لابتزازه .. الوحيد ذو الغباء الكافى.
ترسل الملاحظه عقل رونالد فى دوامات. أعرف ما فعلت. يوجد أنشطه كثيره قد يكون يقصدها. قد يكون يعرف أن رونالد قد خرب المولدات ليلقى باللوم على الأدميرال على سوء الأحوال المعيشيه. أو ربما يعرف عن قاروره الآيبيكاك* التى سرقها من المشفى بينما كان يتظاهر بمغازله ريسا. كان يخطط أن يستخدمها ليزيد من حده المشروبات,و يخلق وليمه قئ, ثم يلوم الأدميرال على تسميمهم بالطعام جميعا.

أجل, يوجد العديد من الأشياء التى قد يكون اكتشفها كونر. يضع رونالد الملاحظه فى جيبه, خافيا كل مشاعرة,وينظر لهايدن.”إذا أنت فتى كونر المرسال الآن؟”
“هاى..”يقول هايدن,”أنا سويسرا, محايدة ما فى استطاعتها*,ومع هذا جيده فى الشوكولاته.”
“اغرب عن وجهى,”يُخبره رونالد.
“أنا أغرب بالفعل.” ويمشى هايدن مبتعدا.
يشطاط رونالد أنه قد يضطر لمساومه كونر, لكن يوجد أشياء أسوأ.وبعد كل شئ,فالمساومات و الحيل هى طريقه حياة بالنسبه له. لذا يتجه نحو طائره الفيديكس, متأكدا أن يأخذ سكينه معه.. فى حاله عدم وجود صفقه لتُعقد.!
____
آيبيكاك : شراب يقوم بتهييج جدار المعدة.
حياد سويسرا: هو أحد مبادئ سياسة سويسرا الخارجية, ألا تتدخل فى أى نزاع مسلح فى أى دوله.

40- كونر

“أنا هنا” ينادى رونالد من خارج طائره الفيديكس:”ماذا تريد؟”
يظل كونر مختبئا بداخل المستودع. هو يعرف أنه سيحظى فقط بفرصه واحده لهذا,لذا عليه أن يحسن استغلالها:”تعال للداخل,وسنتحدث حول الأمر.”
“لا, انت اخرج.”
محاوله جيده, يُفكر كونر.. لكن هذا سيتم وفقا لشروطى أنا:”إن لم تأتى للداخل, سأخبر الجميع بما فعلت,و سأُرى الجميع ما وجدت.”
صمت لوهله, ثم يرى ظِل رونالد بينما يصعد للمستودع. كونر لديه أفضليه الآن.. عيناه قد تأقلمتا على الضوء الخافت,ورونالد لم يفعل.
يقفز أماما و بقوه يزرع فوهه مسدس الأدميرال فى ظهرة.”لا تتحرك.”
غريزيا ترتفع يدا رونالد,كما لو كان فى هذا الوضع عده مرات من قبل:”هل تلك هى صفقتك؟”

”اخرس”.. يستخدم كونر يد واحده ليفتشه,يجد السكين المخفيه,ويقذفها خارج مستودع الطائرة. شاعرا بالرضى, يدفع المسدس أكثر نحو رونالد:”تحرك.”
“أين من المفترض بى أن أذهب؟”
“أنت تعرف أين تذهب. الصندوق 2933. تحرك!”

يبدأ رونالد فى التحرك أماما,منحشرا بين الفتحات الضيقه بين الصناديق. كونر واعِ لكل حركه فى جسد رونالد.
حتى بوجود مسدس فى ظهره, رونالد متعجرف وواثق من نفسه:”أنت لا تريد قتلى” يقول:”الجميع هنا يحبنى.لو فعلت أى شئ لى, سيمزقوك إربا.”
يصلوا لصندوق رقم 2933.
”ادخل” يقول كونر.
هنا حيث يصنع رونالد حركته .. يلتف, ويركل كونر للخلف,ويحاول أخذ المسدس. يتوقع كونر هذا. لذا يمسك المسدس بعيدا عن متناوله و باستخدام الصندوق خلفه كمصدر قوه, يضع قدمه بقوه فى أحشاء رونالد و يدفع به للخلف.

يقع رونالد فى الصندوق 2933. وما أن فعل, يهرع كونر للأمام,و يغلق الباب ويوصده.
بينما يثور رونالد فى الداخل,يصوب كونر نحو الصندوق و يُطلق النار مره, مرتين, ثلاث مرات.

الطلقات تصدى, ممتزجه بالصرخات المرتعبه من داخل الصندوق, ثم يصرخ رونالد,:”ماذا تفعل؟ هل أنت مجنون؟”
طلقات كونر كانت دقيقه للغايه.. كانت منخفضه,وموجهه نحو زاويه الصندوق.
”لقد أعطيتك شيئا لم يحظ به ضحاياك” يُقول له كونر:”لقد أعطيتك فتحات للهواء.”
ثم جلس..:”الآن نتكلم.”

41-عصابة

على بُعد نصف ميل, فيلق البحث يعود من الصحراء. لم يجدوا إمبى. بدلا عن ذلك فقد وجدوا خمس شواهد للقبور غير مُعلمه خلف بروز بعيد للصخور.

خلال بضع دقائق قصيرة, انتشر الخبر عبر الصفوف كالنيران فى الرياح الثابته. تم إيجاد الذهبيين,وكما يبدو فهم لم يكونوا ذهبيون بعد كل شئ!.

اقترح أحدهم أن الأدميرال فعلها بنفسه.والاقتراح يصبح إشاعة, وقريبا تُصبح الإشاعه مقبوله كحقيقة مثبته.
قتل الأدميرال موثوقيه! هو كل شئ قاله رونالد... و ... ياه,أين رونالد؟ هو مفقود أيضا؟ وكذلك كونر! ماذا فعل الأدميرال بهم؟؟!

عصبه من المتفككين بمئات الأسباب ليكونوا غاضبين قد وجدوا تلقائيا سبب إضافى, وهذا هو كل ما تطلبه الأمر لدفعهم أعلى الحافة.
تهرع العصبه نحو طائره الأدميرال, جامعين الأولاد أكثر فأكثر فى طريقهم.

42- ريسا

قبل عده دقائق, استجابت ريسا لطلب الأدميرال و أتت لطائرته ببعض الأسبرين. حياها الأدميرال, الذى تماما كما أخبرت كونر.. لم يعرف اسمها.
الآن يدردش معها,يخبرها أن التجربه التى تعيشها هنا أفضل مما يمتلك أى شخص فى سنها فى العالم الخارجى.
تُخبره بأفكارها فى أن تكون مُسعفه عسكرية, ويبدو سعيدا. يشتكى من ألم كتفه ويطلب الأسبرين. تعطيه إياه,لكن للبقاء على الجانب الآمن فهى تقيس ضغط دمه,ويحييها على كونها بتلك الدقة.

يوجد نوع ما من الضوضاء فى الخارج,تجعل من الصعب عليها أن تركز لتقيس ضغط دم الأدميرال.
الضوضاء ليست غير معتاده هنا. أيا ما كان هذا,تشك ريسا أنها ستنتهى بضماده وكمادات ثلج لأحدهم. عملها لا ينتهى أبدا ...

43-عصابة

اولاد حانقين يبدأوا فى الوصول لطائرة الأدميرال.
(احضروه! احضروه! اسحبوه خارجا!)
ويصعدوا السلالم المعدنيه. الباب مفتوح, لكن فقط جزئيا. تنظر ريسا خارجا لموجه العبث, كتسونامى بشرى يتجه صوبها.
(لديه فتاة بالداخل معه!)

الفتى فى المقدمه يصل إلى اعلى السلالم ويدفع الباب ليفتح على آخره, فقط ليُقابل بريسا, ولكمه قاسيه للفك ترسله متعثرا على الجانب ثم على الأرض.. لكن يوجد الكثير من مكان مجيئه.
(لا تدعوها تغلق هذا الباب!)
الفتى الثانى يٌستقبل برذاذ مندفع من البكتين* تماما فى عينيه. الألم مُبرح.يتعثر للوراء على الأولاد الآخرين المتسلقين السلم, ويتساقطو كالدومينو.
تمسك ريسا الباب,تغلقه وتوصده من الداخل.

الأولاد موجودين على الجناح الآن, باحثين ومنقبين عن كل قطعه معدن مفكوكه. إنه أمر مذهل ما يمكن أن يُمزقه غضب الأيدى المجردة من طائرة .
(اكسروا النوافذ! اسحبوهم خارجا!)
الأولاد على الأرض يلقون بالحجاره على رفقائهم تماما كما يلقون على الطائرة.
يبدو الأمر من الداخل كما لو كانت عاصفه ممطرة ..

الأدميرال يشحب من المنظر خارج النافذة. ويتسارع قلبه, كتفه وذراعه يصدعان,:“كيف حدث هذا؟ كيف تركت هذا يحدث؟”
وابل الحجارة يقصف جسم الطائرة, لكن لاشئ يكسر الفولاذ المصفح, لاشئ يشرخ زجاج الطائرة الرئاسية السابقه المضاد للرصاص. ثم يقطع أحدهم سلك الكهرباء الواصل بين الطائره و مولدها.
تنقطع الأضواء,و تنغلق التكييفات, والطائرة بأكملها سرعان ما تبدأ فى التحمص فى الشمس الحارقة.

44- كونر

“لقد قتلت آمب وجييفز وبقيه الذهبيون.”
“أنت مجنون!”
يجلس كونر خارج الصندوق 2933,يمسح حاجبه فى الحر. صوت رونالد يأتى من الداخل,مكبوت, لكن عالى بما يكفى ليُسمع.
“لقد تخلصت منهم لتأخذ مكانهم” يقول كونر.
“أقسم, حين أخرج من هنا, سوف...”
“سوف ماذا؟ تقتلنى كما قتلتهم؟ كما قتلت إمبى؟”
لا يوجد رد من رونالد.
“لقد قلت أننى سأعقد معك صفقه” يقول كونر:”وسأفعل .. لو اعترفت,سأحرص على أن يُبقى الأدميرال على حياتك.”
كرد,رونالد يقترح على كونر أن يؤدى شئ مستحيل جسديا.
“اعترف يا رونالد. إنها الوسيلة الوحيده التى سأدعك تخرج بها من هنا” ,كونر متأكد أنه, لو وُضع رونالد تحت ضغط كافى, فسيعترف بما فعله. الأدميرال يحتاج دليل,وما الدليل الأفضل من اعتراف كامل.
“ليس لدى شئ لأعترف به!”
“حسنا” يقول كونر:”أستطيع الانتظار... لدى اليوم بطوله.”

45-عصابة

حصن طائرة الأدميرال منيع. الحراره بالداخل ترتفع لما بعد المائه. ريسا تتحمل الحرارة لكن الأدميرال لا يبدو جيدا للغاية. مازالت لا تستطيع فتح الباب,لأن العصابه تحاول الدخول باستمرار.

فى الخارج,أيما الأطفال غير المحتشدين حول طائرة الأدميرال فهم ينتشرون. إن لم يكن فى وسعهم الوصول للأدميرال, إذا سيحطمون كل شئ آخر. طائره الدراسة, طائرات المبيت, حتى طائرة الاستجمام... كل شئ يتم تحطيمة, و كل ما يمكن أن يحترق تم إشعال النيران فيه.
هم مليئون بحنق لا يشبع,ويكمن أسفله بهجة غريبة أن الغضب أخيرا يستطيع أن يتحرر. وتحت البهجة يكمن حنق أكبر.

من على بعد منتصف المقبرة, يرى كليفر الدخان يتصاعد فى الفضاء,كما لو كان يلوح له. كليفر منجذب للصخب. عليه أن يشهده! يصعد على الهيليكوبتر ويطير نحو العصابة الغاضبة.
يهبط على اقتراب من الفوضى بقدر ما تتحمله شجاعته. هل أدت أفعاله بأى شكل إلى هذا؟ هو يأمل هذا. يغلق المحرك لتتباطئ الشفرات, حتى يستطيع أن يسمع الأصوات المجيدة للخراب.

ثم يلتفت المتفككون الغضبى تجاهه.
“إنه كليفر! هو يعمل لدى الأدميرال.”
فجأه, يصبح كليفر مركز الاهتمام. ليس بإمكانه سوى أن يشعر أن هذا أمر جيد.

46-كونر

رونالد ينهار رويدا. يعترف بأشياء عديدة, أعمال وندله* مثيرة للشفقه وسرقة, التى لا يمكن أن يهتم كونر بها على الإطلاق. لكن هذا سينجح. عليه أن ينجح. ليس لدى كونر أى خطه أخرى لجلبه للعقاب... عليه أن ينجح.!
“لقد فعلت العديد من الأشياء,” يخبره رونالد عبر الثلاث فتحات فى الصندوق,” لكنى لم أقتل أحدا قط!”

كونر يستمع فقط. بالكاد يتكلم معه بعد الآن. يجد كونر أن كلما قل حديثه كلما ازداد حديث رونالد.
“كيف تعرف حتى أنهم موتى؟”
“لأننى دفنتهم. أنا و الأدميرال.”
“إذا أنت فعلتها!” يقول رونالد:” أنت فعلتها, والآن تحاول جعلى أتلقى اللوم!”
الآن يبدأ كونر فى رؤيه الخلل فى خطته.فلو ترك رونالد يخرج بدون اعتراف, إذا سيصبح فى عداد الموتى. وهو ليس بإمكانه الإبقاء عليه هنا للأبد.
الآن اختياراته أضيق من المسافات بين تلك الصناديق.
ثم يناديهم صوت من الخارج:”هل يوجد أحد هنا. كونر؟ رونالد؟ أى أحد؟” ,إنه هايدن.
“ساعدنى!” يصرخ رونالد بأعلى ما فى استطاعه رئتيه.
“ساعدنى, إنه مجنون! تعالى هنا و اخرجنى!” لكن صرخاته لا تبلغ خارج المستودع.
ينهض كونر و يسير نحو المدخل. ينظر له هايدن لأعلى. هو ليس على طبعه البارد المعتاد, ويوجد كدمة سيئه على جبهته, كما لو ضُرب بشئ ما.
“الحمد لله! كونر, عليك أن ترجع لهناك! إنه جنون.. عليك إيقافه.. سيستمعون إليك!”
“عماذا تتحدث؟”
“الأدميرال قتل الذهبيين..و الجميع اعتقد أنه قد قتلك...”
“الأدميرال لم يقتل أى أحد!”
“حسنا, حاول إخبارهم بذلك!”
“هم من؟”
“الجميع! هم يدمرون المكان رأسا على عقب!”
يرى كونر الدخان البعيد, وينظر نظره سريعه لداخل المستودع, مقررا أنه لتلك اللحظه,رونالد سينتظر.
يقفز لأسفل أرضا و يهرع مع هايدن:”اخبرنى كل شئ, منذ البداية.”

***

حين يصل كونر للمشهد, يظل عقله يرفض ما تخبره عيناه. لذا يحدق, جزء منه يأمل أن المشهد سيتلاشى بعيدا.
الأمر كتبعات أحد الكوارث الطبيعيه. أجزاء معدنيه مكسورة وزجاج وخشب فى كل مكان. أوراق كتب متطايره عبر الأجهزه المحطمه.النيران مشتعلة, و الأدولاد يزيدون الحطام ليُغذوا اللهيب.
“ياربى!”
يوجد مجموعة من الأولاد الساخطين بالقرب من الهيليكوبتر, متجمعون كهجوم لاعبى الرغبى ,يركلوا شيئا فى المنتصف. ثم يُدرك كونر أنه ليس شيئا.. إنه شخصا ما. يهرع لهم, ساحبا الأولاد ليفرقهم.
الأولاد اللذين يعرفوا كونر يتراجعوا فورا,ويتبع الآخرون خطاهم.
الرجل على الأرض مضروب و ملطخ بالدم ,إنه كليفر.
يركع كونر و يسند رأسه:”لا بأس, ستصبح بخير.” لكن حتى بينما يقولها, كونر يعلم أنها ليست حقيقة,لقد تم تهشيمه.

يكشر كليفر بفمه الدامى. ثم يدرك كونر أنها ليست تكشيرة على الإطلاق,إنها ابتسامة:”الفوضى يارجل,” يقلها كليفر بضعف:”الفوضى..إنها جميلة.جميلة.”

كونر لايعرف بماذا يرد على هذا. هذا الرجل يهذى. عليه أن يكون كذلك.
“لابأس,”يقول كليفر:”تلك طريقه لابأس بها للموت.أفضل من الاختناق,صحيح؟”
بإمكان كونر فقط أن يحدق به:”ماذا...ماذا قلت؟” لا أحد يعلم بأمر الاختناقات سوى كونر و الأدميرال.. كونر و الأدميرال و الشخص الذى فعلها.!
“لقد قتلت الذهبيين! أنت ورونالد!”
“رونالد؟” يقول كليفر.. بالرغم من تألمه,قهو يبدو مهانا:”رونالد ليس واحد منا.هو حتى لا يعلم.”,يلاحظ كليفر النظره على وجه كونر ويبدأ فى الضحك.ثم تتحول الضحكه إلى حشرجه تؤدى إلى شهقه طويله بطيئه. البسمه لا تكاد تغادر وجهه. عيناه تظل مفتوحه, لكن لايوجد بهم شئ .. تماما كضحيته آمب.
“أوه,سحقا, لقد مات,أليس كذلك” يقول هايدن:”لقد قتلوه! تبا,لقد قتلوه!”

يترك كونر الطيار الميت فى التراب و يهرع نحو طائرة الأدميرال. يمر بالمشفى فى طريقه. كل شئ تدمر هناك أيضا.( ريسا!أين ريسا؟.)
مازال يوجد أولاد حول طائرة الأدميرال. العجلات تم قطعها, رفارف الجناح تميل بزوايا متأرجحه, كريش مكسور. الطائرة بأكملها تقف على جانب واحد.
“اوقفوا الأمر!” يصرخ كونر.”اوقفوا الأمر الآن! ماذا تفعلوا؟ ماذا فعلتم؟”
يمد يده نحو الجناح ,ويمسك بكاحل أحدهم ويسحبه على الأرض, لكن ليس بإمكانه فعل ذلك لكل واحد منهم. لذا يمسك قضيب معدنى ويضرب به على الجناح مرارا و مرارا, يدوى الصوت كجرس كنيسة, حتى يتحول انتباهم نحوه.
“انظروا لأنفسكم!”يصرخ.:”لقد دمرتم كل شئ! كيف بإمكانكم فعل هذا؟ يجب أن يتم تفكيكم جميعا, كل واحد فيكم! يجب أن يتم تفكيكم جميعا!"

يوقف هذا الجميع. الأولاد على الأجنحه, الأولاد حول النيران. صدمه سماع تلك الكلمات من واحد منهم ترجعهم للعقلانيه. صدمه سماع كلماته ..وإدراك أنه يقصدها.. يخيف كونر تماما كخوفه من المشهد الذى أمامه.

السلم الدوار المؤدى لطائرة الأدميرال قد وقع على جانبة :”هنا!” يقول كونر : ”ساعدونى بهذا!”
دسته من الأولاد, بلى غضبهم, أتوا يجرون فى طاعه. معا, يصوبوا السلالم, ويتسلق كونر نحو الباب. ينظر من النافذه. ليس بإمكان كونر رؤيه الكثير. الأدميرال هناك على الأرض, لكنه لا يتحرك.إن كان لا يستطيع الوصول للباب, فلن يستطيعوا الدخول. لحظه.. هل هذا شخص آخر معه بالداخل؟

فجأة تحرك مقبض على الجانب,و الباب يبدأ فى الانفتاح. الحرارة تضربه فورا.. انفجار فرن حرارى.. و الوجه الذى بالباب أحمر للغايه و منتفخ, يأخذ لحظه ليعرف من.
“ريسا؟”
تكح وتكاد تنهار بين يديه, لكن تنجح فى إبقاء نفسها واقفه:”أنا بخير” تقول : ”أنا بخير.لكن الأدميرال...”
يذهبا سويا ويركعا بجواره. هو يتنفس, لكنه ضعيف و متقطع,” إنها الحرارة!” يقول كونر,ويأمر الأولاد الواقفون بالباب أن يفتحوا كل الأبواب.
“ليست فقط الحرارة,”تقول ريسا:”انظر لشفتاه.. إنها مزرقة. وضغطه منخفض للاشئ.”
كونر فقط يحدق بها, ليس مستوعبا.
“إنه يتعرض لنوبه قلبية! كنت أقوم له بالتنفس الصناعى لكنى لست طبيبة, بإمكانى فعل القليل فقط!”
“خ....خ.. خطأى,” يقول الأدميرال.”خطأى.”
“ششش.”يقول كونر:”سوف تصبح بخير.” لكن كونر يعلم, تماما كما علم حين قالها لكليفر, الاحتمالات ضئيلة.

يحملوا الأدميرال لأسفل السلالم,وبينما يفعلوا.. يتراجع الأولاد بالخارج, مفسحين له المجال,كما لو أنهم بالفعل يحملوا تابوت.
يضعوه فى طل الجناح. ثم الفتيه حولهم يبدأوا فى التمتمه.
“لقد قتل الذهبيين.” يقول أحدهم.”الرجل العجوز يستحق ما يحصل عليه.”

يغلى كونر, لكنه تحسن كثيرا فى السيطره على غضبه:”فعلها كليفر,” يقولها كونر بقوه كافيه ليسمعه الجميع. هذا يُبدئ همسا غبر الحشد حتى يقول أحدهم :”صحيح؟ حسنا, ماذا عن إمبى؟”
ترتعش يد الأدميرال عاليا.” اب..ابنى..”
“إمبى هو ابنه؟” يقول أحد الأولاد, وتبدأ الإشاعه فى الانتشار عبر الجميع.

أيا ما كان يعنبه الأدميرال فهو الآن مفقود فى ارتباك بينما ينزلق داخلا و خارجا عن الوعى.
“لو لم ننقله لمستشفى, سيموت” ,تقول ريسا بينما تنفذ عليه ضغطات على الصدر مره أخرى.
ينظر كونر حوله, لكن أقرب شئ للسياره فى المقبره هو عربه الجولف.
“توجد الهيليكوبتر” يقول هايدن:”لكن باعتبار حقيقه أن الطيار ميت, أعتقد أنه قضى علينا.”
تنظر ريسا لكونر. ليس عليه أن يقرأ (ريسا للأغبياء) ليعرف فيما تفكر. الطيار ميت .. لكن كليفر كان يدرب واحد آخر.
“أعرف ما على فعله” يقول كونر:”سأهتم بالأمر.”
يقف كونر و ينظر حوله.. الأوجه المغبره بالدخان, النيران الخامدة. بعد اليوم لاشئ سيكون كما كان.
“هايدن” ,يقول..”أنت المسئول. ضع كل شئ تحت السيطره.”
“أنت تمازحنى ,صحيح؟”
يترك كونر هايدن ليتعامل مع السلطه و يجد ثلاث من أكبر الأولاد حجما فى محيط رؤيته,“أنت و أنت و أنت” ,يقول كونر:”أحتاجكم أن تأتوا معى لطائره الفيديكس.”
يتقدم الثلاث أولاد ويقود كونر الطريق إلى الصندوق 2399 وإلى رونالد.
فتلك.. كما يدرك كونر تماما, لن تكون محادثه سهله.
___________________________________
آيبيكاك : شراب يقوم بتهييج جدار المعدة.
حياد سويسرا: هو أحد مبادئ سياسة سويسرا الخارجية, ألا تتدخل فى أى نزاع مسلح فى أى دوله.
بكتين : رذاذ مطهر يستخدم فى الاسعافات الأولية.
أعمال وندله : تخريب متعمد.

قديم 06-20-2019, 11:56 AM
المشاركة 12
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي نهاية الجزء الخامس
47-أطباء السنه الأولى

فى شهورها السته فى عملها فى غرفه الطوارئ, الطبيبه الصغيره قد رأت ما يكفى من الأشياء الغريبة لتملأ كتاب طبى خاص بها,لكن تلك المره الأولى التى يهبط فيها أحد بالهيليكوبتر فى موقف سيارات المستشفى.

تسرع خارجا مع فريق من الممرضات و المنظمين وأطباء آخرون.
هى طائره خاصه صغيرة ذات أربع مقاعد ربما. هى فى قطعه واحده,وشفراتها مازالت تدور. أوشكت على خبط سياره متوقفه بنصف يارده.
شخصا ما سيفقد رخصه طيرانه.!

يخرج طفلان, حاملان رجلا كبير فى حاله سيئه. يوجد بالفعل سرير نقال يتحرك لاستقبالهم.
“لدينا مهبط للطائرات ,كما تعرف.”
“لم يعتقد أنه سيتمكن من الهبوط عليه” ,تقول الفتاة.

حين تنظر الطبيبه للطيار,مازال جالسا وراء القياده, تدرك أن فقدانه لرخصته ليس مشكلة. الفتى فى القياده لا يمكن أن يكون أكبر من السابعه عشر.
تسرع إلى الرجل العجوز.السماعه بالكاد تنقل إى صوت من تجويفه الصدرى. ملتفته إلى فريقها الطبى حولها و تقول:” اجعلوا حالته مستقره,و جهزوه للزرع.” ثم تلتفت للأولاد:”أنتم محظوظون أنكم هبطتم فى مستشفى لديها بنك للقلب.وإلا انتهى الأمر بنا بالطيران به حول المستشفيات فى المدينه.”
ثم ترتفع يد الرجل من السرير. يمسك كمها,ساحبه بقوه أكبر من المفترض أن تكون فى رجل بمثل حالته ,ويقول :“لا زرع”
لا,لا تفعل بى هذا, تُفكر الطبيبه. المنظمون يترددون,
”سيدى,إنها عمليه روتينيه.”
“هو لا يريد زرع,” يقول الفتى.
“انتم احضرتموه من مكان يعلمه الرب مع طيار تحت السن لإنقاذ حياته, وهو لن يتركنا نفعلها؟ لدينا خزانه أنسجه مليئه بالقلوب الشابة الصحيه...”
“لا زرع!” يقول الرجل.
“إنه....اااه... ضد ديانته” تقول الفتاة.
“سأقول لكم” يقول الفتى.”لماذا لا تفعلوا أيا كان الذى كنتم تفعلوه قبل امتلاككم لخزانه أنسجه مليئه بالقلوب الشابة الصحية.”

تتنهد الطبيبة. على الأقل مازالت قريبه بما يكفى من كليه الطب لتتذكر ما هذا.
“إنه سيخفض فرصته فى البقاء بصوره كارثيه.. أنتم تعرفوا أليس كذلك؟”
“هو يعرف.”
تعطى الرجل لحظه أخرى ليغير رأيه, ثم تستسلم. المنظمون و باقى الفريق يهرعوا بالرجل عوده نحو غرفه الطوارئ, و الطفلان يتبعان.

ما أن يذهبا, تستغرق دقيقه لتأخذ نفسها .. و شخص ما يمسك يدها, وتلتفت لترى الطيار الشاب, الذى كان صامت خلال الأمر كله.
النظره فى عينه متضرعه لكنها مُصممه. هى تعتقد أنها تعرف حول ماذا يكون الأمر .. وترمق الطائره بنظره, ثم الفتى.

” خذ الموضوع إلى إف إيه إيه*” تقول:”لو عاش, أنا متأكده أنك ستنجوا من العقاب.ربما حتى يلقبوك بالبطل.”
“أريدك أن تتصلى بشرطه الأحداث,” يقول وقبضته تصبح أقوى قليلا.
“عذرا؟”
“هؤلاء الاثنان هم متفككان هاربان.ما أن يدخل الرجل العجوز للمشفى سيحاولان التسلل هربا. لا تدعيهم. اطلبى شرطه الأحداث الآن!”
تتحرر من قبضته:”حسنا, لابأس. سأرى ما بإمكانى فعله.”
“وحين يأتوا” يقول:”تأكدى أن يتكلموا معى أنا أولا.”

تلتفت عنه و تتجه إلى المستشفى, مخرجه هاتفها فى طريقها. لو يريد شرطه الأحداث, حسنا, سيحصل عليهم. كلما أسرعوا بالمجى, كلما اقترب هذا الأمر من الوقوع تحت بند (ليست مشكلتى).
________________________________
48-ريسا

شرطيو الأحداث دائما يبدو متماثلين. يبدون متعبين, يبدون غاضبين... يبدون متشابهين كثيرا مع المتفككين اللذين يمسكونهم.!

الشرطى الذى يحرس ريسا و كونر الآن ليس استثناء. يجلس محجبا باب حجرة الطبيب الذى يتم احتجازهم فيها, مع وجود حارسان آخرين على الجانب الآخر من الباب فقط كاحتراز. هو راض بالبقاء صامتا, بينما شرطى آخر يستجوب رونالد فى غرفة مجاوره.
ريسا لا تريد حتى أن تحزر مواضيع المحادثه هناك.

“الرجل الذى أحضرناه” تقول ريسا ,”كيف حاله؟”
“لا أعرف” يقول الشرطى,”أنتى تعرفى المستشفيات .. هم فقط يخبروا تلك الأشياء لأقرب الأقارب, و أنا أعتقد أنه ليس أنتم.”
ريسا لن تعطى قدر لهذا و تجيب. هى تكره شرطى الأحداث هذا غريزيا, فقط بسبب من يكون ,وما يمثله.
“جوارب لطيفه,” يقول كونر.
لا ينظر الشرطى لأسفل. لا إظهار للضعف هنا:”أذنان لطيفه,” يقول لكونر,”أتمانع إن جربتهم فى وقت ما؟”

كما ترى ريسا الأمر, يوجد نوعان من الناس يصبحان من شرطه الأحداث.
النوع الأول: المتنمرون اللذين يريدون قضاء حياتهم يعيدون إحياء أيامهم المجيدة من تنمر المدرسه الثانوية.
و النوع الثانى: ضحايا النوع الأول, اللذين يرون كل متفكك كالفتى الذى عذبهم طوال تلك السنوات السابقة. النوع الثانى يظل يجرف انتقامه فى حفره لن تمتلئ أبدا.
رائع أن المتنمرون والضحايا بإمكانهم الآن العمل سويا لجلب البؤس للأخرين.
“كيف هو الشعور أن تفعل ما تفعل؟” تسأله,”إرسال أولاد لمكان ينهى حياتهم.”
من الواضح أنه قد سمع كل هذا من قبل:”كيف هو الشعور أن تعيشى حياة لا أحد آخر يشعر أنها تستحق العيش؟”
إنها ضربة قاسيه مصممه لتخرسها .. نجحت.
“أنا أشعر أن حياتها تستحق العيش,” يقول كونر,ويأخذ بيدها,”أى أحد يشعر بتلك الطريقه نحوك؟”
يؤثر فى الرجل... بالرغم من محاولته عدم إظهاره:”كلاكما امتلكتما أكثر من خمسه عشر سنه لتثبتوا أنفسكم,ولم تفعلا. لا تلوموا العالم على اختياراتكم الفاشلة.”
ريسا تستطيع الشعور بغضب كونر,و تضغط على يده حتى تسمعه يأخذ نفس عميق و يخرجه, واضعا غضبه تحت السيطرة.
“ألا يخطر لكم الأمر أبدا أيها المتفككون أنكم ربما تكونوا أفضل حالا... حتى أسعد.. فى حاله مقسمه؟”
“أهذا كيف تبرر الأمر؟” تقول ريسا,”جعل أنفسكم تصدقوا أننا سنكون أسعد؟”
“يااه,لو كانت تلك هى الحاله” يقول كونر,”ربما يجب على الجميع أن يتفكك. لماذا لا تذهب أولا؟”
ينظر الشرطى لكونر, ثم يأخذ نظره سريعه نحو جواربه,يضحك كونر نصف ضحكه.
تغلق ريسا عينيها للحظه, فى محاوله لرؤيه أى شعاع من النور فى هذا الموقف, لكن لا تستطيع.
لقد عرفت أن إمساكهم كان احتمالية حين أتوا لهنا.لقد عرفت أن كونها خارجا فى العالم كان مخاطرة. ما أدهشها كان سرعه وصول شرطه الأحداث لهم. حتى بدخولهم الغير اعتيادى, كان من المفترض أن يكون لديهم الوقت الكافى ليتسللوا فى الهرج.
سواء عاش الأدميرال أو مات, لن يغير الأمور لها و لكونر الآن ..
سيتم تفكيكهم.
كل أمالها للمستقبل تم نزعها بعيدا عنها مجددا... و امتلاكها لتلك الآمال.. حتى لوهله, يجعل هذا أشد ألما بكثير عما إن لم تمتلكهم على الإطلاق.
____________________________
49-رونالد

شرطى الأحداث الذى يستجوب رونالد لديه عينان ليستا متماثلتان بالظبط,ورائحه عطبه, كما لو أن صابونه المزيل للرائحة لم ينفع حقا. تماما كشريكه فى الغرفه الأخرى, الرجل ليس من السهل التأثير فيه, ورونالد, على عكس كونر.. لا يملك الدهاء ليزعجه. لا بأس بهذا على أيه حال, لأن إزعاجه ليس ما يرتبه رونالد فى عقله.

خطه رونالد بدأت تتشكل قصيرا بعدما حرره كونر من الصندوق. كان بإمكانه تمزيق كونر طرف تلو الآخر فى هذا الوقت, لكن كونر كان معه ثلاث أولاد مساوون فى حجم وقوه رونالد ليدعموه. كانوا أولاد مفترض بهم أن يكونوا على جانب رونالد. كان مفترض .. لقد كانت دلالته الأولى أن كل شئ تغير جذريا.

أخبره كونر عن الشغب,وحول كليفر. عرض اعتذار واهى لاتهامه بقتل الذهبيين .. اعتذار رفض رونالد تقبله.
لو كان رونالد فى الشغب, كان سيكون منظما و ناجح.
لو كان هناك, كانت ستكون ثوره, ليس شغب..
كونر بحبسه لرونالد بعيدا قد سرقه فرصته فى القيادة.
حين رجعوا مجددا لموقع الشغب, كل التركيز كان على كونر.. كل الأسئله كانت موجهه له. كان يخبر الجميع ماذا يفعلوا, وكان جميعهم يستمعون. حتى أصدقاء رونالد المقربين أشخصوا بنظرهم للأرض حين رأوه.
هو عرف غريزيا أن كل دعمه قد اختفى. غيابه عن الكارثه جعل منه منبوذ, وهو لن يسترجع أبدا ما فقده هنا... الأمر الذى عنى أنه حان الوقت لتدبير خطه جديده للتصرف.

وافق رونالد على الطيران بالهيليكوبتر لإنقاذ حياة الأدميرال, ليس لأنه امتلك أى رغبه لرؤيه الرجل العجوز على قيد الحياة, لكن لأن قيادته لتلك الرحله فتح له باب فرصه جديد.

“أنا فضولى” يقول الشرطى النتن,”لماذا تسلم الآخران فى حين يعنى هذا تسليم نفسك أيضا؟”
“يوجد جائزة خمسمائه دولار لتسليم متفكك هارب,صحيح؟”
يرفع شفته باسما:”حسنا, هذا سيكون ألف وخمسمائه, لو ضمنت نفسك للحسبه.”
ينظر رونالد لشرطى الأحداث فى عينيه..لا خجل..لا خوف.. و يقدم اقتراحه بشجاعه:”ماذا لو قلت لك أننى أعرف أين يوجد أكثر من ربعمائه متفكك آوول؟
ماذا لو ساعدتكم على تدمير عمليه التهريب بأكملها. ماذا ستكون قيمه هذا؟”

يبدو الشرطى كما لو أنه تجمد مكانه, ويتفحص رونالد بدقه,:”حسنا, لديك انتباهى.”
___________________________

50- كونر

لقد استمر أطول مما توقع أى شخص.هذا هو العزاء الذى يجب أن يتمسك به كونر بينما يرافقه الشرطى و الحارسان مع ريسا إلى الغرفه حيث يتم استجواب رونالد.
لكن من النظرة المختالة على وجه رونالد, يفهم منها كونر أنه لم يكن استجواب على قدر ما كان تفاوض.!

“ارجوكم اجلسوا.” يقول الشرطى الجالس على حافه المكتب بجوار رونالد. رونالد يرفض النظر لهم. هو حتى لا يعترف بحضورهم فى الغرفة. يميل للوراء فى كرسيه فقط. كان سيعقد يديه لو سمحت له الأصفاد.

لا يضيع الشرطى أى وقت و يبدأ بالعمل.” صديقكم هنا كان لديه العديد ليقوله.. وعرض علينا صفقه مثيره. حريته, مقابل أربعمائه متفكك. لقد تطوع ليخبرنا أين هم بالتحديد.”
كونر عرف أن رونالد قد سلمه هو وريسا, لكن الوشايه بهم جميعا.. هذا هو انحدار جديد حتى لرونالد.
مازال لا ينظر لهم, لكن تعبيره المغرور يبدو كما أنه أصبح أشد قسوه.
“أربعمائه , هاه؟” يقول الشرطى الأخر.
“إنه يكذب” تقول ريسا, صوتها مقنع بشكل لافت للنظر,”هو يحاول خداعكم. لا يوجد سوى ثلاثتنا.”
“فى الواقع” يقول الشرطى على المكتب,” هو يقول الحقيقة.. بالرغم من تفاجئنا أن العدد فى حدود الربعمائه. اعتقدنا أنه سيكون على الأقل ستمائه بحلول الآن, لكن أعتقد أنهم يظلوا ينموا للثامنه عشر.”
رونالد ينظر له, متشككا:”ماذا؟”
“آسف لإخبارك هذا, لكننا نعرف كل شئ عن الأدميرال و المقبرة” يقول الشرطى,”لقد عرفنا بالأمر منذ أكثر من سنه.”
يضحك الشرطى الثانى, مستمتع بالنظره الانصعاق على وجه رونالد,”لكن.. لكن....”
“لكن لماذا لا نقبض عليهم؟” يقول الشرطى, متوقعا سؤال رونالد,”فلتنظروا للأمر من تلك الوجهه.. الأدميرال, هو مثل قط الحى الشارد الذى يكرهه الجميع لكن لا أحد يريد ان يتخلص منه لأنه يهتم بالفئران.كما ترى, المتفككون فى الشوارع.. تلك مشكله بالنسبه لنا. لكن الأدميرال يزيلهم من الشارع و يحتفظ بهم فى معزله الصحراوى الصغير. هو لا يعلم الأمر, لكنه يقدم لنا خدمه. لا مزيد من الفئران.”
“بالطبع,” يقول الشرطى الأخر.”لو مات الرجل العجوز, ربما يتوجب علينا الذهاب لهناك و تنظيف المكان بعد كل شئ.”
“لا!” تقول ريسا,” شخص آخر بإمكانه تولى المسئوليه!”
يحرك الشرطى الآخر كتفه كما أن الأمر لا يعنيه,:” من الأفضل له أن يكون ماسك متميز للفئران.”

بينما رونالد يحدق فقط بشك بينما تنهار خطته, كونر يشعر بالارتياح, وربما حتى ببصيص أمل,:” إذا ستتركونا نرجع؟”

يمسك الشرطى على المكتب بملف:”أخاف أننى لا أستطيع فعل هذا. إنه أمر ما أن نغض النظر, لكنه أمر آخر أن نحرر مجرم” ,ثم يبدأ فى القراءه: ”كونر لاستر..تم تحديد تفككه فى الواحد وعشرون من نوفمبر.. حتى تحول لآوول, سببت حادثه قتلت سائق حافله, تركت العشرات من المصابين, وأغلقت الطريق السريع لساعات. ثم,فوق كل هذا, أخذت رهينه وأطلقت على شرطى أحداث بمسدس تخديره الخاص.”

ينظر رونالد للشرطى فى انذهال:”هو هارب آكرون؟!”
ينظر كونر لريسا, ثم إلى الشرطى مره أخرى:”حسنا,أعترف بالأمر, لكن هى لا دخل لها بالموضوع! اتركها تذهب!”
يحرك الشرطى رأسه رفضا, متفحصا الملف,:”الشهود تقول أنها كانت شريكه. أخشى أنه يوجد فقط مكان واحد ستذهب هى إليه. نفس المكان الذى ستذهب له.. لأقرب مخيم حصاد.”
“لكن ماذا عنى؟” يسأل رونالد,”لم يكن لى دخل بأى من هذا!”

يغلق الشرطى الملف :” أسمعت مسبقا ب(الجرم بالتبعية)؟” ,يسأل رونالد.” يجب أن تحذر من الصحبه التى تبقيها معك” ,ثم يشاور للحراس أن يأخذوا ثلاثتهم بعيدا.

________________________________________
إف إيه إيه : إداره الطيران الفيدراليه مسئوله عن تنظيم الطيران المدنى.faa

قديم 06-25-2019, 01:31 PM
المشاركة 13
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الخامس
مازلنا معك
نطالع ونقرأ
خالص التحية
لجهدك المشكور

قديم 06-25-2019, 07:19 PM
المشاركة 14
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الخامس
كلما إزددتِ تعمقآ في السرد زاد التشويق لنا والفضول

تحياتي ممزوجة بالمودة أستاذة إمتنان لهذا الجهد الجميل

تقبلي مروري مع بالغ التقدير

وحيدة كالقمر
قديم 06-26-2019, 02:12 PM
المشاركة 15
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الخامس
مازلنا معك
نطالع ونقرأ
خالص التحية
لجهدك المشكور
شكرا لك نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 06-26-2019, 02:13 PM
المشاركة 16
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الخامس
كلما إزددتِ تعمقآ في السرد زاد التشويق لنا والفضول

تحياتي ممزوجة بالمودة أستاذة إمتنان لهذا الجهد الجميل

تقبلي مروري مع بالغ التقدير

أسعدنى مرورك شكرا لكِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الجزء الخامس
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الثور الجالس أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 06-17-2023 02:05 AM
الثور الجالس أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 07-18-2021 06:02 AM
فى ذكرى الخامس من يونية روان عبد الكريم منبر القصص والروايات والمسرح . 0 06-05-2017 04:55 PM
** أريد حلاً - اللغز الخامس ** أحمد فؤاد صوفي المقهى 2 03-14-2011 08:27 PM
الخامس من سبتمبر أحمد صالح منبر القصص والروايات والمسرح . 4 10-04-2010 09:12 AM

الساعة الآن 01:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.