قديم 01-25-2016, 01:23 PM
المشاركة 11
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ عبد الله باسودان
كأنك تقول "ان الذي يجري في بلاد الثورات العربية هو من تدبير الله عز وجل لميحص الذين آمنو ويمحق الكافرين" ...

لكن الذي يُمحق الان هم الفقراء والمساكين وليس الكافرين... الطائرات الروسية عندما تغير على مدن الشام انما تقتل من ثبت في ارضه وحوصر وجوع واكل اوراق الشجر ...وليس المقتدر الذي هاجر الى اوروبا...ثم هل بقي احد مثلا من شعب الشام لينتصر؟؟!!..
تصور ان مدينة مثل مدينة مضايا فيها ارببعون الفا يموتون جوعا وكانهم مجموعة من القوارض او ربما اقل شأنا؟؟؟!!!!!

الا ترى بأن روسيا وحلفاؤها يشنون حرب ابادة جماعية ساحقة ماحقة وبكافة انواع الاسلحة وعلى راسها الجوع؟؟؟!!!
وهل بقي احد لينتصر..؟؟؟؟ان بلاد الشام تتحول الى دولة صفوية ثانية ان لم يكن محافظة تابعه..بامتياز حيث يتم استخدام السلاح الديمغرافي ايضا لتحقيق ذلك.. انهم يذبحون اهل الشام ويسكنون مكانهم شيعا من افغانستان وبنجلادش الخ...


اقتابس
" اما عن ثورة تونس وكذلك ثورة اليمن بن علي والمخلوع نهبوا ثروات البلاد والعباد حتى لم يبقوالشعوبهم الرمق يقتاتون عليه. والذي أراه في تقديري أن كل شعب يمجد ويؤله رئيسه لابد من أن ينال العقاب من الله في الدينا قبل الآخرة. مشكلة الشعوب العربية أنها الوحيدة من شعوب العالم تؤله وتمجّد حكامها لذلك حكامها يعتقدون أنهم على حق في نهب ثروات شعوبهم. وأن شعوبهم راضون عن ذلك"

- استاذ عبد الله
اصبت حينما قلت بأنهم نهبوا ثروات الشعوب وحتما هذا هو السبب المباشر لكل ذلك الحراك الثوري. فلم يعد للحياة قيمة واصبح الموت ارحم.. ومن هنا قتل الابو عزيزي نفسه. وهذا الفقر هو السبب المباشر الذي حرك الشعوب.
اما ان تلوم الشعوب على ما حصل وعلى اعتبار انها تجازا بما صنعت من تمجيد للحكام فاولا ربما ان الشعوب العربية هي الاقل ولاء لحكامها والاقل تمجيد وتأليه لهم حتما...
انظر الي اوروبا مثلاستجد ان الحكومات الملكية هناك هي المؤلهه... وحتى قيصر روسيا ؟؟!! لكنهم حريصون على الرفاه الاجتماعي لشعوبهم.
وتظل تلك الانظمة حريصة على اكل نصف الكعكه فقط اما اؤلئلك الحكام الذين ذكرتهم فقد ارادو لهم ولابنائهم كل الكعكه وظنوا انهم باقون في حصونهم وفي سدة الحكم بقوة الاجهزة الامنية ودعم النظام العالمي لهم...فكانت المفاجأة انهم لوحقوا زنكة زنكة وشارعا شارعا.
هل صحيح لو ان النظام الليبي وفر لشعبة ادنى حد من الكرامة الانسانية والحرية هل صحيح ان ذلك الشعب كان ليثور؟

انها غلطة الحكام وليس غلطة الشعوب.. وحين تلوم الشعوب كانك تلوم المغتصبة وليس المغتصب.

هذا ما جنته ايدي الحكام الظلمة فاستحقوا ما حصل لهم...ولن تتوقف الثورات حتما الا بعد تغير الواقع المرير لكن كيف سيحدث ذلك ؟ ومتى ؟ واي نوع من النظام السياسي الذي يمكنه ان يوفر بحوبحة العيش في ظل النظام العالمي والواقع المرير ؟ الم تفشل الحكومة التابعة لما يعرف بالاسلام السياسي في تونس والمتحالفة مع بقايا النظام السابق ....فقامت الثورة من جديد ؟

هنا يظل السؤال؟
وهل تستطيع الحكومات البديلية تغيير هذا الواقع ؟ ام ان الامور تحتاج الى نظام حكم جديد من طبيعة اخرى يوفر العدل والحرية والمساؤاة....هذا هو السؤال؟ وما شكل هذا النظام في ظل فشل حكومات الاسلام السياسي التي لها ثقل وكان من الممكن ان توفر بديلا محتملا؟
هل تعود الانظمة الاشتراكية والشيوعية لتطل براسها في ظل غياب العدالة الاجتماعية؟
ام ان نظاما شبابيا له مزاياه الخاصة وغير المسبوقة في طور التشكل؟؟؟؟
وهل يستطع هذا النظام المحتمل والبديل ان ينجح في ظل سطوة القوى العظمى ؟
-


قديم 01-26-2016, 01:06 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ عبد الله

وحيث انك ذكرت الثورة الفرنسية... اتصور ان سر نجاح الثورة الفرنسية كان في اجتثاث النظام القديم وهو ما يطلق عليه اليوم الدولة العميقة فلم يكن هناك مهادنة ابدا كما فعل الاخوان المسلمون في مصر مثلا. والدليل على ذلك ان الثورة قست جدا بحق كل حتى من تعاطف مع النظام السابق ولو كان عبقريا ذو مكانة واهمية عظيمة مثل الكيميائي الشهير أنطوان-لوران دُ لافوازييه (بالفرنسية: Antoine-Laurent de Lavoisier) عاش ما بين 26 أغسطس 1743 - 8 مايو 1794م.
لقد ارتكب الاخوان خطئا استراتيجيا فادحا في التعامل مع الامور فانقلبت الامور الي اسوء مما كانت عليه بكثير.
واتصور ايضا بأن السبب الاخر في فشل الثورات هو تعدد الرؤوس التي تمثل الثورة ففي الثورة الفرنسية كان جسم واحد يمثل الثوار وعلى الرغم من ذلك احتاجت الثورة 5 سنوات حتى تستقر. لكن في بلادنا تجد ان عدد الجهات التي تحمل لواء الثورة لا يعد ولا يحصى. مثلا في سوريا....

كان سبب الثورة الفرنسية الجوع وانتصرت الثورة وكان سبب الثورات العربية الجوع ولا بد ان تنتصر لكن بعد ان تتوفر عدة شروط من اهمها فهم الواقع والوحدة في رفض الظلم والانقلاب عليه وان يكون هناك قيادة حكيمة بديلة وهذه لا يبدو انها متوفرة الان وحتى عنصر الشباب وقود الثورة ليس لهم هوية او جبهة تمثلهم .

كنت اتصور بأن العسكر هم افضل من يحل ازمة الواقع العربي المرير لان النظم الاسلامية وعلى شاكلة ما حصل في مصر لا يمكن ان يتم قبولها في البلاد العربية وذلك بسبب التعددية والتنوعي العرقي والديني والمذهبي والقومي ولو استمرت حكومة الاخوان لربما انقسمت مصر الى مصرين كما صار السودان سودانيين وربما لأربعة فقد ظهر ان حزب الظلام لا يقل عداء للشعب والشباب والثورات من الدولة العميقة والصدام بينه وبين الاخوان كان حتميا ومسألة وقت حتما
لكن التجربة اثبتت ان حكومة العسكر تحالفت وللاسف مع بقايا النظام القديم ولم تقدم حلول لللاسباب التي ادت الي اندلاع الثورة بل كرست المعاناة والالم وسحقت الحريات والرقاب وهمشت الشباب ولم تتبنى برامج تحسن من ظروف المعيشة ولذلك وكما يقول البرادعي لا بد للثورات ان تنتصر لكن متى وكيف هذه تظل مفتوحة؟




قديم 01-26-2016, 01:30 PM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقتطفات من مقال الاستاذ فهمي هويدي لهذا اليوم والمنشور في عدة صحف منها الجزيرة نت:

بعنوان "مستقبل لا نراه ويأس نحذر منه"

"شاءت المقادير أن يمر العالم العربي بأسوأ مراحله السياسية، فالحروب الأهلية صارت سمة لعدد من دوله، وآخرون روعهم انهيار أسعار النفط وبات بعضهم يتحدث عن ترتيبات ما بعد البرميل الأخير.

من المفارقات أنه بعد مضي خمس سنوات على ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، فإننا لم نعرف بعد إلى أين نحن ذاهبون، ولا ما هي أولويات التحديات التي نحن مقبلون عليها في العام الجديد."


"يبدو كئيبا هذا العام الجديد. تدل على ذلك القرائن التي أشرت إلى بعضها، وغيرها كثير مما لا يتسع له المقام أو المجال. قد نختلف في تقدير نسبة الكآبة في الكوب، سواء مثلت ربعه أو نصفه أو غير ذلك، إلا أنها موجودة ولا نستطيع أن نتجاهلها. لكن أخوف ما أخافه أن يدفعنا ذلك إلى اليأس والانضمام إلى حملة ملاعنة الربيع العربي وسنينه أو الحنين إلى زمن تزوير الانتخابات والدكتاتورية المقنعة والفساد المستور.

استوقفتني في هذا الصدد مقالة نشرتها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في ١٤/١ كتبها فرانسوا هيزبورج أحد خبراء الشؤون الإستراتيجية تطرق فيها إلى الأوضاع السائدة في العالم العربي في الوقت الراهن وقارنها بالخبرة التاريخية الأوروبية. إذ تحدث عما شهدته أوروبا خلال حرب الثلاثين عاما في بداية القرن السابع عشر (بين عامي ١٦١٨ و١٦٤٨) التي أشاعت الاقتتال والخراب والمجاعات في أوروبا. إذ بدأت حربا بين البروتستانت والكاثوليك (السنة والشيعة؟) وانتهت صراعا سياسيا على الحدود والنفوذ اشترك فيه الفرنسيون والألمان والإيطاليون والسويديون والإسبان وغيرهم (هبط خلالها سكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر مليونا ونصف المليون)، وبعدما غرقت أوروبا في الدماء خرجت من أنقاض الحرب الأمَتان الألمانية والفرنسية".

"الرياح التي هبت على العالم العربي في عام ٢٠١١ كانت متوقعة لأن أوضاعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية لا يمكن أن تستمر على حالها"

أشار الكاتب إلى أن الرياح التي هبت على العالم العربي في عام ٢٠١١ كانت متوقعة لأن التقارير التي تحدثت عن التنمية فيه والفجوة المتسعة بينه وبين العالم الخارجي على كل المستويات بينت أن أوضاعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية لا يمكن أن تستمر على حالها. وهو ما يهدم مزاعم البعض الذين تبنوا سيناريو "المؤامرة" لتشويه انتفاضة العالم العربي خصوصا في مصر.
لقد حرص الكاتب على أن يحذر من التعجل في تقييم الوضع في العالم العربي تأثرا بالخيبات والصراعات التي عانت منها بعض أقطاره. ودعا إلى قراءة المشهد العربي من خلال استدعاء تلك الخبرة الأوروبية التي شهدتها القارة في القرن السابع عشر، وهو ما أؤيده وأشدد عليه، لكنني تمنيت ألا نستنسخ فظائع وقائع تلك الحرب، كما أنني استشعرت استياء من مدة الثلاثين عاما، لأن أمثالي لن يقدر لهم أن يشهدوا بزوغ حلم الأحياء. وأرجو أن يلمس الأحفاد بعض ثماره
."

قديم 01-26-2016, 05:27 PM
المشاركة 14
خالد أبو إسماعيل
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم.
من سيحرر القدس؟
المقاتلون .
كيف ينشأ المقاتلون ؟
بقيام الحروب .
ماعﻻقة اليأس بالنصر؟
(حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا)

قديم 01-26-2016, 08:05 PM
المشاركة 15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة ناريمان

تقولين " الربيع العربي ...أي ربيع عربي هذا ؟!ما حدث في العالم العربي كان صحوة ( مدفوعة الثمن ) وكأن المسؤول عن هذا الثورات كلها واحد ... سأسميهم ( الأصابع الخفية ) !!!"


- لا اتفق معك في هذا التحليل أبدا والأصابع التي تسببت فيما حدث لم تكن خفية بل هي جلية ظاهرة للعيان . انها اصابع الظلم والفساد لأنظمة الحكم التي كانت تظن انه يمكنها الاستمرار الي ما لا نهاية في ظلمها ما دامت مدعومة من القوى العالمية وأجهزتها الأمنية . ذلك الظلم انتج ظروف اقتصادية شديدة الصعوبة وحيث ان تلك الظروف كان مصحوبة بظلم اجتماعي وتكميم للأفواه مما هدر كرامة الانسان البسيط الذي لم يعد قادر على توفير لقمة العيش عندها تساوت الحياة المرة مع الموت فحدث الانفجار. من يتحمل مسؤولية ما حدث ومن كان سببا فيه هم الحكام الظلمة وأنظمة حكمهم التي كانت منفصلة عن الواقع، تعيش في بحبوحة من العيش حياة هنية راغدة بينما كانت الأغلبية من الناس تعيش الفقر والمه.

وتقولين أيضاً" من الواضح أنهم وجدوا الاسلام والداعين إليه كثر ووجدوا أنهم يتكاثرون في كل أنحاء العالم فأرادوا أن يعطوننا درساً مؤلماً لا ننساه ..في فلسطين قلب الصراع في المنطقة : أوعزوا إلى ( حماس ) بدخول الانتخابات .. وساهموا في فوزها وبعد ذلك قمعوها وحاصروها وضربوها ليكسروا شوكتها وبهذا ضربوا عصفورين بحجر واحد :
الأول : شبكوا فتح وحماس كأهم فصيلين فلسطينيين .. واستراحوا من مقاومة الفصيلين .
الثاني : استراحوا من قطاع غزة الذي كان يمثل عبئاً عليهم " .


- اتصور ان الصراع بين حماس وفتح ليس له اي دخل في الربيع العربي هو صراع نفوذ وهو حتما منفصل تماماً عما جرى في البلاد العربية التي اجتاحتها الثورات . هناك كان الجوع والفقر والظلم الاجتماعي هي المحرك .

وتقولين " في مصر : جاءوا ب ( الإخوان ) وفازوا في الانتخابات .. وبعد ذلك
عوقب الاخوان وكل من يليهم
..

- أؤكد لك بان لا احد جاء بالإخوان. الذي حدث ان الثورة في مصر أسقطت النظام فحدث فراغ في السلطة حتى ان الاخوان لم يتوقعوا ما حصل ولم يكونوا مستعدين لتعبئة الفراغ ولذلك تحديدا فشلوا فقد فاجئتهم التطورات المتسارعه ولم يتمكنوا من فهم مما كان يجري وعجزوا عن تطوير او تبني استراتيجية مناسبة تلائم مع ما جرى وتتعامل معه بصورة تمكنهم من طرح انفسهم كبديل مناسب خاصة في مجتمع لا يمكن تجاهل التعددية فيه، والدولة العميقة والمؤسسة العسكرية صاحبة النفوذ الكبير، والشباب الذي كان يسعى لاهداف مغايرة لبرنامج الاخوان وعلى راس هذه الاهداف الحرية وتمكين هذه الشريحة ومشاركتها في الحكم . كل هذه العوامل تجاهلها الاخوان فاستثمرت القوى الاجنبية هذا الإخفاق لتحقق ثغرة وكان الاختراق.


وتقولين " ثم عززوا الخلافات بين السنة والشيعة في أكثر من بقعة في الوطن
ثم أخيراً .. جاءوا بداعش وبذلك .. جاءت كل النتائج لصالحهم فشككوا الناس بكل ما هو اسلام ..وكأنهم يقولون للشعوب العربية : هذا هو الاسلام الذي تريدون
وفي كل الحالات .."


- الخلافات بين السنة والشيعة كانت موجودة ولكنها برزت بعد استيلاء الملالي على الحكم في ايران. الشيعة استقووا بحكم الملالي وظنوا ان بامكانهم القضاء على اهل السنة ولذلك هم يشنون حرب إبادة ضد كل ما هو سني . هذه أيضاً ليس لها علاقة بالربيع العربي. حتى في بلاد الشام الثورة اندلعت بسبب فداحة الظلم الاجتماعي الذي كان يعاني منه اهل السنة تحديدا لكن الفقر هو السبب المباشر هناك أيضاً.
اما التطرف فله اسباب اظنها واضحه جلية وهي اولا نتائج حروب الخليج وافرازاتها. تخيلي ان في العراق ما يقرب من 4,000,000 يتيم ؟ تخيلي هذا الجيش اذا تطرف ماذا يمكن ان يفعل؟ وهناك ايتام في الشام وفي ليبيا يتموا على ايدي الظلمة...حتى في تونس الذي اشعل نفسه واشعل العالم معه هو يتيم البوعزيزي.
.

وتقولين " بالمختصر ... الأصابع الخفية تمثل الباطل هي التي تلعب بالخفاء في كل بلاد الوطن والشعوب مسكينة تنقاد بلا وعي وكل ما يحدث هو صراع بين الحق والباطل أما ما يحدث هنا وهناك .. هو غبار الثورة .. عما قليل سيهدأ ويرضى العربي برغيف الخبز بعد السيطرة على موارد الوطن الطبيعية وسنبقى تحت الذل الاستعماري إلى أن تقوم الساعة. ....

- لا اظن ابدا ان هناك اصابع خفية ساهمت في اندلاع الاضطرابات في الدول العربية والتي تحولت الي ثورات... بل هو الواقع المرير الذي نتج عن الفساد والظلم وتسبب في حالات فقر بشعه تساوى على اثره الموت والحياة. وربما هذا هو السبب الذي جعل الربيع العربي ينحصر في تلك الدول. لان شروط الثورة لم تكتمل ولم تتحقق في باقي البلاد. حتى في المغرب العربي تم التصرف بذكاء فجيئ بحكومة افرغت الحركات الاحتجاجية من محتواها فتراجعت حركة الاحتجاج ولو ان بعض القطاعات ما تزال تشعر بالظلم لكنه ليس عارما يؤدي الي ثورة عارمة.
ما قلته .. ليس تشاؤماً ولكنه الواقع كما أراه بعيوني..

- انني ارى الواقع بصورة مختلفه وهي ان تراكمات الظلم ادت الي الانفجار والثورة بعد توفر شروطها وهي اهمال الشريحة الاكبر في المجتمع وهم الشباب ...والبطالة والظلم الاجتماعي والفقر المدقع وغياب الحريات وبالتالي انتهاك الكرامات فنضجت الثورة واندلعت وهي تراوح مكانها لان الاصابع الخفية التي تقولين عنها تدخلت عند اندلاع هذه الثورات اولا لاحباطها واعادة الحكم الي سابق عهده حتى تضمن الدول الاستعمارية والتي تتبنى ما يسمى بالنظام العالمي ولاء تلك الدول وتبعيتها فليس من المسموح الخروج عن النظام العالمي الا باذنه.
كذلك ارادت هذه الدول ان توصل رسالة بأنه لا يجوز الانقلاب على النظام العالمي الا باذنها وتأيديها ولذلك نجدها تقف ضد اي انقلاب عسكري يقوم من دون اذنها ودعمها وما يلبث ان يفشل... وقد حصل ذلك في افريقا.
الحرب الاهلية القائمة حاليا في دول الربيع العربي بين الظلمة والمظلومين ...قد تستمر كما يقول الاستاذ فهمي هودي 30 سنه وربما اكثر لكن هناك حقيقة واحدة وهي ان المظلومين لن يعودوا الي قمقمهم مرة اخرى دون ان يحققوا ادنى حد من الانتصار وتغير الواقع المرير... ولو ان ذلك ربما لا يكون كافيا ويتسبب في مزيد من سقك الدماء.
وحتما الثورات مستمرة ما دامت شروطها موجودة تخيلي مثلا بأن المعلومات تشير الى وجود من 3 الي 4 مليون مشرد من اطفال الشوراع في مصر ...هذا اذا نسينا سكان المقابر والمعلومات المنشورة على اليوتيوب تشير الى ان اعدادهم قد تتجاوز العشرة مليون. اليست هذه ارض خصبة للثورة والارهاب والتطرف؟
كيف يمكن ان تستقر الامور في مصر وهي مقبلة على جفاف النيل بعد ان سرقت دولة بحجم القرش مياه النيل؟ كيف يمكن لها ان تستقر ونصف الشعب في السجون او المقابر؟ كيف يمكن لها ان تستقر وفيها مثل ذلك الفساد الذي فضيحه ( جنينه) مسؤول هذا الملف؟ كيف يمكن ان تستقر والمشروع الاقتصادي الكبير الوحيد الذي يبدو ان النظام اطلقه كان اقرب الي الخدعه وهو قناة السويس والتي سجلت خسائر لتقوم الحكومة بفرض مزيد من الاجراءات التقشفية التي تسببت بتذمر اضافي؟

الثورات قامت بسبب الظلم وهي مستمرة ما دام الظلم مستمرا وسوف تنتصر اذا ما استمرت شروطها ولكن كيف ومتى وبأي اسلوب هذه تظل مفتوحه.

قديم 01-27-2016, 12:00 PM
المشاركة 16
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ خالد وجميع المتحاورين هنا..

للفائدة ولانجاح الحوار نريد هنا ان نحصره بموضوعة "الربيع العربي" ومن خلال هذه المحاور :

- ما هي اسباب اندلاع الربيع العربي ؟ هل كانت اسباب انفعالية لا تمت للواقع بصلة حيث كان اشعال البوعزيزي النار في نفسه السبب المباشر؟ ام هي نتاج واقع مرير وظلم اجتماعي فادح؟ ام ان هناك اصابع خفية؟


- كيف نفهم واقع الربيع العربي الان؟ وما هي اسباب فشله الظاهر المدوي؟ هل الاسباب الدولة العميقة والثورة المضادة ؟ اوهم العسكر وتبعيتهم الى دول النظام العالمي ؟ او الاصابع الخفية؟ ام هو عجز في الذين قاموا بالثورة ( شريحة الشباب ) وغياب البديل المنظم؟ وعجز القوة المنظمة الوحيدة (التنظيمات الاسلامية )عن الارتقاء الى مستوى الطموحات المتوقعة وفشلهم في التعامل مع الامور بواقعية؟

- اين تتجه الامور؟ ما هي التوقعات لما يجري في الدول العربية التي تعرضت لهزات الربيع العربي؟ هل تستقر الامور للثورة المضادة كما حصل في مصر؟ والثورة المضادة المتحالفه مع القوة الاسلامية كما حصل في تونس؟ ام ان الحروب الاهلية هي التي سوف تندلع لحين استقرار الامور لناحية الثوار؟ هل يتكرر ما جرى في فرنسا؟ اي ان تستمر الثورات ومخاضها سنوات عديدة ثم تستقر لشريحة المظلومين؟ هل تمتلك الانظمة الظالمة القدرة على استعادة الامور وفرض الاستقرار بالجزمة العسكرية؟ ام انها حلاوة الروح وهم حتما اصبحوا من الماضي؟
اي ما هو مستقبل ثورات الربيع العربي؟




قديم 01-27-2016, 12:55 PM
المشاركة 17
عبدالله علي باسودان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي

الأخ الباحث القدير ايوب

الربيع العربي لم ولن ينتهي، الآجيال القادمة هم أكثر وعياً مننا، هم الذين سيحررون
القدس الشريف وكل شبر من فلسطين،
على اعتقادي هم سيكونون أكثر وعياً وفهماً لقضايانا الإسلامية والعربية.

أما نحن - ثلث سكان العالم - غثاء كغثاء السيل لا أمل فينا.

" فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ " الرعد 17 "

يا أخي ايوب الظلم لا يمكن أن يدوم ، ولا يعتقد الظالمون أن ظلمهم سيدوم. وإنما هو إستدراج من
رب العالمين.

قديم 01-27-2016, 01:45 PM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذا المقال يعالج المحاور التي طرحناها للبحث والحوار باقتدرا...

مسار الانتقال الديمقراطي في دول الربيع العربي

بقلم : نورالدين الميلادي

عندما تتمكن الأحزاب الوطنية -سواء كانت إسلامية أو ليبرالية- من إعادة إنتاج نفسها على أسس النجاح المتينة, وعندما تستوعب الشعوب قيم الحرّية وضوابطها، ينطلق مسار الانتقال الديمقراطي الحقيقي.

مثّلت التغييرات السياسية والاجتماعية التي عصفت ببعض الدول العربية منذ اندلاع الثورة التونسية يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011 مرحلة تاريخية فاصلة في تاريخ بعض دول المنطقة مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا. هذه النّقلة التي كان مؤمّلا أن تفتح فصلا جديدا من تاريخ هذه الدول عنوانه الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان والتداول على السلطة، تبيّن أن لها أبعادا مختلفة تماما.

إذ بعد خمس سنوات من اندلاع شرارة أولى الثورات في تونس، صار جليّا أنّها ليست كما ظنّ الكثير وبالخصوص الشعوب المقهورة في تلك الدول والتي عانت عقودا من القهر والتهميش.
فما هو واضح حتى الآن أن الأحداث السياسية والاجتماعية التي تموج بها تلك الدول، هي في واقع الأمر بداية لمخاض طويل، وفي بعضها واقع تقسيم وإعادة تشكيل لبلدان بأكملها سوف تمرّ به منطقة العالم العربي ويمكن أن يستمر لعقود طويلة. هذه الخطط التي تتوضح معالمها يوما بعد يوم ليست وليدة اللحظة، بل هي مسطّرة من طرف قوى دولية وإقليمية منذ زمن.

"الأحداث السياسية والاجتماعية التي تموج بها دول الثورات هي في واقع الأمر بداية لمخاض طويل، وفي بعضها واقع تقسيم وإعادة تشكيل لبلدان بأكملها، ستمرّ به منطقة العالم العربي ويمكن أن يستمر لعقود طويلة"

في خضم هذه الأحداث وبعد السنوات الخمس الماضية والحبلى بالأهوال التي حلت ببعض هذه الدول، من المهم أن نرصد بعض الاستنتاجات لما بات واضحا من معوقات في طريق تحوّل هذه الثورات إلى مشاريع إرساء مسار ديمقراطي سلمي تنعم به تلك الدول، ومن ذلك:

أولا- أصبح جليا بما لا يدع مجالا للشك أن قوى مختلفة محلية وإقليمية ودولية قد وقفت وستبقى تقف سدّا حائلا ضد نجاح أي تجربة ديمقراطية في البلدان المذكورة آنفا، خاصة حينما يتصدّر سدّة الحكم حركات الإسلام السياسي المعتدل، حتى لو اشتركت في السلطة مع أحزاب قوميّة أو ليبرالية.

فالتحديات الجسام التي مرّت بها حكومة الترويكا في تونس مثلا بقيادة حزب حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية بالإضافة إلى التكتّل من أجل العمل والحريات، لم تترك مجالا لإفشال أول تجربة ديمقراطية والإيذان بإجراء انتخابات جديدة تمهّد لعودة ماكينة النظام القديم إلى الحكم، ولكن هذه المرة عن طريق صندوق الاقتراع، في عمليّة بدا أنّها حرّة ونزيهة.

وكذلك فإن التحديات الهائلة التي واجهتها حكومة الرئيس محمد مرسي في مصر والمؤامرات الداخلية والخارجية، كانت كافية لوأد أول تجربة حكم لجماعة الإخوان منذ تأسيسها بعد نحو قرن من النضال الاجتماعي والسياسي.

وللإشارة فإن الاستثناء التونسي الذي تدعمه قولا بعض الدول المتنفذة في السياسة الدولية، كان نتاجا لتخلّي حركة النهضة عن السلطة قسرا والتراجع التّام عن مواقع القرار وعن تزعّم المشهد السياسي، حتى بعد فوزها الكاسح في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها البلاد يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011، لأن البديل كان إزاحتها بالقوّة وجرّ الجميع إلى النموذج المصري أو السوري أو اليمني، أي حرب أهليّة يطال لهيبها الجميع.

ثانيا- ولأن استقرار النظام الديمقراطي في هذه الدول يأذن ببداية دورة حضارية جديدة عنوانها عودة العرب والمسلمين إلى دورهم الريادي والتاريخي في البناء الحضاري، فإن قوى خارجية وبتواطؤ محلي وإقليمي ستكبح أيّ استقرار اجتماعي أو تطوّر يمكن أن يؤدي إلى الانعتاق من التبعية للغرب.

والمطلوب هو عرقلة أي نوع من أنواع التطوّر لهذه المنطقة وتأجيل التحاقها بالركب الحضاري، وذلك بإدخالها في حروب داخلية وصراعات تأكل الأخضر واليابس. وهذا التطاحن الداخلي مخطّط له أن يدمّر ليس فقط البنى التحتية من جسور وإعمار، ولكن أيضا مؤسسات الدولة كالمنشآت الاقتصادية والأمنية والعسكرية، بالإضافة إلى الإرث الحضاري والعلمي والتاريخي كالمتاحف والمكتبات والمؤسسات التراثية.

إذ ما تمّ تدميره خلال الحرب على العراق والحرب السورية وما يجري حاليا في اليمن هو دمار حضارة إنسانية عمرها مئات بل آلاف السنين. ويبدو أن قوى الثورات المضادة الداخلية والخارجية قد نجحت في ذلك إلى حد كبير، وباتت تتناوب في كيفية تنفيذ هذا الدور بأشكال مختلفة.

فلا معنى مثلا للسكوت عن الجرائم التي يقترفها نظام بشار الأسد خلال السنوات الخمس الماضية من قصف شعبه بالبراميل المتفجّرة وقبل ذلك بالأسلحة الكيميائية والدمار الهائل لمقدرات الدولة السورية، في الوقت الذي يتفرّج فيه "العالم المتحضّر" على هذه المأساة الإنسانية دون حراك يذكر عدا إغاثة اللاجئين.

ولا معنى للتعامل السلبي مع هذه الكارثة من طرف الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة، فالتدخل السوري والإيراني مثلا في قمع الشعب السوري ومساندة نظام مستبد، لا يوجد له تبرير في القانون الدولي. والأدهى من ذلك أنّ "العالم المتحضّر" مكتوف الأيدي كمن يتفرّج على أحد أفلام الرّعب الواقعية التي قتل فيها إلى حد الآن ما يزيد على 300 ألف شخص، واضطرّ الملايين إلى الهجرة القسرية هربا من الفناء. هذا المسلسل التدميري للإنسان والحضارة في سوريا كان بالإمكان إيقافه بالتدخل العاجل منذ السنة الأولى للثورة السورية، لو توفّرت الإرادة الدولية المناسبة.

"في غمار ممارسة الحكم القصيرة لحركة النهضة في تونس والإخوان المسلمين في مصر، تبيّن الغياب الواضح لمشروع الدولة المدنية الحديثة الذي طالما نادت به حركات الإسلام السياسي المعتدل"
ثالثا- تفاجأت القوى الديمقراطية -ومن ضمنها الإسلامية- بسرعة الوصول إلى هرم السلطة في تونس ومصر عن طريق صناديق الاقتراع بعد عقود من الإقصاء. لذلك تبيّن في غمار ممارسة الحكم القصيرة الغياب الواضح لمشروع الدولة المدنية الحديثة الذي طالما نادت به حركات الإسلام السياسي المعتدل في صراعها الأيدولوجي مع الحركات القومية واليسارية وفي مواجهتها الطويلة للدكتاتورية.

فقد اتضح أن ما كان يصدر من الكثير من الأدبيات لهذه الأحزاب والحركات من شعارات حول الشورى كأداة لاتخاذ القرار، والبديل الاقتصادي الإسلامي كبديل للنظام الرأسمالي المتوحش أو النظام الشيوعي المنغلق ومختلف البدائل الأخرى، ليست سوى شعارات حماسية تأكّد عدم نضجها كمنظومة حكم متكاملة يمكن تنزيلها على الواقع المعقّد في إدارة الدولة للقرن الواحد والعشرين.

وهذا العجز لا يعبّر عن افتقار للمرجعية الاسلامية وتراكم لتجربة الحكم منذ عصر الخلافة الراشدة، وصولا إلى الدولة العثمانية والتجارب الحديثة مثل تركيا وماليزيا، ناهيك عن النماذج الغربية الليبرالية المختلفة في إدارة السلطة بقدر ما يعبّر عن عدم قدرة تلك الحركات على استصحاب مآثر الماضي لصناعة الحاضر والإدارة الإستراتيجية الواعية للمستقبل.
رابعا- أصاب الكثير من المراقبين صدمة بل ودهشة لضعف الأداء في إدارة الدولة والذي تجسّد خلال تجربة حكم الترويكا في تونس وتجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر ومن حلّ محلّهم، إذ الملاحظ لفترة إدارة السلطة التي كانت كافية للوصول إلى هذا الاستنتاج، أنّ الكمّ الهائل من الأخطاء وفي بعض الأحيان التجاوزات التي شابت سياسات السلطة، كانت كافية لإفشال تجربتها.

وذلك بداية من الولاءات في توزيع المناصب وعدم اعتماد الكفاءة معيارا، ثمّ استبعاد الكفاءات المهنية والعلمية في شتى المجالات من مواقع القرار، وضعف الأداء في شتى المجالات سواء تعلّق ذلك بالمجال الاقتصادي أو الإعلامي أو التعليمي أو الثقافي.

فلم يكن خافيا أن حزب حركة النهضة مثلا لم يبذل جهدا كافيا خلال فترة تولّيه السلطة في رصد الكفاءات الوطنية على مستوى القطاعات المختلفة ودعم انخراطها في بناء تونس الحديثة. بل إن الحزب عجز عن الاستفادة حتى من السّواد الأعظم من كوادره والمتعاطفين معه في الداخل والخارج في التخطيط والإدارة الماهرة للشأن السياسي خلال فترة حكمه، وبالتّالي غاب عن العديد من الشخصيات التي تولّت مقاليد السّلطة معرفة خبايا الدولة والدواليب العميقة للإدارة التونسية، ثم التجربة العملية في إدارة المؤسّسات ناهيك عن إدارة الوزارات.

والمحصّلة أن تجربة السلطة في تونس خلال السنوات الخمس الماضية كانت بمثابة حقل تجارب على قاعدة سدّدوا وقاربوا، تدرّبت في ثناياها قيادات في الصف الأول وبعض من الصف الثاني على إدارة السلطة ليس إلاّ.

ولا شك في أن المرحلة الحالية ضرورية لكل القوى الديمقراطية كي تعتكف على تقييم أدائها لتجربة الحكم خلال السنوات الخمس الماضية، بما يعني الوقوف على مواطن الضعف والتجاوزات والبحث في كيفية معالجتها. وفي خضم عودة الاحتجاجات المحلية في أماكن مختلفة من البلاد، ينبغي الوقوف على الأسباب الحقيقية لهذه الاضطرابات، والبحث في استحقاقات الثورة التونسية التي لم يتحقق منها إلا النزر القليل.

سادسا- في القابلية للاستعمار، فقد كشفت ثورات الربيع العربي هشاشة الدولة وقابليتها للانهيار بشكل مذهل. حدث ذلك منذ العام 2003 في العراق ثم ليبيا واليمن وسوريا، وبدرجة أقلّ في مصر وتونس. وتبيّن أن الحكومات الدكتاتورية التي سيطرت على السّلطة لعقود من الزمن هي في واقع الأمر بمثابة نمر من ورق ليس إلاّ. لذا برزت قابليتها اللامشروطة لعودة الاستعمار المباشر بعد عقود من الاستقلال المزعوم.

"كشفت ثورات الربيع العربي عن هشاشة الدولة وقابليتها اللامشروطة لعودة الاستعمار المباشر بعد عقود من الاستقلال المزعوم. ومن أبرز مظاهر هذا الضعف الداخلي، قدرة قوى خارجية على اختراق الدولة كما حدث في العراق واليمن وسوريا وليبيا"

ومن أبرز مظاهر هذا الضعف الداخلي قدرة قوى خارجية على اختراق الدولة في كل من العراق واليمن وسوريا وليبيا. وبالتّالي توجيه بوصلة السلطة والتوازنات السياسية والعسكرية لحسابها، إذ يعتبر مثلا التدخّل الروسي والإيراني المباشر لحماية عرش بشار الأسد ذا دلالات عميقة على الهالة المفرغة التي كان يتمتّع بها نظام حافظ الأسد ووريثه بشار في سوريا. والدليل على ذلك مثلا، تصريح حسين سلامي نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني يوم 1/1/2016 حول الامتداد الإيراني في سوريا والعراق واليمن بالقول "اليوم إيران أوسع ممّا تحدّده الخرائط الجغرافية".

وبالعودة إلى مقدّمة المقال فإن مرحلة الوصول إلى المربّع الأول الذي استبشرت به دول الربيع العربي يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011 واستمرت ارتداداته إلى دولة القذافي ومبارك وصالح والأسد ووو..، لا تزال بعيدة المنال، وأن انطلاقة نهضة هذه الدول على أساس البناء الديمقراطي والسلم الاجتماعي والتطور الاقتصادي وبالتالي المساهمة البناءة في الحضارة الإنسانية ينبغي أن تمرّ بهذه المرحلة الرّاهنة من المخاض العسير الذي هو مسار عقود من الحروب، تقوم على مقاومة بقايا الاستبداد وأنصار الثورة المضادة والتطرّف بشتى أشكاله، إلى جانب إبطال مفعول التدخلات الخارجية في صنع مصير هذه الدول.

حين يتحقّق ذلك كلّه وتنتفي كلّ مظاهر القابلية للاستعمار، وحين تتمكن الأحزاب الوطنية -سواء أكانت إسلامية أو ليبرالية- من إعادة إنتاج نفسها على أسس متينة من الأخذ بأسباب النجاح، والقبول بالرأي الآخر على قاعدة التوافق والتداول السلمي على السّلطة، وعندما تحرز الشعوب قدرا كافيا من النّضج تستوعب من خلاله قيم الحرّية وضوابطها، ينطلق مسار الانتقال الديمقراطي الحقيقي وتتحدّد معالم المربع الأول للالتحاق بقطار الحضارة في بلدان الربيع العربي.

المصدر : الجزيرة

قديم 01-27-2016, 11:39 PM
المشاركة 19
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تونس.. مهدُ الثورة يُصحّح مسار الربيع

محمد هنيد
​أكاديمي وباحث تونسي

عودة الاحتجاجات الاجتماعية بالشكل الذي نراه في تونس إنما تؤشر على معطيين أساسيين. يتمثل أوّلهما في المعاناة الاجتماعية والفقر والتهميش, ثاني هذه المعطيات يتجلى في فشل المسار الانتقالي سياسيا.

عودة الاحتجاجات
علوية المطلب الاجتماعي
التوظيف ومخاطر الانزلاق
المخارج والمآلات

الثورة ككل حركة اجتماعية إنما تخضع أساسا لشروط النشأة والولادة باعتبارها شروطا قصوى أدّت إلى الانفجار الكبير وهي بذلك وككل حركة فيزيائية إنما تنشد شيئا واحدا وهو تحقيق الشروط التي قامت من أجلها. بناءً عليه فإن إفشال الثورة ومنعها من تحقيق أهدافها إنما يؤدي تلقائيا إلى تجدد شروطها الاجتماعية بما هي شروط فيزيائية قصوى قد تكون كامنة لفترة تطول أو تقصر بفعل التكميم القمعي والتزييف الإعلامي، لكنها ستعود حتما بشكل أقوى من أجل أن تستدركَ فشل الموجة الأولى.
عودة الاحتجاجات
مؤشرات كثيرة داخل مجال الربيع العربي تؤكد ما ذهبنا إليه حيث يعيش مهد الثورة العربية هذه الأيام على وقع احتجاجات دامية تشهدها مدينة القصرين التي تمثل مع محافظة سيدي بوزيد قلب الثورة التونسية. هذه الاحتجاجات هي اليوم بصدد التمدد على كامل مجال الفقر التونسي الذي صنعته سياسات التفقير التي دشنها الاستعمار ومن بعده الوكيل الأول بورقيبة والوكيل الثاني بن علي وتكتّم عنها سياق ما بعد الثورة بفعل معاول الدولة العميقة وتكالب الأحزاب على السلطة.

"لم تقدم الثورة نخبا سياسية قادرة على تجاوز ارتباطاتها الأيديولوجية وصراعاتها القديمة، بل خلقت مساحات شاسعة للقضايا الخلافية المرتبطة بالعقيدة والهوية والمرجعية في وقت لا يسمح بذلك"

الاحتجاجات والمظاهرات التي تذكّر بشتاء 2010 إنما تقوم على نفس الخلفية الاجتماعية، وجوهرُها المطالبة بالتشغيل وبالحق في التنمية وفي العدالة الاجتماعية وفي التوزيع العادل للثروات.
وللتذكير فإن أبرز شعارات الثورة التونسية كان "التشغيل استحقاق يا عصابة السراق"، لكن الثورة لم تحاسب أحدا من عصابة السرّاق الذين منعوا التنمية والتشغيل ونهبوا ثروات الوطن، ولا هي قدمت نخبا سياسية قادرة على تجاوز ارتباطاتها الأيديولوجية وصراعاتها القديمة وتحديد سقف وطني للإنجاز الثوري، بل خلقت مساحات شاسعة للقضايا الخلافية المرتبطة بالعقيدة والهوية والمرجعية في وقت لا يسمح بإثارة القضايا الممتدة أفقيا بل يتطلب حلولا عمودية آنية للمشاكل الاجتماعية اليومية والآنية.
قد يطول المجال في ذكر ما تعانيه مناطق العمق التونسي من تهميش ومن فقر حوّل حياة الملايين إلى جحيم لا يطاق ودفع بآلاف العائلات إلى الهجرة أو النزوح أو الانحراف أو التطرف أو*الانتحار مثلما يحصل يوميا في مدينة القيروان وفي غيرها من مناطق الفقر والتهميش. لكن الثابت هو أن الورم لا يزال في مكانه، وأن آلام الطبقات الفقيرة لا تزال على حالها رغم كل الوعود التي قُطعت من قبل نفس النظام الذي ارتدى حلّة ثورية ووضع بعض المساحيق للإيهام بالتغيير.

علوية المطلب الاجتماعي
عودة الاحتجاجات الاجتماعية بالشكل الذي نرى في تونس إنما تؤشر على معطيين أساسيين. يتمثل أوّلهما في علوية المطلب الاجتماعي بما هو رأس المطالب الثورية فلم يكن الربيع العربي سياسيا ولا أيديولوجيا البتة، بل كان في أصل نشأته نابعا من المعاناة الاجتماعية ومن الفقر والتهميش الذي هو العنوان الأبرز لسياسة الاستبداد والقمع.
فليس القمع والاستبداد والظلم إلا أداة النظام لنهب الثروات والتمكين للشركات الاستعمارية عبر نظام الوكالة الذي يمكّن من الاستحواذ على ما به تستطيع الجماهير تحقيق نهضة حقيقية والخروج من ربقة التخلف والتبعية والاستعمار.
إنّ الحرية التي طالبت بها الجماهير الثائرة ليست الحرية السياسية بما هي مطلب أيديولوجي حزبي كشرط للتمكين من المناصب والامتيازات، بل بما هي شرط من شروط المطالبة بالعدالة الاجتماعية والتعبير عنها. الحرية هدفها الاجتماعي هو أن تكون مدخلا لمقاومة الفساد الذي تحول إلى دولة داخل الدولة وسرطانا يمنع كل المشاريع القادرة على امتصاص الفقر والبطالة وإخراج الناس من الموت اليومي.
أما ثاني هذه المعطيات فيتجلى في فشل المسار الانتقالي سياسيا بما هو التفاف على مطالب الجماهير صاحبة الثورة ومالكتها الأصلية والمكونة أساسا من الشباب المسحوقين ومن الفقراء والمهمشين، وهي كذلك صاحبة الثروة وصاحبة الحق في إدارتها.
فقد حوّلت النخب السياسية التونسية عبر نظام الوكالة الخارجي لدولة الانقلابات العربية ولسياسة السفارات الأجنبية المطلبَ الثوري إلى محاصصة حزبية بين نخب هي في مجملها جزء لا ينفصل عن نظام بن علي، وتحوّل المسار الانتقالي إلى تقاسم للكعكة التونسية بين الأحزاب والنخب التي لم تشارك فيها أصلا بما فيهم الإسلاميون.

التوظيف ومخاطر الانزلاق
المشهد التونسي اليوم هو هؤلاء الشباب الذين تحركوا بالمئات لحراسة المنشآت العامة ومرافق الدولة جنبا إلى جنب مع قوات الأمن وقوات الجيش الوطني ولمقاومة عصابة النهب والتخريب. وهو ما يكشف بكل وضوح ثلاث نقاط أساسية:
أولاها عودة المشهد الخارجي في الشارع التونسي إلى نقطة البدء الأولى عندما كان الشباب يحرسون المنشآت في شتاء*2010-2011 في الوقت الذي كان فيه القناصة وعصابات النظام يدمرون المرافق الحيوية ويقتلون الأبرياء في الشوارع.
هذا المشهد الجديد الذي يقاوم فيه الشباب التونسيون غير المسيّسين ولا المتحزّبين عصابات المخربين والمندسين وبيادق الثورة المضادة التي تسعى بكل قوتها إلى دفع المسار التصحيحي إلى الهاوية هو في الحقيقة قلب المعركة بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة.
[color="rgb(255, 0, 255)"]"عملت القيادات النقابية خلال السنوات الخمس من عمر الثورة على التوظيف النقابي للأحداث*عبر آلاف الاعتصامات والإضرابات التي استنزفت الاقتصاد الوطني ورهنت البلاد بالقروض المذلّة لصالح القوى الأجنبية"[/color]

الثانية هي الوعي بأن قوى كثيرة تتربص بالمشهد التونسي وبالتجربة التونسية التي تمثل رغم كل مساوئها تجربة متقدمة مقارنة بالتجارب الأخرى الدامية في مجال الربيع العربي. هذه القوى هي التي تسعى إلى إفشال النموذج عبر الدفع بالقوى الحية فيه نحو التطرف والإرهاب والعنف وتدمير المنشآت والمرافق، وهي*القوى نفسها المسؤولة عن جملة العمليات الإرهابية التي حدثت في البلاد واستهدفت قوات النخبة في الأمن والجيش التونسي.

وليست الأموال التي تدفقت على البلاد خلال الحملة الانتخابية من الدولة الخليجية الراعية للانقلابات في منطقة الربيع والتي لا تزال تتدفق إلى اليوم إلا خير شاهد على السعي المحموم من هذه القوى لوأد مكاسب الثورة التونسية.
النقطة الثالثة: لم يغب عن المشهد التونسي اليوم التوظيف الحزبي للمطالب الاجتماعية غير الحزبية حيث قفز الكثير من السياسيين إلى المشهد من أجل تصفية الحسابات في حين كانوا إلى وقت قريب أول المنتفعين من ثورة الفقراء الذين خلّصوهم من الطاغية الذي كان يحول بينهم وبين المناصب التي أمسكوها بعد الثورة.
"الاستئصاليون" أو "عجلة الاستبداد الاحتياطية"*كما يسميها التونسيون إضافة إلى الأذرع الإعلامية لنظام*بن علي التي لم ترحل معه، تسعى اليوم وكما كانت عشية ثورة 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 إلى استنساخ نفس الخطاب الانتهازي عبر شيطنة الاحتجاجات والتهجم على دول الجوار وخاصة ليبيا من أجل البحث عن ذرائع واهية لفشلها المبين.
هذا التوظيف السياسي يتناغم مع التوظيف النقابي حيث عملت القيادات النقابية خلال السنوات الخمس من عمر الثورة على حرق المسار الانتقالي اقتصاديا عبر آلاف الاعتصامات والإضرابات التي استنزفت الاقتصاد الوطني ورهنت البلاد بالقروض المذلّة لصالح القوى الأجنبية في الوقت الذي شيّد فيه الاتحاد النقابي مبنى تجاوزت تكلفته 27 مليارا من أموال المحرومين والعاطلين.

المخارج والمآلات
الإنذار التونسي الأخير هو تذكير صريح من القواعد الاجتماعية ومن المفقرين والمحرومين بأن مناورات الدولة العميقة وذراعها الإعلامية قد فشلت فشلا ذريعا في تحويل الصراع من صراع مداره الثروة والحقوق إلى صراع ضد الإرهاب الصناعي وضد بقية الأشباح التي صنعتها منصات إعلام الاستبداد.
الالتفاف اليوم على المطالب الاجتماعية ومنع المحرومين من حقوقهم المشروعة وتأميم الثروات الوطنية والعجز عن تفكيك شبكات الفساد والنهب المنظم من قبل رجال العصابات الذين يتحكمون في رقبة الاقتصاد الوطني هو المسبب الحقيقي لتجدد الانفجار الذي قد يكون يوما ما كارثيا على الجميع.

فـ"النخب السياسية" اليوم تحصد سنوات خمس من العجز عن محاسبة الفاسدين وتكميم العصابات النقابية وتحييد تجار السياسة والنظريات العقيمة وتحصد خاصة التطبيع مع دولة العمق أي دولة الفساد في تجاوز واضح لخطوط الثورة الحمر ولشعاراتها الأبرز.
درس اليوم هو أنه لا صوت يعلو على صوت الشارع بما هو نبض المجتمع الحي وهو الوحيد القادر على تغيير كل المعطيات وحسم أهم المواقف. وليست المسارات السياسية البائسة بما فيها الانتخابات المشبوهة الأخيرة والمؤسسة على المال الخليجي الفاسد إلا محاولات يائسة للقفز على المطلب الاجتماعي بعلوية مفضوحة بان اليوم فشلها الذريع.
[color="rgb(255, 0, 255)"]"المسحوقون والمفقّرون والمعطلون والمهمشون ليس لديهم ما يخسرونه, وكل الحلول الترقيعيّة ومحاولة ربح الوقت من أجل تسهيل مرور العاصفة لن يلغي الإعصار القادم "[/color]

من جهة أخرى فإن الاستحقاقات الشعبية التي تُصوّرها النخب العاجزة على أنها مطالب تعجيزية إنما تمثل الحد الأدنى من الضروريّ اجتماعيا لأن محاربة الفساد وتأميم الثروات عبر مراجعة العقود الاستعمارية وتحديد رواتب النواب والوزراء وتحجيم جشعهم وامتيازاتهم من سيارات ومنح ورواتب وصكوك وأراض وعقارات وفضح الأيادي الملطخة بالدماء العربية والتي تتآمر على ثورة الشعب وثروته هي الرسالة الوحيدة التي يمكن أن ينصت إليها المعطلون والثائرون في تونس.*
فكيف يمكن لرئاسة الجمهورية أن تضاعف من ميزانيتها إلى حدود مائة مليار في الوقت الذي يموت فيه الناس من البرد والجوع في مرتفعات الوسط والجنوب الغربي؟ وكيف يمكن أن يقبل نواب البرلمان الكسيح بالترفيع في أجورهم في الوقت الذي يموت فيه غيرهم فقرا واحتقارا؟
قد يكون هذا الإنذار هو الإنذار الأخير قبل الانفجار القادم وليس البحث من الدولة عن تصدير المشكلة إلى الخارج واتهام المطالب الحقيقية للطبقات المسحوقة بأنها مشاريع مندسّة تستهدف التجربة الديمقراطية إلا استعادة لخطاب بن علي طوال سنوات القمع عند الحديث عن "المعجزة التونسية المستهدَفة" التي انكشفت في النهاية عن واحد من أشرس الأنظمة القمعية وأفشلها اجتماعيا واقتصاديا.
المسحوقون والمفقّرون والمعطلون والمهمشون ليس لديهم ما يخسرونه فهُم في عداد الأموات -مع تأجيل التنفيذ-*وكل الحلول الترقيعيّة ومحاولة ربح الوقت من أجل تسهيل مرور العاصفة لن يلغي الإعصار القادم، بل سيزيد رياحه عنفا وقسوة لن ترحم أحدا.
المصدر : الجزيرة
------------------------------
التعليق الأحدث
منجي التونسي
مقال مهم للهنيدي فيه بعض الحقيقة ولكن فيه كعادة الكاتب تجني واضح على التجربة التونسية الفتية والراءدة. تفسيراته للوضع في تونس مبتور من الدور الاقليمي ودور الارهاب في ما وصل له مؤشر الاقتصاد. مقال فيه كذلك نوع من الشعبوية يصف الواقع بقتامة مفضوحة ولا يقترح اية حلول عملية وواقعية. مقال يتناسى كذلك اننا في 2016 ولسنا في 2010!!

قديم 01-28-2016, 01:52 PM
المشاركة 20
خالد أبو إسماعيل
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم.
روى الشيخ المغربي سعيد الكملي أن شيخا أزهريا حدثته نفسه بعد طول مدارسة للعلم أن يتنزه فأوقف سائق تاكسي عصرا وقال له اذهب بي إلى المكان الذي يتنزه فيه الناس فذهب به الى موقع اﻻهرام وكان السائق ماكرا فطلب منه الشيخ أن يوصله الى مكان بقربه مسجد حتى يصلي المغرب فأنزله السائق الماكر وأشار إلى باب دور من دور البغاء وقال له هذا باب المسجد ، ثن تنزه الشيخ وقبل المغرب ذهب إلى دار البغاء التي يظنها مسجدا ينتظر المؤذن فطال الوقت ولم يأت المؤذن فاستغرب الشيخ وفجأة فتحت الباب امرأة فاستغربت منظر الشيخ يقف على باب دور للبغاء ، فبادرها الشيخ ياابنتي أين المؤذن ؟ فلم تحر جوابا فقال لها الشيخ وكان الوقت قد تأخر هيا فلنصل جماعة أنا إمام وأنت خلفي فسكتت المرأة فقال الشيخ ياابنتي لعلك لست بطاهرة ؟ ففعلت هذه الكلمة في المرأة الأفاعيل وأحيت فيها جذوة الإيمان القديمة فأجهشت بالبكاء ، فاستغرب الشيخ وقال لها دعيني أصلي ثم أسمعيني قصتك ، فصلى الشيخ ثم حكت له قصتهافأمرها بأن تحمل أغراضها وتغادر هذا المكان فورا وذهب بها إلى نساء متدينات فأسكنها معهم ثم بعد ذلك زوجها برجل طيب .
قد تسأل أستاذ صابر ماعﻻقة هذا بموضوعنا ؟
ﻻ أظنك قد تعرف الإجابة وأظن باسودان قد يعرفها ﻷن كتاباته فيها نوع آخر من ربط الأسباب بالمسببات ليس عندك .
واسمح لي أنت واﻷستاذ باسودان أن أسألكما وأخمن إجابة كل واحد منكما تبعا لتوقعي لطريقة كل شخص في ربط السبب بالمسبب وتعليله له .
س: ماالرابط بين الخاطر الذي خطر عند الشيخ بالتنزه وبين هداية المرأة ؟
أيوب : ﻻرابط صدفة .
باسودان : والله أعلم أراد الله هداية هذه المرأة واختار هذا الشيخ لتأدية المهمة فخطر الخاطر ثم اختار له السائق الماكر ليمكر مكره - ركزوا على المكر ﻷن الماكر لايدري أن مكره هو المراد ليتحقق الهدف - ثم تتابعت اﻷحداث بتدبير من الحكيم الخبير جل في عﻻه .
أساتذتي لما رفض بنو اسرائيل القتال لتحرير اﻷرض المقدسة وقالوا(إن فيها قوما جبارين) يبدو أنهم جبناء بسبب تربيتهم في ظل نظام وحكم فرعون الذي سامهم سوء العذاب ففسدت التربية ، ثم قالوا(فاذهب أنت وربك فقاتﻻ إنا هاهنا قاعدون).
ثم تاهوا هم وعوائلهم في الصحراء وقد يقول شخص أنها صدفة ثم كانت مدة التيه أربعين سنة وقد يقول قائل أنها صدفة لكنها لم تكن كذلك فليس في القرآن صدفة ، ﻻحظوا المكان والزمن المكان في الصحراء بعيدا عن فرعون والفراعنة وسومهم سوء العذاب أي ليس في دولة فرعون والزمن طال أربعين سنة انقرض فيها الجيل الجبان وولد جيل جديد تربى بعيدا عن بطش فرعون فصار شجاعا ولما كبروا هم من طلب القتال سورة البقرة قصة طالوت عليه السﻻم وجالوت وداود عليه السﻻم الفتى الشاب والفارس المقاتل(وقتل داود جالوت).
لقد رفض الحكام القتال لتحرير اﻷرض كما يعلم الجميع وكل اﻷسباب تقريبا تعود إلى تشبثهم بالسلطة ﻻيريدون تركها ، والله جل في عﻻه استبدل الجيل الجبان من بني اسرائيل لجيل جديد سبب له اﻷسباب وهيأ له اﻷمور فطلبوا هم القتال وكان آباؤهم قد رفضوا من قبله(فسيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يقاتلون ...) . ﻻحظوا الصفتين أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ، تقريبا تنطبق على الحكام لكن بالعكس أذلة على الغرب والروس أعزة على الشعوب العربية يقاتلون في سبيل الحكم وسبيل الغرب وﻻ يخشون لوم ﻻئم مسلم فعندهم اﻻعﻻم وعندهم وعندهم .
ﻻ أريد أن أقيس سيرة تلك اﻷمة بهذه فأنا لست بعالم ولكني أستأنس وأتفاءل أن التيه هو طريق النصر ، ولو نﻻحظ أين طالت الحرب وتشعبت وكثر المقاتلون وجند للحرب والقتال تقريبا جيل كامل ؟ وهل صدفة أن هذه البﻻد العربية بقرب اﻷرض المقدسة ؟ وهل صدفة أن محتل اﻷرض المقدسة اليهود؟ وهل صدفة أنهم في ذروة إفسادهم وعلوهم علوا كبيرا ؟ وهل صدفة عدى القرآن الفعل(بعثنا عليكم) بعلى ولم يعديه بإلى لأننا نقول بعثت إليك رجﻻ وليس بعثت عليك رجﻻ ؟ قال ابن عاشور : عداه بعلى إيذانا بتضمينه معنى سلطنا أي سلطنا عليكم وبعثنا إليكم . إنه سﻻح التسليط لن تقف بوجهه حتى اﻷسلحة النووية .
هذه دعوة للإخوة بإعادة النظر في مسألة إبعاد فلسطين من حسابات الثورات العربية وتحليلها وتعليلها وربط أسبابها بمسبباتها مستأنسين بآيات القرآن الكريم خاصة قصص بني اسرائيل .
والله أجل وأعلم


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل انتهى الربيع العربي؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفصل الثاني من الربيع العربي .. عبدالله الشمراني منبر الحوارات الثقافية العامة 8 11-17-2019 11:58 PM
كيف سيؤثر الربيع التركي على الربيع العربي؟؟؟؟؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 6 08-19-2016 12:30 AM
على الرغم من كل شيء انا مع الربيع العربي..وانت؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 11 06-11-2013 04:07 PM
الربيع العربي: هل هو ياسمين وإعمار ام هو اشواك وانهيار؟؟؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 26 07-15-2012 01:12 PM

الساعة الآن 12:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.