قديم 11-07-2019, 06:57 PM
المشاركة 141
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
فضائل الخيل
قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الخيل: أعرفها أدفاؤها، وأذنابها مذابها، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بإناث الخيل، فإن بطونها كنز، وظهورها حرز، وأصحابها معانون عليها.
وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد أن اشتري فرساً أعده في سبيل الله. فقال له: اشتره أدهم؛ أو كميتاً أقرح أرثم، أو محجلاً مطلق اليمين، فإنها ميامن الخيل.
وقيل لبعض الحكماء: أي الأموال أشرف؟ قال فرس يتبعها فرس في بطنها فرس.

قديم 11-07-2019, 06:59 PM
المشاركة 142
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
صفة جياد الخيل
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب من الخيل الشقر.
وقال: لو جمعت خيل العرب في صعيد واحد ما سبقها إلا أشقر.

وسأله رجل: أي المال خير؟ قال: سكة مأبورة، ومهرة مأمورة.
وكان عليه الصلاة والسلام يكره الشكال في الخيل.
وقالوا: إنما سميت خيلاً لاختيالها.
ووصف أعرابي فرساً فقال: إذا تركته نعس، وإذا حركته طار.
وأرسل مسلم بن عمرو لابن عم له بالشام يشتري له خيلاً. فقال له: لا علم لي بالخيل. فقال: ألست صاحب قنص؟ قال: بلى. قال: انظر كل شيء تستحسنه في الكلب في الفرس. فأتى بخيل لم يكن في العرب مثلها.
وقال بعض الضبيين في وصف فرس:
متقاذف عبل الشوى شنج النسا ... سباق أندية الجياد عميثل
وإذا تعلل بالسياط جيادها ... أعطاك نائله ولم يتعلل
سأل المهدي مطر بن دراج عن أي الخيل أفضل؟ قال: الذي إذا استقبلته قلت نافر، وإذا استدبرته قلت زاخر، وإذا استعرضته قلت زافر. قال: فأي هذه أفضل؟ قال: الذي طرفه إمامه، وسوطه عنانه.
وقال آخر: الذي إذا مشى ردى، وإذا عدا دحا، وإذا استقبل أقعى، وإذا استدبر جبى، وإذا استعر استوى.
وسأل معاوية بن أبي سفيان صعصعة بن صوحان: أي الخيل أفضل! قال: الطويل الثلاث، القصير الثلاث، العريض الثلاث، الصافي الثلاث. قال: فسر لنا. قال: أما الطويل الثلاث، فالأذن والعنق والحزام. وأما القصر الثلاث، فالصلب والعسيب والقضيب. وأما العريض الثلاث، فالجبهة والمنخر والورك؛ وأما الصافي الثلاث، فالأديم والعين والحافر.

قديم 11-07-2019, 06:59 PM
المشاركة 143
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
وقال عمر بن الخطاب لعمرو بن معد يكرب: كيف معرفتك بعراب الخيل؟ قال: معرفة الإنسان بنفسه وأهله وولده. فأمر بأفراس فعرضت عليه. فقال: قدموا إليها الماء في التراس، فما شرب ولم يكتف فهو من العراب، وما ثنى سنبكه فليس منها.
قلت: إنما المحفوظ أن عمر شك في العتاق والهجن، فدعا سلمان بن ربيعة الباهلي فأخبره. فأمر سلمان بطست من ماء فوضع بالأرض، ثم قدم إليه الخيل فرساً فرساً، فما ثنى سنبكه وشرب هجنه، وما شرب ولم يثن سنبكه عربه.
وقال حسان بن ثابت يصف طول عنق الفرس:
بكل كميت جوزه نصف خلقه ... أقب طوال مشرف في الحوارك
وقال زهير:
وملجمنا ما أن ينال قذاله ... ولا قدماه الأرض إلا أنامله
وقال آخر:
له ساقا ظليم خا ... ضب فوجئ بالرعب
حديد الطرف والمنكب ... والعرقوب والقلب

قديم 11-07-2019, 07:00 PM
المشاركة 144
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
وقال آخر:
هريت قصير عذاب اللجام ... أسيل طويل عذار الرسن
لم يرد بقوله. قصير عذار اللجام قصر خده، وإنما أراد طول شق الفم. وأراد بطول عذار الرسن: طول الخد.
وقال آخر:
بكل هريت نقي الأديم ... طويل الحزام قصير اللبب
وقال أبو عبيدة يستدل على عنق الفرس برقة جحافله وأرنبته، وسعة منخريه، وعري نواهقه، ودقة حقويه وما ظهر من أعالي أذنيه، ورقة سالفتيه وأديمه، ولين شعره. وأبين من ذلك كله لين شكير ناصيته وعرفه. وكانوا يقولون. إذا اشتد نفه، ورحب متنفسه، وطال عنقه، واشتد حقوه، وانهرت شدقه، وعظمت فخذاه، وانشبخت أنساؤه، وعظمت فصوصه، وصلبت حوافره ووقحت، ألحق بجياد الخيل.
قيل لرجل من بني أسد: أتعرف الفرس الكريم من المقرف؟ قال: نعم؛ أما الكريم، فالجواد الجيد الذي نهز نهز العير، وأنف تأنيف السير، الذي إذا عدا اسلهب، وإذا أقبل أجلعب، وإذا انتصب اتلأب.
وأما المقرف: فإنه الذلول الحجبة، الضخم الأرنبة، الغليظ الرقبة، الكثير الجلبة، الذي إذا أرسلته قال: أمسكني، وإذا أمسكته قال: أرسلني.
وكان محمد بن السائب الكلبي يحدث: أن الصافنات الجياد المعروضة على سليمان بن داود عليهما السلام كانت ألف فرس ورثها عن أبيه، فلما عرضت ألهته عن صلاة العصر حتى توارت الشمس بالحجاب، فعرقبها إلا أفراساً لم تعرض عليه. فوفد عليه أقوام من الأزد وكانوا أصهاره، فلما فرغوا من حوائجهم قالوا: يا نبي الله، إن أرضنا شاسعة فزودنا زاداً يبلغنا. فأعطاهم فرساً من تلك الخيل وقال: إذا نزلتم منزلاً فاحملوا عليه غلاماً واحتطبوا، فإنكم لا تورون ناركم حتى يأتيكم بطعامكم، فساروا بالفرس، فكانوا لا ينزلون منزلاً إلا ركبه أحدهم للقنص، فلا يفلته شيء وقعت عينه عليه من ظبي أو بقر أو حمار، إلى أن قدموا إلى بلادهم، فقالوا. ما لفرسنا هذا اسم إلا زاد الراكب. فسموه زاد الراكب. فأصل فحول العرب من نتاجه.
ويقال إن أعوج كان منها، وكان فحلاً لهلال بن عامر أنتجته أمه ببعض بيوت الحي، فنظروا إلى طرف يضع جحفلته على كاذتها على الفخذ مما يلي الحياء فقالوا: أدركوا ذلك الفرس لا ينزو على فرسكم، لعظم أعوج وطول قوائمه. فقاموا إليه فوجدوا المهر، فسموه أعوج.


قديم 11-07-2019, 07:01 PM
المشاركة 145
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
وأخبرنا فرج بن سلام عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: أغير على أهل النسار، وأعوج موثق بثمامة، فجال صاحبه في متنه، ثم زجره فاقتلع الثمامة، فخرجت تحف في متنه كالخذروف وراءه. فغدا بياض يومه وأمسى يتعشى من جميم قباء.
وقال الشاعر في وصف فرس:
وأحمر كالديباج أما سماؤه ... فريا وأما أرضه فمحول
قوله سماؤه: أعلاه؛ وأرضه: أسفله. يريد قوائمه.
وللطائي نظير هذا حيث يقول:
مبتل متن وصهوتين إلى ... حوافر صلبة له ملس
فهو لدى الروع والحلائب ذو ... أعلى مندى وأسفل يبس
أو أدهم فيه كمتة أمم ... كأنه قطعة من الغلس
صهصلق في الصهيل تحسبه ... أشرج حلقومه على جرس
وقال حبيب أيضاً يصف فرساً أهداه إليه الحسن بن وهب الكاتب:
ما مقرب يختال في أشطانه ... ملآن من صلف به وتلهوق
بحوافر حفر وصلب صلب ... وأشاعر شعر وحلق أحلق
وبشعلة تبدو كأن حلولها ... في صهوتيه بدو شيب المفرق
ذو ألق تحت العجاج وإنما ... من صحة إفراط ذاك الأولق
تغرى العيون به ويفلق شاعر ... في نعته عفواً وليس بمفلق
بمصعد من حسنه ومصوب ... ومجمع في خلقه ومفرق
قد سالت الأوضاح سيل قرارة ... فيه فمفترق عليه وملتقى
صافي الأديم كأنما ألبسته ... من سندس ثوباً ومن إستبرق
مسود شطر مثل ما اسود الدجى ... مبيض شطر كابيضاض المهرق
فكأن فارسه يصرف إذ بدا ... في متنه ابنا للصباح الأبلق
إملسه إمليده لو علقت ... في صهوتيه الصين لم تتعلق
يرقى وما هو بالسليم ويغتدي ... دون السلاح سلاح أروع مملق

قديم 11-07-2019, 07:01 PM
المشاركة 146
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
وقال أبو سويد: شهد أبو دلف وقعة البذ وتحته فرس أدهم، وعليه نضح الدم. فاستوقفه رجل من الشعراء، وأنشد:
كم ذا تجرعه المنون ويسلم ... لو يستطيع شكا إليك الأدهم
في كل منبت شعرة من جلده ... نمق ينمقه الحسام المخذم
وكأنما عقد النجوم بطرفه ... وكأنه بعرى المجرة ملجم
وكأنه بين البوارق لقوة ... شقراء كاسرة طوت ما تطعم
ما تدرك الأرواح أدنى سيره ... لا بل يفوت الريح فهو مقدم
رجعته أطراف الأسنة أشقراً ... واللون أدهم حين ضرجه الدم
قال: فأمر له بعشرة آلف درهم.

قديم 11-07-2019, 07:03 PM
المشاركة 147
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
ومن قولنا في وصف الفرس:
ومقربة يشقر في النقع كمتها ... ويخضر حيناً كلما بلها الرشح
تطير بلا ريش إلى كل صيحة ... وتسبح في البر الذي ما به سبح
وقال عدى بن الرقاع:
يخرجن من فرجات النقع دامية ... كأن آذانها أطراف أقلام
وطلب البحتري الشاعر من محمد بن حميد بن عبد الحميد الكاتب فرساً، ووصف له أنواعاً من الخيل في شعره فقال:
لآكلفن العيس أبعد همة ... يجري إليها خائف أو مرتجى
وإلى سراة بني حميد إنهم ... أمسوا كواكب أشرقت في مذحج
والبيت لولا أن فيه فضيلة ... تعلو البيوت بفضلها لم يحجج
فأعن على غزو العدو بمنطو ... أحشاؤه طي الرداء المدرج
إما بأشقر ساطع أغشى الوغى ... منه بمثل الكوكب المتأجج
متسربل شية طلت أعطافه ... بدم فما تلقاه غير مضرج
أو أدهم صافي الأديم كأنه ... تحت الكمى مظهر بيرندج
ضرم يهيج السوط من شؤبوبه ... هيج الجنائب من حريق العرفج
خفت مواقع وطئه فلو أنه ... يجري برملة عالج لم يرهج
أو أشهب يقق يضئ وراءه ... متن كمتن اللجة المترجرج
تخفى الحجول ولو بلغن لبانه ... في أبيض متألق كالدملج
أوفى بعرف أسود متفرد ... فيما يليه وحافر فيروزجي
أو أبلق ملأ العيون إذا بدا ... من كل لون معجب بنموذج
جذلان تحسده الجياد إذا مشى ... عنقاً بأحسن حلة لم تنسج
وعريض أعلى المتن لو عليته ... بالزئبق المنهال لم يترجرج
خاضت قوائمه الوثيق بناؤها ... أمواج تحنيب بهن مدرج
ولأنت أبعد في السماحة همة ... من أن تضن بموكف أو مسرج

قديم 11-07-2019, 07:03 PM
المشاركة 148
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
وأول من شبه الخيل بالظبي والسرحان والنعامة وتبعه الشعراء وحذوا حذوه وعلى مثاله،
امرؤ القيس بن حجر، فقال في الفرس:
له أيطلا ظبي وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
كأن على المتنين منه إذا انتحى ... مداك عروس أو صلاية حنظل
مكر مفر مقبل مدبر معاً ... كجلمود صخر حطه السيل من عل
درير كخذروف الوليد أمره ... تتابع كفيه بخيط موصل
كميت يزل اللبد عن حال متنه ... كما زلت الصفواء بالمتنزل
فأخذت الشعراء هذا التشبيه من امرئ القيس فحذوا عليه، فقال طفيل الخيل:
إني وإن قل مالي لا يفارقني ... مثل النعامة في أوصالها طول
تقريبها المرطى والجوز معتدل ... كأنه سبد بالماء مغسول
أو ساهم الوجه لم تقطع أباجله ... يصان وهو ليوم الروع مبذول
وقال عبد الملك بن مروان لأصحابه: أي المناديل أفضل؟ فقال: بعضهم: مناديل مصر التي كأنها غرقئ البيض، وقال بعضهم: مناديل اليمن التي كأنها أنوار الربيع. فقال: ما صنعتم شيئاً، أفضل المناديل مناديل عبدة ابن الطبيب حيث يقول:
لما نزلنا ضربنا ظل أخبية ... وفار باللحم للقوم المراجيل
ورداً وأشقر لم ينهئه طابخه ... ما قارب النضج منها فهو مأكول
وقد وثبنا على عوج مسومة ... أعرفهن لأيدينا مناديل

قديم 11-09-2019, 09:25 PM
المشاركة 149
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
سوابق الخيل
وقال الأصمعي: ما سبق في الرهان فرس أهضم قط. وأنشد لأبي النجم:
منتفج الجوف عريض كلكله
قال: وكان هشام بن عبد الملك رجلاً مسبقاً لا يكاد يسبق، فسبقت له فرس أنثى وصلت أختها، ففرح لذلك فرحاً شديداً وقال: علي بالشعراء. قال أبو النجم: فدعينا فقيل لنا: قولوا في هذه الفرس وأختها. فسأل أصحاب النشيد النظرة حتى يقولوا فقلت له: هل لك في رجل ينقذك إذا استنسئوك؟ قال: هات. فقلت من ساعتي:
أشاع للغراء فينا ذكرها ... قوائم عوج أطعن أمرها
وما نسينا بالطريق مهرها ... حين نقيس قدره وقدرها
وصبره إذا عدا وصبرها ... والماء يعلو نحره ونحرها
ملمومة شد المليك أسرها ... أسفلها وبطنها وظهرها
قد كاد هاديها يكون شطرها
قال أبو النجم: فأمر لي بجائزة وانصرفت.

قديم 11-09-2019, 09:27 PM
المشاركة 150
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
أبو القاسم جعفر بن أحمد بن محمد وأبو الحسن علي بن جعفر البصري قالا: حدثنا أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي: أن هارون الرشيد ركب في سنة خمس وثمانين ومائة إلى الميدان لشهود الحلبة. قال الأصمعي: فدخلت الميدان لشهودها فيمن شهد من خواص أمير المؤمنين، والحلبة يومئذ أفراس للرشيد ولولديه الأمين والمأمون ولسليمان بن أبي جعفر المنصور ولعيسى بن جعفر. فجاء فرس أدهم، يقال له الربد لهارون الرشيد، سابقاً. فابتهج لذلك ابتهاجاً علم ذلك في وجهه وقال: علي بالأصمعي. فنوديت له من كل جانب. فأقبلت سريعاً حتى مثلت بين يديه. فقال: يا أصمعي، خذ بناحية الربد ثم صفه من قونسه إلى سنبكه، فإنه يقال: إن فيه عشرين اسماً ومن أسماء الطير. قلت: نعم يا أمير المؤمنين، وأنشدك شعراً جامعاً لها من قول أبي حزرة. قال: فأنشدنا لله أبوك. قال: فأنشدته:
وأقب كالسرحان تم له ... ما بين هامته إلى النسر
لأقب: اللاحق المخطف البطن، وذلك يكون من خلقة، وربما حدث من هزال أو بعد قود، والأنثى قباء، والجمع: قب، والمصدر: القبب. والسرحان: الذئب، شبهه في ضموره وعدوه به، وجمعه سراحين، وقد قالوا: سراح. والهامة: أعلى الرأس، وهي أم الدماغ؛ وهي من أسماء الطير. والنسر: هو ما ارتفع من بطن الحافر من أعلاه، كأنه النوى والحصى، وهو من أسماء الطير، وجمعه نسور.
رحبت نعامته ووفر فرخه ... وتمكن الصردان في النحر
رحبت: اتسعت. ونعامته: جلدة رأسه التي تغطى الدماغ، وهي من أسماء الطير. وقوله: ووفرة فرخه. الفرخ: هو الدماغ، وهو من أسماء الطيور. ووفر: أي تمم؛ يقال: وفرت الشيء ووفرته بالتخفيف فهو موفور. والصردانن: عرقان في أصل اللسان، يجري منهما الريق ونفس الرئة، وهما من أسماء الطير. وفي الظهر صرد أيضاً، وهو بياض يكون في موضع السرج من أثر الدبر؛ يقال: فرس صرد، إذا كان ذلك به، والنحر: موضع القلادة من الصدر، وهو البرك.
وأناف بالعصفور من سعف ... هام أشم موثق الجذر
أناف: أشرف. والعصفور: أصل منبت الناصية والعصفور أيضاً: عظم ناتئ في كل جبين والعصفور: من الغرر أيضاً، وهي التي سالت ودقت ولم تتجاوز إلى العينين ولم تستدر كالقرحة، وهو من أسماء الطير والسعف، يقال: فرس بين السعف، وهو الذي سالت ناصيته. وهام، أي سائل منتشر. وأشم: مرتفع. والشمم في الأنف: ارتفاع قصبته. ويروى: هاد أشم يريد عنقاً مرتفعاً، وجمعه: هواد، وقوله: موثق، أي شديد قوي. والجذر: الأصل من كل شيء. قال الأصمعي وغيره: هو بالفتح؛ وقال أبو عمرو بن العلاء: هو بالكسر.
وازدان بالديكين صلصله ... ونبت دجاجته عن الصدر
ازدان: افتعل، من قولك زان يزين، وكان الأصل ازتان، فقلبت التاء دالا، لقرب نخرجها من مخرج الزاي، وكذلك ازداد، من زاد يزيد. والديكان واحدهما ديك، وهو العظم الناتئ خلف الأذن، وهو الذي يقال له الخششاء والخشاء. والصلصل: بياض في طرف الناصية، ويقال: هو أصل الناصية. والدجاجة: اللحم الذي على زوره بين يديه. والديك والصلصل والدجاجة، من أسماء الطير.
والناهضان أمر جلزهما ... فكأنما عثما على كسر
الناهضان: واحدهما ناهض، وهو لحم المنكبين؛ ويقال: هو اللحم الذي يلي العضدين من أعلاهما، والجمع: نواهض، ويقال في الجمع: أنهض، على غير قياس. والناهض: فرخ القطا، وهو من أسماء الطير. وقوله: أمر جلزهما، أي فتل وأحكم؛ يقال: أمررت الحبل فهو ممر، أي فتلته. والجلز: الشد. وقوله: " فكأنما عثما على كسر " أي كأنهما كسراً ثم جبراً. يقال: عثمت يده. العثم: الجبر على عقدة وعوج؛ وعثمان، فعلان منه.
مسحنفر الجنبين ملتئم ... ما بين شيمته إلى الغر
مسحنفر الجنبين: أي منتفخهما. ملتئم، أي معتدل. وشيمته: نحره. والشيمة، أيضاً: من قولك: فرس أشيم، بين الشيمة، وهي بياض فيه؛ ويقال: أن تكون شامة أو شام في جسده. والغر في الطير يسمى الرخمة، وهي عضلة الساق.
وصفت سماناه وحافزه ... وأديمه ومنابت الشعر
السمانى: طائر، وهو موضع من الفرس لا أحفظه، إلا أن يكون أراد السمامة، وهي دائرة تكون في سالفة الفرس، وهي عنقه، والسمامة، من الطير أيضاً. والأديم: الجلد.
وسما الغراب لموقعيه معاً ... فأبين بينهما على قدر
سما الغراب، أي ارتفع، والغراب: رأس الورك. ويقال للصلوين: الغرابان، وهما مكتنفا عجب الذنب. ويقال: هما ملتقى أعالي الوركين. والموقعان، منه في أعالي الخاصرتين، فأبين، أي فرق بينهما، على قدر، أي على استواء واعتدال.
واكتن دون قبيحه خطافه ... ونأت سمامته عن الصقر
اكتن: أي استتر. والقبيح: ملتقى الساقين، ويقال أنه مركب الذراعين في العضدين. والخطاف: من أسماء الطير، وهو حيث أدركت عقب الفرس إذا حرك رجليه. ويقال لهذين الموضعين من الفرس: المركلان. ونأت، أي بعدت. والسمامة: دائرة تكون في عنق الفرس، وقد ذكرناها، وهي من أسماء الطير. والصقر: أحسبها دائرة في الرأس، وما وقفت عليها، وهي من أسماء الطير.
وتقدمت عنه القطاة له ... فنأت بموقعها عن الحر
القطاة: مقعد الردف، وهي من أسماء الطير، والحر: من الطير، يقال إنه ذكر الحمام، وهو من الفرس، سواد يكون في ظاهر أذنيه.
وسما على نقويه دون حداته ... خربان بينهما مدى الشبر
النقوان: واحدهما نقو، والجمع. أنقاء، وهو عظم ذو مخ، وإنما عنى هاهنا عظام الوركين، لأن الخرب هو الذي تراه مثل المدهن في ورك الفرس. وهو من الطير: ذكر الحبارى. والحدأة: من الطير، وأصله الهمز، ولكنه خفف، وهي سالفة الفرس، وجمعها حداء، على وزن فعال، كما تقول: عظاءة وعظاء، ويقال: عظاية. وإذا فتحت الفاء قلت: حدأة، وهي الفأس ذات الرأسين، وجمعها: حدأ، مثل نواة ونوى، وقطاة وقطا.
يدع الرضيم إذا جرى فلقاً ... بتوائم كمواسم سمر
الرضيم: الحجارة. والفلق: المكسورة فلقاً. بتوائم: جمع توأم، وقد قالوا. تؤم، على وزن فعال، جمع توأم، وهي على غير قياس. يقول: هي مثنى مثنى، يعني حوافره.
والمواسم: جمع ميسم الحديد، من وسمت، أي إنها كمواسم الحديد في صلابتها. وقوله: سمر، أي لون الحافر، وهو أصلب الحوافر.
ركبن في محص الشوى سبط ... كفت الوثوب مشدد الأسر
الشوى، هاهنا: القوائم، والواحدة: شواة. ويقال: فرس محص الشوى، إذا كانت قوائمه معصوبة. سبط: سهل. كفت الوثوب، أي مجتمع، من قولك: كفت الشيء، إذا جمعته وتممته. مشدد الأسر، أي الخلق.
قال الأصمعي: فأمر لي بعشرة آلاف درهم.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في تاريخ الأدب العربي الأدب القديم - حنا الفاخوري د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 2 07-20-2019 08:05 PM
العقد الفريد - أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-26-2014 11:32 PM
العقد الفريد - ابن عبد ربه الأندلسي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-07-2014 10:05 PM
العقد الفريد . والتبارك بالعقود يزيد الخالد منبر الحوارات الثقافية العامة 14 10-15-2013 09:37 AM
"ايام ع البال": كتاب فريد في نوعه ومضمونه نبيل عودة منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 01-31-2013 05:16 AM

الساعة الآن 12:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.