ردا على الأستاذة الرائعة فاطمة نوفل وإهداء إليها وموضوعها (أمي)
أرد على لسان الأم قصيدة كنت كتبتها في بداياتي الشعرية
ومناسبتها:
قالت لي أمي وباللهجة الأردنية المحكية
وأنا أعيش مغتربا عنها
" والله يَمّه إنه عيني قدْ ما بَبْتشي عليك زي الِّلي داق بيها مسمار"
ولا أخفيكم أني بكيت من وقع كلماتها فنظمت هذه القصيدة على لسانها .
إلى ولدي
.
.
.
آهٍ مِــنَ الـشّـوقِ بــل آهٍ مِــنَ الصَّـبْـرِ
لـمْ يُبْـقِ إلاّ احْتِـدامَ الآهِ فـي صَــدْري
.
فــالآهُ لــي وَلَـهـا عـنـدي مخـارِجُـهـا
حتى غَـدَتْ أكثَـرَ الأقْـوالِ فـي ثَغْـري
.
أدْري بِــأَنَّــكَ لـــــي نَــبْـــضٌ ألا وَدَمٌ
بُـنَـيَّ واجَـزَعـي إِنْ كُـنْــتَ لا تَـــدْري
.
لَمْ أَدْرِ مِنْ حَيْرَتـي إِنْ كُنْـتُ يـا وَلَـدي
أبكي مِنَ العُمْرِ أمْ أبكي على عُمْري
.
******
********
******
.
هـذا خِطابـي مِـنَ الأعـمـاقِ أُرْسِـلُـهُ
إلـيـكَ يَسْبِـقُـهُ مِــنْ حُرْقَـتـي الـضَّـمُّ
.
هـذا خطابـي فـلا شكـوى ولا عَـتَـبٌ
كَـلاّ وهَـلْ يَشْتَكـي مِـنْ مـاءِهِ الْيَـمُّ ؟
.
والـلـيـلُ صـعــبٌ فـــلا رَوْحٌ ولا فَـــرَحٌ
وَأصْعَبُ الصّعْـبِ فـي سيماتِـهِ النّـوْمُ
.
فـــالآهُ إنْ أُطْـلِـقَـتْ هَـــزٌتْ منـابِـرَهـا
فـكـيــفَ إنْ أطْـلَـقَــتْ آهـاتِــهــا أُمُّ ؟
.
******
********
******
.
لـو كـانَ يُفْهََـمُ مـا فـي الخَـدِّ ظـاهِـرهُ
لَـقـيـلَ غـــادَرَ هـــذا الــحُــزنُ والأرَقُ
.
ماحُمـرةُ الخـدِّ فـي وَجهـي مَسـرّتُـهُ
فَغَوْرَةُ الشَّمسِ يَأتـي قَبلهـا الشَّفَـقُ
.
والبُعـدُ كالنَّـارِ فــي الحَالـيْـنِ مُهلِـكَـةٌ
فمَـنْ نَجَـا مــن لَهـيـبِ الـنَّـارِ يَختَـنِـقُ
.
أَُبَـيِّـنُ الـحُـزْنَِ فــي قـلـبـي لِـتُـدْرِكَـهُ
مـا قيمـةُ الشَّمـع إلاّ وَهْـوَ يَحْـتَـرِقُ ؟
.
******
********
******
.
هـذي طُيـورُ الشِّتـا عــادت لِمَوطِنِـهـا
وَأنــتَ يــا حَـبَّـةَ العَيـنَـيـنِ لَـــم تَـعُــدِ
.
فَـعُـد إلَــيَّ .. فَـهَــل أغـوَتــكَ فـاتِـنَـةُُ
أم جُمِّلَ الصَّدُّ في عينيـكَ يـا وَلَـدي ؟
.
وَقَـلْــبِ أُمِّـــكَ لـــوْ جـائَـتْـكَ ضـائِـقَـةٌ
لم تَسْتَطِعْ دَعْوتـي عـنْ رَدِّهـا وَيَـدي
.
سَــوداء تَـطـرُقُ لا تُـرجـى عَواقِـبُـهـا
لَـوَدَّتِ النَّفـسُ لـو كانـت علـى كَبِـدي
.
****
*****
*******
.
ويسـألـونَ عــن الأحـــزانِ تَعـصُـرُنـي
بَدَتْ علـى الوَجْـهِ كالأجـرامِ للسَّـاري
.
نَعـمْ, هـيَ العَـبَـراتُ الـسُّـودُ أذرفُـهـا
شوقـاً إليـكَ وَأَخْشـى وَِحْـشَـةَ الــدَّارِ
.
مَا ليْ سِوى صُوَرٍ في الليلِ أَحْضُنُهـا
ذابتْ على وَجْنَتـيْ كالثَّلـجِ فـي النَّـارِ
.
كـأنَّ عَيْنِـيَ مَـنْ ذَا البُـعـدِ يــا وَلــدي
نـهـرٌ مــن الـدَّمـعِ إذْ دُقَّــتْ بمسـمـارِ
.
******
******
******
.
بالـلّـهِ يــا حـامِـلَ الاًَبــدانِ يـــا رَجُـــلاً
بينَ الرِّجال أَلم تسمع صَدى رعشي ؟
.
فَـلا تُحِلنـي إلـى قبـري علـى عَجَـلٍ
وَأَبطيءِ المَشيَ أو قِف بي ولا تمشِ
.
عَـلَّ الـذي لــمْ تُـمَـنِّ العَـيْـنَ رُؤْ يَـتُـهُ
يُمَتِّعِ الرّوحَ مـن لَمْـسٍ علـى نعشـي
.
وَقُـــل لـــهُ إنَّـهــا الـدُّنـيـا ومَـذهَـبُـهـا
نَـحـولُ فيـهـا حُـيُـولَ الـــوَردِ لِـلـقَـشِّ
.
.
********************
*******************
********************