قديم 03-21-2012, 09:44 AM
المشاركة 131
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الفصل السادس:

- فما سر العبقرية اذا حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية، والتي تربط بين اليتم والابداع في اعلى حالاته؟
- وكيف تحدث العبقرية؟ وما الذي يجري في الدماغ ليؤدي الى العبقرية؟

ما سبق يشير بوضوح الى أن هناك إجماع بأن العبقرية تمثل قوة سرية تدفع العبقري لان يكمل مهمته وأن يواظب على مسيرته ويندفع للاداء وكأنه محملا برسالة كونية او مسؤلا عن تنفيذ مهمة عليا تتجاوزه وهو مستعد ان يضحي بحياته من اجلها.

- فما سر هذه القوة وما هو منشأها؟
على الرغم من الاختلاف في تقديم تفسير حقيقي وشافي لمنشأ العبقرية وسرها، لكننا نجد بأن هناك اجماع على ان مركز العبقرية ومنشأها هو الدماغ، ولا شك ان الانسان العبقري يمتلك دماغ يعمل بصورة استثنائية وفوق عادية.

وهنا نجد ان السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يجعل عقل إنسان يعمل بصورة استثنائية بحيث يولد مخرجات عبقرية؟ وما هي الطاقة المحركة لهذه القوة؟ أي ما هي آلية ولادة الافكار او المخرجات العبقرية في الدماغ؟ وما سرها؟

لقد مكنتنا وسائل البحث الحديثه عبر الانترنت من الوصول الى والتعرف على كم هائل من المعلومات خلال دقائق معدودة، ولا شك ان المعلومات وفرت الفرصة لدراسات واستنتاجات غاية في الاهمية فيما يتعلق بموضوعنا هذا.

فحينما ندرس حياة الاشخاص الذين اتفق الجمهور على انهم عباقرة عبر التاريخ نجد انهم في معظمهم، إن لم يكن جميعهم، قد تعرضوا في طفولتهم لمآسي مهولة، لا بل إنا نجد بأن معظمهم صدموا بمصيبة اليتم والموت، وكثيرا ما تكررت المآسي التي لها علاقة بالموت، والمرض، والبؤس، والغربة والتشرد في حياتهم اللاحقة بشكل ملفت للانتباه. وفي ذلك طبعا مؤشر بأن السر في عمل ادمغتهم بصورة استثنائية لا بد أن يكون له علاقة ومرتبط بمآسي حياتهم وما تخلفه هذه المآسي من ألم، وحزن.

وفي ضوء ما حصل من تقدم علمي هائل في مجال الدماغ وطبيعة عمله ومقدراته وامراضه الخ... يظهر واضحا بأن الالام والمآسي والصدمات والاحزان يكون لها تأثير عظيم على كيمياء الدماغ، وهذه الزيادة في كيمياء الدماغ توفر الفرصة لولادة طاقة غير محدودة في ثنايا الدماغ تجعله يعمل بصورة استثنائية.

ولا شك ان وجود هذه الطاقة بوفرة هو الذي يمنح الطفل، مشروع العبقري، تلك الصفات التي تم وصفها سابقا، وتوفر له الامكانية ليتحول الى عبقرية فذة في حالة نجاحه في استثمار تلك الطاقة، وفي حالة تمكنه من توجيهها بصورة سليمة فتترجم الى مخرجات ابداعية، قد تصل الى حد العبقرية عند البعض.

ويشار الى ان وفرة هذه الطاقة في الدماغ وعدم توفر الفرصة لخروجها وتفريغها بشكل مخرجات ابداعية ايجابية هو الذي يسبب المرض النفسي، ويوقع الضرر بصاحبها، ويفقده التوازن، وربما حينها تفريغ هذه الطاقة على شكل سلوك سلبي قد يكون مدمر لصاحبها او للاخرين في محيطه الخارجي.

ولكن يظل السؤال :
- ما طبيعة هذه الطاقة القادرة على تشغيل العقل ليكون قادر على الخلق والابداعي والانتاج العبقري؟

واضح ان هذه الطاقة لا محدودة في قوتها، وهي تأتي من الالم والحزن والبؤس وما الى ذلك من مشاعر تكون مصاحبة للصدمات والمآسي والمصائب وعلى رأسها اليتم. وهي التي تدفع الدماغ ليعمل بطريقة استثنائية. ذلك ما تشير اليه وترجحه الشواهد التحليلية والاحصائية بل والعلمية وتجعله الاكثر قبولا من كل ما سبقه من طرح حاول تقديم تفسير لمنشأ العبقرية.

اما فيما يتعلق بطبيعة هذه الطاقة المتشكلة في الدماغ، فهناك من الشواهد ما يشير الى انها طاقة البوزيترون. فعندما يقع المسبب الذي يؤدي الى صدمة ( مثلا اليتم ) يتشكل في الدماغ دفق هائل من كيمياء الدماغ. ولكنه يظل نسبي، وتكون علاقته طردية مع وزن وقوة المسبب، بمعنى انه كلما زادت قوة الصدمة زاد الدفق الكهربائي. هذه الوفرة في كيمياء الدماغ ، توفر الامكانية وتؤدي الى حدوث ارتطام بين جزيئات من المادة وقرينها ( نقيضها من عالم اللامادة ) في فضاء الدماغ. فيحدث ما يشبه الانفجار البوزيتروني الذي يتحدث عنه الفيزيائيون في المختبر، وذلك استنادا الى معادلة الالكترون التي جاء بها عالم الفيزياء ( بول ديراك )، والتي اكدها عالم فيزاء آخر اسمه ( كارل ديفيد اندرسون)، والتي اثتبتت أن الكون مكون من نظيرين : عالم المادة ( الالكترون ) وعالم نظير المادة ( البوزيترون ) ، أي ان التناظر يرجع الى البناء المقلوب للذرة.

طبعا لا بد من التأكيد هنا بأن هذا الافتراض يحتاج الى ان يتم تأكيده مخبريا، لكن لا شك في أن لدينا ما يكفي من الادلة والشواهد الظرفية التي تشير الى ان ذلك ما يحدث فعلا. وذلك استنادا وبناء على ما يطرحه الدكتور ( خالص جلبي ) في وصفه لاحدث تكنيك يستخدمه الاطباء في الكشف عن الامراض الخبيثه ومقدرات الدماغ والجملة العصبية ككل، في كتابه " الثورة العلمية الحديثه والايمان"، حيث يقول أن الاطباء يستخدمون تكنولوجيا البوزيترون في هذا المضمار، حيث يقوم الطبيب بحقن السكر الذي يحمل ذرة الكربون المشعه، فيتعرض نظير المادة الى التحلل وإطلاق (البوزيترون) اللالكترون الموجب الذي يفاجأ بغريمه، وظله المقابل الذي يتربص به الدوائر فيحدث ارتطام، فيندثر على اثره الاثنان في صدام مروع، ومن تألق هذا الاصطدام ( أي كنتيجة للطاقة المتولدة منه ) يمكن تحديد أمكنة الاورام والاضرابات المرضية.
في هذا الحديث ما يشير الى ان طاقة لا محدودة تنتج عن اصطدام المادة بقرينها في ثنايا الدماغ...فلماذا لا يكون ذلك ما يحدث في حالة تشكل دفق هائل من كيمياء الدماغ؟ فينتج عن مثل تلك الانفجارات البوزيترونية طاقة هائله لا محدودة تجعل العقل قادر على الخلق والابداع.

وبالطبع فأن نسبة الطاقة البوزيترونية المتولدة في الدماغ تتأثر بقوة الارتطام بين المادة وقرينها من عالم اللامادة، وتوقيت ذلك الارتطام، ثم عدد المرات الذي يتكرر فيها، وهو مرتبط بذلك الدفق الكيماوي الذي يتشكل في الدماغ في حالة وقوع المصائب والمآسي وتكون مهولة وفي اعلى حالاتها عند وقوع مصيبة اليتم.

ويمكن لنا ان نتخيل هذه القوة البوزيترونية إذا ما قارناها بقوة الانفجار الذي يحصل كنتيجة لارتطام 0.147 من المادة مع قرينها من عالم اللامادة كما يصفها د. خالص جلبي في كتابه المذكور انفا، فيقول إن مثل ذلك الانفجار يعادل انفجار 100 قنبلة هيدروجينية.

كل ذلك يشير الى ان الطاقة المحركة للدماغ ناتجه عن مثل هذه الانفجارات البوزيترونية، والتي تؤدي الى تولد طاقة لا محدودة ولا نهائيه.

ولا بد من التشديد هنا على ان هذا الطرح يظل نظري، ورغم الشواهد العلمية المهمة التي تؤشر اليه، الى ان يتم اثباته في المختبر. لكن ذلك لا يمنع من الادعاء بأن هذا التفسير للطريقة التي يعمل بها عقل العبقري هي اكثر الطرق احتمالا. وهو يقدم التفسير الاكثر ترجيحا من بين ما توصل اليه العقل البشري حتى الان من تفسيرات في محاولته للكشف عن الطاقة التي تدفع الدماغ لتوليد مخرجات عبقرية.

اذأ،،،
- كيف تحدث العبقرية؟ وما الذي يجري في الدماغ ليؤدي الى العبقرية؟
- وكيف تعمل هذه الطاقة لجعل الدماغ قادر على الخلق والانتاج العبقري؟
- وهل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟
- وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟
يتبع،،

قديم 03-21-2012, 09:48 AM
المشاركة 132
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الفصل السابع:

- كيف تحدث العبقرية؟ وما الذي يجري في الدماغ ليؤدي الى العبقرية؟ وكيف تعمل هذه الطاقة لجعل الدماغ قادر على الخلق والانتاج العبقري؟
- وهل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟
- وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟

أما عن كيف تحدث العبقرية؟
يبدو أن عقل الإنسان، هذا الكون الذي يُجمع العلماء على انه ما يزالمجهولا، وغامضا ويعمل بطاقة 5% من قوته المهولة فقط، يشتمل في ثناياه على مخازنالمعرفة المطلقة، التي تولد مع الانسان، وهذه المخازن تكمن فيما اصطلح عليه العقلالباطن المحجوب عن العقل الظاهر الواعي بحجاب يشكل سدا منيعا أمام خروج هذه المعرفةويضبطها ويمنع تفلتها نظرا لما تملكه من قوة وقدرة على الإذهال تفقد الإنسان توازنهإذا ما خرجت بصورة غير منضبطة وبما يتجاوز قدرة الأنا العليا على الاستيعاب والتبرير.

ويبدو أن هذا العقل الباطن يتكون من شقيين: واحد يمثل الخير وكل ما تمثلهالكلمة ويرتبط بها، وهو مصدر الإبداع بكافة مستوياته. وآخر يمثل الشر، وكل ما تمثلهالكلمة وما يرتبط بها، وهو مصدر الجنون بكافة مستوياته.

كما يبدو أن مخازن المعرفة هذهتتفاوت في عمقها، ولو افترضنا هنا جدلا وعلى سبيل التبسيط أن العقل يتكون من عشرةمخازن من مخازن المعرفة فقط، لقلنا أن منشأ الإبداع في ابسط حالاته ينبع من المخزنالأول، والذي هو الأقل عمقا، بينما نجد أن المخرجات الإبداعية تكون أكثر قيمة ووزن،كلما تعمق منشأها ضمن مخازن المعرفة العشرة المذكورة.

وتصبح أكثر قيمة ووزن وتعقيدورمزية وكودية كلما تعمق منشأ الإبداع أكثر فأكثر، فتكون المخرجات الإبداعية منالمخزن رقم خمسة مثلا، ذات وزن وقيمة أكثر خمس مرات من تلك التي تتولد من المخزنرقم واحد.

وتصبح هذه المخرجات عبقرية، فذة، مدهشه، ومزلزلة، إذا ما كان منشأ الفكرةأو المخرجات الإبداعية عميقا جدا ضمن هذه السلسة...وهكذا حيث تتشكل لحظة الوجدوالتي تمثل حالة انكشاف هائلة من المعرفة والقوة المخزنة في ثنايا العقل الباطن إلىالحد أن البعض يظن أن ما يحدث هو عبارة عن حالة توحد مع العقل الكوني.

وكلما تعمقمصدر المعلومة أو الفكرة أو المخرج الإبداعي، كلما كانت الفكرة أكثر عبقرية وقيمةووزن، ولو أن مصدر المخرجات الإبداعية كان مخزن المعرفة الأكثر عمقا على الإطلاقفالأرجح أن هذه المخرجات إلا بداعية ستكون كاملة المواصفات وعبقرية في حدها الاعلى، وتمثل انعكاس للمعرفةالمطلقة في أعلى صورها وتكاملها.

أما فيما يتعلق بالآلية التي يحدث فيها تفعيل مخازنالمعرفة من خلال إحداث ما يشبه الخلخلة في الجدار الفاصل بين العقل الواعي والعقلالباطن للسماح بولادة وخروج الأفكار والمخرجات الإبداعية على اختلاف أشكالهاوأنواعها، فذلك مرتبط بشكل وثيق بوزن وطبيعة المصيبة وتوقيتها وأثرها في الطفل. وما ينتج عن ذلك من تغير في كيمياء الدماغ وبالتالي ولادة الطاقة البوزيترونية.

ويمكن القول ومن واقع الدراسات الإحصائية والتحليلية التي قمت على إجرائها، أناليُتم والذي قد يفجع الطفل من سن ما قبل الولادة إلى سن 21 عام، هو أهم العواملالتي تؤثر على الدماغ وتزيد في نشاطه من خلال ما يحدث من تغير في كيمياء الدماغ وبالتالي زيادة نسبة الطاقة المتشكلة والتي تؤدي الى تفعيل قطاعات المعرفة الاعمق كلما كانت نسبة هذه الطاقة اعلى، أي ان العلاقة طردية بين وزن الفجيعة والطاقة المتشكلة وبالتالي عبقرية المخرجات الابداعية.

ويلاحظ من خلال وزن وقيمة المخرجات الإبداعيةاللاحقة، أن الأثر يكون أعظم كلما كان اليتم أبكر من حيث التوقيت: فنجد أن أعظمالناس عبقرية على الإطلاق هم أيتام قبل الولادة مثل نيوتن.

يليهم في العبقرية منتيتم في السنة الأولى مثل جان جاك رسو على سبيل المثال لا الحصر. ثم السنةالثانية... وهكذا.
وذلك على الرغم أن تراكم المآسي في حياة طفل تيتم في السنةالخامسة من عمره مثلا، قد يجعل من دماغه يعمل بطريقة أعظم وأكثر نشاطا مقارنة معطفل آخر تيتم في السنة الأولى، لكن لم تتكرر المآسي في حياته بنفس كثافة ما حدث لابنالخامسة، فتكون المخرجات الإبداعية أعظم عند من تيتم في سن الخامسة، وذلك كنتيجةللمؤثرات التي تزيد من نشاط الدماغ وتعمل على تحفيزه.

وهنا لا بد من التنويه بأنزمن وقوع اليتم يبدو مهما جدا في التأثير على طبيعة المخرجات الدماغية. فبينما نجد أن من تيتمفي السنة الأولى يميل إلى الإنتاج الفكري والفلسفي ويبدو كأنه في مهمة للبحث عن الحقيقية، وفي نفس الوقت لديه القدرة علىالإنتاج في مجالات متعددة، نجد أن الأيتام من السنة الرابعة وحتى العاشرة يبدعون فيمجال الدراسات العلمية مثل الرياضيات، والهندسة، ومن ثم البيولوجيا، وبعد ذلك الفلك فيسن العاشرة.

بينما نجد أن الأيتام في سن المراهقة غالبا ما يصبحون قادة، أفذاذ، كرزميون، لكن مع ميل شديد للقتل الجماعي الذي لا يرحم وسفك الدماء، مثل هتلر وستالين ونابليونوغيرهم من القادة الذين تيتموا في سن المراهقة.

بينما نجد أن الأيتام ما بينالسابعة عشرة والحادي والعشرين هم في اغلبهم مخترعون ومكتشفون، مثل جوتنبرغ وجميسواط والاخوين رايت، وهو ما يشير إلى أن توقيت الصدمة يكون له تأثير على قطاعاتمختلفة من مخازن المعرفة والقدرات في الدماغ حيث يبدو أن لذلك علاقة بمستوى النمووالنضوج في الدماغ، ولذلك نجد بأن الأثر يكون محدودا بعد سن الحادي والعشرينوالتي يكتمل فيها النضوج العقلي.حسب ما يقوله علم النفس.

وفي عودة للحديث عن الآلية التي تجعل الدماغ يعملبنشاط اكبر فذلك يرتبط بزيادة حادة في كيمياء الدماغ التي تتناسب طرديا مع مدى وقوةالصدمة التي تصيب الطفل وتوقيتها، حيث يبدو أن هذه الزيادة في كيمياء الدماغ تؤديإلى تولد طاقة تتناسب في قوتها طرديا مع وزن المصيبة وقوة أثرها، وكلما كانتالمصيبة أعظم كلما كانت كيمياء الدماغ أكثر دفقا، وبالتالي تتولد طاقة أعظم، وكلماكانت هذه الطاقة أعظم كلما أدى ذلك إلى جعل مصدر الفكرة الإبداعية أو المخرجاتالإبداعية أعمق ضمن قطاعات ومخازن المعرفة الأكثر عمقا في دماغالإنسان.

وفي الغالب نجد أن العباقرة هم أشخاص تيتموا في سن مبكرةجدا، و/أو تكررت المآسي في حياتهم، بحيث يظل مستوى الدفق الكيماوي في أدمغتهم عالياجدا ومتجددا، وبحيث تظل هذه الأدمغة بيئة صالحة لحدوث مزيد من الانفجاراتالبوزيترونية المهولة والمولدة لمزيد من الطاقة اللانهائية وغير المحدودة، مما يؤدىإلى خلخلة الحجاب الفاصل بين العقل الواعي والعقل الباطن مصدر المعرفة والقوةالمعرفية المطلقة، وبالتالي تؤدي إلى تنشيط قطاعات عميقة جدا من مخازن المعرفة فيأدمغتهم ، فتتولد من هذه القطاعات مخرجات إبداعية عبقرية، فذة، ومدهشةللغاية...وتتدفق هذه المخرجات الإبداعية بصورة سحرية، مذهله، ولا واعية ومخيفة فيأحيان كثيرة حتى للمبدع نفسه، لان مثل هذه الولادة تكون مصحوبة بإحساس أشبه ما يكونبفقدان للسيطرة، مما يدفع البعض للاعتقاد بأن العبقري شخص ممسوس، أو أن شيطانا للشعروالإبداع يسكن في ثنايا الدماغ، وهو المسئول عن لحظة الإلهام الشعري مثلا..

إذا ...

- هل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟
- وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟
يتبع،،

قديم 03-21-2012, 09:52 AM
المشاركة 133
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الفصل الثامن:

- هل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟

-وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟

على الرغم من التقدم الهائل الذي احرزه العلم في فهم طبيعة الدماغ تشريحيا لكن يكاد يكون هناك اجماع على ان اليات عمل الدماغ ما تزال من الاسرار المعقدة.

وعلى الرغم من الاجهزة التي طورها الانسان تظهر الدماغ كهاز طاقة مثله مثل القلب، وتسجل هذه الاجهزة ما يبدو انه نشاط كهربي للدماغ ، لكن ما يزال هناك اختلاف في طبيعة الطاقة المحركة للدماغ. مثلا، يقول د. احمد توفيق في كتابه" ايقظ قوة عقلك الخارقة" في وصفه للدماغ وطريقة عمله " هذه الخلايا المخية تملك القدرة على توليد طاقة شبه كهرباية، نتيجة لتفاعلات كيماوية معقدة، تحدث داخل الخلية او حولها او نتيجة لتأثيرها على خلية اخرى مجاورة، وهذه الشحنة شبه الكهربائية والتي لا يعرف كنهها او تفسيرها هي سر الحياة نفسها".

ويشبه الدكتور احمد توفيق في مكان آخر من كتابه المذكور العقل بـ "مولد قوي، مولد يفوق في طاقته وقوته اعظم الشلالات".

لكن هناك من يرى بأن لكيمياء الدماغ اهمية عظيمة في عمل الدماغ فهو يحتوي على مواد كيماوية تسمى الموصلات العصبية وهي ثلاثة انواع ( السيروتربين، والكولين، والادرناليين). .

والبعض الاخر يرى بأن الدماغ يعمل بمبدأ الموجات الكهرومغناطيسية.

وايٍ كان الاعتقاد فلا شك ان هناك اجماع بأن الدماغ جهاز طاقة وهو حتما يعمل بمبدأ الطاقة حتى وان اختلف العلماء في طبيعة الطاقة المحركة للدماغ وآليات عملها.

وتكمن اهمية فهم الدماغ والتعامل معه على اساس انه جهاز طاقة مثله مثل أي ماتور او مولد او ماكنة، لكنه اقواها على الاطلاق، تكمن تلك الاهمية فيما يمكن عمله لزيادة قوة هذا الجهاز وبالتالي زيادة فعاليته وقدراته، او على الاقل تحسين مخرجات عمله بهدف الاستفادة القصوى منها، والوصول في نهاية المطاف الي الابداع في اعلى حالاته والعبقرية الفذة في كافة المجالات وهي حتما جميعها مخرجات علقية.

ويبدو ان الامكانية لزيادة قدرات الدماغ بصورة اصطناعية كما يحدث في الماكنات الكهربائية والكهرومغناطسية ما يزال بعيد المنال، ولكنه في ظل التقدم التكنولوجي المذهل اصبح امر ليس مستبعد ابدا.

ولا شك ان الطب قد نجح في تطوير عقاقير طبية تعمل على تهدئة او زيادة النشاط الكهربي والكيماوي للدماغ، بهدف اعادة التوازن له احيانا وعند وجود حاجة لذلك، كما يحصل في حالة نوبات الصرع مثلا. كما يلجأ الاطباء في احيان اخرى الى الصدمات الكهربائية للوصول الى نفس الغرض، خاصة في حالة استفحال فقدان السيطرة على الدماغ والذي يعرف بالمرض النفسي.

ولا ننسى ايضا ان الطعام والرياضة هما ايضا عناصر مهمة في زيادة قدرات الدماغ وتحفيزه.

- فهل الدماغ جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرته على الانتاج؟

إن ما توصل اليه العلم من اكتشافات في مجال الدماغ، سواء من خلال علم التشريح او الطب النفسي ، لا يدع مجال للشك في ان الدماغ جهاز مرن يعمل بمدبأ الطاقة بغض النظر عن هذه الطاقة ، وانه يمكن زيادة كفائته وفعاليتة وقدرته على الانتاج وتوليد الافكار الابداعية. ويمكن ايضا ضبطه والتحكم فيه وتوجيهه ليعطي مخرجات افضل واكثر عبقرية.

وقد اتضح لي وبالدليل الاحصائي ومن خلال عدد من الدراسات الاحصائية والتحليلة التي اجريتها على عدد من العينات وهي تحديدا :
- عينة الخالدون المائة.
- عينة كتاب افضل مائة رواية عالمية.
- عينة اعظم الناس أي الذين لقبوا باسم " العظيم" عبر التاريخ.
بأن الاحداث والتجارب الصادمة في الطفولة المبكرة واعظمها وزنا: اليتم الفعلي، يليه اليتم الاجتماعي، ثم الازمات الحادة، تعمل جميعها على زيادة الطاقة الذهنية، والتي اذا ما احسن استثمارها، وتوجييها تخرج على شكل مخرجات ابداعية، قد تصل الى حدود العبقرية عند البعض، حيث اتضح وبالدليل الاحصائي ان معظم الافراد في العينات المذكورة اعلاه جاءوا من بين الاشخاص الذين تعرضوا لتجارب صادمة في الطفولة المبكرة وبنسة تقترب من 100% ، وان نسبة تزيد عن 50% من بنيهم مروا في تجربة اليتم الفعلي في فترة الطفولة التي تمتد حسب علماء النفس مما قبل الولادة الى سن الحادي والعشرين.
وفي ذلك مؤشر الى ان الاحداث الصادمة تؤدي الى زيادة في دفق الطاقة الذهنية اين كانت طبيتعها وماهيتها، رغم انني ارى بأنها طاقة البوزترون الناتجة عن تصادم المادة بنقيضها، كما اوضحت ذلك في مكان آخر.

وهذه الطاقة هي التي تعطي الدماغ قدرته الخلاقة وتجعل العلماء يعتقدون بأنها لا محدودة ولا نهائية. فالمعروف علميا بأن غرام واحد من المادة اذا ما ارتطم بغرام من اللامادة يؤدي الى تولد طاقة تعادل الطاقة المتولدة من مائة قنبلة هيدروجينية.
يلاحظ هنا طبعا ان مثل تلك الطاقة تتشكل في الدماغ من دون تدخل الانسان وتأتي كنتيجة للاحداث التي قد تعصف بالانسان.
ولكن يبدو ان البشرية ادركت مبكرا قدرتها على تطويع الدماغ وزيادة فعاليته. وقد تمكنت فعلا عبر الزمن من تطوير اساليب متعددة لزيادة قدرات الدماغ. فهناك مثلا ما يشير، وحسب ما كشفه علماء الاثار، الذين يعتقدون ان الفراعنة كانوا قد خصصوا هرما مشيدا على هرم آخر مقلوب ومشيد تحت الارض، وهذه الاهرام تحتوى على غرف بعدد نوتات السلم الموسيقي، ويربط بينها اخدود عمودي راسي. ويقدر علماء الاثار ان الفراعنة كانو يطلقون صوتا على آلة معينة، فيتحرك الصوت ضمن آلية هندسية متقدمة عبر الغرف المذكورة ومن خلال الاخدود الى الهرم السلفي ثم تعود لتصدم بدماغ الشخص بهدف تحسين قدراته العقلية وقوته الدماغية. ويذهب البعض الى الاعتقاد بأن الفراعنة وغيرهم من ابناء الحضارات البائدة كانوا ينقولون الاجسام الثقيلة بواسطة الموجات الدماغية الكهرومغناطيسية التي يتم توقيتها بمثل تلك الطقوس والاليات.

ويجد الباحث ان مختلف الشعوب خاصة شعوب جنوب شرق اسيا سعت الى السيطرة والتحكم في قدرات الدماغ وزيادة فعاليته من خلال تطوير اساليب ورياضات لتلك الغاية. ولا شك ان رياضة اليوغا تعتبر نموذجا لهذه الرياضات التي يطلق البعض عليها احينا اسم الرياضات الروحية.

ولا شك ان الكثير من الطقوس والرياضات المشابهه والتي مارستها البشرية عبر الزمن كانت تهدف إما الى زيادة حدة نشاط الدماغ او للتخفيف من ذلك النشاط، وبما يحفظ التوازن عند الانسان من ناحية ويزيد من قوة وفعالية دماغه وبالتالي يحسن من اداؤه.

وحديثا تمكن علماء التنمية البشرية من تطوير اليات للتحكم بالطاقة الحيوية الى حد انهم تمكنوا من دفع الانسان الى السير على الزجاج او النار دون ان ان يشعر بالخوف او الالم. والغاية النهائية لهذه التمارين طبعا هو زيادة التحكم بالقدرات الذهنية وزيادة الفعالية والاداء.

كل ما قيل يشير بل ويؤكد الى ان الدماغ هو فعلا جهاز طاقة، وهو مرن يمكن التحكم فيه ، ويمكن شحذه وتدريبة ، وزيادة فعاليتة.

وما تزال الانسانية تسعى لمزيد من المعرفة في مجال علم الدماغ واليات التحكم في القدرات العقلية بهدف زيادتها وزيادة الكفاءة في الاداء. ولا شك ان علم البرمجة اللغوية العصبية تهدف وتسعى لهذه الغاية. وهي ترمي احيانا الى زيادة الكفاءة من خلال تنشيط عمل شقي الدماغ من خلال برامج تدريبية معينة تم نتطويرها لهذه الغايات.

حتى ان المتخصيين في علم الادارة طوروا بدوهم اساليب لزيادة الكفاءة والقدرة الذهنية في مجالهم وذلك من خلال تطوير اساليب ادارية مثل العصف الذهني، وتصنيف المهمات الى اولويات وما الى ذلك من آليات تحسن من الاداء وتزيد من فعالية الموظف الذهنية والانتاجية.

واليوم نجد ان الجهود المتعلقة بتطوير آليات والكشف عن اساليب جديدة للسيطرة والتحكم في الدماغ وقدراته تتسارع وتزداد بشكل واسع ويزداد الاهتمام في هذا المجال ، وذلك في تواز مع التقدم والتوسع في فهم طبيعة الدماغ، ذلك على الرغم ان التقدم في هذا المجال ما يزال بطيئ للغاية ويمكن فعلا القول بأن علم الدماغ ما يزال يحبو.

ونجد ان الكثير من هذه الاساليب التي يعمل المتخصصون على تطويرها تهدف في معظمها الى تحسين عمل المخلية، وبعضها الاخر يسعى للاستثمار الافضل للالية الخلاقة للدماغ، وبعضها يرى بأنه يكمن استثمار الطاقة المهولة للدماغ من خلال ضبط وتوجيه الاتجاه الذهني والتحكم بطبيعة الافكارالتي تتوارد في الذهن.

وكل هذه الاساليب تقريبا ترى بأن العقل الواعي محدود القوة، ويمكنه ان يدفع العقل الباطن الذي يمتلك القوة اللامحدودة واللانهائية من اجل تحقيق كل ما يرغب فيه الانسان من نجاح، وصحة، ومال الخ، علما بأن ذلك يتم حسب طرحهم من خلال التحكم في الاتجاه الذهني والافكار ضمن اليات واساليب محددة طوروها لهذه الغايات.

وربما ان اكثر هذه الاساليب شهرة حاليا هو الاسلوب الذي طورته الكاتبة الاسترالية روندا بايرن في كتابها الشهير " السر" .

والكاتبة المذكورة ترى بأن الدماغ لديه قدرة هائلة اطلقت عليها اسم (قانون الجذب)، وان الانسان يجذب لنفسه الخير وما يرتبط به من خلال حسن استخدام قانون الجذب الدماغي. كما يمكنه ان يجذب لنفسه الشر وما يرتبط به من خلال سوء استخدام قانون الجذب هذا.

وتعتقد الكاتبة المذكورة بأن العباقرة العظماء في التاريخ هم اناس كانت لديهم دراية ومعرفة في آليات تسخير قانون الجذب ليعمل لمصلحتهم. وترى روندا بايرن ايضا بان الانسان يمكنه ان يجذب لنفسه أي شيء يرغبه ويحقق النجاح والعبقرية من خلال تطبيق آليات قانون الجذب التي اسهبت رواندا في شرحها في كتابها المذكور. وتقول انها حققت هي شخصيا الشهرة الواسعة والملايين بعد تسخيرها لقانون الجذب ليعمل لمصلحتها.

ولن تتوقف هذه الجهود الهادفة الى زيادة التحكم في قدرات الدماغ وتسخيرها لزيادة الانتاج والفعالية، بل ربما ان السنوات القادمة ستشهد تقدما هائلا في مجال علم الدماغ واليات عمله.

من هنا ولدت فكرة الارشادات لاكتساب العبقرية موضوع هذا الكتاب، والتي سيتم عرضها وشرحها فيما يلي، والتي قمت على تطويرها كنتيجة لورشة حوار وعصف ذهني تمت من خلال الموقع الالكتروني "منابر ثقافية" بمشاركة ثلة من الشباب والصبايا الكرام والذين ساهموا مساهمة فاعلة في بلورة هذه الارشادات وتطويرها, وقد اطلقت عليها اسم " قوانين اكتساب العبقرية".

واملي ان تشكل هذه لبنة جديدة تضاف الى هذا التراث الذي يتسع يوما فيوما في مجال تطوير آليات تحفيز الدماغ واستثمار طاقاته لتحسين الاداء والانتاجية وصولا الى العبقرية.
ولكن هذه القوانين تمتاز عن كل ما سبقها وحتما تقدم اضافة مهمة للغاية لهذا التراث، لانها وضعت بناء على الفهم الجديد وغير المسبوق الذي تطرحة "نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية" والتي قدمت ولاول مرة تفسير مدعوم بالدراسات الاحصائية لسر العبقرية عند العباقرة العظماء عبر التاريخ. مما يجعل قوانين اكتساب العبقرية غير مسبوقة ايضا.

فما هي هذه الارشادات وما هي الاليات التي تسخرها وتوظفيها "قوانين اكتساب العبقرية" لاكتساب العبقرية؟

يتبع ،،
قوانين اكتاسب العبقرية!

قديم 03-30-2012, 06:59 PM
المشاركة 134
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
" ان الرجل الذي عقد النية على الفوز، لا ينطق بكلمة مستحيل"

نابليون بونابرت



***************

قوانين اكتساب العبقرية

قديم 03-30-2012, 08:47 PM
المشاركة 135
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قانون رقم 1 : حدد هدفك
* تحديد الهدف والسعي والمثابرة وبذل الجهد من اجل تحقيق ذلك الهدف شرط أن يكون هذا المجهود في الاتجاه الصحيح.


الهدف: هو الصورة الذهنية والتصور العقلي للانجاز المطلوب تحقيقيه خلال مدة زمنية معينة، قد تقصر وقد تطول، والذي سوف تسعى لتحقيقه، وتبذل في سبيل ذلك أقصى جهد، وتسخر كافة طاقاتك الجسدية والذهنية، وتستثمر كافة إمكاناتك ومهاراتك العقلية في سبيل تحقيقه، وجعله واقعا ملموسا.

آلية تحديد الهدف: إن أهم خطوة في مسيرة الوصول إلى النجاح وتحقيق العبقرية هو وضوح الأهداف. فلا بد لكل من يريد أن يحقق النجاح في أعلى صوره، أن يقرر في وقت مبكر، إلى أين يريد أن يصل، وتعيين الهدف، أو الأهداف، التي سوف توصله إلى هناك.

بادر إذا إلى تحديد هدفك أو أهدافك نحو الانجازات العبقرية، ثم عليك أن ترسم هذا الهدف الذي حددته على شكل صورة ذهنية، وتصور عقلي.

وعليك أن تتسلح بالإيمان والقناعة التي لا تتزعزع، أن باستطاعتك الحصول على كل ما ترغب به وتسعى إلى تحقيقه.

كن دائما ايجابيا ومتفائلا بحتمية تحقيق هدفك. ثم وجه أفكارك نحو تحقيق الهدف المرسوم، وركز قدراتك نحو تحقيقه.

تسلح بالإرادة القوية، الصارمة والشعور الطيب، والتي هي أدوات العقل الواعي ووسيلة ما يسجله العقل الباطن، واصدر أوامرك الواضحة للعقل الباطن، وأوحي له بأهدافك المحددة.
وكن على ثقة تامة أن العقل بشقيه الواعي، والباطن وبقوته اللامحدودوة واللانهائية، يمكنه أن يجلب، ويحقق لك الأهداف التي رسمتها وحددتها.

وتأكد انك حين تحدد وتتخذ قرارا بالهدف الذي تصبو أن تصل إليه، ثم ترسم صورة ذلك الهدف وتجسده كتابياً، ثم تسجله كأمر صارم لدى العقل الباطن، وتحافظ على اتجاه ذهني ايجابي متفائل بحتمية وصولك إلى الهدف المنشود، وتشعر إزاء ذلك كله شعورا طيبا، فانك سوف تحصل بالضرورة على انجازات غير محدودة.

احرص على أن تبذل جهدك في الاتجاه الصحيح: إن تحديد الأهداف وإتباع الأسلوب السليم في رسمها وتصويرها، ومن ثم السعي لتحقيقها عبر الآلية المذكورة أعلاه، لا يكفي لوحده للوصول إلى النجاح، فلا بد أن يكون هذا المسعى في الاتجاه الصحيح.

ولكي يكون في الاتجاه الصحيح، يجب على الإنسان الساعي إلى تحقيق النجاح، والانجازات العبقرية، أن يتعرف أولا على ذاته، وشخصيته، وميوله، ورغباته، وسجيته، ونقاط القوة والضعف عنده.

عليه أن يتعرف إلى طبيعة هذه الشخصية عند وضعه للأهداف، وعليه أن يحدد أهدافه التي تنسجم مع هذه الطبيعة، والميول والرغبات، وان ينطلق دائما في مسعاه لتحقيق أهدافه على سجيته.

ذلك لان السعي لتحقيق أهداف لا تتناسب مع طبيعة شخصية الساعي، وميوله، ورغباته، ولا تنسجم مع كيانه الجسماني، والعقلي، هي وصفه أكيدة للفشل أو الإنجاز الضئيل.

فلا بد أن يكون الإنسان محبا، وسعيدا، بل شغوفا بما يعمل، وهذا الشغف لا يمكن أن يتوفر إذا كانت الأهداف المرسومة لا تتناسب مع طبيعة الشخصية، وميولها، وسجيتها.

إن مجموع ما يشكل ذواتنا وبالتالي يفرض علينا ميولا، وسجية معينة، يختلف بالضرورة عن مجموع ما يشكل ذوات حتى اقرب الناس لنا. ومن هنا لا بد من استكشاف ذواتنا وميولنا أولا وقبل أن نحدد أهدافنا، فما هو مناسب لغيرنا وحتى لأقرب الناس لنا قد لا يناسبنا. ولا بد أن تتلاءم أهدافنا مع طبيعة شخصيتنا وذواتنا الفردية.

ذلك لان اختيار الأهداف الصحيحة المنسجمة مع سجيتنا تجعلنا نندفع للعمل برضا، وسعادة، دون كلل أو ملل، ونُسَخِرّ كامل طاقاتنا، ومؤهلاتنا، ووقتنا، لتحقيق أهدافنا عن طيب خاطر، وفي ذلك مؤشر إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح ، وفيه ضمانة لتحقيق النجاح والانجازات العبقرية.

لقد وجدت من خلال دراستي الإحصائية التحليلية لعينة "الخالدون المائة"، أن مرور الطفل في تجارب صادمة في زمن الطفولة، والذي يمتد حتى سن الحادي والعشرين، مثل اليتم والذي هو أهمها وزنا وأثرا على الشخصية، يؤدي بالضرورة إلى بروز سمات وصفات معينة ومشتركة، لا بل ويوفر المجال لمخرجات عبقرية محددة ومتشابهه لدى الأيتام الذين يشتركون في تجربة اليتم في سن محددة.

فالأيتام في السنوات الأولى من العمر وحتى الرابعة أكثر ميلا وإبداعا على ما يبدو في مجالات الفكر، والفلسفة، رغم أنهم متعددو القدرات، والمخرجات الإبداعية، ويمكن أن يبدعوا في مجالات الأدب، والقيادة، والعلوم، والفن، أيضا وفي نفس الوقت، وغالبا ما يكون إبداعهم أصيلا عبقريا في أعلى صور الانجاز.
بينما يكون الأيتام من سن ألرابعة وحتى الثامنة، أكثر ميلا إلى الرياضيات، والعلوم بكافة فروعة.
ويميل الأيتام من الفئة العمرية من ثمانية وحتى الثانية عشرة إلى الفن والفلك.
ويميل الأيتام من الفئة العمرية من الثانية عشر وحتى السادسة عشرة إلى القيادة الفذة.
أما الأيتام من سن السادسة عشرة وحتى سن الحادي وعشرين فهم يميلون إلى الاختراع والاكتشاف.

وعلى الرغم أن هذه الاستنتاجات أولية في طبيعتها نظرا لمحدودية البحوث التي أجريت بشأنها، لكن يمكنني القول بكل ثقة أن الأيتام، أو الأشخاص الذين تعرضوا في طفولتهم المبكرة إلى تجارب صادمة، والساعين إلى تحقيق انجازات مهمة، وعبقرية، يمكنهم اعتماد هذه التصنيفات كموجه ومؤشر لهم في تحديد أهدافهم، واختيار الدرب الصحيح الذي يمكنهم السير فيه لتحقيق انجازات عبقرية.

لكن تظل القاعدة الأساسية التي تحكم اختيار الأهداف هو انسجامها مع طبيعة شخصية كل فرد وميوله، وسجيته.

فمرة أخرى لا يمكن اعتبار ما هو مناسب لغيرنا مناسب لنا، حتى لو اشتركنا معهم في تجارب صادمة في سن مماثلة، فربما أن عوامل كثيرة وراثية، وبيئية، ونفسية، واجتماعية، وتربوية، تتفاعل وتؤدي في النتيجة إلى تمايزنا، وتشكل ميول شخصية مختلفة عن تلك التي يمكن أن تكون بارزة عند من نعتبرهم قدوتنا، كنتيجة لتماثل او تشابه حياتهم مع حياتنا، وتجاربهم مع تجاربنا.

وسواء كنت من فئة الأيتام، أو من الذين مروا بتجارب صادمة، أو كنت من الفئة الأخرى التي عاشت حياة اقل ألما ودرامية، تذكر دائما انك تمتلك أداة وآلة خلاقة، مرنة، غير محدودة القوة، والقدرة اسمها العقل الباطن.

لذلك كله لا تقلل أبدا من شأن نفسك، ولا تستهن مطلقا بما يمكنك انجازه وتحقيقه.

ضع نصب عينيك أهداف عبقرية دائما، ولا تستمع لدعوات من يحاولون إقناعك بجعل أهدافك هزيلة متواضعة قليلة الشأن بدعوى الواقعية، فهم حتما لا يدركون طبيعة هذه الأداة الخلاقة التي تمتلكها، ولا يدركون قوتها، ولا يعرفون ما يمكن أن تحققه إذا ما حددنا لها أهدافا واضحة وجلية، وكانت هذه الأهداف في الاتجاه الصحيح المنسجم مع ذواتنا وطبيعتنا.

امض على سجيتك بسعادة، وشغف، وسَخِرّ كل ما لديك من إمكانيات لتحقيق أهدافك العبقرية، ولا تقبل ابدا بما دون النجوم.

قديم 04-19-2012, 01:00 PM
المشاركة 136
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قانون رقم 2: التعرف إلى آليات تشغيل طاقة العقل باستخدام تقنيات البرمجة اللغوية العصبية:

* التعرف إلى آليات متميزة لتشغيل العقل بقدرته القصوى، وبهدف تفعيله ودفعه إلى تحقيق انجازات فذة عبقرية، من خلال تدريبات و تمارين معينة وآليات تفكير ممنهجة...مثل إتقان مناهج وأساليب ومبادئ البرمجة اللغوية العصبية.

البرمجة اللغوية العصبية: ينظر إلى البرمجة اللغوية العصبية على أنها مجموعة طرق وأساليب ومبادئ تهدف إلى مساعدة الأشخاص على تحقيق نجاحات وانجازات أفضل في حياتهم. وهي وسيلة لعلاج نفسي سلوكي ذاتي، يتم من خلالها وضع خطة للنجاح، واستخدام أساليب نفسية لتعزيز السلوك الناجح، وتفكيك المعتقدات القديمة التي تُشخص على أنها معيقة للتطور الفردي.

العقل كَوّنٌ واسع وجهاز لا محدودة القدرة: على الرغم من التقدم العلمي الهائل في مجال الدماغ والتشريح على وجه الخصوص لكن هناك إجماع بأن العقل ما يزال كَوّنٌ غامض ولا يعرف عنه العلماء إلا الجزء اليسير جدا سواء من نواحي التركيب ، أو السعة والقدرة، أو الطريقة التي يعمل بها.

وإن كان العقل الواعي يبدو مذهلا، وخارقا، يرى بعض العلماء بأن قوته الخارقة هذه لا تقارن بقدرة العقل الباطن الخلاقة ، اللامحدودة ،الكامنة والخفية، والتي تفوق التصور.

ويرى سجموند فرويد مثلا في مقارنة بين قدرات العقل الواعي والعقل الباطن، انه إذا كان العقل الواعي يمثل الرأس الظاهر من قمة جبل الجليد the top if the Iceberg فأن العقل الباطن يمثل الجزء الضخم المطمور في المحيط من جبل الجليد.

ويرى العلماء أيضا بأن قوى الدماغ الهائلة والخارقة هذه وبمجموعها الواعي واللاواعي، تظل عند 99 من بين كل 100 شخص نائمة وكامنة طوال حياتهم، ذلك لأنهم من ناحية لا يدركون وجود مثل هذه القوى والقدرات، ومن ناحية أخرى لا يعرفون كيفية تفعيلها أو الاستفادة منها، فالإنسان يولد من دون دليل للاستخدام لقدرات العقل وأحيانا كثيرة يتم لجم قدراته العقلية من خلال برمجة سلبية وخاطئة تتم من قبل الأهل، وما يتلقاه من تعليم وتربية، ومعلومات ومُثل ومبادئ وقوانين قد لا تكون بالضرورة صحيحة، وتؤدي إلى برمجة عقلية خاطئة.

ويشبه بعض العلماء قدرات الدماغ بسرعات السيارة، وهم يرون أن البعض يقود السيارة على السرعة الأولى، والثانية، لكنهم لا يدركون وجود السرعات الثالثة، والرابعة، والخامسة، الخ..

ويرى البعض الآخر من العلماء أن الدماغ هو أشبه بجهاز كمبيوتر ضخم لا حدود لسعته وقدرته، وان كثيرا من الناس لا يستخدمون هذا الجهاز بكفاءة، لأنهم لم ولا يفهموا تعليمات التشغيل، ولم يحصلوا على تعليمات تشغيل الجهاز في الأصل.

وقد أدرك بعض العلماء ومنهم ( باندلر ) الخبير في مجال الكمبيوتر بأن أقوى جهاز كمبيوتر لا يعني، ولا يساوي شيئا من دون برنامج تشغيل، وانه من غير وجود الدليل الإرشادي للاستخدام لجهاز العقل، ومن غير التعرف على تعليمات التشغيل، ستظل قوى العقل كامنة وسنكون معرضين للفشل حتما.

ومن خلال خبرته ومعرفته بلغة البرمجة في أجهزة الحاسوب تساءل باندلر إذا كان العقل يعمل بنفس المنطق الذي يشغل أجهزة الحاسوب من حيث استخدام اللغة والبرمجة؟ وقد وجد أن لكل فعل يقوم به الإنسان برنامجا عقليا مكونا من خطوات، وانه متى تتابعت هذه الخطوات بنفس الطريقة كانت النتيجة نفسها، ومتى اختل ترتيب الخطوات تغيرت النتائج.

وعليه اكتشف باندلر أن كل أفعالنا وممارساتنا في الحياة تصدر عن برامج عقلية متكاملة، غالبا ما يستخدم فيها لغة العقل ، ووجد انه إذا كان البرنامج العقلي ناجحا سيكون العمل ناجحا، وإذا كان فاشلا سيكون العمل فاشلا.

كما اكتشف هذا العالم الفذ إمكانية التعديل في البرامج العقلية، وأنه يمكن الحذف منها، كما يمكن استعارة برنامجا عقليا من الغير، وهو ما أصبح يُعرف بالنمذجة أو المحاكاة العقلية.

وتمكن باندلر، خبير البرمجة الالكترونية، ومن خلال تعاونه مع عالم لغويات اسمه جريندر من نمذجة المهارات السلوكية عند البعض، كما تمكنا معا ومن خلال هذه النمذجة من تحديد الوسائل الناجحة والمتكررة من النماذج السلوكية للذين تعودوا الحصول على النجاح، وهي النماذج التي سميت فيما بعد بالنماذج اللغوية العصبية، وبهدف استخدامها لتعليم الآخرين وتدريبهم على السلوك الموصل للنجاح.

وهكذا تم وضع مبادئ البرمجة اللغوية العصبية بهدف محاكاة الناجحين أو نقل النجاح من شخص إلى آخر، وبذلك ولدت نظرية متكاملة تشرح كيفية تقليد ومحاكاة أي شكل من أشكال التفوق الإنساني في زمن وجيز، ومن خلال مبادئ ومهارات يمكن التدرب عليها واتقانها.

كيف تخدم البرمجة اللغوية العصبية كوسيلة لزيادة الفعالية العقليةوصولا إلى العبقرية:
إن التعرف على مجموعة المبادئ الإرشادية والتوجهات والتقنيات التي جاء بها علم البرمجة اللغوية العصبية يخدم الإنسان في عدة مجالات مرتبطة بتحسين الأداء الشخصي. لكننا سنركز هنا على ما يقدمه هذا العلم، الجديد نسبيا، من فائدة لزيادة الفعالية العقلية بهدف تحقيق النجاح وصولا إلى العبقرية، وعلى اعتبار أن قضية النجاح والتفوق عملية يمكن صناعتها وليست وليدة الحظ أو الصدفة وان هناك دائما أسباب ومسببات ونتائج.

إن المطلع على تقنيات ومبادئ البرمجة اللغوية العصبية يجد إنها تساعد الإنسان على فهم الطريقة الصحيحة لاستخدام لغة العقل من اجل الوصول إلى النتائج المطلوبة وتحقيق النجاح والتفوق وصولا إلى العبقرية. واهم هذه المبادئ والتقنيات التي يمكن تسخيرها لهذه الغاية ما يعرف، بالمنذجة، وهي من أهم مهارات البرمجة اللغوية العصبية، وتشرح الطريقة التي يعمل بها العقل.

والنمذجة يتم وضعها بعد دراسة سلوك ومهارات معينة لعدد من الأشخاص استطاعوا بلوغ التفوق والنجاح، وبهدف الوصول إلى المعطيات المشتركة التي ساعدتهم على تحقيق ذلك التميز والنجاح، وكونت لديهم هذه الإمكانية وبالتالي نقل هذه الخبرة عن طريق التدريب للآخرين ومن خلال استخدام تلك النماذج العقلية التي يتم وضعها على اثر دراسة سلوك ومهارات أولئك المتفوقين. فهي إذا تساعد على معرفة استراتيجيات النجاح والتفوق والنبوغ عند الآخرين ومن ثم تطبيقها على النفس.

كما يستطيع دارس البرمجة اللغوية العصبية أن يكون أكثر فعالية وقدرة وكفاءة من خلال اختيار الأساليب الأنسب لتحقيق النجاح، نظرا لفهمه المكتسب للتقلبات والأحوال النفسية المختلفة، وإتقانه لمهارات واستراتيجيات التعامل مع كل حالة.

كما انه يتمكن من أحداث تغيرات حقيقية في طريقة عمله وحياته بيسر وسهولة ، ويتمكن من إطلاق طاقاته العقلية الكامنة، والتي لم تكن لتتفجر في مكامنها لولا إتقانه تقنيات البرمجة اللغوية العصبية التي توفر تلك الإمكانية.

كما يتعلم الذي يتقن تقنيات البرمجة اللغوية العصبية مهارة التحكم فيما يستحضر من ذكريات ويوظف ذلك ايجابيا لتحقيق النجاح والتفوق، وذلك من خلال السيطرة على الحالة الذهنية وامتلاك أنماط التفكير التي تؤدي إلى تحسين عملية التذكر والإبداع.

ويمكنه أيضا محو الذكريات السلبية والتجارب البائسة من ذاكرته وإضعافها ليزول أو يضعف أثرها السلبي الذي غالبا ما يكون معيقا للأداء المتميز والانجاز العبقري.

وتساعد البرمجة اللغوية العصبية صاحب الهدف على فهم الأبعاد النفسية المرتبطة بسعيه لتحقيق الهدف ، وبما يساهم في تمكينه من الوصول إلى الهدف أو الأهداف التي يكون قدر رسمها لنفسه.

ومن ضمن الفوائد الأخرى العديدة للبرمجة اللغوية العصبية، التعلم السريع مثل تعلم لغة في شهر واحد ، وإتقان القراءة التصويرية كأن تقرأ كتاب في عدة دقائق.

كذلك تفيد البرمجة اللغوية العصبية في تعلم استخدام اللغة للوصول إلى العقل الباطن وبرمجته، مما يساهم في تنمية المهارات وتسخير الطاقات ورفع الأداء.

ومن مهارات البرمجة التي تساهم في تحقيق النجاح والوصول إلى الانجازات العبقرية أيضا تعلم آليات التخيل البصري والترسيخ الذهني لتحسين الأداء.

كما توفر البرمجة مخرجا للإنسان الذي يفشل في مسعاه لتحقيق أهدافه من خلال مساعدته على التغير، وتفتح أمامه دروب ومسالك أخرى غير معتادة، حتى يصل إلى النجاح، ذلك لان البعض قد يفشل لأنه يتمسك بنفس الطريقة التي تؤدي إلى الفشل المتكرر، وعلى اعتقاد أن ما يقوم به هو الصواب، فتساعده مهارات البرمجة على تغير نفسه، وذلك من خلال إصلاح تفكيره، وشحذ همته، وتنمية ملكاته، ومهاراته، وتبصريه بالبدائل المتاحة للوصول إلى الهدف.

وخلاصة القول إن معرفة مهارات البرمجة اللغوية العصبية وتقنياتها ومبادئها يعني امتلاك دليل الإرشادات لتشغيل العقل بطاقاته وإمكاناته الكامنة واللامحدودة، وهو ما يحسن الأداء وبالتالي يحقق النجاح والعبقرية.

يتبع ،، القانون رقم 3 :

قديم 05-03-2012, 01:54 PM
المشاركة 137
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قانون رقم ( 3 ): إصرار وتصميم على النجاح
* رغبة جامحة وإصرار وتصميم على النجاح، واستيعاب الفشل إذا حصل، وتكرار المحاولة، والنظر إلى الإخفاقات على أنها مجرد تجارب تغني العقل وتجعله أكثر استعدادا وفعالية هو سبيل للوصول إلى انجازات عبقرية.

الرغبة الجامحة اقصر الطرق لتحقيق النجاح: إذا وصلت رغبتك في الحصول على النجاح والعبقرية درجة رغبتك في الحصول على الحياة في لحظة الغرق ستحصل على النجاح والعبقرية حتما.

يحكى أن شابا صينيا ذهب في العصور الغابرة يبحث عمن يعلمه الحكمة، فوصل عند حكيم يسكن في عزلة الجبل، اقترب منه الشاب وطلب منه أن يعلمه الحكمة، فلم ينطق ذلك الحكيم بشيء لفترة من الزمن، وتحت إلحاح الشاب طلب منه الحكيم أن يحضر دلوا من الماء ، فلما أحضره الشاب أمسك الحكيم برأس الشاب ووضعه في الماء، وضغط بكل قوته على رأس الشاب، حتى كاد أن يختنق، فلما اقترب الشاب من الاختناق تفلت بكل قوته من الحكيم، وهكذا انتهى الدرس دون أن ينطق الحكيم بكلمة حيث فهم الشاب أن الإنسان الساعي للوصول إلى الحكمة يجب أن يعيش حياته باحثا عن الحكمة بنفس الاندفاع والقوة التي يبذلها الإنسان من اجل الحياة عند لحظة الاختناق.

ويقال أيضا بأن الفيلسوف الإغريقي سقراط رد حينما سؤل عن السبيل للوصول إلى الحكمة قائلا" إذا وصلت رغبتك في الحصول على الحكمة درجة رغبتك في الحصول على الحياة في لحظة الغرق ستحصل على الحكمة".

ليس مهما إن كانت هذه الرواية من أصول صينية أو إغريقية، ولكن ما هو مهم معرفته أن الحكماء والفلاسفة القدماء عرفوا درب الوصول ليس فقط إلى النجاح في ابسط حالاته، وإنما عرفوا، وقبل 8000 عاما تقريبا، اقصر السبل للوصول إلى الحكمة، والتي هي حالة متقدمة من النجاح.
وهذا السبيل يتمثل كما هو واضح من المثال أعلاه في الرغبة الجامحة في تحقيق النجاح، والسعي للحصول عليه بنفس الاندفاع الذي يتحرك فيه الإنسان للحصول على الحياة عند لحظة الغرق أو الاختناق.

إذا يجب على الساعي لتحقيق النجاح ومن ثم العبقرية إن يندفع في سبيل تحقيق ذلك النجاح والعبقرية بكل طاقته وقوته واندفاعه وجموحه. ويجب أن يتحول السعي لتحقيق الأهداف المرسومة والواضحة والتي يكون الإنسان قد وضعها لنفسه في الاتجاه الصحيح، إلى فلسفة حياة وبرنامج عمل متواصل ومستمر.

وعلى الإنسان أن يبذل كل جهد وان يثابر من اجل تحقيق أهدافه، والمثابرة تعني الاستمرار في العمل من اجل تحقيق ألأهداف بكل همة وثابة ، ونفس متطلعة، ودون كلل أو ملل، وربما الإعادة في بعض الأحيان وإذا لزم الأمر، مع بعض التعديل اللازم.

على الإنسان أن يدرك بأنه إذا قرر النجاح وهيأ عقله له، وسعى لذلك بكل قوته، وأصر على تحقيق أهدافه، فسوف يحقق النجاح، خاصة إذا ما بذل الجهد في سبيل التحصيل المعرفي وإعداد نفسه، وسخر لذلك كافة إمكاناته وقدراته، وفهم طبيعة وآليات عمل الدماغ، وأتقن تقنيات البرمجة اللغوية العصبية، وإذا ما بدأ في مسعاه لتحقيق أهدافه من حيث وصل الآخرون.

عليه أن يتحلى بالصبر والمثابرة والإصرار على تحقيق النجاح، وعليه أن يستمر في المحاولة وتكرار المحاولة ، وتحفيز النفس على تحقيق الأهداف، وان لا يدع الآخرين يحبطوه ويجعلونه يعتقد بأنه لا يستطيع تحقيق النجاح، وان لا يستسلم للفشل إذا ما حصل، لأسباب قد تكون فوق طاقته.

بل عليه أن يتعلم كيف يتقن التعامل مع الفشل، وان يحد من أثره النفسي المزلزل.

على الإنسان أن يستوعب الفشل، وأن يتعامل معه على أساس انه حالة تأخير وليس هزيمة، وانه تَحَولْ مؤقت عن الوصول إلى الهدف وليس نهاية مميتة.

على الإنسان أن ينظر إلى الحياة على اعتبار إنها سلسلة من التجارب والخبرات، بعضها جيد والآخر سيء، وان لا يسمح للتجربة السيئة بأن تؤدي إلى تدمير ثقته بنفسه أبدا، وبقدرته على الأداء وتحقيق النجاح، أو ثنيه عن الاستمرار في العمل، وتكرار المحاولة بهمة ونفس وثابة.

لا تقلل من شأن نفسك أو من شأن قدراتك الشخصية أبدا مهما كانت فظاعة التجربة السيئة، وعلى الرغم من سلبية ومرارة تلك المشاعر التي تصاحب فشل التجربة، وانظر دائما إلى أن الفشل قد أصاب المحاولة فقط، وانه لم يترك أثارا مدمرة في ثنايا الدماغ أو النفس. بل اجعل الفشل حافزا لانجازات قادمة، وتعلم أن تجعل الإحباط والمعاناة قوة تساعدك على التقدم إلى الأمام، وتذكر "إن الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة" كما قالوا.

يجب أن يكون الفشل معلما لنا، ومؤشر بأن هناك ربما حاجة إلى التعديل في الاتجاه ومضاعفة الجهود، وتسخير مزيد من المعارف، وليس مقبرة لطموحاتنا.

علينا أن نتعلم كيف ندرس، ونحلل أسباب فشل التجربة، ومن ثم تجنب مسبباتها في المراحل اللاحقة من سلسلة التجارب وبرنامج العمل المتواصل والذي نسعى من خلاله لتحقيق النجاح.

علينا أن نتذكر بأن الفشل الحقيقي والوحيد يتمثل في الكف عن المحاولة، والقبول بالفشل المرحلي على انه هزيمة نهائية لا مخرج ولا فكاك منها.
بل علينا أن نعود لننطلق بنفس الجموح والقوة والاندفاع والإصرار والتصميم وان نستمر في المحاولة ونكررها ما دام هناك حاجة لذلك الجهد حتى تحقيق الاهداف.

علينا الاستفادة من الانتكاسات المرحلية، أن كانت قد وقعت، وتطوير أساليب عملنا من واقع ما تعلمناه من هذه التجارب.

علينا أن نتعرف ونطلع وندرس ونتعلم من سيرة حياة العباقرة الأفذاذ، الذين تمكنوا من تحقيق انجازات عبقرية خالدة.

علينا أن نقتدي ونحاكي هؤلاء العباقرة الأفذاذ في نجاحاتهم، وان نعتبرهم نموذج يمكن الاستنارة بهم والسير على خطاهم.

وعلينا التدقيق في مسلكيات وأسلوب حياة وعمل هذه الشريحة من الناس، وان نطلع بتفصيل على قصص نجاحهم، وعلى اعتبار أن سلوكيات هذه الشريحة تشتمل على سلسلة من النماذج العقلية والسلوكية التي يمكن اعتمادها كبرامج لغوية عصبية تساعدنا على تحقيق نجاح مماثل أو ربما يفوق ما حققوه.

ولا شك أن الأمثلة على قصص النجاح والتي ينظر إليها على أنها نموذج يحتذى به متوفرة في كل مجالات المعرفة وفي كل العصور والأقطار، وتمتلئ بها كتب السيرة القديمة والحديثة، ويمكن الوصول إليها من خلال أدوات البحث الحديثة على الشبكة العنكبوتيه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر قصة نجاح العالم المصري احمد زويل.

والمعروف ان هذا العالم ولد ونشأ في مدينة دمنهور وهي محافظة تبعد 45 كم من مدينة الإسكندرية، في 26 فبراير 1946 لأسرة مصرية بسيطة، حيث كان الأب يعمل مراقباً فنيا بصحة "دسوق"، وكان احمد الابن الوحيد إضافة إلى أخواته الثلاث.

حصل الدكتور أحمد زويل على الشهادتين الابتدائية و الإعدادية من مدرسة النهضة، و حصل على الثانوية من مدرسة دسوق-التي انتقل إليها والده للعمل بها- ثم التحق بكليةالعلوم جامعة الإسكندرية حيث حصل على البكالوريوس عام 1967 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، ثم حصل على الماجستير في علم الأطياف عام 1969 ، وسافر بعدها د.زويل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليبدأ رحلته للحصول على الدكتوراه من جامعة بنسلفانياعام 1974، وعمل خلال تلك الفترة معيدا وزميلا وباحثا بنفس الجامعة.
وحصل زويل على زمالة جامعة بيركلي عام 1975، وعمل أستاذا مساعدا للطبيعة الكيميائية بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتكCALTECH ) في "باسادينا Pasadena" من عام 1976حتى عام 1978 ثم أستاذا بنفس المعهد حتى الآن.

واستطاع أحمد زويل أثناء عمله العلمي في الولايات المتحدة أن يحقق نجاحا تلو النجاح، حتى صار واحدا من أساطير العلم، وربما أن أهم إنجازاته قاطبة هو ذلك الفتح العلمي العظيم في مجال الكيمياء(الفيمتوثانية) فقد استطاع هذا العالم، و لأول مرة في تاريخ العلم، تصوير عملية التفاعل الكيميائي التي لاتستغرق سوى لحظة من مليون بليون جزء من الثانية، فغير بذلك علم الكيمياء الحديثة،إذ لم يكن العالم يعرف بالضبط ماذا يحدث أثناء تلك اللحظة، وسلم العلماء طيلة السنوات الخمسين الماضية بالصورة التقريبية التي وضعها "ماكسبورن"، و"روبرت اوبنهايم" بما يسمى باللحظة الانتقالية التي تنفك خلالها الروابط الكيميائية للجزيئات وتقرن بجزيئات مادة أخرى ويولد عنها جزيء جديد لمادة جديدة.

وقد صمم د. زويل كاميرا جزئية لتصوير عملية التفاعل هذه والتي تحدث في وقت مثل ثانية واحدة في فيلم يستغرق عرضه 32 مليون سنة، وكانت النتيجة أكثر من "30" جائزة دولية، فقد حصل عام 1981 على جائزة بحوث الكيمياء المتميزة من مؤسسة (N.R.C) ببلجيكا، واختارته الجمعية الأمريكية للطبيعة زميلا لها عام 1982.

وخلال عامي 1982 و1984 منحته المؤسسة القومية الأمريكية للعلوم جائزتها، وفي عام 1989 حصل على جائزة الملك فيصل في الطبيعة وكان بذلك أول عربي يحصل على هذه الجائزة في العلوم. كما حصل على جائزة هوكست 1990، وقد تم اختياره في نفس العام كنموذج للشخصية المصرية الأمريكية‘ كما حصل على الدكتوراه من جامعة اكسفورد عام 1991 وفي عام 1993 حصل على جائزة وكالة ناسا للفضاء، ووشاح النيل عام 1994، والدكتوراه في فلسفة العلوم عام 1993 من الجامعة الأمريكية.

ولا شك أن رحلة نجاح د. زويل الباهرة لم تكن لتتحقق دون إرادة قوية نادرة، وعمل متواصل لسعات طويلة يقال أنها وصلت عنده إلى 20 ساعة عمل يوميا على مدى ستة وعشرين عاما، ثقف فيها بنفسه بنفس وتخطى كل العبقات وصمم على تحقيق أهدافه فكان له ما أراد وسعى له بكل قوة وتصميم وجموح.


وعلينا أيضا أن نتعلم استيعاب الفشل وتحويله إلى قوة تدفعنا إلى الأمام، وان نقتدي بمن حقق النجاح على الرغم مما أصابه من فشل متكرر أثناء سعيه للنجاح ، وعلى الرغم من الظروف شبه المستحيلة التي واجهته أثناء مسعاه، وكيف تمكن من معاودة الانطلاق والاستمرار في المثابرة والصبر والإصرار على النجاح.

ومن هؤلاء الأفذاذ العباقرة الذين تغلبوا على الفشل وتمكنوا من تحويله لقوة دافعة، على سبيل المثال لا الحصر، المخترع العبقري توماس اديسون، والذي اُخرِج من المدرسة بعد ثلاثة أشهر من التحاقه بها، لاعتقاد أساتذته بأنه شبه معاق لا نفع منه، لتقوم أمه على تدريسه في المنزل بقية حياته.

ونجد انه وعلى الرغم من اضطراره للعمل في سن مبكرة في وظائف وضيعة وصعبة ومتعددة، لكنه اقبل على المطالعة والدراسة والبحث والتعليم الذاتي، ليطلع على تراكمات المعرفة وأمهات الكتب ويعلم نفسه بنفسه ويبدأ من حيث انتهى الآخرون في مجالات الاختراع التي برع فيها وصمم على أن يحقق انجازات هائلة فيها.

ونجد انه وعلى الرغم من قسوة ما واجهه هذا العبقري من أزمات ومشاكل وتجارب فاشلة ومتكررة، مثل تعرضه لحوادث أدت إلى فقدانه السمع تقريبا، ثم فقدانه لوالدته التي كانت تعتني به وهو في سن الرابعة والعشرين، نجده وعلى الرغم من كل ذلك قد حقق نجاحا مبهرا وتوصل إلى اختراع المصباح الكهربائي، إضافة إلى عدد آخر هائل من الاختراعات المذهلة وصل عددها إلى 1093 اختراع ساهمت في تغير الوجه الحضاري للحياة البشرية.

والمهم في قصة نجاح هذا العبقري الفذ انه تمكن من استيعاب الفشل الذي واجهه مرات ومرات في التوصل إلى طريقة لاختراع المصباح الكهربائي، الذي كان قد صمم على اختراع وجعله من بين أهدافه، وسعى إلى ذلك بكل جوارحه.

ويقال انه أجرى ما يزيد على 1000 تجربة فاشلة قبل أن يتوصل أخيرا إلى اخترع المصباح الكهربائي، ولكن ذلك الفشل المتكرر لم يثنيه أبدا عن الاستمرار في المحاولة، وحوله إلى قوة دافعه وحافز إضافي يساعده في الوصول إلى هدفه.

وظل يعمل بكل كد وجهد وإصرار واندفاع إلى أن حقق النجاح في نهاية المطاف بعد كل تلك المحاولات، فأضاء الدنيا بمصباحه الكهربائي، ليصبح واحد من أعظم المخترعين في التاريخ.

والمهم أيضا في قصة نجاح هذا العبقري الفذ الذي يشكل قدوة حسنة يحتذى بها، انه سعى للنجاح بكل قوة وجموح وإصرار واندفاع ورغبة في النجاح، ولم يكن هناك على وجه البسيطة ما يمكن أن يحبطه أو يصيبه بالعجز أو الوهن أو التراجع عن مسعاه لتحقيق أهدافه، وانه لم يتوان قط عن بذل كل وأي جهد للتغلب على أي تحد وتحقيق النجاح الذي سعى له بكل جوارحه وخبراته ومعارفه، حتى انه اعتبر النجاح 1% حظ و 99% جهد وكد وعمل شاق وإصرار على النجاح، واعتبر محاولاته الفاشلة خبرات تراكمت لتوصله إلى ما وصل إليه من نجاح.

انطلق إذا في مسعاك لتحقيق النجاح والعبقرية برغبة جامحة وإصرار وتصميم، ولا تدع الفشل، إن وقع، يحبطك أبدا، بل اجعله قوة مضافة تزيدك إصرارا واندفاعا تجاه الهدف الذي تسعى لتحقيقه.

يتبع قانون رقم ( 4 ):

قديم 06-07-2012, 02:48 PM
المشاركة 138
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قانون رقم (4) : الأيتام اقدر على تحقيق الأحلام

* كلما زاد حجم وعدد المآسي والمصائب والصدمات في حياة الشخص وحتى سن النضوج العقلي (21 سنه)، وكلما كانت أبكر في حياة الطفل...كلما زادت فرصته في أن يصبح عبقريا...والأيتام دائما اقدر على تحقيق الأحلام...كونهم يمتلكون أعلى نسبه من الطاقة الذهنية الجاهزة للتحول إلى مخرجات إبداعية وعبقرية إذا ما توفرت الآليات الضرورية لهذه الغاية.

العلاقة بين اليتم والعبقرية علاقة سببية تتعدى عامل الصدفة: إن القراءة المعمقة للتاريخ، وخاصة في مجال السير الذاتية للأشخاص العباقرة الأفذاذ، الذين خلدتهم انجازاتهم العبقرية، وأثّروا بشكل واضح وجلي وملموس في صناعة التاريخ، والتطور الحضاري الإنساني تشير، وبما لا يدع مجلا للشك، إلى وجود علاقة واضحة بين اليتم والعبقرية.
وقد أكدت مجموعة الدراسات الإحصائية والتحليلية التي أجريتها حول هذه العلاقة المفترضة، بأن الكثير من المبدعين العباقرة الأفذاذ جاءوا من بين الأيتام تحديدا، وفي ذلك ما يشير ويؤكد أن العلاقة بين اليتم والعبقرية هي حتما علاقة سببية.
وقد أظهرت إحدى هذه الدراسات والتي أجريتها على عينة "الخالدون المائة" بأن نسبة الأيتام من بينهم 53% والباقي مجهولين الطفولة، وهذه النسبة تتعدى عامل الصدفة بكثير.
كما أظهرت دراستي حول العلاقة المفترضة بين اليتم والإبداع الأدبي في أعلى حالاته عند عينة "أصحاب أفضل مائة رواية عالمية" بأن نسبة الأيتام وصلت إلى 43%، وهي أيضا نسبة تتعدى عامل الصدفة، علما بأن باقي أفراد العينة عانوا من يتم اجتماعي أو أزمات حادة، وان نسبة من عاش حياة سوية بمعنى خالية من اليتم والبؤس والألم والأزمات لا تكاد تذكر.
كما أظهرت دراستي حول تلك العلاقة المفترضة بين اليتم والعبقرية لدى عينة "أعظم مائة شخصية في التاريخ" بأن نسبة الأيتام من بين أفراد هذه العينة وصلت إلى 54% أيضا، وهي كذلك تتعدى عامل الصدفة، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك على تلك العلاقة السببية بين اليتم والعبقرية، وبغض النظر عن آليات التأثير الناتج، وأسباب حصول العبقرية، وهل هو مرتبط بكيمياء الدماغ وزيادة نسبة الطاقة الكهربية في الدماغ، أم هو عملية تعويض وما إلى ذلك من نظريات حاولت تقديم تفسير لسمة الإبداع والعبقرية.
وتظهر هذه الدراسات أيضا بشكل جلي أن الإبداع والعبقرية في أعلى حالاتها وفي كافة المجالات مثلا القيادة الفذة، أو الإبداع الفكري، والأدبي، والعلمي، أو الاختراع، والاكتشاف، هي دائما أعلى عند شريحة الأيتام، وهي ناتجة بالضرورة عن مرور المبدع العبقري بتجربة اليتم في الطفولة وحتى سن الحادي والعشرين، وهي سن النضوج العقلي حسب علم النفس.
صحيح أن المصائب والمآسي والصدمات المسببة للألم على اختلاف أنواعها وأشكالها تمثل جميعها محفزات لولادة الإبداع والعبقرية لكن يظهر جليا بأن اليتم يمثل مسبب لتشكل العبقرية والانجاز العبقري الخالد، ذلك لان اليتم يقع على رأس سلم المسببات للألم في أعلى حالاته، ويؤدي إلى نشاط ذهني فوق عادي وبالتالي إلى الإبداع والعبقرية.
وقد أظهرت الدراسات المذكورة بأن كثافة الأزمات والألم والبؤس عامل مهم في تشكل الطاقة الذهنية، وكلما زادت مأساوية الحياة، وبؤسها، وألمها، كلما تدفقت الطاقة الذهنية، وأصبحت الاحتمالات اكبر لولادة الإنسان العبقري الفذ من بين أفراد هذه الشريحة التي اكتوت بنار الأزمات والمآسي والآلام، شرط توفر الرعاية، والكفالة، والاهتمام، والتعليم، والتدريب، وتوفر القدوة الحسنة، والدعم النفسي، وما إلى ذلك من أمور تساهم في تحول تلك الطاقة الذهنية المتدفقة إلى مخرجات إبداعية ايجابية قد تصل إلى حد الانجازات العبقرية، كمحصلة حتمية.
ومن أمثلة العباقرة الأفذاذ الذين اكتووا بنار الحرمان ألوالدي (إسحاق نيوتن) والذي يعتبر واحد من أعظم الرجال في تاريخ البشرية، ويعد كتابه "الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية" والذي نشر في عام 1687 من أكثر الكتب تأثيرا في تاريخ العلم، حيث وضع أساسا لمعظم نظريات الميكانيكا الكلاسيكية.
وساهمت أبحاثه في إزالة الشكوك حول نظرية مركزية الشمس، كما أعلن مبادئ بقاء الطاقة. وفي علم البصريات اخترع نيوتن أول تلسكوب عاكس علمي. كما طور نظرية الألوان معتمدا على أن المنشور يحلل الضوء إلى كثير من الألوان التي تشكل الطيف المرئي. كذلك صاغ نيوتن قانون نيوتن للتبريد، ودرس سرعة الصوت، وشارك في تطوير حساب التكامل والتفاضل، كما اثبت نظرية ذات الحدين المعممة، وطور ما يسمى بطريقة نيوتن الخاصة بتقريب الاصفار الموجودة بالدالة، وساهم في متسلسلة القوى.
والمعروف أن هذا العبقري الفذ الذي ما يزال يحتل أعلى المراتب بين العلماء ولد عام 1643 صغير الحجم ( خداج )، وكان أبوه قد مات قبل ولادته بثلاثة أشهر، وتزوجت أمه عندما بلغ من العمر ثلاثة أعوام، حيث ذهبت لتعيش مع زوجها الجديد تاركه ابنها برعاية والدتها، وقد كان نيوتن يكره زوج أمه، وكان يحمل في قلبه بعض العداوة لوالدته بسبب زواجها، وتظهر سيرته الذاتية بأنه هدد والدته وزوجها بحرقهما وحرق المنزل ومن فيه. كما انه التحق بمدرسة داخلية هي مدرسة King's School ليعيش بعيدا عن والدته ، وفي عام 1659 ترملت والدته من جديد وللمرة الثانية.
وقد استكمل نيوتن دراسته في جامعة كمبرج ليصبح واحد من أعظم العلماء وأكثرهم عبقرية في التاريخ.
أما في حالة غياب الرعاية والكفالة والاهتمام والقدوة الحسنة، وتحول حياة اليتيم إلى جحيم لا يطاق، تصبح الاحتمالات بخروج تلك الطاقات الذهنية بصورة سلبية ومدمرة في وقت لاحق اكبر بكثير.
ولو أننا دققنا في سيرة حياة أعتا المجرمين لوجدنا أنهم جاءوا من بين أولئك الذين عاشوا حياة مأساوية، وتعرضوا للكثير من الألم والقهر في طفولتهم، وكثير منهم عاش سائحا، ضائعا، مشردا في الطرقات، يفترش الأرض ويلتحف السماء، أو ربما تربى في ملا جيء للأيتام أساءت لهم وعاملتهم بصورة بشعة لا إنسانية، وقهرتهم وجعلت حياتهم أشبه بالجحيم، فتحولت طاقتهم إلى قوة سلبية ، تدميرية، هائلة .
ومن أمثلة هؤلاء المجرمين العتاة طفل اسمه تشارلي مانسون Charles Manson كانت أمه بائعة هوا ومدمنة على الكحول باعته مقابل القليل من الخمر. عاش مشردا وظل يسجن ويطلق سراحه من المدرسة الإصلاحية طوال عمره حتى بلغ الثانية والثلاثين في عام 1967 حيث تقرر أخراجه من السجن ولكنه قاوم الخروج كي لا يعتاد الحياة المحترمة. تحول هذا التشارلي إلى واحد من أشرس ألقتله على الإطلاق، كان معدل ذكاؤه 109 وملفه يقول انه كان يتصرف بدافع عظيم ليجذب الانتباه لنفسه. بعد خروجه من السجن التف حوله بعض الإتباع خاصة من النساء الصغيرات في السن كن يعانين من مشاكل عائلية...هذا الفريق قام بعمليات قتل يعجز اللسان عن وصفها...ولقب تشارلي نفسه بلقب نبي الموت المشئوم.

أما الطفلة الين كارول وورنس Aileen Carol Wuorno، التي ولدت في ولاية متشغن عام 1956 والتي عانت الأمرين وعاشت طفولة ونشأة أشبه بالجحيم، حيث تخلت أمها عنها وهي في الرابعة ومات أبوها منتحرا في السجن وهي في سن الثالثة عشرة ولم تره أبدا، وقد تعرضت تلك الفتاة لبراكين من الألم والاستغلال حتى من اقرب الناس إليها، وتخلت عن المدرسة، وعاشت في شبابها في غابة مجاورة لبيتها.
هذه الفتاة ما لبثت أن تحولت إلى أعظم قاتله متسلسلة Serial Killer في التاريخ....ومن جرائمها عرف أنها قتلت 8 رجال في ولاية فلوريدا لوحدها ما بين عامي 1989 و1990 وكانت تدعي أنهم اغتصبوها أو حاولوا اغتصابها أثناء ممارستها عملها كبائعة هوا، وقد حكم عليها بالإعدام عن ستة من جرائم القتل هذه...ونفذ فيها الإعدام بواسطة الحقنة السامة عام 2002.

الأيتام مشاريع العظماء ومن بينهم يأتي العباقرة الأفذاذ: كل ذلك يشير إلى أن كل يتيم هو بالضرورة مشروع عظيم إذا ما توفرت الشروط المناسبة، ومن بين هذه الشريحة في المجتمع يأتي العباقرة الأفذاذ.
ذلك لان اليتم هو أعظم محفز ومولد للطاقة الذهنية، التي تتشكل وتصبح جاهزة للتحول إلى مخرجات إبداعية قد تصل إلى حدود العبقرية إذا ما توفرت البيئة المناسبة والتأهيل والرعاية النفسية والقدوة الحسنة والبرمجة اللغوية العصبية الايجابية.
ونجد أن هذه الشريحة ونظرا لما تمتلكه من طاقات ذهنية مهولة ولا محدودة غالبا ما تكون قادرة على تحقيق انجازات عبقرية بتوفر اقل حد من متطلبات التدريب والتأهيل والتوجيه، التي يحتاجها الإنسان العادي.
لا بل قد يحقق عقل اليتيم انجازات مهولة غير مسبوقة دون دراية بأي قانون من قوانين اكتساب العبقرية، ومن خلال رفضه وتمرده على الأنماط السائدة والمألوفة، ليصبح هو وسلوكه وانجازاته ونجاحاته العبقرية نماذج رائدة يحتذا بها ضمن ما صار يعرف بنماذج البرمجة اللغوية العصبية، ويصبح بذلك قدوة ونموذج للآخرين الذين هم أقل حظا من حيث وفرة الطاقة الذهنية.
ذلك لان الشرط الأول والأساس في تحقيق انجازات عبقرية هو وفرة الطاقة الذهنية، وكلما قل منسوب تلك الطاقة يكون هناك حاجة لإتقان أساليب شحذ الدماغ وبرمجته وتنشيطه من خلال قوانين اكتساب العبقرية وعلى اعتبار أن الدماغ أداة مرنة يمكن شحذها وتحسين أداؤها حتى في حالة غياب تلك الوفرة من الطاقة الذهنية والتي غالبا ما تتشكل انعكاسا لظروف الطفولة المأساوية كما ذكرنا آنفا.
ولا شك أن توفير التدريب والتأهيل والتعليم والنماذج الحسنة لليتيم الذي يمتلك طاقات ذهنية هائلة، توفر له فرصة أفضل في تحقيق انجازات عبقرية في اقصر مدة زمنية، لكن علينا دائما أن نفطن إلى ضرورة توفير هامش من الحرية ونمنح مثل هؤلاء مشاريع العظماء مساحات إضافية تعمل فيها عقولهم، فهذه العقول هي التي غالبا ما تأتي بجديد غير مسبوق، وأي محاولة لدفع هذه العقول لتعمل ضمن ما هو سائد ومألوف هو في الواقع إجهاض ووأد لهذه العقول ومخرجاتها.
كل ذلك يشير إلى ويؤكد أن كل يتيم هو في الواقع وبالضرورة مشروع عبقري عظيم، وان عقول الأيتام هي في الواقع مناجم غنية لأجمل اللآليء وأثمنها على الإطلاق، وهي ارض خصبة للمخرجات الإبداعية العبقرية على اختلاف صنوفها وأنواعها ومجالاتها.
فأن كنت من بين من اكتوى بنيران اليتم والألم و المآسي والأزمات، فاعلم أن لديك فرصة أعظم في تحقيق انجازات عبقرية غير مسبوقة، وان هذه الفرصة تتعاظم مع تعاظم حجم وكثافة المآسي والآلام والأحزان التي يتعرض لها الإنسان.
لكن عليك أن تعمل دائما وباستمرار من اجل ضمان خروج طاقات ذهنك المتدفقة على شكل مخرجات إبداعية ايجابية تقدم إضافة مهمة للإنسانية، وان لا تتحول هذه الطاقات إلى أداة ومخرجات هدم وتدمير لك ولمن حولك.
وعلى المجتمعات أن تعي بأن لدى الأيتام فرصة أعظم في تحقيق انجازات عبقرية ، وعليها أن تعاملهم على أساس أنهم مشاريع عظماء، وان توفر لهم كل الدعم، والمساندة ، والرعاية والكفالة، لتكون نشأتهم نشأة سوية، بعيدة عن الشذوذ والقهر والغضب والاستغلال، فتتحول طاقات أذهانهم إلى مخرجات عبقرية فذة وغير مسبوقة. ذلك لأنهم اقدر على تحقيق الأحلام ومن بينهم يأتي القادة العظماء، والأدباء، والعلماء، والمخترعون، والمكتشفون، والفلاسفة، والمفكرون، ومن بينهم يأتي العباقرة الأفذاذ.

قديم 06-08-2012, 02:07 PM
المشاركة 139
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
التغذية الراجعة مهمة لتحسين الاداء وعلية سأكون بانتظار رأي كل من شارك في الحوار هنا حول ما ادونه من مخرجات:

اعظم الناس على الرابط ادناه:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8057

قديم 06-28-2012, 12:59 PM
المشاركة 140
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قانون رقم (5) : الاقتداء بالعظماء ومحاكاة حياتهم وسلوكهم وسيلتك الأمثل والاشمل لتحقيق العبقرية:

* إن سير حياة العباقرة العظماء، وقصص نجاحهم عبر التاريخ تمثل قدوات حسنة ونماذج يحتذى بها، ويمكن للراغب في الوصول إلى العبقرية أن يحقق نجاحا مشابها أو نجاحا يفوق نجاحات هؤلاء القدوات من خلال محاكاة حيواتهم وسلوكهم وقصص نجاحهم، والتي تمثل بذاتها وفي مجموعها نماذج مجربة ومختبره، وشاملة للعديد من آليات وقوانين الوصول إلى العبقرية.


القدوات من أفضل الجامعات: الشخص القدوة هو: الشخص المثال الذي يتشبه به غيره، فيعمل مثل ما يعمل، ويحذو حذوه في كل صغيرة وكبيرة.
وقد قالوا قديما " قل لي من هو قدوتك أقول لك من أنت"، وفي ذلك ما يشير إلى أهمية القدوة الحسنة في العملية التربوية، أو السعي إلى تحقيق النجاح والانجازات العبقرية، وذلك من خلال محاكاة وتقليد سلوك ومنهاج حياة القدوات العباقرة العظماء الذين هم من أفضل الجامعات، وعلى اعتبار أنهم نماذج حية متحركة سبق لهم أن حققوا النجاح وامتلكوا وسائله، وعليه فأن الاقتداء بهم يعني الأخذ بطريقتهم المجربة والواقعية والممكنة التحقيق في الوصول إلى النجاح.
ولكي تكون عظيما لا بد أن يكون لك قدوة عظيمة تقتدي بها وبنهجها، وتحاكي نمط حياتها وسلوكها وتقتدي بهذا النمط السلوكي الذي أوصل تلك القدوة إلى مراتب العظماء ابتداءاً.
ولا شك أن التربية من خلال القدوة هو من أفضل الأساليب التربوية وأكثرها انتشارا قديما وحديثا، وهو من أعظم الوسائل تأثيرا، ومن أقوى الأساليب أثرا في تعديل سلوك الناس، ومساعدتهم في تحقيق النجاح والانجازات العبقرية.

ومما يشير ويؤكد على أهمية التربية من خلال القدوة، نجد أن الأديان السماوية أعطت أهمية كبيرة وواضحة للتربية بالقدوة، وعلى وجه الخصوص القدوة الحسنة، ذلك لان التعليم بالقدوة يساهم في نقل الأفكار والقيم والسلوكيات الصحيحة إلى الآخرين، بيسر وسهولة وفعالية ودقة وانضباط عالي.
ونجد أن القران الكريم يعتمد أسلوب التربية بالقدوة، وينادي به، ويعطي له مرتبة عالية من الأهمية، ويقدمه على غيره من الأساليب التربوية.
فقد أمر الله سبحانه وتعالي نبيه الكريم بالاقتداء بمن سبقه من الأنبياء والمرسلين، كما ورد في الآية الكريمة رقم 90 من صورة الأنعام "[أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ]، ليس ذلك فقط وإنما نجد أن القران الكريم قد عرض لذلك الغرض قصص الأنبياء، وتحدث عن سيرهم حتى تكون النموذج الأمثل المسجل لمن أراد الاقتداء بهم ومحاكاة حياتهم وسلوكهم وطريقتهم.
وفي آية أخرى جعل الله رسوله الكريم قدوة للآخرين بقوله تعالى" [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا] {الأحزاب:21}، والأسوة الحسنة هي القدوة المطلقة التي يُفترض بالمقتدي أن يأخذ بكل ما جاءت به من أقوال، وأفعال، وأحوال، وعلى اعتبار أن صاحب الأسوة الحسنة هو صاحب عصمة، كما هو حال الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
وليس كصحاب القدوة المقيدة والمحدودة والتي يمكن الأخذ منها ضمن حدود معينة لأنه من البشر وليس صاحب عصمه ويمكن أن يصيب ويخطئ.
وقد ورد في آية أخرى في سورة الزخرف" [وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ] {الزُّخرف:23}، أي سائرون على منوالهم ومنهجهم وطريقتهم في هذه الحياة، وهو ما يؤكد على ألأهمية التي أعطاها القران الكريم للقدوة كمنهاج تعليمي وتربوي.

ونجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد أيضا على أسلوب التربية بالقدوة حيث أمر أصحابة بالاقتداء بالصحابة أبي بكر وعمر بنص صريح وواضح، حيث قال (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر).


العلم الحديث أكد على دور أسلوب التربية بالقدوة في الوصول إلى الانجازات العبقرية: لا شك أن التربية من خلال الاقتداء كان لها دورا مهما عبر التاريخ وساهمت مساهمة فعالة في نقل المعرفة عبر الأجيال، كما وساهمت في المحافظة عليها، بل والبناء على انجازات القدوات، ليصبح المقتدي بدوره قدوة لغيره وهكذا.

فقد ظل ألأسلوب التربوي المتمثل في محاكاة العظماء والعباقرة والاقتداء بنهجهم، أسلوبا مهما وموثوقا وغاية في التأثير في تحقيق الانجازات في كل المجالات والعلوم وليس فقط في مجال القيادة الفذة كما قد يظن البعض.

وعلى الرغم من التقدم العلمي الهائل بشكل عام، وفي مجال أساليب التربية والتعليم بالتحديد، لكننا نجد وحتى يومنا هذا، بأن أسلوب التربية بالقدوة ظل نهجا مهما للغاية، ولا يكاد كتاب في التربية الحديثة يخلو من ذكر القدوة كإحدى الوسائل التربوية المهمة.

وربما أن هذا هو احد المداخل التي دفعت ببعض العلماء لاكتشاف علم البرمجة اللغوية العصبية، في أواخر القرن العشرين، ليصبح هذا العلم بدوره واحد من أهم وابرز وسائل التعليم والتدريب والتربية ألحديثه، والتنمية البشرية، ونقل المعرفة والخبرات إلى الساعين لتحقيق النجاح والانجازات العبقرية، وذلك من خلال تدريبهم على السلوك النموذجي الموصل للنجاح، باستخدام النماذج السلوكية المجربة والمنقولة عن القدوات أصحاب الانجازات العبقرية السابقة.
ذلك أن هؤلاء العلماء قاموا على دراسة السلوك البشري لبعض هؤلاء الأشخاص العظماء الذين سبق لهم أن حققوا النجاح، فتبين لهم أن هذا السلوك يمكن وضعه في اطر محددة، أطلقوا عليها اسم نماذج لغوية عصبية.
وتبين أن تدريب الآخرين الساعين إلى النجاح بواسطة هذه النماذج اللغوية العصبية وسيلة ناجعة في نقل الخبرة، والأسلوب والمهارات، والسلوك النموذجي، الذي يحقق النجاح، ذلك لان هذه النماذج تحدد الوسائل الناجحة والمتكررة من النماذج السلوكية للذين تعودا الحصول على النجاح.
وذلك يعني أن الاقتداء بالعظماء هو في الواقع محاكاة وتعلم لمجموع مهاراتهم التي جعلتهم يحققون النجاح ابتدءا.

ولو أننا قمنا على تحليل هذه النماذج السلوكية للقدوات العباقرة، لوجدنا أنهم في نهجهم، وطريقتهم، وسلوكهم، كانوا قد تبنوا، وسخروا، واستفادوا من مهارات وقوانين النجاح التي توصل لها ، وعرفها العقل الجماعي الإنساني، من خلال التعليم أو من خلال التجربة والخطأ، وتم نقلها والمحافظة عليها بالتقليد والمحاكاة من جيل إلى آخر وعبر القدوات والمناهج التعليمية المختلفة.

ولا شك أن هذه العملية التربوية والتعليمية كانت تتم دون وعي من المتدرب بأنه في اتخاذه القدوة إنما كان يتعلم ويأخذ عن القدوة السابقة مهارات وأساليب تحقيق النجاح الكامنة في سلوكه ومن خلال أخذه بنماذج السلوك الموصل إلى النجاح عن تلك الشخص القدوة.

ذلك لا يعني بأن التعليم والوصول إلى النجاح يتم دائما عبر تعلم نماذج سلوكية محددة يتم نقلها من جيل إلى جيل كما هي ودون تغير أو تطوير، فغالبا ما يأخذ المتعلم والمتدرب بأكثر من طريقة، ويأخذ عن أكثر من قدوة في نفس الوقت.
وقد يساهم هو شخصيا في إضافة نماذج سلوكية جديدة غير مسبوقة، وهذا ما يجعل قوانين النجاح أمر نسبي متجدد ومتطور دائما، يتأثر بالتراكمات المعرفية والثقافية وتراكمات الخبرة البشرية، إضافة إلى المساهمات الفردية الإبداعية التي قد يأتي بها العباقرة الأفذاذ، خاصة من فئة الأيتام الذين غالبا ما نجد بأن سلوكهم قد اشتمل على قوانين ومهارات أصيلة غير مسبوقة، وذلك في انعكاس للنشاط الاستثنائي لأذهانهم، كما تم شرحه في القانون رقم 4.

ولا بد من الإشارة بأن القدوة قد تتمثل في شخص بشري تشكل سلوكياته وأفكاره وممارساته وحركة حياته والقيم التي يتبعها قدوة للآخرين، أو أن تتجلى القدوة في عقيدة، أو فكر، أو نموذج أو مثال معين.
وإذا ما أحسن الفرد اختيار القدوة من فرد واحد أو أكثر بهدف اخذ الخصائص الايجابية منهم، فأن ذلك يشكل دافع عظيم نحو الانجاز والنجاح والتفوق، وتحقيق النتائج المهولة والفذة، ولكن ذلك لا يغني حتما عن التعلم، والتدريب، وإتقان المهارات واكتساب قوانين العبقرية الأخرى، بل لا بد من المثابرة والاجتهاد والسعي الحثيث نحو الأهداف التي يكون قد وضعها الفرد نصب عينيه.
فالباحث عن النجاح والعبقرية إذا، لا بد له من أن يتخير الأشخاص القدوات الذين سبق لهم أن حققوا الانجازات في المجال المعني والمستهدف، وهو يحتاج إلى الاطلاع على سيرة حياة العظماء الذين كانت لهم بصمات جلية واضحة في ذلك المجال المقصود.
والقدوة وسيلة ناجعة على كل المستويات مهما صغر الشأن او كبر. فيمكن لطالب التوجيهي مثلا، الراغب في الحصول على التفوق في امتحان الثانوية العامة، أن يحاكي سلوك الطلاب المتفوقين ممن سبقوه في الصف فيساهم ذلك في مساعدته على التفوق حتما.
وكذلك إذا أراد الفرد أن يصبح طبيبا أو عالما أو قائدا أو أديبا أو شاعرا، أو فلكيا، أو رجل أعمال ناجح، أو رياضيا مميزا، الخ...، فلا بد له أن يبحث عن قدوته الحسنة ذات البصمة الواضحة في المجال المعني، وان يطلع على سلوكه ونمط الحياة التي عاشها، من خلال الاطلاع على سيرته الذاتية أن كان من غير ألإحياء ومن خلال معاشرته والاقتداء به إذا كان معاصرا.
وعلى الساعي إلى العبقرية أن يراعي ميوله الذاتية عند اختياره للقدوة، وان يحسن اختيار الشخص القدوة. فالساعي إلى أن يصبح قائدا فذا يمكنه أن يختار قدوته من بين قوائم طويلة من القادة الأفذاذ الذين عرفهم التاريخ ووصلت إلنا سيرهم الذاتية وأخبارهم وانجازاتهم، وعبقرياتهم.
ولقد كان "عمر بن الخطاب" مثلا، نموذجًا فريدًا للقائد والحاكم العبقري الفذ، صاحب الانجازات العظيمة، حيث عرف عنه بأنه الرجل الصلب والشجاع، وكان مثالا نادرًا للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورة مسئولية الحكم، حتى إنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته، وله في ذلك قصص عجيبة وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم" هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد قالت نعم إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم "عمر" يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل.

ولا شك أن التاريخ العربي يزخر بأسماء عدد هائل من العباقرة الأفذاذ في كل المجالات، العلمية والأدبية والفكرية الخ. ويمكننا مثلا أن نذكر كتاب " ألف ليلة وليلة" الذي ظل يشكل النموذج الأهم والأمثل لمن يريد أن يتعلم ويتقن تقنيات السرد الأدبي والكتابة القصصية الفذة المؤثرة. كما أن المتنبي وشعره الفذ يمثل قدوة مهمة لكل من يرغب في كتابة الشعر في أبهى صوره وأعمقها وأعظمها أثرا وخلودا. ويعتبر ابن خلدون، من خيرة القدوات في مجال علم الاجتماع. كما كان ابن رشد المعلم الأول الذي اخذ عنه فلاسفة النهضة الأوروبية، الذين ساهموا في إخراج أوروبا من عصور الظلام.

ولا شك أن العصر الحديث له أبطاله وقدواته الأفذاذ في كل المجالات، وبعضهم يمكننا معايشته أو مشاهدته عبر وسائل الإعلام المتعددة وبالغة التأثير، وبالتالي محاكاته والاقتداء به او ببعض سلوكياته التي أوصلته إلى النجاح منقطع النظير في مجاله.
فمن يرغب في أن يصبح فذا عبقريا في مجال التكنولوجيا مثلا، يمكنه أن يتخذ من العبقري ستيفن جوبز قدوة له، هذا الرجل الأسطوري في انجازاته في مجال التكنولوجيا على الرغم من ظروف حياته الصعبة جدا كونه قد تربي لدى عائلة بديلة تبنته بعد أن تخلى عنه والديه، ولم يحصل على شهادات عليا واقتصر تعليمه على شهادة متواضعة لكنه كان في مجاله فذا عبقريا حقق انجازات أدت إلى قفزات نوعيه في التطور التكنولوجي.
ومن يرغب في تحقيق انجازات عبقرية في مجال الفيزياء فيمكنه اتخاذ ستفين هوكنج قدوته هذا العبقري الذي حقق اختراقات ندر مثيلها على الرغم انه مقيد في كرسي متحرك ولا يكاد شي من جسده يعمل إلا دماغه كنتيجة لإصابته بمرض أوصله إلى حالة من الشلل التام.

لذلك كله ولان سيرة حياة الشخص القدوة تختزن في ثناياها آليات وأسرار النجاح والتفوق، نقول بأن الاقتداء بالعظماء هو الأسلوب التعليمي والتربوي الأمثل والاشمل والاهم في الوصول إلى النجاح وتحقيق العبقرية.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل يمكن اكتساب العبقرية؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسرار العبقرية ياسَمِين الْحُمود منبر الحوارات الثقافية العامة 11 03-30-2021 05:04 AM
ما سر العبقرية؟ ايوب صابر منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 23 09-10-2016 06:40 PM
العبقرية ....؟ خالد بن الوليد منبر الحوارات الثقافية العامة 5 09-05-2013 02:27 PM

الساعة الآن 01:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.