احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4930
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
07-04-2013, 02:19 PM
المشاركة 1
07-04-2013, 02:19 PM
المشاركة 1
افتراضي أسرة متمدنة
الحلقة الأولى


تدافعت أولويات أسرة متكونة من أب وأم وجدة وستة أبناء ثلاثة منهم ذكور ، الأم ربة بيت في الخمسين ، رب الأسرة في السادسة والخمسين ينتظر إحالته على المعاش ، البنت البكر في الواحدة والثلاثين موظفة في القطاع الخاص ، الابن الأكبر في الثامنة والعشرين موظف في القطاع العام ، البنتان المتبقيتان واحدة في الجامعة والأخرى في الثانوي ، الولدان الأخيران مازالا في الإعدادي . أمام اختلاف التوجهات و عدم الرضا عن مسار الأسرة من طرف الأبناء ن وتظلمات الأم و استفهامات الجدة ، وازدياد نفقات الشابين العاملين وتذمرهما من الطريقة العشوائية في تسيير الأسرة وهواجسهما المستقبلية ، قرر الأب دعوة الجميع إلى لقاء أسري تفتح فيه كل الجروح وتبحث فيه كل البدائل والاقتراحات و البدائل الممكنة .
الاجتماع الأول
الأب : بسم الله الرحمن الرحيم ، أمي الحنونة ، زوجتي الحبيبة ، أبنائي الأعزاء ، هذا الاجتماع جاء نزولا عند رغبتكم في تطوير أسرتنا أمام ما تتعرض له مصالحها من مخاطر جراء تزايد الحاجيات و المطالب وإكراهات السوق ومحدودية الموارد ، وحتى بعض الاختلالات التواصلية التي تؤدي إلى عدم التصافي والتوافق ، لذلك أقترح أن أكون المسير الأزلي لهذه الأسرة ، وتنفدوا جميع أموامري بدون نقاش ، فتكونون على مستوى واحد ، وتكون قيادتي مدعاة احترام كما جرت عليه العادة في السنين الماضية و وفق أعرافنا الأسرية الضاربة في التاريخ ، فكما تعلمون أن كل زمرة لا تنصاع لحاكمها فمآلها التشرذم والتمزق والضياع ، كما يقول المثل : أنا أمير وأنت أمير فمن يسوق الحمير . أتمنى أن تكون ردودكم بالإيجاب لأفصل الخطة و ننهي هذا الاجتماع بالتوافق والإجماع .

الجدة : أحياني ربي حتى عشت ما يحز في قلبي ، أن تحكمني زوجة ابني ، هل أصبحت عاصيا يابني ؟ ألا تخشى غضب الله عليك ؟ ألا تخشى سخطي عليك فتعيش الويلات في الدنيا والآخرة ، أحرضتك زوجتك علي ، و تريد أن تنتزع مني القيادة ، أنا لا أزال قادرة على النهوض بهذه الأسرة ، أنسيت أني من أرضعتك وأمنتك وزوجتك بنت أختي ، و الآن تتآمران علي ، أظن أنني الحاكمة هنا و الرأي رأيي ، منذ متى سولت لك نفسك أنك القائد ، أنسيت أن كل خطواتك تكون بما أشرت عليك ، أم أنك تخاف أن تصارح زوجتك .

الزوجة : عجوزتي المحترمة ، احترمي من فضلك آداب الحوار ، فأنا لم أعد قادرة على تحمل طريقة تعاملك معي و سوء نيتك المبيتة ضدي ، ولا تنسي أن أولادي كبروا و بإمكاني الاستقلال معهم في بيت آخر ونتركك مع ابنك هنا إن زاد إصرارك على إهانتي فقد صبرت أكثر من ثلاثة عقود على لسانك الطويل .

الأب : لا حول ولاقوة إلا بالله ، ماذا أسمع ؟ هل جئنا لنصلح أحوالنا أم أتينا لنمزق أسرتنا ؟ ليس هذا ما أنتظره منكم ، كنت أريد سماع كلمة واحدة ، الموافقة على قيادتي ، و أعدكم أنني سأدرس كل طلباتكم بالعدل ، فأنا عارف بمصالحكم واحدا واحدا ، أنسيتم أنني من يتحمل جميع المصاعب في هذا البيت ، يكفي يكفي ، وأنت ياقرة عيني ماذا تقولين ؟

المهندسة : جدتي الحبيبة ، أبي الغالي ، أمي الرؤوم ، إخواني الأفاضل ، أخواتي العزيزات ، أنا محتارة في أمري ، أنا أتأرجح بين إكراهات الواقع الذي يلزمنا بالتغيير ، و صعوبة إقامة نظام على إرث قديم استحكمت قيمه و علمتنا أن نكون من التابعين ، و أن السكوت علامة القبول ، فكثير من الصمت ماهو إلا انهزام ويأس و انكسار ، رغم قساوة التغيير وضحاياه فهو يوما آت ، فأسرتنا تكبر أحلامها ، و تزداد حاجياتها ، أنا لا أنفي مساهمة أفرادها جميعهم في وحدتها ، وبذل قصارى جهدهم من أجل كبح انهيارها ، لكن رغم ذلك فهناك خطأ ما يحتاج إلى علاج فعال .

الطبيب : بسم الله الرحمن الرحيم ، إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي و من يضلل فلا هادي له أما بعد : عائلتي المحترمة ، إن التقوى مفتاح النجاح ومعيار الفلاح ، و هي وحدها الكفيلة بجعلنا نرضى بقضاء الله وقدره ، إن الحكم لله ، يؤتيه من من يشاء ، و الله يبعث في هذه الأمة من يجدد حياتها ، و يستخلف فيهم أناسا عابدين طيبين ملتزمين ، فانظروا من توفرت فيه هذه الشروط ، و سلموه قيادة الأسرة ، وإني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ، فهذه والله أمانة ، لا تضعوها إلا في يد أمينة ، و السلام على من اتبع الهدى .

الحقوقية : تحية نضالية لكل أفراد أسرتي ، جدتي التي عانت من ظلم السنين ، أبي الذي أثقله مكر الأيام ، أمي التي أفنت شبابها من أجل الأسرة ، أخواتي البنات اللائي نالهن الإقصاء ، إخواني الأطفال الذين يعانون من الإهمال ، ساعة الحقيقة دقت ، والحقوق يجب أن تلبى ، حرية الرأي والتعبير ، حرية العقيدة ، حرية الملبس ، حرية السفر ، حرية المتعة ، إلى متى سنبقى في العالم القديم ، أسرتنا يجب أن تنظم إلى ركب الحضارة ، يجب أن تكون شفافة في تعاملاتها ، يسودها احترام الذوق ، و لا تشخصن الأحداث ، و يجب أن تبنى سياساتنا على مقاربة النوع ، و الصبغة التشاركية ، والبحث عن أشكال تنموية جديدة ، فأنا مستعدة لتقديم خبرتي من أجل تزيين هذه الواحة .

الأب : من أنتم ؟ هل أنتم فعلا أبنائي الذين أطعمتهم وكسوتهم وعلمتهم وآمنتهم من خوف ؟ هل اشتعل الرأس شيبا وهرمت وهرمت لأستمع إلى مثل الأقوال ، هذه مؤامرة ، هذه مخاطرة ، هذه مقامرة ، هذا تهديد لأمن الأسرة واستقرارها ، رغم ذلك فباب التوبة مفتوح ، وأنا مستعد للحوار ، لكن اعلموا أنني لن أقبل خروجا عن قيم الأسرة ، والاحترام الواجب لتاريخ الأجداد ، هل تريدين المشاركة يابنت الثانوي ؟

سامية : أنا يا أبتي تعرف أنني لست من هؤلاء ن بل فقط أحتاج حاسوبا وآلة موسيقية ، وإن أمكن أريد أن آخذ دروسا في الرقص .

الأب : الحاسوب و بطاقة الاشتراك على رأسي وعيني ، أما الرقص فلا ثم لا ولا أريدك أن تعودي للموضوع ، أما طفلاي الصغيران ؟

صالح : أبي نحن الأطفال لم نبلغ بعد سن الرشد ، نحتاج لهذه الأسرة مجتمعة ن تعرف أبي أهمية الرياضة ، كما تعلم ازدواجية الثقافة والرياضة ، نريد بطاقات اشتراك لتتبع أهم الأحداث الرياضية العالمية ، و نريد بذلات جديدة وأحذية حديثة ، فنحن نشارك مع أطفال الحي في تدريبات فرق الأحياء ، وربما قريبا سننضم إلى فرق الكبار .
الأب : قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ، أما الطلب الأول عند نجاحكم برتب مشرفة والثاني فمرحبا وأهلا ، لا تنسوا لا رياضة إلا أيام العطل .

تتبع


قديم 07-05-2013, 02:49 AM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


رفع الأب الجلسة إلى الجمعة المقبلة بعد الصلاة ، لأول مرة أحس أن كل ما قدمه من تضحيات وخدمات يكاد يذهب سدى ، أحس غبنه أمام الجيل الجديد ، فمن جهة يعرفون حقائق كثيرة و في الوقت ذاته تعتريهم نقائص عديدة ، يصلي صلاة العصر فيسهو فيها سهوا يجمع عبادة تقربه من ربه و خدمة قضيته ، حبه لأسرته و ما ارتج له بنيانها من تصورات جديدة جعلته حائرا ، بعد السلام يرفع كفيه مناجيا خالقة اللطف بهذه العائلة ، و انتشالها من الضياع والتمزق والتشتت ، وهي إلى عهد قريب مضرب الأمثال بنجابة أبنائها ، وحكمة كبارها و عفة نسائها و حسن تدبير مواردها .
ما إن تفرق الجمع حتى بدأت الحقوقية نشاطها و حملاتها التحسيسية والتوعوية ، فكتبت الشعارات ، نعم لحرية المرأة ، لا لاضطهاد الطفولة ، رفقا بالمسنين ، العدل والمساواة مطلبنا ، المظاهرات سلاحنا ، قريبا سنعتصم ونضرب عن الطعام ، أنهت سلسلة إعلاناتها ، طبعت ملصقاتها ، علقتها على الجدران العمومية ، في غرفة الأكل والمطبخ والشرفات ، والأروقة والحديقة وعلى طول السلم .
أما الطبيب فحول غرفة أدواته ومعداته وكتبه إلى معبد هيأ فيه منبرا ، و رسم محرابا على الحائط ، وكتب على الباب دار الصلاح والفلاح ، وفصل برنامجه على ورقة ثبتها على الباب ، أداء الصلاة بعد الآذان بعشرة دقائق ، حضور الموعظة اليومية بعد صلاة المغرب .
الجدة المريضة تملكتها نوبة بعد اللقاء ، حملتها المهندسة إلى الطبيب ، وصاها بالراحة النفسية وعدم التعصب ، وصف لها مهدئات جديدة ، بعد كل زيارة تتغير العقاقير ويزداد تركيزها ، حفيذها الطبيب يحذرها من هذه السموم و يعرض عليها منتجات من الطب البديل ، لكنها تحب طبيبها القديم ، فهو العارف بحالتها عن قرب منذ وفاة الجد قبل عشرة أعوام .



قديم 07-05-2013, 06:25 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الزوجة قررت فرض سياسة الأمر الواقع ، نبهت الجميع أنها سوف تطبخ الطعام و تغسل ملابس الطفلين ، وعلى الباقي تصريف باقي الأعمال ، من نظافة المنزل ، غسل الأواني ، تقسيم الطعام ، غسيل الملابس وخياطتها وكيها ، تهوية المنزل ، نشر أفرشته تحت أشعة الشمس ، وترتيب البيت والتبضع . الأب يتحسر على هذه الفوضى التي لا تمت إلى الأخلاق بصلة ، عند عودته من العمل يحاول توزيع الأدوار و يحاول قدر المستطاع الحد من تأثير إضراب زوجته عن بعض الأعمال ، افتقد ضحكتها و استقبالها وإطفائها لنار تعبه بخدماتها و حنانها ، طوال الأسبوع يحاول ثنيها عن غضبتها ، لكن ذلك لا يزيدها إلا إصرارا . الجدة تائهة بين نوباتها المرضية وانشغال الجميع عنها و تمرد العروسة عنها ، تحاول المهندسة إفهامها أن كل شيء سيتحسن ، وأن هذه الفترة الانتقالية ماضية لا محالة ، و أن الكل في الأخير سيجنح إلى النظام والتسامح والتعاون . الطبيب يؤذن مع كل صلاة لا توافق غيابه الإضطراري فيعلو صوته في أرجاء المنزل ، وبعد صلاة المغرب يقدم درسه حول السياسة الرشيدة ، والأخلاق الحميدة والسمو الروحي ، وعدم الافتتان بالحياة المادية ، و نكران الذات ، دون أن ينسى التركيز على التقوى مشيرا بسبابته نحو قلبه .
تعاظمت مشكلات الأسرة وأثرت بشكل غريب على مردودية أفرادها ، فهذا تجعدت ملامحه واكفهرت سرائره و تتملكه النرفزة مع كل احتكاك ، و ذلك كثير شروده وغائبة فطنته ، و تكالبت أخطاؤه ، و صدت تقاريره و فروضه ، حتى الأم تملكتها النغصة وهي ترى بيتها ينهار أمام عينيها ، أينما حلت لا يهنأ لها بال ، مرة تستحضر المستقبل فترى نفسها مطلقة تفترسها الوحشة والوحدة ، و كثيرا تسترجع قدرتها على معالجة الصعاب ، الأبناء شحبت وجوههم ، غابت تلك الأرواح النزقة في تصرفاتهم ، بنت الثانوي تعرف لأول مرة أن انفراط النظام هو الركود بعينه ، واعترفت في دواخلها أن الفن الجميل لا يبدعه إلا الظرف الجميل ، حيث الذوق الجميل والحياة الهادئة و الوجوه البشوشة .
على أحر من الجمر انتظر أفراد الأسرة جمعتهم علها تكسبهم تمكاسكا وتساكنا جديدين .




قديم 07-05-2013, 10:26 PM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


في الصالون المزينة جدرانه بالملصقات والشعارات والألوان المطلبية ، استوت الجثت المثقلة بهمومها ، افتتح الأب اللقاء بالتحية للجميع و شكرهم على عزمهم ورغبتهم الكبيرة على إيجاد مخرج لأزمة الأسرة و التوافق على خارطة طريق لتسوية مستعجلة تكون بداية لحل المصاعب التي تواجهها الأسرة في الأعوام القليلة الماضية التي أدت إلى وضعها الراهن ، وما تعرضت له أركانها خلال الأسبوع المنصرم ، وشدد على أن تكون المداخلات وجيزة و مقتضبة و حاملة لمقترحات قابلة للتفعيل تستطيع انتشال الأسرة من هذا المأزق .

الجدة : أعزائي ، يبدو أننا نعاني من تدهور خطير في الخدمات الأسرية ، و لعل تقاعس البعض في النهوض بواجباته سيدمر هذا المنزل ، إن ما نحتاجه فعلا هو محاربة المتقاعسين وجعلهم عبرة لكل من سولت له نفسه الحط من قيمة هذه العائلة ، نحن من عرق آل الجبل ، دمنا حار ، سلالتنا نقية ، لم يخطر ببالي يوما أن آل الماء قد تصل بهم درجة الاستهتار بمصيرهم إلى ما وصلتم إليه ، لو أن جدكم الأكبر قام من قبره ، لتبرأ منكم و من أعمالكم ، لكن الخطأ مني حين زوجت ابني من آل النار و هم المعروفون بإثارتهم للفتن والنعرات ، يا أحفاذي هل أنتم من آل الماء ؟ أم من آل النار ، إن كنتم فعلا من آل الماء فأروني قدرتكم على إطفاء نار الفتنة في بيتكم .

الزوجة : لاشك أن العمر تقدم بك حتى أصابك التيه والهلوسة ، آل النار هو أزكى وأنقى من آل الجبل ، فأنتم سكنتم مع الوحوش و أخذتم من طباعها الكثير ، ألم يتواثر أن جدكم أرضعته ذئبة ، آل النار يطهرون الأرض من كل نفاياتها ، كلهم أنفة وحلم وتواضع ، أبنائي أنتم من الأخيار وأبناء الأخيار ، فآل الماء هم على الدوام على وفاق مع آل النار ، وذريتهم صالحة .

الأب : ما لنا و الأنساب والأعراق ، أظن أن أسرتنا بحاجة لكل أفرادها ، ونحن بحاجة لمخططات بناء ، و ليس لمشاريع تقسيم وتجزيء ، أليس فيكم عاقل رشيد ؟

بنت الثانوي : بابا بابا .. بالروح بالدم نفديك يا بابا ..... أنا مع بابا و أريد أن أكون رسامة بدل راقصة ، وقد وجدت منزلنا يعج بالأوراق والألوان فرسمت هذه اللوحة ، خذ أبي هذه هديتي لك ، ألا تبدو بهيجا بلباس الأجداد ؟ لكن أتمنى أن تهيئ لي مرسما .

الأب : لقد أوتيت سؤلك يا ابنتي ، أنا أعرف أنكم ستهتدون إلى القول الرشيد أليس كذلك أيها الطبيب ؟

الطبيب : كلا يا أبتي لن تجدني صابرا ، ما لم تتحقق المطامح الحقيقية التي نحن بصددها ، إن الوازع الأخلاقي يبقى روح الإنسان ، إن انتشار ثقافة التبرج في بيتنا ، ومشاهدة الشاشات و إسراف الأموال على الملابس الملونة ، وانحطاط التربية الأسرية ، وعلو صوت الطفولة ، وجعل الكل كأسنان المشط لشيء غريب ، أين سنة التفاضل و القوامة ؟ أين توقير الصغير للكبير؟ أين الضرب عند النشوز ؟ كلا يا أبي أراك لا تقوم بواجبك أحسن قيام ، اعلموا أن مشروعي كامل متكامل ، أرأيتم أسرة أبي السنابل ، فنعم الأسرة هي ، سأحضر عقدها لنسير على نهجه ، كما أنهم مستعدون لدعمنا ماليا حتى نحقق مشروعنا ، ونستصلح أراضينا ، و يتعلم أبناؤنا ، كما أنني والحمد لله سأتزوج من حفيذته .

الحقوقية : لا أيها الطبيب لن نستسلم ولن نركع ولن ترجع بنا إلى الوراء ، نحن أبناء القرن الواحد والعشرين ، سنناضل محافظين على مكتسباتنا ، أبي ستساعدنا أسرة جورج آل النمر لتحقيق مشروع حداثي متقدم بهي .

المهندسة : كفاكم من هذه الأحلام الكابوسية ، وهذه المقترحات غير الناضجة ، أتريدون تدويل ملفاتنا الداخلية ، ألا تعلمون أن هذه الأسر طامعة في مقدراتنا ، و في فداديننا و ما تحتويه من أشجار لو أحسنا استغلالها ونقبنا عن مدخراتها لكانت أسرتنا على قائمة الأغنياء .







قديم 07-06-2013, 11:53 AM
المشاركة 5
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


أرجأ الأب الحسم إلى الجمعة الموالية ، أسرته لا تزال آراء أفرادها متباينة حد التنافر ، استاء من العناصر الجديدة في الحوار ، كل ما يضمره الفرقاء تكشف اليوم ، واتضح أن اختلالات الأسرة ركبت عليها قوى خارجية تنفث الفرقة بين أبنائها ليدمروا كيانها ، كيف لأبنائه أن تنطلي عليهم اللعبة ، كيف وصلوا إلى هذه السذاجة العمياء ، لعلهم يتجاهلون تاريخهم العريق ، لعلهم لا يستحضرون البناء . يعتبرون تسيير الأسرة كلعبة مدرب فرقة رياضية ، متى تضاءلت نتائجها ضحوا بطاقمها التقني تجنبا لنبش مواطن الخلل ، لعل الخافي كان أعظم ، كيف لنا أن نعيد العجلة للدوران ؟ كيف لي أنا بالذات الذي فشل في سياساته البنائية أن أصلح المسار ، لماذا علمت أفراد أسرتي ثقافة الريع ، لماذا لم أعلمهم أن لكل حسب عمله ، و لكل حسب قدراته مع ضمان الحد الأدنى للكرامة الإنسانية ، كيف لي أن أتنصل من عقودي مع المؤسسات المقرضة ؟ لكل منها كنانيش شروطها ، آه كيف العبور من هذا المأزق بخير ، أين لي بحكمة سليمان فأهمها ، أين لي بعصا موسى فأشق بها نفقا إلى برالأمان ، أحبك أسرتي ، سأضحي من أجلك ، لكن باللين والعقل ، لأن ما أفسدته السنين ، لا تعالجه إلا السنين .

المهندسة بدأت وساطتها والأمل يغادر النفوس ، وأصبحت عصبية الأسرة مجنونة ، كلما سقط كأس في المطبخ قاموا جميعا صارخين ، إن هزت الراح نافذة أجابوا هاتفين ، إن ماءت القطة أسرعوا نابحين ، استنفروا حواسهم و أصاب عقولهم العمى و سلوكهم الطيش . لم يرق لها هذا المآل فجالت عليهم واحدا واحدا ، آخذة مسافة من طلباتهم الملحة ، فتناولتها بالدراسة لخمسة أيام ، و هيأت عقدا أسريا جديدا يقوم مقام الأعراف ، دستور جديد يجد فيه كل منهم جزءا من أنانيته ، فناقشته مع الأب مرجحا فطنتها و تقنية عملها فهي متحررة من المذهبية ، و ركزت على تنمية بعيدة المدى ، هيأت وثيقة لم تسلم من صعوبة مراس الحقوقية التي أضافت لها بندا وتحفظت عن بعض الفصول ، واجهها الطبيب بخشونة ، لكنه لم يرض بالخروج عن الإجماع مخافة الإبعاد والمنفى ، فاضطر إلى التوقيع مؤجلا مشروعه إلى حين .
الجدة رحبت بالوثيقة وحيت في حفيذتها دماء آل الماء ، والأم قبلت بنتها معتبرة إياها نسخة منها ، والأطفال أحبوا أختهم الحكيمة ، وبنت الثانوي قررت أن ترسم لها لوحة تذكارية .
ليلة الخميس أرسل الأب للجميع وقرأعليهم دستورهم الجديد وصفقوا له بحرارة و الفرحة ترسم معالمها على وجوههم .
بعد صلاة الجمعة ذبحت القرابين وأعلنت الأفراح احتفالا بالإنجاز الديمقراطي .


النهاية





قديم 08-29-2013, 11:20 AM
المشاركة 6
عبدالحكيم مصلح
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي الفاضل ياسر حفظه الله

منذ فترة وأنا أتتبع هذه السلسلة الرائعة وحال العائلة المتمدنة وطلبهاتهم التي لا تنتهي ،
كما يقال الأب كان حكيماً وأستغل الظرف العام للمصلحة الخاصة على رأي الساسة للحفاظ على العائلة الكريمه ،


تحيتي وأحترامي لشخصكم الكريم ،

قديم 09-06-2013, 03:29 AM
المشاركة 7
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي الفاضل ياسر حفظه الله

منذ فترة وأنا أتتبع هذه السلسلة الرائعة وحال العائلة المتمدنة وطلبهاتهم التي لا تنتهي ،
كما يقال الأب كان حكيماً وأستغل الظرف العام للمصلحة الخاصة على رأي الساسة للحفاظ على العائلة الكريمه ،


تحيتي وأحترامي لشخصكم الكريم ،


صراع الأجيال سيبقى حاضرا على الدوام ، فكل جيل لديه قراءة مختلفة للحياة عن فهم الآباء والأجداد ، لكن للحفاظ على متانة الأسرة على الأب التحلي بالحكمة ، وإلا اهتز بنيانها أمام اندفاع روح الشباب .

سيدي الفاضل كل التحية لقراءتك الرائعة

تقديري واحترامي



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أسرة متمدنة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آسرة أشرف حشيش منبر الشعر العمودي 4 03-09-2015 09:48 PM
تأمّلات آسرة في فلسفة المعانى حنان آدم منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 3 03-25-2012 10:13 PM
إلى أسرة منابر ثقافية عبدالله باسودان المقهى 5 08-21-2011 05:23 PM

الساعة الآن 02:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.