قديم 01-09-2011, 10:06 PM
المشاركة 551
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
خليل أحمد الحامدي

من موسوعة الإخوان المسلمين
من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة
سفير الإسلام المتجول خليل أحمد الحامدي"1350 1415ه- 1929 1994م"
تعريف
هو الشيخ خليل بن أحمد الحامدي، ولد في 23-6-1929م بقرية "حامد" الواقعة في محافظة "فيروزبور" الهندية، وحفظ القرآن الكريم في طفولته، ثم التحق بالمدرسة الأعظمية في مدينة "كرنال" وتخرج فيها سنة 1945م، وكان من مشايخه والده مولانا فتح محمد، والمحدث الكبير الشيخ مولانا أنور شاه كشميري..

توفي والده وعمره ثماني سنوات.

وكان التحاقه بالجماعة الإسلامية بالهند مبكراً جداً، حيث كان طالباً لم يتجاوز الرابعة عشرة، ومع هذا كانت له إسهاماته في أنشطتها المختلفة من سنة 1943م ثم ازداد نشاطه وكثرت مشاركاته لاجتماعات الجماعة الإسلامية سنة 1945م، وبعد أربع سنوات، أي في عام 1949م أصبح عضواً عاملاً في الجماعة، ولازم منذ ذلك الحين الشيخ أمين أحسن إصلاحي، أحد رموز الجماعة الإسلامية ومن قبله الشيخ محمد علي، أمير الجماعة الإسلامية بمدينة "فيروزبور" وفي سنة 1955م اُختير الأستاذ الحامدي مساعداً لمدير دار العروبة للدعوة الإسلامية، ثم صار مديراً لها بعد ثمانية أعوام.

وكان يخطب الجمعة بالمساجد ومعظم خُطبه مقتبسة من كتاب المودودي "خطب الجمعة"، حيث كان يحفظ الكثير منها عن ظهر قلب في شبابه، كما أنه عمل واعظاً بالسجن المركزي بمدينة لاهور لمدة عام، وهدى الله على يديه كثيراً من السجناء، وكان يصلي بهم صلاة الجماعة ومعهم مدير السجن الذي كان يحب تلاوة القرآن الكريم.


مشايخه

إن العلماء والمشايخ الذين أخذ منهم العلوم كثيرون، منهم: مولانا فتح محمد، الشيخ أمين الدين، الشيخ مظهر الدين، الشيخ ظريف أحمد، الشيخ محمد علي، الشيخ عبدالعليم القاسمي، الشيخ عبدالحليم القاسمي، السيد أبوالأعلى المودودي ، الشيخ محمد أمين المصري ، الشيخ محمد عاصم الحداد وغيرهم.

معرفتي به

بدأت معرفتي بالأخ الداعية خليل أحمد الحامدي في الستينيات الميلادية، حين تولى إدارة دار العروبة للدعوة الإسلامية بمقر الجماعة الإسلامية بباكستان، خلفاً للأخ محمد عاصم الحداد الذي التحق بالعمل في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة. ثم التقيته مرات عديدة بالسعودية والكويت، وكذلك بباكستان حين لقاءاتنا المتكررة مع الإمام أبوالأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية ثم خليفته من بعده الشيخ ميان طفيل محمد ثم الأمير الحالي للجماعة الأستاذ قاضي حسين أحمد

كما جمعتني به رحلات مشتركة سافرنا فيها إلى أوروبا وأمريكا وإيران والفلبين وغيرها، كما زارنا بالكويت أكثر من مرة وشرّفني في منزلي، وحضر الندوة الأسبوعية مساء الجمعة، وشارك في موضوعاتها. وألقى العديد من المحاضرات والكلمات في جمعية الإصلاح الاجتماعي والتجمعات الإخوانية في الكويت. وقال لي:


إنني أعرفك يا أبا مصطفى من خلال قراءتي لكتاب شيخنا مسعود عالم الندوي "شهور في ديار العرب"، الذي نشره بالأوردية سنة 1949م ثم ترجم إلى العربية، حيث ذكر أنكم استقبلتموه بالبصرة والزبير بحفاوة بالغة، وحدثكم عن الجماعة الإسلامية بباكستان، وحدثتموه عن الإخوان المسلمين في العالم العربي، وزودكم بمؤلفات المودودي وزودتموه بمؤلفات الإمام الشهيد حسن البنا وإخوانه وتلامذته، وكان هذا أول اتصال للإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية بباكستان.


وظلت صلتي بالأخ الحامدي وثيقة جداً، ففي جميع رحلاتي إلى باكستان كان يرافقني ويترجم كلماتي ومحاضراتي في الندوات والمؤتمرات إلى جمهور السامعين باللغة الأوردية ويترجم لي ما يقال بالأوردية.


ومن أمتع الرحلات التي رافقته بها، رحلتنا إلى جنوب الفلبين، حيث زرنا مناطق المسلمين واطلعنا على أحوالهم كما زرنا معسكرات تدريب المجاهدين من حركة تحرير مورو الإسلامية، والتقينا رئيسها المرحوم سلامات هاشم وهو قائد فذ وداعية موفق وفقيه متمكن.


كما ترافقنا في رحلة إلى إيران بعد سقوط نظام الشاه، حيث التقينا المسؤولين وعلى رأسهم الخميني، وكان معنا في تلك الرحلة الأخ سعيد حوى رحمه الله والأخ جابر رزق رحمه الله والأستاذ محمد عبدالرحمن خليفة وآخرون.


وقد تحدثنا جميعاً عن ضرورة العمل على وحدة المسلمين، والبعد عن النزاع والشقاق ومواجهة أعداء الإسلام كأمة واحدة تحت راية واحدة، لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونبذ التعصب المذهبي والطائفي، ووقف التسلط الذي تمارسه بعض الحكومات على المسلمين والدعاة والحركات الإسلامية المعاصرة.


نشاطه العلمي والدعوي

لقد كان الأستاذ خليل الحامدي همزة الوصل بين الجماعة الإسلامية بباكستان والحركات الإسلامية في البلاد العربية والإسلامية، وسافر إلى السعودية برفقة الإمام المودودي وقابل الملك سعود سنة 1960م بناءً على طلبه لتقديم مشروع الجماعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقد رحب الملك سعود بالمودودي ترحيباً كبيراً جداً، وكان مع المودودي بالإضافة للشيخ الحامدي السيد غلام محمد، فقدم المودودي خطته المقترحة للجامعة إلى الملك سعود الذي شكل لجنة لمناقشتها مؤلفة من الإمام المودودي والشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، و أبي الحسن الندْوي ، ومحمد علي الحركان، فوافقوا على الخطة بعد إدخال تعديلات بسيطة عليها.

وقد بقي المودودي وغلام محمد وخليل الحامدي عشرة أيام بمدينة الرياض، حيث ألقى الإمام المودودي كلمة قيمة في قصر الملك بالناصرية، وكذا في معهد العاصمة النموذجي للأنجال، ثم سافر الحامدي مع المودودي لمكة المكرمة للعمرة، ثم إلى المدينة المنورة لزيارة مسجد الرسول { وزاروا المكان المخصص للجامعة، حيث تم إنشاؤها في وادي العقيق قرب قصر سلطانة.

وفي سنة 1962م سافر الحامدي مع المودودي للحج وكان الملك سعود دعا لمؤتمر إسلامي في موسم الحج لمواجهة فتنة الإلحاد والفساد في صورة الشيوعية والاشتراكية التي كان يتبناها بعض الحكام العسكريين العرب.
وقد تمَّ عقد هذا المؤتمر وانبثق عنه تأسيس رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة وكان من أبرز مؤسيسها: أبوالأعلى المودودي ، أبو الحسن علي الندْوي ، محمد أمين الحسيني ، مكي الكتاني، عبدالله القلقيلي، عبدالرحمن الأرياني، البشير الإبراهيمي، حسنين مخلوف، علال الفاسي، عبدالله كنون، الطاهر أبوعاشور، محمد ناصر، مفتي محمود، الشيخ إبراهيم السنغالي، محمد فال الموريتاني، أبوبكر جومي، محمد بن إبراهيم، عبدالله بن حميد، عبدالعزيز بن باز، محمد علي الحركان وغيرهم.

كما أن الحامدي كان المترجم لكلمات ومحاضرات ودروس وكتب الإمام المودودي مؤسس الجماعة وأميرها الأول. وقد أسهم الحامدي في ترجمة مؤلفات الإمام المودودي مقتفياً أثر الأخوين قبله: مسعود عالم الندوي، ومحمد عاصم الحداد.


كما قام بترجمة الكثير من مؤلفات الإمام الشهيد حسن البنا والشهيد سيد قطب والسيدة زينب الغزالي وغيرهم، بالإضافة إلى بعض الكتب الأخرى مثل: البوابة السوداء، دور الدول الاشتراكية في بناء إسرائيل، الوابل الصيب من الكلم الطيب، معالم في الطريق، أيام من حياتي... إلخ.


وقد تولى الأستاذ الحامدي مهمة الإشراف على معهد الإمام المودودي لطلبة البعوث الإسلامية بباكستان، والإشراف على دار العروبة للدعوة الإسلامية، والمجلس التعليمي الإسلامي، ومجمع المعارف الإسلامية، كما كان عضواً في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن. والأستاذ خليل الحامدي متمكن من اللغة العربية، يملك ناصية بيانها، متحدثاً وكاتباً، كما أنه صاحب قلم سلس، وأسلوب مشرق الديباجة وتعبير عذب أنيق كأنه عربي الجذور.


مؤلفاته

وبالإضافة إلى الكم الكبير من الكتب التي ترجمها من العربية إلى الأوردية، ومن الأوردية إلى العربية، فإن له مؤلفات كثيرة نذكر بعضها:
الإمام أبوالأعلى المودودي.
الإسلام في مواجهة التحديات المعاصرة.
بر الأمان.

حول تطبيق الشريعة الإسلامية في العصر الحاضر.

ختم النبوة في ضوء القرآن والسنة.
المبادئ الأساسية لفهم القرآن.
وغيرها كثير لا تحضرني أسماؤها.

ويروى أنه حين سافر إلى السعودية لتسلم جائزة الملك فيصل نيابة عن الإمام المودودي، ألقى كلمة قصيرة جداً على لسان المودودي قال فيها: "... لا أريد الجائزة على الخدمات التي قمت بها في سبيل الله وسبيل الإسلام، لا أريد الجائزة عليها من الملوك في هذه الدنيا، وإنما أريد وأتمنى أن أنال الجائزة من الله عز وجل يوم لا ينفع مال ولا بنون، وإن كنتم مصرّين على أن آخذ هذه الجائزة فتسلم عن طريق مندوبي الحامدي لصرفها في سبيل الله ولا أصرفها في مصلحة شخصية".


قالوا عنه

يقول الشيخ ميان طفيل محمد: "إن الشيخ خليل أحمد الحامدي كان من الذين قام الإمام المودودي بتربيتهم بنفسه وجعلهم شخصيات لا تموت بسبب أعمالهم، وكان نموذجاً تركه المودودي بعد وفاته للناس، كان مخلصاً ونشيطاً في أداء واجباته نحو الأمة الإسلامية، وكان يعمل كخلية النحل من الصباح إلى الليل، وإن وفاته خسارة للجماعة الإسلامية والمسلمين جميعاً".

يقول الشيخ قاضي حسين أحمد: "من أوصاف الشيخ الحامدي أنه لا ييأس مهما كانت الظروف، وكان يرشد الشباب بأن المستقبل للإسلام. وكان لجولاته في الدول العربية والإسلامية طيلة ثلاثين عاماً الأثر الكبير لمعرفة أحوال الشعوب الإسلامية والدعاة العاملين للإسلام".


يقول الدكتور عبدالغفار عزيز: إن الشيخ خليل أحمد الحامدي كان اليد اليمنى للإمام الراحل السيد أبي الأعلى المودودي، كما كان الحامدي درة في تاج الحركات الإسلامية في العالم كله وليس الجماعة الإسلامية بباكستان وحدها...".

يقول العلامة يوسف القرضاوي: "... لقد كان الأخ الكريم العالم الجليل والداعية الصادق الشيخ خليل أحمد الحامدي عزيزاً على نفوسنا وحبيباً إلى قلوبنا، وكان خير سفير للجماعة الإسلامية في المجامع والمجتمعات العربية والإسلامية، لما يتحلى به من علم نافع وعقل ناضج، وخلق فاضل، وإخلاص نادر، وبصيرة نيّرة، ونشاط دائب، ومعرفة في الدعوة الإسلامية في العالم ورجالاتها، وإجادة اللغة العربية كأنه أحد أبنائها الخُلص...".


وفاته

ولقد وافته المنية يوم 21-5-1415ه الموافق 25-11-1994م، إثر حادث مروري بباكستان، وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً، حيث انتشر الخبر بسرعة مذهلة، ومن ثم بدأت وفود التعزية ورسائل المواساة، تتقاطر، وحضر الجنازة آلاف المشيعين، ومنهم عدد كبير من رجالات الفكر وزعماء السياسة وممثلي الحركات الإسلامية في العالم كالدكتور أحمد العسال من إخوان مصر، والأستاذ علي شفق من حزب الرفاه بتركيا، والسفير عبدالملك الطيب من اليمن، والدكتور الطيب زين العابدين من السودان، والأستاذ عنصر علي من بنجلاديش وغيرهم كثيرون. هذا هو الأخ الكريم والداعية الكبير الشيخ خليل أحمد الحامدي، وهذا غيض من فيض من جهوده المباركة في سبيل الله، نسأل الله أن يتقبله في الصالحين من عباده وأن يحشرنا وإياهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.


قديم 01-09-2011, 10:07 PM
المشاركة 552
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
علي بن احمد بن علي بن احمد بن محمد السليماني

ولدالشيخ علي بن احمد السليماني في عام 1325 هجريه في قرية السفال بوادي يشبم منطقهالعوالق العليا مديرية الصعيد ,,,

ولي المنصبه بعد وفاة والدة وعمره ثمانيه عشرعام ,,

تلقى علومه الدينيه والشرعيه في مدينة تريم ,ثم انتقل الى الازهر الشريففي القاهرة ونال الشهادة العالميه ,,,ومن ثم عمل مدرس في مدرسة بازرعه بعدن ..تولى القاضي الشرعي بالصعيد كما تعين في منصب قاضي القضاة في دولة اتحادالجنوب العربي, ولكنه تخلا عن هذا المنصب فقد كان من اشد المعارضين لسياسة دولةالاتحاد في عهد الحكومه البريطانيه بعدن ,,, ومعارض قويآ للحرب الاهليه التي قامتقبيل الاستقلال . وانظم الى صفوف تنظيم جبهة التحرير لتحرير جنوب اليمن ...غادرعدن الى تعز وكان له برنامج يومي اسم (نور على الدرب)يذيعه بصوته من اذاعة تعزللتوعيه والتوجيه والحث على قتال المستعمر في الجنوب ,,,
لبث الشيخ عليالسليماني في قريته فترة ثم نزل من السفال عام 1972 الى عدن ومكث فيها قليلا ثمسافر من عدن الى القاهرة وعاش اشهرآ , ثم سافر بعدها الى المملكه العربيه السعوديهوعمل هناك مدرسآحيث عاش اكثر من عقد من الزمان . فكان نعم المدرس والقدوة الحسنه
,,,,,
ومن ابرز اعماله أنه دعا عام 1347 هجريه الى صلح بين فخائذ قبيلة ال عتيقفي نزاعات كانت ثائرة بينهم عجز قبلة الكثيرون عن حلها
,,,
رجع عام 1411 هجريهرجع من السعوديه الى بلادة وعمل على خدمة الناس وكانت له في مسقط رأسه الكلمهالمسموعه والقول الحسن , والفعل الجميل والعمل الطيب حتى انتقل الى جوار ربه ليلةالجمعه الخامس عشر من رمضان المبارك عام 1416 هجريه عن عمر ناهز الواحد والتسعونعامآ تقريبآ , ودفن في مسقط رأسه في قرية السفال ,, ولم تكن له ذريه
,,,,
تغمدالله الشيخ علي بن احمد السليماني بواسع رحمته واسكنه الفردوس الاعلى من الجنهاللهم آمين ,,



قديم 01-09-2011, 10:09 PM
المشاركة 553
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كاظم بن حسون بن عبد عون الشمري

شلال القوافي العالي، والمتدفق بلا توقف، حينما تمر عليه رياح الإبداع، تتحول الى نسيمٍ عذبٍ رقيقْ، يُنعشُ كل متذوقٍ، بمفرداته التي تنبع من صميم ضمير مخلصٍ مغمورٍ بالإيمانْ، شاعرٌ تميز بأسلوبٍ رضي به كل الأذواق تقريبا، كاظم المنظور، شاعر كربلاء الأول في الشعر الحسيني الذي تردد على ألسنة المحبين والموالين لمذهب آل البيت (عليهم السلام) فقد سجل مجده بأعلى الدرجات، وغمرت روائعه غور أحاسيس المتذوقين، لكنه اختلف من حيث نوعية شعره التي اعتبرت في عصره وبعده ولا تزال هي المدرسة الأولى لشعراء المنبر الحسيني ..
طبع له ديوان(المنظورات الحسينية) في 21 جزءاً، وأخرج عنه مجلدين ضخمين، كما جمعت له نماذج شعرية أخرى منتقاة من قصائده، وطبعت عام 1958 في ديوان (الأغاريد الشعبية) الذي طبعَ بعد وفاته أيضا..وقد انشد شاعرنا الكثير من قصائده ..
وفي حياته وبعد وفاته كثيراً من كتبوا عنه، وعبقريته الفذة في نظم الشعر وفنونه من رجال دين وأدباء وكتاب وخطباء، وشعراء الفصحى والعامية، ونشرت في الصحافة وكذلك في دواوين الشعراء الذين تأثروا بشعر كاظم، ومنهم: الشاعر الكبير سماحة الشيخ عبد الحسين الحويزي وسماحة العلامة المجتهد الشيخ محمد الخطيب والخطيب الكربلائي الشيخ محسن أبو الحب والدكتور العلامة علي محفوظ والخطيب السيد كاظم النقيب وآية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي والخطيب الشيخ هادي الكربلائي العلامة السيد حسين الفالي والكاتب الأستاذ سعيد زميزم والشاعر والكاتب عبود جودي الحلي والشاعر والكاتب محمد زمان الكربلائي والكاتب والإعلامي الأستاذ علي الفتال والكاتب والمؤرخ سلمان هادي آل طعمه ومن المجلات والكتب والصحف التي نشرت عنه الكاتب حسن الفتال (كتاب الدر المنثور في شعر المنظور) واحمد طعان السلامي مجلة الكوثر والكاتب كاظم السيد علي جريدة الفرات ومجلة المنار الكربلائية ومجلة الفجر، وكربلاء المقدسة ومجلة النبأ الكربلائية.
واجرى موقع نون بعض اللقاءات التي تتناولت محطات من حياة الشاعر المنظور، وابتدأنا بنجله الحاج الملا حسين المنظور ليحدثنا عن والده بشكل مفصل..
حدثنا عن ولادة المنظور ومتى بدا يهتم بالشعر؟؟
هو كاظم بن حسون بن عبد عون الشمري، ولد في كربلاء عام 1891 ميلادي، الموافق 1309هـ في محلة باب النجف (خلف تكية العباسية حاليا).
وعاش في ظل والده،

ولما بلغ من العمر 7 سنوات مات والده، وتبنى تربيته ورعايته أخوه الأكبر وخالهُ.
وفي ريعان شبابه أخذ يتردد على المجالس الحسينية، لاسيما في شهر محرم وصفر، وكان يحفظ الشعر ويتطلع في القصائد التي تلقى من قبل الرواديد في ذلك الزمان، وكانت تقتصر على مصيبة ومأساة أهل البيت (عليهم السلام) واستنهاض الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) .
وبانت عليه ملكة الحفظ وهو لا يقرأ ولا يكتب في الوقت الذي لا يوجد فيه مدارس، وأغلب الناس كانوا أميين، وعدد قليل من المشايخ و(الكتاتيب) يعلمون الناس على قراءة القرآن وحفظه، بدءًًا بجزء عمَ وتعلم الشعر على يد أحد هؤلاء المشايخ قراءة جزء عمَ وإكمال قراءة باقي الأجزاء القرآن وكان يحضر في شهر رمضان مجالس تفسير القرآن في الصحن الحسيني الشريف، للعلامة المفسر (السيد حسن الاستربادي الذي كان مختص في تفسير القرآن، وعقد جلسات تحفيظه وتفسير أيام شهر رمضان في الصحن الحسيني الشريف..
وأخذ يقرأ باقي الأجزاء حتى أكمل قراءة القرآن وهو في سن الخامسة والعشرين، دون أن يتقن الكتابة، وكان يستعين بمن حوله للكتابة.
هل أكسبته قراءة القرآن آلية نظم الشعر؟
نعم أكسبته قراءة القرآن في سنه المبكر موهبة فريدة في نظم الشعر بصورة مميزة عن أقرانه في ذلك الوقت، حيث كان الشعر في ذلك الوقت يدور على واقعة الطف ومأساتها، إلا أن المنظور أستطاع أن يأتي بنمط شعري جديد ثوري نابع من صميم العقيدة الإسلامية، والآيات القرآن والأحاديث النبوية وأقوال الأئمة (عليهم السلام) وأستطاع أن يُدخل مفردات جديدة في شعره تمثلت في الشمس والقمر والكواكب، وعن عالم الأرواح والقبر والبرزخ والحساب والشفاعة، مما لم يكن متعارف عليه في وقته عند الشعراء الشعبيين المعاصرين له كالحاج عبود أبو حبال والسيد حسين العلوي والحاج قندي والشيخ عبد الله المعلم والشيخ محمد السراج (أبو خمرة) والشيخ عبد الكريم أبو محفوظ.
لماذا سمي بالمنظور؟
كان في بداية نشأته الشعرية، وبروزه كشاعر تقرأ قصائده على المنابر، وكان معروفاً بأسم "كاظم حسون"، والبعض يناديه بأسم "كاظم الجايجي" لمهنته، وهذا ما ولدَ خلط بينه وبين الكثيرين الذين يحلمون نفس الأسماء ونفس الصفات، مما أضطر شيخ الرادويد في ذلك الوقت الشيخ "حسين فروخي" إلى وضع لقب يميز شاعرنا الكبير به، وفي ذات يوم وفي أثناء صلاته في صحن الإمام الحسين (عليه السلام) بجانب المذبح الشريف، بعد انتهاءه من الصلاة، حيث كان يفكر بضرورة أيجاد لقب للوالد، وهنا سمع صوت يقول: سميناه كاظم المنظور، فأنتبه الشيخ الفروخي إلى مصدر هذا الصوت ولم يجد أحد بجانبه، ومعناه أن الإمام الحسين (عليه السلام) أختار هذا اللقب لشاعرنا، لُيعني أنه منظور من قِبل أهل البيت (عليهم السلام).
بعد ذلك انتقلنا الى الملا وشاعر آل البيت (عليهم السلام) الحاج محمد الرادود ليتحدث عن مهنية وامتياز شاعرنا الكربلائي مستشهدا ذلك من معاصرته إياه ببعض الأحداث والمواقف التي صادفت المنظور في حياته..
مع من تعامل المنظور من الشعراء والرواديد ومن تتلمذ عليه؟
المنظور شاعر كبير قرأ له رواديد كثيرين كالملا المرحوم الشيخ جاسم الگلگاوي، وملا حمزة السماج، وملا حمزة الصغير، والشهيد الملا حسين التريري، وكذلك قرأ من المخضرمين كالرادود محمد حمزة الكربلائي، والحاج باسم الكربلائي، وملا جليل الكربلائي، والملا سيد حسن الكربلائي وغيرهم الكثير..
ومن أجمل قصائده وأشهرها جابر يجابر، الميمون، شوف أمك أبيا حاله، يبن أمي عالتربان والكثير من القصائد التي كتبها في كل أنواع وأصناف بحور الشعر.
فقد عاصر المنظور قسم كبير من الشعراء الكبار أمثال الشاعر والمبدع المرحوم عبود غفلة وهادي القصاب وعبد الأمير الفتلاوي، وكاظم ألبنا والحاج كاظم السلامي والشاعر الرادود عبد الأمير الترجمان وغيرهم آخرين، أما من تتلمذ على المنظور شعراءٌ كبار أمثال الشاعر والرادود مهدي الأموي والشاعر سعيد الهر والشاعر سليم البياتي وغيرهم آخرين ..
المنظور خالط الناس وأحبوه قبل أن يقول الشعر، فهل الظروف هي من جعلت منه ذاك المحبوب أم أخلاقه وشمائله هي التي عَرفت عن شخصيته؟
نقلا عن «قيد الأوابد» إحدى مجموعات الأستاذ حسين علي محفوظ أنه كاظم بن حسون بن عبد عون، ينتسب إلى شمّر، مات أبوه وعمره نحو سبع سنين، وأستمر بالحياة في كربلاء حيث سكن المنظور كربلاء وأنتقل بين محلاتها الشعبية فمن محلة باب النجف انتقل الى محلة باب الخان وسكن قرب حمام العلقمي، ثم أنتقل الى منطقة باب طويريج المسماة بالمگلع، وأستقر بعدها في محلة العباسية الشرقية سنة 1958 قرب مديرية الجنسية حاليا..
عمل في (الجندرمة) خلال الشهور الأخيرة من الحكم العثماني، وكان أحد حراس بوابة كربلاء الشمالية (الطريق من وإلى بغداد) في ثورة العشري1920 ومارس المنظور العديد من المهن، كمهنة النادل (القهوجي)، وكذلك مهنة تصنيع الجص (جصاص) ومن ثم بيع التمور، وبعدها مهنة بيع الأغنام، وكان طيلة ممارسته هذه المهن مولعاً بكتابة الشعر الحسيني.
كيف بدا بكتابة الشعر ومع من بدا ولماذا تميز دون سواه بخصوصية الفرادة بالشعر الحسيني؟
نشاء المنظور وترعرع في كربلاء المقدسة وشرب الأدب الحسيني من أساتذته الذين سبقوه، وابتدأ يقول الشعر وهو يكاد يصافح العشرين، ووضع الهياكل الهندسية والزخارف للقصيدة الحسينية شعرا ولحنا حيث طورها بالشكل الذي نسمعه اليوم رغم وجود كبار الشعراء في تلك المرحلة، وأذاب التقليد بشمس حداثته، فقد تنبه بفطنة بالغة الى حالة رسمها بإتقان، وسعى لإيجاد ضوابط تبرز الحيوية في الروح الإيمانية داخل القصيدة، وتميز المنظور بخَلقِه للصور الفنية ودمج الحضارة بقصائده، فقد أدخل الكاميرا والشاشة والكهرباء وبعض المفردات الغريبة شعراً، وصورها بأبهى الصور..
سرعان ما عرف شاعرنا بخليفة رائد الابوذية الشاعر حسين الكربلائي المتوفى عام 1909 حيث كان دون سن الثامنة عشر، ومن الملفت للنظر، إن المنظور كان أميا لا يجيد القراءة والكتابة، وكان يعتمد على بعض الأصدقاء لإعانته على كتابة قصائده، ومما قيل، أنه لم يلتحق بأية مدرسة، ولم يتدرج بالقراءة والكتابة بل باشر على الفور تعلم القراءة والكتابة وعمره خمس وعشرون سنة إذ قرأ (جزء عمّ ) على احد المعلمين في غضون شهر، وأتيح له في شيخوخته، أن يطور خطه ليدون بعض قصائده، التي لم تكن في الحقيقة سوى مسودات، لا يحسنُ قراءتها، إلا محمد زياد النوري المشتهر بكاتب الوحي، إذ كان يلازم المنظور كالظل ليلتقط ما تجود به شفاه الشاعر من مستهلات ومقاطع شعرية خلال زحام المواكب الحسينية..
وحتى سن الثلاثين تقريبا لم يكن يعرف شاعرنا بالمنظور بل كان معروفا بكاظم الچايچي أو ساقي الشاي المشهور بقدرته على حمل أربعة عشر كوبا بين أصابع كفه الواحدة.
ولعل مهنته تلك أتاحت له معايشة كل شرائح المجتمع وأن يلفت أنظارهم إليه وهو يمارس نظم الشعر خلال تنقله بين المقاهي التي كانت تتنافس على حيازته كنادل يستجيب لظروف العمل المتواصل ليل نهار خلال المناسبات التي يؤم بها زوار الحسين مدينة كربلاء من كل المدن على مدار السنة..
ومما قيل إن المنظور لم يأخذ شيئا ممن سبقوه أو عاصروه جميعا بينما أخذ الجميع كل شيء منه خلال تبلور المنظورات الحسينية.
يقول الحاج أحمد دلاوي من معاصرين الشاعر المنظور: إن شعراء المنبر الحسيني لهم دور بارز وكبير تتفاعل معه الأنام، وتترجمه الشعائر والمجالس الحسينية، وكاظم المنظور الشاعر الحسيني الذي نذر عمره لخدمة الحسين (عليه السلام) ووظف قلمه في عرض واقعة الطف ومصائب آل البيت (عليهم السلام)، وأتقن الشعر الذي شغل الساحة الحسينية لأكثر من ستين عاما، ولكل مبدع في الوجود محطات وأحداث عديدة، والمنظور من الشعراء الذين برزوا في الساحة الحسينية بشكل ملحوظ، وتميز بين أقرانه من الشعراء بهذه الفرادة الكبيرة كشاعر في الأصل أمي لكنه أبدع في نظم الشعر الذي لا زال يذيعه الرواديد على المنابر الحسينية؟
فضلا عن ذلك فالمنظور شاعرٌ بارعٌ وكبير، وقد اتفق أهل صناعة الشعر العامي على انه أميرهم بدون منازع يولونه فائق احترامهم، ويعتمدون عليه، ويستندون إليه في الحكومة والفصل بينهم، وهم يعتزون بشعره الذي سار مسير الشمس، وهبّ هبوب الرياح..



قديم 01-09-2011, 10:12 PM
المشاركة 554
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
متعب العبدالله الرشيد

ومتعب هو أخ لطلال، تولى الحكم من بعد أخيه عام 1866،وكان بندر، ابن طلال، يرغب بالحكم، عوضا عن عمه متعب (لأن الحكم الملكي يجري عادةب إمتداد عمودي أي من الأب للإبن) إلا أن صغر سن بندر الطلال (كان عمره 17 سنة عندما توفي والده) قد حال دون وصوله إلى مبتغاه حال وفاة والده.


ولكن ذلك لم يمنعه من المطالبة بالحكم، فأبتدأت النزاعات بين بندر وبدر الطلال من جهة وبين عمهم متعب العبدالله من جهة، وحاول عبيد العلي الرشيد عمهم الأكبر، أن يحل النزاع إلا أن متعب العبدالله لم يتجاوب مع المفاوضات ومحاولات الإصلاح، فقام بندر الطلال بقتل عمه متعب في عام 1869 وتولى الحكم في حائل.




قديم 01-09-2011, 10:14 PM
المشاركة 555
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ابن سعدي

نسبه:

هو أبو عبدالله عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله بن ناصر بن حمد آل سعدي التميمي, وترجع أسرة آل سعدي إلى بني عمرو احد البطون الكبيرة من قبيلة تميم المشهورة والتي يسكن بعضها في بلدة قفار{ قرية مجاوره لمدينة حائل}.

وقد قدمت أسرة آل سعدي من بلده {المستجدة}جنوب مدينة حائل إلى مدينة عنيزة سنه 1120هـ تقريباً ويرجع بنسب والديه إلى آل عثيمين من آل مقبل من آل زاخر البطن الثاني من الوهبه وآل عثيمين كانوا في بلدة أشيقر ثم نزحوا منها إلى شقراء حتى جاء جد آل عثيمين الموجودين في عنيزة من شقراء إلى عنيزة وسكنوها , وهو جد الشيخ لأمه .

نشأته :
نشأ الشيخ يتيما إذ توفيت والدته وعمره أربع سنوات , وتوفي والده وعمره سبع سنين وكفله زوجة والده وأحبته و قامت على رعايته حتى انتقل لبيت أخيه الأكبر حمد

وكان صالحاً من حملة القرآن ومن المعمرين . وكان والد الشيخ عبد الرحمن من العلماء و إماماً لمسجد المسوكف بعنيزة وقد كانت نشأته مثار للإعجاب و الدهشة ولفت الأنظار لذكائه و رغبته الشديدة في طلب العلم . و كان حريصاً على الصلاة , ومن شدة حرصه على الصلاة خروجه لصلاة الفجر يوم السطو حينما كان الناس متحصنين في منازلهم خوفاً على أنفسهم , ولم يرجع عن الصلاة حتى ضربه أحدهم وألجأه إلى العودة لبيته وكان عمره آن ذاك خمس عشرة سنة . حفظ القران في سن مبكرة و صرف كل وقته في العلم حفظاً و فهماً و دراسة و مراجعة واستذكاراً على علماء بلده وعلماء البلاد المجاورة لها والوافدين إليها . و تتلمذ عليه أقرانه لما رأوا نبوغه و تقدمه عليهم . و قد فتح الله عليه آفاق العلم , و كان شديد العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم و سار على نهجهما في الاستدلال والاستنباط .
مشايخه
حفظ القران على سليمان بن دامغ في مدرسة {أم حمام}واخذ الحديث عن الشيخ محمد بن سليم ، والفقه عن الشيخ محمد ابن عبد الكريم الشبل .
ومن مشايخه
صالح بن عثمان القاضي ، والشيخ عائض الحربي ، والشيخ علي بن محمد السناني ، والشيخ محمد بن الأمين محمود الشنقيطي رحمهم الله .
صفاته الخلقية
كانت معتدل القامة ، ممتلئ الجسم ، أبيض اللون مشربا بالحمرة ، مدور الوجه كثيف اللحية و متلألئ الوجه عليه نور و صفاء .
أخلاقه
كان صالحاً ورعاً زاهداً ذا جلد و صبر و قوة على ملازمة الدروس و على قواعد الدين ، محباً للخير و الإحسان إلى الفقراء والضعفاء ، ذكي و محباً للمناقشة ، متواضعاً طيب الأخلاق في معاملته للصغير و الكبير و الغني والفقير ، و كان سهل الحديث يشتاق لحديثه الجميع .و كان طلق الوجه لا ترى عليه سمات الغضب ، لا يعاتب على الهفوة و لا يؤاخذ بالغفوة و لا يتضجر ، وكان جواداً بماله و نفسه وعلمه ، قد أعطاه الله محبة القلوب و وضع له القبول في الأرض .
وفاته :
توفي رحمه الله عن عمر يناهز ( 69) سنة وذلك ليلة الخميس قبيل صلاة الفجر 23 جمادى الآخرة سنة 1376هـ ، و ما أن علم الناس بوفاته حتى أصابهم الحزن الشديد , وصلي عليه بعد صلاة الظهر , رحمه الله رحمة واسعة وغفر لنا وله ولجميع المسلمين .

قديم 01-09-2011, 10:15 PM
المشاركة 556
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبدالله المؤرخ الفرضي

النسابة المفلح الجذالين

نسبـه ومولـده
هو المؤرخ الفرضي النسّابة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله بن سعود بن مفلح بن دخيل بن جذلان بن محمد بن ناصر بن علي الكثيري اللامي الطائي, ولد في مدينة ليلى بمحافظة الأفلاج غرة شهر شعبان عام 1336هـ. اشتهر عند الناس بلقب " ابن عيسوب "، وهو لقب أطلقه جده عبدالله بن سعود على ابنه عبدالعزيز (والد الشيخ عبدالله)، وكان سبب إطلاقه عليه موافقة اسمه اسم رجل شجاع كريم من قحطان يقال له "عيسوب"، وكان ذلك عام 1305هـ تقريبـاً.

والده

أما والده فهو عبدالعزيز بن عبدالله (الأول) بن سعود بن مفلح الجذالين، ولد سنة 1301هـ في مدينة ليلى, قام برعايته جده الشيخ سعود بن مفلح
حيث مات أبوه وعمره إحدى عشرة سنة،


وقد طلب العلم على جده الشيخ سعود بن مفلح الجذالين (1248-1335هـ) فنبغ في الحديث والسيرة النبوية, كما أخذ منه علم التأريخ والفلك والحساب والأنساب فأجادها, وروى عنه تأريخ نجد والأفلاج - غير المدون – ، وقد رحل إلى الرياض في منتصف عمره ودرس على الشيخ حمد بن فارس، وطلب منه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ القدوم إلى الرياض مرة أخرى ولكنه اعتذر – رحمه الله – لمرضه، توفي رحمه الله سنة 1362هـ وله من الأبناء اثنان:
1- الشيخ عبدالله (المؤرخ الفرضي النسابة)، ولد عام 1336هـ وتوفي عام 1415هـ.
2- محمد (وهو والد الشيخ عبدالعزيز والدكتور عبدالله المفلح الجذالين)، ولد عام 1347هـ وتوفي عام 1424هـ، وقد كان حافظاً لكتاب الله يجيد تلاوته بترتيل وفصاحة، محمود السيرة طـيّب السريرة متواضعاً في شؤونه كلها، عمل مؤذناً ثم إماماً ثلاثين سنة رحم الله الجميع
.

مراحل حياته

1- مرحلـة الطفولـة والنشـأة (1336 – 1353هـ):
نشأ الشيخ عبدالله في بيت علم وفضل وتقى، إذ كان والده من طلبة الشيخ سعود بن مفلح الجذالين، وقد اعتنى والده بتربيته فأدخله في الكتاتيب فتعلم القرآن الكريم وحفظ منه ما تيسر له كما أخذ شيئاً من مبادئ التوحيد والفقه في هذه المرحلة, وكان خلالها يعمل مع خاله ويرافقه في أسفاره إلى حوطة بني تميم وغيرها للتجارة, ومنه تعلم أمورا كثيرة في الحيـاة.

2- مرحلـة الشبـاب والترحـال ( 1353 – 1374هـ):

وقد بدأ هذه المرحلة بأول رحلة بعيدة عن بلده الأفلاج، وهي المشاركة في الجيش السعودي المتوجه إلى اليمن بقيادة الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود عام 1353هـ. وفي عام 1355هـ رحل إلى الرياض لطلب العلم ثم رجع إلى الأفلاج. وفي عام 1357هـ رحل إلى الرياض مرة أخرى، وكانت هذه أطول من سابقتها حيث دخل مجلس الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، ولازم حلقته فترة من الزمن, وسمع من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية آنذاك، ومن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمهم الله جميعاً. وفي عام 1359هـ رجع إلى الأفلاج ويتزوج بها.
وقد رحل إلى مكة المكرمة أول مرة في عام 1360هـ لأداء فريضة الحج ومقابلة علماء مكة واقتناء بعض الكتب منها وخصوصاً التأريخية؛ لشغفه بالتأريخ منذ ذلك العهد, وكان خلال هذه الفترة يحاول العمل في الاحتطاب والزراعة لأجل الحصول على الرزق وما يعينه على طلب العلم
.

3- مرحلـة الاستقـرار ( 1374 إلى الوفـاة 1415هـ):

وبعد هذا الترحال والاغتراب في طلب العلم وطلب المعيشة اشتاقت نفسه إلى الاستقرار فالتحق بإحدى الوظائف الحكومية عام 1374هـ في مدينة ليلى. ولم يتوقف في هذه المرحلة عن طلب العلم بل استمر في اقتناء الكتب وقراءتها، كما واظب على حضور دروس العلماء والمشايخ ممن كان موجوداً في الأفلاج حينها؛ كالشيخ عبداللطيف بن محمد آل الشيخ, والشيخ عبدالرحمن بن سحمان. وبعد أن تمكن من عدة علوم كان أبرزها علم الفرائض والتاريخ والآثار والأنساب والفلك- كثرت وفود الناس عليه ففتح لهم قلبه وبيته, حتى تمكن من خدمة مجتمعه في قسمة المواريث ونشر العلم كالتاريخ والفلك وما إليها, وقصر جولاته على آثار الأفلاج خدمة للعلماء والباحثين الميدانيين والإعلاميين، وكان يقرن تلك الآثار بقصص أهلها وأخبار الماضين واللاحقين, متأملاً ومستمتعاً بالبحث والاطلاع.

ولا يكاد يمر باحث أو إعلامي بالمنطقة إلا ويزور الشيخ عبدالله، ويأخذ معه جولات عديدة في ربوع المنطقة والتجول بين معالمها الأثرية. ومن أهم هؤلاء الباحثين الشيخ عبدالله بن خميس في فترة تأليفه لمعجم اليمامة، والشيخ سعد الجنيدل، والدكتور إبراهيم المجادعة، والدكتور عبدالرحمن النشوان، وغيرهم كثير، وقد وانهالت عليه المكاتبات والمراسلات من كبار الأدباء والباحثين كالشيخ حمد الجاسر، والشيخ عبدالله بن خميس وغيرهما, وقد تم الحديث عن مراسلاته في كتاب: المؤرخ الفرضي من التأليف الشيخ عبدالعزيز المفلح، والدكتور عبدالله المفلح الجذالين

وفاتـه
في يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر صفر عام 1415هـ استيقظ كعادته قبل الفجر للتهجد وصلى ما تيسر له، وبعد أذان الفجر ذهب للمسجد -وكان إماماً له - وأدى السنة الراتبة ثم جلس ينتظر الصلاة، يستغفر ويسبح ربه، وفي هذه الأثناء سقط على جنبه فهبّ جماعة المسجد لإسعافه، وبعد الوصول للمستشفى قرر الأطباء وفاته قبل وصوله إليهم, فقمنا بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه بعد صلاة الظهر في جامع أنس بن مالك (السديرية) بمدينة ليلى، وكانت جنازته جنازة مشهودة حضرها علماء البلد وقضاتها، وحشد كبير من الناس رجالاً ونساء, ونُشر خبر وفاته في صحيفة الجزيرة بتاريخ 13 / 2 / 1415هـ وقيلت في رثائه قصائد كثيرة
.




اهتمامه بالقراءة والتاريخ
كانت القراءة رافداً مهما ورئيسياً في حياته العلمية وطلبه للعلم، لاسيما وقد كان يمتلك- رحمه الله – ذاكرة قوية ودقة وضبطاً للمعلومة لا تتوفر إلا عند قليل من الناس، سواء الضبط الرقمي - وهو صاحب العقلية الرياضية الفذة - أو الضبط القصصي والتسلسلي للأحداث والأشخاص والأفكار، وقد كان يقول لتلاميذه: ما سمعت شيئاً أو قرأته إلا حفظته
.

ورغم أنه واجه صعوبات عديدة في الحصول على الكتب في أول حياته - يرسل من يعرف من الحجاج لشرائها من مكة - إلا أنه كون مكتبة جيدة حوت العديد من المصادر العلمية في علوم وفنون مختلفة
.

كان رحمه الله مهتماً بالتأريخ إلى حد كبير ، يمضي معظم وقته في الاطلاع على أمهات الكتب، ويقرأ عن جميع العصور منذ عصر الأمم البائدة والتاريخ العربي القديم إلى هذا العصر، كما قرأ عن جميع الحضارات والدول والشعوب ولاسيما في الجزيرة العربية واليمن والعراق والشام ومصر والمغرب العربي والأندلس .. أما نجد (قلب الجزيرة العربية) فقد حظيت بمزيد من الاهتمام في دراسة تأريخها وقبائلها وما وقع على أرضها من أحداث في قديم الزمان وحديثه, فكان كثيراً ما يقرأ عن هذا المنطقة لكونه نشأ على أرضها وعاش عليها آباؤه وأجداده فكان يبحث عن كل ما يتصل بها، مع أن نجداً قد عاشت فترات ضَعُفَتْ فيها الكتابةُ بل عاشت قروناً لم يكتب عنها شيءٌ يذكر
.

ومن أبرز الكتب التي كاد يحفظها: كتاب البداية والنهاية لابن كثير، والكامل في التاريخ لابن الأثير، وسير أعلام النبلاء للذهبي، والسيرة النبوية لابن هشام، وصفة جزيرة العرب للهمداني، وعيون الأخبار لابن قتيبـة، وسبائـك الذهـب في معرفة قبائل العرب للسويدي، وجمهـرة أنسـاب العرب لابن حزم الأنـدلـسي، وعنوان المجد لابن بشر، والمنتخب في ذكر أنساب قبائل العرب للمغيري، وغيرها عشرات الكتب
.

وكما أن الشيخ عبدالله قد قرأ في كتب التاريخ القديم، فقد اهتم أيضا بقراءة كتب تاريخ نجد، فقد قرأ لعدد من مؤرخي نجد القدماء مثل: إبراهيم بن صالح بن عيسى، ومحمد بن ربيعة، ومحمد بن عبّاد، وأحمد بن منقور، ومحمد الفاخري، وابن غنام، وابن بشر ، والجبرتي، وابن عبيد وغيرهم
.
واهتم بكتابات بعض المعاصرين له وتحليلاتهم، فقرأ للشيخ حمد الجاسر ، وفؤاد حمزة، وابن بسام، وعبدالله بن خميس، وسعد الجنيدل، وأبي عبدالرحمن بن عقيل، ومحمد بهجت الأثري، وغيرهم ممن كتب عن تأريخ نجد عامة أو عن شيء منه
.

ولم يثنه ضعف بصره في آخر حياته عن القراءة والاستمرار عليها فقد كان يجد فيها الفائدة والأنسَ والمتعة معاً، وتشغل وقته بشكل يومي تقريباً قبل الظهر وبعده، وله جلسة معروفة للناس بعد صلاة المغرب من كل يوم في بيته استمرت أكثر من ثلاثين سنة يُجاب فيها على الأسئلة وتُبذل فيها المشورة، وتطرح فيها المسائل الفرضية، ويُقرأ فيها من كتبِ العلمِ فـي مختلـف المجـالات
.

مكانتـه العلميــة
لقد حظي الشيخ عبدالله بمكانة عالية عند الناس وعند الباحثين والمحققين, وشهد بفضله وقدره كبار المؤرخين والباحثين والأدباء – مما سنورد بعضه – ولقد تدفقت عليه أسئلتهم من كثير من مناطق المملكة في الفرائض والتأريخ والفلك والأنساب فكان يجيب عليها إجابة الواثق بطريقةٍ سهلةٍ ممتنعة, فهو يتميز - رحمه الله - بحُسْن عرضه وروعة تصويره للأحداث التاريخية وكأنه معهم في هذا الحدث أو ذاك، مما يضفي على حديثه متعة الاستماع مع قيمة الفائدة، وكثيراً ما يَفِدُ إليه رجالُ المنطقة ليسألوا عن أنسابهم أو تأريخ أجدادهم فيجيبهم بدقة وتسلسل, أو لينالوا معلومات متفرقة فرضية كانت أو فلكية, كما كان المزارعون يردون إليه كثيراً ليسألوا عن مواعيد الزراعة وحساب النجوم والطوالع؛ ولذلك فقد كان -رحمه الله- مقصد الباحثين والإعلاميين والأكاديميين من داخل المحافظة أو خارجها من الزائرين
.

وله مشاركاتٌ إعلامية في عدد من الصحف والمجلات: كمجلة العرب، ومجلة قافلة الزيت، ومجلة الفيصل، والمجلة العربية، ومجلة الشرق، وصحيفة الرياض والجزيرة ومجلة العرب وغيرها .. كما أن له اتصالات وثيقة ومراسلات لعلماء عصره وقد ذكر كل ذلك في الكتاب عن حياته الذي بعنوان: المؤرخ الفرضي النسابة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المفلح الجذالين حياته وآثاره من تأليف الشيخ عبدالعزيز المفلح والدكتور عبدالله المفلح الجذالين


شخصيتـه وأخلاقـه
إن الحديث عن صفات الرجال الأفذاذ قد يظنه البعض ضرباً من الخيال والمبالغة أو المحاباة والمجاملة .. ولكن الحديث عن شيخنا ليس كذلك بل لن نذكر إلا ما اشتُهر عنه وعرفه الناس به من صفات وأخلاق وسمات
.


أولاً: الصفات الشخصية:

لقد كان رحمه الله متواضعاً مع الصغير والكبير, وكان حليماً لا يغضب آخذاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن الغاضب يأتيه فيهدأ حينما يحدثه, لقد كان رحيماً بالضعفاء والمساكين يخدمهم ويطعمهم, رحيماً بالأطفال متودداً إليهم, ولقد رأيناه كثيراً ما يداعب الأطفال من أبنائه وأحفاده ويأنس بهم, ويعامل الفتيان معاملة الرجال لا معاملة الصغار ولو لم يبلغوا الحلم.

كان - رحمه الله - يتصف بنقاء السّريرة فلا يحمل حقداً ولا ضغينةً على أحد, ولا يمكن أن يؤذي أحداً بل يصفح عن الآخرين ويعفو , متسامحاً محسناً الظن بالناس

كما كان الشيخ عبدالله منظّماً في حياته؛ في وقته وقراءته وأكله ونومه وخروجه وصلاته وعلاقاته, وكان كريماً زاهداً في هذه الدنيا فلم يتعلق قلبه بها لمعرفته بمنزلتها من الآخرة
.

كان رحمه الله قوي التوكل, لا يضطرب حينما يسمع الأحداث, فلا يتزعزع لحادثات الليالي والأيام لقوة توكله واعتماده على ربه, ولقوة صبره وتحمله ويقينه .. وكيف يضطرب وهو الذي قد حوى ما في التأريخ من أحداث وأحوال, فالأحداث والمواقف تملأ مخيلته وهو العارف بالأيام وما تحمله, ومن قرأ واستوعب كتاب البداية والنهاية لابن كثير وغيره من كتب التاريخ كان أكثر حكمة ونضجا في التعامل مع الأحوال والظروف
.

كان – رحمه الله – تقياً عابداً قوّاماً لليل كثير التهجد والصلاة, كما قال عنه الأديب الشاعر عبدالله بن محسن آل لحيان في قصيدته


كان - رحمه الله - يحب خدمة الآخرين لاسيما الأقرباء والجيران، فكان يلبي طلباتهم ويقضي حوائجهم, ويقرض محتاجهم ويعطف على صغيرهم ومريضهم, يحب زيارة المرضى والدعاء لهم ابتغاء الأجر والثواب, كان واصلاً لرحمه, يزورهم ويتواصل معهم ويدعوهم لزيارته. ومن اهتمامه بأرحامه أنْ أخذ عمة والده لطيفة بنت الشيخ سعود بن مفلح إلى بيته آخر خمس سنوات من عمرها، وبقيت عنده إلى أن توفيت رحمها الله تعالى. كما كان قوي الصلة بخالاته وعماته وأعمامه, وكانت صلته بأخيه (والدنا رحمه الله) قوية إلى حد كبير فكان محبوباً لدى الجميع يأنسون بآرائه وحديثه ومجلسه
.

وقد كان بيته مفتوحاً طوال اليوم، وكثيراً ما تحصل خلافات بين أب وابنه أو زوجة وزوجها فيذهب أحدهما إلى الشيخ عبدالله طالباً تنفيس كربته وحل مشكلته والتدخل في أمـره. ولا نعرف أنه دخل في مشكلة أو خصومة مع أحد طيلة حياتنا معه خلال أكثر من خمسة وثلاثين عاماً
.

كان – رحمه الله – ذا منهج واضح, صادقاً مع ربه ونفسه لا يحابي أحداً، ولا يستغفله أحد، ولا يخادع ولا يكذب , ولا يغش , مرتب في دخله المالي ومصاريفه الشهرية والسنوية بحيث لا يلجأ إلى الديون التي تجعله يحتاج إلى الآخرين, لا يحب الاقتراض من أحد، بل لقد كان في شبابه يكدح ويتعب بحثاً عن لقمة العيش الحلال؛ فعمل في الاحتطاب على الجمال وعمل في الزراعة؛ فزرع في ليلى وخاصة في الحزيمي وأم أثله وزرع في أوسيلة، وباع واشترى، وكان له نخل في السيح يذهب له كل شهر , وربما أقام شهرين هناك في وقت الصيف (المقياظ)، وكان أغلب أهل ليلى ممن كان لهم نخل يفعلون ذلك في شدة القيظ
.

وحينما اشتهر بين الناس بقسمة المواريث (الفرائض)، والاهتمام بالآثار ومواسم الغرس والبذر عُرض عليه تولِّي عدد من المسؤوليات في بعض الدوائر الحكومية. فقد عَرض عليه قاضي الأفلاج الشيخ عبدالرحمن بن سحمان العمل في النظارة وقسمة الأراضي والمواريث في المحكمة, وعَرض عليه الشيخ محمد بن علي آل زنان العمل قي قسم الآثار بإدارة التعليم, وعَرض عليه مدير الزراعة العمل في فرع الزراعة لمعرفته بالمواسم ومواعيد الغرس والبذور ... ولم يرغب شيئاً من ذلك – رغم عدم تأييد بعض المقربين منه - حرصاً منه على أن يكون ما يقدمه للناس خالصاً لوجه الله، وأن يكون عمله احتسابا دون أجر إلا من الله تعالى، وأن لا يرتبط بما قد يُقيِّد خدمته لجميع فئات الناس
.
كان – رحمه الله – يعترف بعيوبه وقد يعدها هو عيوباً وربما ليست بعيوب
.
ومن ذا الذي تُرضى سجايـاه كلُّهـا كفى المـرءَ نُبـلاً أن تُعـدّ معايبُـهْ


وقد كان يتفانى في خدمة الضعفاء والمحتاجين، ولذلك فقد كُلف لسنوات طويلة من قبل المحكمة والإمارة (المحافظة) بتوزيع الزكاة والصدقات السنوية على فقراء مدينة ليلى، يتتبعهم في منازلهم ويقدم لهم نصيباً مما كلف بتوزيعه، وكثيراً ما رأيناه يطوف البيوت ويطرقها على أهلها خاصة النساء والأرامل، ومن دقته في التوزيع أنه لا يقبل أن يأتي أحد من المحتاجين إلى بيته حتى لا يشعرهم بمذلة الأخذ من الآخرين؛ لإيمانه أنها حق لهم، والحقوق يجب أن تصلهم في منازلهم لا أن يأتوا لأخذها، إضافة إلى أنه يريد أن لا يأخذ منه أحد – خاصة من النساء لإمكانية عدم معرفته بهن- أكثر من مرة.

وكان يُعْطي كلَّ ذي حقٍ حقه، ويُنزل الناسَ منازلهم, يفرح إذا احتاج إليه أحد في مال أو علم أو موقف، لا فرحاً في احتياج الناس وعوزهم وإنما الفرح لأن حاجتهم تُقضى على يديه
.

وقد كان الشيخ يتمتع بعلاقات طيبة مع جميع الناس، وله خاصته وأصدقاؤه المقربون منه، فعلاقته بجميع أعمامه وأبناء عمومته في (قصر آل مفلح) في مدينة ليلى (أو ما سمي فيما بعد بـ حارة آل فالح) علاقة مودة واحترام وتقدير ، ولسعة صدره واهتمامه بالجميع وعلمه وقدره وفضله التفَّ حوله الجذالين جميعا منذ عام 1380هـ إلى وفاته رحمه الله - وإن لم يكن هو أكبرهم في تلك الفترة - فصاروا يأنسون بمجلسه وحديثه والقرب منه، وكان هو يفرح بقربهم ورعاية صغيرهم وكبيرهم، وقد كان عمه إبراهيم بن الشيخ سعود بن مفلح يتردد على مجلسه يومياً لسماع أحداث التاريخ وعبره
.

وقد كان هناك مجلس يجتمع فيه الشيخ عبدالله مع عدد من الأقارب والأرحام يقال له (القرينة)، وممن كان يحضره الشيخ زيد بن محمد آل فالح الجذالين، والشيخ ناصر بن عبدالرحمن آل بشر، والشيخ إبراهيم بن سعد آل فالح الجذالين، والشيخ صالح بن غيث، وصالح بن سعود آل فهيد، ووالدنا محمد بن عبدالعزيز آل مفلح الجذالين.




قديم 01-09-2011, 10:18 PM
المشاركة 557
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عمر أحمد سيف

08-14-2010 12:35
عمر أحمد سيف سعد محمد عبدالله سالم العفيف الأغبري
الميلاد: 20 4 1346 هـ / 16 10 1927 م
الوفاة: 22 10 1426 هـ / 24 11 2005 م

ولد في قرية (الدوم) في مديرية (حيفان) في محافظة تعز، وفيها نشأ، ودرس في بعض الأربطةالعلمية، ثم درس الفقه وعلوم العربية لدى العلامة (حسين السقاف) في قرية (الحضارم) في ناحية الشمايتين في محافظة تعز
.
وتوفي في مدينة صنعاء، ثم نقل إلى مدينةالحديدة، ودفن في مقبرة الحاج (عبدالكريم الأسودي
).
نشأ في قريته، ودرس في بعض الأربطة العلمية، ثم درس الفقه وعلوم العربية لدى العلامة (حسين السقاف) في قرية (الحضارم) في ناحية الشمايتين في محافظة تعز. كما أجازه عدد من العلماء، منهم: (علوي بن عباس المالكي)، و(حسن المشّاط) في مكة المكرمة، و(محمد منير) في باكستان
.

هاجر إلى أبيه في بلاد الحبشة، وعمره إحدى عشرة سنة، وقد توفي أبوه بعد عامين في مدينة (دردوا) عام 1359هـ/ 1940م، فواصل صاحب الترجمة دراسته على مشائخ العلم،ومنهم: (عبدالله الهروي)، و(أحمد آدم الضرير)، و(عمر الأزهري)، و(محمد سراج)، وظليتنقل بين اليمن والحبشة، وبعد قيام الثورة الجمهورية والقضاء على النظام الإمامي في اليمن عام 1382هـ/ 1962م عاد إلى اليمن، فولاه وزير الأوقاف القاضي (عبدالكريمالعنسي) خطيبًا للجامع الكبير، غير أنه ترك الخطابة في هذا الجامع، بعد أن طُلِب منه الدعاء للرئيس (عبدالله السلال) في خطبة الجمعة، وكان هناك اتجاه معارض يرى فيذلك امتداد لتقليد من عهود الإمامة البائدة، وقد رفض صاحب الترجمة ذلك، ورحل إلىمدينة عدن، فعمل فيها إمامًا وخطيبًا لمسجد (النور) في حي (الشيخ عثمان)، خلفًاللأستاذ (قاسم غالب) الذي تعين وزيرًا للتربية والتعليم، ثم عاد صاحب الترجمة إلىبلاد الحبشة، وعمل في الدعوة إلى الله والتدريس، وتخرج على يده عشرات العلماءوالدعاة، وفي عام 1391هـ/ 1971م عاد إلى اليمن، ومكث في مدينة تعز عاملاً في مجالالدعوة والإرشاد، ثم فاز في انتخابات مجلس الشورى عن مدينة تعز، فكان ينكر علىالرئيس (عبدالرحمن الإرياني) تساهله في حزم الأمور، وفي مقارعة المفسدين، وحين قُتلالشيخ (محمد علي عثمان) عضو المجلس الجمهوري في مدينة تعز وهو خارج لصلاة الفجر؛قال صاحب الترجمة قولته المشهورة: "أصبح الإرياني كشجرة يستظل بها كل منافق دجّال"،فحصل بسبب ذلك خلاف بينه وبين الرئيس (الإرياني)، فاعتقل مدة رغم حصانته، ثم خرج منسجنه في فترة الرئيس (إبراهيم محمد الحمدي)، فاختلف معه في بعض الأشياء، وانتقل إلىمدينة (خمر) في بلاد عمران، لدى الشيخ (عبدالله بن حسين الأحمر)، ومكث هناك عدةأشهر، ثم انتقل إلى مدينة الحديدة، وعمل هناك في الدعوة إلى الله، ثم ترشحلانتخابات مجلس النواب، ففاز فيها، وانضم إلى حزب (المؤتمر الشعبي العام)، وعمللفترة من الزمن موجهًا للميثاق الوطني، ورئيسًا لدائرة التوجيه والإرشاد في هذاالحزب، وله علاقات وثيقة بالرئيس (علي عبدالله صالح)، غير أن ذلك لم يمنعه من إبداءرأيه بقوة وشجاعة، وله في ذلك مواقف مشهورة، منها موقفه من إقرار دستور دولةالوحدة، أثناء قيام الوحدة اليمنية عام 1410هـ/ 1990م، وموقفه من غزو العراقللكويت، وموقفه من حرب الانفصال عام 1414هـ/ 1994م.
له عدد كبير من المحاضراتمسجلة على أشرطة الكاست، وقد تعين عضوًا في جمعية علماء اليمن, وشارك في عدد منالمؤتمرات العلمية، منها مؤتمر الفقه في مكة المكرمة بالاشتراك مع العلامة (محمد بنإسماعيل العمراني)، والقاضي (يحيى بن لطف الفسيل)، وقد نوقش في هذا المؤتمر تعاطيالقات، وهل هو حلال أم حرام، وقد ذهب صاحب الترجمة مع الفقيهين المذكورين إلى القولبمشروعيته. وعمل خطيبًا للجمعة في عدد من المساجد؛ منها: مسجد (المطراق) في مدينةالحديدة، وجامع (هائل سعيد) في مدينة الحديدة أيضًا
.
زار كثيرا من البلدان،منها باكستان، وأفغانستان، والسعودية، ومصر، ولندن، ورأس الوفد اليمني لإيصالالمساعدات إلى المسلمين في بلاد البوسنة والهرسك، وتبرع بثمن دار كان يملكه في حي (الجراف) في مدينة صنعاء لصالح الانتفاضة الفلسطينية
.
تزوج غير مرة، فأنجب تسعةأبناء، وست عشرة بنتًا، وقد عٌرف من أبنائه (أحمد) كان خطيبًا مفوهًا في مدينةالحديدة، وقد توفي، و(عبدالإله) دكتور محاضر في كلية الزراعة في جامعة صنعاء،و(ياسين) موظف في بنك (التضامن) في مدينة تعز



قديم 01-09-2011, 10:19 PM
المشاركة 558
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ابراهيم بن صالح بن ابراهيم العواد

أمير بلدة الهلالية بالقصيم

ولد عام 1331 هجري

تولي اماره الهلاليه بعد وفاة ابيه في عام 1351هجري وعمره تسعة عشر عام .

مدير مدرسة الهلالية لمدة عشرين عاما منذ عام 1368هـ الى عام 1388هـ .

وكان له مكانه في منطقه القصيم وذلك مماحباه الله من صفات حميده

فهو عالم ناصح كريما وقد عرضت عليه عده مناصب الا

ان مطالبة الاهالي له بالبقاءفي البلد حالت دون قبوله لهذه المناصب .

كما عين رئيسا للجان التي تقوم اماره القصيم بتشكيلها

لفض الخصومات والمنازعات بين مواطني المنطقه وحل مشاكل

الاراضي والحدود بين المدن وقري المنطقه


كتب عنه العم عبدالله بن صالح بن على العواد

ولد رحمه الله في بلدة الهلالية عام 1332هـ وعاش وترعرع في أحضان والديه وبعد ما اشتد جسمه تتلمذ على عدد من المشائخ والعلماء منهم العالم الجليل الشيخ عبد المحسن الفريح رحمه الله وعفا عنه واستفاد الأمير إبراهيم من العلماء وحصل على معلومات واسعة في جميع المجالات والفنون وتوغل في فهم القرآن وتفسيره ومعرفة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسير أصحابه وأنسابهم .
كان رحمه الله بارعا في جميع المعلومات التي حصل عليها واستفادها من مشائخه,وبما أن تعلمه كان في وقت مبكر فقد أتقن وبرز فيما تعلمه. وكان مرجعا لعلم النسب بمنطقته
كان والده الامير صالح بن إبراهيم العواد رحمه الله حريص على تعليم أبناءه وقبل وفاته رحمه الله سافر على راحلته إلى الحجاز لأداء مناسك الحج والعمرة وقد استقبله ابنه الأصغر العم عبد الله رحمه الله وهيأ له مهمته وبعد النسك وفي طريق عودة إلى أهله وجماعته إلا أن القدر لم يمهله فقد توفي رحمه الله إثناء طريق العوده وبمروره على جماعتة ببلدة ضرية فقد اشتد عليه حمى نصحه جماعته من اهالي ضريه بعدم مواصلة الطريق حتى يشفى تماما ,, وبعد مسيرته من ضرية بقليل وافته المنيه وتولى تكفينه ودفنه جماعته من بلدة ضريه وذلك عام 1350هـ وبعد ذلك امتطى أحد هؤلاء الرجال راحلة المرحوم إن شاء الله وذهب بها إلى أهله, وعندما رأى الأمير إبراهيم راحلة والده ارتبك وسأل عنه فقال الرجل إن والدك قد توفي وكان لهذا الخبر صدمه عنيفة على الابن وأهله وقد حدث لوفاته رحمه الله صدا كبيرا على مستوى منطقة القصيم ومجاورها بعد ذلك حل الابن إبراهيم أميرا للهلالية خلفا لوالده وكان عمره لايتجاوز عشرين عاما ومارس العمل بكل شجاعة وإخلاص .
تبلورت حياته على العمل وحاز على رضاء الجميع واستمر بالعمل من حسن إلى أحسن حيث تحمل عبء الأمارة ومسؤولياتها .
في عام 1369هـ وبجهد جبار من العم المرحوم إن شاء الله شائع بن علي العواد تحقق فتح أول مدرسه بنين في الهلالية تولى الأمير إبراهيم إدارة المدرسة بالاضافة لكونه امير للبلده واستمر يمارس العمل حتى أحيل للتقاعد عام 1396هـ وخلال توليه إدارة المدرسة زارها عدد من المسؤلين من إدارة المعارف حينذاك ومنهم مدير عام المعارف الشيخ المرحوم إن شاء الله محمد بن مانع وقد أعجب بها وبكفاءة طلابها وحسن إدارتها.
بعدها تولى الأمارة من بعده ابنه الأكبر صالح رحمه الله وسلك سلوك والده ونهج نهجه في العقل والتميز وادي رسالة العمل بكل إخلاص وتفاني وبعد وفاته رحمه الله تولى الأمارة وبنفس الأسلوب السابق أخوه عواد وطبق سيرة سابقيه ولايزال يمارس العمل بكل نشاط نسأل الله له التثبيت والاعانه والتوفيق والنجاح وأن يكون هووأخوانه خير خلف لخير سلف .
أما الأمير إبراهيم رحمه فكان قد كلف بعمل إضافي قبل الاحاله وهو تولي رئاسة لجنة حل المشاكل والمنازعات الحدودية والقبلية والزراعية في منطقة القصيم .
وبعد الاحاله ركز العمل وكان له دور كبير وبرز في المنطقة في مجاله فقد أوقف نفسه وجهده وماله فعالج الكثير من المشاكل المعقدة على مستوى المنطقة وكان له أثر كبير وبذلك نال رضاء المسؤلين وقد مثل جماعته وبلده وأسر القصيم في كثير من الاجتماعات والمناسبات في محيط المنطقة وخارجها وكان لإجراءاته وتوجيهاته ومرائياته صدى ملموس لدى المجتمعين وقد كدس جهده وعمله في هذا المجال بشكل غير طبيعي .
اجريت له عدت مقابلات بالصحف والتلفزيون السعودي .



له رحمه الله مواقف مشرفه عديده وقد تخفى علي اذ انني اغتربت عن بلدتي في وقت مبكر فهو رحمه الله كما اسلفنا يتميز بصفات محموده منها الكرم والحلم ولين الجانب ونقاوة الضمير وسعة البال وبعد النظر وله خدمات جليله في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وامامة المسجد الجامع وله شهره واسعه ومكانا مرموقا على مستوى القصيم.

توفي رحمه الله وعشاء ضيوفه على النار لم يشغله المرض عن استقبال الضيوف .
في عام 1406هـ توفي رحمه الله رحمه واسعه وأسكنه فسيح جناته وكان لهذا الحدث صدى كبيرا في منطقة نجد عامه والقصيم خاصه فقد حزن عليه الكثير ورثاه كل من يعرف او سمع عنه ولقد ذهب جسمه وترك لنا اثارا كثيره كان يمارسها في حياته ولقد خلف عدد من الاولاد رباهم احسن تربيه وعلمهم في شتى العلوم وفيهم الخير والبركه ان شاء الله نهجو نهجه وتقمصو سيرته واحيو ذكره بارك الله فيهم وجعلهم خير خلف لخير سلف والمعذره من اولاده ومعارفه هذا جهدي ولكل مجتهد نصيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمدلله رب العالمين

قديم 01-09-2011, 10:22 PM
المشاركة 559
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إبراهيم صالح العواد

ولد إبراهيم بن صالح العواد في بلدة الهلالية عام 1331هـ وحفظ القرآن الكريم وهو لم يبلغ الخامسة عشر من عمره وكان والده في ذلك الوقت أميرا للهلالية كما كان –والده- متعلما وواعيا تجمعه علاقات بمعظم علماء منطقة القصيم وقد اتفق مع فضيلة الشيخ: عبدالله بن محمد بن سليم وأخيه الشيخ: عمر بن محمد بن سليم على أن يرسل ابنه إبراهيم لهما في بريده ليتلقى العلم على يدهما فقام الشيخ عبدالله بتدريسه كتاب: بلوغ المرام, ودرس علوم التفسير والعقيدة والفقه والسيرة والنحو على يد فضيلة الشيخ: عمر – رحمهم الله -.
وقد أحبوه لما لمسوا فيه من النجابة والحرص على طلب العلم واستمر في طلب العلم حتى نهاية سنة 1350هـ حيث توفي والده وهو في طريقه عائدا من الحج فشق عليه ذلك واضطر لتحمل مسؤولية أسرته وتربية إخوانه وأخواته الصغار.
في سنة 1351هـ تم تعينه أميرا للهلالية وقد اعتذر في البداية عن قبول الإمارة لرغبته بمواصلة العلم إلا أن الشيخ عمر ألح عليه بأن يقبل الإمارة لكي يبقى بجوار أسرته الذين كانوا بحاجة للرعاية في ذلك الوقت.
في سنة 1369هـ تم افتتاح مدرسة الهلالية الابتدائية وعين مديرا لها بالإضافة إلى عمله بالإمارة واستمر في إدارة المدرسة حتى سنة 1388هـ كما أنه كان مرجع بلدته في أمرها كله فهو بالإضافة إلى عمله في الإمارة وإدارة المدرسة فقد كان يعد رئيس الحسبة والواعظ والخطيب ويشتهر بمعرفة علم الأنساب والفلك وغيرهما.
في سنة 1384هـ تم تعينه رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة إلا أن ظروفه الخاصة لم تمكنه من الانتقال إلى مكة كما عرضت عليه إمامة المسجد النبوي بالمدينة المنورة والتي اعتذر عنها أيضا.
في سنة 1396هـ أحيل إلى التقاعد وعين ابنه الأكبر: صالح أميرا للهلالية وقد سار على نهج والده حتى توفي –رحمه الله- في سنة 1423هـ , وعين بعده ابنه الآخر: عواد والذي لا يزال على رأس العمل.
كان إبراهيم الصالح العواد يقوم خلال عمله بالإمارة برئاسة اللجان التي تشكلها إمارة المنطقة لفض الخصومات والنزاعات بين المواطنين وحل مشاكل الأراضي والحدود بين مدن وقرى المنطقة وتحديد الطرق, وقد وهبه الله بعد النظر والحلم والحكمة والفراسة حيث وفق في حل الكثير من المشاكل الصعبة والمتشعبة برضا جميع الأطراف, وقد استمر في رئاسة اللجان حتى بعد أن أحيل للتقاعد إلى أن وافاه الأجل المحتوم في اليوم الحادي عشر من شهر ذي الحجة سنة 1406هـ, وقد تزوج أربع مرات ورزق بأحد عشر من الأبناء وثمان من البنات.
صفاته:
كان رحمه الله دمث الخلق مثقفا محبوبا بين أهالي منطقة القصيم فلا يرد ذكره في مجلس من المجالس إلا والكل يثني عليه ويذكره بالخير وذلك لما حباه الله – سبحانه – من حسن الخلق والتواضع فقد كان يقدر الناس ويقدرونه ويحترم الكبير ويعطف على الصغير, وكان يحرص على قضاء حوائج الناس والإصلاح بينهم كما كان طالب علم يحب مجالس العلماء والاستفادة منهم ويقضي معظم وقت فراغه في مطالعة الكتب الدينية والعلمية الموجودة في مكتبته التي عني بجميع كتبها حتى أصبح لديه إلمام بكثير من علوم العقيدة والشريعة والتاريخ واللغة والأدب والفلك والنسب, وكان مرجعا لكثير ممن ألفوا كتبا عن تاريخ المنطقة أو الأنساب, وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد استعان به الدكتور/ محمد بن عبدالله بن سليمان السلمان عند قيامه بتأليف كتابه: الأحوال السياسية في القصيم في عهد الدولة السعودية الثانية 1238-1309هـ, وذكر المؤلف بأنه أحد المصادر والمراجع لمؤلفه.
وقد تطرق لسيرته عدد من الباحثين وأدرجوها في مؤلفاتهم مثل: إبراهيم المسلم في كتابه: رجال من القصيم, وعبدالله زايد الطويان في كتابه: رجال في الذاكرة / سيرة ذاتيه لبعض رجال نجد المعاصرين - الجزء الأول.

وقال عنه الشاعر السليمي:
عرق الحمايل عند إبراهيم عمدة هل الحزم والوادي
الشيخ أبو صــــــالح الفهيم أميرٌ من روس الأجوادي
الين بين على الخـصــــــــــيم يهيد لــــــو أنه اعنـــادي
من غير ذلك فهو كريــــم دايم على سماطه ينــادي
وعياله مثل كرمهم مقيــم والنعم بعيال عـوادي

و رثاه حفيده الشاعر ابراهيم العواد ابوعمر بقصيدة



جاني خبرك وخيم الحـزن بسكـاتوالكل عقبك يحسب انـي بنومـاس
هز الخبر جوفي على فايتـن فـاتوهز الذي معروف في شدة البـاس
والله ياجـدي فـلا أنسـاك لوفـاتعمرن كثر عمري بلاضحك واوناس
الناس ناسينك وأنـا اقـول مامـاتمامات من خيره شمل غالب النـاس
وما مات من خلف مع الناس راياتمامات من فعله تنومس بـه الـراس
شيخ الكرم والجود شيـخ المـرواتشيدت عهدك من قديمن على سـاس
ياجـدي ابراهيـم ماقـلـت زلاتعلمت من حولك بحكمـة ومقيـاس
جدي حكيم الـرأي عنـد الملمـاتيشهد له التاريخ في وسط قرطـاس
يالله ياخالـق حسـانـي وسـيـاتيارازق المحتاج فـي لجـة اليـاس
تكتب لابن عواد راعـي الجمـالاتخضر الجنان اللي بها الحور والكاس


قديم 01-09-2011, 10:24 PM
المشاركة 560
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جورج سيمنون

الأغزر إنتاجا
السنابس - علي المحرقي
يقول توماس اديسون في عبارته الشهيرة «العبقرية هي 1 في المئة إلهام و99 في المئة عرق جبين» وإذا كانت هذه العبارة تصدق أو تنطبق على احد ما فإنها ملائمة اكثر ما تكون للكاتب والروائي الفرنسي المعروف جورج سيمنون الذي كانت يده لا تتوقف عن الكتابة إلا ليلا، فهو طول يومه يكتب وفي سفره وأينما يحل يكتب في اليوم عشرات الصفحات ولم يكن يخلد إلى الراحة أو التوقف قط وهو يعد واحدا من اغزر الكتّاب انتاجا، واكثرهم كتابة مثل إلكسندر دوما الاب، ولوب دي فيجا الكاتب المسرحي الاسباني وغيرهم، فقد كتب جورج سيمنون 450 رواية، ومئة ألف قصة قصيرة، وسيرة ذاتية أطلق عليها (إملاءات) في عشرين مجلدا من المجلدات الضخمة.
ولد جورج سيمنون في بلجيكا يوم 13 فبراير/ شباط العام 1903 في مدينة تدعى لييبج وكان أبوه يعمل محاسبا، وأسرته بسيطة تعيش حالة مادية متوسطة ولم يلبث أن مات والده وأصبح لزاما عليه حينها أن يتولى أمر عائلته ووجد أن عليه مسئولية الاسرة وذلك بعد رحيل والده، وقد نتج عن ذلك انقطاعه عن الدراسة وعمره احد عشر عاما،


اتجه حينها إلى الصحافة، وعمل صحافيا متجولا لصحيفة (لاغازين دولييبج) البلجيكية، وفيها نشر أولى قصصه، وفي سن السادسة عشرة عمل صحافيا محترفا وذلك في العام 1919، وقد عقد في هذه الفترة الكثير من اللقاءات الصحافية مع الكثير من مشاهير العالم، وعمل فيها مئات التحقيقات الصحافية وقابل كلا من ادولف هتلر وليون تروتسكي وونستون تشرشل وغيرهم، وقام بجمع كل هذه التحقيقات فيما بعد في كتاب يحمل اسم «افريقيا تتحدث اليكم» بجانب ذلك كان ينشر قصصه باستمرار ويوالي كتابتها.
في العام 1922، وله من العمر 19 عاما، انتقل من بلجيكا إلى فرنسا وهناك بدأ سيله العرم والغزير من الكتابة المتدفقة في الرواية والقصة القصيرة. في العام 1924 صدرت له أول رواية وهي بعنوان «سر الغربة الصفراء» ولكنه لم يوقعها باسمه الحقيقي «جورج سيمنون» وإنما وضع عليها اسما مستعارا وظل يكتب مدة عشر سنوات بأسماء مستعارة كثيرة بلغ مجموعها 18 اسما، ولم يفصح عن اسمه إلا في العام 1932م، وعندما سئل عن السبب في ذلك، أجاب: هناك عشرات الاسباب لهذا، منها انني اردت ان اتخفى خلف الشخصيات التي ارسمها في كتبي وان اتصرف على غرارها، ومنها انني كنت غزير الانتاج فرحت اتعامل مع اكثر من ناشر.
فتارة كان يكتب باسم كرستيان برول، واخرى باسم جورج سيم، أو جورج مارتن، أو لودوسان، ومنها جوم جوت، وجان دورسان، وجورج دوساج، وموريس بروتس وغيرها من الاسماء الكثيرة ويقال انه كتب200 كتاب بأسماء مستعارة.
وتعد هذه الفترة من اغزر فترات حياته انتاجا، وكان فيها يبذل جهدا جبارا، وعملا متواصلا، وطاقة لا تعرف التوقف، وكان فيها سريع الكتابة جدا، عندما يكتب الرواية يكتبها مرة واحدة ويعود إليها للتصحيح والمراجعة ثم لا يلتفت إليها على الاطلاق، مهما قيل عنها. كان يستيقظ صباحا من الساعة السادسة ويظل يكتب ساعات متواصلة من دون توقف حتى الساعة السادسة مساء، اي 12 ساعة يوميا، كان يكتب ثمانين صفحة (80) كل يوم، وكان يكتب رواية من عشرة الاف سطر في ثلاثة ايام فقط، وينتج حينها خمس روايات شهريا، اي بمعدل ستين رواية كل عام، بجانب قصصه القصيرة، والاغرب من هذا انه في العام 1927م اغراه احد الناشرين أو تحداه بأن يكتب رواية متسلسلة للصحيفة في ثلاثة ايام فقط، واستطاع ذلك، والغريب انه اشترط لذلك ان يكون بمرأى من الجميع في قفص من زجاج مكشوف، يستطيع اي واحد ان يشاهد جورج سيمنون وهو يكتب ليلا أو نهارا، وشرط أن يكتب حلقة كل ساعة، وقد حدد حجم الرواية في ستين حلقة كحد اقصى، ومن دون ان يتصل بطرف ثالث سوى من يأخذ منه الاوراق. كل ذلك مقابل مبلغ قدره 25 ألف فرنك.
وفعلا استطاع جورج سيمنون ذلك، وكتب الرواية في ثلاثة أيام فقط، ومنذ اللحظة الاولى وافق مباشرة لثقته بنفسه بأنه قادر على ذلك وكان يقول عن هذه الواقعة: «وقد اقترح عليَّ احد رؤساء التحرير مبلغا طيبا كي اكتب رواية في ثلاثة ايام، فأغلقت على نفسي القفص الزجاجي، على شرفة تطل على المولان جورج، فعلت هذا من دون اية صعوبة». وكان يسمى او يطلق عليه «الناسخ الصناعي» وذلك لما يمتاز به من غزارة انتاج لكنه كان لا يحب هذه التسمية ويستاء منها، وكان يقول عن نفسه إنه يستطيع ان يكتب 300 سطر من سطور الآلة الكاتبة في 45 دقيقة فقط.
وهو لم يتجاوز سن الاربع والعشرين سنة كان رصيده من الاعمال 60 رواية وألف (1000) قصة قصيرة.
والذي جعله ينهمك في هذا العمل الدؤوب، ويرهق نفسه ويذيبها ألما، واستغراقا في الكتابة، وفي عمل شاق هو سعيه نحو الحصول على الثروة، وان يعيش حياة مادية مرفهة، فهو يذيب نفسه شقاء كلما زادت ثروته ساعيا إلى الحصول على المزيد، وفعلا تحقق له ما اراد، وأصبح ثريا جدا، ويملك الملايين، واصبح بحوزته اثنان وثلاثون (32) قصرا، بسبب رواج كتبه، وما تدر عليه من اموال طائلة، إذ كانت تترجم إلى الكثير من لغات العالم، وتحول بعضها إلى أفلام سينمائية.
وهو اثناء الكتابة يستعين بالتدخين، ويدمن شرب الغليون، حتى انه يذكر بأنه يملك 200 غليون!! وهو لا يعرف مكانا مخصصا للكتابة، أو غرفة معينة، وإنما هو يكتب في كل مكان، وفي اي بلد يحل فيه، فقط يحمل معه آلته الكاتبة، وتكون بصحبته سكرتيرته، يكفيه هذا، فهو في كل رحلة يقوم بها - وما اكثر رحلاته - كانت سكرتيرته تصاحبه من اجل الكتابة، والآلة الكاتبة يضعها على اي مكان ثم يكتب، يأتيه الالهام، أو وحي الكتابة، حتى في سفره لا يعرف الهدوء والراحة، حتى في الضجيج كان يكتب، ولا يتوقف، ولا تثيره اصوات الآلات والعمال وغير ذلك، فهو ينسى نفسه وهو يكتب، وكان بإمكانه كتابة فصلين أو ثلاثة يوميا بين هذه الاجواء، وهو يلزم نفسه بكم معين من اجل انجازه، وبعد الانتهاء من كل رواية كان يفقد من وزنه - كما يقال - 8 كيلوجرامات واثناء كتابة رواية ما يعيش حال قلق، وقبل البدء بالكتابة يصاب بوسوسة خاصة، إذ كان يذهب مع عائلته إلى الطبيب الخاص، ويقوم بفحص طبي دقيق، من اجل أن يحس انه لا شيء يمكن ان يعوقه أو يعرقله عن الاستمرار في الكتابة، وربما هذا الذي يحدث معه هو احد الاسباب التي جعلته يترك الكتابة ويهجرها أخريات حياته.
بعد هذه الرحلة المتدفقة والحارة من نشاطه وحركته الدائبة بدأ هذا الغليان يهدأ قليلا، وأخذ يكتب روايات اقل طولا وحجما من سابقتها، وتخلى شيئا ما عن رواياته البوليسية واتجه إلى كتابة الرواية الوجدانية الواقعية، والرواية النفسية التحليلية بموهبة لا تقل عن كتاباته في الرواية البوليسية، وبقيمة فنية عظمى ومن هذه الروايات نذكر (سراح الموز، أصحاب العطش، القط، الباب، بيتي... الخ).
بعد العام 1960م اخذ جورج سيمنون يكتب تحت اشراف طبي. في العام 1972م توقف جورج سيمنون عن الكتابة، واعلن انه لن يعود اليها، وكانت آخر رواية له بعنوان «اوسكار» إذ وجد على مكتبه مظروفا اصفر مكتوبا عليه كلمة «اوسكار» فكتب الرواية بهذا العنوان، بعد ذلك اعلن انه لن يكتب ابدا، وكان ذلك تحديدا في سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، ولم يكتف بهذا، بل ذهب إلى دار العمدة في مدينة لوزان - حيث اقامته - وغير مهمته في بطاقته الشخصية من روائي إلى «بلا مهنة». توقف عن الكتابة بعد ان انغمس فيها مدة ثمانية واربعين عاما انتج خلالها 450 رواية وبعض الاحصاءات تقول انه كتب 500 رواية ومئة ألف قصة قصيرة، وهذا انتاج ليس بالهين قراءته، فكيف القيام بإنتاجه وإبداعه.
بعد عام واحد من توقفه اخذ يروي سيرة حياته وذلك في العام 1973م عن طريق اشرطة الكاسيت، لذلك اسماها فيما بعد «إملاءات» وظل يروي قصة حياته مدة 9 سنوات، وأنهاها في العام 1982م وخرجت في عشرين جزءا من المجلدات الضخمة، وظل الناس يرددون ما جاء في سيرته الذاتية، وما عاشه من ظروف مختلفة، وحوادث متنوعة، سواء في عالم الكتابة أو مع اسرته التي لم تعرف الاستقرار، وكانت في آلاف الصفحات.
في العام 1978م حدث له حادث غيَّر مجرى حياته، وصبغها بالسواد والتشاؤم والعزلة، ففي هذا العام قامت ابنته ماري جو بقتل نفسها منتحرة، إذ اطلقت الرصاص في صدرها، وذلك بعد ان تركت لأبيها تسجيلا بصوتها تتحدث فيه عن اسباب انتحارها، وكذلك دفتر مذكرات كتبته وفيه تفاصيل كل ما خالجها من مشاعر وانطباعات عن علاقتها بأبيها. وقد تأثر جورج سيمنون كثيرا بهذا الحادث، وأفجعه جدا، وخصوصا ان ابنته ذكرت انه احد اسباب انتحارها.
حينها قرر اعتزال الناس، والعزلة التامة عن المجتمع، والانقطاع عن العالم الخارجي وانتظار الموت للحاق بابنته، كما يقول، فقام ببيع ممتلكاته، وقصوره، ومنزله الكبير الذي يحوي 30 غرفة، وصرف كل ثروته، بعد ان سلم كل كتاباته المخطوطة إلى جامعة لييبج، واستقر في قلب مدينة لوزان مع زوجته الثالثة تريزا، إذ ابتاع له منزلا صغيرا بسيطا ومعزولا. ويقول عن ذلك: لقد اخترت ان اكون معزولا في هذا المسكن البسيط حتى لا يعرف احد بموتي، حتى افراد اسرتي، سأعيش هنا في هدوء، لقد اخترت لون حياتي.
حتى الصحافة انقطع عنها ورفض كل المحاولات من اجل اجراء لقاءات صحافية معه، عن حياته وأدبه.
وظل على هذه الحال حتى وافاه اجله في الاسبوع الاول من شهر سبتمبر سنة 1989م عن عمر ناهز السادسة والثمانين. وقد بيع له 550 مليون نسخة في 55 لغة ومازالت كتبه تطبع ويعاد طبعها، وقد ترجمت بعض كتبه وقصصه القصيرة إلى اللغة العربية نذكر منها: «جريمة في الريفيرا»، ورواية «انتوان وجولي» أو «الساحر» التي لها ترجمتان بحسب علمي، وروايته «هذه المرأة لي»، وغير ذلك من رواياته.
وقد رشح اكثر من مرة لنيل جائزة «نوبل» في الادب من خلال رواياته «اغلال الخطيئة»، «الثلج الاسود»، «فتاة في ماضيه» وغير ذلك إلا انه رفض ذلك ويقول انه ليس اديبا، وإنما يكتب روايات كثيرة



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 38 ( الأعضاء 0 والزوار 38)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
ما الذي يصنع القائد العسكري الفذ؟؟!! دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 108 12-09-2015 01:17 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 07:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.