آليات تحليلية لسر سعادة البشرية
سلسلة نماذج عملية لكيفية عمل الاستغفار في تغيير الحياة الإنسانية ( اجتهاد شخصي وبحث متجدد بعون الله)
سلام الله عليكم جميعا...
مساء مفعم بالنعم من الله الكريم القدير خالق كل شيء من عدم..
لا زهايمر بعد اليوم يقينا ( لمن شاء فقط)
وهذا ليس قول عبثي، بل إن الله على كل شيء قدير، إذن بالضرورة لا مستحيل معه سبحانه.
تعالوا معا نفهم المرض بشكل عام ثم نفصل الحل ونضع الأمور في نصابها، لشفاء تام ووقاية من هذا المرض..بقوة الله تعالى.
مرض يرهق صاحبه ويعذب المحيطين به أيما عذاب، لن أقول يومي، بل أقول لحظي..
الزهايمر.. أو ما يسمى أيضا مرض الخرف الكهلي - presenile dementia هو عبارة عن ضمور في خلايا المخ السليمة يؤدي إلى تراجع مستمر في الذاكرة وفي القدرات العقلية / الذهنية. وليس متعلقا بمرحلة ما، بل يمكن الإصابة به قبل سن الأربعين أيضا..
ومن المعلوم المعاناة التي يعيشها المريض وأهله في التغلب على المرض، والسعر المرتفع جدا للأدوية ( التي لا تعالج المرض نهائيا إنما فقط تؤخر وخط كبير تحت تؤخر أعراض المرض وضمور الدماغ ) ..
بينما الحل بسيط جدا بفضل الله تعالى..
كيف؟
أقول والله الموفق، أن الزهايمر يؤثر بالدرجة الأولى على الذاكرة، والذاكرة معناها التذكر والوعي بالأحداث الجارية حولنا في وقتها، دون إزاحتها نحو ماض أو مستقبل من جهة، وعدم نسيان تفاصيل تتم بطريقة لاواعية في حياتنا، مثل تذكر الطرقات الاعتيادية والأعمال اليومية..
ولازال هذا المرض لغزا محيرا لا تعرف أسبابه بدقة ولا علاجه أيضا..
ولنعد قليلا إلى ديننا الرائع والكامل لنسلط الضوء على جزئية مهمة وهي الكليات الخمس والتي تشمل: حفظ الدين وحفظ العقل وحفظ النفس وحفظ النسل وحفظ المال..
ولكل كلية تفاصيلها وحيثياتها..
وموضوعنا اليوم هو حفظ العقل...
( أرجو أن تتحملوا قليلا المقدمات لأنها أساس الحل )
في بحث مستمر عن العلاقة الاطرادية بين الاستغفار وحياتنا اليومية والسعادة الحقيقية...
لن أخوض في أسباب المرض ولا في أعراضه، لأن أي واحد منا يمكنه إيجاد تفاصيل عن المرض على النت..
من أهم التوصيات التي يقدمها العلم للوقاية من المرض :
تمرين العقل وإعماله للوقاية من المرض، وأيضا في العلاج يقدم هذا الأمر مع توصيات أخرى..
إذن بالمجمل لدينا:
دماغ وخلل في الذاكرة وضمور خلايا المخ...
فما علاقة حفظ العقل بالموضوع؟ وما علاقة الاستغفار بالأمر؟؟
الله عز وجل أمرنا بالتفكر والعلم وما أكثر الآيات التي حث فيها على ذلك في كتابه الحكيم ولنأخذ مثالا منها:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) سورة آل عمران.
ومن بين معاني كلمة تفكر: أعمل العقل والفكر، ركز التفكير...
هذا من جهة، ومن جهة أخرى أكد لنا أنه من يستغفره لا يعذبه أبدا، بالتالي فإن هذا الأمر هو وقاية من المرض، شفاء من المرض، وأيضا هدية لأهل المريض لكي لا يعانوا معه ( في حال أصيب ) ورفع الابتلاء بفضل الله تعالى...
ولو دققنا قليلا في الآية، سنجد أن ذكر الله يسبق التفكر، لأن ذكر الله يوقظ الفطرة ويجلي القلب، فتقوى البصيرة ويتفكر القلب في الكون ويعمل الفكر فيعقل ما حوله، فيعمل الدماغ ، فيتطور هذا الإنسان ويتعلم وينتج الفكر ويقدم العلم للبشرية ويعمر الأرض من خلال فكره وعلمه وأيضا عمله، وبالتالي فقد حفظ العقل وحقق كلية من الكليات الخمس الأساسية في ديننا الرائع، هذا من جهة.
من جهة ثانية: لا وجود لشيء في الكون اسمه مستحيل، أو لا علاج له، وإلا فقد ألغينا بالضرورة: إن الله على كل شيء قدير..
وحاشاه سبحانه.
من جهة ثالثة: قد فصلت آنفا علاقة الذنوب بحياتنا ودور التوبة والاستغفار في الحياة الهنية وهي ملخصة في هذه الآية:
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) سورة الأنفال
من جهة رابعة: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (185) سورة البقرة
من جهة خامسة: طالما هناك عذاب يعني هناك خلل في العلاقة مع الله بالضرورة، وخلل في تحقيق الهدف من الخلق، وخلل في فهم حقيقة الحياة وكيف يجب أن نتعامل معها.
فلا يعقل أننا نذنب بشكل يومي، ولا نطهر أنفسنا من الذنوب..
ولاحظوا هنا الآية واضحة وصريحة جدا:
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) سورة التين
كل إنسان يرد أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات..
الإيمان وعمل الصالحات ليس مقتصرا على التصدق مثلا، إن الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، وإن من العمل شكر النعم وإن من النعم العقل، وهو أمانة وعلينا حفظه، وحفظه يعني إعماله واستثماره لأداء أمانة الاستخلاف في الأرض..
فحفظ العقل ليس كرم أخلاق أو تكرم على البشرية ولكنه واجب وحفاظ على صحة الإنسان القلبية والعقلية ( فالقلب والعقل متلازمان) ..
ومن بين النماذج الواقعية على أناس أعملوا عقولهم فعاشوا بذاكرة قوية وماتوا بذاكرة قوية، الإمام الشعراوي رحمه الله تعالى، عمل وتدبر في القرآن ونفع الناس بفضل الله حيا ومات وسنه قرابة التسعين سنة، وينفع الله به الناس بفضله ومنه سبحانه بعد مرور خمسة عشرة سنة على موته رحمه الله، والشيخ يوسف القرضاوي مثلا ( مهما اختلف عليه اثنان فلن يختلفا أن له ذاكرة ما شاء الله قوية وأنه لازال يتحدث في العلم وينتج وسنه سبعة وثمانين عاما ما شاء الله لا قوة إلا بالله )...
إذن كخلاصة للحل:
للوقاية من المرض: ملازمة الاستغفار + حفظ العقل
والاستغفار يظبط توازن الجسم ويوقظ الفطرة ويسهل التفكر والتركيز وقد شرحت ذلك في مواضيع كثيرة بفضل الله..
للشفاء من المرض تماما بقوة الله: إن كان المريض لا يقو على ملازمة الاستغفار وحفظ عقله، فليعمل أهله على ملازمة الاستغفار ( وهذا لكي يشفى هو بقوة الله ولكي ييسر الله لهم التعامل معه ولا يتعذبوا أبدا في العناية به )
هاهو ذا الحل الحاسم بفضل الله، والله من وعد به وأكده ولست أنا، فمن شاء فليعمل به وليوقن في الشفاء ثقة بالله ويقينا لن يخذله الله، ومن لم يشأ فهو حر طبعا، ويتحمل مسؤولية قراره...
أسأل الله تعالى جل في علاه الشفاء والصحة والسعادة في الدارين لكل عباده ....
بقلم: نزهة الفلاح
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
وداعا للزهايمر، وأهلا بالحياة
