قديم 09-24-2010, 07:02 PM
المشاركة 11
أسامة المهدي
ابـن النيـل
  • غير موجود
افتراضي


الأخت الأستاذة ناريمان
تحية تقدير وإعزاز على عروضك واختياراتك
واسمحي لي بهذه القصيدة
التي تصنف ضمن المعلقات



يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ * * * أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ

وقفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها * * * عَيّتْ جواباً، وما بالرَّبعِ من أحدِ

إلاّ الأواريَّ لأياً ما أُبَيّنُهَا * * * والنُّؤي كالحَوْضِ بالمظلومة ِ الجَلَدِ

رَدّت عليَهِ أقاصيهِ، ولبّدَهُ * * * ضَرْبُ الوليدة ِ بالمِسحاة ِ في الثَّأَدِ

خلتْ سبيلَ أتيٍ كانَ يحبسهُ * * * و رفعتهُ إلى السجفينِ ، فالنضدِ

أمستْ خلاءً ، وأمسى أهلها احتملوا * * * أخنى عليها الذي أخنى على لبدِ

فعَدِّ عَمّا ترى ، إذ لا ارتِجاعَ له * * * و انمِ القتودَ على عيرانة ٍ أجدِ

مَقذوفة ٍ بدخيس النّحضِ، بازِلُها * * * له صريفٌ القعوِ بالمسدِ

كأنّ رَحْلي، وقد زالَ النّهارُ بنا * * * يومَ الجليلِ، على مُستأنِسٍ وحِدِ

من وحشِ وجرة َ ، موشيٍّ أكارعهُ * * * طاوي المصيرِ، كسيفِ الصّيقل الفَرَدِ

سرتْ عليه ، من الجوزاءِ ، سارية ٌ * * * تُزجي الشَّمالُ عليهِ جامِدَ البَرَدِ

فارتاعَ من صوتِ كلابٍ ، فباتَ له * * * طوعَ الشّوامتِ من خوفٍ ومن صَرَدِ

فبَثّهُنّ عليهِ، واستَمَرّ بِهِ * * * صُمْعُ الكُعوبِ بريئاتٌ من الحَرَدِ

وكان ضُمْرانُ منه حيثُ يُوزِعُهُ * * * طَعنَ المُعارِكِ عند المُحجَرِ النَّجُدِ

شكَّ الفَريصة َ بالمِدْرى ، فأنفَذَها * * * طَعنَ المُبَيطِرِ، إذ يَشفي من العَضَدِ

كأنّه، خارجا من جنبِ صَفْحَتَهِ * * * سَفّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عندَ مُفْتَأدِ

فظَلّ يَعجَمُ أعلى الرَّوْقِ، مُنقبضاً * * * في حالكِ اللونِ صدقٍ ، غير ذي أودِ

لما رأى واشقٌ إقعاصَ صاحبهِ * * * ولا سَبيلَ إلى عَقلٍ، ولا قَوَدِ

قالت له النفسُ : إني لا أرى طمعاً * * * * و إنّ مولاكَ لم يسلمْ ، ولم يصدِ

فتلك تبلغني النعمانَ ، إنّ لهُ * * * فضلاً على النّاس في الأدنَى ، وفي البَعَدِ

و لا أرى فاعلاً ، في الناس ، يشبهه * * * ولا أُحاشي، من الأقوام، من أحَدِ

إلاّ سليمانَ ، إذ قالَ الإلهُ لهُ : * * * قم في البرية ِ ، فاحددها عنِ الفندِ

وخيّسِ الجِنّ! إنّي قد أَذِنْتُ لهمْ * * * يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَدِ

فمن أطاعكَ ، فانفعهُ بطاعتهِ * * * كما أطاعكَ ، وادللـهُ على الرشدِ

ومن عَصاكَ، فعاقِبْهُ مُعاقَبَة ً * * * تَنهَى الظَّلومِ، ولا تَقعُدْ على ضَمَدِ

إلاّ لِمثْلِكَ، أوْ مَنْ أنتَ سابِقُهُ * * * سبقَ الجواد ، إذا استولى على الأمدِ

أعطى لفارِهَة ٍ، حُلوٍ توابِعُها * * * منَ المَواهِبِ لا تُعْطَى على نَكَدِ

الواهِبُ المائَة ِ المعْكاء، زيّنَها * * * سَعدانُ توضِحَ في أوبارِها اللِّبَدِ

و الأدمَ قد خيستْ ، فتلاً مرافقها * * * مَشدودَة ً برِحالِ الحيِرة ِ الجُدُدِ

و الراكضاتِ ذيولَ الريطِ ، فانقها * * * بردُ الهواجرِ ، كالغزلانِ بالجردِ

والخَيلَ تَمزَغُ غرباً في أعِنّتها * * * كالطيرِ تنجو من الشؤبوبِ ذي البردِ

احكمْ كحكم فتاة ِ الحيّ ، إذ نظرتْ * * * إلى حمامِ شراعٍ ، واردِ الثمدِ

يحفهُ جانبا نيقٍ ، وتتبعهُ * * * مثلَ الزجاجة ِ ، لم تكحلْ من الرمدِ

قالت: ألا لَيْتَما هذا الحَمامُ لنا * * * إلى حمامتنا ونصفهُ ، فقدِ

فحسبوهُ ، فألقوهُ ، كما حسبتْ * * * تِسعاً وتِسعينَ لم تَنقُصْ ولم تَزِدِ

فكملتْ مائة ً فيها حمامتها * * * و أسرعتْ حسبة ً في ذلكَ العددِ

فلا لعمرُ الذي مسحتُ كعبتهُ * * * و ما هريقَ ، على الأنصابِ ، من جسدِ

والمؤمنِ العائِذاتِ الطّيرَ، تمسَحُها * * * ركبانُ مكة َ بينَ الغيلِ والسعدِ

ما قلتُ من سيءٍ مما أتيتَ به * * * إذاً فلا رفعتْ سوطي إليّ يدي

إلاّ مقالة َ أقوامٍ شقيتُ بها * * * كانَتْ مقَالَتُهُمْ قَرْعاً على الكَبِدِ

غذاً فعاقبني ربي معاقبة ً * * * قرتْ بها عينُ منْ يأتيكَ بالفندِ

أُنْبِئْتُ أنّ أبا قابوسَ أوْعَدَني * * * و لا قرارَ على زأرٍ منَ الأسدِ

مَهْلاً، فِداءٌ لك الأقوامِ كُلّهُمُ * * * و ما أثمرُ من مالٍ ومنْ ولدِ

لا تقذفني بركنٍ لا كفاءَ له * * * وإنْ تأثّفَكَ الأعداءُ بالرِّفَدِ

فما الفُراتُ إذا هَبّ غواربه * * * تَرمي أواذيُّهُ العِبْرَينِ بالزّبَدِ

يَمُدّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ، لجِبٍ * * * فيه ركامٌ من الينبوتِ والحضدِ

يظَلّ، من خوفهِ، المَلاحُ مُعتصِماً * * * بالخيزرانة ِ، بعدَ الأينِ والنجدِ

يوماً، بأجوَدَ منه سَيْبَ نافِلَة ٍ* * * ولا يَحُولُ عَطاءُ اليومِ دونَ غَدِ

هذا الثّناءُ، فإن تَسمَعْ به حَسَناً * * * فلم أُعرّض، أبَيتَ اللّعنَ، بالصَّفَدِ

ها إنّ ذي عِذرَة ٌ إلاّ تكُنْ نَفَعَتْ * * * فإنّ صاحبها مشاركُ النكدِ





ولي بين الضلوع دم ولحم . . . هما الواهي الذي ثكل الشبابا


يشرفني زيارتكم مدونتي الموسيقية
www.sama3eyat.blogspot.com

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر الجاهلي ( النابغة الذبياني )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر الجاهلي ( حاتم الطائي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 54 12-06-2020 04:54 PM
من شعراء العصر الجاهلي ( عروة بن الورد ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 39 10-08-2010 12:57 PM
من شعراء العصر الجاهلي ( عبيد بن الأبرص ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 46 09-26-2010 04:38 PM
من شعراء العصر الجاهلي ( الأعشى ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 81 09-24-2010 10:03 AM

الساعة الآن 08:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.