قديم 09-24-2010, 09:14 AM
المشاركة 21
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الشعر يستنزل الكريم



إنّ مَحَلاًّ، وَإنّ مُرْتَحَلا،
وَإنّ في السَّفْرِ مَا مَضَى مَهَلا
اسْتَأثَرَ اللـهُ بِالوَفَاءِ وَبِالـ
ـعَدْلِ، وَوَلّى المَلامَةَ الرّجُلا
وَالأرْضُ حَمّالَةٌ لِمَا حَمّلَ الـ
لّهُ، وَمَا إنْ تَرُدّ مَا فَعَلا
يَوْماً تَرَاهَا كَشِبْهِ أرْدِيَةِ الْـ
ـخِمْسِ، وَيَوْماً أدِيمُها نَغِلا
أنْشَى لَهَا الخُفَّ وَالبَرَاثِنَ وَالْـ
ـحَافِرَ شَتّى وَالأعصَمَ الوَعِلا
وَالنّاسُ شَتّى عَلى سَجَائِحِهِمْ،
مُسْتَوْقِحاً حَافِياً وَمُنْتَعِلا
وَقَدْ رَحَلْتُ المَطِيَّ مُنْتَخِلا،
أُزّجي ثِقَالاً، وَقُلْقُلاً وَقِلا
أُزْجي سَرَاعِيفَ كَالقِسيّ مِنَ الـ
شّوْحَطِ، صَكَّ المُسَفَّعِ الحَجَلا
وَالـهَوْزَبَ العَوْدَ أمْتَطِيهِ بِهَا،
وَالعنْتَرِيسَ الوَجْنَاءَ وَالجَمَلا
يَنْضَحُ بِالبَوْلِ وَالُغبَارِ عَلى
فَخْذَيْهِ نَضْحَ العَبْدِيّةِ الجُلَلا
وَسّاجَ سَابَ إذَا هَبَطْتَ بِهِ الـ
ـسّهْلَ وَفي الحَزْنِ مِرْجَماً حَجَلا
بِسَيْرِ مَنْ يَقْطَعُ المَفَاوِزَ وَالْـ
ـبُعْدَ إلى مَنْ يُثِيبُهُ الإبِلا
وَالـهَيْكَلَ النّهْدَ، وَالوَليدَةَ وَالْـ
ـعَبْدَ، وَيُعْطي مَطَافِلاً عُطُلا
يُكْرِمُهَا مَا ثَوَتْ لَدَيْهِ، وَيَجْـ
زِيهَا بِمَا كَانَ خُفُّهَا عَمِلا
أصْبَحَ ذُو فَائِشٍ سَلامَةُ ذُو الـ
تَّفْضَالِ هَشّاً فُؤادُهُ، جَذِلا
أبْيَضُ لا يَرْهَبُ الـهُزَالَ، وَلا
يَقْطَعُ رِحْماً، وَلا يَخُونُ إلا
يَا خَيْرَ مَنْ يَرْكَبُ المَطِيَّ، وَلا
يَشْرَبُ كَأساً بِكَفّ مَنْ بَخِلا
قَلّدْتُكَ الشّعْرَ يَا سَلامَةَ ذا الـ
تّفضَالِ، وَالشيْءُ حَيْثُمَا جُعِلا
وَالشّعْرُ يَسْتَنْزِلُ الكَريمَ كمَا اسْـ
ـتَنْزَلَ رَعْدُ السّحَابَةِ السَّبَلا
لَوْ كُنْتَ مَاءً عِدّاً جَمَمْتَ، إذا
مَا وَرَدَ القَوْمُ لمْ تَكُنْ وَشَلا
أنْجَبَ أيّامُ وَالِدَيْهِ بِهِ،
إذْ نَجَلاهُ، فَنِعْمَ مَا نَجَلا
قَدْ عَلِمَتْ فَارِسٌ وَحِمْيَرُ والْـ
أَعْرَابُ بِالدَّشْتِ أيُّهُمْ نَزَلا
هَلْ تَذْكُرُ العَهدَ في تَنَمُّصَ، إذ
تَضْرِبُ لي قَاعِداً بهَا مَثَلا
لَيْثٌ لَدَى الحَرْبِ أوْ تَدُوخَ لَهُ
قَسْراً، وَبَذَّ المُلُوكَ مَا فَعَلا

قديم 09-24-2010, 09:15 AM
المشاركة 22
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الفتاة الصغيرة



أوَصَلْتَ صُرْمَ الحَبْلِ مِنْ
سَلْمَى لِطُولِ جِنَابِهَا
وَرَجَعْتَ بَعْدَ الشّيْبِ تَبْـ
غِي وُدّهَا بِطِلابِهَا
أقْصِرْ، فَإنّكَ طَالَمَا
أُوضِعْتَ في إعْجَابِهَا
أوَلَنْ يُلاحَمَ في الزّجَا
جَةِ صَدْعُهَا بِعِصَابِهَا
أوَلَنْ تَرَى في الزُّبْرِ بَيَـ
ـنَةً بِحُسْنِ كِتَابِهَا
إنّ القُرَى يِوْماً سَتَهْـ
ـلِكُ قَبْلَ حَقّ عَذَابِهَا
وَتَصِيرُ بَعْدَ عِمَارَةٍ
يَوْماً لأمْرِ خَرَابِهَا
أوَلَمْ تَرَيْ حِجْراًـ وَأنْـ
ـتِ حَكِيمَةُ ـ وَلِمَا بِهَا
إنّ الثّعَالِبَ بِالضّحَى
يَلْعَبْنَ في مِحْرَابِهَا
وَالجِنّ تَعْزِفُ حَوْلَهَا،
كَالحُبْشِ في مِحْرَابِهَا
فَخَلا لِذَلِكَ مَا خَلا
مِنْ وَقْتِهَا وَحِسَابِهَا
وَلَقَدْ غَبَنْتُ الكَاعِبَا
تِ أحَظُّ مِنْ تَخْبَابِهَا
وَأخُونُ غَفْلَةَ قَوْمِهَا،
يَمْشُونَ حَوْلَ قبَابِهَا
حَذَراً عَلَيْهَا أنْ تُرَى،
أوْ أنْ يُطَافَ بِبَابِهٍا
فَبَعَثْتُ جِنَيّاً لَنَا
يَأتي بِرَجْعِ حَديِثِهَا
فَمَشَى، وَلمْ يَخْشَ الأنِيـ
ـسَ فَزَارَهَا وَخَلا بِهَا
فَتَنَازَعَا سِرّ الحّديِـ
ـثِ، فَأنْكَرَتْ، فَنَزَا بِهَا
عَضْبُ اللّسَانِ مُتَقِّنٌ
فَطِنٌ لِمَا يُعْنى بِهَا
صَنَعَ بِلينِ حَديثَها،
فدنَتْ عُرى أسبابِها
قالتْ قَضيتَ قضيةً
عدلاً لَنا يُرضى بِهَا
فَأرَادَهَا كَيْفَ الدّخُو
لُ، وَكَيْفَ مَا يُؤتَى لـهَا
في قُبةٍ حَمْرَاءَ زَيّـ
ـنَهَا ائْتِلاقُ طِبَابِهَا
وَدَنَا تَسَمُّعُهُ إلى
مَا قَالَ، إذْ أوْصَى بِهَا
إنَّ الفتاةَ صَغيرةٌ
غِرٌّ فلا يُسدَى بِها
وَاعْلَمْ بِأنّي لَمْ أُكَدَ
مْ مِثْلَهَا، بِصِعَابِهَا
إنّي أخَافُ الصُّرْمَ مِنْـ
ـهَا أوْ شَحِيجَ غُرَابِهَا
فَدَخَلْتُ، إذْ نَامَ الرّقِيـ
ـبُ، فَبِتُّ دُونَ ثِيَابِهَا
حَتى إذا مَا اسْتَرْسَلَتْ
مِنْ شِدّةٍ لِلِعَابِهَا
قَسّمْتُهَا قِسْمَيْنِ كُـ
ـلَّ مُوَجَّهٍ يُرْمَى بِهَا
فَثَنَيْتُ جِيدَ غَرِيرَةٍ،
وَلمَسْتُ بَطْنَ حِقَابِهَا
كَالحُقّةِ الصّفْرَاءِ صَا
كَ عَبِيرُهَا بِمَلابِهَا
وَإذا لَنَا نَامُورَةٌ
مَرْفُوعَةٌ لِشَرَابِهَا
وَنَظَلّ تَجْرِي بَيْنَنَا،
وَمُفَدَّمٌ يَسْقي بِهٍا
هَزِجٌ عَلَيْهِ التَّوْمَتَا
نِ، إذا نَشَاءُ عَدَا بِهَا
وَوَدِيقَةٍ شَهْبَاءَ رُدّ
يَ أَكْمُهَا بِسَرَابِهَا
رَكَدَتْ عَلَيْهَا يَوْمَهَا،
شَمْسٌ بِحَرّ شِهَابِهَا
حَتى إذا مَا أُوقِدَتْ،
فَالجَمْرُ مِثْلُ تُرَابِهَا
كَلّفْتُ عَانِسَةً أَمُو
ناً في نَشَاطِ هِبَابِهَا
أكْلَلْتُهَا بعدَ المرا
حِ فآلَ مِنْ أصلابِهَا
فشكت إليَّ كَلالَهَا،
وَالجَهْدَ مِنْ أتْعَابِهَا
وَكَأنّهَا مَحْمُومُ خَيْـ
ـبَرَ،بَلَّ مِنْ أوْصَابِهَا
لَعِبَتْ بِهِ الحُمّى سِنِيـ
ـنَ، وَكَانَ مِنْ أصْحَابِهَا
وَرَدَتْ عَلى سَعْدِ بْنِ قَيْـ
ـسٍ نَاقَتي، وَلِمَا بِهَا
فَإذا عَبِيدٌ عُكَّفٌ،
مُسَكٌ عَلى أنْصَابِهَا
وَجَمِيعُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْـ
ـدٍ، بَعْدُ، حَوْلَ قِبَابِهَا
مِنْ شُرْبِهَا المُزّاءَ مَا اسْـ
ـتَبْطَنْتُ مِنْ إشْرَابِهَا
وَعَلِمْتُ أنّ اللـهَ عَمْـ
ـداً حَسّهَا وَأرَى بِهَا

قديم 09-24-2010, 09:16 AM
المشاركة 23
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
القائد الخيل



قَالَتْ سُمَيّةُ، إذْ رَأتْ
بَرْقاً يَلُوحُ عَلى الجِبَالِ
يَا حَبّذَا وَادِي النُّجَيـ
رِ، وَحَبّذَا قَيْسُ الفَعَالِ
القَائِدُ الخَيْلَ الجِيَا
دَ ضَوَامِراً مِثْلَ المَغَالي
التّارِكُ الكَسْبَ الخَبِيـ
ثَ، إذَا تَهَيّأ للقِتَالِ

قديم 09-24-2010, 09:17 AM
المشاركة 24
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
القريب من يقرب نفسه



كَفَى بِالّذِي تُولِينَهُ لَوْ تَجَنّبَا
شِفَاءً لِسُقْمٍ، بَعدمَا عاد أشْيَبَا
عَلى أنّهاَ كَانَتْ تَأوَّلُ حُبَّهَا
تَأوُّلَ رِبْعيّ السِّقَابِ، فَأصْحَبَا
فَتَمّ عَلى مَعْشُوقَةٍ، لا يَزِيدُهَا
إلَيْهِ، بَلاءُ الشّوْقِ، إلاّ تَحَبُّبَا
وَإني امْرُؤٌ قَدْ باتَ هَمّي قَرِيبَتي،
تَأوّبَني عِنْدَ الفِرَاشِ تأوّبَا
سَأُوصِي بَصِيراً إنْ دَنوْتُ من البِلى
وَصَاةَ امْرِىءٍ قاسَى الأمُورَ وَجَرّبَا
بِأنْ لا تَبَغّ الوُدّ مِنْ مُتَبَاعِدٍ،
وَلا تَنْأ عَنْ ذِي بِغْضَةٍ أنْ تَقَرّبَا
فَإنّ القَرِيبَ مَنْ يُقَرّبُ نَفْسَهُ،
لَعَمْرُ أبِيكَ الخَيرَ، لا مَنْ تَنَسّبَا
مَتى يَغتَرِبْ عَنْ قَوْمِهِ لا يجدْ لَهُ
عَلى مَنْ لَهُ رَهْطٌ حَوَالَيْهِ مُغضَبَا
وَيُحْطَمْ بِظُلْمٍ لا يَزَالُ يرَى لَهُ
مَصَارِعَ مَظلُومٍ، مَجرّاً وَمَسْحَبَا
وَتُدْفَنُ منهُ الصّالحاتُ، وَأنْ يُسِىءْ
يكُنْ ما أساءَ النّارَ في رَأسِ كَبكَبَا
وَلَيسَ مُجيراً إنْ أتَى الحَيَّ خائِفٌ،
وَلا قَائِلاً إلاّ هُوَ الُمتَعَيَّبَا
أرَى النّاسَ هَرّوني وَشُهّرَ مَدْخَلي،
وَفي كلّ مَمشَى أرْصَدَ النّاسُ عَقرَبَا
فأبْلِغْ بَني سَعدِ بنِ قَيسٍ بِأنّني
عَتَبْتُ فَلَمّا لْم أجِدْ لَي مَعْتَبَا
صَرَمتُ وَلمْ أصرِمْكُمُ، وَكصَارِمٍ
أخٌ قَد طَوَى كَشحاً وَأبَّ ليَذْهَبَا
وَمِثْلُ الّذِي تُولُونَني في بُيُوتكُم
يُقنّي سِناناً، كالقُدامى، وَثَعّلَبَا
وَيَبْعُدُ بَيْتُ المَرْءِ عَن دارِ قَوْمِهِ
فَلَنْ يَعْلمُوا مُمْسَاهُ إلاّ تحَسُّبَا
إلى مَعشَرٍ لا يُعْرَفُ الوُدّ بَيْنَهُمْ؛
وَلا النّسَبُ المَعْرُوفُ إلاّ تَنَسُّبَا
أرَاني لَدُنْ أنْ غابَ قَوْمي كأنّمَا
يَرَانَي فِيهِمْ طَالِبُ الحَقّ أرْنَبَا
دَعا قَوْمَهُ حَوْلي فَجاءوا لَنصْرِهِ،
وَنَادَيْتُ قَوْماً بِالمُسَنّاةِ غُيَّبَا
فَأرْضَوْهُ أنْ أعْطَوْهُ مِنّي ظُلامَةً
وَما كُنتُ قُلاًّ قَبلَ ذَلِكَ أزْيَبَا
وَرُبّ بَقِيعٍ لَوْ هَتَفْتُ بجَوّهِ،
أتَاني كَرِيمٌ يَنفُضُ الرّأسَ مُغضَبَا
أرَى رَجُلاً مِنكُمْ أسيِفاً كَأنّمَا
يَضُمّ إلى كَشْحَيْهِ كَفّاً مُخَضَّبَا
وَمَا عِنْدَهُ مَجْدٌ تَلِيدٌ، وَلا لَهُ
من الرّيحِ فضْلٌ لا الجَنوبُ وَلا الصَّبَا
وَإني، وَما كَلّفْتُموني وَرَبِّكُمْ
ليَعْلَمَ مَنْ أمْسَى أعَقَّ وَأحْرَبَا
لكَالثّوْرِ، وَالجِنّيُّ يَضرِبُ ظَهْرَهُ،
وَمَا ذَنْبُهُ أنْ عافَتِ المَاءَ مَشْرَبَا
وَمَا ذَنْبُهُ أنْ عافَتِ المَاءَ بَاقِرٌ؛
وَمَا إنْ تَعافُ المَاءَ إلاّ ليُضْرَبَا
فإنْ أنْأ عَنكُمْ أُصَالِحْ عدُوّكم،
وَلا أُعْطِهِ ألاّ جِدالاً وَمِحْرَبَا
وَإنْ أدْنُ منكُمْ لا أكُنْ ذا تَميمَةٍ
يُرَى بَيْنَكُمْ منها الأجالدُ مُثْقَبَا
سَيَنْبَحُ كَلْبي جَهْدَهُ من وَرَائكُمْ،
وَأُغْني عِيالي عَنكُمُ أنْ أُؤَنَّبَا
وَأدْفَعُ عَنْ أعرَاضِكُمْ وَأُعِيرُكُمْ
لِساناً كمِقْرَاضِ الخَفاجيّ مِلْحَبَا
هُنالِكَ لا تَجْزُونَني عنْدَ ذاكُمُ،
وَلَكِنْ سَيَجْزِيني الإلَهُ فَيُعقِبَا
ثَنَائي عَلَيْكُمْ بالمَغيبِ وَإنّني،
أرَاني إذا صَارَ الوَلاءُ تَحَزُّبَا
أكُونُ أمرَأً مِنكُمْ على ما يَنوبُكمْ،
وَلَنْ يَرَني أعداؤكُمْ قَرْنَ أعضَبَا
أرَاني وَعَمْراً بَيْنَنَا دَقُّ مَنْشِمٍ،
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ أنْ أُجَنّ وَيَكْلَبَا
كِلانَا يُرَائي أنّهُ غَيرُ ظَالِمٍ،
فأعزَبْتُ حِلمي أوْ هوَ اليَوْمَ أعزَبَا
وَمَن يُطعِ الوَاشِينَ لا يَترُكُوا لَهُ
صَديِقاً وَإنْ كَانَ الحَبِيبَ المُقَرَّبَا
وَكُنتُ إذا ما القِرْنُ رَامَ ظُلامَتي،
غَلِقتُ فَلَمْ أغْفِرْ لَخصْمي فيَدْرَبَا
كمَا التَمَسَ الرّوميُّ مِنْشَبَ قُفْلِهِ
إذا اجتَسّهُ مِفتاحُهُ أخطأ الشَّبَا
فَما ظَنُّكُمْ باللّيثِ يَحمي عَرِينَهُ،
نَفى الأُسْدَ عَنْ أوْطانِهِ فَتُهُيّبَا
يُكِنّ حِداداً مُوجَداتٍ إذا مَشَى،
وَيُخْرِجُهَا يَوْماً إذا مَا تَحَرّبَا
لَهُ السّوْرَةُ الأولى على القِرْنِ إذْ غدا،
وَلا يَستَطيعُ القِرْنُ مِنْهُ تَغَيُّبَا
عَلَوْتُكُمُ وَالشّيبُ لْم يَعْلُ مَفرِقي،
وَهادَيتُمُوني الشِّعر كَهْلاً مُجَرَّبَا

قديم 09-24-2010, 09:18 AM
المشاركة 25
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الندى والمحلق



أرِقْتُ وَمَا هَذَا السُّهَادُ المُؤرِّقُ،
وَمَا بيَ مِنْ سُقْمٍ وَما بيَ مَعشَقُ
وَلَكِنْ أرَاني لا أزَالُ بِحَادِثٍ،
أُغادَى بما لمْ يُمسِ عندي وَأُطْرَقُ
فإنْ يُمسِ عندي الشّيبُ وَالـهمّ وَالعشَى
فَقَدْ بِنّ مِنّي، وَالسِّلامُ تُفَلَّقُ
بِأشْجَعَ أخّاذٍ على الدّهْرِ حُكْمَهُ،
فمِنْ أيّ ما تَجني الحَوَادثُ أفرَقُ
فَمَا أنتَ إنْ دَامَتْ عَلَيْكَ بخالِدٍ
كمَا لمْ يُخَلَّدْ قَبْلُ سَاسَا وَمُورَقُ
وَكِسرَى شَهِنشاهُ الذي سَارَ مُلكُهُ
لَهُ ما اشتَهَى رَاحٌ عَتِيقٌ وَزَنْبَقُ
وَلا عَادِيَا لمْ يَمْنَعِ المَوْتَ مَالُهُ،
وِرْدٌ بِتَيْمَاءَ اليَهُوديّ أبْلَقُ
بَنَاهُ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ حِقْبَةً،
لَهُ أزَجٌ عَالٍ وَطيٌّ مُوَثَّقُ
يُوَازِي كُبَيْدَاءَ السّمَاءِ وَدُونَهُ
بَلاطٌ وَداراتٌ وَكِلْسٌ وَخَنْدَقُ
لَهُ دَرْمَكٌ في رَأسِهِ وَمَشَارِبٌ،
وَمِسْكٌ وَرَيْحَانٌ وَرَاحٌ تُصَفَّقُ
وَحُورٌ كَأمْثَالِ الدُّمَى، وَمَناصِفٌ،
وَقِدْرٌ وَطَبّاخٌ، وَصَاعٌ وَدَيسَقُ
فَذاكَ وَلمْ يُعْجِزْ مِنَ المْوتِ رَبَّهُ،
وَلَكِنْ أتَاهُ المَوْتُ لا يَتَأبّقُ
وَلا المَلِكُ النُّعْمَانُ يَوْمَ لَقِيتَهُ
بِإمّتِهِ يُعْطِي القُطُوط وَيَأفِقُ
وَيُجْبَى إلَيْهِ السّيْلَحُونَ، وَدونَها
صَرِيفُونَ في أنْهَارِهَا وَالخَوَرْنَقُ
وَيَقْسِمُ أمْرَ النّاسِ يَوْماً وَلَيْلَةً،
وَهُمْ سَاكِتُونَ، وَالمَنِيّةُ تَنطِقُ
وَيَأمُرُ لِلْيَحْمُومِ كُلَّ عَشِيّةٍ،
بِقَتٍّ وتَعلِيقٍ وقد كادَ يسنقُ
يُعَالى عَلَيه الجُلّ كُلَّ عَشِيّةٍ
وَيُرْفَعُ نُقْلاً بِالضّحَى وَيُعَرَّقُ
فَذاكَ، وَمَا أنْجَى مِنَ المَوْتِ رَبَّه
بِسَابَاطَ، حتى ماتَ وَهوَ مُحَزْرَقُ
وَقَدْ أقْطَعُ اليَوْمَ الطّوِيلَ بفِتْيَةٍ
مَسَاميحَ، تُسقى، وَالخِباءُ مُرَوَّقُ
وَرَادِعَةٍ بِالمِسْكِ صَفْرَاءَ عِنْدَنَا
لجَسّ الندامى في يَدِ الدّرْعِ مَفتَقُ
إذا قُلتُ غَنّي الشَّرْبَ قامَتْ بمِزْهَرٍ
يكادُ إذا دارَتْ لَهُ الكَفُّ يَنطِقُ
وَشَاوٍ إذا شِئْنَا كَمِيشٌ بمِسْعَرٍ،
وَصَهْبَاءُ مِزْبَادٌ، إذا ما تُصَفَّقُ
تُرِيكَ القَذَى منْ دُونِها وهيَ دونه،
إذا ذَاقَهَا مَنْ ذَاقَهَا يَتَمَطّقُ
وَظَلّتْ شَعِيبٌ غَرْبَةُ المَاءِ عندَنا،
وَأسْحَمُ مَمْلُوءٌ مِنَ الرّاحِ مُتأقُ
وَخَرْقٍ مَخوفٍ قدْ قَطَعتُ بجَسرَةٍ،
إذا خَبّ آلٌ فَوْقَهُ يَتَرَقْرَقُ
هيَ الصّاحبُ الأدْنَى وَبَيْني وَبَيْنَها
مَجُوفٌ عِلافيٌّ، وَقِطْعٌ وَنُمْرُقُ
وَتُصْبحُ مِنْ غِبّ السُّرَى، وَكَأنّما
ألمّ بهَا مِنْ طَائِفِ الجِنّ أوْلَقُ
منَ الجاهلِ العِرّيضِ يُهدي ليَ الخَنا،
وَذَلِكَ مِمّا يَبْتَرِيني وَيَعْرُقُ
فَمَا أنَا عَمّا تَعْمَلُونَ بِجَاهِلٍ،
وَلا بِشَبَاةٍ جَهْلُهُ يَتَدَفّقُ
نَهارُ شَرَاحيل بنِ طَوْدٍ يُرُيبُني،
وَلَيْلُ أبي لَيْلَى أمَرُّ وَأعْلَقُ
وَمَا كُنتُ شاحِرْدا وَلكِنْ حَسِبتُني
إذا مِسْحَلٌ سَدّى ليَ القوْلَ أنطِقُ
شَرِيكَانِ فيما بَيْنَنا مِنْ هَوَادَةٍ،
صَفِيّانِ جِنِّيُّ، وَإنْسٌ مُوَفَّقُ
يَقُولُ، فَلا أعْيَا لشَيءٍ أقُولُهُ،
كَفانيَ لا عَيٌّ، وَلا هُوَ أخْرَقُ
جِماعُ الـهَوَى في الرّشْدِ أدنى إلى التقى،
وَتَرْكُ الـهَوى في الغَيّ أنجَى وَأوْفَقُ
إذا حَاجَةٌ وَلّتْكَ لا تَسْتَطِيعُهَا،
فَخُذْ طَرَفاً من غَيرِها حينَ تَسبِقُ
فَذَلِكَ أدْنَى أنْ تَنَالَ جَسِيمَها،
وَللقَصْدُ أبْقَى في المَسِيرِ وَألحَقُ
أتَزْعُمُ لِلأكْفَاءِ مَا أنْتَ أهْلُهُ،
وَتَختالُ إذْ جارُ ابنِ عَمّك مُرْهَقُ
وَأحْمَدتَ أنْ ألحَقتَ بالأمسِ صِرْمةً
لـهَا غُدُرَاتٌ، وَاللّوَاحِقُ تَلْحَقُ
فَيَفْجَعْنَ ذا المَالِ الكَثِيرِ بمَالِهِ،
وَطَوْراً يُقَنّينَ الضّرِيكَ، فيَلحقُ
أبَا مِسمَعٍ سَارَ الذي قَدْ صَنَعْتُمُ،
فَأنْجَدَ أقْوَامٌ بِذَاكَ وَأعْرَقُوا
وَإنّ عِتَاقَ العِيسِ سَوْفَ يَزُورُكم
ثَنَاءٌ، عَلى أعْجَازِهِنّ، مُعَلَّقُ
به تُنْفَضُ الأحلاسُ في كلّ مَنزِلٍ،
وَتُعقَدُ أطرَافُ الحِبالِ، وَتُطْلَقُ
نهَيتُكُمُ عَن جَهلِكمْ وَنَصرْتكُمْ
عَلى ظُلمِكُمْ، وَالحازِمُ الرّأيِ أشفقُ
وَأنْذَرْتُكُمْ قَوْماً لكُمْ تَظلمونهمْ
كِرَاماً فإنْ لا يَنْفَدِ العَيْشُ تَلتَقوا
وَكَمْ دُونَ لَيْلى مِنْ عَدُوٍّ وَبَلدةٍ
وَسَهبٍ بهِ مُستَوْضِحُ الآلِ يَبرُقُ
وَأصْفَرَ كَالحِنّاءِ طَامٍ جِمَامُهُ،
إذا ذَاقَهُ مُسْتَعْذِبُ المَاءِ يَبْصُقُ
وَإنّ امْرَأً أسْرَى إلَيْكِ، وَدُونَهُ
فَيَافٍ تَنُوفاتٌ، وَبَيْداءُ خَيْفَقُ
لمَحْقُوقَةٌ أنْ تَسْتَجيبي لِصَوْتِهِ،
وَأنْ تَعْلَمي أنّ المُعَانَ مُوَفَّقُ
وَلا بُدّ مِنْ جَارٍ يُجِيزُ سَبِيلَهَا،
كمَا جَوّزَ السّكّيَّ في البابِ فَيْتَقُ
لَعَمرِي، لَقد لاحَتْ عُيُونٌ كَثيرَةٌ
إلى ضَوءِ نَارٍ في يَفَاعٍ تُحَرَّقُ
تُشَبّ لمَقْرُورَيْنِ يَصْطَلِيَانِهَا،
وَبَاتَ عَلى النّارِ النّدَى وَالمُحَلَّقُ
رَضِيعَيْ لِبَانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَحَالَفَا،
بِأسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرّقُ
يَدَاكَ يَدا صِدْقٍ فكَفٌّ مُفِيدَةٌ،
وَأُخْرَى، إذا مَا ضُنّ بالزّادِ، تُنْفِقُ
ترَى الجُودَ يَجرِي ظاهراً فوْقَ وَجهه
كمَا زَانَ مَتنَ الـهِندُوَانيّ رَوْنَقُ
وَأمّا إذا مَا أوّبَ المَحْلُ سَرْحَهُمْ،
وَلاحَ لـهُمْ مِنَ العَشِيّاتِ سَمْلَقُ
نَفَى الذّمَّ عَنْ آلِ المُحَلَّقِ جَفنَةٌ
كَجابيَةِ الشّيْخِ العِرَاقيّ تَفْهَقُ
يَرُوحُ فَتى صِدْقٍ، وَيَغْدُو عَلَيهمُ
بمِلْءِ جِفَانٍ مِنْ سَدِيفٍ يُدَفَّقُ
وَعَادَ فَتى صِدْقٍ عَلَيْهِمْ بجَفنَةٍ
وسَوْداءَ لأياً بِالمَزَادَةِ تُمْرَقُ
تَرَى القَوْمَ فيها شَارِعِينَ وَدُونَهمْ
من القَوْمِ وِلدانٌ من النّسلِ دَرْدَقُ
طَوِيلُ اليَدَينِ، رَهْطُهُ غَيرُ ثِنْيَةٍ،
أشَمُّ كَرِيمٌ جَارُهُ لا يُرَهَّقُ
كَذَلِكَ فَافْعَلْ مَا حَييتَ إليهمُ،
وَأقْدِمْ إذا ما أعيُنُ النّاسِ تَبْرَقُ

قديم 09-24-2010, 09:19 AM
المشاركة 26
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الواهب القينات



قَالَتْ سُمَيّةُ: مَنْ مَدَحْـ
ـتَ؟ فَقُلتُ: مَسرُوقَ بنَ وَائِلْ
عُدّي لِغَيْبِي أشْهُراً،
إنّي لَدَى خَيْرِ المَقَاوِلْ
النّاسُ حَوْلَ قِبَابِهِ،
أهْلُ الحَوَائِجِ وَالمَسَائِلْ
يَتَبَادَرُونَ فِنَاءَهُ،
قَبْلَ الشّرُوقِ، وَبِالأصَائِلْ
فَإذَا رَأوْهُ خَاشِعاً،
خَشَعُوا لِذِي تَاجٍ حُلاحِلْ
أضْحَى بِعَانَةَ زَاخِراً
فِيهِ الغُثَاءُ مِنَ المَسَايِلْ
خَشِيَ الصَّرَارِي صَوْلَةً
مِنْهُ فَعَاذُوا بِالكَوَاثِلْ
فَتَرَى النّبِيطَ عَشِيَّةً،
رَاوِي المَزَارِعِ، بِالحَوَافِلْ
يَوْماً بِأجْوَدَ نَائِلاً
مِالحَضْرَميّ أخي الفَوَاضِلْ
الوَاهِبُ القَيْنَاتِ كَالْـ
ـغِزْلانِ ف عَقِدِ الخَمَائِلْ
يَرْكُضْنَ كُلَّ عَشِيّةٍ،
عَصْبَ المُرَيَّشِ وَالمَرَاجِلْ
وَالتّارِكُ القِرْنَ الكَمِـ
ـيّ مُجَدَّلاً، رَعِشَ الأنَامِلْ
وَالقَائِدُ الخَيْلَ العِتَا
قَ ضَوَامِراً لُخْنَ الأيَاطِلْ
مَا مُشْبِلٌ وَرْدُ الجَبِيـ
ـنِ مُهَرَّتُ الشّدْقَيْنِ بَاسِلْ
القَادِسِيّةُ مَألَفٌ
مِنْهُ فَأوْدِيَةُ الغَيَاطِلْ
يَدَعُ الوِحَادَ مِنَ الرّجَا
لِ، وَيَعتَمي جَمْعَ المَحَافِلْ
يَوْماً بِأصْدَقَ حَمْلَةً
مِنْهُ عَلى البَطَلِ المُنَازِلْ
طَالَ الثّوَاءُ لَدَى تَرِيـ
ـمَ وَقَدْ نَأتْ بَكْرُ بنُ وَائِلْ
قَوْمِي بَنُو البَرْشَاءِ ثَعْـ
ـلَبَةُ المَجَالِسِ، وَالمَحَافِلْ

قديم 09-24-2010, 09:19 AM
المشاركة 27
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الواهب الكوم الصفايا



خَيَالٌ مِنْ قُتَيْلَةَ بَعْدَمَا
وَهَى حَبْلُهَا مِنْ حَبْلِنا فتَصَرّمَا
فَبِتُّ كَأنّي شَاربٌ بَعْدَ هَجْعَةٍ
سُخامِيّةً حَمْرَاءَ تُحسَبُ عَندَمَا
إذا بُزِلَتْ مِنْ دَنّهَا فَاحَ رِيحُهَا،
وَقد أُخرِجَتْ من أسَودِ الجَوْفِ أدهمَا
لـهَا حَارِسٌ مَا يَبْرَحُ الدّهرَ بَيْتَها،
إذا ذُبِحَتْ صَلّى عَلَيها وزَمْزَمَا
بِبابِلَ لمْ تُعْصَرْ،فجاءتْ سُلافَةً
تُخَالِطُ قِنْدِيداً وَمِسكاً مُختَّمَا
يَطُوفُ بهَا سَاقٍ عَلَيْنَا مُتَوَّمٌ،
خَفيفٌ ذَفِيفٌ مَا يَزَالُ مُفَدَّمَا
بِكَأسٍ وَإبْريقٍ كَأنّ شَرَابَهُ،
إذا صُبّ في المِصْحَاةِ خالَطَ بَقّمَا
لَنَا جُلَّسَانٌ عِنْدَهَا وبَنَفْسَجٌ،
وَسِيسِنْبَرٌ، وَالمَرْزَجُوشُ مُنَمنَمَا
وَآسٌ وَخيرِيٌّ، وَمَرْوٌ وَسَوْسَنٌ،
إذا كان هِنْزمْنٌ وَرُحْتُ مُخَشَّمَا
وَشَاهَسْفَرِمْ وَاليَاسَمِينُ وَنَرْجِسٌ
يُصَبّحُنَا في كلّ دَجْنٍ تَغَيّمَا
وَمُسْتُقُ سِينينٍ وَوَنٌّ وَبَرْبَطٌ
يُجَاوِبُهُ صَنْجٌ إذَا مَا تَرَنّمَا
وَفِتْيَانُ صِدْقٍ لا ضَغائِنَ بَيْنَهُمْ،
وَقَدْ جَعَلُوني فَيسَحاهاً مُكَرَّمَا
فَدَعْ ذا وَلكِن رُبّ أرْضٍ مُتِيهَةٍ
قَطَعتُ بحُرْجُوجٍ، إذا اللّيلُ أظلَمَا
بِنَاجِيةٍ كَالفَحْلِ فيها تَجَاسُرٌ،
إذا الرّاكِبُ النّاجي استَقى وَتَعَمّمَا
تَرَى عَيْنَها صَغْوَاءَ في جَنْبِ مؤقها
تُرَاقبُ في كَفّي القَطيعَ المُحرَّمَا
كَأنّي وَرَحْلي وَالفِتَانَ وَنُمْرُقي
عَلى ظَهْرِ طَاوٍ أسْفَعِ الخَدّ أخثَمَا
عَلَيْهِ دَيَابُوذٌ تَسَرْبلَ تَحْتَهُ
أرَنْدَجَ إسْكَافٍ يُخالِطُ عِظلِما
فَبَاتَ عَذُوباً للسّماءِ كَأنَّمَا
يُوَائِمُ رَهْطاً للعزُوبَةِ صُيَّمَا
يَلُوذُ إلى أرْطَاةِ حِقْفٍ تَلُفّهُ
خَرِيقُ شَمَالٍ تَترُكُ الوَجهَ أقْتَمَا
مُكِبّاً عَلى رَوْقَيْهِ يَحْفِرُ عِرْقَها
عَلى ظَهْرِ عُرْيَانِ الطّرِيقَةِ أهْيَمَا
فَلَمّا أضاء الصّبْحُ قامَ مُبَادِراً،
وَحانَ انطلاقُ الشّاةِ من حيثُ خيّمَا
فَصَبّحَهُ عِنْدَ الشرُوقِ غُدَيّةً
كِلابُ الفتى البكرِيّ عوْفِ بن أرْقَمَا
فأطْلَقَ عَنْ مَجْنِوبِها، فاتّبَعنَهُ
كمَا هَيّج السّامي المُعَسِّلُ خَشرَمَا
لَدُنْ غُدْوَةً حتى أتَى اللّيلُ دونَهُ
وَجَشّمَ صَبْراً رَوْقَهُ، فَتَجَشّمَا
وَأنْحَى عَلى شؤمَى يَدَيْهِ، فذادها
بأظْمَأ مِنْ فَرْعِ الذّؤابَةِ أسْحَمَا
وَأنْحَى لـهَا إذْ هَزّ في الصّدْرِ رَوْقَهُ
كما شكَّ ذو العُودِ الجَرَادَ المُخَزَّمَا
فَشَكّ لـهَا صَفْحاتِهَا صْدْرُ رَوْقِهِ
كما شَكّ ذو العُودِ الجَرَادَ المُنظَّمَا
وَأدْبَرَ كالشّعرَى وُضُوحاً وَنُقْبَةً،
يُوَاعِنُ مِنْ حَرّ الصّرِيمَةِ مُعظَما
فَذلِكَ، بَعدَ الجَهدِ، شَبّهتُ ناقَتي
إذا الشّاةُ يَوْماً في الكِناسِ تَجَرْثَمَا
تَؤمّ إيَاساً، إنّ رَبّي أبَى لَهُ
يَدَ الدّهْرِ إلاّ عِزةً وَتَكَرُّمَا
نَمَاهُ الإلَهُ فَوْقَ كُلّ قَبِيلَةٍ،
أباً فأباً، يَأبَى الدّنِيَّةَ أيْنَمَا
وَلمْ يَنتَكِسْ يَوْماً فيُظلِمَ وَجْهُهُ
ليَرْكَبَ عَجْزاً أوْ يُضَارِعَ مأثَمَا
وَلَوْ أنّ عزَ النّاسِ في رَأسِ صَخرَةٍ
مُلَمْلَمَةٍ تُعْيِي الأرَحَّ المُخَدّمَا
لأعْطَاكَ رَبُّ النّاس مِفْتَاحَ بابِها،
وَلَوْ لمْ يَكُنْ بَابٌ لأعطاكَ سُلّمَا
فَما نِيلُ مِصْرٍ إذْ تَسامَى عُبَابُهُ
وَلا بَحْرُ بَانِقْيَا إذا رَاحَ مُفْعَمَا
بِأجْوَدَ مِنْهُ نَائِلاً، إنّ بَعْضَهُمْ
إذا سُئِلَ المَعْرُوفَ صَدّ وَجَمْجمَا
هُوَ الوَاهِبُ الكُومَ الصّفَايا لجَارِهِ،
يُشَبَّهْنَ دَوْماً، أوْ نَخيلاً مُكَمَّما
وَكُلَّ كُمَيْتٍ، كالقَنَاةِ مَحالُهُ،
وَكُلَّ طِمِرِ كَالـهِراوَةِ أدْهَمَا
وكُلَّ مِزَاقِ كالقَنَاةِ مَحالُهُ،
وأجردَ جياشَ الأجاري مِرجَمَا
وَكُلَّ ذَمُولٍ كَالَنِيقِ، وَقَيْنَةٍ
تَجُرّ إلى الحَانُوتِ بُرْداً مُسَهَّمَا
وَلمْ يَدْعُ مَلْهُوفٌ مِنَ النّاسِ مثلَهُ
ليَدْفَعَ ضَيْماً، أوْ ليَحمِلَ مَغرَمَا

قديم 09-24-2010, 09:21 AM
المشاركة 28
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
امرؤ من عصبة قيسية



أجُبَيرُ هَلْ لأسِيرِكُمْ مِنْ فَادِي
أمْ هَلْ لطَالِبِ شِقّةٍ مِنْ زَادِ
أمْ هَلْ تُنَهْنَهُ عَبْرَةٌ عَنْ جارِكمْ
جَادَ الشّؤون بهَا تَبُلّ نِجَادِي
مِنْ نَظْرَةٍ نَطَرَتْ ضُحًى، فَرأيتُها،
وَلمَنْ يَحِينُ عَلى المَنِيّةِ، هَادي
بَينَ الرّوَاقِ وَجَانِبٍ مِنْ سَيْرِهَا
مِنْهَا وَبَينَ أرَائِكِ الأنْضَادِ
تَجْلُو بِقَادِمَتَىْ حَمَامَةِ أيْكَةٍ
بَرَداً، أُسِفّ لِثَاتُهُ بِسَوَادِ
عَزْبَاءُ إذْ سُئِلَ الخِلاسُ كأنّمَا
شَرِبَتْ عَلَيْهِ بَعْدَ كُلّ رُقَادِ
صَهْبَاءَ صَافِيَةً، إذا ما استُودِفَتْ
شُجّتْ غَوَارِبُهَا بِمَاءِ غَوَادِي
إنْ كُنتِ لا تَشْفِينَ غُلّةَ عَاشِقٍ،
صَبٍّ يُحِبّكِ، يا جُبَيْرَةُ، صَادِي
فَانْهَيْ خَيالَكِ أنْ يَزُورَ، فإنّهُ
في كلّ مَنْزِلَةٍ يَعُودُ وِسَادِي
تُمْسِي فَيَصْرِفُ بَابُهَا مِنْ دونِها
غَلقاً صَريف مَحالةِ الأمسادِ
أحدث لَها تُحدثْ لوصلكَ إنَّهَا
كُنُدٌ لِوَصْلِ الزّائِرِ المُعْتَادِ
وَأخُو النّساءِ مَتى يَشأ يَصرِمْنَهُ،
وَيَكُنّ أعْدَاءً بُعَيْدَ وِدَادِ
وَلَقَدْ أنَالُ الوَصْلَ في مُتَمَنِّعٍ،
صَعْبٍ، بَنَاهُ الأوّلُونَ، مَصَادِ
أنّى تَذَكَّرُ وُدّهَا وَصَفَاءَهَا،
سَفَهاً، وَأنْتَ بِصُوّةِ الأثْمَادِ
فَشِبَاكِ بَاعِجَةٍ، فَجَنْبَيْ جائرٍ،
وَتَحُلّ شَاطِنَةً بِدَارِ إيَادِ
مَنَعَتْ قِيَاسُ المَاسِخِيّةِ رَأسَهُ
بِسِهَامِ يَتْرِبَ أوْ سِهَام بَلادِ
وَلَقَدْ أُرَجِّلُ جُمّتى بِعَشِيّةٍ
للشَّرْبِ قَبْلَ سَنَابِكِ المُرْتَادِ
وَالبِيضِ قد عَنَستْ وَطالَ جِرَاؤهَا،
وَنَشَأنَ في قِنٍّ وَفي أذْوَادِ
وَلَقَدْ أُخَالِسُهُنّ مَا يَمْنَعْنَني
عُصُراً، يَمِلْنَ عَليّ بِالأجْيَادِ
وَلَقَدْ غَدَوْتُ لعازِبٍ مُستَحْلِسِ الـ
ـقَرْبَانِ، مُقتَاداً عِنَانَ جَوَادِ
فَالدّهْرُ غَيّرَ ذاكَ يا ابنَةَ مَالِكٍ،
وَالدّهْرُ يُعْقِبُ صَالحاً بِفَسَادِ
إنّي امْرُؤٌ مِنْ عُصْبَةٍ قَيْسِيّةٍ،
شُمِّ الأُنُوفِ، غَرَانِقٍ أحْشَادِ
الوَاطِئِينَ عَلى صُدُورِ نِعَالِهِمْ،
يَمْشُونَ في الدَّفَنيّ وَالأبْرَادِ
وَالشّارِبِينَ، إذا الذّوَارِعُ غُولِيَتْ،
صَفْوَ الفِضَالِ بِطَارِفٍ وَتِلادِ
وَالضّامِنِينَ بقَوْمِهِمْ يَوْمَ الوَغَى،
للحَمْدِ يَوْمَ تَنَازُلٍ وَطِرَادِ
كَمْ فيهِمُ مِنْ فَارِسٍ يَوْمَ الوَغَى
ثَقْفِ اليَدَيْنِ يَهِلّ بِالإقْصَادِ
وَإذا اللّقَاحُ تَرَوّحَتْ بِأصِيلَةٍ،
رَتَكَ النّعَامِ عَشِيّةَ الصُّرّادِ
جَرْياً يَلُوذُ رِبَاعُهَا مِنْ ضُرّهَا،
بِالخَيْمِ بَينَ طَوَارِفٍ وَهَوَادِي
حَجَرُوا عَلى أضْيَافِهِمْ وَشَوَوْا لـهمْ
مِنْ شَطّ مُنْقِيَةٍ وَمِنْ أكْبَادِ
وَإذا القِيَانُ حَسِبْتَهَا حَبَشِيّةً،
غُبْراً وَقَلّ حَلائِبُ الأرْفَادِ
وَيَقُولُ مِنْ يَبْقِيهِمْ بِنَصِيحَةٍ،
هَلْ غَيرُ فِعْلِ قَبِيلَةٍ مِنْ عَادِ
وَإذا العَشِيرَةُ أعْرَضَتْ سُلاّفُهَا،
جَنِفِينَ مِنْ ثَغْرٍ بِغَيْرِ سِدَادِ
فَلَقَدْ نَحُلّ بِهِ، وَنَرْعَى رِعْيَهُ،
وَلَقَدْ نَلِيهِ بِقُوّةٍ وَعَتَادِ
نَبْقي الغِبَابَ بجَانِبَيْهِ وَجَامِلاً،
عَكَراً مَرَاتِعُهُ بِغَيرِ جَهَادِ
لمْ يَزْوِهِ طِرَدٌ فَيُذْعَرَ دَرْؤهُ،
فَيُلِجَّ في وَهَلٍ وَفي تَشْرَادِ
وَإذا يُثَوِّبُ صَارِخٌ مُتَلَهّفٌ،
وَعَلا غُبَارٌ سَاطِعٌ بِعِمَادِ
رَكِبَتْ إلَيْكَ نَزَائِعٌ مَلْبُونَةٌ،
قُبُّ البُطُونِ يَجُلْنَ في الألْبَادِ
مِنْ كُلّ سَابِحَةٍ وَأجْرَدَ سَابِحٍ
تَرْدِي بِأُسْدِ خَفِيّةٍ، وَصِعَادِ
إذْ لا يُرَى قَيْسٌ يكونُ كَقَيْسِنَا
حَسَباً، وَلا كَبَنِيهِ في الأوْلادِ

قديم 09-24-2010, 09:21 AM
المشاركة 29
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
بأبي الأشعث قيس
( الاعشى )


خَالَطَ القَلْبَ هُمُومٌ وَحَزَنْ،
وَادّكَارٌ، بَعْدَمَا كَانَ اطْمَأنّ
فَهْوَ مَشْغُوفٌ بِهِنْدٍ هَائِمٌ،
يَرْعَوِي حِيناً، وَأحْيَاناً يَحِنّ
بِلَعُوبٍ طَيّبٍ أرْدَانُهَا،
رَخْصَةِ الأطْرَافِ، كَالرّئمِ الأغنّ
وَهْيَ إنْ تَقْعُدْ نَقاً مِنْ عَالِجٍ،
وَإذَا قَامَتْ نِيَافاً كَالشَّطَنْ
يَنْتَهِي مِنْهَا الوِشَاحَانِ إلى
حُبْلَةٍ، وَهْيَ بِمَتْنٍ كالرّسَنْ
خُلِقَتْ هِنْدٌ لِقَلْبي فِتْنَةً
هَكَذا تَعْرِضُ للنَّاسِ الفِتَنْ
لا أرَاهَا في خَلاءٍ مَرّةً،
وَهْيَ في ذَاكَ حَيَاءً لم تُزَنْ
ثُمّ أرْسَلْتُ إلَيْهَا أنّني
مُعْذِرٌ عُذْرِي فَرُدّيهِ بِأنْ
وَبَدَرْتُ القَوْلَ، أنْ حَيّيْتُهَا،
ثُمّ أنّشَأتُ أُفَدّي، وَأُهَنّ
وَأُرَجّيهَا وَأخْشَى ذُعْرَهَا
مِثْلَ مَا يُفْعَلُ بِالقَوْدِ السَّنَنْ
رُبّ يَوْمٍ قَدْ تَجُودِينَ لَنَا
بعَطَايَا، لَمْ تُكَدّرْهَا المِنَنْ
أنْتِ سَلْمَى هَمُّ نَفْسِي، فاذكرِي
سَلْمُ، لا يُوجَدُ للنّفْسِ ثَمَنْ
وَعَلالٍ وَظِلالٍ بَارِدٍ،
وَفَلِيجِ المِسْكِ وَالشّاهِسْفَرَنْ
وَطِلاءٍ خُسْرُوَانيٍّ، إذَا
ذَاقَهُ الشّيْخُ تَغَنّى وَارْجَحَنْ
وَطَنَابِيرَ حِسَانٍ صَوْتُهَا،
عِنْدَ صَنْجٍ، كُلّمَا مُسّ أرَنّ
وَإذَا المُسْمِعُ أفْنَى صَوْتَهُ،
عَزَفَ الصّنْجُ فَنَادى صَوْتَ وَنّ
وَإذا مَا غُضّ مِنْ صَوْتَيْهِمَا
وَأطَاعَ اللّحْنُ غَنّانَا مُغَنّ
وَإذا الدّنُّ شَرِبْنَا صَفْوَهُ،
أمَرُوا عَمْراً، فَنَاجَوْهُ بِدَنّ
بِمَتَالِيفَ أهَانُوا مَالَهُمْ
لِغِنَاءٍ، وَلِلِعْبٍ، وَأذَنْ
فَتَرَى إبْرِيقَهُمْ مُسْتَرْعِفاً
بِشَمُولٍ صُفّقَتْ مِنْ مَاءِ شَنّ
غُدْوَةً حَتّى يَمِيلُوا أُصُلاً،
مِثْلَ مَا مِيلَ بِأصْحابِ الوَسَنْ
ثُمّ رَاحُوا مَغْرِبَ الشّمْسِ إلى
قُطُفِ المَشْيِ، قَلِيلاتِ الحَزَنْ
عَدِّ هَذا في قَرِيضٍ غَيْرِهِ،
وَاذْكُرَنْ في الشّعرِ دِهقانَ اليَمنْ
بِأبي الأشْعَثِ قَيْسٍ، إنّهُ
يَشْتَرِي الحَمدَ بمَنْفُوسِ الثّمَنْ
جِئْتُهُ يَوْماً، فَأدْنَى مَجْلِسي
وَحَبَاني بِلَجُوجٍ في السُّنَنْ
وَثَمَانِينَ عِشَارٌ، كُلُّهَا
آرِكَاتٌ في بَرِيمٍ وَحَضَنْ
وَغُلامٍ قَائمٍ ذِي عَدْوَةٍ
وَذَلُولٍ جَسْرَةٍ مِثْلِ الفَدَنْ

قديم 09-24-2010, 09:22 AM
المشاركة 30
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
بنو قلابة القلوب
( الاعشى )


بنو قلابة القلوب
ألَمْ تَرَوْا لِلْعَجَبِ العَجِيبِ،
إنّ بَني قِلابَةَ القَلُوبِ،
أُنُوفُهُمْ مِالْفَخْرِ في أُسْلُوبِ
وَشَعَرُ الأسْتَاهِ، بِالجَبُوبِ
يا رَخَماً قَاظَ عَلى يَنْخُوبِ
يُعْجِلُ كَفّ الخارِىءِ المُطِيبِ
أهْلُ النُّهَى وَالحَسَبِ الحَسِيبِ،
وَالخَمْرِ وَالتّرْيَاق وَالزّبِيبِ


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر الجاهلي ( الأعشى )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر الجاهلي ( حاتم الطائي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 54 12-06-2020 04:54 PM
من شعراء العصر الجاهلي ( عروة بن الورد ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 39 10-08-2010 12:57 PM
من شعراء العصر الجاهلي ( عبيد بن الأبرص ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 46 09-26-2010 04:38 PM
من شعراء العصر الجاهلي ( النابغة الذبياني ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 10 09-24-2010 07:02 PM

الساعة الآن 11:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.