قديم 09-03-2010, 03:40 AM
المشاركة 51
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الجراح



هل من دمائك يسكر السفهاء؟

وعلى رفاتك يرقص الجهلاء؟

وعلى جبينك نام طفل جائع

وعليه تصرخ دمعة خرساء

واليأس يقتلنا بطول ظلامه

وتعربد الأحزان كيف تشاء

وقف الجمال لديك مسلوب الخطى

و تفجرت من وجنتيه دماء

وعلى ظلال الدرب حامت صرخة

الأم يأكل لحمها الجبناء

وسط الذئاب تناثرت أشلاؤها

يا ويح قلبي والأمور سواء

يا من سكرتم من رحيق دمائها

فوق التراب تشرد الأبناء

أبني العروبة لم تزل في مصرنا

رغم الجراح محبة وعطاء

* * *

لو لم تكن مصر العريقة موطني

لغرست بين ترابها وجداني

وسلكت درب الحب مثل طيورها

وغدوت زهرا في ربى بستان

وجعلت من عطر الزمان قلائدا

ونسجت بين قبابها إيماني

فمتى نعيد لمصر بسمة عمرها؟

ما أتعس الدنيا مع الأحزان

* * *

مصر الحبيبة يا رفاقي كعبة

لا تتركوها مرتع الأوثان

فالعمر ليس بضاعة مسلوبة

والعمر ليس بدرهم وغواني

الله يشهد أننا رغم الأسى

لم ننس يوما قبلة الرحمن

يا من سكرتم من رحيق دمائها

وغزوتم الدنيا بزيف لسان

عندي لكم رغم الجراح نصيحة

لا خير في مال بلا إنسان


//

قديم 09-03-2010, 03:44 AM
المشاركة 52
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

السفر في الليالي المظلمة



وغدا تسافر

والأماني حولنا.. حيرى تذوب

والشوق في أعماقنا يدمي جوانحنا

ويعصف بالقلوب

لم يبق شيء من ظلالك

غير أطياف ابتسامة

ظلت على وجهي تواسيه

وتدعو.. بالسلامة

* * *

وغدا سمنضي فوق أمواج الحياة..

لا نعرف المرسى

وتاهت كل أطواق النجاة

لم لم تعلمني السباحة في البحار؟

لم لم تعلمني الحياة بغير شمس.. أو نهار؟

والصبر.. يا للصبر حلم زائف..

وهم يعذبنا ومأوى.. كالدمار

وغدا تسافر

والمنى حولي تذوب

أتراك تعرف كيف يغتال الهوى

نبض.. القلوب؟

والآن تجمع في الحقائب

عطر أيام.. الهوى

وعلى المقاعد نامت الذكرى

على صدر المنى..

ما كنت أحسب أننا يوما

سنرجع.. قبل منتصف الطريق

ومع النهاية نحمل الماضي

صغيرا.. مات منا في حريق..

وتسافر الأشواق في أوراقنا

والحب يبكي كلما اقتربت نهايتنا

ويسرع.. نحونا..

وعقارب الساعات تصمت..

قد يتوه الوقت..

قد يمضي قطار الليل

قد ننسى.. ونرجع بيتنا

الدرب أظلم حولنا..

من يا ترى سيضيء

هذا الدرب.. حبا مثلنا؟!

الدرب أقسم أن يخاصم

كل شيء.. بعدنا

وهناك في وسط الطريق شجيرة

كم ظللت بين الأماني.. عمرنا

مصباحنا المسكين ودع نبضه..

ولكم أشاع النور عطرا.. بيننا

شرفات مسكننا المسكين تحطمت..

عاشت أمانينا وذاقت كأسنا

وبراعم النوار بين دموعها

ظلت تعانقني.. وتسألني: ترى..

سنعود يوما.. بيتنا؟!



//

قديم 09-03-2010, 03:45 AM
المشاركة 53
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وتنتحر المنى


ويمضي المساء على جفن درب

تركناه يوما لكأس القدر

تعربد فيه ليالي الصقيع

ووحل الشتاء وموت الزهر

وتمضي الحياة على وجنتيه

كحلم تعثر ثم انتحر

وفوق المقاعد عهد قديم

وأصداء نشوى وطيف عبر

ويبكي الطريق على الراحلين

على من مضى أو جفا أو غدر

* * *

ويمضي المساء على جفن درب

رعانا بدفء كشمس الشتاء

رأينا على شاطئيه الأمان

وحلما يداعبنا في الخفاء

وفي الدرب عشنا ربيع الأماني

سكارى نعانق فيها السماء

شدونا نشيد الهوى للحيارى

وفي الحب تحلو ليالي الغناء

رجعنا إلى الدرب بعد الرحيل

لنرثي عليه بقايا لقاء

* * *

مقاعدنا أطرقت في سكون

وقالت: رجعت لنفس الطريق

فأين لياليك صارت رمادا؟

وأين أمانيك بعد الحريق؟

وأين النسيم يهيم اشتياقا

يعانق في راحتيها الرحيق؟

على الدرب نامت بقايا زهور

وأشلاء غصن وحلم غريق

ولم يبق شيء سوى أغنيات

تساءل في الليل أين الرفيق؟

* * *

ويمضي المساء على جفن درب

توارى مع الحزن بعد الرحيل

وكم عاش يحمل نبض الحياة

كهمس النسيم وظل النخيل

عرفناه ليلا شقي الظلام

رأيناه شمسا تناجي الأصيل

ومهما عشقنا رحيق الأماني

فعمر الأماني قليل.. قليل

* * *

لقد عشت بالحب طفلا صغيرا

رأى في هواك عطاء السنين

فأطلق في راحتيك الليالي

وما كان يدري عذاب السجين

وكان نصيبك ليلا طويلا

وكان نصيبي قلبي الحزين

وجئنا إلى الدرب يوما حيارى

ليسألنا عن زمان الحنين

عشقنا وذبنا عليه اشتياقا

وجئناه نبكي على الراحلين




//


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصائد مختارة للشاعر فاروق جويدة ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في زمن الردة والبهتان / الشاعر فاروق جويدة هند طاهر منبر مختارات من الشتات. 3 02-06-2021 08:22 AM
اِغضبْ / الشاعر فاروق جويدة هند طاهر منبر مختارات من الشتات. 3 02-06-2021 12:03 AM
فاروق جويدة .. شاعر العذوبة ..! ميرفت علي منبر ديوان العرب 3 11-21-2011 12:46 AM
عينيكِ عنواني ( فاروق جويدة ) أحمد صالح منبر ديوان العرب 6 08-30-2010 10:02 PM

الساعة الآن 06:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.