قديم 04-20-2013, 12:22 PM
المشاركة 961
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

-كان هانى الراهب كاتبا استثنائيا امتلكحدسا بالمستقبل لم يرقإليه سواه.
- وقد ظل يتناول في كتاباته الشأن العربي العام،ولم يقارب الأدب الذاتيقط، فقد ظل مأسورا للحالة العامة للناس.. لمآسي البشر فيطول الوطن العربيوعرضه.

- ولد الأديب هانيالراهب عام 1939م في القرية البديعة الجمال (مشقيتا) التي تبعد قرابة 20 كم عنمدينة اللاذقية بسوريا.

-درس الأدب الإنجليزي في جامعة دمشق ونال شهادة الماجستير منالجامعةالأمريكية فيبيروت. نال شهادة الدكتوراه من بريطانيا.

-يعتبرهانيالراهب أنموذجا للروائي المجددوالمتجدد، عمل على تطوير الرواية السورية من خلالاشتغاله وبحثه الدؤوب عن التعبيرالروائي والتقـنية الروائية واقتصاد اللغة.

-بدايته كانت عام 1960 حين أعلنت دار الآداب عنمسابقة للرواية العربيةاشترك فيها أكثر من مئة وخمسين كاتبا عربيا.. وكانهانيالراهببين هؤلاء ولما يتجاوز عمره وقتذاك الثانية والعشرين، وكان ما يزال طالبا فىجامعة دمشق.

-وحدثت المفاجأة بأن فازترواية(المهزومون) بالجائزة الأولىليبرزالراهب كفنان يمتلك رؤيامن نوع خاص.. يمتلك حدسا بالمستقبل يقترب من النبؤة فىبعض ملامحه.

-وأخذ بعدها يطلق صرخاته المتمردة على الواقع المتردي، وبدأمسيرته الإبداعية الطويلةالتى رصد خلالها هموم ملايين الناس فى هذا الوطن الكبير.

-كتب هاني الراهب رواية (المهزومون )بنوع منالجنون وخلال ثلاثين يوما متتاليا مقتحما وبجرأة نادرة عالم الرواية العربية وعالم المحرمات العربيةالثلاثالجنس- الدين - السياسة) ..

-في المهزومون التى غلفتها نفحةمن السارترية والعبثية فى آن واحد، قدم هانيالراهبتصوراً عميقا للحالةالعربية التي تعاني التفكك والانعزال وتوقع سلسلة من الهزائم تبدأ بسقوطالشعارات الواهية التيكانت تطلقها الأنظمة العربية آنذاك.. هذه الشعارات التي جعلهاغلافاًلروايته ليخبرنا عنمدى هشاشة هذه الأنظمة وشعاراتها الزائفة، وهذا ما حدث فيمابعدحيث توالت الهزائمالعربية داخلياً وخارجياً على نحو مأساوىمفجع.

قديم 04-22-2013, 02:19 PM
المشاركة 962
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

- برز الراهب ككاتب يمتلك رؤيا من نوع خاص.

- يمتلك حدساً بالمستقبل يقترب من النبوءة فى بعض ملامحه.

- ففي «المهزومون» التي غلفتها نفحة من السارترية والعبثية في آن واحد، قدم تصوراً عميقاً للحالة العربيةالتي تعانى التفكك والانعزال، وتوقع سلسلة من الهزائم تبدأ بسقوط الشعارات الواهية التي كانت تطلقها الأنظمة العربية آنذاك، هذهالشعارات التي جعلها غلافاً لروايته، ليخبرنا عن مدى هشاشة هذه الأنظمة وشعاراتهاالزائفة، وهذا ما حدث فيما بعد حيث توالت الهزائم العربية داخلياً وخارجياً على نحومأساوي مفجع.

- رفض هاني الرّاهب الكتابة الكلاسيكيّة، ونادى برواية جديدة بتقنياتها، تتجاوز حدودها الوطنيّة،دافعاً بها إلى آفاق جديدة، مكوّناً لنفسه مجرى خاصاً به، مستقلاً، وبالغ الأهميّةفي العالم العربي والعالمي، في وقت، اكتفى فيه الكتّاب، بالقصة والرّوايةالكلاسيكيّة التي تهدف إلى كتابة تاريخ الإنسان، كمؤرّخين، يكرّسون أنفسهم كشاهدأمين على حياة بعض الأشخاص، ناقلين تجاربهم المعاشة.

- فالشاهد المباشر في رواية هاني الرّاهب، ينتمي إلى عالم الخيال مهما كان شكله، وشأنه في ذلك شأن الوقائع التي يرويها، لتنحو منحى تأمّلياً، بنبرات وجودية واضحة، بغية استخلاص معنى، والتعبير عن أسلوب للحياة، وعن هويّة، بلغة بسيطة قريبة من لغة الحياة اليومية من حيث المفردات وقواعد النحو.

- وهي تجسّد طابع التفتّت بتراكم الجمل القصيرة، وتتجنّب إلى أبعد الحدود إقامة صلات سببيّة، وإبراز بعض العناصر على حساب أخرى.

- وهناك تعابير ومفردات تعود باستمرار مثل لحظة عابرة، تشير إلى الزمن الذي يمضي، وخيبة وضجر وغربة وقصور، للتأكيد على قلق الأشخاص.

- يبدو بناء القصة عند هاني الراهب مفكّكاً دونما اتساق. ففي الرواية الكلاسيكية تشكّل الأحداث الهيكل العظمي للرواية، وهي تتسلسل وفق ترتيب زمني ومنطقي، وتتواصل بصورة لا يمكن فصل بعضها عن البعضالآخر، وتتضافر على إيصال القصة إلى نهايتها. إنها تشكل ما يشبه حلقات سلسلة، إذاغابت إحداها تأثرت القصة بمجموعها.

- على أن هاني الراهب لم يعد يرضيه هذا النموذج الذي لم يعد يعكس الواقع العربي المعاش.

- وهو يرفض الحوارات الهامشية جداً في هذه الرواية.

- ويعطي وظيفة جديدة للحدث على الأخص، عن طريق طبعه بخاتم التفتّت.

- يضع هاني الراهب النص بصورة رئيسة على المسرح، كمجموعة من الطلاب تضم أدباء، وهؤلاء الأشخاص يتناولون في مرّات متكرّرة موضوعات أدبيّة بصورة خاطفة.

- وحين يصل النقاش إلى الحدَث يجري التّأكيد على أنّه فقدَ أهمّيته: «من يكتب عن مجدّد يكتب رواية مشتّتة. حياته ليست سلسلة، بل حفر ومطبّات وبقع ضوئيّة، الحادثة لاتهم لأنها لا تمثّل حياته. كلّنا لا نطرح أنفسنا من خلال الحياة اليومية لأننا نعتبرها غريبة عنا وليست الحياةالتي نحلم بها»، وقد نادى هاني الراهب بهذه الأفكار منذ عام 1965 في مجلة «المعرفة»، والتي تتمثل في أنه يبحث عن أسلوب جديد للكتابة، أشبه بلوحة تنقيطيّة،عن طريق تكديس لمسات صغيرة، ومشاهد من الحياة اليوميّة، حتى أكثرها تفاهة، أوأكثرها سخفاً، وهذه تتضافر لإعطاء المعنى العام للمؤلَّف، وهو أن العالم ليس إلافرقة، حزناً، ضجراً، خيبة، وقصوراً.

- ينفجر الحدَث في روايته عبر عواطف وأحوال، وفي شخصياتٍ ومعانٍ، فالحدث ليس أحد العناصر الجوهرية في القصة، بمعنى أنه لم يعد المحرّك المباشر للحبكة، ولا تعبّر عن عوامل تغيير، أو وقائع فريدة تطوّر الوجود الجماعي، أو الفردي للأشخاص. إنها تنقل محيطاً، جواًع اماً يمتد على طول النص من أوّله إلى آخره. وليس لهذه الأحداث معنى بذاتها، ولكنها تكتسب معنى بالعلاقات التي تقيمها مع الأحداث الأخرى، وترابطها مع أفعال أو عواطف، وبالتعليقات أو الصور التي ترافقها، من دون تسلسل للأحداث، حتى أن الروابط تضيع بينها، فإن حذفت عدداً كثيراً من صفحاتها أو قليلاً من أي مكان، لن تشعر بنقص في تسلسل أحداثها.

- تتأرجح شخصيات هاني الراهب، بين احترامها للتقاليد وإرادتها للتقدّم والحرية، بالرغم من ظروفها الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي لا تسمح لها دائماً بالازدهار والعيش في سلم ورخاء.

- يتحكّم هاني الراهب في المعنى، ويختفي بصفته سلطة تعبيرية ليترك الأشخاص يستولون على الكلمة، ويتيح للقارئ الاستيلاء على المعنى، كما في روايته «شرخ في تاريخ طويل»، وهذاالقارئ في الحقيقة، هو الذي سيستخلص من التجارب طابعها العام، ويربطها بالزمن الجماعي، ألا وهو زمن التاريخ.

- لقد كتب هاني الراهب في كانون الأول 1969 أن العالم العربي يواجه مشكلتين رئيسيتين: التجزئة والتخلف.

- ولهذه الأسباب كانت هزيمة 1967 مكتوبة سلفاً في الحياة العربية اليومية، قبل أن تتحقق في ساحة المعركة، وأكّد أن على الأدب أن يأخذ بالحسبان هذه العوامل، وأن يعمل لتلبية حاجات التغيير في المجتمع: «الثورة خلق وتكوين جديدان، كذلك يجب أن يكون الأدب».

- ففي رواية «المهزومون» يؤكد على خط الأشخاص المشبعين بالرغبة في الحياة، والمتحرّرين من الضغوط الفكريّة والاجتماعية التي تعيق وجود السوريين: «أريد أن أشرب الحياة، أعبّ الحياة، أمتصّها، وأنسفح على أعصابها، وأنغمر في أعماق لذائذها ووجودها».

قديم 04-23-2013, 04:33 PM
المشاركة 963
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

- روايته شرخ في تاريخطويل عبارة عن قصص حب خائبة، أقامها الراوي والبطل أسيان علىالتوالي مع سوزي، ومرام، ولبنى. ويعود السبب الرئيسي لهذه الإخفاقات إلى النظامالاجتماعي العام الذي يمنع الأفراد من التعبير عن أنفسهم بحرية، وإظهار انفعالاتهمبصورة عفوية. إن الحب مستحيل، لأن المحيط يتفنّن فيإقامة الجدران التي لا يمكن اختراقها بين الناس ذوي الأخلاق الحسنة. ونصادف هنا منجديد نقد القوى الاجتماعية المحافظة السائدة، تلك القوى التي تتمسك بالمظاهر، بدلاًمن القيم الاجتماعية الإيجابية، وتمنع الناس من أن يعيشوا كما يرغبون، في فرحوتفتّح.

- طريقة الكاتب تجمع بين التاريخ «العلمي» والتجربةالشّخصية. فالتجربة الشخصية تسمح بالولوج إلى هذا التاريخ السرّي الذي لا يعرفهالتاريخ الرسمي، والذي يعطي مكانة للتاريخ «الشعبي» على أن حضور شخصية «فيضة» يسمحبتجاوز هذا الإطار التاريخي الصرف وإعطاء معنى لحركة الحياة، وزحزحة السّرد نحو هذا «التاريخ السرّي» الذي يحمل في طياته قيماً عالمية، تتجه نحو غرض واحد، ألا وهوالحديث عن الممارسة المعاصرة للسلطة في العالم العربي لإبراز الجوانب السلبية فيها،والمطالبة بقدر أكبر من الديمقراطية.

- والرؤية التي يقدمها عن هذا العالم ما تزالمتشائمة. فالبلدان العربية لم تنجح في إرساء الديمقراطية والسلم على أرضها. ومنخلال القصص الخاصة بالأشخاص تطالعنا خيبة الآمال الكبرى التي حرّكت التقدميين العربفي العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وحركات التحرر.

- وقد عبّر الكاتب عنهذا في مجلة ألف قائلاً: «بمعنى أنا أريد أن أحشد أكبر كمية، أكبر حجم ممكن منالتجربة ومن البشر في خلق فني ما، فماذا أفعل، أتساءل عندها: أيها الأقدر علىتقديم هذا الحشد، الواقعية أم الأسطورة؟ ويأتيني الجواب: الأسطورية.الواقعية أمالرمزية؟ يأتيني الجواب: الرمزية. هل أهجر الواقع؟ أبداً، الواقع عنصر قائم ونحنلسنا منصرفين تماماً إلى الرمز والأسطورة لأنهما بالأساس نشآ منالواقع».



- رواية ألف ليلة وليلتان : نقد للتاريخ العربيفي القرن العشرين، وصعود البورجوازية الصغيرة إلى السلطة في بداية الستينات،وإخفاقها في مهمتها لتحقيق التقدم والإصلاح.

- يبرز في الرواية عنصر رئيسي وهو «النعاس» وحياة الناس منظمة فيه، كما هي الحال في الحياة الواقعية، بالتناوب بينالنوم واليقظة، ولكن هذه اليقظة ليست إلا جسدية، فالواقع أن المجتمع العربي استكانإلى النعاس، ولن يستيقظ إلا بعد الهزيمة، حيث يقرر قسم من الأشخاص مغادرة عالم ألفليلة وليلة ومعيشة حياتهم الخاصة.

- وتنتظم القصة حول فعل «أفاق» الذي يفتتح الرواية، «في زمن ما يفيقون»، وكأن الأشخاص يعيشون في حالة من «النوم، التعب، ليلة بدونصباح، نوم أبدي، الخدر الدائم»، وكأن الزمن قد توقف بالنسبة إليهم، وهم لا يفعلونإلا تكرار النماذج الماضية، غير قادرين على إيجاد حل للأزمات التي يجتازونها،فعالمهم لا يملك من الحداثة إلا المظاهر، فهو يتزين بالكلام الجميل، ولكن مساوئالماضي ما تزال مستمرة في القلوب، وهو متجمد في أساليب قديمة من التفكير، على غرارالزمن المتوقّف، فالعالم تكبّله التقاليد والديمقراطية الغائبة، وضيق هوامش الحريةبسبب الضغوط السياسية والعقائدية والفنية التي يخضعلها.

قديم 04-24-2013, 08:13 AM
المشاركة 964
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب



- وفي رواية رسمت خطاً في الرمال : استمر الراهبفي نقد وتعرية الواقع العربي الفاسد في روايته الأخيرة «رسمت خطاً فى الرمال» والتيتعتبر من أفضل ما كتب خلال مسيرته الروائية، حيث تناول فيها الوضع العربي ككل منخلال رسمه لملامح الغزو العراقي للكويت وما تبع ذلك من احتلال الجيوش الأمريكيةللكويت بذريعة حمايتها من العدو.

- وقد استخدم الراهب في هذه الرواية نفس الأسلوبالذي استخدمه في رواية «ألف ليلة وليلتان» حيث استعان بالتراث ليستحضر شخصيات منه ويلبسها ثوب المعاصرة ليحملها أفكاره الثائرة على الواقع، حيث نجده يسخر من الماضيوالحاضر والمستقبل عبر شخصيتي بديع الزمان الهمذاني وأبو فتح الإسكندري، بلغة ساخرة .

- بعد ذلكينتقل الكاتب للحديث عن الواقع العربي والتغير الذي اعتراه بعد حدوث معجزة النفط،وسعي أميركا للحصول على هذه الثروة بأي شكل، في هذه الصورة نرى الأمريكي يخاطب ربهويطلب منه أن يباركه في الحرب التي سيفتعلها بين العرب للحصول على النفط منهم (ويقصد بها حرب الخليج الثانية.

- هاني الراهب روائي سوري من أصحاب الكلمة الممنوعة والمقموعةوالمغيبة.

- اقتحم بوابة الرواية بثقة وجواز مرور واحتلت نصوصه موقعاً واضحاً فيالأدب القصصي
والروائي السوري والعربي المعاصر.

- وقد نحى منحى جديداً في الكتابةالروائية .

- استفاد كثيراً من مطالعاته وقراءاته في الآداب والثقافات العالميةالمختلفة ووظف كثيراً مما اكتسبه في آثاره وأعماله.

- عاش هاني الراهب في زمنالانقلابات والعواصف والصراعات الفكرية التي أعقبت نكسة حزيران،ومات في الرمال التي غطت أرض الوطن العربي بعد عاصفة الصحراءوالهزيمة الكبرى في العراق، تاركاً ومخلفاً وراءه الصدق والوهج وألم الفقدانووجع الغربة والأسئلة عن الذات والحالة العربية الراهنة.

- يعبر هاني الراهب عن حالة وبؤس الواقعالعربي المأزوم والمهزوم على لسان «أسيان» بطل قصته «المعجزة» فيقول: «إن حياتنااليومية مطبوعة بطابع النذالة والتفاهة والغيظ والمماحكة، وعلينا أن نتخلص من هذاالطابع لتصبح الحياة ممكنة. أعرف أنني أعمق نذالة من الجميع وأكثرها تفاهة وغيظاًوإني فارقت من الخطايا ما يبتلعكم كلكم، لكني من جانب آخر معذور لأني أردت أن أعرفحقيقة الإنسان، إننا جميعاً خطاة ولكننا لن نضيع وقتنا في المحاكمات وإصدار عقوباتالإعدام فالشر بذلك يبقى شراً».

- ويحاول هاني الراهب في نصوصه رسم ونقل هموم وعذابات أبناء جيله ووصف حالة الانهزام والسقوط والتكيف في ظل الهزيمة، ونجده في قصة «الخامس الدائم من حزيران» يحكي عن مجموعة من الشباب المرح الذي يستسلم للهو والرقص للهروب من الواقع ونسيان ما يقلق البال وتنتهي حفلة الرقص بحادثة تقضي على الفرح الكاذب عندما تظهر لاجئة فلسطينية طالبة الخبز لأطفالها الجياع.

قديم 04-24-2013, 03:09 PM
المشاركة 965
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

- يطرح فيها هاني الراهبأسئلة هامة وكثيرة لم يجد لها جواباً في الواقع الحياتي عن الديمقراطية والحرية،وموقع المثقف في المجتمع المدني ودوره في عالم تنقرض فيه الثقافة ويقتل الوعيالنقدي.

- تبدأ الحكاية هناك في الشير في تلك الفسحة المربعة بين كتلتين من الجبال. تنتهي آجال، وتولد أجيال، وما بين الولادة والموت فسحة الحياة التي تتلون بألوانيضفيها عليها المناخ والمسرح والآفاق.

- ضمن هذهالأجواء يتنقل هاني الراهب متابعاً دورة الزمان لهذه العائلة السنديانية الآتية منذلك المكان الممتد بين مرابع الصحراء إلى بلاد الشام وزمان ينحدر من السفر برلك إلىيوم حاضر.

- يتتابع الأشخاص، يتغيرون بتغير أماكنهموأزمانهم، يموت أشخاص ويولد غيرهم ويبقى وجه الحياة وحسها الآتي من معانيها قابعاًفي كل حياته.

- شخصيات هاني الراهب ملتبسة وقلقةومضطربة، تعاني القمع والاغتراب والتهميش، وغير قادرة على مواجهة السلطة السياسيةالتي تغتال الإبداع وتصادر حرية الكلمة.

- أخيراً يمكنالقول أن قصص وروايات هاني الراهب فيها الكثير من التفاصيل الزائدة والرموزالسياسية، وتستوعب الواقع اليومي الممل، وذات أبعاد سياسية وفكرية عميقة .

- تصورالتكوين والتشكيل الطبقي والسياسي في المجتمع العربي البطريركي، وتغلب على أرجائهامسحة الحزن واليأس، وتحكي القهر والألم والتفجع لكاتب عربي أصيل أصيب بالخيبةوفقدان الأمل، وعايش الإخفاقات والانتكاسات والهزائم، ومات في رحابالمهزومين.

- استقبل جيل الخمسنات من الفرن الماضي رواية هانيالراهب «المهزومون» بالحماسة والاندفاع، واعتبرها الكثيرون فتحاً في عالم الروايةوخروجاً على الموروث الروائي في تلك الأيام، وفتح باب جديد للإبداع الروائي علىصعيدي الشكل والمضمون.

- كان واضحاً كم كان الراهب متأثراً بتلك الموجة الوجوديةواللاانتمائية التي جاءت من أوروبا.

- استطاع أن يعبر في روايته عن انتشار تلكالأفكار بين الشباب المهزومين الذين يثرثرون في المقاهي ويصنعون الفراغ من الحلمالوجودي، وهو ما فسر يوم ذاك سبب تلقف سهيل إدريس مباشرة لرواية الراهب، ونشرها فيدار الآداب - التي كانت تتبنى التيار الوجودي ـ مبشرة القارئ العربي بميلاد روائيعربي واعد.

- وأثبت هاني بعد ذلك أنه عالم من الإبداع قائم بحد ذاته لا يفتأ يتنقلبين عوالم مختلفة يبرع كثيراً في إعادة بنائها جميعاً، هو الفنان والمهندس الماهرفي التشكيل والبناء».‏

- ابتعد الراهب في "المهزومون" عن الاتباعية والمحاكاة في ميدان الرواية العربيةلينفرد بذاته شاهداً على عصر بدأت فيه تحولات جذرية في المجتمع من أجل صنع مجتمعجديد بصيغ وعلاقات جديدة.

- فها هو بشر بطل "المهزومون" وطالب الجامعة يعلن عن أفكارهالتي في مقدمتها النقمة على المجتمع والثورة عليه، فقد أعلن في أكثر من مكان أنالمجتمع صفر، أي أن البطل يدين المجتمع ككل، يلغيه باعتباره لا قيمة له كالصفر».‏

- هاني الراهب من الروائيين العرب القلائل الذين جددواالسرد الروائي، وحدثوا تقاناته نحو التعبير الاستعاري الشامل عن تأزم الذات العربيةومحن الوجود العربي من خلال تعاضد رؤاه الفكرية مع تعليقاته الوجودية والتاريخية

- فصارت غالبية رواياته مثار وعي بالتاريخ ومدار وعي بالذات إزاء اشتراطات الواقعالمؤسسية.

- في مجموعته الثانية "جرائم دون كيشوت" (1978) صياغة سردية، أقرب إلىممهدات لرواياته وتفكيره الروائي من حيث التزام الواقعية الجديدة وثراء الدلالاتالتناصية وتعدد المستويات السردية كما هو الحال مع قصة "وسوى الضبع" أنموذجاً، فهيمكتوبة ترميزاً عن هيمنة المحتلين والغزاة وتحالفهم مع العدوان الداخلي فيما بينالعرب أنفسهم. فلا سبيل لمواجهة العدوان الخارجي ما لم يواجه العدوان الداخلي قبلذلك.

- ويكرر الراهب في روايته "شرخ في تاريخ طويل" (1969) الموضوع نفسه، وتكادالرواية تشبه لوحات متتابعة لحوارات سياسية وثقافية عن وعي الجيل الجديد وضغوطاتالسلطان السياسي عليه، حتى غدت الرواية مشاهد للجدل العقائدي والفكري والذي يتلفعكثيراً بلبوس وجودي حيناً وتاريخي حيناً آخر، وتلتزم ببعض تقانات الرواية الجديدةالتي مارسها آلان روب جرييه وميشيل بوتور وكلود سيمون.

- لفت الراهب النظر إلى إبداعه الروائي الحديث بقوةفي روايته "ألف ليلة وليلتان" التي وسع استخدام تقاناته الروائية الجديدة فيها،ولاسيما الشاعرية والكثافة وانفتاح المنظور السردي على مصراعيه لتعدد مكونات الفضاءالروائي من الواقعية إلى المرجعية التاريخية».

قديم 04-25-2013, 01:50 PM
المشاركة 966
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب


- أضاء الناقد والروائينبيل سليمان على إضافات هاني الراهب الأكثر أهمية، إن كان بالنسبة لتجربته الروائيةأو بالنسبة للرواية العربية، كما تجلى ذلك في روايتيه «خضراء كالبحار» و«رسمت خطاًفي الرمال»، وكان الراهب قد استخدم في رواية «التلال» إستراتيجية اللاتعيين كمايسميها الناقد سليمان.

- ويضيف: «تعثرت تجربة الراهب في "التلال" من هذه الناحية،لذلك لم يتابع مشروعه في الجزأين الثالث والرابع منها، وظل ذلك إشكالاً مريراً بينهوبين نفسه، وعرفت ذلك من أحاديثي الطويلة معه.

- في روايته "خضراء كالبحار" يشتغل منجديد على تطبيق هذه الإستراتيجية، لكن يمكن للقراءة أن تستعين ببعض المؤشرات،فالبلد قد يكون لبنان أوسوريةمن خلال وجود ضابط أسير لدىإسرائيل.

- كما اشتغلت الرواية على التلاقح مع الفن التشكيلي ومع الموسيقى، والروايةكما نعلم فن بلا تخوم تتفاعل مع الفلسفة والاقتصاد والتاريخ ومع الفنون كافة، وإنكان تلاقح الرواية العربية مع الفن في التشكيل والموسيقى ليس بغزارة تفاعلها معالتاريخ، لكن هاني راهن في روايته هذه على ما يمكن أن يقدمه التفاعل بين السرد وبينالفن التشكيلي والموسيقى، وليس المقصود هنا أن تكون الشخصية الروائية أو تلك رسامةأو عازفة مع أن الشخصيات المركزية فيها كلها تشتغل بالفن، واحدة منها تبدو قناعالكاتب ليدلي بدلوه وبآرائه بالفن التشكيلي.

- شخصية الفنان التشكيلي المزواجالمطلاق، الذي يبدو كقناع للكاتب ليجسد التجربة الإبداعية. ودائماً الخلفية هيالموسيقى خاصة الكلاسيكية منها».

قديم 04-27-2013, 10:56 AM
المشاركة 967
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

- هاني الراهب هو سيدالرواية السورية بدون منازع.

- وسنردد مع الكاتب والباحث محمد جمال باروت: هاني الراهب كاتب إشكالي ويعتبر أنموذجاً للروائي المجدد والمتجدد.

- عمل على تطويرالرواية السورية من خلال اشتغاله وبحثه الدؤوب عن التعبير الروائي والتقنية الروائيةواقتصاد اللغة, وكان لكتاباته تأثير مميز على الرواية العربية شكلاً ومضموناًوشكلت علامة بارزة في مسيرة الرواية العربية المعاصرة وتطورها.

- ويمكن القول: إنه ما من عمل روائيأصدره الراهب إلا وأثار جدل ثقافياً وفكرياً كثيفاً، وهذا يعود إلى طبيعة كتابةالراهب الإشكالية، بالمعنى الفني، وبالمعنىالسياسي.

- هاني الراهب أيها الوباء الذي أخاف الأقزام المهزومين وما يزال أهلاً بك بيننا هنا كاتباً كبيراً وعملاقاً سورياً نريد منه أن يرسم شرخاً في تاريخنا الطويل المتكدس تلالاً من البؤس .

-هاني الراهب الكاتب المجددالذي اختار هوية المثقف الإشكالي

-حاول كتابة الرواية وهو في الرابعة عشرة من عمره ,بعدها كتب (المهزومون) بنوع من الجنون وخلال ثلاثين يوما متتاليا مقتحما وبجرأة نادرة عالمالرواية العربية وعالم المحرمات العربية الثلاث (الجنس,الدين, السياسة) .

- يعتبر هاني الراهب أنموذجاللروائي المجدد والمتجدد, عمل على تطويرالرواية السورية من خلال اشتغاله وبحثهالدؤوب عن التعبير الروائي والتقـنية الروائية واقتصاد اللغة , فالتوتر اللغوي عندهيستمد نسيجه من تصور موحد للغة باعتبارها هيولى لاتزال في حالة الصيرورة, وفي هذاقال الراهب يوما : (ما دامت الرواية ظاهرة تكاد أن تكون حديثة العهد في تراثناالأدبي, فينبغي أن يحتويها بناء لغوي وأسلوبي جديد).

-وقد كان لكتاباته تأثير مميزعلى الرواية العربية شكلا ومضمونا وشكلت علامة بارزة في مسيرة الرواية العربيةالمعاصرة وتطورها.

-بعد روايته الأولى (المهزومون) يقول الراهب:خفت خوفاشديدا من الشهرة أن تؤثر على إجادتي لكتابة النص فرحت أعمل على تكثيف النص لغويا وبنيويا إلى درجة أن الفصل الأول من روايتي الثانية(شرخ في تاريخ طويل) أخذ سبعةأشهر والرواية كلها استغرقت سبع سنين بدل شهر واحد, هذا هو قلق المبدع الحقيقيالمسكون بالهواجس الحياتية والروائية والأسئلة الوجودية وحسب تعبيره (نحن سكان مدنالأسئلة).

-شكلت روايته (ألف ليلة وليلتان) واستفادته من التراث القصصيالشعبي واللغة والتقنية الروائية التي كتبت بها الرواية وبنية السرد المميزة والتيتدل على رغبة الراهب في التجريب والتجديد , شكلت انعطافة هامة في مسيرته الروائية, فهي ذات طموح فني وتقني كبير للسيطرة على الحقيقة التاريخية.

-وعنها يقول الروائيوالناقد السوري نبيل سليمان: (يقترب أسلوب هاني الراهب في هذه الرواية من أسلوبالروائية الإنجليزية (جين اوستن).

-في الحرص على تقديم العادي ودقة النثروهجائيته الحادة) فهاني الراهب كثير الاهتمام باللغة والأسلوب الروائي.

-وقدحاول الراهب فيها أن يحكي قصة ثلاثين شخصا على الأقل وكل واحد منهم يظن نفسه قائمابذاته إلى أن تلطمه هزيمة حزيران (يونيو) فيكتشف أنه جزء صغير من مجتمع مهزوم وعمرهذه الهزيمة ألف عام .

-ولهذا لم يستطع الراهب تقديم هذه الرؤية عبر تقنيات السردوالوصف والحوار والحبكة المحكمة وخاصة الحبكة , ذلك أن المجتمع الذي هزم هو مجتمعمتفكك ,منقسم على نفسه, وقد تمثلت الرواية في بنيتها شكل هذا المجتمع, والزمن فيهاهو زمن تجاوري أو تزامني , وعنها يقول الراهب: (أحسست بالثقة الكافية لتقديم حطامرواية , أنا مدين إلى حد ما إلى بنية (ألف ليلة وليلة) التي تحكي ألف حكاية , لكنالبحث الأساسي بالنسبة له ظل يلاحق بنية جديدة للرواية سماها البنية الجماعية.

-وسنجد في روايته (التلال) تقديمه للعبة زمنية وبطريقة خاصة , حيث رأى فيها حاجةماسة لعنصري الأسطورة والرمز, واعتبارهما التقنية الأنجع في التعبير عن شموليةالتجربة , ويؤكد فيها على مقولته الأساسية في العمل الروائي وهي أن شكل وبنيةالتجربة التي يكتب عنها يفرض شكل وبنية الرواية.

-كتب هاني الراهب روايتي (خضراء كالمستنقعات) و(خضراء كالحقول) وهو في حالة وعي متأزم بعد انهيار الإتحادالسوفييتي وانهيار التقدم العربي وانهيار النظام الإقليمي العربي, أحس وكأن كل شيءينهار, وقد انعكس هذا الإحساس على أدواته الفنية وأسلوبه في الكتابة (بدأت ألعناللغة التي استخدمتها خلال ثلاثين عاما , كانت باهرة لغة شعرية , لغة ارتيادية , لغة تقدمية...لكن الشعر والتقدم والارتياد كله انهار, فلماذا أنا محتفظ بهذه اللغةالتي باتت الآن وكأنها مجرد زينة, مجرد حلية...)

-لذلك سعى الراهب لكتابة رواية بلغةميتة, تحت ضغط جملة من الظروف الذاتية الداخلية والخارجية , وعكف على كتابة مجموعةمن الروايات الصغيرة بعنوان (كل نساء المدينة) وعندما صدر منها (خضراء كالمستنقعات) ظن البعض أنها رواية قائمة بذاتها واستغربوا وضعها على هذه الحالة, لقد كان لديهطموح روائي أن (خضراء كالمستنقعات) ستليها خمس خضراوات تكمل الحلقة وتصدر ذات يومفي رواية واحدة.

-رواية (التلال) التينشرت عام 1989 في بيروت,رواية جديدة في بنائها الفني ورؤيتها للعمل الروائي, وهيتسقط من حساباتها الحوار وتستعيض عنه بالدلالات , فيها جرأة غير عادية, فهي تتناولعالمين متناقضين ظاهريا عالم الأسطورة والأحلام والرغبات والهواجس المول دة منعذابات المجتمع وقحله كما يصفها الروائي حسن حميد وفي الجانب الآخر هناك عالمالتاريخ الواقعي تماما والمعروف.

-والتلال رواية تهز الداخل الجواني عند القارئوتحثه على التعامل معها بأكبر جدية ممكنة, إنها حفنة من التاريخ والواقع والأسطورة , غنية بإحساس كاتبها بأهمية النص الأدبي ودوره في الحياة,.

- ففي (التلال) عدةأزمنة متداخلة يفجر بعضها الآخر , فهناك الزمن التاريخي المشار إليه مباشرة فيالرواية (الحرب العالمية الأولى والثانية, وعام 1946 ) وهناك الزمن النفسي الذييبدو جليا في العديد من شخصيات الرواية ,وهناك الزمان الأسطوري(الذي تمثله فيضه) وهناك أيضا ما أسماه الراهب زمن اللازمان والذي يمثله الدراويش.

- وهي رواية تتكلم عن العرب ,عن تجربة التقدم في تاريخ الأمة العربية المعاصر, وهي لا تخص قطرا عربيا دون آخر, وكمعادل روائي فقد وضع الراهب مكانا يتكون مما هو عام ومشترك , وكذلك أسماء الشخصيات والبلدان ذات الدلالة الخاصة والمستمدة من تاريخ المنطقة , وقد رأى الراهب في روايته هذه رهان حياته الأدبية , وكان يطمح أن تكون لها أجزاء لاحقة تكملها.

قديم 04-28-2013, 08:11 AM
المشاركة 968
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب
-المكان عموما في روايات هاني الراهب إشكالي, فهو موجود ومحدد فيبعضها,وفي الآخر مبهم , فنجد في رواياته الثلاث الأولى أن المكان هو دمشق, وفيالوباء هو اللاذقية, وفي بلد واحد هو العالم يبدو المكان وكأنه حارة عربية وفيالتلال هو مدينة ,قد تكون دمشق أو القاهرة أو بغداد...

-روايته الأخيرة (رسمت خطافي الرمال) حققت قفزة نوعية في مسيرة الراهب الروائية ففيها تحول المجاز اللغوي إلىمجاز بنائي تركيبي, ففيها يتداخل المحكي مع نصوص أخرى, في مزج التراث الشعبي معالواقع الاجتماعي مع ثقافة الراوي وعصره والتي تنعكس جميعا في مستوى الكتابة,

-وفيهايرسم الراهب خارطة تراجيدية للواقع العربي وسط عالم يتفكك ويتقوض, وفيها يستخدمالروائي خيالا خارقا , ومع ذلك لا يمكن وصف الرواية بأنها خيالية أو فانتازية, فقداستطاع الراهب توظيف الفانتازيا توظيفا دقيقا لتكون خاضعة لعمل عقلي منظم ش يد منخلاله البناء الروائي المحكم والمتنامي وحيث تتداخل العوالم الحكائية الخياليةببعضها وتتداخل شخصياتها.


- فعالم الرواية هو عالم الدول العربية النفطية فيلحظة حرجة وحاسمة من تاريخها وتاريخنا العربي بشكل عام,وهذه اللحظة هي بدايةالتسعينيات وحرب الخليج الثانية, وعنها يقول الدكتور حسان عباس : (معمار الروايةالفسيفسائي وتجاوره للأصوات والأدوار وأنماط الكتابة يؤكد رغبة الراهب بكتابة روايةأصوات يرتفع فيها مستوى الحكاية من مستوى المشهدية إلى مستوى المفهومية ).

-فعبرمتاهات الرواية الدائرية يقارب الراهب سيرة أمة , ويرسم صورة قاتمة لحاضر لا يبعثعلى التفاؤل, وحيث الزمان يمتد عبر ألف عام وأكثر الشخصيات حرة في المكان , حرة فيالزمان, ستبقى مشدودة إلى الصحراء كل ذلك عبر سخرية لا تثير ابتسامنا بقدر ما تزيدإحساسنا بالألم والمرارة.

-إن زماننا هذا أخيولة هاني الراهب المدهشة يضعهابين أيدينا في (رسمت خطا في الرمال) كما يرى عباس فيها.

-كان لدى هاني الراهبدائما شعور حاد بأنه ميت أو ربما يموت دون أن يتمكن من الإمساك على التغيراتالعاصفة والعنيفة في شرقنا العربي , روائيا ودون أن يكتمل تعبيره عن هذه الرؤية, رؤية التقدم العربي وانكساره وإعادة إنتاج الطغيان بدلا عنه , وما الميل إلى تغييرالتقنيات الروائية من رواية إلى أخرى سوى اختلاف الرؤية الذي يتطلب بالضرورة اختلافالشكل,لكن الزمن والمرض العضال لم يعطيا هذا الجسد المقاوم وتلك الروح الوقادةوالوثابة مزيدا من الوقت وفسحة الحياة , فثمة مشاريع مؤجلة وأحلام تنتظر التحقق, على الورق المتناثر على الطاولة وفي خلايا الروح والجسد والدم الذي لا زال حاراطازجا ونظرا فيما كتب الراهب وأنتج من روايات وقصص وترجمات ودراسات وأحاديث صحفيةوتفاصيل حياة.

قديم 04-30-2013, 10:21 AM
المشاركة 969
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العناصر التي شكلت الأفضليةوالروعة في رواية 22- الحراميوسف ادريس مصر

- الحرام هي إحدى رواياتيوسف إدريسالتي صور فيها حياة عمال التراحيل وهم فئة مهمشة من طبقةالكادحين في المجتمع القروى المصري.
- لقد تحدث يوسف إدريس عن (الغرابوة) في الرواية عندما حدثت واقعة أم اللقيط، فقد شك في أن تكون أم اللقيط هي واحدةمنهم.
- والغرابوة هم عمال التراحيل الفقراء الغرباء عن العزبة وأهلها الذين يأتون منبلادهم للعمل في الموسم الزراعي بمنطقة العمل في التفتيش من أجل أن يحصل كل منهمعلى بضعة قروش لا تكاد تقيم أوده، هذا الاسم "الغرابوه" يطلقه أهل العزبة(أهلالتفتيش)على هؤلاء البؤساء، فأهل التفتيش يملكون النقود والأرض والبهائم ويرتدونالملابس النظيفة لذا فهم يحتقرون الغرابوة وينظرون إليهم وكأنهم مجردنفايات.

- الرواية إدانة للنظام الاجتماعي حيث لا حقوق أو ضمانات تؤديللفلاح الأجير عامل الترحيلة بينما هو في حقيقته عماد هذا المجتمع.

- الرواية وصف واقعي دقيق لشريحة من المجتمع المصري وهيالترحيلة في علاقتها بأهل التفتيش،و قد أذابت المأساة الفوارق بين الفريقين،فنساءهما معا أصبحن محل شك وريبة.

- تطرح الرواية رؤية خاصة لمفهوم الخطيئة، هذه الكلمة التياخترعها الناس بعفوية مطلقة لتعبر عن حقيقة تعيش في حياتنا حتى يومنا هذا.

- في الرواية تحليل للنوازع البشرية في الشك، كما تتمثل فيمسيحة أفندي وشكه في زوجته وابنته، كما نلاحظ التطفل وحب الاستطلاع والبحث عنالاشباع الجنسي وسيطرته على القلوب الفظة الغليظة عند ابن القمرين وفكرى أفندى.

قديم 04-30-2013, 04:51 PM
المشاركة 970
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....العناصر التي شكلت الأفضليةوالروعة في رواية 22- الحراميوسف ادريس مصر

- تتلخص الخطوط العامّة للواقعية عند الأدباءالعرب بخطين أساسيين هما: العناية المفرطة بالفئات الكادحة من الشعب، والتأكيد على أن "الخير" هو السمة الأساسية للجنس البشري،وإن توارت أحياناً تحت ركام الظروفالاجتماعية السيئة.

- ولقد أسهم تطور الأحداث الاجتماعية والسياسية في المنطقةالعربية، في تكوين تيار نقدي تخصص تماماً في صياغة الاتجاه الواقعي في ذلك الإطارالسابق، واتخذ من القصاص يوسف إدريس نموذجاً ممتازاً لدراساته.


- والحق أن هذا الاختيارلم يكن عبثا، وإنما كان تجسيداً حقيقياً لأزمة الاتجاه الواقعي، حين يقصر نظرتهللواقع على الفئات الاجتماعية الدنيا، والخير الكامن في أعماقها.

- جاءت المقدمات الطويلة في منتهى التشويق والإثارة، حول حياة العزبة وحياةالترحيلة.

- فلقد أجاد الفنان في إبراز تلك الفئة الاجتماعية على وجداننا، إجادةرائعة.وهذه هي الحصيلة النهائية للقصة.

- إذ اكتشف مأمور الزراعة لقيطاً عثر عليه عبدالمطلب الخفير بمحض الصدفة.ويستهلك الفنان عشرات الصفحات متتبعاً اهتمام أهل العزبةبهذا الحدث.ويستغل هذه الصفحات في تشريح العلاقة بين المأمور والكتبة من جانب،وأهلالعزبة من جانب آخر، والترحيلة من جانب ثالث. فنعرف أن هوّة تفصل بين هذه الفئاتالثلاث. ونعرف أن كل فئة تشك في أن تكون الأخرى هي صاحبة اللقيط،إلا أن منزليالمأمور والباشكاتب، كانا بعيدين عن مجرد الاحتمال،بالرغم من العلاقة - التي يشيعهاالبعض - بين بنت الباشكاتب وابن المأمور.

- لا شك أننا نلاحظ مسحة من الرمزيةفي جميع أحداث القصة، فجذر البطاطا لا يدل فحسب على رغبة مريض يتدلل على زوجته، إنهرمز حقيقي لكسرة الخبز. ولكنه ليس رمزاً بسيطاً. فقد استراحت عزيزة بين أحضان الرجلوقاومته بيأس في المرة الأولى، ولم تقاومه في المرة الثانية. فهو رمز مركب،يرمزثانية إلى أزمة الجنس. بل إن شجرة الصفصاف في نهاية القصة تحمل هذه الرموزمجتمعة.ولقد أضفت هذه الرمزية عمقاً أصيلاً على القصة،فلم تشطح بها مشكلات هذهالشخصية أو تلك،ولم تنفجر المعادلة الإدريسية انفجاراً،وإنما تمددت في بطء بينثنايا الأحداث،حين أخذ الفنان يستعرض لأول مرة في تاريخنا الأدبي،حياة أولئك "التملية" أو "التراحيل" أو "الغرابوة" كما يسميهم أهل التفتيش.فجاءت الخطيئة نتيجةغير مباشرة للقحط الاجتماعي الذي عاشت فيه أسرة عزيزة.كما جاء جنونها مأساة ضاريةتنشب مخالب الموت في العقول الخاوية إلا من ذهول اللقمة:في غيابها وحضورها.

- كذلك توازنت قصة لنده-بنت الباشكاتب-مع أزمة أحمد سلطان من ناحية وأزمةصفوت ابن المأمور من ناحية أخرى-فقد نالت أزمة الجنس من كيان لندة حتى النخاع.فكانصراعها ضد مجموعة القيم المتوارثة تعبيراً حاداً عن أزمة الضمير الكامنة في أعماقأجيالنا في مختلف مستوياتها الاجتماعية والفكرية.

- على أن الكاتب آثر البعد عنالتقرير والمباشرة في تصوير البنيان الداخلي للنده وصفوت وأحمد.إذ اعتمد اعتمادامطلقاً على انعكاس ذلك البنيان في سلوكهم اليومي.

- ومن هنا تعانقت خيوط قصة لنده معخيوط قصة عزيزة،برباط وثيق من الرمزية الأصيلة،حتى أننا لا نقارن أبداً بين "خطيئة" لنده-من وجهة نظر والدها- وخطيئة عزيزة من وجهة نظر الجميع.إن الفنان يهمس لنا منخلال هذا البناء التراجيدي الناجح،بأن الخطيئة اسم على غير مسمى،إنها كلمة اخترعهاالناس بعقوبة مطلقة،لتعبر عن حقيقة تعيش في كياننا حتى الأعماق.حقيقة قدرية في ظلالمخطط الاجتماعي الذي رسمته الظروف من أجلنا.وهي حقيقة مطلقة بالنسبة إلى جوهرناالبشري.وهي حقيقة نسبية حسب اختلاف ظروفنا.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 104 ( الأعضاء 0 والزوار 104)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 03:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.