احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2086
 
القصيري بشرى
من آل منابر ثقافية

القصيري بشرى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
90

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Mar 2012

الاقامة
maroc

رقم العضوية
10984
03-17-2012, 08:57 PM
المشاركة 1
03-17-2012, 08:57 PM
المشاركة 1
افتراضي حب معلق على الشرفة

عاد إلى البيت بعدما أنهى دراسته ، و كعادته هرول بخطى مضحكة نحو الشرفة ، رمقته أمه بنضرة باسمة ، فتح باب الشرفة و عيناه تشعان بنور الحب و الاشتياق ، اندفع دون تردد إلى فناء الشرفة، لكن حبات المطر أجبرته على التراجع ، ليكتفي بالمراقبة من خلف الزجاج ، وجدها كما عهدها تقف بشرها المسدول على كتفها ، شاحبة اللون ، وجهها مكتسي بحزن دفين ينبعث من أعماقها ليطال كل شيء بجوارها و يحوله إلى أسود معتم ، عيناها الواسعتان تمعنان النظر إلى حبات اللؤلؤ المتساقطة من السماء ، و ثغرها الصغير ذو اللون الزهري الذابل مطبق دو كلام ، كانت تلف كتفيها بوشاح بني اللون قاتم ، و تحتضن ذراعيها في صمت ، و كأنها تحن الى حضن غاب و رحل ، ظل يرقبها بذهول و أسى على حالها ، أحس بألمها ، تمنى معانقة وشاحها البني لعله يجد ريحها ، أطال النظر إلى قسمات وجهها الحزين ، لكنه صعق حينما رأى لؤلؤتان سقطتا من عينيها الغائرتان ، ليثني أبكي و لا تبكين .... ليثني أحمل عنك الهموم وتضحكين .... ليثني أحزن و تسعدين ....هي أماني كان يرددها بداخله في صمت مهيب ، نظر إلى يديه باستغراب ، هما حرتان لكنه يحس أنه مكبل اليدين مسلوب الإرادة مهزوم ، مادام يقف مكتوف الأيدي ليكتفي بمراقبتها تذبل أمام عينيه ، تنزف القطرة تلو القطرة ، تغوص في أحزانها إلى بحر أسود معتم، منعه الغضب التفكير للحظات ، و ظل منتصبا بمكانه ، إلى أن توارت عن ناظريه ، إذا به يلمحها وسط الزقاق ، مطأطئتا رأسها إلى الأرض ، هي لحظة امتزج فيها الحلم بالحقيقة ، ركض بجنون نحو الباب ، ليخطئ عدّْ سليمات الدّرج ، أكانت العشر أم العشرين ، فوصل إلى الزقاق لكنها اختفت
حسنا سأنتظرها إلى حين عودتها ، هي فكرة داعبت خلده ، فكر أن يهديها شيئا ، إلتفت يمينا و يسارا ، ليجد متجرا لبيع الورود ، انتقى لها وردة بيضاء اللون كبياض الثلج
هاهي ذي قادمة رفقة شبح الأحزان الذي يطاردها ، أوقفها وسط الطريق ، رفعت رأسها لتجد وردة ذات بياض يبهج القلب ، ارتسمت على شفاهها ابتسامة مشرقة أضاءت الكون معها ، و لاحت من عينيها فرحة طفل صغير ، دار بينهما كلام مطول ، محمل بالحب و العتاب و الشوق و الألم ، كلام عيون انتظرت طويلا لحظة اللقاء ، و دون أن يتفوه بكلمة أفسح لها الطريق لتمضي إلى حال سبيلها ، بعدما هدأ خاطره و تبدد غضبه و تحولت أحزانه إلى ابتسامة مشرقة على وجهها .
سأضل احبك ، و سيضل حبي لكي قنديلا مشتعلا على الشرفة



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حب معلق على الشرفة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عذرا... الجهاز مغلق حمزه حسين ومضات شعرية 6 05-18-2023 07:51 AM
مولود في الشرفة ريم بدر الدين منبر الفنون. 11 08-16-2011 09:11 PM
هل أنت صاحب عقل مفكر ام عقل مغلق ناصر المطيري منبر الحوارات الثقافية العامة 13 08-25-2010 02:50 PM

الساعة الآن 06:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.