قديم 11-14-2011, 11:56 PM
المشاركة 41
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حيدر حيدر

==
أنا غير قابل للتدجين رغم كل ما تعرضت له من منع وقمع ومضايقات أمنية وصرت أسمى ” الكاتب الملعون” وحتى ضمن بيئتي الضيقة أنا محاصر ومتهم بالإلحاد والكفر. لذلك فأنا لا أدجن مثل الذئاب البرية لأنني أعتبر حريتي شيئا مقدسا ولا أتنازل عنها."

حيدر حيدر
لم يقتصر تأثير أدب حيدر حيدر على الساحة الثقافية العربية وحسب بل تجاوزتها إلى فضاءات أخرى, حيث ترجمت بعض قصصه إلى اللغات الأجنبية: الألمانية، الانكليزية، الفرنسية، الايطالية والنرويجية. كما ترجمت روايته "مرايا النار" إلى اللغة الاسبانية. فضلا عن ذلك، فقد أنجزت في كتبه رسائل جامعية عربية للدراسات العليا والماجستير في أكثر من بلد عربي: المغرب، تونس، الأردن، مصر وسوريا.
- ولدالأديب والروائي حيدر حيدر في العام 1936 في قرية سورية صغيرة تقع على هضبة مشرفةعلى البحر تابعة لمحافظة طرطوس اسمها حصين البحر
- الزمن الموحش , رواية الاديب السوري حيدر حيدر الصادرة في أوائل السبعينيات بعيد هزيمة حزيران عام 1967.
- لجأ لاستخدام تيار الوعي وتيارالوعي أسلوب وهو فن في وصف الحياة النفسية الداخلية للشخصيات بطريقة تقلّد حركةالتفكير التلقائية ويستند إلى تداعي الذكريات.
- صدرت رواياته بعد هزيمة حزيرانباستخدام أسلوب تيار الوعي.
- في الزمن الموحش يصف الزمن الذي عاشه بزمن عصيب زمن الفاجعالتي نمت كما الأعشاب الضارة وراحت تمتص جذور الخصب والحب.
- قصصه تمتزج بالأسى... باللوعة... بالحزن.
- عاش في ظل مناخ الخمسينات والذي كان مضطربا،موّارا باتجاهات وأفكار وتنظيمات وانقلابات. اضطراب ما بعد الاستقلال. كما بدتالحياة السياسية آنذاك غارقة فيالفوضى والاضطراب بعد الهزيمةالعسكرية.
- انخرط فيه مقاوماللديكتاتورية، مع بقية رفاقه وزملائه من الطلاب.
- عايش الحرب اللبنانية الدامية والتحق بالمقاومة الفلسطينية في اطار الاعلامالفلسطيني الموحّد واتّحاد الكتّاب الفلسطينيين فيبيروت.
- ذلك الزمن وصفه في مقدّمة كتابه أوراق المنفى وهو شهادات عن أحوال زماننا بأنه: فيفسحة السلام والحرب، فسحة الحياة والموت، كان عليّ أن أواصل سيرة الحياة وسيرةالكتابة. بالكتابة ربّما كنت أتوازن وأنا أترنّح،مولّدامن الكلمات هرموناتمضادّة للموت والجنون وضراوة الحنين إلىالمنفى. لقد أتى زمن النار وزمن القتل: زمن الهول. نسير في الخطر، وننام فيفراش الخطر، ونكتب في جفن الردى والردى حيّ لايموت".
- سافر الى قبرص ثم عاد الى لبنان وبعد ذلك عاد الة سوريا.
- تعرض للقمع والمنع والمضايقات ألامنية وصار أسمه ” الكاتب الملعون.
عاش زمن مليء بالازمات ، وذاق طعم الهزيمة والحرب والموت والتشرد والغربة والقمع والمنع لكننا لا نكاد نعرف عن طفولة شيء.

وسوف نعتبره مأزوم.
-

قديم 11-16-2011, 10:31 AM
المشاركة 42
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
8- رامة والتنينادوار الخراط – مصر


رامة والتنين


أول ما يستوقف القارئ في هذه الرواية، اللغة التي تشي بامتلاك الكاتب لها، وبقدرته على تصوير أحاسيس أبطال روايته من خلالها، وفي هذه الرواية تتداخل الأزمنة حيث تتداعى أحداث الماضي في تشابك مع اللحظة الحاضرة التي تشكل إطاراً زمنياً للرواية. وفي كل هذا يطل الإنسان برغباته ونزعاته وشهواته، حيث لا مفر من البحث عن نهاية يقنع عندها بأنه استنفد كل جهده، وطاقاته. "أحسن في نبرة هذ اول ما يستوقف القارئ في هذه الرواية، اللغة التي تشي بامتلاك الكاتب لها، وبقدرته على تصوير أحاسيس أبطال روايته من خلالها، وفي هذه الرواية تتداخل الأزمنة حيث تتداعى أحداث الماضي في تشابك مع اللحظة الحاضرة التي تشكل إطاراً زمنياً للرواية.
وفي كل هذا يطل الإنسان برغباته ونزعاته وشهواته، حيث لا مفر من البحث عن نهاية يقنع عندها بأنه استنفد كل جهده، وطاقاته. "أحسن في نبرة هذه الكلمة ما يوحي بأنك تريدين أن تضعي نهاية. كأن فيها نزوعاً نحو ختام وخطوة نحو شيء قد انطوى".

والرواية بعد ترصد تفاعلات النفوس الإنسانية التي ذاقت مرارة الهزائم والإنكسارات وتفجر مكامن الخوف في الإنسان الذي تتقاذفه أقداره دون طوق للنجاة يصل به إلى بر الأمان "ألا ترين أن العالم كله من حولنا يطفح بالقسوة. بمبرر أو من غير مبرر، سواء. والجدران والناس التي لفحها طيب الشهوات والإخفاق وضربتها الرياح واللامبالاة، جافة محروقة.

==
من رواية رامة والتنين
المصدر: الموسوعة العالمية للشعر
لم يقل لها: علمني حسي بفقدانك أننا نحب وحدنا. ونموت وحدنا. واستشرفت أنّه ليس حتى في الموت برء من الوحدة. بعد حياة الوحشة المحكوم بها علينا, نحن نموت. ولا نجد في الموت نجدة. ولا نلتقي فيه بأحد. الموت يطوي الكتاب و يغلقه ويكرس ختمه.
و الحب؟
الحب كذبة. هو الشهوة العارمة للخلاص من الوحدة, الاندفاعة التي لا توقف نحو الانصهار الكامل والاندماج والاشتعال المزدهر لكنه يدورأيضا في الوحدة. وينتهي بتكريسها, أكثرُ علقماً من الموت. نحن نحب وحدنا، الحب أيضاوحدة لا شفاء منها.
***

عندما يمتزج الحب كعاطفة صادقة بوجع الحياة، تضحيالحياة أجمل حتى بعذاباتها فهي تحمل في ثنايا تواترات ساعاتها وأيامها لحظات ساحرة،وومضات آثرة من ذاك الحنين الذي يترك داخل القلب، واعدا بآمال محققة.
***
قاللها دون أن يتكلم : يا حبيبتي ، نحطم بأيدينا كل بنايات عمرنا ، هذه الجدران التيأقمناها ، كل منا على حده ، طول السنين ، بتضحيات لا أحد يعرف ثمنها ، هذه السجونالتي نرتطم بأبوابها الموصدة كل يوم . حبنا نافذة في الشمس ، قطعة ممزقة من سماءالليل الفسيحة . العلاقات التي تبتر ، نظم الحياة التي تتقوض وتنهار . متاع خفيفوجوهري من الحب والكتب . قطع أخرى أيضاً من القلوب تمزق وتترك وراءنا . موسيقىالتوقع والتشوف .
- قالت: الجزائر تذكرني بالإسكندرية . هل تعرف ، سآخذك معي إلىالإسكندرية ، أليست بلدة حبيبتك ؟ وأغرقك بالبحر ؟
ماذا تقول لحبيبتك التي سوفتغرقك في البحر ؟ تقول : أغرقيني ... بالطبع هذه الأمواج التي نريد جميعاً أن نغرقفيها ، دون أن تغص حلوقنا بالماء المالح ، غرقاً ناعماً هادئ النبرة . أو غرقاًعاصفاً متقلباً يفقد به المرء نفسه وتطيش عيناه . تقول لا لن أغرق أبداً ؟ وأنت منذالآن قد خبطت القاع الرملي بالفعل ، واستقر جدثك واعي العينين تحت ثقل أطباق منالموج لا تطاق .
قالت : أنا كالعنقاء التي يحكون عنها ، تجدد ذاتها في مياةالبحر .
قال لنفسه : في مياة البحر ، في معمودية النار .
قالت : في ملح البحر، وصمته وشمسه المحرقة ، ونعومة قمره .
قال لها : دائمة الشباب ، تخرجين منالمياة المحرقة كل مرة في غضاضة الصبا الجديد .
وقال لنفسه : هذه المرأة باقيةلا تزول ، هي بنفسها تضع أرقام الزمن ، وفق ما تمليه حاجاتها الداخلية ، بِرْكةالحب المشتعلة هي الينبوع
الذي ترى فيه الزهرة وجهها القمحية مترقرقة أبداًقريباً من سطح الماء .وقال في نفسه : هي لا تعود أبدأً لشيء مضى ، ولا تذكر أبداً ،لا تقول إن شيئاً قد حدث وانقضى ، كل شيء عندها الحاضر ، كل لحظة تبدأ عندها منجديد ، كأن الماضي لم يحدث أبداً ، وبالتالي لم ينسى ولم يذكر لأنه لم يكن هناكأصلاً . كل حكاياتها في الحقيقة تجري بالفعل المضارع ، ولا تعرف المستقبل أيضاً ،لا تراه يوجد .
==
رامة والتنين
تأليف إدوارد الخراط
عندما فتح عينيه ، وقد انتفض من النوم فجأة، دون سبب، وجد أنه لم يغادر الحلم الفائق الذي كان قد نام في قبضته، وكأنما هتف باسمها . في شجي ملتاع، كما نام، وهو ينادي به، وكأنما قال لها: رامة، رامة، هل تسمعينني، هل تردين؟ أحبك، وكأنما ضحك من نفسه ، يمزق نفسه. حوائط غرفة نومه، بخشونتها العارية والشروخ الملتوية الدقيقة فيها، تصحو معه، مهددة وتميل عليه. الستارة على نافذة الحجرة لا تحجز عنه ضغط الوحشة التي تدخل عليه، وحدها، لا شيء آخر معها، من قصة السماء بين سطوح البيوت. هل الحب هو هذا الغداء الذي لا رد عليه أبدا؟ ولا ينقطع، لا يملك أن يرده عنه ملحا، يصحبه في صحوته ونومه، منذ أمد يبدو له قديما، قديما، لا بدء له ولا تبدو له نهاية؟ هل الحب هو هذه الوحدة؟ في كل ليلة يموت ميتة صغيرة، ويبعث في الصبح، ميتا. قال لها: ما كنت أظن في نفسي هذا الغدر من المراهقة بعد. وكان قد قال لها، بصوت جهد أن يكون خافتا ومعتدلا، كأن فيه ظل سخرية: كل هذه الخيالات، هذه الآلام، والحديث الذي لا ينقطع، بيني وبينك في حلم يقظة مستمر يوما بعد يوم، وساعة بعد ساعة” عندما يمتزج الحب كعاطفة صادقة بوجع الحياة، تضحي الحياة أجمل حتى بعذاباتها فهي تحمل في ثنايا تواترات ساعاتها وأيامها لحظات ساحرة وومضات آثرة من ذاك الحنين الذي يترك داخل القلب، واعدا بآمال محققة. في ” رامة والتنين” عطاءات روائية لطيفة، وإبداعات أدبية رائعة، تدع للقارئ مجالا واسعا للاسترسال، منطلقا مع الروائي لتلمس مساحات وجدانية تهفو لها النفس، وتأنس بصورها العين، ويتابع الذهن تلون مشاهدها بحس ناعم وشغف كبير.

معلومات عن رامة والتنين تأليف إدوارد الخراط
تأليف: إدوارد الخراطالناشر: دار الآداب
روابط تحميل رامة والتنين تأليف إدوارد الخراط


==
رامة والتنين :
منى العلي
قال لنفسه: أنت عندما تفقد شيئاً تعرف أنه لن يعوض، لا يعوض، وترفض ذلك،ترفض هذا الحس بالفقدان، تتمرد عليه كل جوارحك كما يتمرد شيء حي متوفز بالحياة ضدما يحمل إليه الموت، ترفض، كأنك تحطم السماء بيديك العاريتين، كأنك سقطت على ترابالقبر، تدق أرضه بقبضتك المضمومة، وتقول لا، لا، ومع ذلك تظل حفرة القبر مفتوحة، فيداخلك.

الفقدان هناك، قائم، شيء ما قد نهش مكانه، وانتزع من فلذة النسيج الذييغلف حياتك نفسها، لا أمل أبداً في استرداده، عليك أن تطيقه، أن تحتمل فجوة الضياعالذي لا يحتمل، وأن تعيش معه، لماذا تعيش؟ أنت ترى نفسك ميتاً، وتعيش مع الموت،تعيش الموت.

وتحمله معك، وتصبر عليه، وتعانيه، أنت تحمل ميتاً في داخلك. والميتهو أنت أيضاً، قبر متحرك يواري هذا المدفون من غير غطاء ولا كفن.

ليال غاضبة،حزينة وموحشة. ليال مضطربة عاصفة. طرقات تهد أرض القلب من التمرد والنداء المحبطوالرفض، في داخل الصمت المطبق.

...... الحب عندي هو المعرفة. والصدق شهوةمحرقة. لا أريد أن أقول أنني أقبلك. لماذا أقبل أو لا أقبل؟ أريد أن أقول أننيأحبك، أنت بكل ما هو أنت، دون شرط، دون حيطة.
وعندما أقول هذا أعرف أنني أكسر كلقواعد اللعبة. نعم، هي لعبة، الحياة، والحب أيضاً. كل ما فيها له قواعد وأصول. أناأرفض أصول اللعبة. أغامر. أضع قلبي كله، عارياً، مرتجفاً بنبضه، عنيداً بإيمانه،تحت وطأة الانكشاف، دون حماية.
ما الذي يحدث عندما تنهار الحواجز والسدود وتندفعالأمواج المحبوسة القلقة المحوط عليها، داخل المقاصير المسورة، وتجري متلاطمة تحملمعها أنقاض الأحجار؟ أهذا مخيف؟ نعم، أعرف دفء الظلمة المكنونة، وحماية السر، لكننيأعرف أيضاً مر الوحدة خلف الأسوار. ماذا يحدث عندما تسفر النفس عن اضطرابها الحميم،وأشواقها التي لا تفهم ولا تبرر، واندفاعات هوسها وتطلباتها المخبوءة؟
ولأن حبيهو المعرفة، هو اليقظة الكاملة أمام كل نأمة، كل اختلاجة في الصوت، كل ارتجافةجفن، لهذا أجد نفسي، وأنا أحبك، وحدي، ولست معي

قديم 11-16-2011, 01:43 PM
المشاركة 43
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إدوار الخراط

كاتب مصري ولد بالإسكندرية في 16 مارس عام 1926 في عائلة قبطية أصلها من الصعيد، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1946م، عمل في مخازن البحرية البريطانية في الكبارى بالإسكندرية، ثم موظفا في البنك الأهلى بالإسكندرية، عمل بعدها موظفا بشركة التأمين الأهلية المصرية عام 1955م، ثم مترجما بالسفارة الرومانية بالقاهرة.
شارك إدوار الخراط في الحركة الوطنية الثورية في الإسكندرية عام 1946 واعتقل في 15 مايو 1948م في معتقلى أبو قير والطور. عمل في منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية في منظمة الكتاب الإفريقيين والآسيويين من 1959 إلى 1983م. تفرغ بعد ذلك للكتابة في القصة القصيرة والنقد الأدبي والترجمة، فاز بجائزة الدولة لمجموعة قصصه (ساعات الكبرياء) في 1972م.
يمثل إدوار الخراط تيارًا يرفض الواقعية الاجتماعية كما جسّدها نجيب محفوظ في الخمسينات مثلا ولا يرى من حقيقة إلا حقيقة الذات ويرجّح الرؤية الداخلية، وهو أول من نظّر للـ"حساسية الجديدة" في مصر بعد 1967م.
اعتبرت أول مجموعة قصصية له (الحيطان العالية) 1959 منعطفًا حاسمًا في القصة العربية إذ ابتعد عن الواقعية السائدة آنذاك وركّز اهتمامه على وصف خفايا الأرواح المعرَّضة للخيبة واليأس، ثم أكدت مجموعته الثانية (ساعات الكبرياء) هذه النزعة إلى رسم شخوص تتخبط في عالم كله ظلم واضطهاد وفساد.
أما روايته الأولى (رامة والتِنِّين) 1980 فشكّلت حدثًا أدبيًا من الطراز الأول، تبدو على شكل حوار بين رجل وامرأة تختلط فيها عناصر أسطورية ورمزية فرعونية ويونانية وإسلامية. ثم أعاد الخراط الكرة بـ(الزمان الآخر) 1985 وبعدد من القصص والروايات (وإن صعب تصنيف هذه النصوص) متحررة من اللاعتبارات الإديولوجية التي كانت سائدة من قبل.
مؤلفاته

صدر لإدوار الخراط أكثر من 50 كتابًا قصصيًا أو شعريًا أو نقديًا، ومن مؤلفاته:
  • حيطان عالية
  • ساعات الكهرباء
  • رامة والتنين
  • الزمن الآخر
  • إصلاح الصحراء
كما قام بترجمة أربعة عشر كتاب إلى اللغة العربية، وعدد من المسرحيات والدراسات.
حصل على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1973م.
ملاحظة: هذهبذرة مقالة عن مؤلف أو كاتب تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة فيتحريرها

==
قرار لجنة التحكيم :
قررت اللجنة منح الجائزة في هذا الحقل للروائي إدوارد الخراط، لمهارته الروائية وتلاحم عناصر تجربته وتمكنه من التأليف الشعري ما بين هذه العناصر، فالخراط صاحب موهبة
روائية تتجلى في تلك الرؤية الموحدة التي يطل منها حضوره في نصوصه المعروفة، وهو لا يحاكي مذهباً ولا يقلد أحداً، فقد تمرس بفن الرواية مبتكراً للأشكال منوعاً فيها، فجاءت بارعة متداخلة ما بين ظاهرها وباطنهاـ غنية بحياتها، معنية بروح العصر وبمشكلات المثقفين، وبكل ما يتيح للأدب أن يتجاور مع الواقع دون أن يتخلى عن سعيه إلى تجاوز هذا الواقع نحو عالم أكثر بهاء وحرية وإنسانية.

قديم 11-16-2011, 01:45 PM
المشاركة 44
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إدوارد الخراط: العمل الفنى يملى قانونه الخاص

١ آذار (مارس) ٢٠٠٧، أجرى الحوار: أشرف شهاب وصفاء سعيد

إدوارد الخراط روائى وناقد ومفكر من نوع خاص. تجلس فى حضرته فتشعر أنك أمام كائن متفرد من طبيعة خاصة، لديه القدرة على اكتشاف الحقيقة، والتعامل معها بكل أنواع الاحتمالات. وعلى مدار رواياته بداية من "حيطان عالية" مرورا ب "ساعات الكبرياء"، حتى "يا بنات إسكندرية"، و "ترابها زعفران" و "مخلوقات الأشواق الطائرة"، وصولا إلى "أمواج الليالى." تتكشف موهبة المبدع القادر على خلق كائنات حية تتجول داخل النصوص، لتلهمنا تجاربها وتمنحنا المتعة وتستثيرنا لمواجهة الواقع.. فى شقته اللطيفة بحى الزمالك العريق بالقاهرة التقت "ديوان العرب" بإدوارد الخراط ودار معه الحوار التالى:

- بعد أن احتفل أديبنا الكبير إدوارد الخراط بعيد ميلاده الثمانين.. كيف تقضى وقتك، وما الذى تغير؟
لا شيء.. لا روتين فى حياتى اليومية التى أقضيها فى القراءة والكتابة بصحبة أوراقى وأقلامى.. والاسترخاء، والاستماع إلى موسيقى موتسارت وباخ بكثافة.


- هل هذه طقوسك اليومية؟ وهل تستحضر مناخا أو أجواء معينة عندما تتأهب للكتابة؟
نعم.. هكذا أقضى أوقاتى.. ولكنها ليست طقوسا.. فهى حياة عادية وليست غريبة. فأنا أحب الهدوء وأعشق الموسيقى الكلاسيكية الخافتة. فالموسيقى شئ رائع جدا بالنسبة لى.. ومكانى المفضل للكتابة هو مكتبى أو أى مكان أتواجد فيه وتتوافر فيه عناصر الهدوء والموسيقى والورقة والقلم.
أعتقد أن الموسيقى كبقية أنواع الإبداع الأخرى تعبر عن البيئة التى أنتجتها.. لذلك أستغرب إشارتك للموسيقى الكلاسيكية دون الإشارة لموسيقانا الشرقية..
عشقى للموسيقى الكلاسيكية لا يعنى أننى لست عاشقا للموسيقى المصرية والشعبية. الأمران لا يتعارضان. حبى للموسيقى الكلاسيكية لا يعنى رفضى للموسيقى الشعبية بل على العكس من ذلك. أشعر وأنا أستمع للموسيقى الشرقية نوعا من الحنين للبدايات.. لأيام الشباب. لقد تربيت ونشأت مستمعا لأغانى العمالقة كأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وغيرهم كثير. وبالتالى فأنا اقدر هذه الموسيقى ولكننى لا أستمع إليها وأنا فى حالة الكتابة.
يمكننى أن أقول أن الموسيقى تغيرت وأصبحت أقل عمقا عما كانت عليه.. ليس الموسيقى فقط.. بل حتى بقية أشكال الإبداع بما فيها الإبداع الأدبى.. أصبحنا نفتقد الكتابة الجيدة.. ونفتقد الأفكار العميقة..
أظن أن هذا الكلام فيه قدر من التشاؤم.. وهو يعبر عن حالة من الحنين للماضى.. إن مسألة الحنين إلى الماضى والتمجيد له ليست واردة باستمرار.. فلا توجد قاعدة.. هناك أغانى قديمة سيئة وهناك أغانى جديدة جيدة.. الزمن يتغير ويستمر فى التغير.. هناك صعود وهبوط مستمران.
ولكننا نلاحظ تغيرات فى شكل العمل الأدبى، أو تحولات فى تركيبة النص نفسه.. فى القصة مثلا لم تصبح القصة التقليدية المعروفة هى نفس القصة الحالية.. تحولت الأشكال التقليدية مما يستوجب بالتالى ابتكار أشكال جديدة من الرؤية لها والتعامل معها..
أولا.. لا أؤمن بالفكرة التى تقول أن هناك شيئا يجب فعله أو أشياء لا يجب فعلها..فى الفن المعايير مختلفة.. ويجب ترك المسألة لحرية الفنان أو الأديب أو الكاتب.. حتى يستطيع أن يبدع ما يتفق مع ميوله الشخصية ومع احتياجات المجتمع. فالمطلوب من الفنان والمبدع أن يكون سابقا بخطوة على السائد والمألوف أو الموجود. وإلا فلن تكون لإبداعاته أية قيمة. قيمة الفنان تكمن فى أن يكون فى الطليعة باستمرار.. أن يكون مبشرا بشئ أكثر تطورا. وكما قلت كما قلت المسألة لا ترتبط بما يجب فعله أو ما لا يجب فعله، بل هى الحرية الكاملة. أما فكرة العمق فى التناول فأكرر لك أننى لست من أنصار الحنين للماضى.. فالإبداع متجدد، وجدير بالتقدير والنقد والاحترام أيضا. المسألة لا تقتصر على تمجيد ما كان بل تقدير ماهو كائن واستشراف ما سوف يكون.


- هل يعنى ذلك أنه لا توجد بالنسبة لك معايير للكتابة أو معايير لشكل النص الذى تنتجه؟
إذا كانت هناك معايير.. فيجب ألا تكون ثابتة. أعتقد أن الجدل بين الحرية وبين الانضباط، أو بين حرية الإبداع وبين المعيار.. هذا الجدل هو الذى يعطى للعمل الفنى ثراء وقيمة وأهمية. أما الجمود عند شكل معين أو الانفلات من كل ضابط فأمر مرفوض أو غير مرغوب فيه على الأقل.

- هل تؤمن بالقصدية أو العفوية فى الفن.. هل تنسج أعمالك قاصدا رسالة معنية؟
لا أعتقد ذلك.. لا يوجد ما يسمى بالقصدية الكاملة أو العفوية الكاملة فى الفن. الأمر يتعلق بمزاج الكاتب ومزاج الفنان. وما بين الجانبين جانب العمد وجانب الانطلاق أو العفوية يتجول الكاتب معبرا عما يريد. فالمعايير المسبقة المحددة تضر بكل تأكيد بالعمل الفنى. كما أن الانفلات بدون ضوابط أمر غير مرغوب فيه. أعتقد أن الأمر يتعلق ببصيرة الفنان التى تهديه إلى الاختيار فى كل حالة على حدة.


- ألا ترى أنها مسألة محيرة سواء للمبدع أو المتلقى؟
يمكن أن يكون الأمر محيرا ومرهقا بالنسبة للقارئ الذى تعود على نمط معين من الكتابة. وهكذا يمكن أن تحيره التجارب الجديدة. لكن القارئ المتفتح المستعد لتلقى الإبداعات التى لا تتفق مع معايير مسبقة سيكون متشوقا لهذه التجارب. أما بالنسبة للفنان فهى غير محيرة طبعا.


- الأمر يتطلب قارئا من نوع خاص.. ونحن نعرف أنك من الكتاب الذين لا يحبون القارئ الكسول الذى لا يبذل جهدا لفهم النص..
بالطبع.. أنا أطلب من القارئ أن يبذل جهدا لكى يتعامل مع النص. الموضوع لا يتعلق بالقارئ الذى يحب أن يقرأ وهو مسترخ أمام جهاز التليفزيون.. فهناك نوعيات أخرى مختلفة من الكتابة يمكن أن تكون مناسبة قبل النوم أو عند مشاهدة التليفزيون.. أما كتاباتى فهى حهد مشترك أبذل أنا قسما منه عند الكتابة وأتوقع من القارىء أن يبذل نصيبا من الجهد لتكتمل دائرة العمل ويصبح النص عندها مكتملا. أنا أشجع القارىء على التفكير وإعمال العقل دون التمسك بالثوابت.. بل عليه الثورة على الثوابت والتعامل دائما مع المتغيرات فلكل شىء جوانب سلبية وإيجابية والأمر يعتمد على الزاوية التى تنظر أنت منها للعمل. هناك جماليات معينة تحتاج نظرة جديدة وقارئا جديدا.


- الأمر يفرض أيضا صعوبات على الناقد لكى يحدد الزاوية التى يتناول من خلالها العمل المتاح أمامه.. وسؤالى ألا يمكن أن تتسبب هذه الرؤية فى حدوث تعارض بين عملية الإبداع وعملية النقد؟
لا.. فبداخل كل مبدع هناك ناقد كامن. وإلا.. فما الذى يدفع المبدع إلى اختيار كلمة معينة أو صيغة معينه أو جملة معينة ولا يختار صيغة أخرى. إنه نوع من العملية النقدية الكامنة والمتخفية داخل كل مبدع. وهذه العمليات فى مجملها تسفر عن نفسها من خلال التزود بالثقافة والقراءة والمعرفة بأنواع الفنون المختلفة، والمناهج النقدية المختلفة. هذا هو الأفضل من وجهة نظرى. بشرط إلا يضر التأمل بالعقل المشرق المتزود بالعفوية والانطلاق التى تميز العمل الفنى. يجب أن يكون هناك نوع من التوازن الدقيق بين جانبي التأمل العقلى والجانب العفوى.
وبهذه المعايير التى تتحدث عنها.. هل تشعر أنك أخذت حقك من النقد أم أنك تعرضت لظلم فادح من النقاد؟
الحمد الله.. لا أشعر أننى تعرضت للظلم من جانب النقاد.

- ولكن بعض النقاد يعتقدون إن أسلوب إدوارد الخراط متشابه فى كل رواياته؟
هناك عبارة قديمة تقول "الأسلوب هو الرجل و الرجل هو الأسلوب". من الطبيعى جدا أن يظهر بعض التشابه فى كتاباتى لأن الكاتب واحد. ولكن مع قليل من التأمل والوعى سوف تجد الفروق والاختلافات والتنوع واضح بالتأكيد. والتكرار هنا ليس استنساخا بل هو تكرار نابع من وحدة الرؤية، وربما من وحدة الأسلوب. لكن هذه الوحدة لا تعنى نفى التنوع.. بالعكس الوحدة تشمل التغاير والتنوع. وهذا ما يسمى بالمنطق الجدلى.
يعتقد بعض النقاد أيضا أن هناك نموذج واحد نمطى للمرأة فى روايتك؟
ليس صحيحا.. وأعتقد أن من يقولون هذا الكلام لم يقرأوا كتاباتى جيدا. أظن أنه يجب على الناقد أن يكون واعيا وملما بالجوانب المختلفة للعمل الفنى.
قبل كتابتك للنص.. هل تكون ملامح الشخصيات واضحة فى ذهنك؟ أم أنك تستكشف المزيد عن شخصياتك خلال عملية الكتابة؟
لا أتمسك بقوالب معينة.. فخلال عملية الكتابة أترك النص مفتوحا على كل الاحتمالات.. وبالتالى يمكننى أن أستكشف أعماقا جديدة وأبعادا جديدة أضيفها للشخصيات.. أى أن العملية ليست مخططة تخطيطا كاملا منذ البداية. وإلا أصبحت عملية قصدية. وفى رأيى أن جمال الفن وصدقه يكمنان فى اكتشاف الجديد حتى بالنسبة للكاتب أو الفنان. أن يكتشف خلال عمله ما كان خافيا عليه البداية. ما كان يشعر به ويحسه ولكن لا يعرفه بوضوح. أقول إن العمل الفنى يملى قانونه الخاص وليس عليك ككاتب أن تملى قانونك الخاص على العمل الفنى.
برأيك.. كيف يجب أن يرى المبدع الواقع وماهى علاقته به.. هل يمكن أن يتناول الكاتب الواقع بشكل مجرد؟
لا.. لا يوجد أحد يأخذ الواقع بشكل مجرد. أى كاتب أو أى فنان يأخذ الواقع ويراه من منظوره الخاص.. ومن خلال رؤيته المستمدة من ثقافته وقراءاته. ليس هناك واقع نمطى يمكن أن يراه كل الناس بشكل موحد. كل الفنانين لا يمكن أن يروا الواقع بشكل متطابق أو متشابه. بالعكس التنوع هنا هو الضرورة الأساسية التى تكشف عن جوانب مختلفة من الواقع قد لا يراها القارئ العادى أو الناقد العادى. ولكن الفنان يمكنه أن يجد فى هذا الواقع جوانب مختلفة عن الجوانب التى يراها فنان آخر. وهذه هو قيمة الفن. الفن يمكنه أن يستكشف بكارة معينة خفية فى هذا الواقع الذى يبدو نمطيا أو متشابها. وهو طبعا ليس متشابه ولا نمطى بل متنوع ومتعدد الأبعاد والأعماق. وهذا ما يضيف جمالا إلى العمل.
نرى فى شقتك تلالا من الكتب والأوراق.. ولكننا لم نلمح فيها جهاز كومبيوتر.. ألا تحاول الاستفادة من الوسائل العصرية فى عملك؟
نعم.. ليس عند جهاز كومبيوتر ولا إنترنت.. ولكن عندى ورقتى البيضاء وقلمى الرصاص.
لماذا؟ هل تخشى من التكنولوجيا، وما يشاع من أنها يمكن أن تؤثر على الفنون الكتابية؟
هناك أثر ما دائما.. ولكن هذه القضية مستمرة عبر التاريخ. مثلا.. هل أثرت الإذاعة والتليفزيون سلبا على الطباعة؟ هناك تأثير طبعا.. ولكن لب العملية الفنية يتجاوز الوسائل أو الوسائط بل ويمكن أن يتمثلها ويستوعبها ويحقق ما يهدف إليه من خلالها.
هل تميل إلى نوع معين من الأدب العالمى؟
لا.. المسألة مفتوحة بالنسبة لى. فأنا أقرأ فى كل شيء وعن كل شيء، فأنا منفتح ومتقبل لكل الآداب سواء الإنجليزية أو الفرنسية وغيرها.
هذا جيد.. فنحن نفتقد ثقافة الانفتاح على الآخر وتقبله..
نحن؟ من نحن؟ هذا تعميم شديد. والتعميم دائما خاطئ. لا يوجد نحن.. يوجد فئات من نحن.. هناك ناس تتقبل الآخر.. وهناك أناس منغلقون، وأسرى لنظرة محددة ضيقة.. وهكذا هناك تنوع بين كل فئة وأخرى وحتى بين كل فرد وآخر داخل الفئة الواحدة وهذه هى الحياة.
بعد أعوام طويلة من الإبداع والتجارب هل فكرت فى كتابة مذكراتك؟
لا.. أنا أتركها عفوية.. أترك الأمور تجرى كما تهوى.. ولذا لا أميل إلى التسجيل أو التوثيق وأترك هذه الأمور لتأتى فى غمار العمل الفنى أو النقدى كما تتطلبه المواصفات الفنية للعمل نفسه. وفى النهاية لكل شيخ طريقه.
نشكرك أستاذ إدوارد على هذا الحوار.. ونأمل أن نلتقيك دوما على خير.
أشكركم وأتمنى التوفيق دائما لمجلة "ديوان العرب"، التى ما زلت أعتز بمنحها درع تقدير لى فى احتفالها بالقاهرة العام الماضى.

قديم 11-16-2011, 01:48 PM
المشاركة 45
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ادوارد الخراط : أنا مع كتابة الجسد لأنه مقدس وليس مبتذلا لارتباطه بالروح

ياسمين مجدي (القاهرةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة السبت, 26-ديسمبر-2009 09:12 مساءا
أخرجه القدر من براءة شبابه الأول ليلقى به فى بحر متلاطم منالحياة الشاقة التى بقدر ما أهلكته، بقدر ما خلقت بداخله قوة مختزنة، جعلته قادراًعلى مواجهة الحياة وترويضها لصالحه، أنه إدوار الخراط الروائى الكبير الذى أعترفخلال حواره بأن أدبه غارق فى المصرية، وأن الاتهامات التى تنهال عليه تسعده وأنهاأقل من أن تتسبب فى إيلامه ، لأنها تثبت له أنه مازال يعمل، ومازال قادر علىالعطاء. فإلى نص الحوار :
- دعنا نبدأ بأدوار الخراط الشاب هل تحمله للمسئولية بعد وفاة والدهأنضجه مبكراً ؟
لم يكن من الممكن أن أتحمل مثل تلك التجربة بدون أن يكون بداخلىمخزون من الصلابة الطبيعية والإيمان والقراءة مما يكفل لى القدرة على المقاومةالقوية للمشاكل، وبذلك قد تبلور بداخلى عدة مقومات و استعداد مبكر نظراً لكونىالابن الأكبر لأخوة بنات بالإضافة لقراءاتى المتعددة التى ساعدت على اتساع مداركي،فقد كانت مكتبة المدرسة العباسية الثانوية بالأسكندرية عامرة بكتب التراث والفنالحديث والأدب، كما كان هناك مكتبة البلدية الفنية عامرة هى الأخرى بكتب رائعة، ممادفعنى لأقضى فيها فترة الصيف كله عاكفاً على قراءاتها ويخيل لى أننى قرأتها كلهاتقريباً ، كل هذه المقومات كانت هى الخلفية التى ساعدتنى على اجتياز المحنة ورسببداخلى جزء من نضوجى فالحياة هى التى تنضج الإنسان ، وعلى أثر وفاة والدى عملتمحاسباً فى مخازن البحرية البريطانية بالأسكندرية.

-
المسئولية كانت كبيرةفكيف استطعت أن تدرس وتعمل وتدخل عدة حركات ثورية؟
كانت المسألة شاقة، وربماكان يمكن أن تكون أشق من ذلك لو لم يقفوا بجوارى فى مخازن البحرية، فقد كنت آخذسيارة المخزن -التى كان يقودها كونسوتابل مالطي- ليوصلنى إلى كلية الحقوق ويعيدنىلأنقل المحاضرات فى العمل، وهذا يدل على أنهم كانوا مقدرين كفاح هذا الشاب الذىيدرس ويعمل ، وكنت برغم ضغط عملى أنجح فى حضور بعض المحاضرات وليس كلها، ويخيل لىأننى لم أكن أنام سوى بضع ساعات قليلة لأننى كنت أستذكر ليلاً وفى الصباح أستيقظمبكراً لأذهب لعملي.
- هذا يعنى أنك ترفضوجود حيطان عالية ما بينك وبين العمل الفنى فماذا عن "الحيطان العالية" ومنعها منالنزول للسوق؟
نعم لقد أعترضت الرقابة على ثمان فقرات وهذا بعد أن أعترضتتماماً على إصدار الكتاب لوجود عبارات مخلة بالآداب ، وتكررت المسألة فى " مخلوقاتالأشواق الطائرة" التى لم تصادر وإنما حجبت عن التداول لفترة معينة ولكنها عادتللتداول الآن بعد أن تغيرت الأمور وتطورت الرقابة.
- هل ظهور الرواياتالآن يثبت تمردك على حجبها؟
لقد تمردت حقاً على السلطة وأخرجتها للنور، إلاأننى آنذاك كنت مضطراً للقيام بنوع من المصالحة أو الحل الوسط وقمت بالتعبير بفكرةأو جملة أخرى حتى أنتهى كل ذلك وعادت النصوص الأصلية لموقعها سالمة غانمة.

-
هل كلامك يعنى أنه لم تعد هناك قيود أو رقابة على العمل الفني؟
تختلف الرقابة من فترة إلى أخرى حسب الظروف السياسية وكثير من المتغيرات الأخرىفقد كانت الرقابة مشددة على الإصدارات فى الخمسينيات إلا أنه الآن لا تعترض الرقابةإلا على الجنس والدين والسياسة كما تحولت من رقابة مسبقة على العمل إلى رقابة تأتىبعد ذلك، وقد يؤدى الأمر إلى تدخل الفقهاء للحكم إذا ما حدث.
-
-
فكيف تقيمبصورة شاملة الحياة الإبداعية وواقعها المعاصر؟
بالرغم من القيود فى بعض البلادالعربية إلا أن هناك ازدهار وتطور وهناك مغامرات جديرة بالتقدير ولكن الإعلام -وخاصة التليفزيون- لا يولى للثقافة الاهتمام الجدير بها، مما يؤدى إلى انصرافالجمهور عن بعض الأعمال الجادة، ولكن يلاحظ عبر التاريخ أن الأدب الجيد لا يلقىتقديراً جماهيرياً واسعاً وفنياً وإنما يقبلوا عليه بصورة تراكمية فيما بعد ،وبالرغم مما يوجد من تدهور فى الأحوال سواء على الصعيد السياسى أو الاجتماعى إلاأنه سيظل للكتاب سحره ومكانته التى لن يتزحزح عنها حتى مع وجود النت والتليفزيون.

-
وماذا عن أحلامك ؟
أننى بدأت كتابة رواية اسمها "رحمة والثعبان" ولنأقول عنها أى شيء قبل صدورها لأن الكلام عن العمل الفنى قبل إصداره يضره ، وبالنسبةللفن التشكيلى سأقيم معرض عن فن الكولا.. وربما فنون أخرى وسيواكب إقامة هذا المعرضإصدار دراسة فى كتاب اسمه "فى نور آخر.. تأملات ودراسات فى الفن التشكيلي".

قديم 11-16-2011, 01:49 PM
المشاركة 46
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حياة المعتقل وسر الدقائق الخمس
إدوارد الخراط: كان واضح وكنت بألتقي بالعمال في القهاوي المعروفة وكان بتُدبر لي كمائن علشان يقبضوا عليا وبأفلت منها بأعجوبة نتيجة لكده طبعا جاءت 15 مايو 1948 أُعلنت الأحكام العرفية بحجة دخول الجيوش العربية، قوس اقفل القوس، إلى فلسطين للقضاء على العصابات الإسرائيلية الصهيونية بحجة هذا العذر اُعتقل في الإسكندرية..
زوجة الخراط: كثير طبعا؟
إدوار الخراط: مجموعات.
زوجة الخراط: مجموعات كلهم إسكندرانية ما فيش.. ما كانش من مصر؟
إدوارد الخراط: في أبو قير كان كلهم إسكندرانية.
زوجة الخراط: كلهم إسكندرانية.
إدوارد الخراط: مجموعات من اليساريين مجموعات من اليهود الصهاينة مجموعات من الأخوان المسلمين الغريب جدا أيضا مجموعات من اليوغوسلاف الهربانين من تيتو والروس البيض الهربانين من ثورة أكتوبر أي هربانين من الشيوعية فاتمسكوا بحجة باسم الشيوعية أخذونا..
زوجة الخراط: مجموعة كبيرة قوي.
إدوار الخراط: مجموعة كبيرة جدا.
زوجة الخراط: كانوا كم؟ فاكر؟
إدوارد الخراط: لا الأعداد الدقيقة ما أعرفهاش فأخذونا إلى المعتقل اللي هو كان عبارة عن عنبر من عنابر الطيارات أو المطارات الإنجليز، عنبر ضخم جدا.
زوجة الخراط: في أبو قير؟
إدوارد الخراط: واسع جدا في أبو قير وفيه ثكنات للسكان للعساكر أو الجنود أو المشتغلين في القاعدة، فده كانت بداية أو أحد مراحل طريق النسر، بالليل بعد الساعة الثانية عشر هتلاقي.. ده التقليد المتبع بعد الساعة الثانية عشر أو واحدة أو اثنين الصبح طلع في بيتنا بيت بسلالم ضيقة صغيرة ما تكاد تكون كتيبة، ضابط واثنين مخبرين وثلاثة عساكر أسلحة وخبطوا على الباب أنا كنت مستعد تقريبا وقالوا لوالدتي بقى الله يرحمها خمس دقائق بس مش عارف إيه، مفهوم المسألة خمس دقائق، روحنا كان فيه عربية جاهزة ودونا لي قسم كرموز، لاقيت هناك اثنين مستنيين.. عمال من شركة فابريكة كرموز دول بقى كانوا زملائي في كل فترة الاعتقال وكانوا أحسن زملاء ممكن الواحد يتصورهم، فاكر صابر الثاني مش فاكره أنا عطيته اسم في الرواية لكن مش فاكر اسمه إيه بالضبط، صابر والثاني ده نسميه محمود مثلا كانوا من أنظف وأطهر وأخلص الناس، عمال ثقافة محدودة لكن استنارة عقلية وإخلاص نسميه إخلاص وطني ثوري لا نهاية له، إحنا بندور على حاجة كانت موجودة هنا من خمسين سنة.

قديم 11-16-2011, 01:50 PM
المشاركة 47
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقابلة مع ادوارد الخراط
أحـب أن يــأتــي الـتــاريـخعـلـى ذكــري فــي صــفـحـة لا يـشــاركـني فـيـهـا أحــد

إدوار الـخــراط: أؤرخ لأشـــواق الـروح وأشـــواك الـمـجــتـمـع

تـأثـرتُ بـجـبـران حـتـىالـتـيـه لا بـالمـنـفـلـوطـي والـعـقـاد وطــه حـســيـن

هذاالحوار حصيلة لقاء طويل أجراه "الملحق" مع الروائي ادوار الخراط، في مناسبة مجيئهالى بيروت وإلقائه محاضرة "أيار التذكارية" في الجامعة الأميركية في بيروت ــبرنامج أنيس الخوري المقدسي. وفيه يستعيد محطات من حياته وتجاربه ملقياً الضوء علىجوانب كانت خافتة ومقيمة في الظل. وقد ارتأينا تقديمها كشهادة "محرَّرة" منالأسئلة. شارك في الحوار الياس خوري واسعد خير الله وماهر جرار وعقل العويط وحررهمحمد ابي سمرا.

قالت لي أمي: انتَ رضعتَ لبن الحزن.(وسام موسى)

1
ولدت في 16 آذار 1926 في حي بجنوب الاسكندرية قريب منمنطقة تسمّى بحيرة مريوط. كان معظم المقيمين في ذلك الحي من الفئات الشعبية القادمةمن الصعيد الى الاسكندرية. العمران ونمط الحياة فيه أقرب الى الريف منهما الىالمدينة: شارع واحد رئيسي مفروش بالاسفلت يسير فيه الترام وينتهي الى قسم البوليس. وشوارع أخرى مفروشة بالحجار والرمل الابيض. البيوت كلها من طبقة واحدة او اثنتين،على سطوحها عرائش من العنب. وقد وصفت ذلك الحي في مقاطع من روايتي "ترابها زغفران". على ناصية الشارع الرئيسي كان منزل الخياطة اللبنانية السيدة روز التي تشتغل عندهافتيات في خياطة الثياب.
في الجلسات العائلية على سطح بيتنا تحت عرائشالعنب، كانت جدتي وخالتي ترويان الحكايات عن الجن والعفاريت. ولكثرة ما سمعت هذهالحكايات في طفولتي، كان الطفل الذي كنته يحسب ان جنيات الحكايات وعفاريتها كائناتحية، ومن لحم ودم. كنت في السادسة او السابعة من عمري حين التقيت مرة في الليلامرأة عجوزاً فقيرة في شارع مهجور قريب من بيتنا، فأيقنت انها عفريت من عفاريتالحكايات. لم تتلفظ المرأة - العفريت بكلمة واحدة، لكني لا ادري إن كنت وقفت جامداًقبالتها دقيقة واحدة او 24 ساعة، قبل ان أروح اعدو هارباً بأسرع ما استطعت للوصولالى بيتنا، حاملاً في جوارحي ووعيي ومخيلتي الطفلية التجربة الأولى في الاتصال بقوةعالم الغيب في ما وراء الواقع والمحسوس.

من اليمين: محمد أبي سمرا،عقل العويط، ادوار الخراط، أسعد خير الله والياس خوري.

2
"
روضةالكرمة القبطية" كانت المدرسة الأولى التي تعلمت فيها، وامشي نحو خمس دقائق منبيتنا للوصول اليها، وكان ناظرها منصور افندي شخصية حاسمة في تكويني الأول: رجلشديد الطيبة والحزم في آن واحد، ينظمنا صفوفاً في الصباح - نحن تلامذة المدرسةالأقباط مع قلة من المسلمين - لنروح ننشد ترنيمة "أبانا الذي في السموات"، قبل انيبدأ برواية قصص شهداء القبط، وفي مقدمهم القديس مرقص، مؤسس الكرازة او الكنيسةالقبطية، الذي تصف الحكاية استشهاده دفاعاً عن العقيدة وصفاً درامياً: قام الرومانبربط ذراعيه وساقيه الى عربة يجرها حصان أخذ يجري سريعاً بعد ضربه بالسياط، فتمزقجسم القديس مرقص أشلاء، وتركت هذه الحكاية أثراً لا يمحى في نفسي وقلبي.

اضافة الى "روضة الكرمة القبطية"، هناك مدارس الأحد التي كانت مس كاترينتعلمنا فيها الترانيم الدينية. لا أزال حتى الساعة أذكر مس كاترين الشبيهة صورتهابصورة مريم العذراء، فيما كانت تلقننا الترانيم. وفي واحدة من مدارس الأحد بدأالطفل الذي كنته يقرأ الكتاب المقدس من دون ان يتنصر عبر طقوس العمادة. والىالقراءة والترانيم، كانت توزع علينا نحن التلامذة الأطفال بطاقات مصورة مكتوبةعليها عبارات بالقبطية والعربية. كانت تلك البطاقات تروي بالصور حكايات من التوراةوالانجيل، بدءاً بآدم وحواء وملاك النار الذي يحمل سيفه الناري الاسطوري. لم تكنتلك الصور او اللوحات عادية في عيني ذلك الطفل الذي كنته، اذ خبرت فيها معنىالألوان وتذوق التشكيل الفني المرتبط بالموضوع الديني. لاحقاً قرأت العهدين القديموالجديد، وتعرفت الى قصة صلب السيد المسيح الذي كان مأساة حقيقية حميمة في بيتنا،رغم ان عائلتي لم تكن متدينة الا تديناً تقليدياً، فيؤدي أفرادها فرائض الصوم مندون الصلوات. لكن الكتاب المقدس كان تأثيره كبيراً عليَّ، لأنه كان كتاب الوفياتوالزيجات والولادات العائلية التي كان والدي يحرص على تدوين تواريخها عليه.

3
قدم والدي الى الاسكندرية من أخميم في الصعيد، مخلّفاًوراءه زواجه من امرأتين. تزوج الاولى في أخميم مسقطه، وبعد وفاتها انتقل الىالفيوم، حيث تزوج من امرأة ثانية دفعته وفاتها الى الانتقال الى الاسكندرية، حيثتزوج والدتي التي كانت شديدة الغيرة على زوجها من زوجتيه السابقتين المتوفيتينوأهلهما الذين تشدّدت في قطع علاقة والدي بهم وبماضيه، باعتباره رجلاً مزواجاً.

قبل قدومه الى الاسكندرية كان والدي تاجراً في الفيوم يعمل في تصدير البصلوالبيض، وكانت تجارته مزدهرة هناك قبل تعرضه للافلاس في ازمة ،1936 مما اضطره الىالعمل كاتب حسابات عند اصدقائه التُجار في الاسكندرية حتى وفاته. الذكرى الأقدموالأقوى لديّ عن والدتي هي العبارة التي طالما كانت ترددها على مسمعي في طفولتيقائلة: انت رضعت لبن الحزن.
ذلك لأني ولدت بعد 19 يوماً من وفاة اخي الذي ولد قبليبسنة او سنتين في الاسكندرية، فنذروني كي يجري تنصيري في أخميم التي كان لعلاقتيبها تأثير كبير في حياتي، قبل ان أعرفها وتطأها قدماي.

واذ كنت قد ولدتلأرضع لبن حزن والدتي على وليدها البكر، فإني في العاشرة من عمري، صحوت ذات صباح مننومي في بيتنا على صياح والدي النائح: ولدي... ولدي... ولدي، لحظة وصله خبر مقتلابنه البكر من احدى زوجتيه السابقتين، بعدما دهسه قطار.

كان عمري نحو ستسنوات حين أخذني أهلي الى اخميم لايفاء النذر بتنصيري وتعميدي هناك. أذكر ان الرحلةكانت شاقة في القطار، وعن سلّم بيتنا الذي كان بلا سياج في اخميم سقطت فأصبت بجرحبليغ في ركبتي، لم يندمل أثره حتى اليوم.

4
في أثناء الحربالعالمية الثانية، كانت الاسكندرية تُضرب بالقنابل، عندما قرر والدي أن يرسلنا، أميوأنا واخوتي واخواتي، الى مسقطه في أخميم، ويظل وحده منصرفاً الى عمله فيالاسكندرية. كان ذلك في العام 1940 او العام الذي تلاه، فاستغرقت رحلتنا في القطارنحو 17 ساعة للوصول الى اخميم بين المنيا والأقصر في الصعيد.
في اخميمانصرفت الى قراءة شكسبير وشيلي ويتس في اللغة الانكليزية. وربما في تلك الفترة بدأتبمحاولات الترجمة الاولى لبعض القصائد من الشعر الانكليزي. وقبل ذلك، فيالاسكندرية، كنت قد قرأت مؤلفات جبران خليل جبران الذي تأثرت به حتى التيه والهيام،على عكس المنفلوطي والعقاد وطه حسين الذين قرأت مؤلفاتهم من دون ان يتركوا فيّأثراً يذكر.
طوال أيام الاجازة الصيفية، بدءاً من العام ،1938 انصرفت كلياًالى القراءة والمطالعة اللتين تعبدت لهما منصرفاً عن الذهاب الى البحر ولعب الكرةوغيرها من الألعاب التي كان يمارسها اصدقائي واترابي في المدرسة. أقول قارئاً نهماًواعني اني كنت في الصباحات افتح باب المكتبة البلدية في الاسكندرية مع موظفيها،ومعهم اقفل بابها واغادرها في المساء. وقد جعلتُ لقراءاتي منهجاً صارماً، اذ وضعتقائمة بأسماء الكتّاب نظمتها بحسب التسلسل الأبجدي. كانت القائمة تبدأ باسم ابرهيم،ويليه أحمد، ثم أسعد... الخ. وحين كنت أفرغ من قراءة مؤلفات الاسم الأول، انتقل الىمؤلفات الاسم الثاني فالثالث... حتى نهاية التسلسل الأبجدي.
واذا كان جبرانهو كاتبي المفضل بالعربية آنذاك، فإن التأثير الأول عليّ من كتّاب الخواجات (الأجانب) مارسه الشاعر الانكليزي شيلي. واذا قلت أني قرأت روايات جرجي زيدان فيتلك الفترة، فان أثرها فيّ لم يكن يذكر، قياساً الى كتابات جبران الذي تعبّدت فيمحراب أدبه.
لم تستمر اقامتنا في أخميم أكثر من أشهر معدودة في نهاياتالحرب الثانية، عدنا بعدها الى الاسكندرية، حيث قررت ألا أزور أخميم قبل أن أكتبرحلتي اليها ومشاهداتي فيها. وهذا ما فعلته لاحقاً في كتابي "صخور السماء". لقدحرصت على ألا ازورها كي لا أشوه تلك الصورة الأولى الغريبة التي رأيتها عليها اثناءلقائي الأول بها. ومن زيارتي الأقدم الى أخميم استعدت في "صخور السماء" اطياف طقوستنصري وتعميدي في كنيستها استعادة دقيقة كاملة.



5
درستالحقوق في جامعة الاسكندرية. ذلك ان والدي، صاحب الميول السياسية الوفدية، كانراغباً في أن يراني رجلاً على صورة مكرم عبيد باشا ومثاله، ما دام عبيد هذا نائبسعد زغلول، زعيم حزب الوفد. لكن السياسة كانت حاضرة ايضاً في عائلتنا من جهة عائلةأخوالي الذين كان أحدهما في جماعة "مصر الفتاة"، وكان الآخر من انصار نبيل عباسحلمي. أما اليسار الماركسي او الشيوعي الذي كان حاضراً بقوة في مصر العشرينات فقدغاب تماماً عن مسرح الحياة السياسية في الاربعينات.
في اثناء دراستيالجامعية، وبعد سنتين او ثلاث من تخرجي من الجامعة، كنت عضواً مؤسساً لحلقةتروتسكية ظللت سكرتيرها العام حتى .1948 في تلك المرحلة من حياتي غرقت حتى الثمالةفي الاجتماعات والمناقشات والتظاهرات واصدار البيانات وكتابة المنشورات التروتسكية،فأصدرنا مجلة "الكفاح الثوري" التي كنا ننسخها على الآلة الكاتبة ونوزعها علىالاعضاء والاصدقاء.

حين أنظر اليوم الى الوراء مفكراً في دوافع انتمائي الىتلك الحلقة من يسار اليسار، أجد ان شعوري بالظلم وفقدان العدالة كانا في اساسدوافعي العاطفية والوجدانية البعيدة.
وكان مصدر احساسي بأن العالم من حولي ليسعادلاً، بل ظالم، أمرين اثنين: فقداني خالتي واخويّ وأختيّ الذين خطفهم الموت علىنحو متواتر او متتابع. فالثلاثينات والأربعينات كانت حقبة سيئة وقاسية، عموماً، علىالصعيد الصحي، اذ كانت الامراض والاوبئة، كالتيفوئيد، تفتك بالناس فتكاً متمادياً،لعدم توافر الأدوية، خصوصاً المضادات الحيوية.
الأمر الثاني الذي يلازمالأول ويوازيه في دفعي الى اليسار، كان محنة الظروف المادية وقسوتها. فاليسروالرفاه اللذان عرفهما والدي قبل ازمة 1936 الاقتصادية الخانقة، انقلبا عسراً وضيقاً بعد تلك الأزمة، مما فاقم احساسي بالظلم واللاعدالة.

أما العنصرالذهني او الفكري في يساريتي فيعود الى وقوعي في مكتبة الاسكندرية البلدية علىمؤلفات كاتب في حروف السين، هو سلامة موسى الذي سحرتني كتاباته وانكببت على قراءتهاكلها، في نهم شديد، وعرفت منه ماهية الاشتراكية ومعناها. وفي تلك الفترة وبعدهابقليل قرأت برنارد شو ثم ان صديقي جورج خوري أهداني كتاب "هكذا تكلم زرادشت" لفريديريك نيتشه، في ترجمة خاله فيلكس فارس، فكان تأثري بذلك الكتاب كبيراً.

يعود تعرفي الى الأفكار الشيوعية والانكباب على قراءة المؤلفات الماركسيةالى شاب سوداني اسمه خليل الآسي. لكن شيوعيتي التروتسكية جعلتني معادياً للستالينيةوالديكتاتورية كما لم أكن معادياً لأي شيء في العالم. وكانت الشيوعية التروتسكيةجواباً شافياً عن احساسي بالظلم واللاعدالة، في جمعها بين الحرية والعدالة. ثم عرفتان تروتسكي صديق للسورياليين والسوريالية، فيما كنت منكباً على قراءة الأدبالسوريالي في ترجمة رمسيس يونان.


قديم 11-16-2011, 01:50 PM
المشاركة 48
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ...
6
في العاشرة من عمريبدأت كتابة ما كنت أتصور انه الشعر، ومنذ ذلك الحين لم أتوقف عن الكتابة. وحينسألنا احد المدرسين، نحن تلامذة الصف، عما نحب ان نكون ونشتغل في المستقبل، اجابهأترابي: دكتور، طيار، مدرس، مهندس، فيما أجبته أنا بأني سأكون شاعراً، فأثار الأمراستهجان التلامذة. أما انخراطي في النضال والعمل السياسي، فكان يصدر عن واجبوضرورة، لا عن رغبة. لقد ملكت الكتابة رغبتي، وفيما أنا منخرط في العمل السياسيوالنضال، كنت مدركاً اني أؤجل الكتابة حتى تحقيق العدالة والاستقلال عن الانكليزوزوال الاحتلال واقامة الاشتراكية. لكن هذه الأحلام كلها انجلت عن اعتقالي ضمن حملةاعتقالات واسعة مع إعلان الأحكام العرفية في أيار ،1948 وطاولت جميع الفئاتاليسارية والوفديين. وفي المعتقل تلاشت العداوة بيننا نحن التروتسكيين وبينالشيوعيين، فتآخينا وتعاونّا، حيث التقيت مصادفة هنري كورييل في معتقل هاكس تسام فيالقاهرة. رأيته من بعيد من دون أن أكلمه أو يكلمني. كان نحيلاً رقيقاً يلبس الشورتوينتعل صندلاً ويتحرك طوال الليل كالنحلة.
أمضيت في المعتقل عشرين شهراً،وخرجت منه في العام ،1950 وكان والدي قد توفي. وفي النوادي رحت ألقي محاضرات عنالسوريالية والوجودية فتعرفت الى أنور كامل ورمسيس يونان. لكن كان عليّ أن أبحث عنعمل ما أكسب منه معيشتي، فأهداني اليه صديق تعرفت اليه في المعتقل، وكان العملموظفاً صغيراً في "شركة التأمين الأهلية". ونبهني صديقي ذاك بألا أقول أني أحملاجازة في الحقوق، لأن العمل المطلوب في الشركة لا يتجاوز الإلمام باللغتين الفرنسيةوالعربية والضرب على الآلة الكاتبة. وبعد مقابلتي المسؤول في الشركة، وقع نظري فيأحد مكاتبها على فتاة جميلة رقيقة من موظفاتها، وكانت تلك النظرة العابرة فاتحةوقوعي في صفقة غرامية برفيقة حياتي التي تزوجتها عام .1958

7
في أثناء عملي في الشركة وإلقائي المحاضرات في نوادي الاسكندرية، كنا نلتقيفي المقاهي، حيث تدور بيننا المناقشات حول ثورة الضباط الأحرار الناصرية. وكانالأبرز في تلك المناقشات رأيان اثنان في ثورة .1952 الأول يعتبرها ثورة ديموقراطية. أما أنا فقد ملت الى الرأي الثاني الذي كان يعتبرها انقلاباً عسكرياً على طريقةالانقلابات في بلدان أميركا اللاتينية. ومنذ الأيام الأولى للثورة حتى تأميم قناةالسويس سنة ،1956 لم يتبدل رأيي في تلك الثورة. وقد يكون الخطأ الكبير الذي ارتكبتههو تصالحي مع الناصرية في أعقاب قرار التأميم. لكن برغم تلك المصالحة، ظل موقفيالشخصي من جمال عبد الناصر ملتبساً. إذ ظللت اعتبر الجانب العسكري في الثورةالناصرية سيئاً، لأن ما أتت به من انجازات ظلت فوقية لعدم صدورها عن الناس وهذا ماأكده انهيار تلك الانجازات مع موت الزعيم المصري.

عام 1955 ضربني اليأسوالقنوط من عملي موظفاً صغيراً في شركة التأمين، لأعيل بالراتب الذي أتقاضاه أميوأخواتي الأربع. كنت أشتعل حنيناً الى الكتابة التي منعني عنها الدوامالوظيفيالمرهق، ففكرت في الاستقالة من الشركة، وأقدمت عليه. ومن التعويض المالي الذيتقاضيته رحت أعطي والدتي راتبي الشهري، كما لو أنني لا أزال موظفاً. في تلك الفترةكنت أمضي وقتي مداوماً على المكوث في أتيليه الاسكندرية التي يديرها أحمد مرسي،منصرفاً الى الكتابة والترجمة، فكتبت "حيطان عالية" وترجمت بعضاً من أشعار أيلوارومؤلفات تشيخوف وكامو. وشهراً بعد شهر راح التعويض المالي يتناقص وينفد، فلم يعد فيمستطاعي تقديم راتبي الشهري لوالدتي، فأجبرت على إعلامها بأني تركت وظيفتي فيالشركة.

الضيق المادي الذي عشته آنذاك كان شديداً، فرحت أترجم براءاتالاختراع في الميكانيكا والكيمياء لإحدى الشركات، مما أثرى قاموسي اللغوي. وفيالأثناء بدأت أبعث لأصدقائي رسائل استغاثة لمساعدتي في البحث عن عمل، حتى وصلتنيذات يوم رسالة من صديقي ألفرد فرج يطلب مني فيها الحضور فوراً الى القاهرة للعملمترجماً في السفارة الرومانية، فغادرت الاسكندرية متوجهاً الى القاهرة في العام .1956
أثناء عملي مترجماً في السفارة الرومانية بادرت الى انشاء جمعيةالصداقة المصرية - الرومانية التي رعت انشاءها هيئة من أبرز العاملين في الحقلالثقافي في مصر: يوسف السباعي الذي كان رئيس المجلس الأعلى للفنون والآداب، ومحمدمندور ويحيى حقي وفريد أبو حديد وعلي باكثير. ثم أصدرنا مجلة عن الجمعية التي تركتالعمل فيها عام 1959 لأعمل، بمبادرة يوسف السباعي، في قسم الشؤون الفنية لجمعيةتضامن الشعوب الافريقية - الآسيوية، وكان مدير شؤون هذا القسم رمسيس يونان الذيعملت الى جانبه جامعاً بين فوضوية الفنان وعقلانية الرجل الإداري.

8
في يوم من عام 1968 جاء الى منزلي جمع من الاصدقاء بينهماحمد مرسي وابرهيم منصور، وطلبوا مني العمل في تأسيس "غاليري 68"، على ان ننشىءصالة للعروض الفنية والتشكيلية، ومجلة ثقافية - أدبية يجري تمويلها من عائدات بيعاللوحات التشكيلية في صالة العرض، ومن اشتراكات الاعضاء. وكان الفريق الأساسي الذيعمل في اصدار المجلة، أحمد مرسي وابرهيم منصور وغالب هلسا وسيد حجاب وجميل عطيةابرهيم وأنا. وفي ثلاث سنوات صدر من المجلة ثمانية أعداد من دون انتظام. وقامت "غاليري 68" بنشر نصوص قصصية لمحمد البساطي وجمال الغيطاني وغيرهما من ادباءالستينات الذين كانت المجلة منبراً لكتاباتهم.

والغريب ان جيل الستينات منالروائيين والقصاصين والادباء الذين تحلقوا حول "غاليري 68" كانوا أصغر مني سناًوعايشت انطلاقتهم، من دون ان أكون منتمياً الى جيلهم الادبي، ولا الى غيرهم منالأجيال السابقة. كأنني دائماً كنت مضيّعاً انتمائي الى جيل أدبي وثقافي وكتابي فيعينه. ربما لأنني منذ الأربعينات أكتب من دون أن أنشر ما أكتبه، الا اذا طلب منياحد ما مخطوطة للنشر. وربما لأن تصنيف الكتّاب في أجيال وموجات لا ينطبق عليّ. فحتىفي التصنيف الادبي الأكاديمي والجامعي لم أحسب على جيل الستينات او غيره.
قد أكون من التيار الروائي والقصصي الذي سُمّي تيار ما بعد المحفوظية وجمعمروحة واسعة من الكتاب المصريين مثل صنع الله ابرهيم وجمال الغيطاني وغالب هلساوبهاء طاهر وعبد الحكيم قاسم، والجامع المشترك بين هؤلاء هو التمرد على القواعدالمحفوظية في الكتابة القصصية والروائية وكسرها. أما العنصر الآخر الجامع في هذهالتجارب الكتابية، فقوامه احساس هؤلاء الكتاب بأن هناك خطأ ما في التجربة السياسية - الاجتماعية للناصرية، خصوصاً بعد الكارثة التي تكشفت عنها هزيمة .1967 ورغم اننقد الناصرية لم يصل الى ادانتها ادانة مباشرة وصريحة، فان الحذر والتوجس منشعاراتها كشفا خواءها في مقابل القمع السياسي والثقافي للسلطة السياسية. وهذا ماانعكس في الأعمال الأدبية للكتاب والروائيين.

9
كروائي،اعتبر نفسي مؤرخاً لأشواق الروح وأشواك المجتمع. لكن التأريخ الاجتماعي وغيرالاجتماعي يحضر في وصفه عنصراً داخلياً في السياق الروائي والمشهد الروائي. وأظن انالتأريخ الحقيقي او الفعلي متضمَّن في الأعمال الروائية. أما السيرة الذاتيةفموجودة على نحو ما في كل رواية وقصة وقصيدة ولوحة تشكيلية، وفي كل عمل فني على وجهالعموم. أما كيفية تجلي حضور السيرة الذاتية في الأعمال الفنية، فمسألة غير قابلةللتقنين في قواعد ثابتة ومحددة. والذي يُخرج السيرة الذاتية، او الشرائح والمقتطفاتالمستخدمة منها، عن كونها سيرة ذاتية، اندماجها بالمتخيل الفني في العمل الروائي. فاستلهام وقائع وحوادث معينة، وكذلك استلهام مقتطفات من السيرة الذاتية، أمر طبيعيوعادي في الفن الروائي، شرط ان يجري استدخال هذه الاستلهامات في المتخيل الروائي. وعلاقة الذاكرة بالخيال معقدة. وربما يلازم التخييل عمليات التذكر كلها. وهنالكخيال منفصل او منقطع عن عمليات التذكر.

حين أقول ان السيرة الذاتية تدخل فيالأعمال الروائية لا أقصد ان الرواية سيرة ذاتية مقنّعة، بل ان الفعل الروائييستلزم تحويل مقتطفات من السيرة الذاتية وتحويرها على نحو ملائم للبناء الروائي.

أعلم ان هناك كلاماً عن روائيين يخلقون شخصيات روائية تروح تتفلت منهموتستقل عنهم، فلا يتمكنون من السيطرة عليها. لا أظن ان هذا الكلام حقيقي ودقيق. فالروائي خالق شخصياته، والمسؤول عن نموها وتحولاتها ومصائرها. والمخطط الروائيالذي أضعه قبل البدء بكتابة رواياتي، عام غير تفصيلي لا يتجاوز الصفحة او نصفالصفحة فقط ومعظم رواياتي كتبتها مرة واحدة فقط، لأني حين أشرع في الكتابة تكونالرواية مكتوبة في ذهني او في مخيلتي قبل مباشرة كتابتها. اما ما أقوم به من حذفوتقطيع واضافة وتبديل، فأجريه لاحقاً بعد الكتابة الأولى التي لا أعيدها. هناك بعضالقصص والروايات التي كتبتها في البدايات أعدت كتابتها مرات كثيرة. أما لاحقاً فقدتعودت أن أكتب قصصي ورواياتي مرة واحدة فقط.

10
سوف يبدوكلامي متضمناً شيئاً من الصلف حين اقول أني أحب أن يأتي التاريخ على ذكري وحيداً فيإحدى صفحاته، لا على صفحة يشاركني فيها غيري من الأسماء. هذا في حال كنت في عداد منسيأتي التاريخ على ذكر اسمائهم في صفحاته. فأنا أشعر أني وحيد ولا صلة وثيقة تجمعنيبأحد.

تصعب عليّ الاجابة عن السؤال إن كنت مؤمناً بالله أم لا. ذلك ان أباالعلاء المعري لو قيّض له ان يكتب "رسالة الغفران" مرة أخرى، لن يسألني عن ايمانيبالله، بل عن الحس الديني لديّ. مثل هذا الحس يشغلني لأنه ينطوي على الاسئلة حولالوجود والمصير والموت، أقول هذا وأميز بين الأيمان والدوغما العقائدية والاسطورة،مع العلم ان الموت عندي هو نهاية الحياة.

أما لو سألني أبو العلاء المعريإن كنت يسارياً، فأنني أجيبه بأني يساري في معنى الانحياز الى العدل والحرية. وأعنيالعدل الكوني المستحيل التحقق. واذا اعطيت فرصة ان أعيد كتابة ما كتبته مرة أخرى،فإني أعيد كتابته من دون ان أغيّر فيه شيئاً. أي أتركه على حاله لأن لديّ مشاريعكتابة كثيرة متراكمة عليَّ تنفيذها. وان كانت قد بدأت متأخراً في نشر ما كتبت،ومتأخراً أعلنت نفسي كاتباً، وما زلت أكتب مع تقدمي في السن، فإني على يقين بأن لاعلاقة بين الكتابة والنشر. وانا الذي بدأت الكتابة في سن مبكرة، اعتبر ان لا معنىللنصائح في الفن. أي لا معنى لوصفة نقترحها ناصحين الكتاب بأن يبدأوا الكتابة في سنمبكرة او متأخرة من اعمارهم.

أذكر أني كنت أكتب "رامة والتنين" وكان عليّأن أحصل على اجازة من عملي في جمعية تضامن الشعوب الافريقية - الآسيوية التي كنتأعمل فيها لا كموظف، بل كفدائي لا يتوقف عن العمل طوال الساعات الاربع والعشرين مناليوم. لذا كنت أغادر القاهرة الى الاسكندرية، حيث انقطع تماماً عن الدنيا منصرفاًالى الكتابة. واذكر أني بعد انجاز مسوّدة "رامة والتنين" تركتها سنة او سنتين علىحالها، قبل أن أعود الى العمل عليها حين طلب أحدهم مني أن أعطيه كتاباً للنشر. أرويهذه الوقائع لكي أقول ان الأمر نفسه تكرر في مرات أخرى مع قصص وروايات غير "رامةوالتنين". لكني بعدما تقاعدت من الوظيفة في السابعة والخمسين من عمري، رحت أكتببغزارة كبيرة. فرواية"الزمن الآخر"، مثلاً، كتبتها في مدة لا تتجاوز الشهرين. ذلكان كل ما كتبته موجود بالقوة، قبل كتابته، بحسب العبارة البالزاكية.
وإنسئلت ما هو الكتاب الذي قرأته من الأدب العربي والعالمي، وأحب أن أعيد قراءته بينمدة وأخرى، فإني لن أعثر على كتاب معين او محدد. قد يـشغفني احياناً أن أعيد قراءةبعض المقاطع من كتاب "الأبله" لدوستويفسكي. أما نيتشه فقد تأخذني رغبة في اعادةقراءة مؤلفاته كلها. اما كتاباتي فإني لا أطيق قطعاً إعادة قراءة أي شيء منها.
واذا أعطيت فرصة ان انقذ خمسة كتب من كتبي كلها من طوفان أو حريق، فإني لنأنقذ سوى ثلاثة منها، هي "حيطان عالية" و"رامة والتنين" و"ترابها زعفران".


إدوار قـــلـتـــة فــلـتـــس يـــوســــف الـخــــراط
هو إدوار قلتة فلتس يوسف الخراط.
وُلد في 16 آذار 1926 فيالإسكندرية لأب من أخميم في صعيد مصر، وأمّ من الطرانة غرب دلتا النيل. حصلعلى ليسانس في الحقوق عام 1946 من جامعة الاسكندرية.
عمل أثناء الدراسة عقبوفاة والده منذ عام .1943
شارك في الحركة الوطنية الثورية في الإسكندريةعام .1946
اعتقل في 15 أيار 1948 سنتين في معتقلي أبو قير والطور.
تزوج عام 1957 وله ولدان وأربعة أحفاد.
في عام 1959 عمل في منظمةتضامن الشعوب الأفريقية - الآسيوية ثم في اتحاد الكتّاب الأفريقيين - الآسيويين حتىالعام ،1983 وأشرف على تحرير مطبوعات سياسية وثقافية لهما.
سافر الى معظمبلدان أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا في رحلات عمل.
شارك في إصدار مجلة "لوتس" للأدب الأفريقي - الآسيوي وفي تحريرها، وفي مجلة "غاليري 68" الطليعية،ومطبوعات لكل من منظمة التضامن الأفريقي - الآسيوي واتحاد الكتّاب الأفريقيين - الآسيويين.

قديم 11-16-2011, 01:55 PM
المشاركة 49
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ابرز أحداث حياة إدوار الخراط :

- كاتب مصري ولد بالإسكندرية في 16 مارس عام 1926 في عائلة قبطية أصلها من الصعيد .
- حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1946م،
- شارك إدوار الخراط في الحركة الوطنية الثورية في الإسكندرية عام 1946 واعتقل في 15 مايو 1948م في معتقلى أبو قير والطور.
- أخرجه القدر من براءة شبابه الأول ليلقى به فى بحر متلاطم منالحياة الشاقة التى بقدر ما أهلكته، بقدر ما خلقت بداخله قوة مختزنة، جعلته قادراًعلى مواجهة الحياة وترويضها لصالحه.
- تزوج والده قبل قدومه الى الاسكندريه من امرأتين. تزوج الاولى في أخميم مسقطه، وبعد وفاتها انتقل الىالفيوم، حيث تزوج من امرأة ثانية دفعته وفاتها الى الانتقال الى الاسكندرية، حيثتزوج والدتي التي كانت شديدة الغيرة على زوجها من زوجتيه السابقتين المتوفيتينوأهلهما الذين تشدّدت في قطع علاقة والدي بهم وبماضيه، باعتباره رجلاً مزواجاً.
- كان والده تاجراً في الفيوم يعمل في تصدير البصلوالبيض، وكانت تجارته مزدهرة هناك قبل تعرضه للافلاس في ازمة ،1936 ( وعمر الخراط 10 سنوات ) مما اضطره الىالعمل كاتب حسابات عند اصدقائه التُجار في الاسكندرية حتى وفاته.
- الذكرى الأقدموالأقوى لديّ عن والدتي هي العبارة التي طالما كانت ترددها على مسمعي في طفولتيقائلة: انت رضعت لبن الحزن. ذلك لأني ولدت بعد 19 يوماً من وفاة اخي الذي ولد قبليبسنة او سنتين في الاسكندرية، فنذروني كي يجري تنصيري في أخميم التي كان لعلاقتيبها تأثير كبير في حياتي، قبل ان أعرفها وتطأها قدماي.
- في العاشرة من عمره، صحا ذات صباح مننومه في بيته على صياح والده النائح: ولدي... ولدي... ولدي، لحظة وصله خبر مقتلابنه البكر من احدى زوجتيه السابقتين، بعدما دهسه قطار.
- كان عمري نحو ستسنوات حين أخذني أهلي الى اخميم لايفاء النذر بتنصيري وتعميدي هناك. أذكر ان الرحلةكانت شاقة في القطار، وعن سلّم بيتنا الذي كان بلا سياج في اخميم سقطت فأصبت بجرحبليغ في ركبتي، لم يندمل أثره حتى اليوم.
- في أثناء الحربالعالمية الثانية، كانت الاسكندرية تُضرب بالقنابل، عندما قرر والدي أن يرسلنا، أميوأنا واخوتي واخواتي، الى مسقطه في أخميم، ويظل وحده منصرفاً الى عمله فيالاسكندرية. كان ذلك في العام 1940 او العام الذي تلاه، فاستغرقت رحلتنا في القطارنحو 17 ساعة للوصول الى اخميم بين المنيا والأقصر في الصعيد.
- انضم الى الحزب الشيوعي وذلك لشعوره بالظلم الاجتماعي وفقدان العدالة حيث كان يشعر بأن العالم من حوله ليسعادلاً، بل ظالم، بسبب أمرين اثنين:
- الاول: فقداني خالتي واخويّ وأختيّ الذين خطفهم الموت علىنحو متواتر او متتابع.
- الأمر الثاني الذي يلازمالأول ويوازيه في دفعي الى اليسار، كان محنة الظروف المادية وقسوتها. فاليسروالرفاه اللذان عرفهما والدي قبل ازمة 1936 الاقتصادية الخانقة، انقلبا عسراًوضيقاً بعد تلك الأزمة، مما فاقم احساسي بالظلم واللاعدالة.
- سجن بسبب نشاطه السياسي والحزبي مع إعلان الأحكام العرفية في أيار ،1948 وطاولت جميع الفئاتاليسارية والوفديين. وامضى في المعتقل 20 شهرا.
- عانا من الضيق المادي خلال عمله في شركة التأمين وبعد تخليه عن الوظيفه ليعمل كاتبا.
- كان لكارثة هزيمة الـ 1967 اثرها عليه .
- ظل يشعر انه وحيد ولا صلة وثيقة تجمعه بأحد.
- عمل أثناء الدراسة عقبوفاة والده منذ عام .1943 ( ومان عمره عندها 17 سنة ).
- سافر الى معظمبلدان أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا في رحلات عمل.
رضع لبن الحزن وعانا الكثير من موت أخوه الأكبر منذ ولادته ثم موت أخاه من أباه وهو في سن العاشرة ، وموت أخته كما يقول وهو صغير وموت خالته، ولكن الأهم هو موت والده وهو في سن السابعة عشره والذي كان قد تعرض للإفلاس بينما كان الخراط في العاشرة ليعيش حياة بؤس وفقر شديد.

يتم في سن الـ 17

قديم 11-17-2011, 03:50 PM
المشاركة 50
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

9- حدث أبو هريرة قال – محمود المسعدي – تونس
حدث أبو هريرة قال:
هو عمل أدبي للكاتب التونسي محمود المسعدي، بث من خلاله أفكاره الفلسفية الوجودية من خلال البطل أبو هريرة معتمدا على لغة مكثفة وقديمة. اعتبرها الناقد توفيق بكار أهم مغامرة روائية في القرن العشرين واختيرت من أفضل 100 رواية عربية من اتحاد الكتاب العرب. وتحتل حسب هذا الترتيب المرتبة التاسعة.
==

كتابه الأشهر "حدّث أبو هريرة قال"، لا يحيل إلا إلى مرجعة دينية، وعندما كانت رفوف مكتبات الشركة الوطنية للنشر والتوزيع بالجزائر ممتلئة به، وقد نشرته بالاشتراك مع "دار الجنوب" التونسية. فاعتقده البعض كتابا في السنة النبوية على غرار "من كنوز السنة"، لكن الذي اشتراه وقرأه ساهم بقسط كبير في زلزال كيانه وحدث له مثل ما حدث لتلك الشخصية التي تحمل اسم ذلك الصحابي الشهير. لقد كتب المسعدي ذلك الكتاب سنة 1939، الذي يمكن أن يصنف كـ"رواية"، وليست أي رواية، فهي تجريبية بامتياز، واستفاد فيها بذكاء نادر من طريقة الرواة في التراث العربي القديم، وفي الوقت نفسه كانت تنبض حد التشبع بالفلسفة الوجودية التي كانت موضة العصر ساعتها والعالم تمزقه الحروب الكونية الكبرى.
ولم يكن المسعدي مجرد كاتب يرصف الكلمات، فلم يكتب إلا ثلاث أعمال سردية (السد، وحدّث أبو هريرة قال، ومولد النسيان)، بين ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، ولما استقل بلده تونس، خاض نضالا ثقافيا من نوع آخر، ووصل أصبح على رأس وزارة التربة، ثم وزارة الثقافة، وكانت له بصماته الواضحة في المشهد الثقافي والتربوي التونسي رغم مرور السنين. وعندما توارى خلف المشهد السياسي التونسي طمع الكثير من محبيه في ان يعون إلى الكتابة السردية من جديد، لكنه آثر الصمت إلى أن أخذه الموت في آخر شهر من سنة 2004 وهو في الرابعة والتسعين من عمره.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 0 والزوار 15)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 08:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.