قديم 10-04-2022, 04:40 PM
المشاركة 11
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
إذا تَرَقرقَ ماءُ البِشْرِ في غُرَّته وتَفَتَّقَ نُورُ الشَّرفِ من (أسِرَّتِه)
:
صباحُك الخيرُ مُشرفنا البليغ:
هل تُجمعُ السريرةُ على أسِرةٍ وسرائر؟
أم أنه الانغماسُ في المُحسِّناتِ البديعية؛ بينما لُغتُهُ غنية؟
أهلا أستاذة ثريا
والله لا أدري بالضبط
لكنني ناقل

قديم 10-04-2022, 05:18 PM
المشاركة 12
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
>>>>>


من مُلَحٍ* تَمْتَزِجُ بأجْزاءِ النُّفُوس لِنَفاستها وتَشرَبُ القلوب لِسَلَاسَتها:

قَوافٍ إذا مَا رَوَاها المَشُو
قُ هزّتْ لها الغانياتُ القُدُودَا

كَسَونَ عبيدًا ثيابَ العَبيدِ
وأضْحَى لبيدٌ لَدَيْها بَلِيدَا

وأيْمُ اللهِ ما مِنْ يومٍ أسعفني فيه الزمانُ بمواجهةِ وجهِهِ، وأسعدني
بالاقتباسِ مِن نُورِهِ، والاغْتِرافِ من بَحرِهِ، فشاهدتُ ثمارَ المجدِ والسؤدُدِ
تَنْتَثِرُ مِنْ شَمَائِلِهِ، ورأيتُ فضائِلَ أفراد الدَّهرِ عِيالًا على فضائِلِهِ، وقرأت
نُسخَةَ الكَرَمِ والفَضْلِ من ألحاظهِ، وانتَبَهْتُ فرائِدَ الفوائِدِ من ألفاظِهِ
إلا تذكّرتُ ما أنْشَدَنِيهِ أدام اللهُ تأييدَهُ، لعلي بن الرومي:

لولا عجائبُ صُنْعِ اللهِ ما نَبَتَتْ
تلكَ الفَضائِلُ في لحمٍ ولا عَصَبِ


وأنشَدتُ فيما بَيني وبين نفسي وردَّدتُ قولَ الطائِيّ:


فلوْ صَوَّرتَ نَفسكَ لمْ تَزِدْها
على ما فِيكَ مِنْ كَرَمِ الطِّباعِ


وثَلَّثتُ بقول كُشَاجِم:

ما كانَ أَحْوَجَ ذَا الكَمال إلَى
عَيْبٍ يُوَقِّيهِ مِنَ العَيْنِ

وربَّعْتُ بقول المتنبي:

فإن تَفُقِ الأنامَ وأنتَ منهمْ
فإنَّ المِسْكَ بعضُ دَمِ الغَزَالِ

ثمَّ اسْتَعَرْتُ فيه لسانَ أبي إسحاقَ الصَّابي حيثُ قالَ للصَّاحِبِ، ورَّثه
اللهُ أعمارَهُما كما وَرَّثَه في البلاغةِ أقدارَهُما:

اللهُ حسبي فيكَ مِنْ كلِّ مَا
يُعَوِّذُ العبدُ بِهِ المَولَى**

ولا تَزَلْ تَرفُلُ في نِعْمَةٍ
أنتَ بِها من غيركَ الأَوْلَى


وما أنسَ لا أنسَ أيامي عنده بفيروزأباد إحدى قراه برُسْتَاق جُوَين
سقاها الله ما يَحْكي أخلاقَ صاحِبِها من سَيل القَطرِ فإنها كانت
بطلعته البدريَّة، وعشرته العِطريَّة، وآدابِه العلْويَّة، وألفاظه اللؤلؤيةِ،
مع جلائلِ إنعامه المذكورة، ودقائق إكرامِهِ المشكورَةِ، وفوائد مجالسه
المعمورةِ، ومحاسن أقوالِهِ وأفعالِهِ التي يَعيا بها الواصفون أُنْمُوذَجاتٍ***
من الجنّة التي وُعِدَ المتّقُون، فإذا تذكرتُها في تلك المرابعِ التي هي
مراتعُ النواظِرِ والمصانِعِ التي هي مطالعُ العَيشِ النَّاضِرِ، والبَساتينِ التي
إذا أُخِذَتْ بَدائعُ زَخَارِفِهَا، ونُشِرَتْ طرائفُ مَطارِفِها، طُوِيَ لها الديباجُ
الخُسرَواني**** ونُفيَ معها


*الملح: الطرف والفكاهات.
**يعوذ الخ: التعويذ التحصين، وعوذه الله حصنه به، وتعوذ بالله
طلب منه الوقاية.
***الأنموذج ونموذج ونماذج وأنموذجات: المثل من الشيء، والكلمة
ليست عربية بل فارسية معربة.
****الديباج: الحرير، والخسواني نسبة إلى بلد فارسي اشتهر بحريره.


>>>>>

قديم 10-14-2022, 08:05 PM
المشاركة 13
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي

>>>>>

الوَشيُ الصَّنعانيُّ*، فلم تُشَبَّه إلَّا بِشِيَمِهِ، وآثار قلمه، وأزهار
كَلمِه، تذكرت سِحْرًا وسِيمًا وخيرًا عميمًا وارتياحًا مُقيمًا، ورَوْحًا
ورَيحانًا ونعيمًا، وكثيرًا ما أحكي للإخوان والأصدقاء أني استغرقتُ
أربعةَ أشهرٍ هناك بحضرتِهِ، وتَوفَّرْتُ** على خدمتِهِ، ولازمتُ في
أكثر أوقات الليلِ والنهار عَاليَ مجلِسِهِ، وتعطّرتُ عند رُكُوبه بغبار
موكبه، فبالله أقسمُ يمينًا قد كنتُ عنها غنيًّا وما كنتُ أوْليها***
لو خِفتُ حِنْثًا فيها: إني ما أنكرت طَرَفًا من أخلاقه، ولم أشاهد إلَّا
مجدًا وشرفًا من أحواله، وما رأيته اغتابَ غائبًا أو سَبَّ حاضرًا أو
حَرَم سائِلًا أو خيَّبَ آملًا، أو أطاعَ سلطانَ الغضبِ والحَرَدِ أو تَصَلَّى
بنَارِ الضَّجَرِ في السفر، أو بَطَشَ بَطْشَ المُتَجَبِّر، وما وجدت المآثرَ
إلا ما يتعاطاهُ، ولَا المآثم إلّا ما يتخطّاه، فعوَّذتُهُ بالله، وكذلك
الآن، من كلِّ طَرْف عائِنٍ**** وصَدْرِ خائنٍ*****.


* الوشي: الزركشة على الجوانب. والصنعاني: نسبة إلى صنعاء حاضرة بلاد اليمن.
** توفرت: اقتصرت، أما توافر بألف بعد الواو فمعنته كثر.
*** أوليها: أقسم بها.
**** عائن: الطرف العائن الحاسد والمصاب به معين ومعيون.
***** الصدر الخائن: المنطوي على الغل والحفيظة.

>>>>>

قديم 10-15-2022, 08:34 AM
المشاركة 14
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
>>>>>

هذا ولو أعارتني خُطباءُ إيادٍ أَلْسِنَتِهَا وكتَّابُ العراقِ أيديها في وصفِ
أياديهِ الّتِي اتَّصلت عندي كاتّصالِ السُّعودِ، وانتظمتْ لديَّ في حالَتيْ
حُضُوري وغَيبتي كانتظامِ العُقُودِ، فقلتُ في ذكرها طالبًا أمَدَ الإسْهاب،
وكتبتُ في شكرها مادًّا أطنابَ الإطْنابِ، لَما كنتُ بعدَ الاجتهاد إلا مائلًا
في جانب القُصور* متأخرًا عن الغرضِ َلمقصودِ، فكيفَ وأنا قاصِرُ سَعْيِ
البلاغةِ قصيرُ باعِ الكتابةِ، وعلى هذا فقد صَدِئَ فَهْمي مع بُعْدٍ كان عن
حضرتِهِ، وتكدَّر ماء خاطري لتطاوُل العهد بخدمته، وتكسَّر في صدري
ما عَجزَ عنِ الإفصاح به لساني، فكأنَّ أبا القاسم الزّعفرانيّ، أحدَ شعراء
العصر الذين أورَدْتُ مُلَحَهم في كتاب "يتيمةِ الدّهرِ، قد عبَّر عن قلبي
بقولِهِ:

لي لسان كأنّهُ لي معادي
ليس يُنبي عن كُنْه ما في فؤادي

حَكَمَ اللهُ لي عليهِ فلو أُنـ
ـصَفَ قلبي عَرَفْتَ قَدْرَ وِدَادِي



فإلى من جمَّل الزمانَ بمجْدِهِ، وشرَّفَ أهلَ الآدابِ بمناسبة طَبْعِهِ، ونظر
لذوي الفَضْلِ بامتدادِ ظِلِّه، ودَاوَى أحوالهم بطبِّ كرمه، أرغبُ في أن
يجعل أيامَهُ المَسْعودَةَ أعظمَ الأيام السالفةِ يُمنًا عليهِ، ودُونَ الأيام
المُسْتَقْبَلَةِ فيما يُحِبُّ ويحبُّ أولياؤُهُ لهُ، وأن يديمَ إمتاعَه بظلّ
النعمةِ، ولباسِ العافيةِ، وفِراشِ السلامة، ومركبِ الغِبْطَةِ، ويُطيل بقاءه
مَصُونًا في نفسه وأعِزّتِهِ، متمكنًا مما يقتضيهِ عالي همَّته، وأن يَجمعَ له
المدَّ في العُمر إلى النفاذِ في الأمرِ، والفوزَ بالمثُوبَةِ مِنَ الخالقِ، والشكرَ
من المخلوقين، ويجمع آماله من الدنيا والدين.

>>>>>

*القصور: العجز.

قديم 10-17-2022, 11:22 AM
المشاركة 15
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
>>>>>

وأعود -أدام اللهُ تأييدَ الأميرِ السَّيّدِ الأوحدِ- لِما افتتحت لهُ
رسالتي هذه فأقولُ: إنّي ما عَدَلْتُ بمؤلّفاتي إلى هذه الغاية
عن اسمِهِ ورسمِهِ، إخْلالًا بما يلزَمُني مِنْ حَقِّ سُؤْدَدِهِ، بل إجلالًا
له عمّا لا أرضاه للمرور بسمعِهِ ولحظه، وتَحَامِيًا لِعَرضِ بضاعتي
المُزْجَاةِ على قوة نَقدِهِ، وَذَهَابًا بنفسي عنْ أن أهدِي للشمسِ
ضوءًا أو أن أزيدَ في القمرِ نورًا، فأكونَ كجَالِبِ المِسكِ إلى أرْضِ
التُّركِ، أو العُود إلى بلاد الهنود، أو العَنْبر إلى البحر الأخضر.
وقد كانت تجري في مجلسِهِ -آنسه الله- نُكَتٌ من أقاويل أئمَّة
الأدب في أسرار اللغة وجَوَامِعِها ولطائِفِها وخصائِصها، مما لم
يتنبَّهوا لجمع شمله ولم يتوصَّلوا إلى نظمِ عِقْدِهِ، وإنّما اتَّجهتْ
لهم في أثناءِ التأليفاتِ، وتَضَاعيف التصنيفات لُمَعٌ يسيرة
كالتوقيعاتِ، وفِقَرٌ خفيفة كالإشارات، فيُلَوِّح لي -أدام الله دولته-
بالبحث عن أمثالِهَا وتحصيل أخواتِها وتَذْييلِ ما يتّصلُ بها
ويَنْخَرِطُ في سِلكها وكسر دَفترٍ جامعٍ عليها وإعطائِها من النِّيقة*
حَقَّها. وأنا ألوذُ بأكنافِ المُحُاجَزَةِ وأحُومُ حولَ المدافعةِ، وأرْعَى
رَوْضَ المُماطلة! لا تهاوُنًا بأمره الذي أراهُ كالمكتوبات، ولا أُميّزه
عن المفروضاتِ، ولكِنْ تَفَادِيًا من قُصُور سَهمي عن هَدَفِ إرادَتِهِ
وانْحرافًا عن الثّقة بنفسي في عملِ ما يَصْلُحُ لِخِدمتِهِ، إلى أن
اتَّفَقَتْ لي في بعضِ الأيامِ التي هِيَ أعيادُ دهري وأعيانُ عُمْرِي
مُوَاكَبَة القمرين بمُسَايَرَة رِكابِهِ، ومُوَاصَلَةِ السعدَيْن بصلة جنابِهِ
في مُتَوجَّههِ إلى فَيْروزأبادِ إحدى قُراهُ من الشاميات ومنها إلى
(خُذاي داذ) عَمَّرها الله بدوامِ عمره، فلمّا:

أخذْنا بأطْرافِ الأحاديثِ بَيْنَنا
وسَالتْ بأعناقِ الجيادِ الأباطحُ**


وعُدنا للعادةِ عند الإلتقاء في تَجاذُب أهدابِ الآدابِ، وفَتْقِ نوافجِ***
الأخبار والأشعار، أفْضَتْ بنا شجونُ**** الحديثِ إلى هذا الكتابِ
المذكورِ، وكونِه شريفَ الموضوعِ أنِيقَ المسموعِ، إذا خرج من العَدَمِ
إلى الوجودِ، فأَحَلتُ في تأليفِهِ على بعضِ حاشِيتِهِ من أهلِ الأدبِ،
إذا أعاره -أدام الله قُدرتَهُ- لمحةً من هدايتِهِ وأمدَّهُ بشُعبةٍ من
عنايتِهِ، فقال لي، صدّقَ اللهُ قولَهُ، ولا أعدمَ الدنيا جماله وطَوْلَه
كما أذاقَ العِدا بأسَهُ وصَولَهُ: إنك إن أخَذْتَ فيه أجدتَ وأحسنتَ،
وليس له إلا أنتَ، فقلت له: سَمْعًا سَمعًا، ولم أسْتَجِزْ لأمره دَفعًا، بل
تَلَقّيْتُهُ باليدين، ووضعتُهُ على الرأسِ والعين. وعاد -أدام الله تمكينه-
إلى البلدة عَوْدَ الحُليِّ إلى العاطلِ***** والغيثِ إلى الرَّوض

*وفي لسان العرب: النّيقة: من النّيوق. تنوق فلانٌ في مطعمه
وملبسه وأموره، إذا تجوّد وبالغَ.
**الرواية الموثوق بها بأعناق المطي بدل الجياد.
***النوافج: أوعية المسك، وقيل النوافج السُّحب الغزيرة، والأول المراد هنا.
****الشجون: جمع شجن بسكون الجيم الطريق وبفتحة الحزن.
*****العاطل: المرأة غير المتزينة.

>>>>>

قديم 10-18-2022, 09:00 AM
المشاركة 16
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
>>>>>

الماحِل* فأقام لي في التأليفِ معالمَ أَقِفُ عندها، وأقفوا حدَّها،
وأهابَ** بي إلى ما اتخذتُهُ قِبلًة أُصلِّي إليها وقاعدة أبني عليها
من التمثيل والتنزيلِ، والتّفْصيلِ والترتيبِ، والتّقْسيم والتّقْريب
وكنتُ إذْ ذاك مُقيمَ الجسمِ، شاخصَ العَزْمِ، فاستأذنته في الخروجِ
إلى ضَيْعةٍ لي مُتَناهيةِ الاختلالِ بعيدة المزارِ، فأجْمَعُ فيها بين
الخَلْوَة والتأليفِ وبين الاستعمارِ، فأذِنَ لي -أدام اللهُ غِبطتَهُ- على
كُرهٍ منه لفُرْقَتي، وأمر -أعلى الله أمره- بِتَزْويدي من ثِمارِ خزائنِ
كُتُبِهِ، عَمَّرَها الله بطول عُمْرِهِ ما أستَظهِرُ به على ما أنا بصدَدِهِ،
فكان كالدليلِ يُعينُ السَّفْرَ بالزادِ، والطّبيب يُتْحِفُ المريضَ بالدواءِ
والغِذَاءِ، وحين مَضَيت لِطِيَّتي*** وأَلْمَمْتُ بمقْصَدِي، وجدتُ بركة
حُسْنِ رأيِهِ، ويُمْنَ اعتزائي إلى خدمتِهِ، قد سَبَقَاني إليه وانْتَظَرَاني بِهِ
وحَصَلت مع البعد عنْ حضْرتِهِ، في مَطْرَحٍ من شُعاعِ سعادتِهِ يُبَشِّرُ
بالصُّنع الجميل، ويؤذنُ بالنُّجحِ القريبِ، وَتُرِكْتُ والأدبَ والكتبَ
أنتقي منها وأنْتَخِبُ، وأفَصِّل وأبَوِّب، وأقَسِّم وأرَتّب، وأنْتَجِعُ من
الأئمة مِثْل الخليل والأصْمَعي وأبيْ عَمْرٍو الشيبانيّ والكِسَائِي والفرَّاء
وأبي زيدٍ وأبي عُبيدة وأبي عُبيد، وابن الأعرابي والنَّضْر بن شُمَيل
وأبي العبّاس وابن دُريدٍ ونِفطَويْهِ وابن خالَوَيْهِ والخارْزَنْجي
والأزهري، وَمَنْ سِواهم من ظُرفاء الأُدباء****، الذين جمعُوا فصاحَةَ
البُلَغاء إلى إتقانِ العُلَمَاء، ووُعُورة اللغةِ إلى سُهُولةِ البلاغة كالصاحب

*الماحل: المكان القفر المجدب.
**أهاب بي: دعاني، وناداني.
***طيتي: غايتي وحاجتي.
***جميع تراجم الأعلام سنوردها ملحقةً في فهرس مرتب ترتيبًا معجميًا.


>>>>>

قديم 10-18-2022, 11:33 AM
المشاركة 17
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
>>>>>

أبي القاسم وحمزَةَ بن الحسن الأصبهانيّ وأبي فتح المراغي وأبي بكر
الخوارزمي والقاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجُرجاني وأبي
الحُسَين أحمد بن فارس بن زكريا القَزْويني، وأجْتلي من أنوارهم،
وأجْتني من ثِمارِهم، وأقتفي آثارَ قومٍ قد أقْفَرَتْ منهم البقاعُ وأجمع
في التآليف بين أبكارِ الأبوابِ والأوضاعِ، وعُونِ اللغاتِ والألفاظِ كما
قال أبو تمّام:

أمّا المعانِي فهي أبكارٌ إذا افـ
ـتُضَّتْ ولكنَّ القوافِيَ عُونُ*


ثم اعترضَتْني أسباب وعَرَضتْ لي أحوالٌ أدَّت إلى إطالة عِنانِ الغَيبة
عن تلك الحضرة المسعودة، والمُقامِ تحت جَناحِ الضَّرورةِ مِنَ الضَّيعة
المذكورة بِمَدْرَجَةٍ من النوائب تَصُكُّني فيها سفاتِجُ الأحْزانِ، وتُرسلُ
عليَّ شُواظًا من نارِ القُفْص الذين طَغَوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد:

ولا ثَبَاتَ على سمِّ الأساوِدِ لي
ولا قَرَارَ على زَأْرٍ مِنَ الأسدِ

إلّا أن ذِكرَ الأميرِ السيد الأوحد -أدام الله تأييده- كان هِجِّيرَايَ** في تلك
الأحوالِ، والاستظهارَ بِتَمَيُّز الاعتزَاءِ إلى خدمتِهِ شِعَارِي في تلك الأهوال،
فلم تَبْسُط النكبةُ إليَّ يَدَها إلا وقد قَبَضتَها عنّي سعادَتُه، ولم تمتدَّ بي
أيام المِحْنَة إلا وقد قصَّرَتْها عني بَرَكتُه، وكانت كُتُبُهُ الكريمةُ الواردةُ
عليَّ تكتبُ لي أمَانًا من دَهْرِي، وتُهْدِي الهدوء إلى قلبي، وإن كانت
تَسْحرُ عقلي، وتُثْقِلُ بالمِننِ ظهري، إلى أن وافق ما تفضَّل اللهُ بهِ منْ
كشفِ الغُمَّةِ، وحلِّ العقدةِ وتيسيرِ المسيرِ ورفْعِ عوائق التّعسير،
اشتمال النظامِ على ما دبَّرتُهُ من تأليف الكتاب باسمِهِ، ومشارفَة
الفَرَاغ من تشيّيد ما أسَّسته بِرَسمه، راجيًا أن يُعِيْرَهُ نَظَرَ التهذيبِ،
ويأمرَ بإجَالةِ قلمِ الإصلاحِ فيهِ، وإلحاقِ ما يَرْقَعُ خَرْقَه، ويجبرُ كَسْرَه
بحواشِيهِ، ولمّا عاودتُ رُواقَ العِزِّ واليُمن من حضرتِهِ، وراجعتُ رُوحَ
الحياة ونسيمَ العيشِ بخدمتِهِ، وجاوزتُ بحر الشَّرفِ والأدب من
عالي مجلسه - أدام الله أنْسَ الفضل به - فتح لي إقبالُهُ رِتاجَ*** التّخَيُّر،
وأزهرَ لي قربُهُ سِراجَ التَّبَصُّر في استتمام الكتاب، وتقريرِ الأبوابِ،
فبلغت بها الثلاثين على مَهَلٍ ورَويَّةٍ، وضمَّنْتُها من الفصولِ ما يُناهِزُ
ستَّمئة فصل. وهذا ثَبَتُ الأبواب:

*العون: جمع عوان، وهي المتوسطة في السن، وهي التي ولدت مرة بعد
مرة، أي أن القوافي يشترك فيها الشعراء، أو أن الشعر قد قيل في السالف
من الآباد، والناس في قوله مشتركون، فأبياته عون لذلك، ديوان أبي تمام
3/330-331.
**هجيراي: عادتي ودأبي.
***الرتاج: الباب المغلق، وفي فقه اللغة: الرتاج: الباب العظيم ص 50.

>>>>>

قديم 10-18-2022, 01:31 PM
المشاركة 18
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
>>>>>

البابُ الأولُ: في الكلِّيات، وفيهِ أربعةَ عشرَ فصلًا.
الباب الثاني: في التنزيل والتمثيلِ، وفيه خمسة فُصولٍ، (في متن الكتاب
سبعة فصول)؟
الباب الثالثُ: في الأشياءِ تختلفُ أسماؤُها وأوصافُها باختلافِ أحوالِها،
وفيه أربعةُ فصولٍ.
البابُ الرابعُ: في أوائلِ الأشياءِ وأواخرِهَا، وفيه ثلاثةُ فصولٍ.
البابُ الخامسُ: في صِغَارِ الأشياءِ وكبارِها وعظامِها وضِخامها، وفيه
عشرةُ فصولٍ.
البابُ السادسُ: في الطولِ والقِصَرِ، وفيه أربعةُ فصولٍ.
البابُ السابعُ: في اليُبْسِ واللّينِ والرُّطُوبةِ، وفيهِ أربعةُ فصولٍ.
الباب الثامنُ: في الشِّدَّة والشديدِ من الأشياءِ، وفيه أربعةُ فصولٍ.
البابُ التاسعُ: في الكثرةِ والقِلَّةِ، وفيه ثمانيةُ فصولٍ.
البابُ العاشرُ: في سائر الأوصافِ والأحوالِ المتضادّة، وفيه تسعةٌ
وثلاثونَ فَصْلًا، (والموجود فيه ثمانية وثلاثون فصلًا).
البابُ الحادي عشرَ: في المَلء والامتلاءِ والصفورةِ والخلاءِ، وفيهِ عَشَرة فصولٍ.
الباب الثاني عشرَ: في الشيء بينَ الشيئينِ، وفيه ستةُ فصولٍ.
البابُ الثالثَ عشرَ: في ضروب الألوانِ والآثارِ، وفيه ثمانيةٌ وعشرون فصلًا،
في متن الكتاب تسعة وعشرون فصلًا لا ثمانية وشرون!.
البابُ الرابع عشرَ: في أسنان الناس والدوابِّ وتنقلِ الحالات بها، وفيه سبعةَ
عشرَ فصلًا.
البابُ الخامس عشرَ: في الأصولِ والأعْضَاءِ والرؤوسِ والأطْرافِ وأوصافِها وما
يتولدُ منها ويتصلُ بها ويُذكرُ منها، وفيه خمسةٌ وستونَ فَصلًا.
البابُ السادس عشرَ: في الأمْراضِ والأدْواءِ وما يتلوهُما وما يتعلق بهما، وفيه
أربعةٌ وعشرونَ فصلًا.
الباب السابع عشر: في ضُروبِ الحيوانِ وأوصافِها، وفيه تسعةٌ وثلاثونَ فصلًا.
ما جاء في متن الكتاب أربعون فصلًا.
الباب الثامن عشرَ: في الأحوالِ والأفْعالِ الحيوانيةِ، وفيه ثمانيةٌ وعشرونَ فصلًا.
البابُ التاسع عشر: في الحركاتِ والأشكالِ والهيئاتِ وضُرُوب الضَّرب والرمي،
وفيه أربعونَ فصلًا.
الباب العشرون: في الأصوات وحكاياتها، وفيه أربعةٌ وعشرونَ فَصْلًا، في متن
الكتاب ثلاثة وعشرون فصلا!.
الباب الحادي والعشرون: في الجماعات، وفيه أربعةَ عشرَ فَصْلًا.
البابُ الثاني والعشرون: في القَطْعِ والانْقِطَاع والقِطَع وما يقاربها منَ الشّقّ
والكسر وما يتّصلُ بها، وفيه ستةٌ وعشرون فصلًا، في متن الكتاب سبعة
وعشرون فصلا!.
البابُ الثالثُ والعشرونَ: في اللِّباس وما يتّصلُ بِهِ والسّلاحِ وما يُضافُ إليه
من سائر الأدواتِ والآلاتِ، وما يأخذُ مأخذَهَا، وفيه سبعةٌ وأربعون فصلًا،
في متن الكتاب تسعةٌ وأربعونَ فصلًا.
الباب الرابعُ والعشرون: في الأطْعِمةِ والأشربَةِ وما يناسِبُها، وفيهِ سبعةَ
عشَرَ فصلًا.
البابُ الخامسُ والعشرونَ: في الآثار العُلويَّة وما يتلو الأمطارَ من ذكر المياه
وأماكنها، وفيه سبعة عشر فصلًا، في متن الكتاب ثمانية عشر فصلًا!.
الباب السادسُ والعشرونَ: في الأرضِينَ والرمال والجبال وسائر الأماكن
والمواضِعِ وما يتَّصل بها، وفيه سبعةَ عشرَ فصلًا.
الباب السابعُ والعشرون: في الحجارة، وفيه ثلاثةُ فُصُولٍ.
الباب الثامنُ والعشرون: في النبتِ والزرع والنخلِ، وفيه سبعةُ فصولٍ.
الباب التاسعُ والعشرون: فيما يَجْرِي مَجْرَى الموازنَةِ بين العربيةِ
والفارسيّة، وفيه خمسةُ فُصُولٍ.
البابُ الثلاثونَ: في فنون مختلفة الترتيبِ من الأسماءِ والأفعالِ
والأوصافِ، وفيه تسعةٌ وعشرونَ فصلًا.

>>>>>

قديم 10-18-2022, 01:46 PM
المشاركة 19
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
<<<<<

وقد اخترتُ لترجمتِهِ* وما أجعلُه عُنوانَ معرفتِهِ ما اختارَهُ أدامَ الله
تَوفيقَه من "فِقْهِ اللغة" وشَفَعْتُهُ بـ "سِرِّ العربيّة" ليكونَ اسمًا يوافقُ
مُسَمَّاه، ولفظًا يطابِقُ معناهُن وعهدي به -أدامَ اللهَ تَأييدَه- يَسْتَحْسِن
ما أنشدته لصديقه أبي الفتح علي بنِ محمدٍ البُستيّ ورَّثه الله عُمُرَهُ:

لا تُنكِرَنَّ إذا أَهْدَيتُ نحوَكَ مِنْ
عُلومِكَ الغُرَّ أو آدابكَ، النُّتَفا**

فَقَيِّمُ الباغِ قد يُهدِي لمالكِهِ
برسْمِ خِدمَتِهِ، من بَاغهِ التُّحَفَا

وهكذا أقولُ لهُ بعدَ تقديم قول أبي الحسن بن طَبَاطَبَا فهو الأصلُ
في معنى ما سُقتُ كلامي إليهِ:

لا تُنْكِرَنْ إهداءنا لك منطِقًا
مِنْكَ استَفَدْنا حُسنَهُ ونِظامَهُ

فالله عزَّ وجلَّ يَشكُرُ فِعلَ مَنْ
يَتْلو عليه وحيَهُ وكلَامَهُ


والله الموفق للصواب.
وهذا حينُ سياقة الأبواب.

* * *
* *
*

* الترجمة: العنوان.
**النتف: جمع نتفة وهي القليل من الشيء، والباغ: كلمة فارسية معناها الحديقة
أو البستان، وقيمه هو الحارس أو البستاني، والتحف: الهدايا المستطرفة.

قديم 10-18-2022, 04:46 PM
المشاركة 20
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الباب الأول

في الكليّات

(وهي ما أطلق أئمة اللُّغة في تفسيره لفظة كلّ)

الفصل الأوّل

(فيما نَطَقَ بِهِ القرآنُ منْ ذلكَ وجاءَ تفسيرُهُ عنْ ثِقاتِ الأئمةِ)

كلُّ ما عَلاك فأظلَّك فهو سماء

كلُّ أرض مُسْتَوِيَةٍ فهي صَعيد

كلُّ حاجِزِ بَينَ الشَيْئينِ فَهو مَوْبِق

كل بِناءَ مُرَبَّع فهوَ كَعْبَة

كلُّ بِنَاءٍ عال فهوَ صَرْحٌ

كلُ شيءٍ دَبَّ على وَجْهِ الأرْضِ فهو دَابَّةٌ

كلُّ ما غَابَ عن العُيونِ وكانَ مُحصَّلًا في القُلوبِ فهو غَيْبٌ

كلُّ ما يُسْتحيا من كَشْفِهِ منْ أعضاءِ الإِنسانِ فهوَ عَوْرةٌ

كلُّ ما امْتِيرَ* عليهِ منَ الإِبلِ والخيلِ والحميرِ فهو عِيرٌ

كلُّ ما يُستعارُ من قَدُومٍ أو شَفْرَةٍ أو قِدْرٍ أو قَصْعَةٍ فهو مَاعُونٌ

كلُّ حرامٍ قَبيحِ الذِّكرِ يلزَمُ منه الْعارُ كثَمنِ الكلبِ والخِنزيرِ والخمرِ فهوَ سُحْتٌ

كلُّ شيءٍ منْ مَتَاعِ الدُّنْيا فهو عَرَضٌ

كلُّ أمْرٍ لا يكون مُوَافِقًا للحقِّ فهو فاحِشةٌ

كلُّ شيءٍ تَصيرُ عاقِبتُهُ إلى الهلاكِ فهو تَهْلُكةٌ

كلُّ ما هَيَّجتَ بهِ النارَ إذا أوقَدْتَها فهو حَصَبٌ

كلُّ نازِلةٍ شَديدةٍ بالإِنسانِ فهي قارِعَةٌ

كلُّ ما كانَ على ساقٍ من نَباتِ الأرْضِ فهو شَجَرٌ

كلُّ شيءٍ من النَّخلِ سِوَى العَجْوَةِ فهو اللِّينُ واحدتُه لِينَةٌ

كلُّ بُسْتانٍ عليه حائطٌ فهو حَديقَةٌ والجمع حَدَائق

كلُ ما يَصِيدُ من السِّبَاعِ والطَّيرِ فهو جَارِح** ، والجمعُ جَوَارِحٌ.

*امتير حمل عليه، الميرة: وهو الطعام يجلب للبيع.
**وفي نسخة جارحة.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فقه اللغة ل ( الثعالبي ) ناريمان الشريف منبر رواق الكُتب. 60 02-11-2022 07:24 PM
اللغة العربية ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 2 03-28-2017 07:36 AM
كلا في اللغة العربية مولاي علي منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 1 02-26-2015 10:12 PM
فقه اللغة وأسْرار العربية لأبي منصور الثعالبي - تحقيق: يحيى مراد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 1 05-24-2014 09:02 PM

الساعة الآن 02:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.