احصائيات

الردود
2

المشاهدات
1112
 
عبد الرحيم صابر
من آل منابر ثقافية

عبد الرحيم صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
71

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Sep 2012

الاقامة

رقم العضوية
11515
12-01-2020, 01:29 PM
المشاركة 1
12-01-2020, 01:29 PM
المشاركة 1
افتراضي الأزرق وأخواته
شبكة الفيس بوك وأخواته لم تعد الآن مجرد مواقع تواصل تتسم بصفة تأثير شخصية ومحدودة، بل صارت ذات تأثير وحضور قوي بميادين الفكر والتربية والسياسة والإعلام ... وذات توسع شمولي لجميع الآراء البارزة بل وصار كنفا تأوي إليه أصوات من لا صوت لهم، ومحط اهتمام بالغ لنشر الأفكار والرؤى والتوجهات بشتى تباينها واختلافاتها. بل تعدت هذه المواقع نطاقها (الافتراضي) إلى التأثير في مجريات الواقع وملابساته، والمساهمة في عدة تغيرات شهدتها الساحة العربية وغيرها. وهو أمر مشاهد لم يعد باستطاعة أحد إنكاره.
لكن ومع كل هذا الزخم الملموس والمكانة التي اكتسبتها في مختلف الأوساط، لم ترق بها بعد مجهوداتنا إلى حيث المفروض أن يبلغ تأثيرها بالوسط العربي. فما نشاهده من تشرذم في تلك الشبكات الاجتماعية صار مما يزيد هوة الاختلاف الموجودة عمقا، بل ويقيم حواجز جديدة من التحزب والتكتل والتنابز والحرب الضروس سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي أو على مستوى المبادئ والعقائد والانتماءات ونحو ذلك. وغاب في ظل ذاك الصراع المحموم استثمارها لأن تكون حلقة وصل لتلاقح الأفكار وتقاربها، ولبنة لتوسيع بناء الرؤى والانفتاح الفكري ...
وكل ذلك وغيره من هذه الأدواء المتنوعة التي قد تلاصق من يلتحق بركبها وتُعديه إلا من رحم ما هي برأيي إلا نتيجة حتمية لركوب هذا المستجد بلا تأصيل يؤسس للانطلاق فيه فكرا ووعيا وتربية... وتجليا لغياب التحلي بسوار الحماية منه، من حيث بناء الهدف المرجو تحقيقه والثمرة المستهدف قطفها من الخوض في غماره، فباتت وللأسف أو كادت مجرد آلية لزيادة حجم التطبيل وتعميق هوة التفريق، ودوامة للتهافت على المتهافت المتهالك.. وضاع في خضم ذلك الفكر الهادف الجميل بجميع تجلياته. فصار لزاما على المثقف العربي التفاعل وبحكمة مع هذا الوضع الذي فرض نفسه، والسعي بجد لتأسيس وبث وعي ناضج يدرك مواطن الجودة ومكامنها ويستفيد منها.
وها هنا تكمن إشكالية أخرى تبسط غيومها الكالحة على الجميع.
أين ذاك المثقف؟ أين المثقف الذي يشيد البناء الفكري ويبث الوعي ببصيرة وحكمة؟
فإشكالية المثقفين من غياب دورهم وانحسار تأثيرهم الإيجابي عن محيطهم شملت الواقع (الافتراضي) كما شملت قبله واقعهم المباشر. بل نخشى أنهم باتوا جزءا فاعلا أو مساهما في توسيع هذا التشرذم، ومعول هدم لكل حس جميل وفكر نبيل، وما ذاك إلا من تجليات المحضن الذي تبلورت من خلاله تكويناتهم، فتأثرت به صياغة كيانهم ورؤيتهم، فبدلا من أن يكون الفكر منهم مؤثرا في واقعهم صار تابعا وخادما له، يبث عجره وبجره بيننا. فنرى الغالبية منهم إنما يعكسون في أعمالهم المختلفة مجتمعاتهم بصحيحها وسقيمها وغثها وسمينها، دونما تنوير وتصحيح، فيطبعون الفساد المستشري بعقول عامة رواد وضحايا تلك المواقع للأسف.
فلا زلنا نفتقد المثقف المؤثر الذي يضع بصمة التغيير راسخة ويدير عجلة الحياة نحو التقدم. فهو غريب بيننا عزيز الوجود. قد تاهت به دروب الحياة والتمسك بإغراءاتها والزحف خلف سفاسفها. فاقدا لبوصلة أهدافه، عريا من الغايات السامية.
لذا يجب على المثقفين بتنوع مجالاتهم أن يؤمنوا وبجدية بخطورة دورهم، وصدق المحك الذي هم فيه. فتكون حياتهم وقلمهم وتحركهم رسالة يؤدونها، وليست مجرد ترف فكري وحصد للإعجاب هنا والشهرة هناك. أو إرضاء لهذا وابتغاء الوسيلة لذاك. فإذا ما آمنوا بأهمية دورهم وما أنيط بهم من مسؤوليات تجاه محيطهم فستكون تلك أول خطوة في بناء إحساسهم بما تخلل واقعهم من سلوكيات فجة، وأذواق منحطة وأمراض فكرية وعملية قاتلة شذت بالناس عن سبيل الجادة، وستصير خطوة ثابتة في تشييد إدراك بصير من أجل تحصيل ما يساهم في إصلاح ذلك والرقي به من متطلبات. وعندها لن يقف في سيرورة البناء الحقيقي للذات على كل المستويات شيء. وسيكون هذا الأزرق وأخواته لبنة في صرح التغيير ومشعلا من مشاعل التنوير. لا مضيعة للوقت وهدما. وساحة لتحريك المعارك الفاشلة.
فهل هو حلم عابر بليلة موحشة أم أن تحقيقه وارد مع صعوبة مناله؟


قديم 12-02-2020, 01:32 AM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: الأزرق وأخواته
الأزرق وأخواته
موضوع كبير . له علي حق أن أقرأه وأنا بكامل قواي العقلية والقلبية
ويكون النوم قد ذهب من عيوني
سأعود إليه
أتدارسه أنا وأنت ،، فأنا بصراحة أستمتع بكتاباتك
انتظرني
وشكراً ... ناريمان

قديم 12-04-2020, 07:57 PM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: الأزرق وأخواته
(لكن ومع كل هذا الزخم الملموس والمكانة التي اكتسبتها في مختلف الأوساط، لم ترق بها بعد مجهوداتنا إلى حيث المفروض أن يبلغ تأثيرها بالوسط العربي.)
لا شك أن هذه السطور عميقة وفي محلها ،
وما زال العربي لا يرقى إلة المستوى المطلوب من التأثير لا اجتماعياً ولا اقتصادياً ولا سياسياً ، في حين أن الأصل أن يكون لها تأثير ..
وتقول الإحصائيات أنه منذ أن أنشأ ( مارك ) فيس بوك ، يوجد ما لا يقل عن 2.2 مليار مستخدم شهريًا و 1.4 مليار مستخدم نشط يوميًا. . ، وهذا يعني أن عدد المشاركين في العالم تجاوز ثلاثة مليار
ويحظى الموقع الأزرق بشعبية عارمة في ربوع المنطقة العربية ناهزت 156 مليون مستخدم.

وتتربع مصر على هرم الدول الأكثر استخداما للموقع بنسبة 35 مليون مستخدم، تليها الجزائر بـ19 مليونا، ثم السعودية (18 مليونا)، والمغرب (15 مليونا)، والعراق (14 مليونا).
هذه الأرقام على المستوى العربي ليست هينة بالمطلق ، ففي الأصل أن يؤثر ال ( 156) مليون على القرارات ، ويكون لهم صوتاً وتأثيراً على مجريات الأحداث ،
لكن ما يحصل ، - وأنا أجزم - أن فقط 1% من هؤلاء من يتحدث في قضايا مهمة وذات تأثير ويمكن أن تحدث التغيير اللازم والمطلوب ، ولكنهم لا يفعلون شيئاً
وهنا سؤالك في محله ( أين ذاك المثقف؟ أين المثقف الذي يشيد البناء الفكري ويبث الوعي ببصيرة وحكمة؟ )
والإجابة : أن المثقف بات يخاف من ظله ، فالمثقف الحقيقي قتلته الأيادي الباغية أو سجنته أو هددته بأسلوب ما ، تماماً كما يحدث على مستوى الإعلام ، يُدحر في السجن كل من يقول الحقيقة ،

بارك الله فيك أخي عبد الرحيم


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الأزرق وأخواته
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(( الشاطـئ الأزرق )) / أزهـــر عمـــر قاســـم أزهر عمر قاسم منبر البوح الهادئ 4 07-18-2021 06:21 AM
الفنانة العراقية سلمى العلاق ..و اللون الأزرق ريم بدر الدين منبر الفنون. 8 08-06-2012 01:37 AM

الساعة الآن 06:23 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.