دعيني أسامر صمت المساءِ
فقد سافر الحلم خلف الضياءِ
ظلام الليالي يغطي سوادي
و شعبي يئن لفرط العــــراءِ
و يبكي البلاد بكاء الثكالـــى
و يعوي كما الموت دون عواءِ
فهل بعد موتي حياة ؟ و كيف
يعود الصّدى وسْط هذا الفناءِ ؟
لصوص النهار تسود البــــلاد
و تغتال بوح قصيــــد الفـــداءِ
و تشرب أحلام جيل تــراءى
لهم خمرة في دنان الدّمـــــاءِ
يلوكون لحم رجال البوادي
و يشوون جوعا لحوم النساءِ
لقد صادروا كل ورد الربيع
و لم يتركوا غير هذا الخلاءِ
جفاف يغطّي جميع السّهول
و أرضي تموت بدون رواءِ
دعيني أغذّي نسيم الليالي
و أقضي على حشرات الهواءِ
فتزهر أحلام شعبي بنور
و أشعر بالفخر و الكبرياءِ
و تشرق شمس الأماني بليلي
و أفخر بالنصر و الاِنتشاءِ
لقد حان حيْن البغايا و خافت
يرابيع هذا الزمان لقائي
فألفيتني مستعدّا ليوم الــ
وغى و سيوفي دليل إبائي
فغني معي لحن نصر قريب
لنرقص جهرا للحن الغناءِ