احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2956
 
بالنوي مبروك
من آل منابر ثقافية

بالنوي مبروك is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
25

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jun 2012

الاقامة

رقم العضوية
11224
06-17-2012, 03:19 AM
المشاركة 1
06-17-2012, 03:19 AM
المشاركة 1
افتراضي المنهج التكويني للنادي الأدبي ضياء القوافي دار الشباب تمنراست الجزائر
تـقديم
المنهج التكويني للنادي الأدبي ضياء القوافي دار الشباب تمنراست الجزائر
إن القصيدة في عرفنا بناء يتأتى من علاقات تركيبية صوتية و دلالية لرؤيا محددة تقدم فكرة عبر إحساسات صادقة في سمو لغة شعرية متعددة الدلالة خارجة عن القول المباشر لتحول القاموس المعجمي إلى فضاء دلالي حتى تخرج العبارة أو الصيغ اللغوية عن خطها الدلالي النمطي الغير قابل للتأويل إلى فضاء يعطيها التعدد وحق التأويل في سياق شعري يعيد صناعة اللغة من جديد فكل قصيدة بهذا المعنى هي قول جديد ذو بناء جديد
إن الشعرية المعاصرة وليدة الأسلوب الدلالي من خلال تناسق المستويات التركيبية الصوتية الدلالية بالتعامل الغير النمطي مع المستوى الأدائي و اللفظة و العبارة و المقطع الشعري . فالشعرية هي إحساس لغوي تتحدد فيه الدلالات من زاوية ما تشع به المدلولات تتحقق بموجبه ذاتية الكلمة والعبارة وخصوصية السياق وتفرد النص وتناميه.
فشعرية اللغة تقتضي خروجها الفاضح عن العرف اللغوي النثري لأن إحساسنا الشعري هو المعيار الذي يميز بين اللغة الشعرية و اللغة النثرية لذا لا يجب أن يكون الموضوع الشعري مبرر لإفقار لغة النثر فالقصيدة المعاصرة لا تؤمن بخطية الدلالة ولا يجب أن نقرأ عنصر معزولا عن بقية عناصر الأخرى في البنية الشعرية لأن هذه البنية ليست في ابتداع فكرة جديدة وإنما غايتها في كيفية صياغتها في نسق سياقي تتفاعل فيه مجموعة العناصر اللغوية و الأسلوبية و الدلالية و البنائية التركيبية بشكل يجعل الصيغة الشعرية رؤيا عميقة متعددة المدلولات و ليست فكرة خطابية موجهة فالسياق الشعري تكون كل عبارة فيه موفورة الدلالة مهما كانت وجهة هذه الدلالة تكون خصوصيتها هي التي تميزها عن النثر ويكون الإيقاع العروضي وسيلة للتأثير وليس وسيلة لجلب الدلالة.
لذا علينا أن نميز بين المعايير اللغوية و المعايير اللغوية الشعرية أي القيم اللغوية كإبداع و القيم اللغوية كدلالة خطية موازية للقاموس المعجمي لا تنحرف عنه و التي لا يمكن أن تكون إلا عبارة موجهة تلقينية أو تعليمية أو إخبارية وليست شعرية أو منظومة عروضية و النظمية هنا إيقاعية و ليست قيمة دلالية . لأن الجمل الشعرية تؤدي دلالات متعددة المستويات بينما الصيغ اللغوية لا تمثل إلا وجودها العيني الخطي الدلالة المباشرة الغير قابل للتأويل . فكان حقيا على اللغة الشعرية أن تكسر قواعد الأداء المألوفة لإبتداع وسائلها الخاصة مما لا يستطيع النثر تحقيقه في القيم الجمالية فكانت حقيقة القول الشعري المقروء الفاعل هي : أن الشاعر لا يقول ما يرغب فيه بصورة مباشرة ولا يسمي الأشياء بأسمائها لأن الشعرية الجديدة هي رؤيا دالة لا تقدم بشكل إسقاطي مباشر و إنما تؤل من خلال المستويات البنائية التي تمثلت فيهن من هذا المنطلق كان نادي ضياء القوافي من خلال التكوين في الكتابة الأدبية يقدم لتلاميذه الأدوات الشعرية قصد إحكام السيطرة عليها من أجل الرقي بهم إلى مستوى الشعرية الفاعلة وكان منهجه يشتمل على كيفية تركيب الصور و الرموز والنص القرآني و الأساطير و الموروث الثقافي المحلي و العالمي كي تتداول في سياقاتهم الشعرية من أجل القضاء على التقريرية و المباشرة في القول الشعري كخطوة أولية قصد إطلاق مخيلتهم في الفضاء الشعري وكان إختيار الشكل العروضي الخليلي أي قصيدة البيت الشعري ضرورة فرضتها أمور عدة منها
أولا : محاولة تنمية الحس الشعري و تأصيله لأن تلاميذ النادي الذين يعانون التشتت في التذوق الفني الشعري
ثانيا : لأن أكثر محفوظاتهم كانت قصائد خليلية الشكل وذلك لأن النص الشعري الذي يتمثل كل حلقات التمدرس كان من هذا الشكل فتلاميذ النادي كلهم أبناء الثانويات.
ثالثا : لأن البيت الخليلي يضبط بشكل صارم حجم العبارة الشعرية فهي ما بين متوسطة أو موجزة.
لذا كان الإنطلاق من هذا الشكل رغم محدوديته في تحمل الأنساق التعبيرية في سياق يمكن أن تتآزر فيه كل البُنى الشعرية لازما حتى نُمكن التلاميذ من التعامل الحقيقي مع التراث تم تنقلهم للقصيدة الحرة بكل إجادة
فهذه الطريقة جعلتهم ينحون إلى تأليف تواليف إستعارية بعيدة الدلالة على خط إيحائي ترميزي غالبا ودمجه في سياقاتهم الشعرية موفورة الدلالة مع محاولة إعادة تشكيل القالب العروضي في البحور الشعرية الصافية و المركبة فمثلا بحر البسيط و هو بحر مركب من تفعيلاتين وهما مستفعلن فاعلن مع جوازاته يصبح كمايلي
مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعِلُنْ (01)
فَعْلن فعولن مفاعيلن مفاعلتن
مستفعلن فَعِلن مستفعلن فَعِلنْ (02)
فَعْلن مفاعلتن فعْلن مفاعلتن
مستفعلن فعلاتن فاعلن فعِلن
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعْلن (03)
فعْلن فعولن مفاعلين مفاعيلن
فعْلن فعولن فعولن فاعلن فعْلن
فعْلن مفاعيلن مستفعلن فعْلن
فعْلن مفاعلتن فعْلن مفاعيلن
أما البحور الصافية مثلا بحر الكامل
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
فعِلن مفاعلتن مفاعلتن فعو
فعِلن فعولن فاعلن متفاعلن
فعْلن فعولن فاعلن فعِلن فعو
فعْلن مفاعلين مفاعلين فعو
فعْلن مفاعلتن فعولن فاعلن
وهكذا دواليك في محاولة تدوير التفعيلة داخل البيت الواحد مع بقاء نفس الوزن رغم أن تركيب الألفاظ يختلف عن وضع الأساسي للبحر مما يمكن التلميذ من تشكيل العبارة على أنماط مختلفة تخرجه من تقليد تراكيب الشعراء الذين قرؤوا لهم و تأثروا بهم و من جلباب محاكاتهم في مستوى البناء العروضي لقصائدهم.هذا من جهة أما من الناحية الدلالية فسياقاتهم الشعرية تحاول الخروج عن المألوف ومحولة بث طواعية في جملهم عن طريق التركيب السياقي الغير المباشر.
من هذا التصور أقدم إلى أساتذتي الأفاضل قصائد التلاميذ من أجل مناقشتهم بهذا التوجه حسب ما درسوا لمدة 06 أشهر قصد إيضاح مدى تحكمهم في أدواتهم الشعرية و نضج الحس الشعري لديهم وأكون شاكراً لكم لو كانت مداخلتكم مكتوبة من أجل إدراجها في رُزنامة التكوين في الكتابة الأدبية .

مثال ذلك

قراءة مفتوحة في قصيدة هياكل الليل
إن العملية الإبداعية تتطلب وعيا بجوهر الإبداع من عدة جوانب والعناصر المشكلة للعمل الفني
لذا كان النص المنتج يتسم بكثير من المكنونات القرية التي يقف أمامها المتلقي بصفته عنصر فاعل في عملية إبداع النص لأنه ينطلق من ذات الشاعر بوصفه المرسل ليتجه له بوصفه المرسل إليه . أما النص فهو رسائل تتطلب محورا أو حاملا كي تكتمل عملية الإتصال برجوع الصدى المتوقع من المتلقي إذا تجنبنا كل عوائق الإتصال .
من هنا كانت ضرورة مراجعة وتقويم إنتاج النادي الأدبي ضياء القوافي الذي ما فتئت الصورة الشعرية عنده تتسم بالجرأة و التكثيف من خلال الرموز و الأساطير , لذا تتطلب معرفة و ثقافة من المتلقي حتى يغوص في أبعادها وتكون عملية الإتصال ناجحة . كان من الواجب أعادة قراءة هذا الإنتاج فكانت قصيدة هياكل الليل لعبدالله إيمرزاغ التي أنتجت أثناء تخرجه من التكوين في الكتابة الأدبية باب القصيدة على درجة هامة تستعرض كل ما تعلمه في التكوين على مستوى البناءات الدلالية و العروضية والتركيبية نريد بها تقريب المتلقي من منهج الضياء فهي على درجة قريبة من النجاح.
هياكل الليل تجربة مهمة قام بها الشاعر من خلال ما تعلمه في التكوين تحمل مدلولات ودوال يقف عندها المتلقي غير مرة حتى يجد الحس الشعري المتنامي في هيكل القصيدة.
ينطلق الشاعر من التناظر و التقابل بين فكرتي الليل و النهار حيث يسعى إلى إبراز وجه التناقض بينهما حد التضاد ثم يركب بين المتناقضات في النهاية وهو منهج سليم عرفت به القصيدة الإليوتية , كم كنا نأمل لو تابع الشاعر في نسقه حتى نهاية القصيدة .
فمن عنوان النص الذي شاءه نجد هذا التقابل , فالهياكل : هي جمع هيكل والهيكل هو مكان العبادة مثل هيكل النبي سليمان , والليل هو وقت العبادة و التجلي الإلهي و القيم الروحية فالجمع بينهما يتطلب عنصر ثالثا وهو العابد وهذا كله في اتجاه العنصر الرابع وهو المعبود فمن هذه الرباعية
( مكان العبادة – وقت العبادة – العابد – المعبود) يصير الشاعر في معرض الحديث عن ليل شامل ليس هو ضياع وجودي أو ضياع الزمن بقدر ما هو ضياع القيم الروحية فالليل : من حيث هو أساس الوجود مصدر للقيم الروحية تتجلى فيه كل عملية الخلق الكوني في العرف الصوفي فهذا البعد الصوفي أخفاه الشاعر في بقية القصيدة فمن هنا نفهم الصفات التي أضفاها على هذا الليل منها ليل الصراحة ,ليل الحلم , ليل التقى , إذا كانت الصراحة هي الإعتراف بالحقائق مهما يكون دون تملق أو كتمان أو تزلف , فالليل تتمثل فيه هذه الحقائق المتصلة بالعالم الماورائي و تتجلى فيه عن طريق إلتقاء المسافة بين اليقظة والرؤيا فيما ندعوه بالحلم فالرؤيا تكون في وقت التجلي أي في الليل حيث يكون الإتصال بالعالم الآخر عن طريقها حتى تتحقق في العالم الواقعي . والرؤيا تتطلب شيء متعلق بالروح المتلقية وهي الطهارة و النقاء التي شاء الشاعر أن يعبر عنها بكلمة التقى ’ والتقوى هي مطلب ديني زهدي وصوفي في الدرجة الأولى فمن هنا ندر ك أهمية التوليفات التي أختارها الشاعر ذات الدلالات العميقة بشفرتها المتعددة الموجه للمتلقي منها :
غسق الحنين , سرداب بوح الربابة , عسق الكلام , حكمة الأحرار , ليل يوسف ,منازل الأقمار , ليلة الأقدار , صريم الغيب , ورق الدجى , بدر المحاق ,....الخ .
أما النهار فهو الجهة المقابلة لليل على تضاد واسع يحمله الشاعر صفات بدلالات متفاوتة الشدة و العمق حيث يستوطن الذات , يضيع الحلم بغلظة أنواره الكفيلة بوأد كل القيم الروحية لأن الشاعر يرى النهار مناط بالعقل الموسوم بالعلمية الخادعة هو سبب إلتقاء الأماني الغائبة مع الأيام الأليمة فيما ندعوه العذاب الإنساني بعد أن أدى الثراء العقلي إلى الإفتقار الروحي وهي الفكرة التي تتفتق في اللاوعي الشاعر فأفضى على هذا النهار الصفات بشفراتها الحادة ومنها :
غلظة الأنوار , غيرة الصبح , النهار المستوطن الذات , نقمة الأنوار , النهار المعاتب , النهار الوسواس , خجل الضحى , ......الخ .
نقطة الصراع
يبتدئ الشاعر هذا الصراع بالتقاء الليالي بنهاره حيث يضيق فؤاده برحبه ويحتله غبار الوهم لأن النهار بث الوساوس في دم الأبدار واستوطن ذات الأبرار لينقلنا الشاعر إلى صورة أخرى وهي محاولة ذبح الفضيلة فيسعفه النص القرآني في قصة يوسف عليه السلام من خلال القميص المقدود من دبر , و تلك السنابل التي سكنت القصور تحكي سبع سنوات من القحط المعروفة بسنونو يوسف , إذاً تخرب هذا الليل الذي حاول أن يحيك فيه معابدا حتى تتجلى فيه حكمة الأحرار كيف ؟ يقول الشاعر لقد استوطنتها أوقح الأفكار والسراديب غنت لبوح الربابة حين يشتط في غسق الكلام مداره فليل يوسف ذو المكارم حملت خطاه منازل الأقمار فأصبحت هياكل الليل مفقودة بشوق تنزى في أوتار الحقيقة.
إذاً يجد الشاعر متكأ في قصة يوسف عليه السلام وهو تحول في الخطاب قصد إعطاء الفكرة مشروعية هذه الفكرة التي تلح على وجدان الشاعر وهي إفتقار الروحي رغم الثراء العقلي تضيف إلى مدلول قصة يوسف أبعاد أخرى حيث ليل يوسف يمثل الرؤيا الصادقة , ليل الجب الذي ألقي فيه وكذلك ليل السجن وتفسير الأحلام . فهو ليل مرتبط بالرؤيا التي حملتها له منازل الأقمار .
البناء الشعري
القصيدة كخطاب شعري كثيفة و عامرة تدل على تمكن الشاعر من البناء الشعري حيث استطاع أن يجعل من لغته فضاء دلاليا عميق يخرج باللغة من فضاء علاماتي معجمي إلى خاصية الدلالة و التأويل في بنية معظمها إنزياحية جسدت بعض ما تعلمه الشاعر في التكوين في الكتابة الأدبية. فالنص كفضاء لغوي ينفتح على آفاق دلالية تحمله الذاكرة الشعرية تتعانق فيه الكلمات على خط إيحائي ترميزي غالبا تتخذ فيه الجمل الشعرية المركزة صورا شعرية عميقة تتكاثف مع بعضها لتعطي في النهاية بناء يتسم بالجرأة تحمل الأدوات التالية نذكر منها الصيغ الإستعارية التي تتموقع في السياق متجها إيحائيا للمتلقي منها : بوادر الأنوار – حكمة الأحرار – سرادب بوح الربابة – تنزى الشوق في الأوتار – غسق الكلام – منازل الأقمار – قميص صدق قد من إدبار – فستان المنى – غلظة الأنوار – ليلة الأقدار – دم الأبدار – دكنة الأبرار - بدر المحاق – هاجس الأعمار – أنامل الوهم – كلم النهى – صريم الغيب في الأقمار – دجى الأحرار – أسفار النور – ورق الدجى – غسق الفؤاد – خجل الضحى – توابيت المدى – نقمة الأنوار – موج الدمار – غيرة الصبح المطرز – أطياف الهوى – كف المنون – تنهد الأقدار – إدماء الحنين – ليل يوسف - همس الآثار – عناقيد الأزهار – سبع من الأسرار – هياكل الليل ....إلخ هكذا متراصفة موزعة عروضيا تعطي أفقا دلاليا استعاريا مكونة صور شعرية تفضي بنا إلى عالم الشاعر حتى نلمس رؤياه التي جسدها من خلال الرمز المتمثل في هيكل الليل والنهار أي أعطاء لليل كل القيم الروحية وأعطى للنهار الثراء العقلي من خلال فكرته التي تقول أن الإنسانية تعيش في إفتقار روحي رغم ثراءها العقلي كما يجب أن يكون الليل و النهار يجب أن يكون في البشرية ما هو روحي وما هو عقلي أو نتاجه .



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المنهج التكويني للنادي الأدبي ضياء القوافي دار الشباب تمنراست الجزائر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجزائر محمد بوثران منبر الشعر العمودي 12 12-14-2020 07:23 PM
تطبيقي التحليلي على المنهج النفسي .. صبا حبوش منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 3 12-31-2016 02:38 AM
سورة مريم وترتيبها التسعة عشر: سر السجود للواحد سبحانه د نبيل أكبر منبر الحوارات الثقافية العامة 0 09-05-2012 04:18 PM
المنهج السلوكي بين القرار والتطبيق غادة قويدر منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 11-30-2011 08:42 PM

الساعة الآن 10:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.