قديم 12-16-2011, 02:07 PM
المشاركة 131
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إلهي
أزهرتَ القلوبَ بدعائك وأينعت براعم الايمان بندائك
وأوسقتَ ثمار العقيدة بمناجاتك وهديتنا بما أنزلت من صحفك ورسالاتك
فدعوتنا في محكم كتابك لدعائك وجعلته مفتاح الباب بينك وبين عبيدك وإمائك
والصلاة والسلام على أشرف من دعاك من خلائقك أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله
فإن من مننك سبحانك ورأفتك ولطفك ونعمتك وعطفك وشفقتك
أن جعلتَ الدعاء وسيلة مقدسة يتقرب بها العبد إليك تعاليتَ وتنزهت
فتسمو روحه إلى مدارج الكمال فيسألك تفريج غمه وتنفيس كربه وجلاء همه
فقلتَ عز من قائل :
" ادعوني أستجب لكم "
وقلتَ :
" واسألوا الله من فضله "
. وقلتَ :
" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي "
فأي فضل أكبر من هذا ؟
وأي نعمة تضاهي سماح الرب الجليل للعبد الذليل بمخاطبته ودعوته
بما شاء وأنى شاء ومتى شاء وكيف شاء
في ابتغاء مرضاته والتقرب إليه ؟
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
16
12
11
الجمعة 21 محرم الحرام 1433هج

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-24-2011, 10:33 PM
المشاركة 132
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
( الذكر الدائم )
إن من صفات المؤمن أن يكون لسانه لهجا بذكر الله عز وجل
فطبيعة بني آدم تغلب عليه الغفلة ولعل كلمة " إنسان " أطلقت عليه لغلبة النسيان
كيف يذكر الإنسان ربه ؟
هناك عدة عوامل تجعل الإنسان في ذكر دائم :
أولا : المصيبة والبلاء
إن الإنسان عندما يقع في مصيبة يخرج من جو الغفلة ولهذا فإن إيمان السفينة إيمان معروف

فالمؤمن وغير المؤمن عندما يكون الطوفان يذكر الله عز وجل . يقول تعالى في كتابه الكريم :
( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ )
فإذن إن المصيبة تذكّر ولكن مادامت قائمة ولهذا فإن المسجون يكون في محرابه وعلى سجادته يصلي
فإذا أطلق سراحه ينسى كل شيء .
ثانيا : النعمة
إن النعمة هي أيضا تذكر حيث يكون الإنسان في غفلة فيأتيه خبر مفرح مثلا :
جاءه صبي أو مال أو فرج فيذكر الله - عز وجل - وهذا أمر جيد !
ثالثا : الاستفتاح بالتسمية
إن الإنسان ليس دائما في مصيبة وليس دائما في نعمة لذا علينا أن نجعل الأعمال لله
- عز وجل - دائما مثلا :
عندما يريد أن يذهب الرجل إلى المنزل فإن أول خطوة يقوم بها هي ركوب السيارة
فبإمكانه أن يقرأ هذه الآية :
( سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ )
هذه الآية البعض يقرأها في الطائرة ولكن أيضا يمكن أن يقرأ هذا الدعاء عند الركوب في السيارة
وعندما يدخل المنزل فليقل :
بسم الله أدخل هذا البيت
وهناك دعاء عند الخروج من المنزل :
ورد أن الإنسان إذا خرج من منزله قال حين يريد أن يخرج :
" الله أكبر الله أكبر ثلاثا " بالله أخرج وبالله أدخل وعلى الله أتوكل - ثلاث مرات
اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير واختم لي بخير
وقني شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم
لم يزل في ضمان الله - عز وجل - حتى يرده الله تعالى إلى المكان الذي كان فيه
وعندما يريد أن يتناول الطعام يبدأ بالبسملة وينتهي بالحمد
وعندما يتوضأ كذلك يبدأ بالبسملة
وقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) عن الله عز وجل :
( كل أمرٍ ذي بال لم يُذكر فيه بسم الله فهو أبتر )
فإذن إن كل الأمور الهامة هي من موجبات ذكر الله كثيرا
إن من آثار ذكر الله عز وجل غير إخراج العمل عن كونه أبترأنه يحمي الإنسان من الوقوع في المعاصي
مثلا :
عندما يركب الإنسان الطائر ة ويقول :
بسم الله أفتتح سفري هذا سوف لن يعصي الله سبحانه
فالذي يلتفت إلى مضمون التسمية قهريا لا شعوريا لا يمكن أن يكون هذا العمل
الذي باركه ببسم الله مقدمة لحرام يرتكبه .
ما معنى بسم الله ؟
في اللغة العربية :
كل جار ومجرور لا بد أن يكون متعلقا بشيء
مثلا : إذا قلنا : في الدار فإن هذه الجملة ناقصة
ولا بد أن تقدر تقديرا بـ : مررت أو دخلت
وهنا ( بسم الله ) جار ومجرور و ( الرحمن الرحيم ) صفة للفظ الجلالة
فالجملة ناقصة جدا ولابد أن نقدر والتقدير المعروف :
أني أفتتح عملي هذا ببسم الله الرحمن الرحيم .
منقول
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
24
12
11
السبت 29 محرم الحرام 1433هج

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-25-2011, 07:39 PM
المشاركة 133
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كيف نجمع بين العزة الإيمانية وبين الصفح عن أخطاء الآخرين ؟
إن هناك حيرة عند المسلمين حيث يقولون :
لا ندري ما هو التكليف في هذه الحالة حيث يقول تعالى :
( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )
فالله - عز وجل - أوكل أمور المؤمن إلى نفسه لا أن يذل نفسه
ليس له الحق أن يجعل نفسه في مواضع الذل والوهن وهذه قضية بديهية واضحة في الشريعة .
ولكن من ناحية أخرى أمرنا بالصفح عن زلل الغير حيث يقول تعالى في كتابه الكريم :
* ( رُحَمَاء بَيْنَهُمْ )
* ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )
وعن علي ( عليه السلام ) قال ‏:‏
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
‏( ‏ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين ‏؟قال ‏:‏ قلت : يا رسول الله نعم
قال ‏:‏ تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك )
فكيف نجمع بين العزة الإيمانية وبين الصفح عن زلل الغير ؟ وهذه من المشاكل الأخلاقية .
إن القضية تختلف باختلاف الموارد فالعزة الإيمانية أو إثبات الشخصية الإيمانية لها موراد
وكذلك العفو له موارد والقوانين غير منضبطة في هذا المجال ولكن إجمالا
إذا كان العفو عن الظالم يوجب له مزيدا من الظلم نعم في هذا المورد يجب أن يأخذ موقفا حاسما
ولكن من باب دفع الظلم وعدم تمادي الغير في الباطل .
أما إذا كانت القضية بالعكس أي أن عفوي عمن ظلمنييوجب احترام الطرف المقابل فإنه يجب العفو
فهذه قاعدة معروفة عندما تغضب المرأة على الرجل ويسكت ويحسن إليها بسكوته
فإنه يدخل إلى قلب المرأة بهذه الحركة
هو أراد أن يملكها بالعنف وغيره ولكنه احتواها بتصرفه هذا
وعليه فإن المؤمن في هذا المجال ينظر إلى الأمر ويدرسه دراسة ودية
هناك قاعدة في القرآن الكريم تقول :
( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )
وهناك قاعدة أخرى تقول :
( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )
نحن عندما نتخاصم مع أحد فإن الحل عندنا هو المحاكم ولكن القرآن يقول :
( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )
وبالنسبة إلى الزوجين المتخاصمين يقول :
( إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا )
فإذن إن القاعدة العامة هي :
رحماء بينهم
وإذا أراد الإنسان أن يخرج من الرحمة لا بد له من سبيل
حميد
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
25-12-2011
الأحد 30 محرم الحرام 1433هج

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-26-2011, 10:02 AM
المشاركة 134
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
التعامل مع الغيرمن خلال الصورة الذهنية :
إن هناك فكرة مصيرية ومؤثرة في حياتنا
وهي أن تعاملنا مع الغير يكون من خلال الصورة الذهنية للآخرين
نحن لا نعلم بواطن الأشخاص ولا نعلم ما في النفوس لكل منا ريشة يرسم بها صورة الأشخاص في ذهنه
هنا تتدخل عوامل الشر وتأخذ دورا مهما في الرسمةيحاول الشيطان أن يوسوس للإنسان
ويلقنه أن هذه الصورة هي الصورة الصحيحة
مثلاُ : إنسان يتعامل مع مؤمن تقي ورعولكن الشيطان يجسده له على أنه شخص فاسق
إنسان له زوجة صالحة إجمالا ولكن في ذهنه أنها سيئة وهكذا بالعكس
فإذن إن كلمة يوسوس فعل مضارع تعني أن هذه العملية مستمرة
من موجبات رسم الصورة القبيحة :
- سوء الظن :
كأن يرى الإنسان من أحدهم فعلا يقبل التفسير الصالح ويقبل التفسير الطالح
مثلاُ : يرى مؤمنا مع امرأة ولا يعلم : هل هذه أجنبية أم زوجة لهذا الشخص !
إذن هناك احتمالان :
احتمال أنه عقد عليها واحتمال أنها علاقة غير شرعيةفلماذا يرجح جانب السوء على جانب الخير ؟!
- الاستماع إلى شياطين الإنس :
هناك قوم لا يريدون إلا الشر للآخرين وإذا رأوا حسنة حسدوا صاحبهافهؤلاء أيضا لهم دور الوسوسة
ولهذا في سورة الناس نجد رب العالمين يقول :
( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )
هؤلاء دورهم دور الشياطين تماما في أنهم يوسوسون في الصدور .
كيف نبطل هذا الكيد ؟
أولا : الاستعانة بالله عز وجل
قبل أن تفكر في شخص وقبل أن تفكر في أمروقبل أن تفكر في قرار
قل : يا رب سددني خذ بيدي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا
وخاصة في القرارات المصيرية
إذا أردت أن تقوم بعمل هام جدا صلّ ركعتين وقل :
يا رب خر لي واختر لي في عملي هذا
وصورة الاستخارة هذه هي التي يتفق عليها جميع المسلمين
حيث أن هناك استخارة بالمصحف واستخارة بالسبحة
وهناك استخارة بمعنى أن يلقي في القلب وفي الروع ما فيه الصلاح .
ثانيا : الحمل على الأحسن ..
وكذلك من موجبات كيد الشياطين والنفس الأمارة بالسوء ومن يوسوس من الناس :
هناك قاعدة إسلامية تقول :
( إحمل فعل أخيك على أحسنه)
وتقول :
(إحمل فعل أخيك على سبعين محملاً)
أي حاول أن تبرر لأخيك ما يقوم به حتى أنهم قالوا :
لو شممت رائحة الخمر من فم أخيك قل : لعله تمضمض به ولم يشربه
إلى هذه الدرجة يريد الإسلام منا أن نعيش حالة الحصانة في أنفسنا .
حميد
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
25-12-2011
الاثنين 1 صفر 1433هج

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-30-2011, 12:37 AM
المشاركة 135
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وكذلك علاقة الأنسان برب العالمين أيضا لها صور ومن هذه الصور :
- علاقة المحبة :
وهي علاقة الحب العميق . فأفضل مثل يضرب للدلالة على العلاقة المتميزة هي علاقة الأمومة
إذ أن علاقة الأم بولدها هي أرقى علاقة ، حتى في الحيوانات الوحشية !
ولا ننسى أن الأم برمتها : بوجودها الفسيولوجي ، والمادي ؛ كل ذلك من خلق الله عز وجل
هو الذي أودع هذه المحبة في قلوب الأمهات الرواحم
فكما جعل المودة والرحمة بين الزوجين ، جعل الحب في قلب الأم .
وعليه ، فإنه من الطبيعي أن المنبع الذي وهب هذا الحب للأم الذي له ما له من المعاني
بإمكانه أيضا أن يقذف درجة أعلى وأعلى من هذا الحب في قلوب عباده المؤمنين
فالذي جعل المودة الزوجية والذي جعل مودة الأمومة
ما المانع أن يجعل ما لا يقاس بذلك في قلب المؤمن ؟
ففي حياة النبي وآل النبي ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ )
هذه العلاقة كانت تصل إلى درجة أنهم يستبشرون في التضحية في مجال القرب إلى الله عز وجل
-علاقة البهت :
أي الوجوم والتحير
فالمؤمن - بعض الأوقات - وهو أمام الكعبة أو أمام الطبيعة
أو في المشاهد المشرفة
يعيش حالة :
التحير والبهت وانشغال الفؤاد بالعظمة الإلهية
إلى درجة يُسلب فيها الحديث والمناجاة مع رب العالمين .
- علاقة الخوف :
لا مانع أبدا أن تجتمع المحبة مع الخوف ؛ لا الخوف من الانتقام فالمحبوب لا ينتقم من حبيبه
بل الخوف الذي كان يؤرق مضاجع الأولياء طوال التاريخ ألا وهو :
الخوف من مقام رب العالمين ، { مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ }
والخوف من سلب حالة الإقبال ، والخوف من وضع حجاب بينه وبين العبد .
- المراقبة المستمرة :
أي أن الإنسان يستشعر وجود ربه معه دائما :
( ألغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك ؟ ! متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ؟! أو متى بَعُدتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ؟ )
هو يرى بأن الله أقرب إليه من حبل الوريد ومن نفسه فيعيش هذه العلاقة المتصلة
وهذا الإحساس هو نعم الضمانة لعدم الاقتراب من المعصية
هل رأيتم إنسانا في محضر السلطان يعصي أوامره ؟
نعم قد يعصيه إن غاب عن عينه ولكن إذا كان السلطان في قصر رئاسته
وهذا الإنسان يرى أن السلطان مهيمن على كل حركاته وسكناته
هل يفكر في معصيته ؟..
منقول
حميد
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
29-12-2011
الجمعة 5 صفر 1433هج

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 01-04-2012, 04:33 PM
المشاركة 136
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
آية الكرسي سيدة آي القرآن وبيان الاسم الأعظم
آية الكرسي هي سيدة الآيات
أن معرفة الله تعالى ومعرفة ذاته وصفاته هي المقصد الأقصى من علوم القرآن
وأن سائر الأقسام مرادة له وهو مراد لنفسه لا لغيره فهو المتبوع وما عداه التابع
وهي سيدة الاسم المقدم الذي يتوجه اليه وجوه الأتباع وقلوبهم فيحذون حذوه وينحون نحوه ومقصده
وآية الكرسي تشتمل على ذكر الذات والصفات والأفعال فقط ليس فيها غيرها
فقوله تعالى : [ الله ] اشارة الى الذات وقوله : [ لا اله الا هو ] اشارة الى توحيد الذات
وقوله : [ الحي القيوم ] اشارة الى صفة الذات وجلاله
فان معنى القيوم هو الذي يقوم بنفسه ويقوم به غيره فلا يتعلق قوامه بشيء ويتعلق به قوام كل شيء
وذلك غاية الجلال والعظمة
وقوله : [ لا تأخذه سنة ولا نوم ]
تنزيه وتقديس له عما يستحيل عليه من أوصاف الحوادث والتقديس وعما يستحيل أحد أقسام المعرفة بل هو أوضح أقسامها
وقوله : [ له ما في السموات وما في الأرض ]
اشارة الى أن جميعها - منه مصدرها واليه مرجعها -
وقوله : [ من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه ]
اشارة الى انفراده بالملك والحكم والأمر وأن من يملك الشفاعة فانما يملك
بتشريفه اياه والاذن فيه وهذا نفي للشركة عنه في الملك والأمر
وقوله: [ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء ]
اشارة الى صفة العلم وتفضيل بعض المعلومات والانفراد بالعلم حتى لا علم لغيره من ذاته
وإن كان لغيره علم فهو من عطائه وهبته وعلى قدر ارادته ومشيئته
وقوله : [ وسع كرسيه السموات والأرض ]
اشارة الى عظمة ملكه وكمال قدرته وفيه سر لا يحتمل الحال كشفه
فان معرفة الكرسي ومعرفة صفاته واتساع السموات والأرض
معرفة شريفة غامضة ويرتبط بها علوم كثيرة
وقوله : [ ولا يؤوده حفظهما ]
اشارة الى صفات القدرة وكمالها وتنزيهها عن الضعف والنقصان
وقوله : [ وهو العلي العظيم ]
اشارة الى أصلين عظيمين في الصفات
والآن اذا تأملنا جملة هذه المعاني ثم تلونا جميع آيات القرآن لم تجد جملة هذه المعاني من التوحيد والتقديس وشرح الصفات العلى
مجموعة في آية واحدة منها فلذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم ) إنها سيدة آي القرآن فان ( شهد الله )
ليس فيها الا التوحيد و( قل هو الله احد ) ليس فيها الا التوحيد والتقديس
و( قل اللهم مالك الملك ) ليس فيه الا الأفعال وكمال القدرة
و( الفاتحة )
فيها رموز الى هذه الصفات من غير شرح وهي مشروحة في آية الكرسي والذي يقرب منها في جميع المعاني
آخر الحشر وأول الحديد اذ اشتملتا على أسماء وصفات كثيرة ولكنها آيات لا آية واحدة
وهذه آية الكرسي آية واحدة اذا قابلتها باحدى تلك الآيات وجدتها أجمع المقاصد فلذلك تستحق السيادة على الآي
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم )هي سيدة الآيات كيف لا
وفيها ( الحي القيوم ) وهو الاسم الأعظم وتحته سر ويشهد له ورود الخبر بأن الاسم الأعظم في آية الكرسي وأول آل عمران وقوله وعنت الوجوه للحي القيوم .
حميد
4-1-2012
الأربعاء 10 صفر 1433هج
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 01-05-2012, 06:32 PM
المشاركة 137
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذ حميد درويش عطية اختيارك الماتع من المعاني الإسلامية المعزّزة بالآيات القرآنية
بارك الله فيكم وفي حُسن اختيارك..
وجزيتم خيرا.

قديم 02-06-2012, 08:34 PM
المشاركة 138
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إدمان السجود
إن هناك حركة من المناسب أن يتنبه لها المؤمن سواء كان في المسجد أو كان في المنزل
فمن يقدم على هذه الخطوة يصبح مدمنا عليها مثلما يدمن الإنسان الذي يتناول تلك الحشيشة التي تنبت في الأرض وتفرز مادة حمضية فإن تناولها لمرة واحدة لا يستطيع تركها
فهل رب العالمين الذي جعل خاصية الإدمان في حشيشة صغيرة لا يمكن أن يجعل الإدمان الإيجابي أي الإدمان الروحي والإدمان التكاملي في حركة من الحركات ؟
إن السجدة بالنسبة للأولياء والصالحين ليست مجرد دقائق وسويعات بل لعلهم كانوا يمضون بعض لياليهم في السجود
حيث أن من أفضل موجبات الاطمئنان هو الذكر في حال السجود وهو مقتضى قول النبي ( صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ) :
( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )
فالسجود هو أشرف حركة بدنية وذلك لأسباب منها :
أولا :
لأن الإنسان يكون منبطحا على الأرض فالواقف شامخ بأنفه والراكع نصف التكبر خلق منه أما عندما يسجد فإنه يتكور ولعل أصغر حجم لبني آدم يكون أثناء السجود
ثانيا :
إن رأس الإنسان عادة ما يرمز إلى العظمة والتكبر والكبرياء والعلو وهو في البدن يمثل القيادة
فيلاحظ أن هذا الرأس في السجود يتطأطأ أمام رب العالمين سجوداًوكذلك فإن أشرف بقعة في الرأس وهو الموضع الذي يحاذي المخ وهو مكان التفكير ألا وهي الجبهة
وهذه الجبهة المحاذية لأشرف بقعة في الجسم على الإطلاق وهو المخ المفكر يلاحظ بأنها تلتصق بأرخص بقعة في الوجود ألا وهو التراب
يجعل الرأس وهو أشرف بقعة في الجسم والجبين وهو أشرف بقعة في الرأس يضع هذه القطعة على أرخص بقعة في الأرض.
فإذن إن الحركة هي بنفسها تواضعية بعض الناس يصلي صلاة الليل وعندما ينتهي يسجد وينام في سجوده فيكون جسمه في الأرض وروحه في السماء
هذا العبد يباهي الله تعالى به الملائكة لأنه لم يلزمه بشيء بل هو ألزم نفسه
عن رسول الله ( صلى الله عليه وآلهِ وسلَّم ) :
( يا أبا ذر إنّ ربك عزَّ وجلَّ يباهي الملائكة بثلاثة نفر -- إلى أن قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ-
ورجل قام من الليل فصلّى وحده فسجد ونام وهو ساجد فيقول الله تعالى : اُنظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي )
إن تذوق السجدة من ألذ لذائذ العيش عند أهلها وعليه فإن السجود عملية مباركة ولكن ماذا نقول في السجود ؟
إن أفضل ذكر هو الذكر اليونسي الذي لم يفارق الأولياء والصالحين طوال التاريخ ( لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )
هذا الذكر عجيب جامع لمعانٍ عظيمة منها :
أولا : ( لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ ) هو سيد الأذكار
لم يقل : ( لا إله إلا الله ) لأن الإنسان عندما يكون قريبا من المخاطب يخاطبه مباشرة يقول : يا رب أنا أخاطبك أنت مباشرة.
ثانيا : ( سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) تنزيه أي أن ما حصل لم يكن جزافا بل أنا الذي ظلمت نفسي
فأوقعت نفسي ببطن الحوت وأنا الذي ظلمت نفسي فأوقعت نفسي في الكآبة المزمنةوأنا الذي ظلمت نفسي، فكتبت عاقبتي
وعليه فإن هذا الذكر فيه اعتراف جميل !
إن القرآن الكريم لم يذكر أن يونس ( عليهِ السلام ) قال هذا الذكر مائة مرة لعله ذكره مرة واحدة ولكن بحالة يونسية
فهنيئا لمن ذكر الذكر اليونسي بحالة يونسية ولو مرة واحدة في عمره عندها يرى الأعاجيب .
حميد
عاشق العراق
6 - 2 -2012
الاثنين 14 ربيع الأول 1433هج
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 02-13-2012, 10:31 PM
المشاركة 139
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقدمات الصلاة
نفهم من بعض المستحبات أن الإنسان الذي يريد أن يدخل ببحر الصلاة بقوة وبإقبال لا بد وأن يعتني بالمقدمات السابقة للصلاة
فالإنسان الذي يقف للصلاة بدون توجه من الطبيعي أن لا تفتح له الأبواب
إن لقاء الشخصيات المهمة في العالم هذه الأيام يحتاج إلى اجتياز عدة مراحل كي يلتقي بتلك الشخصية فكيف بلقاء جبار السموات والأرض ؟
إن من تلك المقدمات التي توجب فتح الأبواب :
المقدمة الأولى :
الإتيان إلى المساجد قبل الأذان ولو بفترة قصيرة وهذه الحركة هي علامة الشوق مثلا :
إنسان يدعوك لبيته فتذهب مبكرا فهذا الذهاب المبكر دليل على أن هناك شوقا في البين .
المقدمة الثانية :
الإتيان ببعض المستحبات . هناك فرق بين الواجب والمستحب :
فالإنسان يقوم بالواجب خوفا من غضب الله أو طمعا في جنته ولكن الذي يأتي بالمستحب لا يأتيه بداعي الخوف
فالمستحب هو الفعل الذي إذا قام به العبد أثيب وإذا ما قام به لا يعاقب إذن ليس فيه خوف نعم فيه طمع
وعليه فإن التقرب بالمستحبات من الممكن أن تكون من هذه الزاوية أقوى من التقرب بالواجبات .
المقدمة الثالثة :
الإتيان بركعتين بعنوان تحية المسجد
قد يقول قائل : كيف نحيي المسجد وهل هو موجود حي ؟ هناك عدة أجوبة منها :
أولا :
إننا نحيّي الملائكة الموكلة في المساجد فكما أن للأشجار المثمرة ملائكة وللأنهار والبحار والمحيطات ملائكة
فإن بيت الله- عز وجل - أولى بهذه الملائكة . قال رسول الله ( صلى اللهُ عليه ِوآلهِ وسلَّم ) :
( إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر)
ثانيا :
ما المانع أن نحيّي المسجد قال تعالى في كتابه الكريم : ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ )
هنالك معنى من معاني التعقل نحن لا نفقهها هناك روح نحن لا نلامس هذه الأرواح :
فالكعبة لها روح ولهذا عندما نقف أمام الكعبة نقول :
( الحمدُ لله الذي عظمك وشرفك وكرمك وجعلك مثابةً للناس وأمناً مباركاً وهدىً للعالمين )
فإذن ركعتان قبل الصلاة الواجبة من الممكن أن تكون من موجبات انفتاح أبواب السماء .
حميد
عاشق العراق
13 - 2 -2012
الاثنين 21 ربيع الأول 1433هج
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 02-16-2012, 05:04 AM
المشاركة 140
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تشتت الفكر
إن المصلين يشتكون من تشتت الفكر في الصلاة ولعل الخواص من الناس، مبتلون بهذه المسألة
وهناك شيء عجيب ! أن الإنسان قادر على ضبط فكره في غير الصلاة كأن يقرأ دعاء طويلا وهو مقبل
فإذا وقف للصلاة بين يدي الله -عز وجل - يذهب فكره يمينا وشمالا فما هو تفسير هذه الظاهرة ؟
والأعجب من ذلك ليالي القدرحيث أن المؤمنين من أذان المغرب إلى طلوع الفجر
يتقلبون من إحياء إلى إحياء ولكن مجرد أن يدخل موعد صلاة الفجر ويقف الإنسان ليصلي ركعتين يصعب عليه الالتفات ولا يضبطهما .
أسباب تشتت الفكر:
أولا:
إن الله - عز وجل - لا يُدخل في دائرته الخاصة إلا من ارتضاه فالصلاة لقاء مع رب العالمين وليلة القدر اجتماع في ساحة السلطان
في الليالي العبادية الإنسان يدخل في قاعة السلطان العامة أما الصلاة فهي معراج المؤمن أي اللقاء الخاص
ولهذا يقولُ القرآن الكريم :
( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ )
ومنها صلاة الفجر التي هي ركعتان ولكنها كبيرة على النفس إلا على الخاشعين وأما غير الخاشع - وهو أغلبنا - فهي كبيرة عليه
كأن الله - عز وجل - لا يسمح لكل أحد أن يقبل في صلاته إقبالا خاصا
ثانيا :
إن الشياطين تكثف جهودها على بني آدم حسب حجم العمل كلما كان حجم العمل كبيرا ًويعتد به كلما كانت الجهود كبيرة
مثلا : إنسان يريد أن يقرأ القرآن الكريم يأتيه الأمر : استعذ ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) هناك أمر بالاستعاذة
والصلاة فيها قرآن وفيها ركوع وفيها سجود وفيها قنوت وفيها دعاء فالصلاة معجون متكامل
والذي نفهمه أن المصلي لا يصل إلى الصلاة الخاشعة إلا بشق الأنفس
عن النبي الأكرم ( صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) :
( فإذا أحرم العبد بالصلاة جاءه الشيطان فيقول له : اذكر كذا و اذكر كذا ! حتى يضل الرجل فلا يدري كم صلى )
فإذن إن هناك جوا شيطانيا يحيط بالقلب ولهذا أمرنا بالاستعاذة قبل قراءة الحمد في الصلاة والمؤمن قبل أن يكبر يستغيث بالله أن يعينه
ومن أفضل ما يقرأ قبل الصلاة الواجبة :
( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ) وكذلك : ( اللهم اجعلني من الذاكرين و لا تجعلني من الغافلين ) فالاستنجاد بالله قبل الصلاة من موجبات الإقبال فيها .
حميد
عاشق العراق

16 - 2 -2012
الاثنين 21 ربيع الأول 1433هج
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ) عبدالعزيز صلاح الظاهري منبر الحوارات الثقافية العامة 0 05-26-2017 11:42 PM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM

الساعة الآن 03:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.