قديم 02-14-2016, 06:57 PM
المشاركة 21
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الرسالة الخامسة عشرة- غربة الروح
[TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:10px outset silver;"]



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[TABLETEXT="width:90%;"]


[TABLETEXT="width:80%;"]
حَيَّرَنِي أَمْرُكَ يَا صَدِيقَتِي

كُلَّمَا أقرؤك أَصَابَ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ مِنْ جَدِيدٍ ... وَأَقُولُ لِنَفْسِي مَاذَا أَصَابَكَ ...لَوْ أَنَّنِي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَمُدَّ لَكِ العُونَ... لَكُنَّ المَسَافَاتُ تَطُولُ بَيْنَي وَبَيْنَكَ أَقِفُ حَائِرَةً عَلَى نَافِذَةِ حِرَفِكَ أَرِي كُلَّ الغُصُونِ تتمايل عَلَى شُرْفَتِك حَتَّى النُّجُومِ أَعْلَنْتِ السَّهَرَ وَبَقِيتِ تَحْرُسُ نَوْمَكَ وَتَبْكِي بِصَمْتٍ كُلَّمَا شَاهَدْتَ دَمْعَ عَيْنَيْكَ
يَا صَدِيقَتِي...
أَنْتِ الطهر كُلُّهُ أَنْتَ نَبَعَ حُبٌّ وَوَفَاءُ لَا تَتْرُكِي نَفْسَكَ فِي دَوَامَةِ الحُزْنِ وَلَا تَتْبَعِي أَثَارَ السَّرَابُ فَالسَّرَابُ لَنْ يَرْوِيَ عَطَشَك وَلَنْ يَزِيدَكَ أَلَا عَطَشًا عَلَى عَطَشٍ كَيْفَ تَقُولِينَ أَنَّ الصِّدْقَ أُصْبِحُ بَلَاهَةً رُبَّمَا عَلَيْنَا أَنْ نُعِيدَ الاِخْتِيَارَ فِي عَلَاقَتِنَا مَعَ هَذَا العَالِمِ مِنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ جَدِيرًا بِهَا أَشْعَلْنَا لَهُ نُجُومَ اللَّيْلِ قَنَادِيل فَرَحِ تضيئ لَهُ الدَّرْبُ

مَا عَهِدْتُكَ يَا صَدِيقَتِي أَنْ تَخُونِي حِرَفَكَ فَالحِرَفُ هُوَ مِفْتَاحُ القُلُوبِ النَّقِيَّةِ...
مَنْ يُخْرِجُنَا إِلَى عَالَمِ النُّورِ فَلَنْ نَكُونَ
كَأَعْمِدَةِ الكَهْرَبَاءِ الَّتِي يَغِيبُ نُورُهَا فِي النَّهَارِ
كَوْنِي كَمَا أَنْتِ نَقِيَّةٌ طَاهِرَةٌ
وَاُتْرُكِي العَالَمَ مِنْ خَلْفِكَ هُوَ عُمْرٌ وَاحِدٌ نَعِيشُهُ

أَلَا يَكْفِينَا غُرْبَةٌ يَا رفيقتي. ..!!!

كُونِي قَمَرًا ...

كُونِي شَمْسًا...

فَأَنْتَ تَسْتَحِقِّينَ الفَرَحَ
[/TABLETEXT]
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

.
[/TABLETEXT]

# فاطمة وَرَسَائِلُ لَا تشْبَّهنَا
[/TABLETEXT]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 02-14-2016, 07:21 PM
المشاركة 22
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
Exclamation الرسالة السادسة عشرة !
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


كُنْتُ.. وَلَا زِلْتُ صَادِقَةً...
صَادِقَةٌ جِدًّا.. كَطِفْلَةٍ بِشَرَائِطَ...
لَمْ تُدَنِّسْهَا الحَيَاةُ بَعْدُ...
أبسطُ الأَشْيَاءَ...
لَا أَحْمِلُ حِقْدًا...
وَلَا يُهِمُّنِي سِوَى سَعَادَةٍ مِنْ أَحَبَّ...
أَضَعُ الله أَمَامَ عَيْنَيْ دَائِمًا...
وَرَغْمَ كُلِّ شَيْءٍ كُنْتُ أَسْتَطِيعُ الوُقُوفَ...
بَعْدَ الصَّفَعَاتِ...
لَكِنْ يَا فَاطْمُ...
هَذِهِ المَرَّةَ لَمْ أَسْتَطِعْ الوُقُوفَ...
كَأَنَّ الجَاذِبِيَّةَ ألْصِقَتْ خُدِي بِالتُّرَابِ...
وَ هأنذا أَتَجَرَّعُ الخَيْبَةَ...
أَدْعُو لِسَاعَاتٍ طَوِيلَةٍ...
وَلَا زِلْتُ كَمَا أَنَا....
أعْجِنْ الدَّمْعَ أَرْغِفَة لِلوَجَعِ!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 02-14-2016, 09:54 PM
المشاركة 23
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الرسالة السابعة عشرة
[tabletext="width:90%;background-color:white;border:10px outset gray;"]


[tabletext="width:70%;"]


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


يَا صَدِيقَتِي
لَا تَلْوِكِي الدَّمْعُ فَلِدَّمْعِ مَذَاقٌ مُرٌّ وَمُؤْلِمٌ ...أَمَّا قُلْتُ لَكَ عبْرَ رَسَائِلِي السَّابِقَةُ أَنَّ اِرْدِمِي تِلْكَ الهُوَّةَ الَّتِي تَفْصِلُكِ عَنْ الوَاقِعِ ...عِيشِي حياتك كَمَا تُرِيدُ رُوحُكَ ...لَا كَمَا يُرِيدُ الآخَرِينَ ...

تَعَالَيْ نَعْجِنُ مِنْ الحِرَفِ رَغِيفًا عَلَى مَوَائِدِ الكَلَامِ ... وَنَكْتُبُ رَسَائِلَ الحَنِينِ إِلَى اليَاسْمِينِ ...
تَعَالَيْ نُعَاقِرُ السَّهَرَ ... وَنَجْلِسُ عَلَى طَاوِلَاتِ الغُرْبَةِ ...مُودِعِينَ كُلُّ أَحْزَانِ العَالَمِ ...كُلُّ الكَوَابِيسِ الَّتِي اِحْتَلَّتْ مِسَاحَاتِ الحُلْمِ فِينَا

تعالي نَنْسُجُ ثَوْبَ البَيَاضِ ... نُزَيِّنُهُ بِغُصْنِ الزَيْتُونٍ ... تَعَالَيْ نَرْسُمُ وُجُوهَ الأَحْبَابِ فَوْقَ مَرَايَا الرُّوحِ الَّتِي لَا تَعْتَرِفُ بِالأَقْنِعَةِ ....

لَقَدْ مَلَلْتُ الشَّوَارِعُ البَارِدَةُ
مَلَلْتُ ذاك الوجع الَّذِي لَا يَهْدَأُ إِلَّا بِجُرْعَةِ مَسْكَنٍ ... تُفْقِدُنِي كُلُّ حَوَاسَّي ...تغيبني عن الواقع ...وتفقدني انتمائي إِلَى هَذَا العَالَمِ ...

تَعَالَيْ ... نَصْنَعُ طَائِرَةً وَرَقِيَّةً تُحَلَّقُ بأحلامنا بَعِيدًا
تَعَالَي ..... نُطْلِقُ ضَفَائِرَنَا الغجْرِيَّةَ كسنابل القمح قبل مواسم الحصاد

أُرِيدُ أَنْ أَتَحَرَّرَ مِنْ بُوتَقَةِ صَمْتِي ... فَأَنَا أَبْحَثُ عَنْ وَطَنٍ ...عن أرض ...عن حرية
أريد أن أحلق فوقَ الغَمام كعَصفورٍ لا يتعب مِن الطيران

يا صديقتي
تِلْكَ المنافي قَدْ سَلَبَتْنِي رُوحِي ... وَأَنَا لَا أُحِبُّ القَيْدَ وَلَوْ كَانَا كسِوَاري كسْرِى...



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


...# فاطمة وَرَسَائِلُ لَا تشْبَّهنَا
14-02-2016

للأمانة والمصداقية الأدبية -






[/tabletext]
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 02-15-2016, 04:26 PM
المشاركة 24
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
Exclamation الرسالة الثامنة عشرة !
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أَتُعْلَمِينَ فَاطْمُ؟
أُحِبُّ المَاءَ كَثِيرًا...
وَأَعْشَقُ المَطَرَ...
كَانَ المَطَرُ وَلَا زَالَ سَبَبًا لِحُبُورِي وَفَرْحَتِي...
أَرْكُضُ تَحْتَهِ وَأُعَوِّدُ طِفْلَةً تُحِبُّ البَلَلَ حَتَّى الغَرَقِ!
لَكِنَّ بَتَّ أهابه!
أَخَافُ التَّجَمُّدَ...
أَهَابَ البَلَلُ....
فقدت طَرَاوَة الحَيَاةِ!
صِرْتُ كَالعَجَائِزَ...
قَلِيلَةُ الكَلَامِ...
كَثِيرَةُ التَّأَمُّلِ....
صَرِيحَةُ النَّظْرَاتِ...
أئن بِصَمْتٍ...
تَرْتَعِشُ نَظْرَاتي حَوْلَي...
وَأَشْعُرُ بِالفَرَاغِ يملؤني...
أَنْسَى أَشْيَاءً كَثِيرَةً...
كَالنَّوْمِ وَالطَّعَامِ وَالهَوَاءِ...
أَيْقِظِينِي إِنْ لَمْ تَسْمَعِي صَوْتِي...
كِي أَعُود مُزَاوَلَةَ الحَيَاةِ!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 02-15-2016, 06:39 PM
المشاركة 25
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رسالة للأستاذ ياسر علي ...مع التقدير
[TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:9px outset gray;"]
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[TABLETEXT="width:90%;"]

رسالة للأستاذ ياسر علي ...مع التقدير
وَإِلَى رِيَاضِ الأَمْنِ وَالسَّلَامِ كَانَتْ الخُطُوَاتُ قَبْلَ ذَلِكَ التَّأْرِيخِ لَا تَعَرُّفَ أَيْنَ تَتَّجِهُ ...
الفَوْضَى تَعُمُّ الرُّوحُ ... وَالحَرْفُ يَسْكُنُ الصَّدْرُ ... يُخَافُ الاِقْتِرَابُ مِنْ الوَرَقِ ...
وَهَا أَنَا اِمْتَطَى جدائل الحُلْمَ البَعِيدَ ... وَلَا أَعْرِفُ أَيْنَ الاِتِّجَاهُ ... وَكَيْفَ يَكُونُ الحُلْمُ ...
لَمْ أَكُنْ لِأُفَرِّقَ مَا بَيْنَ الحُلْمِ وَالكَابُوسِ ....
شُعُورٌ مُؤْلِمٌ
أَنْ تَضِلَّ الرُّوحَ وجهتتها ...
أَنْ تَصْرُخَ النَّفْسُ وَلَا تَعَرُّفَ طَرِيقَةِ اسكات الوَجَعُ فِيهَا ....
أَنْ تَبْكِيَ العَيْنُ وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَسْمَحُ دَمْعُهَا
أَنَّ تَمَشِّيَ وَتِّرِي كُلًّ الوجوه تَلَبُّسُ الأَقْنِعَةِ
مُؤْلِمٌ يَا سَيِّدِي
أَنْ تَبْحَثَ عَنْ وَطَنٍ وَأَنْتَ اِبْنُ الوَطَنِ
أَنْ تَبْحَثَ عَنْ حُرِّيَّةٍ وَيَدَاكَ مكبلتان بِالقُيُودِ
أَنْ تَكْتُبَ أَفْكَارُكَ عَلَى وَجْهِ غَيْمَةٍ مُسَافِرَةٌ وَلَا تَعُودُ
أَنْ تَنْصِبَ خَيْمَةٌ أَمَامَ بَابِ بَيْتِكَ وَتَنَامٍ فِي العراء
أَنْ تَتَسَلَّقَ جِدَارَ الحَقِيقَةِ وَقَدْ هتْكُ سُتُرِهَا
أَنْ تَرْسُمَ أَعْمِدَةً لِلشَّوَارِعِ بِدُونِ إِنَارَاتٍ
وَنقُولُ مُوحِشَةً هِيَ المدائن

فاطمة ورسائل لا تشبهنا

15-02-2016

[/TABLETEXT]

.....
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/TABLETEXT]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 02-15-2016, 09:38 PM
المشاركة 26
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رسالة في الحياة

كان الشغف و لا يزال ذلك الوقود الذي يدفعنا إلى تسلق أدراج القدر ، سحر هو يسكن الروح فلا تتوجس العثرات ، مدد هو يوفر لنا عدة المواجهة فلا نستشعر نقصا ، ينقلنا لاستكشاف مكنونات الكون حولنا ، يصبغ الحياة زينة و رونقا فنحس الروعة في اقتفاء أثرها و امتلاك أسرارها ، منذ الطفولة و هو ينمو وينمو فتكبر فينا الأماني فنزداد إصرارا على امتلاك ناصية أنفسنا و التحكم في العالم حولنا . تتكسر الآلام على صخرة الجموح فنزداد يقينا أننا أهل لتلك الغزوات ، نستشعر نشوة الوجود المكابر ، نرقص على نغمات أشعار الصمود و الإقبال .
ما أعظم الإنسان في خضم المراجعات ، يوم يستفيق من ذلك اللّهات ، من ذلك الحلم الجميل ، يوم يسأل أين أنا ؟ ماذا أفعل ؟ إلى أين أسير ؟ يومها فقط يحاول أن يستوثق من معاني الحياة ، يريد أن يضع رجليه على أرضية صلبة ، يريد أن ترسخ قدمه على الأرض، يريد أن يحصي غنائمه وخسائره ، إذ ذاك تتفرقع أمام ناظريه حقائق صادمة ، فكل مغنمه أنه فقد جزءا من نفسه من ذاته و كيانه من عشيرته من جماليته من مقومات الإنسان .
حينئذ يحس اغترابا قاهرا ، يعاني انفصاما محرجا ، هل يعود القهقرى ليصلح ما ضاع من نفسه أو يواصل غير آبه لآدميته ، عند ذاك يقصر خطوه و تتمايل مشيته و يتنازعه الفعل والانفعال ، فيبدأ في معاكسة التيار، يرى الناس في سكرة الحياة هائمين كما كان هو أيضا يوما ، يودّ أن يوقف الجميع ، يريد أن يخبر الناس بحقيقة الدنيا ، لكن لا أحد يفهم منطقه ، ولا أحد أصلا له القدرة على الانصات وهو راكب موجة الشغف الهادرة ، حتى الأقربين منه يحاولون استطابة خاطره بافتعال السمع و هم لا يسمعون .


هل يتقوقع على ذاته باكيا على الأطلال متوقفا ، هاربا إلى سكون الطبيعة المحافظة على عذريتها ، متأملا ما ضاع منه مستمدا منها بعض وقود للاستمرار في التأمل ؟ هل يحترف الوعظ و اسداء النصائح مشتغلا بالغير يحاول هدايتهم لتعرف ذواتهم ؟ هل يمشي وسطا بين هذا وذاك متخلقا ببعض خصاله السابقة ؟ هل وهل وهل ؟؟؟؟ تلك قصص منتشرة متناثرة أمامنا واضحة جلية ، كلّ واختياره ، وكلّ يحاول من جهته استعادة نفسه كإنسان .

قديم 02-15-2016, 11:13 PM
المشاركة 27
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رسالة في الألم

يؤلمني أن أعترف أن الألم حقيقة ، كم تمنيت يوما زواله ، و كم تمنيت أن يجد الحكماء بلسما يخلصنا من سياطه ، و لمَ لا حُقنا تجنبنا عدواه ، ياليت المشاعر تبقى مُنسابة كماء رقراق فتغمرنا كل لحظة بألوان السعادة البهية ، يا ليت الظلم ينمحي فيصبح الإنسان للإنسان أخا ، يا ليت الكوارث تنتهي فننعم بالودّ مع الطبيعة ، ياليت جسمنا لا يهرم فتسعفنا أجسادنا لتحقيق الشموخ ، ما أكبر الأماني فينا و ما أجمل ما تبتغيه أحلامنا ، لكن لا مهرب من الحقيقة ، فالألم لنا ملازم كظل حالك في ظلمته ، متربص بنا فلا تمر زلة إلا اغتنمها للتنكيل بنا ، و لا تمر وخزة إلا أطال من لوعتها ، طُفيلي هو يعيش على مصائبنا ، يستمتع بتنغيص عيشنا ، يتسلّى بمعاناتنا ، لا أراه إلا قطا منشرحا متباهيا ومخالبه تقمش فأرا مستفزّا إياه على مقاومة غير مجدية ، زهو مقرون بسلطان البطش .
هل نعجز في حضرة الألم أم نقاومه ، غالبا ما يغتنم الألم نقاط ضعفنا فيجرنا إليها جرا ، يجعلها كلاّ في كلّ رغم أنها جزء منا لا غير ، يعظّمها حتى يعتبرها سرّ وجودنا ، يوسوس إلى الناس أن احفروا ها هنا فهذا مقتل غريمكم ، يزرع الفتنة بيننا ، فيخطّئ بعضنا بعضا فتزداد سطوة الألم و وهجه و ألقه دافعا بنا إلى ارتكاب حماقات أو الإيمان بالعجز ، فالألم نقاومه بمعرفته ، أن أعرف ما يؤلمني حقيقة لا خدعة ، ما الداعي إلى دخول الألم في نفسي و استيطانها ، هل هذا الشيء فعلا هو الحياة كلها ، أم أنني تقوقعت حول ألمي واحتضنته فسيطر علي ، تصالح من نقاط ضعفك و اقبلها كما ملكات قوتك ، لا تجعلها حقيقتك وحدها ، حاول أن توازن بين نواقصك و ثرواتك ، تعلم إزاحة الظرف حين تتالم ، و أعدّ لذاتك متنفسا تعوضها فيه عن خسائرها ، لا تؤمن أنك انتهيت فكم بنيانا شيّد على أنقاض ما تهدم .

قديم 02-16-2016, 01:55 AM
المشاركة 28
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رسائل من الماضي

هل قلت كلمتي ؟ اشك في ذلك فلا أزال أطوف حولها ، أدندن بعيدا علّني أصل إلى جوهرها ، أبتعد عن ذاتي طمعا في التقرب منها ، أقفز عن آلامي عساها تخفّ ، أتجاهل حقيقتي طمعا في سأم يطالها فتتغير إلى إشراقة من نوع ما ، سوف لن أكتب هنا اعترافات فقد اعترفت لنفسي بقصورها ، بجحودها بكبريائها بتسامحها بجبروتها بجمالها ، بكل تلك المفاهيم التي بها نحاول معرفة ذواتنا بكل المتناقضات التي تتنازعنا .
هل أنا راض تمام الرضا عن الذات هذا وهم لا يغتفر ، هل أنا كاره لذاتي و ناقم عليها ، هذا سخط وحقارة ، هل أنا ميال إلى الوسطية هذه طوبوية و مثالية ، أنا بين هذه وتلك يتنازعني الخير حينا و الشر حينا و أقف لا مباليا حينا .
حين استرجع ما مضى بتفاصيله الدقيقة أجدني غير قادر على الحكم على ذاتي إن كانت ناجحة أو فاشلة ، و لكن حقيقة واحدة ماثلة أمامي لا تتزحزح قيد أنملة ، هي أنّني لست سعيدا ، دون أن أعترف بأنني شقي لأنني لم أتوقف يوما عن البحث عن السعادة ، قد يكون الكدّ من أجل الشعور بالأمن على المدى المنظور هو ما يحول بيننا وبين تذوق السعادة و نستمر في تأجيل المتعة و الاحتفال ، قد تكون الانعطافات المفاجئة ما نمّى سلوك الحذر فينا ، لكن هذا كله ليس مبرّرا لعدم الشعور بالسعادة .
الآخر كفرد في حقيقة الأمر لا يكاد يهمّني بعمق رغم أنني أتأثر بسهولة وربما أضحّي من أجل الآخرين أكثر ممّا اعتنيت بنفسي في الماضي كما الحاضر ، حقيقة مرة ليس سهلا أن يعترف بها الإنسان . فأكاد أحس أن تأثري قشري لا أكثر ، قد يكون في الأمر أنانية من نوع خاص قد تصل إلى السلبية أحيانا ، لكن هذا لا يمنع أنني أشتغل بالصالح العام أكثر من الذين يظنون أنهم يهتمّون بالآخرين . هو مجرد طبع لا أكثر ، استغربت الفكرة يوما حين حدثني زميل أنه لا يستشعر دفئا في علاقاته و أن كل صداقاته عابرة وظرفية و لا يسعى ليدخرها ، كنت على عكسه تماما أحظى بصداقات فعلية و لا أزال ، لكن حقيقة الأمر هي كما نطقها تماما و إن عبر عنها بأسلوب شرس .
ربما سقطت في فخ الاعتراف بغير قصد لكن كلّما جرّدنا الحقيقة جعلناها أكثر سطحية ، فالموضوعية المطلقة تؤدي إلى التشييئ ، و الحقيقة الإنسانية ذاتية أكثر ، والرسالة نابعة من الذات ومتى سعيت إلى تجريدها أصبحت جافة جرداء .
زميل آخر قال لي ذات يوم قد لا أملك إلا هذه الورقة النقدية لكن قد أعطيها لأول متسوّل أو معدوم أصادفه ، ليس لأني كريم ، و ليس لأنني أهتم بحياته ، لكن مجرد طبع و ممارسة عفوية ، ضحك في نفسه كثيرا في صباح عيد من الأعياد ، حين قدمت منزله محتاجة و وضع في يدها ورقة نقدية عالية القيمة ، فاجأها الأمر فانبرت تدعوا له ، وضع سبابته على شفتيه عساها تسكت ، فظنت أنه خائف من زوجته و لمّحت له بذلك ، فاستحسن ظنها ضاحكا من أعماقه .

قديم 02-16-2016, 11:24 AM
المشاركة 29
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قد تكون مشاركتي كالثلمة في حائط إبداعكم..
لكنني فقط أسجل إعجابي وتقديري لما تنثرونه هنا من در..


قديم 02-16-2016, 08:16 PM
المشاركة 30
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[TABLETEXT="width:80%;background-color:white;border:10px outset gray;"]


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أديبنا ياسر ...
عن الحياة تعال نحكي
فما زلنا نتعلم ونتعلم ونتعلم

كل منا يحاول استعادة نفسه كانسان ...لا بأس بمثل هذه المحاولات ولكن ان تكون ضمن اطار يُقدِر قيمة الانسان ... ويقُدر معنى الانسانية التي نفتقدها في حياتنا
ومعاملاتنا اليومية ...الانسانية يا عزيزي هذه الأيام مجرد كلمات نكتبها لا نَشعر بها ولا ندرك قيمتها وكم هو شعور مؤلم ...مهما حاولنا جاهدين أن نغير من
تلك الطبيعية البشرية فمن العبث أن نصل أو أن نغير نظرات البشر

كل منا في داخله طفل يبكي ... احيانا نحتاج الى الابتعاد عن عيون ليس ضعفا ولا هروبا ... وانما للخلود الى الذات ورؤية العالم من زاوية أخرى
يا الهي ...لقد تعبنا في رحلة البحث في هذا الزمن وهذا الصراع النفسي والطبقي نحو االبقاء ...


ما زلت اكتشف الحياة كل لحظة كل يوم كل ساعة وألوم نفسي واعاتب روح والدي ....لِمَ لم يخبرني ان الحياة فيها نوعان من البشر ...؟؟؟
كنت اظن ان البشر ملائكة تمشي على الأرض حتى أصبت بخبية امل وصدمتني بجدار سميك تعلوه أسوار ...تقيد أبوابه سلاسل وأقفال ...
رحمك الله يا والدي لو رأيتني على هذا الحال لبكيت على طفولتي الهاربة بيد اليد ... على سذاجتي وحسن الظن الذي يسكن روحي ...


وماذا بعد .... هي رسالة لم نتعلمها بعد في الحياة


شكرا لرسائلك النقية أديبنا القدير ياسر
وما زلنا نتعلم في هذا الحياة


.....

[/TABLETEXT]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.