احصائيات

الردود
50

المشاهدات
17566
 
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة

روان عبد الكريم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
238

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Aug 2009

الاقامة

رقم العضوية
7565
12-17-2013, 06:17 PM
المشاركة 1
12-17-2013, 06:17 PM
المشاركة 1
افتراضي سيدة النبؤات- رواية قصيرة
سيدة النبؤات
رواية قصيرة

الحلقة الاولى

يهز أعماقك انكساري وتجتاحكِ الشفقة تجاهي وهذا خطأ ارتكبته قبلكِ- لذا تم اختيارك كما اختاروني قبلك... تدونين شيئا ما في مذكرتك...ألقى نظرة على معطفك الأبيض وعلى السماعة المعلقة في رقبتك فابتسم في زهو فكم حلمت أن أصير طبيبة. تجتاحني رغبة في إنهاءالقصة الآن لكن الطقس يطلب أن اروي لك الأمر..

تنصتين باهتمام – هل أثرت فضولك!! أم هو عملك فقط ؟ أعود بذاكرتي لعشرين عاما مضت لرحلة الجامعة للأقصر وأسوان، لن اسرد كثيرا من التفاصيل، فانا لا اذكرها، لا اذكر سوى حين رست الباخرة في ادفو، اندفعت كباقي زميلاتي على الرصيف لشراء الخواتم والعقود المصنوعة بمهارة فائقة وبأسعار زهيدة.

كانت هناك تجلس منزوية عجوز واهنة، وقد نامت في استكانة، تلف ذراعيها اتقاء لبرد الصعيد المسائي، وبضاعتها أمامها لا يقربها احد. هز أعماقي انكسارها، واجتاحتني الشفقة تجاهها. لمستها بخفة لتستيقظ، نظرت لي بعيونها اللامعة وهى تعرض على بعض العقود، لم التفت لشيء سوى أن أعطيها بعض النقود، لمستُ يدها بخفة فارتعشتُ من برودة أناملها.

مضت الرحلة بسلام، ومضت ورائها أعوام، كنت حقا بارعة في عملي، أجيد اقتناص الفرص، وأفضل الأسعار للعروض السياحية، بينما تزوجت كثير من الزميلات، وتباعدت من تباعدت، وبقيت من بقيت على اتصال بي عبر الشبكة العنقودية.

كنت اخصص وقتا للشات في المساء.. تراصت كلمات صديقتي على شاشة اللاب... زوجي مريض هذه الأيام ولا اعرف ما به؟
كتبت لها هو مريض بالذنب لأنه تزوج عليك، وأضفت ابتسامة السخرية والتهريج الشهيرة.

أما الأخرى فكتبت لي تصف معاناتها مع زوجها، إنها تفكر في تأجيل الإنجاب، ولكن زوجها يضغط عليها. كان ردى لها أيضا بكل سخرية أنها لن تنجب أبدا، وان بها علة ما..

أما الثالثة فكانت تحدثني عن هيام زوجها بها، واهتمامه بها، وبطفلهما الوليد، ولا اعرف أي شيطان جعلني اكتب لها وهل أخبرته أن الطفل ليس منه؟!

وهل كان لي أن اعلم أن زوجها بجانبها؟ وانه لا يأخذ الأمر على محض العبث والتهريج؟ وانه سيعمل كثير من الفحوصات؟ وأنها ستدخل مكتبي منهارة وتدعى على بالخراب كما خربت حياتها بعد أن تابت واستقرت حياتها، وان ما فعلته خطأ واحد لم يعرفه احد، فكيف عرفته وكشفت سرها؟!

أنقذوني منها بأعجوبة.. وأنا في ذهول؟ كيف هذا؟!

لم يكن هذا نهاية المطاف فقد تحققت النبوءتان الأخريان، فقد اكتشفت الأخرى زواج زوجها وخيانته وتحطمت حياتها. أما الأخرى فقد عملت بعض الفحوصات لتثبت أنها عاقر، وتحطمت حياتها أيضا.

انتشرت الحكايات الثلاث كالهشيم، وصرت اللعنة المقدسة لدى الأصدقاء والأقرباء. ويبدوا أن الأمر كان هكذا منذ البداية... إني اعلم أشياء خلف الأستار! حينما سألني الطبيب النفسي الذي لجأت إليه:
- هل مارست أي نوع من أنواع السحر؟ استفزني السؤال فركزت في وجهه لماذا تحتملها؟؟!!

- غمم بخفوت مقيت يمارسه كل أطباء النفس من!!

- زوجتك إنها في هذه اللحظة بالذات تخونك مع هذا الجار المسمى هشام..

أي جنون فعلته بهذا الطبيب المسكين ليتصدر اسمه عناوين الصحف؟... "طبيب نفسي شهير يطارد زوجته وعشيقها بمسدس بعد ضبطهما يمارسان الرذيلة"... رميت الجريدة بإحباط ...إنى بحاجة للابتعاد ...لا احد من الصديقات يجيب اتصالاتي، وحيدة في عيد ميلادي الثلاثون.

هاجر أخي الوحيد وتركني...في آخر اتصال لي معه طلبت منه أن يترك كاتي زوجة صديقه ويلي فى حالها...أغلق في وجهي الخط، وحذف كل حسابات البريد الاليكتروني التي تربطني به... يبدو انه كان يعرف شيئا ما عنى منذ البداية!؟ شيئا لم اكتشفه إلا مؤخرا...ألقيت صوره وصور العائلة في سلة المهملات...
مزيد من الذكريات تؤرقني، غير أنها الصور تنبئني بإحداث مقززة مرت بهذا البيت وبكل ما تحويه الصور من خالات وأعمام وأولادهم.

حينما اصمت تعاودين النظر إلى باهتمام وفضول... ترغبين بالمزيد... لك وجه رقيق، وأنامل صغيرة، أيتها الطبيبة...يحزنني أنهم اختاروك كما اختاروني... إني هنا منذ سبع سنوات لم أتكلم مع احد سواك...

يتبع،


قديم 12-17-2013, 06:36 PM
المشاركة 2
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الكاتبة روان

لقد اذهلني هذا السرد الرائع وهذه اللغة الجملية برغم بساطتتها
فهي تحملنا الى عالم الحرف الى عالم من خيال واسع الافاق
التسلسل في سرد الحداث وكيفة السرد مبهرة

متابعة ان شاء الله

محبتي وتقديري

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 12-17-2013, 09:47 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الكاتبة روان عبد الكريم

يسعدني كما يسعد هذا المنبر أن يحتضن هذا النص الذي تفوح مقدمته إبداعا .
هنا بالقرب ستجديدنني بحول الله ، أتابع ، أتفاعل ، أتعلم و أشيد بقلم تشدو نبراته على مقامات الأدب ، و تسير خطواته على إيقاعات الواقع و تحلق هامته هناك عبر الخيالات .

تقديري و كامل احترامي








قديم 12-17-2013, 10:19 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة روان

الكتابة السردية هنا رائعة واستخدام الأرقام يعطي سحرية لان الأرقام لغة الكون لكن ربما وجب الاهتمام بالتفاصيل فبطلة القصة تقول انها تعود بالذاكرة عشرون عاما الى الوراء الى الرحلة الجامعية لكنها تقول لاحقا انها تحتفل وحيدة في عيد ميلادها الثلاثين فكيف يكون ذلك ؟ الإ يعني ذلك انها كانت في الجامعة وهي في سن العاشرة؟
*

قديم 12-18-2013, 01:01 PM
المشاركة 5
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الكاتبة روان

لقد اذهلني هذا السرد الرائع وهذه اللغة الجملية برغم بساطتتها
فهي تحملنا الى عالم الحرف الى عالم من خيال واسع الافاق
التسلسل في سرد الحداث وكيفة السرد مبهرة

متابعة ان شاء الله

محبتي وتقديري
اسعدنى الق مرورك واخجلتنى كلماتك
تحياتى من مصر



الكاتبة روان عبد الكريم

يسعدني كما يسعد هذا المنبر أن يحتضن هذا النص الذي تفوح مقدمته إبداعا .
هنا بالقرب ستجديدنني بحول الله ، أتابع ، أتفاعل ، أتعلم و أشيد بقلم تشدو نبراته على مقامات الأدب ، و تسير خطواته على إيقاعات الواقع و تحلق هامته هناك عبر الخيالات .

تقديري و كامل احترامي







الاستاذ ياسر على الذى تنير كلماته صفحتى دائما ..اسعدنى مرورك
الأستاذة روان

الكتابة السردية هنا رائعة واستخدام الأرقام يعطي سحرية لان الأرقام لغة الكون لكن ربما وجب الاهتمام بالتفاصيل فبطلة القصة تقول انها تعود بالذاكرة عشرون عاما الى الوراء الى الرحلة الجامعية لكنها تقول لاحقا انها تحتفل وحيدة في عيد ميلادها الثلاثين فكيف يكون ذلك ؟ الإ يعني ذلك انها كانت في الجامعة وهي في سن العاشرة؟
*
استاذ ايوب صابر اشكر لك وجودك كثيرا
هى تروى ماحدث لها فى الثلاثيم من عمرها زد عليهم سبع سنوات قضتهم فى المشفى النفسى فهى فى السابعة والثلاثين

تحياتى مرة اخرى

قديم 12-18-2013, 04:41 PM
المشاركة 6
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
تابع,,,سيدةالنبوءات- رواية قصيرة

حينما تتلاشى ألوان الذاكرة، ويختلط الأبيض والأسود، فلا تبقى سوى همسات الذكريات الرمادية. تعاودين زيارتي مرة أخرى... كم مرعلى آخر زيارة لك.. لا اذكر. بدأتِ التدوين مرة أخرى...بعد أن ألقيت نظرة خاطفة على، لعلك تعجبتِ... وهبتني الطبيعة جمال ملائكي ...حتى اتهامي بالجنون لم يؤثرفيه... حتى ما مررت به.

ما زالت لي تلك ألطله المبهجة...تغمغمين فى خفوت فاقرأ شفتيك – أحكى يا وجد – اسمي وجد - أكمل الحكاية أكلمت عامي الثلاثين وابتعدت عنى الصديقات – بعضهن ظن أنى أتجسس، وأخرب بيوت، والقلة رأت الحقيقة المبهرة – بها شيئا من المس، ولكنى... عيناها لا تدوران في محجريهما ولا يخرج الزبد من فمها- ربما حالة خاصة؟؟!!

في النهاية وجدت نفسي وحيدة اركب قطار الدرجة الأولى لأسوان – قطار ما بعد منتصف الليل – استغرق الجميع في النوم، وغالبت النوم بصعوبة ...إلا أن حواسي اشتعلت فجأة وأنا ارقب العملاق الأسود ذو الجلباب الأبيض، وعمة تغطى رأسه. كان جلده بلون الأبنوس، لامع، ومصقول ...حينما بدأ بالتجول، تظاهرت بالنوم بنصف عين مغمضة، ولا اعرف كيف ذهب بهذه السرعة لآخر العربة ثم اختفى. أخرجت من حقيبتي شال دثرت به نفسي، وأخفيت وجهي ، لاني حين عاودت النظر مرة أخرى وجدته يقف نفس الوقفة المتحدية ثانية، وكأنه نبت من فراغ ثم تلاشى في فراغ. أترى هناك احد من الركاب رأى ما رأيت؟؟ لا يهم فهذه المرة غفوت وسقطت في الأحلام، وصلت أسوان الساحرة نحو الثانية عشر ظهرا... ودخلت الكابينة التي حجزتها على متن الباخرةالسياحية الفاخرة الشهيرة.

لم ارغب في عمل أي زيارات في أسوان، كنت أتوق للنوم، والنوم فقط. أبحرت الباخرة تجاه كوم امبو ...نشطت بعض الشيء وخرجت برفقة مجموعة لمشاهدة المعبد. انشغلت عن شرح المرشد بعض الشيء لأجد العملاق بلون الابناوس واقف وقفته الأبدية. استدرت إليه من أنت؟ فتلاشى ...هل رأى احد ما رأيته؟؟!!

آه يا طبيبتي تشعرين بالملل!؟ طلبت منى أن أحكى – لماذا تتثاءبين .. هل أُضجرك؟ تنظرين في ساعة الموبيل – باقي من الوقت دقائق .أعاود الحديث... غادرت الباخرة كوم امبو، ووصلت ادفو نحو الثانية صباحا. نام الجميع... لا احد مستيقظ سوى عامل الريشيبسن... يرمقني بغيظ كي يستطيع خطف قليل من النوم، ولكنى اذرع المكان جيئة وإيابا هذه طريقتي في التفكير... حتى اتخذت قرار بالخروج.

سألني حارس الأمن في فضول؟؟ أخبرته أن يركز على عمله وهى حراسة المركب، وليست حراستي. تحركت تفاحة ادم فعرفت أنى أهنت الرجل الصعيدي وبعض همهمات غاضبة منه ربما تعنى ألف لعنة تنهال علي.
بي شوق أن أرى المكان الذي رأيت به العجوز إياها...أي عجوز أتحدث؟ أعنى العجوزبائعة العقود المسكينة...ألا تهمك قصتها؟ هي أصل القصة...كانت هناك تنام نفس نومتها... تحتضن قدميها وترسل شالها الأسود على وجهها... تغطيه كله...هز كياني انكسارها... واجتاحتني الشفقة تجاهها.

أمسكت يدها الباردة كالثلج واشمأزت من الرائحة...رائحة شيء شديد التعفن...سحبت يدي لكنها أطبقت عليها كالمخلب... كان بالفعل مخلب عظمى. صرخت وأنا انزل الشال الأسود من وجهها وأنحبست الكلمات في حلقي وأنا أشاهد الفجوتان المخيفتان في الجمجمة المتآكلة وصوت سحيق يردد تأخرت كثيرا ...انتظرتك سنوات طوال يا سيدة النبؤات السبع.

يسقط القلم من يدك...وتفتحين فمك على اتساعه... وترتسم ملامح الارتياع على وجهك. اضحك بخبث لم تكوني موجودة هناك... ولكنى فعلت... هل اصف لكما لا طاقة لك به؟ بإمكانك الرحيل فقد تخطيت موعد الزيارة بكثير ولكنك تستمرين مسمرة على كرسيك في الإنصات فأكمل وأنا استلذ بمعاناتك. من الجميل أن يشعر احدهم بما عانيت.

اسمع صوتها السحيق يا سيدة النبؤات السبع؟ أيتها المختارة؟ يا ابنة الدم؟ يا خطيئة الدم؟سبع نبؤات كل عام وفى الثامنة موتك...تررد عبارتها في أذني حتى اليوم وفى الثامنة موتي!!

توقفت عن الكلام كما توقف العالم عن الوجود...تعطلت الحواس وارتعش جسدي ارتعاشه الليل الواهن، وتعلقت عينى بفجوات عيونها المظلمة، لتأخذني معها في عالمها لمكان آخر، وأشخاص آخرون، لبلدة تطل على البحر في أقصى الشمال... وبين الماء والملح والشمس من ناحية... وبين أقصى النهر العذب من ناحية أخرى.
بلدة مثالية للصيد بين البحر والنهرتقول بصوت كالفحيح... اسمها بدر- ليست القرية بالطبع – بل أجمل فتاةبها – قمرية...وادعة... بعيون المها.

لم يكن لجمالها وصف...بل شهقة يحدثها كل من يراها. لم تكن جميلة فحسب... بل ابنة عائلة الكردي اكبر عائلات البلدة. لم يكن خطؤها بالتأكيداغترارها بجمالها، ولا حسبها، ولا مالها، ولم يكن خطؤها بالتأكيد أن أباها وعد ابن عائلة الجهوري بالزواج منها، ولم يكن خطؤها بالتأكيد أن جدها وعد كبير عائلة الجهينى بالزواج منها.
لم يكن خطؤها بالتأكيد أن النار اشتعلت فجأة بين الثلاث عائلات...وأنها كادت تفتك بالأخضر واليابس، لولا تدخل عجوز لئيمة بحكمة ما... إن أول غريب يمر بالبلدة يتزوجها اتقاء لشر نشوب المعارك بين العائلات.

وأقيمت الحصون والمتاريس حتى يتم منع أي غريب من الدخول. كان حلا يهدئ الأمورإلى حين... إلا أن عجوزا آخر سعيد أعلن أن لديه ضيف عزيز غريب هبط عليه في الصباح الباكر من بلاد بعيده، وجده بعد صلاة الفجر، وليس هناك غرابة أكثر من غريب العجوز... فلغته العربية ضائعة، ولونه الأسود المصقول بلون الأبنوس واضح وقوى، وبنيته الهائلة وأسنانه الناصعة البياض التي تضئ وجهه تحمل ابتسامة مستمرة.

والأغرب من كل هذا كان اسمه... اسمه زرد... والأكثر غرابة أن زرد كان موجودا يشهد اجتماع البلدة، وانه تقدم على الفور لحل الإشكال.. اسقط في يد العائلات الثلاثة الكردي والجهبنى والجهورى... وان راق الأمر بعد برهة للعائلتين المتنازعتين على الفتاة ورأوا في الأمر دعابة وعقاب لعائلة الكردي، فالكلمة لديهم كالسيف، وقد أسقطتها عائلة الكردي مرة حينما أعطت وعدين ولن تجرؤ على فعل الأمر ثانية.

أقيمت الأفراح والعروس لاتدرى ماهية الغريب الذي يتزوجها. كان أعجبها الصراع من اجلها، وأضجرها نهايته السريعة، ثم جالت بخيالها تشاهد أميرها الغريب الذي جاء لينقذ البلدة من نار الصراع ..
لم يحدثها احد بالأمر، ولاحتى أمها التي لطمت الخدود وشقت الجيوب وهى تزفها للبيت المنزوي في آخر البلدةالبيت الذي شيده زرد بسرعة ومهارة فائقة بجانب النهر..

يقولون أن الغريب أتى من بلده البعيد بمركب صغير عبر النهر وصارع ألوف من القروش والوحوش عبر رحلته المضنية؟! كلمات كهذه كانت تقال أمام بدر فتنتشى، ويدق قلبها وتتنهد بخفوت... وهى تتقدم ناحية بيت النهر بزفة خرجت البلدة كلها ضاحكة شامتة في صاحبة الحسن وأصحاب الكلمة المكسورة.

فتح لها زرد الباب ثم أغلقه... لا يدرى احد ماذا حدث لبدر في تلك الليلة ولا الليالي القليلة بعدها... ولم يخرج احد من عائلة الكردي ليطمئن عليها ..
كل ما نعرفه أن البعض شاهد بدر بعد عدة أيام وقد زاغ بصرها... تجرع في الطرقات ذاهلة، وتصرخ بألم... وان زرد وقف بذهول يضرب كفا على كف لا يفهم شيئا.

قديم 12-21-2013, 02:21 AM
المشاركة 7
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الكاتبة روان عبد الكريم

تعد الأسطورة رافدا ثقافيا مهما إذ بواسطتها يتحايل الفكر على العالم اللامحسوس الغامض و الذي عجز العقل في فكفكة طلاسمه ، فتقفز الأسطورة على كل تلك الحواجز محاولة استجلاء ما خفي هناك . قد يكون فن الأسطورة لا علميا ولا منطقيا و لاتحكمه القوانين الصارمة لكنه متنفس لتخفيف حدة الغموض و التوتر بين النفس والعوالم الخفية .
رغم أن التفكير الفلسفي على قطيعة إبيستيمولوجية مع الأسطورة ، إلا أنها تبقى واحدة من أقوى الحقول الخصبة التي انبنت عليها المفاهيم العلمية .
في عالم الأسطورة يتحرر العقل ويصبح اللاممكن في خانة المقبول و هناك تجد الطاقة الكبرى للإبداع و التخيل . و فيها تتحرر النفس من تلك القيود التي تحول بين النفس والإبداع . قد لا نجد من يؤمن بالأسطورة كحقيقة حية ، لكنها تبقى تمثلا و مغامرة فيها متعة و فسحة للعقل ، وفيها سياقات يمكن أن تحمل دلالات كبرى تحاول الذات التعبير عنها خارج نطاق القوالب الجاهزة هذا على الأقل لمن يؤمن أن الذات فيها قوة كامنة تحاول بين الفينة والفينة التجسد و اعتابارها في خانة الفاعلين في الحياة .

أحببت هذا النص و أظنه سيشكل لوحة جميلة .

تحياتي


قديم 12-21-2013, 05:30 PM
المشاركة 8
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي


الكاتبة روان عبد الكريم

تعد الأسطورة رافدا ثقافيا مهما إذ بواسطتها يتحايل الفكر على العالم اللامحسوس الغامض و الذي عجز العقل في فكفكة طلاسمه ، فتقفز الأسطورة على كل تلك الحواجز محاولة استجلاء ما خفي هناك . قد يكون فن الأسطورة لا علميا ولا منطقيا و لاتحكمه القوانين الصارمة لكنه متنفس لتخفيف حدة الغموض و التوتر بين النفس والعوالم الخفية .
رغم أن التفكير الفلسفي على قطيعة إبيستيمولوجية مع الأسطورة ، إلا أنها تبقى واحدة من أقوى الحقول الخصبة التي انبنت عليها المفاهيم العلمية .
في عالم الأسطورة يتحرر العقل ويصبح اللاممكن في خانة المقبول و هناك تجد الطاقة الكبرى للإبداع و التخيل . و فيها تتحرر النفس من تلك القيود التي تحول بين النفس والإبداع . قد لا نجد من يؤمن بالأسطورة كحقيقة حية ، لكنها تبقى تمثلا و مغامرة فيها متعة و فسحة للعقل ، وفيها سياقات يمكن أن تحمل دلالات كبرى تحاول الذات التعبير عنها خارج نطاق القوالب الجاهزة هذا على الأقل لمن يؤمن أن الذات فيها قوة كامنة تحاول بين الفينة والفينة التجسد و اعتابارها في خانة الفاعلين في الحياة .

أحببت هذا النص و أظنه سيشكل لوحة جميلة .

تحياتي

العزيز استاذ ياسر على
الاسطورة هى قصة اهم عناصرها الامور الخارقة التى تخرج عن نطاق المنطق والثوابت وليس عن نطاق العقل..فمساحات التفكير والتدبر لانهائية وقد تفاجئنا امورا معينة يعتبرها البعض تخرج عن نطاق العقل فأذا هى طبيعية تماماً

مثال
الطفل الذى يلهو مع شخص اخر لاتراه ولكنه يصفق له ويضحك له ليس معنى انك لا تراه فهو غير موجود وقد خبرت بعض القصص بنفس مع بعض الصغار

والاسطورة تميل لادخال عوالم اخرى غير مرئية لها قوة السحر او اى قوة خارقة وليس معنى اننا غير مدركين العوالم الاخرى فهى غير موجودة ..بل ادراكنا فى الغالبية لا يصل اليها وقلة ضئيلة هى من تدرك هذه العوالم

وان اختلفنا او اتفقنا فىما تصوره الاسطورة الا ان نتفق على شئ واحد ان له اصل من الحقيقة

مثال
اسطورة جلجامش (اسطورة الخلود) ثبت ان ممكلة ورقا كانت مملكة حقيقة

عموما انا اميل ان الاسطور قصة رمزية تخبرنا بشئ ما


تحياتى

قديم 12-21-2013, 05:42 PM
المشاركة 9
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
فتح لها زرد الباب ثم أغلقه، لا يدرى احد ماذا حدث لبدر في تلك الليلة، ولا الليالي القليلة بعدها، ولم يخرج احد من عائلة الكردي ليطمئن عليها..

كل ما نعرفه أن البعض شاهد بدر بعد عدة أيام وق دزاغ بصرها، تجرى في الطرقات ذاهلة، وتصرخ بألم...وان زرد وقف بذهول يضرب كفا على كف لا يفهم شيئا.

لقد شهدت طرقات القرية التراب الذي إهالته بدرعلى وجهها لتداريه عن أعين الفضوليين والأطفال الذين تبعوها يغنون حتى بيتها...وان أمها فتحت لها الباب وأدخلتها، وان ذات الباب ظل موصدا في وجه زرد ولم يفتح له إلا بعد سبعة أشهر لتُرمى له تلك الابنة البائسة السوداء كلونه تماما، وان خل فمها من الأسنان، ولم تغطى الضحكة وجهها.

لم يفهم زرد أبدا كيف يلقون صغيرة كهذه في خرقة بالية... ولم يعدم زرد طريقة في إرضاء صغيرته، ورغم تخلى الجميع عنه إلا أن زرد الغريب لم يمد يده ولم يرحل، بل ظل صامدا في وطنه الجديد، ولم يبخل عليه النهرأبدا، وقد زرع أمام بيته كثير من المزروعات التي تقيه شر الحاجة.

ولكنه ظل يلتمس أخبار بدر أم طفلته التي رحلت عن البلدة كلها، وتزوجت احد الأعيان في بلدة أخرى.

اسقط في يد زرد المسكين فهو لم يطلقها، ولميطلب منه احد أن يفعل... فقط وجوده لم يعن لأحد شيئا، لكنه كان كل جمعة يجوب طرقات البلدة كلهاعلى قدمه، وزرد الصغيرة، ينثرون
رائحة البخور للتطهر، ويغنى أغانيه الحماسية بصوته الرخيم، لم يوقفه احد...تركوه وتجاهلوه...ولكنهم توجسوا منه دائما الشر.


- -


بلدة البحر والنهر هذه لم يكن بها مخبأ للطيبة أن الليل بدا يدخل يا طبيبتي ليس جميلا أبدا أن أكمل حكايتى في الليل...لليل شرور وأسرار، أنا وأنت في غنى عنها..أرقبك تحملين
شنطتك بصعوبة وتجرين قدمك جرا.

شعرت بنظراتك المحرقة تخترق ظهري وهم يقودوني مقيدة لغرفتي المتروية المفردة- غرفة المجانين شديدي الخطورة.

قديم 12-21-2013, 06:46 PM
المشاركة 10
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
مضى أسبوعا منذ رأيتك...نسيت أن أشكركِ لأنكِ أوقفت العلاج بالكهرباء، انه عقاب استحقه بكل تأكيد... تسمونه علاجا... مرضى انتم أيها الأطباء...لكن الأسوأ منه أنني ابتعدت عنك، أيتهاالمختارة مثلى.

بودي إنقاذك لكن أنا سيدة النبوءات السبع لا منقذة الطبيبة "مي".

تنظرين لي دائما بقناع الجمود، ولكنى قادرة على اختراقه... يؤلمك هذا...فتبحثين في مراجع الطب عن حالات مشابهه... هل توجد حالات مشابهه؟!

يبدو انك لست سعيدة بالإجازة التي أمضيتها على الشاطئ. تتسع عينيك فاضحك ساخرة...ليست نبوءة هذا المرة فسمرة وجهك تنبئ ببحر وملح وشمس...صدقيني لو أخبرك أنى لا اعرف حجم المآسي التي فعلتها نبوءاتي...كنت أنجو كل عام بنبوءات سبع واكتم الثامنة...لأنه وكما قالت العجوز في الثامنة موتى!!

عدنا للعجوز – من رفيف رموشك اعرف أن قصتها تثير انتباهك...تهزين رأسك وتنظرين للموبيل وتقولين في تلهف مكتوم أكملي يا وجد... ثم تردفين أكملي...إذا كان الأمر يريحك... تمتمت بخبث بل يريحك أنت.

أغمضت عيني لاغوص في قصة زرد... لم يفهم زرد ابدأ ازدراء أهل البلد له... لم يعرف لما سموه بالعبد وابنته بالعبدة ...
زرد...لم يعرف أبدا سر نفور الناس منه وحتى صديقه شيخ الجامع تجاهله... ليس ذنبه أن بدر هربت منه... وليس ذنبه انه يربى ابنتها وابنته...زرد الصغيرة... لم يشفع له ابتسامته الوضاءة ولم يشفع له صوته الشجي وهو يلف البلدة بعد صلاة الجمعة بالبخور الطيب برفقة زرد الصغيرة ذات الخمس سنوات، ولم يفهم أبدا لماذا ضرب الرجل امرأته حتى أسال دماؤها وهى تطلب من زرد بعض البخور...لم يستوعب أبدا كيف لا يشتري احد عقوده الجميلة التي يصنعها ويبيعها في سوق بلدة أخرى...ويراها أحيانا في صدور الفتيات والنساء في الأعياد...

فعلتها نبوءاتي ..كنت أنجو كل عام بنبوءات سبع واكتم الثامنة – لانه وكما قالت العجوز في الثامنة موتى..

عدنا للعجوز – من رفيف رموشك اعرف أن قصتها تثير انتباهك...زين راسك وتنظرين للموبيل وتقولين فى تلهف مكتوم أكملي يا وجد...ثم تردفين أكملي إذا كان الأمر يريحك تمتت بخبث بل يريحك أنت...
أغمضت عيني لاغوص في قصة زرد ...لم يفهم زرد ابدأ ازدراء أهل البلد له... لم يعرف لما سموه بالعبد وابنته بالعبدة.
زرد... لم يعرف أبدا سر نفور الناس منه وحتى صديقه شيخ الجامع تجاهله... ليس ذنبه أن بدر هربت منه...وليس ذنبه انه يربى ابنتها وابنته زرد الصغيرة... لم يشفع له ابتسامته الوضاءة ولم يشفع له صوته الشجي وهو يلف البلدة بعد صلاة الجمعة بالبخور الطيب برفقة زرد الصغيرة ذات الخمس سنوات ولم يفهم أبدا لماذا ضرب الرجل امرأته حتى أسال دماؤها وهى تطلب من زرد بعض البخور لم يستوعب أبدا كيف لا يشترى احد عقوده الجميلة التي يصنعها ويبيعها في سوق بلدة أخرى ويراها أحيانا في صدور الفتيات والنساء في الأعياد.

===
سؤال استاذة روان : هل هذه الفقرة باللون الزهري مكررة عن قصد ام خطأ مطبعي؟ وهل تودين حذفها ان كانت مكررة. كما ا رجو التسهيل على المتلقي بأن تقومي على تصنيف الاجزاء هل كل جزء هنا يمثل فصل منفصل في الرواية؟


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: سيدة النبؤات- رواية قصيرة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصيدتا : سيدة الياسمين و سيدة الفجر المغتال محمد محضار منبر الشعر العمودي 1 06-14-2013 02:45 PM
رحلة اسماعيل - رواية قصيرة - نزار ب. الزين نزار ب. الزين منبر القصص والروايات والمسرح . 4 07-27-2012 11:04 PM
مذكرات سيدة محترمة - قصة قصيرة أميمة البدري منبر القصص والروايات والمسرح . 4 09-02-2011 03:10 AM
كنز ممتاز بك - رواية قصيرة - نزار ب. الزين نزار ب. الزين منبر القصص والروايات والمسرح . 6 08-14-2010 02:17 AM

الساعة الآن 05:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.