قديم 11-24-2013, 06:18 PM
المشاركة 11
ناصر المطيري
عـابــر سـبيــــل
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشك كما واضح لي من السؤال يؤدي الي الالحاد والا ادرية
فمن يشكك في البديهيات سوف يفضي به الي الالحاد بدون ادني شك.
فالانسان له عقل يحتكم اليه فلا يمكن ان يدعه للشكوك تلعب به كيفما تشاء ..

المسأله ليست مع او ضد .. المسأله كيف يكون الإنسان حكيماً أصلاً اذا كان يشك في كل شئ .. فالحكمة لا تكون إلا عن يقين وعلم لا خزعبلات الملاحده والفلاسفة التي لعبت في عقول الشباب..

فالشك يؤدي الي الغاء العقل ....

فالشك على مطلقه مرفوض ..

ام الشك المعقول فهو التحقق من الاخبار او الثبت من صحتها فلا بأس به ..

شكرا على هذا السؤال أستاذة ناريمان

ان العدالة والكرامة والحرية، قيم يجب ان توجد حيث يوجد الإنسان، فلا كرامة بلا حرية، ولا حرية بغير عدالة، ولا عدالة بغير قانون
قديم 11-25-2013, 04:31 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ عبد فايز الزبيدي
مرحبا ،،
تقول " قرأت يوماً كتاباً لسيد قطب رحمه الله _ نسيت عنوانه لطول المدة _ أورد فيه قولة لجوليان هكسلي مفادها: الفلفسة تشبه قلعة حربية مهجورة بها سرداب له ألف باب ، إن دخلت و توغلت فلن تخرج أبدا.
و يقال: إن الفيلسوف السعودي عبدالله القصيمي ساقته الفلفسة إلي الإلحاد _ و العياذ بالله- و طـُرد من السعودية لمجاهرته بذلك، و زاره بعض قدامى أصدقائه في محل إقامته بالقاهرة لمناصحته ، فيقال أنه مع إصراره على مواقفه إلا أنه بكى بين يديهم و قال : إياكم و تعليم الناشئة الفلفسة!
و ما يخيف منها أنها لا تقود إلا لمزيد من الظلمة بعد ظلمة ، و من هذا سباحتها فيما لا يستطيع المرء بعقله و حواسه أن يصل إليه مطلقا ......... و هنا أقف بين يديك سائلاً:
هل الشك الذي يرجى منه الوصول للحكمة ( و لعلك تقصد بالحكمة اليقين) تأملٌ أم تجريب؟

الاستاذ الزبيدي ،
كما قلت لك ..سؤالك الجيد فتح مجالا واسعا للحوار. وحتما الحديث عن الشك حديث يطول ويتشعب.
بعد أن قرأت مداخلتك هذه افترضت فورا أن هكسلي يتيم وأنهما حتما مرا بتجربة متشابهه مع الموت وتبين انه أصبح يتيم في سن الحادية والعشرين وهي على ما اذكر نفس السن التي فقد فيها سيد قطب والده وهذا مؤشر بأن التجارب المأساوية له اثر مشابه على الأشخاص الأثر وان اختلفت النتائج، ولو أننا دققنا في شباب سيد قطب لوجدنا انه مر في فترات كانت فيها الفلسفة شغله الشاغل وأظن أن الشك كان يعصف به مثله مثل أي يتيم ولولا انه تعرض لعملية برمجة منظمة من الفكر الاخواني ربما لكان فيلسوفا وجوديا أو ماركسيا وديكارتيا وهكذا.
لاحظ أيضا مثلا آخر على اثر اليتم على كل من الشيخ القرضاوي وحامد أبو زيد فكلهما حفظ القران الكريم وهو صغير لكن الأمور ألت لاحقا إلى شيخ اطمئن قلبه بالإيمان وآخر ظل الشك يعصف به وهو حامد أبو زيد.
المهم أن الشك ليس قضية فلسفية فقط وإنما هو أيضا وظيفة دماغية. يعني مثله مثل البصر او السمع ولكنه أصعب على الملاحظة لان الدماغ والقلب ووظائفها ما تزال عالم غامض ونحن حينما نتوقع من شخص أن لا يشك فكأننا نطلب منه أن لا يرى أو يبصر أو يحب أو يكره. وهناك في الطب النفسي مؤشر على وجود الشك كوظيفية دماغية حيث نجد أن هذه الوظيفة قد تتضخم عملها وهنا يصبح الشخص مريض بما يعرف بالوسواس القهري.
وهذا الحديث يقودنا إلى القول بأن الشك في الأذهان أمر نسبي فتجده يزداد حدة ويرتفع منسوبه عند من مر بتجارب الموت وهو رديف القلق الوجودي والخوف من الموت الناتج حسب الفلاسفة الوجوديين من صدمة الموت ونجد لو قمنا على تحليل حياة العظماء و الفلاسفة والمفكرين بأن حدة الشك تكون أكثر حدة كلما كانت تجارب الموت أقسى وأبكر في توقيتها وأكثف في تكرارها.
يتبع،،

قديم 12-15-2013, 03:26 PM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ عبد فايز الزبيدي

في حديثك عن عبد الله القصيمي أن الفلسفة قادته إلى الإلحاد.
أقول نحن لا نعرف تحديدا الظروف التي أوصلت السيد عبد الله القصيمي إلى ما وصل إليه إن كان ما قيل عنه قد حصل فعلا. بشكل عام قد يصل الإنسان إلى الإلحاد بسبب تعرضه لبرمجه حزبيه منظمة او حتى لبرمجة عقلية واعية او غير واعية.
وقد يكون للظروف المحيطة به دور في تلك البرمجة وأحيانا قد تعصف بالإنسان ظروف خاصة تقوده إلى مثل تلك النهاية واقصد بالظروف الخاصة ردة فعل على واقع حال مؤلم سواء بسبب المصائب أو الانتماء والتمييز الطبقي والمعاناة التي يجدها الإنسان غير مبررة فيكون الخروج عن المألوف وسيلة من وسائل الرفض.
وقد يكون للقدوة دور مهم جدا في ما يمكن أن يصبح عليه الإنسان ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يتخذ من الأنبياء قدوة له وأمرنا أن نتخذ من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.

الفلسفة بذاتها كعلم ليست المشكلة وإنما (الجهل...عند الأغلبية والمقصود به هنا عدم التعمق في الدراسة والبحث وعدم التعمق في كنه الأمور وبما يظهر مدى القدرة الاعجازية المذهلة لها) أو بمعنى آخر محدودية الثقافة وسطحيتها.. هو الذي يقود إلى الإلحاد أما العلم والمعرفة العميقة فهي تقود إلى الأيمان حتما وهذا ما اخبرنا به القران الكريم في قوله تعالى " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر:28]...

والفلسفة أصل العلوم كلها والفيلسوف ( العالم ) الذي تعمق في البحث والتحصيل المعرفي هو بالضرورة من اشد الناس خيشه لله إذا كان قد أصبح من أعمق الناس معرفة فعلا.

والإلحاد يكون فقط كنتيجة للحالات المذكورة أعلاه أو لان الثقافة المحصلة هي في الواقع سطحية وغير عميقة فتكون الاستنتاجات خاطئة. وعليه لا يمكن لوم الفلسفة كمسبب للإلحاد والأمر يعود للشخص وليس للفكر الفلسفي...واغلب الملحدين اناس تكابر ولا تريد ان ترى الحق او انها تعاند لاسباب نفسية معينة.

والمعروف أن الفلسفة ولدت عندما تطور الوعي البشري إلى حد انه أصبح لا يقبل ما كان سائدا من أفكار حيث كانت الأسطورة هي المسيطرة وكان الناس يفسرون الظواهر الطبيعية من منطلق أسطوري فمثلا كان أهل الدنمارك يعتقدون أن الرعد عبارة عن أصوات أرجل أحصنة الإله تور وهي تمر في السماء من مكان إلى آخر تجر عربة الإله تور.

ولما تطور الوعي وأصبح الشك يعصف في عقول كل صاحب لب جاءت الفلسفة لتفسر الظواهر الطبيعية كبديل للطرح الأسطوري فهي إذا كانت نتاج تطور العقل البشري الذي لم يتوقف عن البحث والتمحيص وطرح الأسئلة فتطورت العلوم من رحم الفلسفة.

ونحن حين نطلب من الناس أن تعيش بدون فكر وفلسفة وعلوم . حين نطلب من الناس أن لا تشك فيما هو قائم فكأننا نطلب منهم التخلي عن عقولهم المفكرة .

ومن هنا نجد ان الشك نعمة خلصت البشرية من سيطرة الاسطورة التي ما انزل الله بها من سلطان.

يتيع،،

قديم 12-16-2013, 10:01 AM
المشاركة 14
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي الكريم
الدكتور أيوب صابر
قولك : (والفلسفة أصل العلوم كلها والفيلسوف ( العالم ) الذي تعمق في البحث والتحصيل المعرفي هو بالضرورة من اشد الناس خيشه لله إذا كان قد أصبح من أعمق الناس معرفة فعلا. ..)
في رأي المتواضع - سلمك الله _ أن الفيلسوف باحث عن الغايات أي ذوات الأشياء،
و العالم باحث عن النتائج التي تقود إلي الإشارة على وجود الذوات...
و لهذا تجد الفلاسفة يسعون للبحث عن كل شيء من منطلق أنه لا مسلمة و لا حاجة لدليل بل التأمل
و مثالهم الظاهر الصوفية الوجودية في كل ثقافة من ثقافات الدنيا فحين تسألهم إلي أين تريدون قالوا
إلي الله أو أيّ معظم عندهم، و وسيلتهم الشك (السؤال) ، و التجربة(الطريقة) و الذوق( الحقيقة).

فليست الفلسفة الإلحاد لكونها تنكر الله أو تشكك فيه أو في أي قضية تتعلق بالغيب حيث لا سبيل إليه،بل من الإلحاد أن تعتقد أنك تستطيع الوصول إلي الخالق سبحانه بأدواتك و ذوقك و تجاربك التي لا تعتمد فيهالا على كتاب أو رسول.

و مرادي من ما تقدم أن أسمع رأيك في ما يلي:

قد نقبل وجود فلاسفة في الحضارات الوثنية حيث لا كتاب من الله و لا نبي يهدي الطريق، لكن كيف قَبِلتْ بعض الطوائف منا المسلمين_ قديما و حديثا - الفلسفة و عندنا ما نحتاجه من دلالات الغيب على ما ينفعنا مع الله و اليوم الآخر؟
و ألفت عنايتكم إلي هذا السؤال (أي ناتج الشك) الذي قاله جمع من الأنبياء و سجله الله في قرآنه المحكم عنهم:
ّ( قالت لهم رسلهم : أفي الله شك فاطر السموات و الأرض؟)
و أنا أعتبر أن أمية بن خلف لعنه الله من الفلاسفة المشككين فقد جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله:
(
قال مجاهد وعكرمة: جاء أبي بن خلف لعنه اللّه، إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وفي يده عظم رميم، وهو يفته ويذروه في الهواء، ويقول: يا محمد أتزعم أن اللّه يبعث هذا؟ قال صلى اللّه عليه وسلم: "نعم، يمتيك اللّه تعالى ثم يبعثك ثم يحشرك إلى النار" )
هنا أخي نجد الفرق بين منطق المتفلسف الملحد في البناء الشكي و بين منطق العالم في البناء اليقيني، و أنزل الله تبارك و تعالى آواخر سورة يس ليعلمنا كيف نرد على كل متفلسف عن أمور لا تستطاع إليها سبيلا:

يقول تعالى: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) [يس: 78-80].

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 12-16-2013, 10:34 AM
المشاركة 15
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنا مع هذه الحكمة والحكمة هي خلاصة تجربة الشعوب ولا بد ان من جاء في هذه الحكمة كان يقصد بان الشك عبارة عن حالة ذهنية تستدعي بالضرورة البحث عن أدلة لازالة الشك وهذه العملية الذهنية هي التي توصل صاحبها الى المعرفة ومن ثم الحكمة . *
سلام عليك أستاذي
أعجبني تعريفك للشك بأنه حالة ذهنية تستدعي بالضرورة البحث عن أدلة لإزالة الشك ...
ولكنني أرى
أن الشك أحياناً يحجم المرء عن التفكير بأي شيء ويبقى تفكيره محصوراً بشكوكه ,, بل ويبحث عما يعمّق شكوكه .. وليس بالعكس

كل الاحترام
أسعدني تواجدك القيم كعادتك


تحية ... ناريمان الشريف

قديم 12-18-2013, 03:19 PM
المشاركة 16
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ عبده الزبيدي
مزيد من الأسئلة أي مزيد من المعرفة.
سأعود أن شاء الله لاستكمال ما بدأت شرحه كيف أن الفلسفة توصل إلى الحكمة، لكني سأخصص هذا الرد على هذه الجزئية:
" و ألفت عنايتكم إلي هذا السؤال (أي ناتجالشك) الذي قاله جمع من الأنبياء و سجله الله في قرآنه المحكم عنهم:
ّ( قالت لهمرسلهم : أفي الله شك فاطر السموات و الأرض؟".
حسب رأي المتواضع ..حتى نفهم القصد والغاية الاعجازية من هذه الآية لا بد أن نأخذها ضمن السياق الذي وردت فيه.
الآيات : "وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ . أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ . قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ . ".سورة إبراهيم.
فالواضح أن هذه الآيات من سورة إبراهيم تخبرنا بأن سيدنا موسى عليه السلام وفي معرض دعوة قومه للإيمان يخبرهم بأن كفرهم ليس له وزن عند الله سبحانه وتعالى فهو غني حميد...
وفي نفس الوقت يحذرهم أن يقعوا فيما وقع فيه من جاء قبلهم من أقوام رسل الله سبحانه وتعالى وهم أقوام ( نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم) فعلى الرغم أن هؤلاء الرسل عليهم السلام قد جاءوا اقوامهم بِالْبَيِّنَاتِ لكنهم رفضوا دعوة رسلهم وقالوا ( وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ) فكان رد الرسل عليهم السلام (أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) وهو سؤال استنكاري أي أن المقصود هو : كيف يمكنكم أن تشكوا في الله وهو فاطر السموات والأرض؟
لاحظ أن الدعوة هنا مقرونة بما يشير إلى عظمة الله (الْبَيِّنَاتِ) وهي هنا تحديدا قدرة الله سبحانه وتعالى على خلق السموات والأرض.
وتوضح الآية لاحقا أن سبب ذلك الرفض هو تمسك تلك الأقوام بما كان يعبد آباؤهم ولأنهم نظروا إلى الرسل بأنهم بشر مثلهم وأرادوا أن يأتوهم بسلطان مبين...ولكن الآية هنا تبرز دور النظم المتوارثة في رفض كل ما هو جديد حتى ولو كان مقرونا بالبينات والأدلة على صحته.
لاحقا في نفس السورة تخبرنا الآيات انه وعندما يبرز من أصر على الكفر أمام الله سبحانه وتعالى للحساب والعقاب يقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء؟ وفي ذلك دلاله مهمة وهي أن من الناس من يظل وفي لما تربى عليه وكنتيجة للموروث، ومن الناس من يرى الحق والبينات لكنه يستكبر ويظل يرفض الدعوة إلى الحق ومن الناس من يكونوا مجرد أتباع لمن استكبر... والمهم هنا أن الإلحاد هو نتاج للاستكبار وليس للشك.
" وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ".
ونجد أيضا في سورة الأنبياء هذه المرة أن سيدنا إبراهيم عليه السلام يخاطب قومه في معرض دعوته لهم للإيمان فيسألهم هذا السؤال الاستنكاري (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ) فنجد الرد من قومه مشابه لرد الأقوام الآخرين فمن ناحية قالوا لقد وجدنا آبائنا لها عابدين فيخبرهم أنهم كانوا هم وآبائهم في ضلال.. ويقدم لهم الدليل (الْبَيِّنَاتِ) وبنفس الكلمات حيث يقول لهم إنما ربكم هو الذي فطر السموات والأرض:
" وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ. إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ . قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ . قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ . قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ . قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ .
فماذا نستفيد من هذه الآيات:
اجتهد هنا وأقول ... يتضح بان هذه الآيات الكريمة أنما تبين لنا أمرا اعجازيا في المجال التربوي والنفسي والعقلي هذه المرة.
وهي إنما تخبرنا بأن دعوة الرسل هي أمر منظم وتتبع منهجا تربويا ونفسيا وعقليا معينا وواضحا ومتكاملا يراعى الطبيعة البشرية ويقوم على منهجية محددة تراعي هذه الطبيعة البشرية:
ويقوم هذا المنهج حسب ما يتضح على:
1- تبين الآيات بأن الشك هو جزء من التركيبة الذهنية للإنسان الفرد وللعقل الجماعي للناس.
2- الناس بطبيعتهم يتمسكون بما هو قائم ويقاومون ويرفضون كل ما هو جديد، ويظهر ذلك في تمسك كل الأقوام بما كان يعبد آباؤهم...وهو مؤشر على أهمية اثر البرمجة الذهنية على عقل الإنسان حيث يكون أحيانا غارق في الضلال وهو غير مدرك لذلك...حيث يكون برنامجه الذهني والذي هو عبارة عن منظومة من الأفكار المتوارثة عبارة عن فلسفة تبريرية قد تدفعه لرفض الحق على الرغم من وجود الشواهد.
3- بشكل عام يحاول الناس التشكيك في الدعوة ويطلبون الدليل المبين على صحتها انطلاقا مما توارث لديهم من نظم فكرية وبرامج ذهنية.
4- يكون دور الرسل عليهم السلام عند الدعوة أولا خلخلة النظم الفكرة القائمة والمتوارثة في أذهان الناس (البرمجة العقلية القائمة على ما هو سائد ومألوف) وذلك من خلال تشكيكهم فيما هو قائم وهذا التشكيك يأتي على عدة أشكال منها مثلا طرح الأسئلة الاستنكارية (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ
5- يقدم الرسل عليهم السلام منظومة ذهنية بديلة لما هو سائد ومألوف مقرونة بالبيانات أي الأدلة العقلية كدليل على صحة ما جاءوا به من خلال دعم قولهم بالبيانات العظيمة والمذهلة.
6- لإزالة الشك عن صدق الدعوة يلجأ الرسل عليهم السلام إلى تقديم أعظم الأدلة على الإطلاق وهي في المثالين أعلاه خلق السموات والأرض.
7- الذي يشير إلى أن هذه البينة هي الأعظم على الإطلاق هو الآية الكريمة من سورة غافر" لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" .
8- دعوات الرسل عليهم السلام كانت دائما تأتي مقرونة بالأدلة ( الآيات أو البينات ) التي تدلل على عظمة الله خالق كل شيء.
9- الشك وسيلة للتخلص من الموروث والوصول إلى الحق المدعم بالأدلة والبيانات أما الإلحاد فسببه الاستكبار رغم وجود كل هذه البيانات.
10- لولا الشك ...الذي هو أداة ووسيلة عقلية لخلخلة الموروث والتخلص منه لكان من الصعب إقناع الناس بما هو حق على الرغم من وجود الأدلة والبينات.
11- عند دعوة شخص لما ترى بأنه الحق لا بد أن تظهر له وتبين له ضعف موروثه الذهني وخطأ برمجته العقلية وتأتي له بالدليل العقلي على صحة البديل.
12- الدعوة تكون بالحسنى ومن خلال ايضاح نقاط ضعف ما هو قائم وموروث في ال1ذهن وتقديم الادلة والبراهين والبينات العقلية والذهنية على صحة البديل.

قديم 11-16-2014, 09:29 PM
المشاركة 17
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

مع ..
و ضد الشك في الله ووحدانية الله و كل ما يتعلق بالدين الاسلامي

أشكرك أخي الجيلالي على حضورك
سلام عليك


تحية .... ناريمان الشريف

قديم 11-16-2014, 09:32 PM
المشاركة 18
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
مع الشّك لبناء قاعدة أساسيّة وعدم التّسليم بالموجود

وأخذ مثالا الجاحظ الّذي كتب كتاب الحيوان وكان أساسه الشّك العلميّ
أشكرك عزيزتي رولا على حضورك

أسعد الله أوقاتك


تحية ... ناريمان الشريف

قديم 02-04-2015, 04:12 PM
المشاركة 19
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فرق كبير بين تشكيك الأنبياء في دين المشركين ومعبوداتهم الوثنية
وبين ما يريده الفلاسفة من شك مطلق حتى في وجود الخالق القدير ..الإله الحق..
ومن محاولة الوصول للحقائق الغيبية بدون وحي .. وإلا فليخبرنا من يسير
على درب الفلاسفة ماهي نتيجة شك الفلاسفة .. ماهى الحقائق التي توصلوا
إليها وأمنو بها ..وتحولت من الشك لليقين ..فيما يخص الذات الإلهية وقضية الخلق والبعث..
ما هو دين الفلاسفة ؟.. هذا هو الجانب المظلم الذي لايريد
أحد أن يوغل فيه.. لأنه لن يستطيع أن يعود سالماً ..

قديم 02-04-2015, 11:47 PM
المشاركة 20
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأستاذة الصديقة ناريمان ..
شكرا جزيلا أولا لفتح النقاش ,
وهذه مصافحة أولى سأعود للإضافة بعدها بإذن الله

فقط أحببت أن ألقي التحية عليكم وعلى الزميل العزيز عمرو مصطفي وتهنئته بمهمة الإشراف
أسأل الله تعالى أن يوفقه ويوفقنا إلى ما فيه الخير

الأخ العزيز عمرو
فرق كبير بين تشكيك الأنبياء في دين المشركين ومعبوداتهم الوثنية
وبين ما يريده الفلاسفة من شك مطلق حتى في وجود الخالق القدير ..الإله الحق..
ومن محاولة الوصول للحقائق الغيبية بدون وحي .. وإلا فليخبرنا من يسير
على درب الفلاسفة ماهي نتيجة شك الفلاسفة .. ماهى الحقائق التي توصلوا
إليها وأمنو بها ..وتحولت من الشك لليقين ..فيما يخص الذات الإلهية وقضية الخلق والبعث..
ما هو دين الفلاسفة ؟.. هذا هو الجانب المظلم الذي لايريد
أحد أن يوغل فيه.. لأنه لن يستطيع أن يعود سالماً
هل تعلمون السبب الرئيسي للنزاع فى تلك القضية بين الطرفين الرافض والمؤيد
السبب فى ذلك أن النقاش يتم حول محور واحد ويقيد القضية فى الرفض بالمطلق أو القبول المطلق وهذا لا يصح
لأن قضية الشك ليست ذات وجه واحد بل لها وجهان
شك إيجابي وهو شك الباحث عن الحق وأكبر مثال لدينا عليه هو مرحلة الشك التى خاضها سيدنا إبراهيم فقد بدأها بالفضول لحل لغز الخلق حتى وصل للحل واليقين
وقد سار على خطاه ودربه كثير من العظماء عبر التاريخ ممن قادهم شكهم للإيمان بالوحدانية

والشك السلبي وهو النوع السفسطائي الذى يقوم على أساس غريب جدا ألا وهو الشك فى كل شيئ حتى الحقائق الراسخة وعدم القبول بأى مطلق فى الحياة
وقد مثل هذا الإتجاه رينيه ديكارت وأضل به كثيرا من الناس
وهذا الشك هو الذى ينتج الإلحاد ولا يقود إلا إلى التهلكة لأنه ابتداء لا يؤمن بأى ثابت مطلق يتحرك على أساسه لإثبات ما يشك فيه من قضايا
وأمثال هؤلاء من المستحيل الوصول مع فلسفتهم لنتيجة لأنه ببساطة لا يلتزمون بأى شيئ ومعروف بالقطع أن الحوار والفلسفة بين طرفين لابد لها من قواسم مشتركة ــ مهما كانت قليلة ــ لينطلق منها المتحاوران إلى نقاش نقاط الخلاف
فإذا لم يوجد ثابت واحد يجمع المتحاورين فهذا معناه عدم وصول النقاش لأى نتيجة
تقبلوا تقديري




مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من توغّل في الشك .. كان عميق الحكمة !!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإلحاد بين ثقافة الشك , والإدعاء وحب الشهرة محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 4 09-27-2020 07:18 PM
مقلالت في المعرفة : من الشك إلى اليقين ياسر علي منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 06-28-2015 06:31 PM
بحرك عميق .. حسن الحارثي منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 2 10-28-2012 10:54 AM
امسك لسانك غادة قويدر منبر الحوارات الثقافية العامة 4 12-11-2011 10:05 PM
على هامش جرح عميق حسن الشيخ ناصر منبر قصيدة النثر 4 08-06-2010 11:49 PM

الساعة الآن 03:58 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.