احصائيات

الردود
7

المشاهدات
4391
 
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


صبا حبوش is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
397

+التقييم
0.08

تاريخ التسجيل
Mar 2011

الاقامة
الرياض

رقم العضوية
9765
12-21-2016, 03:13 AM
المشاركة 1
12-21-2016, 03:13 AM
المشاركة 1
Post الكراسة الصفراء ...
(حين عزمتِ على الرحيل ، كان الخبر صاعقاً ، لوهلة ظننتك تمزحين، أو هو اختبار محبة..سخفُ في الحالتين ، فلا المزح مقبول هنا ، ولا مشاعري بحاجة إلى اختبار.
وحين ثبت لي الأمر ، وصار الفراق أمراً واقعاً لا مناص منه، بدأت الغربة تنهش فيّ منذ اللحظة.
أنتِ من تتركين الدار ، وأنا من يشعر بالغربة في بيته، ألم أقل لك سابقاً إنك وطني؟!
)

ألم أقل لك إنك إكسير الحياة الذي يمدّني بالروح، كيف غرستي سمّ النسيان في صورنا وذكرياتنا وغادرتِ قصر عشق لم يكن إلاّ لكِ؟!
حين صحوت ولم أجدك بجانبي صغر العالم من حولي ، وكأنّه حفرة صغيرة تخنق ما تبقى من رغبتي بالاستمرار..
ماعادت رائحة القهوة توقظني ولا صوتك يهمس باسمي ..أيعقل أنّي فقدت الهواء الذي أتنفسه الآن؟!
ساقتني قدماي لخزانة ثيابك ، بدت لي أجمل مما كنت أراها عليك ، لا أدري لم انتابني هذا الشعور ..ربما رائحتك لم تزل عالقة على كل خيط من خيوطها ..ربما تعودين من أجلها أو من أجلي...!
لم يخطر يوماً في مخيلتي ما وصلنا إليه..أعتقد أنني أحببتك أكثر مما أحببتيني ، منحتك أكثر مما رغبتِ ومنك رضيتُ ما رضيتْ!..
تلك الكراسة الصفراء التي أخفيتها بين ملابسك كانت كافية لأطعن نفسي بألف سكين ، رأيتها مراراً دون أن ينتابني أدنى رغبة بتصفحها أو كسر قفلها..ثقتي فيك لم يكن لها حدود ،وخضوعك لماض أحمق لم يكن له حدود أيضاً..
هل كنت تمثلين الحب لتُسكتي صوت ضميرك تجاهي ، أم أنّ ضميرك دُفن في مذكّرات ثملة؟!
تلك الليلة كنتُ وحيداً أحتسي قهوتي بانتظار عودتك..وباقة الزهور تنتظرك برفقتي ..أوقدتُ المدفأة ونثرتُ بعضاً من عطرك المفضل على المداخل كلها..وآثرت تحضير ملابسك التي تحبين حين وقعت عيناي على الكراسة مجدداً في زاوية مظلمة ..
وللمرة الأولى تذهب أصابعي تجاهها ، كانت مقفولة بقفل ذهبي صغير ،أشعل الفضول داخلي، لا أدري كيف كُسر بين يدي، وكأنّ سهماً خفياً اخترق شغاف قلبي وأحاط بقفلٍ غفت بين ذراعيه خطيئة الذكرى...!
نعم كان خطك بقلم الحبر الأسود الذي أهديتك إياه في عيد ميلادك الماضي!..كيف للحروف أن تتحول لبشر ينبض بالحزن أو الفرح ويرغمنا على التبعثر كرذاذ الحبر...؟!
لا أعلم كم صفحة كان أمامي فالخيبة مزّقت رغبتي بتصفح المزيد ..ضاع بعضاً مني داخل سطورك وبقي بعضاً يصارع شياطين غيرة عمياء لمجهول لم أصادفه يوماً ربما..
" إنها السابعة صباحاً استيقظت باكراً لأشرب قهوتي برفقتكَ ، كم من الأسرار أريد البوح لكَ بها..وكم من المواقف توقف بي الزمن وتعيدني لشقائق نعمان كانت تتفتح حين تنادي اسمي..أشعر الآن بالدفء يلفح وشاحي، أتراك مررتَ من هنا؟!
أم تلك هي أرجوحة الحنين تعبث بي من جديد؟!...
"

عندما دخلتِ الغرفة وشاهدِتني مضرجاً بحبر ذاكرتك الآثمة ،لم تحركي ساكناً لإنقاذي ،حتى لو بكلمة تريح أطرافي اليابسة !
تركتني مع حيرتي وفاجعتي وأغلقتِ الباب خلف غموضك المعتاد..!
لم تساوميني على حبكِ الذي لم يكن بقليل ، كنت تعلمبن نقطة ضعفي أمام حضوركِ ، لا خسارة لك أمامي فأنا الخاسر الوحيد !
ومضتِ الأشهر عند شرفتي يوماً بعد يوم، لم أُخفِ شيئاً من حزني، بل حاولت تجرّع المزيد من الألم، قطعتُ جميع الطرق حافي المشاعر فأدمت روحي أحلامك مع رجل آخر..!
لثمتُ بشفاهٍ يابسة جرحي النازف بصمت ، لم أدع أحداً أن يبصره ..بل جمعتُ قطراته حبّة حبّة..
إن مررتِِ يوماً ورأيتني قرب محطة القطار التي التقيتكِ فيها أول مرة عند شجرة الصنوبر العتيقة ،اخلعي معطفك الصوفيّ ،ضعيه فوق كتفي وامضي.....


https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 12-21-2016, 09:56 AM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة صبا

سرد رائع وقصة مكتوبة بمهنية عالية فيها كافة عناصر القصة القصيرة الحبكة المتينة والاحداث تساند بعضها بعضا، الزمكانية مناسبة، وبناء الشخوص، البطل ونقيضه، والسرد مكثف وبعيد عن الحشو واللغة المستخدمة جميلة وقوية ووصفية تشد المتلقي الي جو النص ، والنهاية مفتوحة .

النص يتطلب جهدا وتركيزا اضافيا من المتلقي ويقحم المتلقي في النص لفهم ما يجري فلا يدرك المتلقي مثلا من هو السارد للأحداث الا عند جهة النهاية حينما يعلمنا السارد انه يتكلم عن فتاته التي تركته لتذهب مع رجل اخر وكنت أظن عند عتبة النص ان المتحدث السارد ام تخاطب ابنتها.

خاصتان جعلتا النص ينبض بالحيوية وهما الحركة ولغة الحوار. فمن عتبة النص نجد حديث عن الرحيل ، اما لغة الحوار فتجعل النص اقرب الى الواقع المعاش وكان ابطال النص اناس عادين يسكنون بيننا.

أعجبتني هذه الفقرة بلغتها السردية الجميلة ولو ان كل النص من نفس المستوى الراقي
" *
تلك الليلة كنتُ وحيداً أحتسي قهوتي بانتظار عودتك..وباقة الزهور تنتظرك برفقتي ..أوقدتُ المدفأة ونثرتُ بعضاً من عطرك المفضل على المداخل كلها..وآثرت تحضير ملابسك التي تحبين حين وقعت عيناي على الكراسة مجدداً في زاوية مظلمة ..
وللمرة الأولى تذهب أصابعي تجاهها ، كانت مقفولة بقفل ذهبي صغير ،أشعل الفضول داخلي، لا أدري كيف كُسر بين يدي، وكأنّ سهماً خفياً اخترق شغاف قلبي وأحاط بقفلٍ غفت بين ذراعيه خطيئة الذكرى...!
نعم كان خطك بقلم الحبر الأسود الذي أهديتك إياه في عيد ميلادك الماضي!..كيف للحروف أن تتحول لبشر ينبض بالحزن أو الفرح ويرغمنا على التبعثر كرذاذ الحبر...؟!".

طبعا هناك عناصر تأثير اخرى عديدة في النص مثل تسخير الحواس والالوان واستخدام مفردات تستفز وتستثير مشاعر المتلقي وتجعله يتفاعل مع الحدث بقوة. ومثلا نجد في الفقرة اعلاه ذكر لما يوحي بحاسة اللمس (الأصابع) بينما تتوشح الفقرة بأربعة ألوان الأصفر لون الكراسة واللون الذهبي لون القفل والظلمة وتوحي باللون الاسود وتكرار ذلك اللون الاسود أيضاً وهو لون القلم . وهذه الألوان تجعل النص اقرب الي لوحة فنية مرئية وليس فقط نصا سرديا. والحديث عن حروف تتحول لبشر تنبض بالحزن او الفرح تشخيص للحروف يجعله وكانها كائنات حية مما يزيد من حيوية النص ويجعله بالغ التأثير . .

ادعو عمالقة القصة في منابر للتفاعل مع النص والتعليق عليه خاصة ان الاخت صبا عضو جديد في كوكب منابر ولها قلم واعد وتكتب بنفس أديبة كبيرة ومتمرسة
.

لا اعرف ان كنت قد اعطيت النص حقه بهذه النظرة السريعة وربما يكون لي عودة ضمن النقاش الذي أتأمل ان يحظى به النص...

قديم 12-22-2016, 01:39 AM
المشاركة 3
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أشكرك من القلب على التشجيع أستاذ أيوب ...
أسعدني مرورك و زادني تفاؤلاً بما أكتب..
هذه القصة كانت مشاركتي بإحدى المسابقات ، تم اختيارها من بين القصص المؤهلة للمراكز الأولى ، لكنها لم تنل مرتبة ...

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 12-22-2016, 10:45 AM
المشاركة 4
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا لك استاذ ايوب وهذه المداخلة الراقية
واهلا بالاخت صبا في منابر
لي عودة تليق ان شاء الله

كل التقدير

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 12-23-2016, 02:45 AM
المشاركة 5
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالأستاذة صبا حبوش

قصة رائعة بحقّ ، تحمل إشارات أدبية راقية ، تخبر عن مؤهلات أدبية محترمة ، تبحر بعمق في الروابط الإنسانية ، تقارب الفقد و الحرمان و الاغتراب و الوحشة ، تلامس الإخلاص و الحب ، تسير على شطآن الغفران والتسامح ، تسائل الخطيئة و قدرتها على الإيذاء و كسر الأفئدة .

مرحبا بهذا الإبداع الجميل

قديم 12-24-2016, 02:52 AM
المشاركة 6
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخت فاطمة جلال
الأستاذ ياسر علي
أسعدني مروركما الراقي على كلماتي...
دمتما بود وأمل نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 12-25-2016, 04:11 PM
المشاركة 7
مها الألمعي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
مرحبا صبا
جميل ما قرأته هنا
هناك نصوص بعد القراءة أشعر أنني محملة بواجب شكر
كتابها الذين سمحوا بأن نكون قراء لهكذا مستوى
وبناءً على ذلك أقول لك شكرا.

قديم 12-27-2016, 03:07 PM
المشاركة 8
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عزيزتي مها ..
وأنا أقول لك شكراً على مرورك العبق بالمحبة ...
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة طاب يومك بأمنيات جميلة..

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الكراسة الصفراء ...
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قراءة في رواية جندي امريكي عائد من حرب العراق الطيور الصفراء ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 07-25-2013 12:03 AM

الساعة الآن 06:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.