قديم 12-24-2011, 11:56 AM
المشاركة 181
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الروائي الطيب صالح: أهم شيء صنعته في الرواية العربية


أنني أضأت مناطق مظلمة في الوعي العربي
  • (النوستالجيا).. أو الحنين للوطن.. عنصر طاغٍ على كتاباتي
  • الأعمال مرهونة بأوقاتها.. وفي المستقبل يمكن أن يرى البعض (بندر شاه).. أهم من (موسم الهجرة إلى الشمال)
  • الرجل بمفرده كائن ناقص لا يكتمل نفسيًا أو عقليًا إلا بوجود المرأة
إنه واحد من أجمل الهدايا التي قدمها السودان الشقيق للثقافة العربية. ذلك هو الطيب صالح الذي تقدم له مجلة (العربي) هذه التحية بمناسبة حصوله على جائزة ندوة الرواية العربية التي عقدت أخيرًا في القاهرة, وهي تحية لرجل طالما أغنى حياتنا بالمعنى ووسع من رقعة الرؤيا حين أضاف لنا شهادة عن عالمه في الجنوب.
(طريق الخلاص.. يكمن في تعميق الذات وتنقيتها من ذل الحياة.. ومهاناتالقمع) هذا هو (الطيب صالح) كما جاء على لسان أحد أبطاله وكأنه يصف رؤيته لذاته. حينما تراه تظنه لأول وهلة قرويًا قادمًا لتوه إلى المدينة.. ولو حدثته ستجدهالمفكر المبدع, كلماته تنم عن وجد صوفي أصيل, وتتسم بالزهد والورع وحبه للناس, وحبالناس له. بل إن سيرة المؤلف وأقواله الدالة على مواقفه وعلى تجربته الإبداعيةتضطلع بوظيفة نَصِّية مصاحبة, وتشكل عتبة من أهم العتبات المنفتحة على عوالمهالإبداعية. فـ (الطيب) واحد من كبار المبدعين العرب الذين عرفهم العالم كنموذجلكاتب نجح في فرض ثقافة الجنوب على الشمال, ومازالت روايته الأشهر (موسم الهجرة إلىالشمال) تحظى باهتمام القارئ العربي في كل مكان نظرًا لأنها كانت إحدى الرواياتالعربية التي نجحت في نقل الأدب العربي للعالمية بقدر ما كانت تعبيرًا مفعمًابالمحلية السودانية. تشتم من كلمات نقاده ومريديه رائحة (الطيب) وحالة الود التيأشاعتها كتاباتهم عنه, هؤلاء الذين أحبوا (الطيب صالح) روائيًا وإنسانيًا وأقامواله فوق الورق ما يشبه المهرجان أو الاحتفال الذي أتى أشبه بدفقة حب لكاتب كبيريستحقه. صاحب الوجه الأبنوسي, مبدع, متواضع كالعشب لاتزال في ضحكته تلك البراءةالطفولية التي تجدها لدى العباقرة. الحوار مع عقله متعة حقيقية, فهذا العقل يحملحضارة بأكملها, يتسلح بها, ويقاوم, ويواجه, ويعادي إذا لزم الأمر.. أما وجدانهالنبيل, فيطارحك الشعر, فهو عاشق للغة الراقية.. عربيًا إفريقيًا شرب من ماء النيل, ولم ينس لونه ولا طعمه, عندما سافر إلى لندن وشرب من مياه التايمز الإنجليزي بقيإفريقيا عربيا وإنسانا وفيا لجذوره الأصيلة وكأنه إحدى المدن الدافئة التي ما إنترها حتى تلقي عصا الترحال وتضع حدًا نهائيًا لأسفارك. وشاعرية (الطيب) تنبع مندوامة السحر الفني والفكري ومن مرتفعات عالية من الخيال الإبداعي لروائي عظيم تطربطربًا حقيقيًا بما فيها من غزارة شعرية رائعة. فالطيب صالح شاعر في ثوب روائي وذلكما يجعل الحوار معه بالغ الصعوبة, التقته الصحفية المصرية سوسن الدويك, وكان هذاالحوار:
  • (لا أظن أنني أكتب لأقص على الناس قصة حياتي) هذه إجابتك عن السؤال الدائم حول (مصطفى سعيد) بطل روايتك (موسم الهجرة إلى الشمال).
    ولا جدال في أن النص الأدبي ليس سجلاً لسيرة الكاتب.. ولا ينبغي لها أن تكون.
- ولكنه لدى التحليل الأخير هو محصلة لتفاعلات الكاتب الذاتية في جدلهمع المحيط التاريخي والاجتماعي الذي يتحرك, ويكتب فيه.
وتجارب الكاتب وذكرياته وعلاقاته الاجتماعية وميوله الفكرية والفنيةتشكل المادة الخام التي يستمد منها الكاتب رؤاه, وعوالمه القصصية والروائية, وذلكفي محاولة للرد على بعض النظريات الحداثية في الأدب التي تذهب في مسماها لعزل النصالأدبي عن كاتبه إلى حد التضحية بالكاتب والإعلان عن موت المؤلف إمعانا في نفيالغائية والقصدية, وكل ما هو مشترك عن الكتابة الأدبية كما ذهب إلى ذلك الأديبوالناقد رولان بارت.
  • إلى أي مدى إذن يقترب منك (مصطفى سعيد), أم أنه بعيد تماما عن الطيب صالح?
- لا ليس بعيدًا نهائيًا.. لأن كل شيء يكتبه الكاتب له صلة بنوع مابه.. ولكن أيضا وبتعبير الكاتب الإنجليزي العظيم (جراهام جرين) الكاتب يجب أن يقطعالحبل السري الذي يربطه بالتجربة ويتركه يختلط بأشياء كثيرة, و(مصطفى سعيد) له صلةبي, بقدر ما لـ (محيميد) في (ضو البيت) من صلة بي.
  • أهلك.. قالوا لك: (والله يا هو.. دا كلامنا ذاتو لكن فيهو شوية لَوْلَوَةْ) قلت لهم: (هذه اللولوه) هي التي يسمونها فنًا!!
    هل هذا هو الوجه الآخر لأنصاف الحقائق التي تحدثت عنها?
- بالضبط.. وهذا الحديث الذي ذكرته صحيح.. فهذا قريب لي اسمه محبوبالمبارك, شخصية ظريفة وهو لم يسمع بـ (الإبداع) أو شيء من هذا القبيل ولا يعرفالقراءة ولكنه طلب من أحد الشباب المتعلمين بالقرية أن يقرأ له الرواية, فقرأهافوجده كأنه (كلامه) وهذا التعبير (دا كلامنا ذاتو, لكن فيهو شويه لولوه) على قدربساطته فهو يشير إلى بساطة الناس وفطرتهم الذكية, وهؤلاء(ناس مش لعبة)!! وأناأسميهم خبراءالحياة.
  • (السودان.. أحمله بين جوانحي أينما ذهبت, هذا هو الوجع الأول البدائي واللانهائي) هكذا قلت وكأنك تحمل السودان بين الجوانح, ولا نحس أنك فارقته ولا لحظة.
    ما موقع السودان على خريطة حياتك?
- السودان.. (الهوية) ولدت في أرضه, فيه مهبط رأسي, ويقال إن مهبط رأسالإنسان يظل عالقًا به, ومازلت أرتبط بقريتي الدّبة في الشمال الأوسط من السودان, ولأنني اغتربت عن السودان فالغربة تؤكد إحساس الانتماء..صحيح أنني أرى أن الوجودالجسدي بالمكان ليس مهمًا خصوصًا بالنسبة لكاتب أو لفنان, ولكن إحساس الغربة موجودعندي وأتعامل معه بطرق مختلفة.. تعاملاً لا يخلو من عنصر الوجع ولكن ليس وجعًادائما أو مستمرًا في الـ 24 ساعة في اليوم.. أحيانًا أنساه!!
  • قلت: (هذه البيئة.. هي التي خلقت عالمي الروائي) هكذا يبدو أنك تعلق أهمية خاصة على مرحلة الطفولة والقرية.. فإلى أي مدى لعب هذان العنصران دورًا في صياغة عوالمك الإبداعية?
- أعتقد أن الشخص الذي يطلق عليه كاتب أو مبدع يوجد طفل قابع فيأعماقه, والإبداع نفسه ربما فيه البحث عن هذه الطفولة, والأدب برمته بحث عن فردوسضائع.. وقد كان عالم الطفولة بالنسبة إلي فردوسًا, كان هو العالم الوحيد الذيأحببته دون تحفظ, وأحسست فيه بسعادة كاملة, والحسرة الكبرى في حياتي أن طفولتي فيالقرية لن تعود مرة ثانية!!
فالقرية هي عالم مصغّر من السودان (الميكرو كوزم), العمل الأدبي الذيأبدعه, ولما أريد أن أقوله عن السودان وعن العالم العربي, هي المسرح.. المادةالخام.. هي النافذة على الكون.
وهذا ما فعلته في (عرس الزين) فهي قريبة جدا من الواقع, ومرات أميتهكما فعلت في قصة (ود حامد) وكنت ألعب بالشخصيات كما يلعب المخرج بالشخصيات فيالمسرح.
غير أن في هذا العمل طبعًا عنصر الفن المتعمد.
الفن المتعمد
  • ماذا تعني بتعبير (الفن المتعمد)?
- الفن المتعمد..أي الدفع بالشخصية إلى أقصى مدى ممكن, وأقصى حدودتتحمَّلها.
وهذا التعبير أي (الفن المتعمد) والدفع بالشخصية لأقصى درجات تحملهاأول من قاله (بلزاك) الفرنسي, وأنا أحب بلزاك جدًا, ولي بعض الجهد الإبداعي فيهذاالصدد.
  • هناك من يرى أن لديك اقتناعًا بأن أسلوب التوسل بالتراث لتلوين الرواية العربية بلون محلي هو السبيل إلى إظهار خصوصيتها, وإثبات انقطاع صلاتها بأنماط الرواية الغربية السائدة.. هل ذلك صحيح?
-لا.. لا.. ليس أنا.. ولا يعجبني تعبير (التوسل) وتصورهم هذا خاطئ, فكأنهم يعتقدون أن التراث شيء موضوع عندنا في مخزن, وأحيانًا نفتح عليه ونأخذ منهمثلا.. وهذا خطأ وغير صحيح.
فالتراث معجون فينا, والناس يحملون تراثا يمثل امتدادا لبعض الأشياءولديهم إحساس بذلك, ولعلك لاحظت مثلا الأسماء نفسها في الروايات (عبدالقادر ولدمحجوب) بحيث يصلح الاسم لمجموعة عوالم وليس لشخص معين ممتد لعشرات السنين, وليستحكاية التراث هذه التي يرونها, وأعتقد أن بعض إخواننا الأكاديميين هم من يقولونبهذا الرأي ولكن بالنسبة لي ليس لدي هذا الإحساس ولا أتعامل بهذه الآلية, أنا لديعالم (مادة خام) موجودة وآنا آخذ منها.
طبقات الشخصية
  • هناك آخرون يرون (أن روايتيك الأوليين (موسم الهجرة إلى الشمال), و(عرس الزين) وجدتا رواجًا داخل العالم العربي وخارجه ورفعتا منزلتك إلى مصاف أعلام الرواية العربية, الأمر الذي دفع بك إلى سبر واقع مجتمعك في روايتك الأخيرة (بندر شاه) لتعرب عن المسائل الجوهرية التي تشغل بالك, ولتقوي علاقة لحوقها بالنص الخاص, وتلون نسيجها بلون مرويات التراث الشعبي) ما رأيك?
- إلى حد ما, ولكن ليس الرواج الذي وجدته في (عرس الزين), و(موسمالهجرة) هو الذي دفعني لعمل ذلك.. لا.. ولكن هي رؤية في زمن مختلف فهذا مجتمعمترابط يتحول, له متحولات متعددة, وأنا أكتب أعمل كعالم الآثار في الحفريات, حتىتبدو لي الحقيقة في طبقة إنسانية معينة, وهكذا أظل أحفر, حتى تظهر لي أشياء أخرى, وأمور أخرى لها طبيعة التراكم وهذا الحفر لا نهائي, ولا أحد يصل لنهايته.
  • أول كتاباتك كانت في لندن بالفعل, إذن الغربة لعبت الدور الرئيسي في دفعك للكتابة?
    وربما هذا هو تبرير إعجاب القراء العرب والغربيين بها. ما رأيك?
- أنا واضح جدًا في طريقتي في الكتابة, ولست كاتبًا شديد الإحساسبالقارئ أو الناقد, ولا أنتج إبداعي بهدف الاستمرار في السوق أو من أجل النقاد لا.. لا.. أنا أكتب كما يحلو لي, وبحرية كاملة. لا.. أرفض هذا التفسير نهائيا.. فإذا وجدما أكتبه هوى لدى القراء.. فهذا يرجع للقارئ, وإذا لم يجد هذا الهوى فقد يأتي زمانآخر ويجد!

قديم 12-24-2011, 11:58 AM
المشاركة 182
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ،،،


بعيدًا عن الاستشراق....الطيب صالح
  • ولكن هناك من يرصد أن المتلقي الغربي أبدى إعجابه بعالم الطيب صالح القصصي, لأنه أرضى نظرته الاستشراقية, وأشعره بأن هذا العالم مطابق للصورة التي يحملها عن العرب (الشرق) أو للوضعية التي ينبغي أن تكون عليها تلك المنطقة, وهذه أيضًا رؤية الروائي عبدالرحمن منيف في كتابه (الكاتب والمنفى).
- هذا ظلم فعلا.. لأن (موسم الهجرة إلى الشمال) كانت تحديًا صارخًاللنظرة الاستشراقية, ولي صديق اسمه د.محمد شاهين أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة عمانكتب بأن إدوارد سعيد رحمه الله - وهذا رجل عظيم - ذكر بأن رواية (موسم الهجرة إلىالشمال) كانت من المؤثرات القوية التي اعتمد عليها في كتابه (الاستشراق), والذيتحدى به هذه النظرة الاستشراقية.
وعبدالرحمن منيف - رحمه الله - إذا كان قال هذا الكلام فهو (غلطانجدا), و(موسم الهجرة إلى الشمال) لا تحتاج إلى أن يعترف بها أحد, فالرواية اعترفبها منذ زمن وترجمت الآن إلى 21 لغة على وجه التحديد, وآخر لغة هي اللغة البرتغاليةوقبلت عالميًا على أنها من أقوى الحجج الفنية ضد الاستعمار, فالرواية كلها تتحدىالأوهام الاستعمارية, فكيف يقال عنها وعني إنني أرضيت الاستشراق.
وأعتذر عن الانفعال الزائد لأن هناك بعض الكلام و(التعابير) المجحفةالتي تجعل الإنسان يغتز بنفسه (شوية أكثر).
أما بالنسبة للعالم العربي, فهناك أناس كثيرون من العرب أحبوها وأناسآخرون ينكرونها, لأنها واجهتهم بأشياء ما كانوا يحبون أن يواجهوا بها!!
ولكن أظن أن من أسباب رواج هذه الرواية في العالم العربي أنها صدرت فيوقت له دلالة فقد صدرت في سبتمبر 1966, والعرب كانوا في بلبلة, ويبدو أنهم وجدوا فيهذه الرواية انعكاسا وصدى لما يشعرون به. ثم إن الأعمال الأدبية ظلم لهاتسطيحها.
إنسان غير عادي
  • ذكرت كيف تأثر الكاتب والمفكر إدوارد سعيد بروايتك (موسم الهجرة إلى الشمال) بكتابته حول الاستشراق ووصفته بأنه رجل عظيم وقلت عنه: (إن إدوارد منح الجغرافيا والمكان دورًا أساسيًا, وهذه إضافة أساسية أدخلها بشكل مهم على نظرية الرواية)... وضح لنا ذلك?
- إدوارد سعيد نفسه كان إنسانًا غير عادي, كان رجلاً بشخصه, مهذبًاغاية التهذيب, كان شاملاً في معرفته, كان إدوارد سعيد يعرف لغات, يعرف أدبًا, يعرفموسيقى, كان موسيقيًا محترفًا.
وهو نتاج ثقافات أوربية وعربية, وبالرغم من أنه كان مسيحيًا, فإنه كانأيضًا يعتبر الإسلام جزءًا من ثقافته, وكان إذا كتب أو تكلم يجذب إليه المتلقيفورًا, وكان محاضرًا (فاخرًا), فكان إذا حاضر يأسر الحاضرين والجمهور, وعندما كانيأتي إلى لندن يحاضر, يزدحم الناس على محاضراته, ويصبح المكان صعبًا, ويحسب لهأعمال وإنجازات عظيمة, وطبعًا كان مهتمًا بالإنسانيات, ولكن أهم دور - في اعتقادي - أنه قدم نفسه للغرب بالمعنى الواسع (أمريكا وأوربا) على أنه إنسان عربي بلغ درجةعالية من التحضّر أعلى من التي وصل إليها كثيرون منهم , وأصبح داعية قويًا جدًاللقضايا العربية كلها تتقدمها طبعًا القضية الفلسطينية. وكانت طريقته في طرحالقضايا غير عدوانية نهائيًا, حيث كان يفترض العقلانية في الآخر, ويوقظ فيه إحساسالعدالة, والرغبة في الفهم, وأعتقد أن إدوارد سعيد قام بدور لا تقوى عليه كتائب منالدعاة, وسوف ننتظر كثيرًا حتى يظهر عربي آخر في قامته وعلمه, فأناس كثيرون تحوّلوافي مواقفهم بعد أن فهموا القضايا العربية منه لأنهم أحبّوه واحترموه.
الطيب والقضية الفلسطينية
  • على ذكر القضية الفلسطينية...الطيب صالح ماذا كتب عنها سواء من خلال أدبك أو دورك العام, ماذا قدمت للقضية الفلسطينية?
- لا...(معرفش) والله, وأصل حكاية قدمت إيه? دي صعبة!!...لكن أعتقدمثلا أن رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) كلها مرتبطة بالصراع الذي من أعراضه القضيةالفلسطينية, وأتصور أن المطلوب جهد كبير, لابد وأن يكون جماعيًا, فكلنا يجب عليهالمساهمة بالجهد إزاء هذه القضية, وأنا دائمًا أقول: إذا كان الأوربيون استطاعوا أنيفهموا المتنبي, فسوف يفهمون القضية الفلسطينية, فهم إما غير قادرين أو لا يريدونأن يفهموها, ولكن يبقى دورنا في تسليط أكبر كمّ من الأضواء حول القضية لأن هناكظلامًا كبيرًا, وتعتيمًا كاملاً حولها, وأنا أقدم جهدًا متواضعًا حين أشارك فيندوات أو مؤتمرات للقضية الفلسطينية.
والمشكلة بالنسبة للكاتب من أين يبدأ, فالأمور مترابطة, فإذا كتبت عنمعاناة الإنسان السوداني, فهذا مرتبط بمعاناة الإنسان الفلسطيني, وقد كتبت مقالاتكثيرة عن فلسطين وقضايا سياسية أخرى, ولكن لما (الواحد يكتب أدب, دي حكاية ثانيةخالص), لأنه حتى محمود درويش ينبغي النظر إليه على أنه شاعر فقط, وليس بوصفه شاعرًافلسطينيًا, لأن الفن له منطق آخر, وليس ذلك راجعًا إلى مسألة (الفن للفن) ولكنلموقف آخر يخص آلية الإبداع.
  • وماذا عن (النوستالجيا) أو الحنين إلى الوطن واعترافك ذات مرة بأن هناك عنصرًا طاغيًا على كتاباتك وهو (النوستالجيا) حيث قلت إنه الحنين إلى عالم أحسن?
- والله يقال... نعم هناك بعض الناس يقولون إن الأدب كله (نوستالجيا) ينبع من حال حنين غامض لما مضى حتى مع أول لحظة لولادة الطفل, بعض الناس يذهبون إلىأن الطفل حين ولادته ينتابه إحساس أنه يريد العودة إلى الرحم مرة أخرى, وخائف منالدنيا, والله أعلم...ولكن هذا الإحساس قوي جدًا عندي, فأنا أحن إلى الأشياء لأنيآلف الأشياء وآلف الناس والأماكن, فإذا بعدت عنها وافتقدتها أحن إليها.
والشعر العربي القديم مليء بالحنين ومشاعر الافتقاد لدرجة تدمع العين, ولا أستطيع أن أنفي إعجابي بأبي نواس, وأبي العلاء, والمتنبي, فهؤلاء قمم في الشعرالعربي.
  • ... قلت: (إن الحداثة تستمد أصالتها من اعتمادها على التراث خاصة أن هذا التراث شديد الثراء, ويمثل جزءًا كبيرًا من المعطيات الثقافية التي تعد من أهم الروافد الثقافية) كيف تفسر لنا ذلك?
- أظن هذا صحيحًا, فنحن يهمنا أن نحتفظ بميزاتنا التي تميّزنا عن باقيالأمم, فإذا استعرنا صفات أناس آخرين نصبح مسوخًا, إذن لابد وأن نتطور في إطار ماعندنا من سياق تاريخي, وحضاري وتراثنا تراث خصب (مش لعبة)!!
عمومًا أنا لا أشغل نفسي بهذه الأنماط (حداثة...أو ما بعدحداثة...إلخ), أنا أكتب (وخلاص) وطبعًا النقاد والأكاديميون من وظائفهم أن يقرأواالنصوص ويقدروها ويجدوا لها تسميات, أما أنا فلا أشغل نفسي بهذا...
  • ولكن نصية (بندر شاه) تؤكد أن الطيب صالح جعل سمات الحكي التراثي الشعبي تضطلع بوظائف مصاحبة للوظائف التي اضطلعت بها الخصائص الروائية في ذلك النص السردي نظرًا لتعلقك بالجنس الروائي.
    وهذا يشهد بأنك لوّنته بلون مخصوص لتؤكد من ناحية على تميّزك عن النصوص الروائية الكلاسيكية في الأدب الغربي وعن النصوص الروائية السائدة في الأدب العربي, وذلك يثبت من ناحية أخرى إسهامك في دعم نزعة تأصيل الرواية العربية...ما رأيك?
- أشكرك بشدة, وإن صح قولك هذا, وعمومًا أنا أحاول أن أصنع ذلك, ولكنلا أريد أن أبدو مزهوًا بنفسي.
وإيجاد شكل جديد - في رأيي - من المطالب التي لا قيمة لها في الأدب, لأن هناك بعض الروائيين يقول: (أنا هطلع شكل جديد) فنجده يتكلم أكثر مما يبدع, فأشكال الرواية يمكن أن تعد على أصابع اليد, المهم هو المحتوى والأفكار.
والسودان عمومًا بلد إلى حد كبير مجهول حتى بالنسبة لكم في مصر, رغمأنكم أقرب الناس إلينا, إن هذا يحزنني, ولكن يبدو أن ما أفعله جديد, لأنه بالنسبةللقارئ المصري أو السوري أو العراقي, البيئة كلها جديدة عليهم, وهذا حسن, فأنا نجحتفي أن أقدم نمطا وجوديا ومعيشيا في كتلة بشرية مرتبطة بالكتلة البشرية الكبيرة التينقول عنها الأمة العربية, وهذا حسن.
ويبدو لي أن أهم شيء صنعته في الرواية العربية أنني أضأت مناطق مظلمةفي الوعي العربي, ولأن القارئ إذا بذل جهدًا وقرأ فهذا أفضل من التصور, فهنا كتّابكتبوا على النهج نفسه مثل (البشير خير) الذي كتب عن الجنوب التونسي وغلاب منالمغرب, وطاهر وطار من الجزائر, وغالب هلسا من الأردن وسورية ومصر, وهكذا فالأماكنالمظلمة في المخيلة العربية بدأت تضاء, وهذا مهم جدًا حتى ترتبط هذه الأضواء في ذهنالقارئ العربي, ونحس فعلاً أننا أمة واحدة وليس مجرد كلام.

قديم 12-24-2011, 11:59 AM
المشاركة 183
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ..بعيدا عن الاستشراق
  • هكذا كشفت نصية (بندر شاه) الجامعة عن أن العلاقة التي نسجها ذلك النص السردي مع طبقة النصوص المنتمية إلى الجنس الروائي, كثفت خصائصه الأجناسية وأثرت دلالاته...أليس كذلك?
- يسعدني كثيرًا اهتمامك بـ(بندر شاه) لأنني أعتقد - في تقديريالمتواضع - أن في (بندر شاه) شيئا جديرا بالنظر, وفيها ما يؤكد ما ذهبت إليه مناشتغالي كعالم أثري, ففي (بندر شاه) هذا المكان خلطت بين الأسطورة والحلم, الواقعوالتاريخ, فأريد أن أفهم لماذا هذا المكان? وما خصائصه, وأنا أتقصى أيضًا في قضيةالعلاقة بالسلطة, لأن بندر شاه - كما تعلمين - بندر المدينة, وإشكالية الحلم, والمشكلة بالنسبة لنا هي المدينة بمعناها الواسع كيف تدار? وكيف تحكم?, وليسالمدينة ذات الأبنية الشامخة, وذلك بالرغم من أن الوجوديين يرون أن منزلة الفرد فيالمدينة تجسم المنزلة البشرية, وأن فضاء المدنية يغذي شعور الإنسان بالغربة ويعمّقاقتناعه بعبثية الحياة, وقد ترجمت ذلك في موسم الهجرة إلى الشمال, على لسان الراويحين رجع من المدينة إلى القرية وهو يقول: (ونظرت خلال النافذة إلى النخلة القائمةفي فناء دارنا, فعلمت أن الحياة لاتزال بخير...أنظر إلى جذعها القوي, المعتدل, وإلىعروقها الضاربة في الأرض, وإلى الجريد الأخضر المتهدل فوق قامتها, فأحسّبالطمأنينة, أحس أنني لست ريشة في مهب الريح) ولكنني قبل تلك النخلة, مخلوق له أصل, له جذور, له هدف.
  • الطيب صالح, لم يبحث في التراث السردي عن لغة سردية يعبّر بها عن أفكار سياسية مقموعة, وإنما نحا ذلك المنحى ليحسّ التعمّق في المسائل, وانشغال البطل الروائي بهذه الهموم السياسية تعبير واضح عن انشغالك أنت شخصيًا بها...فهل ترى ذلك صحيحًا?
- هذا سؤال صعب جدًا, والكاتب لا يخرج عن جلده حينما يكتب, وهذا فيالهوية السودانية, صحيح أنني أعبّر عن أفكاري في قالب روائي الله أعلم, بمعنى أننيلا أتعمّد أن أناقش أفكارًا سياسية, والسياسة نفسها أصبحت مفهومًا واسعًا مثلالثقافة, فكل شيء تدخل فيه السياسة, يعني هموم الإنسان العادي فيه سياسة, لكن أناأقصد في مكان ما من السودان هو مزيج من الواقع والخيال, أنا أريد أن أستكشفه, وأظندون ادّعاء أنني من أوائل الذين قالوا إن الكاتب كأنه عالم أثري يبدأ (بكومة منالتراب) ثم يظل يحفر... ويلم الأشياء بعضها من بعض و(يطلع) ببعض النتائج أحيانًاويترك الأفكار مفتوحة, وفقًا لبراعته.
  • هناك من يقول إنك أشرت في أحاديث مصاحبة لـ (بندر شاه) إلى تأثر هذا النص بالحادثة أو (الواقعة), والأسطورة والخطاب الصوفي, وحرصت على التنبيه إلى البعد الرمزي في ذلك.. هل تتفق مع هذا الرأي?
- صحيح أنني نبهت لبعض الرمز, لأن الرمز مهم, ولأن الأدب في نهايةالأمر مجاز, ولأنني أستخدم مساحة واسعة في الزمان لابد من استقدام الرمز, ومنذالبداية, منذ كتبت قصة قصيرة اسمها (ود حامد) أجدني من خصائص عملي أنني أنزع إلىخلق أسطورة دائمًا, وأحوّل الواقع إلى أسطورة, وأمزج بقدر ما أستطيع بين الواقعوالأسطورة.
  • وهل ذلك يعني أن استخدامك للأسطورة يعفيك من رفض الواقع كما هو, أم هي حال كشف أكثر للواقع?
- لا...أنا لا أحاول أن أتحاشى الحرج, حتى فيما كتبته بأسلوبي هذا فيهحرج - كما تعلمين - في موسم الهجرة إلى الشمال, هذا أسلوب وهذه طريقة في النظر إلىالأشياء.
  • ربما هذا يتضح جليّا في (بندر شاه) حيث توسل الراوي بمرويات تراثية شعبية انفتح فيها المعقول على اللامعقول, وامتزجت فيها الحقيقة بالخيال...صحيح?
- كما ذكرت لك, هذا أسلوبي في الكتابة, وحتى لو قلنا إننا نظرنالواقعنا أو على الأقل واقع هذا المكان الذي أتحدث عنه, هذا المكان الماضي والحاضروالمستقبل, الواقع والحلم, كل الأمور مخلوطة في حياة الناس, الحياة الكاملة تعني أنالناس يعيشون وهم يحملون كل هذه المكونات.
والغريب في الأمر أن الذين يزعمون بأنهم يكتبون أدبًا واقعيًا يدخلونأنفسهم في (ورطة) لأن الكاتب في هذه الحال مضطر لأن يهمل جميع هذه العناصر, ويأخذالواقع الذي يراه, ويصبح الواقع عبارة عن (قرافة) أو مقابر, بالمناسبة طريقة كتابتيوكتابة جمال الغيطاني, كتابة جميلة جدًا, وفي هذا المعنى أظن نحن أقرب للواقع منالذين يزعمون أنهم واقعيون.
  • (بندر شاه), قمت بتجذيرها في التراث, وعضدت بها مسيرة الرواية العربية على درب التأصيل, هل ترى أن هذا الاتجاه كان له دخل في تعتيم خطابها وحجب قيمتها الحقيقية?
- لا أظن بأي حال...وهذا عمل لم يكتمل بعد, والنقاد تحاشوها لأنهاتحتاج إلى جهد أكبر في الدراسة, وهذا غير مهم بالنسبة لنا, لأن الأعمال مرهونةأصلاً بأوقاتها, ويمكن في المستقبل يرى البعض أن (بندر شاه) أهم من (موسمالهجرة).
  • الحق أن هناك أكاديميين اهتموا بشكل خاص بـ(بندر شاه) فقد قام د. فوزي الزمرلي (بجامعة منوبة) في تونس بمقاربة الرواية مقاربة شعرية ليقف على علاقاتها بالنصوص المنتمية إلى الجنس الروائي, ومن ناحية أخرى بالنصوص التراثية.
    وقال: (إن الطيب صالح أقام نص (بندر شاه) ليرصد واقع المجتمع السوداني إثر اتصاله بالغرب, ونظرًا لاتساع فضاء ذلك الجنس الأدبي, فقد قام بتوظيف شتى أنماط التعبير من دون أن يخرج بذلك عن حدود جنسه الخاص)....ألا يعد ذلك اهتمامًا أكاديميًا?
- هذا كلام جميل جدًا, إذا كنت فعلت كل هذا, وهذه قضيتنا, فلو نعملإشارة إلى هذه الطريقة أو سياسة بهذه الطريقة ونطور الاقتصاد أيضًآ فسنكون قمنا بحلمشكلتنا.
  • اختلف النقّاد كثيرًا حول أعمالك, فقد كتب رجاء النقاش في نقده لـ(موسم الهجرة إلى الشمال): (إن الرواية تعالج المشكلة الرئيسية التي عالجها من قبل عدد من كبار الكتّاب العرب, إنها المشكلة نفسها التي عبّر عنها توفيق الحكيم في روايته (عصفور من الشرق), وعبّر عنها بعد ذلك يحيى حقي في روايته (قنديل أم هاشم) وعبّر عنها الروائي اللبناني سهيل إدريس في روايته (الحي اللاتيني) وأقصد بذلك, مشكلة الصراع بين الشرق والغرب, وكيف تواجه الشعوب الجديدة هذه المشكلة).كيف ترى ذلك?
- أولاً أحترم رؤية الأستاذ رجاء النقاش لأن الناقد من حقه أن ينظركيفما يشاء, وهذه الحرية مكفولة للكاتب المبدع وللناقد أبضًا.
أما بالنسبة لرأي د.يوسف نور عوض عن (موسم الهجرة) فأنا لا أزعم لنفسيهذا - لكن هي عمل مختلف حقيقة إذا صدق - وربما جاء هذا الاختلاف عن عمل أساتذةأجلاّء لأنهم كتبوا في مرحلة مختلفة من طبيعة الصراع مع الغرب حيث كان الصراع وقتهافي ذروته, فقد كانت هناك حرب الاستقلال في الجزائر, وفي مصر صدام عنيف جدًا معالغرب, وقضية فلسطين, لذا كان من المستحيل أن أكتب كما كتب يحيى حقي, وتوفيقالحكيم, أو سهيل إدريس, فربما رؤيتي نفسها اختلفت في النظر إلى المسألة كلها, فربماما رأيته إذا لم نقل إنه صراع, فهو مواجهة, وهم أقاموا علاقة رومانسية إلى حدكبير.
ثم إنني من السودان - وهم عرب من حوض البحر المتوسط, وهذه المنطقةتعاني نوعًا من الالتباس, فقد يخيل لبعض العرب في هذه المنطقة أنهم أوربيون, لأنهممن هذه المنطقة قريبون من اليونان, ونحن لا ندّعي هذه الحكاية, فنحن واضحون وحريصونومختلفون, وأنا كتبت بهذا الإحساس, إلى جانب أنني عشت في لندن سنوات أطول, وتعمّقتفي حياتهم أكثر من هؤلاء الأساتذة (من واقع الغربة

قديم 12-26-2011, 12:25 PM
المشاركة 184
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الطيب صالح
- ولدعام (1348هـ - 1929م) في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قريةدبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها،وتوفي في أحدي مستشفياتالعاصمة البريطانية لندن التي أقام فيها في ليلة الأربعاء 18 شباط/فبراير 2009.
- عاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم، وفي شبابه انتقلإلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم.
- سافرإلى إنجلترا حيث واصل دراسته، و غيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدوليةالسياسية.
- تنقل بين عدة مواقع مهنية فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمللسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية, وترقى بها حتىوصل إلى منصب مدير قسم الدراما,
- وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمللفترة في الإذاعة السودانية.
- هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاًومشرفاً على أجهزتها.
- عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس, وعملممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي.
- ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بينالشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلكأحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايتهالعالمية ( موسم الهجرة إلى الشمال( .
- كتابته تتطرق بصورة عامة إلى السياسة،والى مواضيع أخرى متعلقة بالاستعمار، والمجتمع العربي والعلاقة بينه وبين الغرب.
- علاقة مصطفى سعيد بطل - روايته موسم الهجرة الى الشمال- بالأنثى هي دائماً علاقة آخرها موت مدمر إذ إن "مصطفى" ـ گما يلاحظ المؤلف ـ ينتقم في شخص الأنثى الغربية لسنوات الذل والقهر والاستعمار لينتهي بها الأمر إلى قتل نفسها بنفسها.
- للموت سلطاناً لا ينگر على عالم الطيب صالح الروائي فقد وفق الروائي من خلال بناء هذا العالم في تقديم عطيل جديد ومصطفى سعيد عطيل القرن العشرين الذي حاول عقله أن يستوعب حضارة الغرب لا يبالي ولا يهاب، له القدرة على الفعل والإنجاز، يحارب الغرب بأسلحة الغرب.
- السودان أولا البيئة الشعبية السودانية هي العالم الوحيد الذي تدور فيه كل أجواء رواياته وقصصه القصيرة التي كتبها••
- يقول " عندما تركت قريتي وسافرت إلي لندن ساورني طويلاً هذا الإحساس، الإحساس بأنني خلية زرعت في مدينة كبيرة زراعة اصطناعية، لذلك لم أحس إطلاقاً بالراحة النفسية التي كنت أحس بها في قريتي•
- هذا الحنين الجارف إلي الجذور يتكرر في أكثر من موضع من سيرة الطيب صالح، وهذا الحنين وحده كان دافعه إلي الإبداع، وهو لم يعتبر نفسه أبداً مبدعاً علي مستوي الإحتراف، وإلي ما قبل مغادرته السودان إلي لندن في عام1953م، لم يكن كتب سوي محاولتين قصصيتين، مزقهما، وأنتهي الأمر عند هذا الحد
- يقول الطيب صالح عن روايته الأكثر شهرةً "موسم الهجرة إلى الشمال": <<أردتُ أن أكتب روايةً مثيرةً أصفُ فيها جريمة الحب>> بعد أن <<افتتنتُ بالصّراع بين إله الحب والموت، فإذا بها بعد أن أكملتها، قد جاءت على غير ذلك. فهي تصوّر هذا العالم المُشوّش الذي نحاول جاهدين، كبشرٍ، إلى إعطائه بعض المعنى. لقد شحنت موسم الهجرة بالغُربة، إلى حدٍ كبيرٍ. و
- أبطاله يختفون فجأةً إمّا انتحارًا أو غرقًا، أو ربّما هروبًا وانسحابا،
- تناولتِ روايته -موسم الهجرة الى الشمال - الموتَ كسلطانٍ بأنواعِهِ وطرُقِهِ، مِن وفاةٍ وقتلٍ وانتحارٍ، بمعانيهِ ودوافعِهِ، بدلالاتِهِ بالنّسبةِ للأنثى وللرّجلِ، مِن ذلٍّ وضعفٍ ورفضٍ وخطيئةٍ وإثمٍ وكبرياءَ وعنفٍ وتضحيةٍ وانتقامٍ.
- يقول ان" ألإبداع نفسه ربما فيه البحث عن هذه الطفولة, والأدب برمته بحث عن فردوسضائع..
- يقول أن يوافق مع من يقول بان الأدب كله ينبع من حال حنين غامض لما مضى حتى مع أول لحظة لولادة الطفل, وأن هذا الإحساس قوي جدًا عنده, فأنا أحن إلى الأشياء لأنيآلف الأشياء وآلف الناس والأماكن, فإذا بعدت عنها وافتقدتها أحن إليها.
لا يوجد تفاصيل عن طفولة الطيب صالح ولا يوجد أي ذكر لوالده أو والدته وكيف كانت عليه حياته في القرية، لكن هناك ما يشير إلى انه كان يحن إلى تلك الطفولة والى البيئية التي تربى وعاش فيها وانعكست في رواياته جميعها على الرغم مما فيها من بؤس وشقاء يمكننا أن نتخيله كونه أبن قرية نائية في شمال السودان ولد في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي قرن كان مضطرب بالحروب والاستعمار والفقر.

لكن يبدو أن عاملي الترحال والغربة كانت أكثر العوامل تأثيرا على الطيب صالح لكن لا يمكننا آن نتجاهل حضور الموت في أدبه خاصة روايته موسم الهجرة إلى الشمال المسكونة بالموت..غم ذلك سنعتبر انه مجهول الطفولة.

مجهول الطفولة

قديم 12-27-2011, 01:53 PM
المشاركة 185
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع سر الافضلية في رواية - 25- ذاكرة الجسدأحلام مستغانمي الجزائر

ذاكـــــــــــــرة الجســـــــــد

رواية من تأليف الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي ، وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1997. صدرت سنة 1993 في بيروت. بلغت طبعاتها حتى فبراير 2004 19 طبعة. بيع منها حتى الآن أكثر من 3000000 نسخة (عدا النسخ المقرصنة).


اعتبرها النقّاد أهم عمل روائي صدر في العالم العربي خلال العشر سنوات الأخيرة، وبسبب نجاحاتها أثيرت حولها الزوابع مما جعلها الرواية الأشهر والأكثر إثارة للجدل.
ظلّت لعدة سنوات الرواية الأكثر مبيعاً حسب إحصائيات معارض الكتاب العربية (معرض بيروت – عمّان- سوريا- تونس- الشارقة). صدرت عن الرواية ما لا يحصى من الدراسات والأطروحات الجامعيّة عبر العالم العربي في جامعات الأردن، سوريا، الجزائر، تونس، المغرب، مرسيليا، والبحرين.

اعتمدت للتدريس في عدة جامعات في العالم العربي وأوروبا منها: جامعة السوربون، جامعة ليون، و(إيكس ان بروفنس) و(مون بوليه)، الجامعة الأمريكية في بيروت، الجامعة اليسوعية، كلّيّة الترجمة، والجامعة العربية بيروت. كما اعتدمت في البرنامج الدراسي لعدة ثانويات ومعاهد لبنانية. كانت نصوصها ضمن مواد إمتحانات الباكلوريا في لبنان لسنة ‏2003‏‏.
رواية بمنتهى الدقة في البناء .. رواية جمعت كل مشارب الحياة؛ من تاريخ، جَــغرافيا، فلسفة وأدب .. رواية يصعب معها التصديق والتكذيب .. رواية تشكل مهرجانا لملتقى الثقافات؛ حيث تعدُّدُ الأقطار( لبنان ، الجزائر، فلسطين، فرنسا …) وسجِلاّ لكتبٍ وكتـابٍ عرفهم التاريخ أو جعلوا التاريخ يعرفهم، فسجّــل رُغمـاً عنه أسماءهم، إنه استثمار لمقرؤ أحلام مستغانمي.
ليس هذا فحسبُ، بل هي كتاب في التنظير للكتابة الإبداعية خاصة الرسم منها .. كتاب , رواية تدفعك إلى التشكيك في كل شئ وطرح أسئلة تحمل تناقضات .

تحميــل رواية ......................... ذاكـــــــرة الجســـــــــد

من هنــــــــــــــــــــا

http://www.4shared.com/file/50357054...a/___.html?s=1

==
خلاصة الرواية</SPAN>

رسام يدعى "خالد بن طوبال " فقد ذراعه أثناء الحرب ويقع في غرام فتاة جميلة، هي ابنة مناضل جزائرى كان صديقاً لخالد أثناء ثورة التحرير، لكنه قُتل أثناء الحرب التحريرية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر.اما هي فتغرم بصديق له وهو مناضل في الثورة الفلسطينية لكنها تواجه تقاليد مجتمعها خاصة بعد زواجها من ضابط كبير ذو نفوذ ضخم في الحكومة الجزائرية.
الإنتاج الفني</SPAN>

إشترت شركة أفلام مصر العالمية سنة 1998 حقوق الرواية لإنتاجها سينمائياً، لكن بطلب من المؤلفة ألغي العقد سنة 2001. كما أبدى الممثل العربي القدير نور الشريف أكثر من مرّة أمنيته في نقل هذا العمل إلى السينما في فيلم ضخم، وعد بإيصاله إلى مهرجان كان العالمي. كما تداولت الصحافة العربية لعدة سنوات أسماء ممثلات رشحّن لأداء الدور النسائي في هذا الفيلم.
تستعدّ الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة لخوض تجربتها الأولى في الدراما التلفزيونية عبر مسلسل "ذاكرة الجسد"، بعدما انطلقت في الغناء وتقديم البرامج. المسلسل يتألف من 30 حلقة وسيُعرض خلال شهر رمضان المقبل 2010 على شاشة "أبوظبي"، من إخراج السوري نجدة إسماعيل أنزور الذي سيضفي على الأحداث أسلوباً مشوّقاً.
تجسّد أمل بوشوشة شخصية "حياة"، ابنة مناضل جزائري استشهد أثناء الحرب التحريرية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي بهدف نيل الاستقلال. يُغرم بها رفيق والدها في الجهاد المسلّح والموكل للحفاظ على أسرتها المؤلفة منها ومن والدتها وشقيقها، بينما تُغرم هي بصحافي وكاتب فلسطيني يناضل في سبيل القضية الفلسطينية

قديم 12-27-2011, 01:54 PM
المشاركة 186
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ذاكرة الجسد
الرواية الحائزة على جوائز عدة ، والأولى التي تكتب من قبل امرأة جزائرية باللغة العربية. وتحكي الرواية عن نضال الجزائر ضد الهيمنة الأجنبية ، والكفاح في مرحلة ما بعد الاستقلال، بالاضافة الى مصير المثل الثورية في مجتمع ما بعد الثورة.
وتمتد الرواية لأكثر من أربعة عقود من التاريخ الجزائري ، من الأربعينيات الى الثمانينيات. وتدور حول علاقة حب بين خالد، مناضل في منتصف العمر الذي يمتهن الرسم بعد خسارته ذراعه اليسرى أثناء مقاومته ضد الاستعمار، وبين كاتبة شابة، ابنة صديقه المناضل سي الطاهر. وتسرد الرواية ببراعة من خلال صوت خالد.
من أهم ما يميزهذه الرواية تجسيد الكاتبة أحلام مستغانمي المقنع للصوت الذكوري جنباً إلى جنب مع تقنيات السرد. وربط الكاتبة بمهارة أهم انجازات الأدب العالمي بأساليب السرد بالطريقة التقليدية و المحلية، مما أعجب بشكل خاص
لجنة التحكيم بجائزة نجيب محفوظ للأدب التي حصلت عليها الرواية.
الجوائز
جائزة نور: أفضل عمل لكاتبة باللغة العربية من قبل مؤسسة نور بالقاهرة في عام 1996.
جائزة نجيب محفوظ ، ما يعادل الـ"concourt" ، وقدمت للأديبة من قبل الجامعة الاميركية في القاهرة في عام 1998.
في عام 1999 ، نالت عاى جائزة الأستاذ جورج طربيه. تكريم سنوي لأفضل عمل أدبي نشر في لبنان.
النشر
نشرتها دار الآداب في بيروت عام 1993. في طبعتها الرابعة و الثلاثين اليوم، والتي تعتبر سابقة في تاريخ الأدب العربي المعاصر.
وترجمت الرواية إلى لغات عدة منها : الإنكليزية والإيطالية والفرنسية. ويجري حالياً ترجمتها إلى: الألمانية و الاسبانية والصينية والكردية.
المناهج الجامعية
وقد اعتمدت الرواية في المناهج الجامعية لجامعات عالمية وعربية عدة، من أهمها (جامعة السوربون في باريس وجامعة ليون و جامعة ماريلاند في واشنطن والجامعة الأميركية في بيروت والقاهرة وجامعة عمّان وجامعة الجزائر وجامعة القديس يوسف في بيروت). بالاضافة الى اعتمادها في منهاج الدبلوم للمدارس الثانوية اللبنانية. وقد كانت الرواية موضوعاً لأطروحات الدكتوراه والبحوث الجامعية أيضاً.
المصدر : موقع احلام
http://www.ahlammosteghanemi.com/ARABIC/BOOK%20PAGES/memory.html

قديم 12-27-2011, 01:55 PM
المشاركة 187
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ذاكرة الجسد:
كلما ابتعدت عن رواية أحلام الأولي من ثلاثيتهاأعادتني اليها أحداث أيامي و كـأنها قصدت أن تشير الى معاني عميقة بين السطور تنقشبداخلك بدون أن تدري فتتجاوزك الى ابعد حد لتصير جزء من ايامك و لياليك فكلما عشتموقفا استحضرت فيه بعضا من كلمات احلام ....

تقول أحلام ببعض روائع سطورالرواية:
"
هل الورق مطفأة للذاكرة؟
نترك فوقه كل مرة رماد سيجارة الحنينالأخيرة , وبقايا الخيبة الأخيرة. .

من منّا يطفئ أو يشعل الآخر ؟
لاادري ... فقبلك لم اكتب شيئا يستحق الذكر... معك فقط سأبدأ الكتابة. "

اماجملتها المرعبة بالمقدمة فهي مرعبة من شدة ابداعها:
"
الحب هو ما حدث بينناوالادب هو ما لم يحدث " .
فعلا الادب بداخل كل انسان يكمل تصوراته و فهمه للحبفيتجاوز مجرد الاحساس به الى اكثر مما قد يتصور ..
يومها تذكرت حديثاً قديماًلنا . عندما سألتك مرة لماذا اخترتِ الرواية بالذات. وإذا بجوابك يدهشني .
قلتيومها بابتسامة لم أدرك نسبة الصدق فيها من نسبة التحايل:

"
كان لا بد أنأضع شيئا من الترتيب داخلي.. وأتخلص من بعض الأثاث القديم . إنَّ أعماقنا أيضا فيحاجة إلى نفض كأيّ بيت نسكنه ولا يمكن أن أبقي نوافذي مغلقه هكذا على أكثر من جثة ..
إننا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير, وننتهي من الأشخاص الذين أصبحوجودهم عبئاً على حياتنا. فكلما كتبنا عنهم فرغنا منهم... وامتلأنا بهواء نظيف ..." .

وأضفت بعد شيء من الصمت:

"
في الحقيقة كل رواية ناجحة, هي جريمة مانرتكبها تجاه ذاكرة ما. وربما تجاه شخص ما, على مرأى من الجميع بكاتم صوت. ووحدهيدري أنَّ تلك الكلمة الرصاصة كانت موجّهة إليه
...
والروايات الفاشلة, ليستسوى جرائم فاشلة, لا بد أن تسحب من أصحابها رخصة حمل القلم, بحجة أنهم لا يحسنوناستعمال الكلمات, وقد يقتلون خطأ بها أيّ احد .. بمن في ذلك أنفسهم , بعدما يكونونقد قتلوا القراء ... ضجراً !".
فكيف اخترتي يا احلام كلماتك؟ كيف لخصتي مواقفالحياة السياسية و الجغرافية و النفسية و الرومانسية برواية قال عنها نزار انهاقصيدة و ما هي بقصيدة فقط بل ملحمة رائعة كلها احاسيس...

للمزيد من مواضيعي

المصدر : شهد موقع منتديات جيهان

قديم 12-27-2011, 01:57 PM
المشاركة 188
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحلام مستغانمي
عن الأديبة
في مهنة تمتد على مدى ثلاثون عاماً، أصبحت أحلام مستغانمي صاحبة الروايات الأكثر مبيعاً و من أبرزها "ذاكرة الجسد"، "فوضى الحواس"، "عابر سرير" وآخركتاب لها "نسيان كم". واعتبرت أحلام مستغانمي أول امرأة جزائرية تكتب رواياتها باللغة العربية وأول كاتبة عربية معاصرة تباع ملايين النسخ من أعمالها، مهيمنة على قائمة المبيعات للكتب لسنوات في لبنان والاردن وسوريا وتونس والإمارات العربية المتحدة.
تلقت أحلام مستغانمي في عام 1998 جائزة نجيب محفوظ عن "ذاكرة الجسد"، وهي رواية تحكي عن كفاح الجزائر ضد الهيمنة الأجنبية والمشاكل التي ابتليت بها الأمة الناشئة بعد استقلالها. لجنة منح الجائزة وصفت الكاتبة بأنها "الضوء الذي يشع في هذا الظلام المعتم. فقد كانت قادرة على الخروج من المنفى اللغوي الذي نفي به المثقفين الجزائريين من قبل الاستعمار الفرنسي".
كافح محمد شريف والد أحلام مستغانمي ، من مواطني قسنطينة، ضد الاحتلال الفرنسي وخسر شقيقيه في مظاهرة مناهضة للفرنسيين في منتصف الأربعينيات . ولقد كان من المطلوبين من قبل الشرطة الفرنسية لنشاطاته في أعمال المقاومة، وتوجه مع عائلته إلى تونس، حيث عمل مدرساً للغة الفرنسية. وعندها ولدت أحلام أول طفل له، في جو مشحون بالسياسة وقبل سنوات قليلة من الثورة الجزائرية في 1954 . وكان منزل والدها في تونس منزل منتصف الطريق لمقاتلي المقاومة الجزائرية.
بعد الاستقلال في عام 1962، عادت العائلة إلى الجزائر لتستقر في الجزائر العاصمة. أرسل الأب ابنته البكر الى أول مدرسة عربية في الجزائر، مما جعل أحلام واحدة من أوائل جيلها لتلقي التعليم باللغة العربية.
وقع الشريف مريضاً بسبب الخلافات السياسية بالجزائر وقبل وقت قصير من عيد ميلاد أحلام الثامن عشر، مما أجبرها على العمل في الإذاعة الجزائرية لإعالة أسرتها. فصارت تعدّ وتقدّم برنامجًا يوميًا يبثّ في ساعة متأخرّة من المساء تحت عنوان "همسات" الذي ساهم في ترسيخها كشاعرة واعدة. و أول ما نشر لها مختارات من الشعر تحت عنوان "على مرفأ الأيام " في عام 1973 في الجزائر. وتابعت في عام 1976 في اصدار مختارات أخرى من الشعر بعنوان (الكتابة في لحظة عري).
ذهبت أحلام مستغانمي في 1970 لتقيم في باريس حيث تزوّجت من صحفي لبناني وكرست بعدها حياتها لأسرتها. وفي 1980 حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون لتصدر بعد ذلك روايتها الاولى "ذاكرة الجسد" في عام 1993. أصبحت الرواية الآن في طبعتها الرابعة و الثلاثين وبيع منها أكثر من مليون نسخة. وواصلت الأديبة نجاحها مع "فوضى الحواس" (بيروت – 1997) و "عابر سرير" (بيروت – 2003) كروايتين مكملتين لذاكرة الجسد.
إن رواية ذاكرة الجسد هي تيارمن الأحاسيس مهداة لوالد الأديبة وإلى الروائي والشاعر الجزائري الفرنكوفوني الراحل مالك حداد (1927-1978)، الذين قرر بعدم الكتابة بأي لغة أجنبية بعد الاستقلال، ولكن انتهى الأمر به بكتابة لا شيء. كما تشير مستغانمي في اهدائها، حداد "مات شهيدا محباً للغة العربية".
كتابات مستغانمي التي تثير الحنين إلى أمة "تعيش فينا ولكننا لا نعيش فيها ". وهي الآن مقيمة في بيروت ، وتعبر أعمالها الأدبية عن عاطفتها للجزائرالتي تشتاق لها، وخيبة الأمل في جيل لم يتمكن من بناء أمة قوية بعد 130 سنة من الاستعمار. وصلت رواياتها إلى أبعد الحدود لتحكي قصة الأحلام التي لن تتحقق وتنتهي بنهاية مأساوية، مما يجعل حكاياتها ذات تأثير كبير على القراء من مختلف أنحاء العالم العربي.
أعمالها الأدبية في المناهج الدراسية
وقد اعتمدت روايات أحلام مستغانمي في المناهج الدراسية لعدة جامعات والمدارس الثانوية في جميع أنحاء العالم، و كذلك قامت عشرات الرسائل الجامعية والأبحاث على أعمالها. ومن الجدير بالذكر أن وزارة التربية الفرنسية استخدمت أجزاء من رواية ذاكرة من الجسد لاختبارات البكالوريا الفرنسية في عام 2003 في خمسة عشر بلداً حيث اختار الطلاب اللغة العربية كلغة ثانية. وقد ترجمت أعمالها إلى لغات أجنبية عدة من قبل دور نشر مرموقة، بما في ذلك كتب الجيب بالفرنسية والانكليزية.
حاضرت أحلام مستغانمي وعملت كأستاذ زائر في العديد من الجامعات في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك : الجامعة الأميركية في بيروت 1995، جامعة ميريلاند 1999، جامعة السوربون 2002، جامعة مونبلييه 2002، جامعة ليون 2003، جامعة ييل 2005، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في بوسطن 2005، جامعة ميشيغان 2005.
الجوائز والأوسمة
تسلمت درع بيروت من محافظ بيروت في احتفال خاص أقيم في قصر اليونسكو. حضر الحفل 1500 شخص، متزامناً مع صدور كتابها "نسيان كم" في 2009.
اختيرت من قبل مجلة فوربس الكاتبة العربية الأكثر نجاحاً مع مبيعات تخططت الـ 2,300,000 . وواحدة من عشر نساء الأكثر تأثيراً في العالم العربي والمرأة الرائدة في مجال الأدب.
تلقت درع مؤسسة الجمار للإبداع العربي في طرابلس، ليبيا في 2007.
اختيرت كالشخصية الثقافية الجزائرية لعام 2007 من قبل مجلة الأخبار الجزائرية ونادي الصحافة الجزائرية.
اختيرت لمدة ثلاث أعوام على التوالي 2006 و 2007 و 2008باعتبارها واحدة من الشخصيات العامة المائة الأكثر نفوذاً في العالم العربي من قبل مجلة أريبيان بزنس، وحلت في المرتبة رقم 58 في 2008.
سميت المرأة العربية الاكثر تميزاً لعام 2006، وقد تم اختيارها من بين 680 مرشحة من قبل مركز دراسات المرأة العربية في باريس / دبي.
نالت وسام الشرف من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في 2006.
تلقت وسام التقدير والامتنان من مؤسسة الشيخ عبد الحميد بن باديس ، قسنطينة 2006.
تلقت من لجنة رواد لبنان وسام لأعمالها في عام 2004.
حصلت على جائزة جورج طربيه للثقافة والإبداع، في لبنان 1999.
حصلت على جائزة نجيب محفوظ لروايتها "ذاكرة الجسد" في عام 1998.
حصلت على جائزة مؤسسة نور للإبداع النسائي في القاهرة عام 1996.

قديم 12-27-2011, 01:58 PM
المشاركة 189
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
احــــــلام مستغانمي

أحلام مستغانمي ولدت في ( 13 أبريل 1953 ) كاتبةجزائرية.
من مواليد تونس، ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائريحيث ولد أبوها محمد الشريف حيث كان والدها مشاركا في الثورة الجزائرية،ّ عرف السجونالفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945 .
وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كانقد فقد عمله بالبلدية, ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظًا إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك 45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات، وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري. الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهةالتحرير الوطني fln .

عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، انتقلت إلىفرنسا في سبعينات القرن الماضي ، حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالتشهادة الدكتوراة من جامعة السوربون. تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيبمحفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد.
أحلام مستغانمي كاتبة تخفي خلفروايتها أبًا لطالما طبع حياتها بشخصيته الفذّة وتاريخه النضاليّ. لن نذهب إلىالقول بأنّها أخذت عنه محاور رواياتها اقتباسًا. ولكن ما من شك في أنّ مسيرة حياتهالتي تحكي تاريخ الجزائر وجدت صدى واسعًا عبر مؤلِّفاتها.

***
اعمــــــــــــــــالها :
-
مرفأ الأيام عام 1973.
-
كتابة في لحظة عري عام 1976.
-
ذاكرة الجسد عام 1993.
-
فوضى الحواس 1997.
-
عابر سرير 2003.
-
مقالات أحلام مستغانمي
-
أكاذيب سمكة 1993م
-
الكتابة في لحظة عري 1976
-
الجزائر، امرأة ونصوص 1985م.

قديم 12-27-2011, 02:05 PM
المشاركة 190
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحلام مستغانمى

أنا إمرأة ساذجة جدّا.. و أمنيتى أن أختفى عن الجميع

10-25-2008 05:32 PM
إنها إمرأة من الزمن الجميل، تشعر وأنت تتحدث إليها أنها بسيطة وتكاد تقول ساذجة وربما إشتركنا مع رأى زوجها الصحفى جورج الراسى فى القول: إنها غبية فى الحياة ذكية فى الكتابة...

أحب أحلام مستغانمى منذ حرفها الأول &quot; فى ذاكرة الجسد &quot; تلك الرواية الفظيعة التى هزت القارئ العربى فإنبرى منتصرا لما تكتبه هذه الجزائرية / التونسية من لذة قل أن تجد لها نظيرًا بين نظيراتها فى الوطن العربى هذا الوطن المنخور بسكين القهر و الخوف والإختفاء خلف جدران الصّمت...

لم يكن ذلك المساء عاديا فقد هزتنى أبو ظبى بناطحات السحاب والضباب والبحر الذى يفرش اليابسة والجمال الأخاذ الذى قل أن عثرت عليه فى حياتى ورحلاتى مشرقًا و مغربًا... كانت أحلام جميلة جدّا ذلك المساء إلى الحد الذى أغرتنى فيه... بإجراء حوار... وياله من حوار... أولا لأننا اتفقنا على ربع ساعة تسجيل وثانيا لأن أحلام طلبت منى سلفا أن لا أوقظ فيها كثيرًا من المواجع...

ثمة أشياء كثيرة أردت أن اقولها لأحلام لكن حاجزًا من الخجل منعني، و لكن الأهم من كل ذلك أن هذا اللقاء المطوّل مع أحلام مستغانمى جرى فى لحظة صدق أبعد ما تكون عن ميزة هذا الواقع العربى المتقلب....

* أحلام مستغانمى فى أبو ظبي... ماذا بينك وبين الإمارات والحال أننا نعرف أنك مقيمة فى لبنان منذ سنوات ؟
بينى وبين الإمارات العربية المتحدة صفحة اسبوعية فى مجلة هذا أولا، أما ثانيًا فأنا أحب طيبة الناس هنا فى هذا البلد وجمالهم، و رغم أننى فى الواقع أتعامل مع الإعلام هنا فإن حضورى المادى نادر جدًّا لأننى غير متوفرة دائما فى كل مكان بإستمرار لأننى عندما أكون مجنونة أختفى ... وأنا أحسن هذه اللعبة العاطفية التى أمارسها مع نفسى أولا ومع الناس فى مرحلة ثانية، لا أحب أن أكون فى المتناول...

جئت إلى أبو ظبى فى إطار مشروع أقوم بإعداده وهو المتمثل فى تحويل&quot; ذاكرة الجسد &quot;إلى مسلسل تلفزيونى ستعده قناة أبو ظبى الفضائية لرمضان المقبل فى بيروت... والآن نحن بصدد دراسة قضية الإختيارات : الممثلون، المخرج وقد تم منحى حرية المساهمة فى الإعداد والتفكير والإشراف على السيناريو والأشراف على مختلف المراحل...

* المتابعون لمسيرة أحلام مستغانمى التى ظهرت بقوة يقرون بأنك فى كتابك الأخير &quot; عابر سرير &quot; بقيت محافظة على نفس الرّوح التى كتبت بها كتابك الأول &quot; ذاكرة الجسد &quot;... هل أنت مقتنعة بهذا الرأى ؟
ربما كان لهؤلاء المتابعين نصيب من الحقيقة... والحقيقة أننى عندما كتبت &quot;عابر سرير &quot; كنت تحت تأثير الحملة الشرسة التى شنت عليّ... فى اللاشعور ومع سبق إصرار وترصّد أردت أن أؤكد لكل المشككين فى إبداع أحلام مستغانمى أننى كتبت &quot; ذاكرة الجسد &quot; إلى حد أننى كتبت فقرات تعّمدت دمجها فى النص...&quot;عابر سرير&quot; كان تتمة للثلاثية لذلك لا بد أن يكون فيه روح العمل الأول والعودة إلى خالد من جديد فتعود لغته وجمله... البطل عندما إلتقى فى عابر سرير مع حياة يتماهى مع خالد... قلت ما كنت قلت فى ذاكرة الجسدّ : &quot; الذين قالوا وحدها الجبال لا تلتقى أخطؤوا... إلخ &quot;.

كان هنالك إستحضار لجمل واحيانًا لفقرة كاملة لكن أعتقد أن&quot; عابر سرير &quot;كان عملاً أعمق من أعمالى الأولى ففيه عمق فلسفى وفكرى أتمنى أن يكون القارى الحصيف قد إنتبه له...

* إذا كنت مقتنعة بأن الحملة التى شنت ضدك هى حملة مبيته وتؤكد على أن بعضهم أراد أن يستنقص من قيمتك بعد أن أصبحت بكتاب &quot; ذاكرة الجسد &quot; معبودة كثير من القراء العرب، إن صحت العبارة... فلماذا تعمدت أنت إثارة اللاشعور وإعادة ماكنت كتبت مرّة أخرى ؟
تعرف أخى ساسى أن ثمة أشياء كثيرة بصدد التراكم... تلك الحملة آلمتنى كثيرًا ولكنها خدمتنى الآن أكثر... كنت أحتاج إلى مثل تلك الحملة، الأعمال الكبيرة تهاجم دائمًا والعمل يكبر بأعدائه...

* إذا خانك قلمك هل تقرين بأن فى الحبر سحرًا ؟
أنا كائن حبرى ولا أدرى إن كان فى الحبر سحر... أنا كائن حبرى وربّما من هذا المنطلق بالذات يأتى سحري... لا أظن أن الحبر سيخوننى ككاتبة أو كأنثي... أنا أحيانا أكون عصية الحبر شيمتى الصّبر... أحيانًا لكن بعد الثلاثية التى أصدرت الحقيقة أن تعود إلى الكتابة بعد كل تلك الطعنات يصبح الأمر نوعا من التحدى ولكنه إذ إستطعت أن يكون أرقى وأنقى لغة... ما أظن أنه تحقق لى رغم كل ما قيل وما يقال يؤكد أننى نجحت...
&amp;#61503; خوضك فى المسكوت عنه مما لم تطرحه كثير من الروايات العربية سابقًا جعلك كاتبة قريبة جدًا من القارئ تعيشين معه، تسكنينه، تمشين معه، يتابع أحداث كتابك بشغف يسرع فى الوصول إلى السطر الأخير... هل فى ذلك تعمد التحيل الإبداعى على القارئ...؟
لا أدرى ما معنى المسكوت عنه، ... لا أدرى إن كنت مراوغة لكن ليس فى هذا، بالنسبة لى لا يوجد فى قاموسى مسكوت عنه... أنا أكتب كما أفكر، كما أتكلم... ليس هنالك إستقرار قطّ فى كتاباتي... لا وجود لحياء كاذب أو إباحية فجّة مؤذية فنصوصى تشبهنى تماما... ما لا أقوله فى الحياة لا أكتبه على ورق، وما لا أفعله أنا لا يفعله أبطالى وكل ما يفعله أبطالى أنا جاهزة لأفعله فى حياتي... ما لا أفعله أنا لا يفعله أبطالي...أنا لم اكتب إلا نفسى ولغتى تشبهنى وبالتالى لا أتحايل وبالتالى لا أدرى عندما أتكلم هل أفصحت ؟ هل بحت الحقيقة بما يجيش فى باطنى ؟ هل قلت ما سكت عنه الآخرون أم لا ؟&amp;#61473; أنا جدّا شفافة... الكتابة تعرّينى والكلمات لا تغّطيني... أنا كلما تكلمت تعرّيت فأنا لا أعرف المسكوت عنه، وفى نفس الوقت لا أتعّمد ذلك، فأنا لا أملك ولا أبحث عن طرق لكسب القارئ وأكاد أقول أننى فى البداية لا أكتب إلا نفسي...

عندما أجلس لأكتب لا أفكر فى قارئ لأنه إذا بدأت أفكر فى قارئ لنّ أكتب شيئًا، لأن تشكيلة القراء كبيرة جدًا... من بين قرائى أناس أثرياء جدًّا جدًّا ومن بينهم مساجين وأسرى وفقراء ومساجين سياسيين وأطفال فى عمر أولادي... كتبى مبرمجة فى سنوات الباكالوريا الرسمية فى لبنان... ثمة مسنون كبار يحبون كل ما أكتب...

إذا فكرت كيف يقرؤنى هؤلاء جميعًا لا أستطيع الكتابة أصلاً... لذلك أنا عندما أكتب لا أفكر فى أحد... أنا لا أفكر إلا فى متعتى الخاصة... كيف أستمتع وأنا أكتب... فلاشئ يعنينى خارج النص... وأعتقد أنها الوصفة الوحيدة والأهم التى تجعلك تنجح فى كتابة عمل... إذا فكرت بكسب القراء الأجانب مثلك لمجرّد أنهم حاولوا كسب قارئ أجنبي... لأن الجهد الذى تقوم به لكسب قارئ يجعلك تخسر آخرًا...

كل الكتاب العرب المشهورين فى أوربا خسروا القارئ العربى لأنه ليس بإمكانهم كسب كل القراء... بينما لو كتبوا فقط عن أنفسهم ككتاب أمريكا اللاتينية كانوا حقيقيين، عندما للأسف نظرة تقول أن كل كاتب عربى مخير بين أن يكسب القارئ العربى أو القارئ الأجنبى الأوربى بالذات.
* أحلام، الرواية العربية اليوم سحبت البساط من أمام الشعر ديوان العرب، ولكنك تكاد تكونين من أعاد صياغة الأشياء بشكل مختلف فى رواياتك لتكونين الروائية الشعرية أو الروائية الشاعرة... هل يمكن القول أن كتابتك هى ضرب من النثر الشعرى السلس ؟
ربما لم أشف من الشعر، نحن جميعا لم نُشف من الشعر، أنا لا أتعدّى على الشعر، الشعر ليس صياغة كلمات جميلة او إنتقاء كلمات موزونة... الشعر هو أسلوب حياة أو نمط... أنا بالنسبة لى شاعرة فى الحياة، لا يعنينى أن أكون شاعرة فى نّص، ولأننى شاعرة فى الحياة من خلال المواقف، أنا لم أخن الشعر وهذا شيء جميل...

ونظرًا لأننى لم أخن الشعر أقول صراحة : أنا لست شاعرة لأن الشعر نتاج يصعب حمله... أنا كاتبة فقط وصريحة جدّا مع نفسي، صارمة فى محاسبة نفسى أخلاقيا بالمفاهيم التى أؤمن بها... وبالتالى هنالك مسائل لا أحب أن أقترفها... أنا أكتب عن أشخاص شرفاء جميلين أخشى عليهم من الإنقراض أصلا... حتى أننى أهديت عملى الأخير إلى من بقى من الشرفاء فى هذه الأمة...

أنا لا أقول إنه لم يبق فى هذه الأمة شرفاء... جميل أن نمجد هذا النموذج كقدوة ومأساتنا فى العالم العربى أنه ليس لنا قدوة فى أى شيء حتى بيننا نحن الكتاب... إننا نحتاج إلى كاتب يقول لا... يرفض أن يحضر مؤتمرا، يرفض أن يزور بعض الدّول البوليسية... نحن اليوم نستقوى ببعض... نحن نخون بعضنا البعض ...

الحملة التى تعرضت لها مثلا نسبت لى كثيرًا من الصفات الأخرى فكيف تريدون منا أن نبقى واقفين... الصعوبة الآن هى فى أن تبقى واقفًا.

* تقولين فى أحد نصوصك: كل إنسان عندما يموت يترك رؤوس أقلام على مسودّات... هل تفكرين الآن فى رؤوس أقلام لرواية قادمة بعد هذه الثلاثية الفظيعة؟
أنا أفكر، عندى رواية ماتزال موجودة فى ذهنى وكتبت نصفها ولكن إن شئت الحقيقة فأنا أفكر أيضا فى الموت...

* هل تفكرين فى الموت فعلا ؟
الموت لا بد أن يكون هاجسا إبداعيا ومادمت لست مسكونا بها حس الموت لا يمكنك أن تكتب... الموت كحالة، كتهديد، الموت كرافد إبداعي، الموت مصقلة قد تتحداك و تتحدى نصك فى أى لحظة و بالتالى عليك أن تظل فى لهاث دائم حتى لا تترك خلفك – وهذا شيء مرعب – نصّا غير مكتمل...أنا أحب الكتاب المذعورون دائما...

الكاتب المستقر والمستمتع بوقته كأنه يملك الخلود... الخلود نكته... عليك أن تشعر بأن التاريخ يحاسبك فى كل لحظة و عندما أقول التاريخ هو : &quot; أنت أين تضع نفسك &quot;... ثمة من ليسوا معنيين و يريدون أستهلاك النجاح الفوري، أنا أمنيتى أن أختفي... وأمنيتى الحقيقية هى أن أنسحب وأن لا تراني... أن يأتى يوم لا أعطى فيه حتى هذه المقابلة الصحفية... أريد أن أقول أنه لا أريد أن يرانى أحد و من أراد أن يرانى فليقرأ كتبي...

وبإمكانه أن يتحاور معى فعلا من خلالها... إن كل ما يقال خارج النصّ هو ثرثرة... لقد كتبت إلى حدّ الآن ألف صفحة عدا صفحات المقالات...بالتالى بعد ألف صفحة لا أريد أن أعلق، وحتى لو متّ بعد هذه الثلاثية أكون قد أنجزت وصيّة وأنا مطمئنة، يبقى دائما أن هنالك أشياء تريد أن تقولها ولا وقت لك... أعتقد أننى أصبحت عارية أمام القراء إلى درجة أن الكثيرين يحبوننى أو يكرهوننى أو يقيمون علاقة بى دون أن يلتقوني... فأنا إمرأة مفضوحة جدّا...
* ماذا يزعج أحلام مستغانمى الآن بالذات ؟
ما يزعجنى أن كتبى غالية الثمن، أنا ككاتبة وكناشرة مكسبى من الكتاب دولار ونصف ويؤلمنى أن القارئ &quot; مهما كانت وضعيته الإجتماعية &quot; يدفع ثمنا كبيرًا لقاء هذا الحب... إنها جريمة فى حق الكتاب... أتمنى أن أكون موجودة لكننى لا أريد أن يقرأنى القارئ العربى على حساب لقمة عيشه، لأن ذلك حرام وعيب عندي... أنا لا أصنع ثرائى من بؤس قرائى وبالمناسبة أؤكد لك أننى سأعود لنشر كتبى ضمن منشورات دار الآداب لأننى لا أريد أن أفهم أن بعثى دار نشر لأكسب...

هناك كتب مزورة تباع بـ 12 دولارًا &quot; هى كتب مزورة فى رأيي&quot; وتفاديا لهذا الإلتباس عدت إلى دور النشر من جديد حتى تفهم الحقيقة تماما واضحة المعالم...

* شخصيتك فى النص هى ليست شخصيّتك فى الواقع... يبدو أنك أصبحت تقرئين حسابا لكل كبيرة وصغيرة فى حياتك حتى أنك أصبحت تقرئين حسابا لكل شيء... حتى أصبح الأمر بمثابة الخيالات المزعجة التى تفكرين فيها... ماذا حصل لك بالضبط ؟
من فرط الطعنات... أنا إمرأة ساذجة... حتى أن زوجى يقول لى دائما : &quot; أنت ذكية فى الروايات وغبية فى الحياة... أنا أطعن دائما لأننى لا أحتاط من شيء... أنا أمية فى كل شيء وخاصة فى الحسابات... أنا سعيدة بخساراتى لأنه بالخسارات تصنع أدبا لا بالمكاسب ....

أقول لأننى أردّ على ما سمعت... على قراء بسطاء يشترون كتبى بالتقسيط وهذا يؤلمنى جدًّا ولا يرفع من شأنى بقدر ما يؤذينى ككاتبة... ماذا سأكسب غدًا...؟ ماذا سأخذ معي...؟! إذا كان رفيق الحريرى نفسه ترك 8 مليار دولار وذهب... فكيف الحال إذا كنت أنا كاتبة، ماذا سآخذ معي؟ أنا سأترك خلفي...لأننى أعيش من إسمى لا من كتبي...

* كتب الشاعر العربى الكبير نزار قبانى على ظهر أحد كتبك كلاما جميلا ناعمًا...ما هى علاقتك بهذا الرّجل ؟
علاقتى به موجودة فى موقعى على الأنترنت... هذا الكلام كتبه بعد أن صدر كتابى وبالمناسبة توجد شهادة لسهيل إدريس... علاقتى بنزار قبانى علاقة جميلة قد أكتبها فى رواية وستكون رواية جميلة ولا أريد أن أستهلكها فى جملتين لأنه قد لا تفهم تماما... إن علاقتى بنزار قبانى علاقة جميلة جدًا، لقد أضعنا بعضنا ثم إلتقينا... إنها من تلك العلاقات الإنسانية الجميلة التى قد تغذّى عملا إبداعيا...


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 0 والزوار 35)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 03:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.