قديم 09-19-2023, 06:09 AM
المشاركة 191
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر

غَرِيقٌ..!
فوقَ الفضَاءات المرتَعِشة ألآحِقُ بقعة ضوءٍ آخيره..
تتبخترُ على زقاق أورِدَتي!
وسفرُ الندى فاضَ عن حدّي إليهِ
بأجنِحَةٌ من شوق


متزاحِمٌ أنا بين شروخِ المسَافَة..
بهمسٍ ضَامئ..!
بأفكارٍ شتّى تتطايرُ حولَ سِراج الصمت..
كنتُ أتخيّل أنْ أغلّفُ حضوركَ بقشورٍ صلبة تسقطُ فرضية الذوبان
أنتَ.. وسريانٌ ديمومي على متنِ دمي
أنتَ.. ووفرة من صورٍ شتّى تنهمر في دهاليز ذاكرتي بتكويرِ الهذيان
يالصخبُ الحنين ساعةَ عبور ملامِحكَ إلى مُدُنِ الخَيَال
إلى مشاجِبُ روحي المتدلية على قابَ قوسيكَ أو أدناك
وجئتُ أخلدُ وراءَ ثُلّة مِن تفاصيلَ مُشرِعَة
بأنفاسٍ مُتراميَة..
أحشرُ الطريق المؤدي إلى موسمِ الإحتفال بكومة أسئلة..
علّها تُسدِل وجه الضوء المتبقي
تُلبِس الأزقة القديمة أناقةَ النعاس
أو كأن أستفيق مبكراً على ستائر ليلة مخملية
تحِنُّ للقيد ما بين صورة أحادية الالوان
أحصر ما تبقى من الخطايا على طبقِ النسيان..
أعِدُّ كؤوسَ اللحظة
أنا.. يا هامةٌ تلوّح من قعر الانتظار..
أنتَ..يا همسٌ تأوه تحتَ جلدِ شغفي ينبِشُهُ معولَ الليل


أقِفُ فيمَا العالمُ يحتَفِي لمُدُنٍ بعيدَة على جواز سفري
لعجَلاتٍ شقّت رصيفَ حنجَرَتي
لشُعَاعِ شمسٍ يسيرُ قليلاً بخطواتٍ مُتَثَاقِلَة..
فينعَكِسُ على صفحة عينَايَ مرآةٌ من ذَهَب
كم تعثّرتُ..
كم تلعثَمتُ..
كم تأملتُ..
جنونٌ شَاخَ على خَاصِرَةِ العُزلَة يسدُلُ عِطرَ البنفسَج
والشُرُفَاتُ لا تنحَنِي
بِلِذّة الوجوه
تأبى للحنين إلا أَنْ يصحو بحيطَانٍ موشُومَة بالفوضى
تعبرُ بنا بلاداً مِن شِفَاهِ الغروبِ تمتَهِنُ اللوعَة..
متربصٌ أنا..
أُجِلُّ صدفَة لن تطفئها العَتَبَة
ك طوقَ طينٍ يؤثث في البساتين القَاحِلَة سبائكَ اللهفة
وعمودَ إنَارَه يتغاضَى عمّا ورائه من خرائط مُجعّدَة..
ذخيرةَ رَيبَة في حربِ مُستَعمِر
وحتى تكونَ وحدَكَ المُسافرُ والمُقيم في أرجَاء وَطَني..
شيّدتُ بداخِلي مُدُناً
ومطاراتٍ
وشَوارِع
أُطلِقُكَ من على سقف أفكاري سَحَابَة رغم جلبة البعد الخانِقَة
خالِعاَ إلتِوَاءات الطريق تحت لآفِتَه كُتِبَ عليها..
"هُنا تكمُن كائنات الشوق المقيّدة"
مُستدرِجاً صباحاتُ الخوفِ إلى بَيَاضِ خدّيكَ مشاريعُ إبتِسَامَه
حتى إذا أجنَحتُ إليكَ..
أراكَ..
تتملصُ خلفَ أسيجةِ تردُد ممشوقة أَضنَاهَا الخَجَل..
ف دُلّني..
من أيّةُ قَدَاسَة شُكّلَ البحر..
من أيّة نبوءة تحرر الفَراشَات..
وكيفَ تنسُج طفلة حكايتها الأولى على مهدِ اللغة
.

قديم 09-19-2023, 06:10 AM
المشاركة 192
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
بما أنه ليس هناك أي جهات تشير إلى حتفٍ وحيد
وبما أن مفاتيح البوح تاهت في خرائط التيه
أطيلُ الوقوفَ دون جدوى
متى يدرك جسدي الهالك.. معنى الهروب
في كل مرة أعود.. إلى أدراج نفسي

فاعذروا صمتي إن أشاح النظر عن أملٍ وليد.. وكذا صبري إن تهيأ لإغواء السقوط.

قديم 09-19-2023, 06:11 AM
المشاركة 193
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
أنتِ هُناكَ.. في طهرِ الحقيقةِ.. يقرَؤكِ العالمَ وتلعثِمُكِ الشِفاه
وأنا هُنا وفي دفتيَّ رِقّةٌ تنمو.. وغابة ينهشها فوجَ السراب

قديم 09-19-2023, 06:12 AM
المشاركة 194
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
أتعلم يا صغيري ما وجه الشبه بيننا..
أننا إبتُلينا مرتين.. بُلينا من ثراء الدنيا حتى تربعنا عرشها فصرنا ملوكاً، فكان بلاؤكم الفقر والحرب
وبُلينا في أنفسنا حتى بتنا لا نحمل هماً سوى قلق الغد.. ولا تحملون هماً سوى قلق اليوم.. ووليس بين هاتين سوى ممرات تودي بنا إلى التطاول على ما لدى الغير.

قديم 09-19-2023, 06:13 AM
المشاركة 195
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
إلى كل تلك المعاهدات الذاتية التي عقدت معها إلتزاماً.. مهلا اغفري لي زلة التقاعس أحياناً.

قديم 09-19-2023, 06:13 AM
المشاركة 196
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
جُثّة!
أسقُطُ مغشيّا عليّ
تُحلّقُ صفحاتُ اليومِ بدونهم
رَعشَة خفيّة تَنسلُّ بينَ أغلِفة الجدران..
على أهبَةِ البوح!





يَعلَقُونَ في الذَاكِرَة
يتكاثرونَ بينَ المَسَامَات المشروخة
يتزَاحَمون..
ثمة فراغٌ بائس.. أَنجَبَهُم
وثمةَ صلاةٌ تُتلى فوقَ جُثّتي،
تُنبِتُ أصواتهم عبرَ مِئذَنَةِ التمرّد
والعِصيان
.
.
أيتحتمُ عليّ الآن..
أن أرسُمُكَ أُحجيةٌ من قُصَاصَات لتمرَّ مِن خلالي
والمَسَافَات المُتثائبَة.. تنتحِبُ تفاصيلك في رقةِ الفنجان
تُكبّل الحُلم المَعطُوب على النافِذَة،
توقِظُ الظلام تحتَ جلدي..
أنْ هُزِّ بجذع النَبَضَات.. يتساقطنَ عليّ أصَابع مَبتُورَة
.
.
أيتحتمُ عليّ الآن..
أنْ أُبعثر هذه الليلة الفَارِغة
وكائنات الشوقِ المُقيّدة تحت قِباب سمفونية حزينة..
تُقْدِمُ الفجرَ زاحِفاً على وَهَن
هُنا وحدي.. أفترشُ حصيرَ الذكريات
أعدّ الشموع
والنبيذ
والورود
وأرتَكِبُ الهَزيمَة!
وهذه الجثث الطافية في بؤبؤي الواسع،
تَرُفُّ بأجنحتها نحوَ قِبلَة التائهين،
وسماءٌ تراجيديّة كم تتدلى!
وكم توصدُ عَينَاكَ فراشاتٌ تَقَاذَفَها الربيع..
نحوَ انطِفائها الأخير
نحوَ صَوتِكَ تَحمِلُهُ رائحة النهايات النتنه..
كم أشتَهيك!
.
.
اغرس كبريائكَ الآن
صبّ لي..
بعضُ فُتات النسيان
تكفي بأن تمنحني قلادةٌ أخرى..
فوقَ عُنُقي
فوقَ هشيم الحَمَاقَات المُندَلِعَة من نوافذ صمتي
الثَامِنَة والثلاثونَ بعد المئة مُنذُكَ الغِيَاب
عَارمَةٌ أنا بالوجع
أَنفُثُ سم الذَاكِرَة على بضع أوراقي المُثَقّلة.. بالبُكَاء

.

قديم 09-19-2023, 06:14 AM
المشاركة 197
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
.
.


الليلُ وِحدَتُنا..
الليلُ موعدُ ثَرثَرتِنا..
الليلُ.. صندوقُ ودَائعِنا
وأسرَارِنا


الليلُ وطنٌ،
ميلادُ ضوءٍ،
الليلُ أَغَاني مُسافِرَة،
وجُزُرٌ نادِرَة،
الليلُ غُربَةٌ
بجرعاتٍ
زائِدَة


الليلُ
مرفأ أحلامِنا..
وبحرَ أفكَارِنا
وغابةَ الشُعراء


الليلُ ..
إطلالةٌ من نافِذَة
ل فِردَوسٍ صَامِتٍ
وزورَقَ الغَد


الليلُ حَيرتُنا..
قرصانٌ يُبحِرُ في هَواجِسنا
الليلُ غفرانٌ.. الليلُ عِصيانٌ
الليلُ بقايا بشرٌ وخَوف..
الليلُ مراسيمٌ.. وحدهُ الليلُ مَن يَسمَح لنا
بأنْ نبيعَ أنفسنا
أو
نحني رؤوسنا
ونَبتَسِم!


الليلُ..
أرتالٌ منَ السُكون
ونجمٌ صَاعِدٌ.. يَسألُ
عَنْ مَهبطِ النَاجُونَ مِن فَوضَى الظُنون
وعَنْ مَصدّاتِ الضَجَر
ويسألُ..
في لُجّةِ الصَخَب
عَنْ مَأزِقٍ
يُؤطرُ سيلَ الخُفُوت في بحورِ التيه
ويسألُ..
عَنْ إنبِعَاثِ الغفوةِ
وعن بقاءٍ مُتخَمِ
ويَسألُ..
ويَسألُ..
الليلُ.. ركبَ الغائبون
الليلُ.. مهدَ النائمون
الليلُ.. زفرةَ عابرٍ
وخُمرةِ الوقتِ.. في قلبِ عاشقٍ


الليلُ.. عُتمَة ضالّةٌ قد رست..
تلوكُ في..
أصابِعَنا الضريرة..
عبثاً..
يجتاحُ النَازِحونَ إلى مَرايَا حَتفِهِم
عبثاً..
يُمَزّقونَ ما تبقّى في أمَانينا الصَغيرَة
بِنا.. رَفائفَ صمتٍ مِن شكٍّ وهَذَيان
بِهِمُ رُفاتُ قيثارةٍ لامرئية
مُحمّلينَ على أكنَافِهَا قسطاً من حياةٍ..
تَشوبُها دَنسُ الخَطيئَة
الليلُ.. سلامٌ ناصِعٌ بلا عُيوب..
يُتماً توقّد.. في طُهرِ أعماقِ الطُفولَة
الليلُ.. باحَةَ أنفاسٍ عميقَةُ الأصدَاء
الليلُ.. تِجوَالُ
ذِكرَانا
اللئيمَة

.
.

قديم 09-19-2023, 06:16 AM
المشاركة 198
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
/

أستلقي على أريكة الوعي
ألاعب بضع أبعاد لصورة معلقة على حائط مائل في العقل..
فلم تكن تجربة الأمس عصيبة وحسب
وإنما استطاعت بجبروتها أن تترك ندوباً في وجه الزمن،
وان ترصع غبار الغباوة على تلابيب وجوهنا الرتيبة
دار بي فلك الحظ دون رأفة..
ليسقطني على متن تلك الوهلة التي ما ان رأتني
حتى اطلقت صغارها من كل ناحية وصوب..
وها هي ذي خدوشها لازالت غائرة في صلب جسدي
فتملؤني بالخطيئة من رأسي حتى أخمص قدماي

احمل جسدي المتثاقل من غيبوبته..
اجر الخطوة تلو الاخرى
اتسكع في زوايا البيت المسكون بالغربة
هدوء مستبد.. وتكاد جميع الاشياء تستقيل من اصواتها
لا هواء في داخلي.. ولا خريطة تدلك على صوت الوجود
يُغريك صمت الامكنة..
صوت عربات محملة بأصوات عذبه لصغار كانوا يلحون على مسامع الوقت..
نحتاج مزيداً منك للعب
ازيز صوت يحاول عبثاً إقتحام اسوار الاب الشائكة
تبث فيه شيئاً من رجاء الخروج.. ولكن.. عبثاً..دون استجابة
كومة من ثرثرة تحلقت حول مائدة مصغرة من تمر وتفاح ورمان..
وتطوف حول احتمالات متعددة لنكسة جارنا التي لا تغتفر
تقول احداهن.. ما كان عليه أن يُقبِل على تجربة من هذا القبيل
ترد الاخرى.. معك الحق كله،، حيث انه لا يحسن التدبير
بَلبلة تفجرت من كمائن صمت الجدة..
لا تسهو من تناول تلك الحبة المسكنة وهي تشكو..
اني ارى اثار الصداع تمتد امامي..
هذا الحشد المتعاظم من الالم ،،
ترى من اعطاك حق اللجوء والزهو في مملكة رأسي..!
قهقهات تسربت من الغرفة الاخرى.. كانوا قد احكموا دائرة مغلقة..
يتسابقون في إلقاء بطاقات اللعب "الرجرتو" التي تعتقت أوجهها بروائح تمردهم..
يصرخ آخر من الغرفة المقابلة مناديا بأعلى صوته..
الا من زاوية فارغة تفصلني عن عالمكم هذا..
ما من سبيل للمذاكرة.. مَن مِن شأنه أن يساعدني على هذا المصير الذي أجهله
تكتظ الاصوات في داخلي.. تتزاحم..
تجتر معاركاً في كل انحاء جسدي
احاول ان امسك بهذه الذكريات التي لا تكف قط عن الطنين في رأسي
أن أجد شظية من صوت ما
لأبتر به اخر وريد يصلني بها

امسك بجهاز التلفاز.. اقلّب القنوات الفضائية على مضض
لم اجد ما يشبع رغبتي.. فأطفئه

اتناول جريدة مهترئه ملقاة على مقربة.. اقلب صفحاتها المتحجرة بمآسي الظلم والحرب
والتي لطالما لم تحرك ساكنا في قلوبنا المتحجرة..
اتحسر..فأتركها كالعادة جانباً..

اطل من النافذة..
وحيث لا شيء يوحي بالحياة خارجياً سوى معركة حامية الوطيس بين قطين سوداوين..
أراقبهما.. لم أفهم حيثيات الواقعة..
فأعود أدراجي
إلى حيث تركت ظلي ذات ساعة بين صفحات كتاب.. وحيث لا ظل الا ظل "فهرس" ..
اتابع قراءة صفحاته التي احتضنت العراق ذات مرة..
العراق الجريح وروائحه المتعتقه ليس في الانسان وحسب،
بل في الحجر والشجر،
فلسفة الاشياء وذاكرة الجمادات في ظل الحرب والفقد،
ودود بطل الرواية والذي سحقته عربات الحرب ليمضي حاملاً شبح افكاره
نمير البطل الاخر ويومياته والتيه بين فواصل عروبته والاغتراب..
ما بين بغداد ونيويورك .. حيث تتالت احداث الرواية
وحيث لا فرق، لا فرق..
ما بين الذات والفقد أحاول أن أتلو شيئا
ولكن،،
عبثا،،
لا تكتمل الرواية..

قديم 09-19-2023, 06:18 AM
المشاركة 199
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
/
/
شِفاهٌ جائعة..

أرضٌ واحِدَة
سماءٌ واحِدَة
عينانِ للحَقيقَة.. وعاشقٌ وحيد
لم تكن شوارِعَنَا قد أشَارَت إلى ساعاتِ أيديهم الثَمينَة بعد
لم تكن تفرُكُ أصابعَ الريح..
لتصفّق بشفاهٍ جائعة لـِـ إفاقةِ الحياة..
وفواصلِ الربكَة التي تخلَّقت تحتَ جلودنا بإشتهاءٍ فارغ
لم تكن قلوبنا حُبلى تمجّدُ الحريَة لتمضي بنا في حفنةٍ من ساعَةٍ ثَملَى.. تتواطأ علينا بالإنكِسَارات
ثم إني حملتُ جسدي على زئيرِ القفص في داخلي..
أبيحُ الثوراتَ وأُوقضها
أجمع ما أستطيع من أعواد ثقاب مبتلة وكراريس هزيلة
ألتهِمُ ما أستطيع من روائح نيئة تجذّرت عُروقِها في أبوابٍ ..
بها تشكلّت ملامحٌ ساقتها الجاذبيّة بإيماءةٍ خجولة


هُنا..
ملءَ الديار والأبوابُ المتربصة لأيادٍ شحيحة
ملءَ الغربة والفراغ المزمن..
ملءَ الأحلامُ المتسلّقة هلعاً من جدلِ الشواطئ
تأتيكَ الذكرى بالإنابَة مطوّقَة أصابِعَ الحسِّ بريّانة..
تُسيلُ لعاب اللآهثينَ على المداءاتِ الفارهه


هُنا..
أقاصيصٌ تُشيّدُ الفجرَ المسلوب ومسافاتٌ لا تعي الوجُوه
ملءَ العقول الخمريّة تدّكُ ألسنةِ الشوارع
ملءَ الزجاجات المُجنحّة تتوقفُ الأغاني تَعَباً من التحليق
ملءَ الظلال الراقِصَة على وقعِ أنفاسٍ تتصاعدُ بي تجثو هتافاتٌ حمئه..
من لجّ الشُرُفات تَشرقُ وفي جيوبِ المارّة تغيب
لنمضي والحرمان يداً بيد إلى نهرٍ وحيد
ملوّحينَ بأسمائهم للصرخاتِ الضائعة


هُنا..
لا يترك لنا الحديثَ فُسحة لتخفيف ثقل التفاصيل ووجوم الأسئلة
المشاهدُ لا تكتمل.. الحضنُ لا يتسع.. النوايا لا تشيخ
الدروب لا تنتهي.. الجهاتُ لا تختفي.. الرصاصُ لا ينطفئ
نرقبُ ذا العالم من خلفِ نافِذَة ورقيّة..
نُحدثهُ عن الأمَاني المفقودَة والنِهَايَات المُحتَمَلة التي لا تأتِ


ثم إني..
هيأتُ الطرقات على مقاسِ وجهٍ يتوكأ بالعناوين المُثخّنة
وصورٌ شتّي تُقلّبها إشتهاءات الامكنه..
بلا وِجهه..
كان وجهكَ حاضراً يقلّب في احتضار أثاري الباقية
بلا ردهه..
وصوتكَ المسافر في رئة الليل ينقّب في كومةِ الأحداث علّهُ يستحوذ مقعداً في جداريّتي
يفتّحُ أربطة الغمام ليستعيدُ بعضكَ..
يُداعِبُ الزهرَ بأطرافِ حديثكَ
ويُراقصُ النبضَ ب نبضةٍ أُخرى..
ويُقرفِصُ الروح على زاويةِ الشوق حتى ميلادِ بسمةٍ أُخرى..
فأينَ خبأتَ إبتسامتكَ في حضرةِ الاشتياقات..؟

أيّها الحائر،
أيّها السائرُ في دروبِ أفكارٍ مظلمة لا تتركني وحيده أصارعُ المسافاتَ بشيءٍ من ظنون..
أيّها المسافرُ بي في ربوعِ النقاء..
يا من منحهُ آدم قلبه قبل أن يغادر الجنة ويا من علّقَ روحي على خاصرةِ السماء
إن أمَرَ آلهة الحب اذا أرادَ شيئاً أن يقول له كن فيكون..
فصارَ لي قلباً يغتسلُ النقاء خلفَ حجابكَ الخمريّ..
أعيشُ بكَ الآن.. حلماً.. وأمنية.. وحقيقة..
أعيشُ بكَ الآن.. طهراً.. وإخلاصاً.. ونقاءاً..
أعيش بكَ الآن صِدقاً يُزلزِلُ جدارَ التردد والخذلان..
فكيفَ يُزرع الزهر في القلوب والنواصي والدروب
وكيف تُنزع الأشواك من الظروف فأكون على قلبكَ برداً وسلام.. وتكونَ لروحي ملاذاً أوحد..
وكيفَ أُرتبكَ وأُرتبني على قافيةِ حرفٍ تستنطقُ ملامحَ الذهول في عيون المارين..
ف قبلَ أن تكتبني ألفَ صورةٍ للوجع وألفَ صورةٍ من حنين..
دعني أُفتّشُ عن أناشيد الله الطويلةِ في الأرض وفيكَ وأعانقكَ ك بحرٍ يُحَابي أمواجه وتارة يستكين
وقبلَ أن تشطرني المسافات بين صمتٍ وجنون..
ويُعلّقُ على الجبين ألفَ وشمٍ للجريمة وألفَ انتكاسةٍ لروحي
دعني أهمسُ لك سرّ هذه الإرتجافه..
فهذه الأنفاسُ تتصاعدُ بي نحوَ فضاءٍ أوسع فتُبعثِرُني على أطباقِ البوح..
كَ ألفَ وعدٍ للبقاء..
وكَ ألف حكاية تضاجعُ الرحيل
/

قديم 09-19-2023, 01:04 PM
المشاركة 200
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر

أتَى الصبحُ وفي كفّي سَرَابُ الروحِ قَد طلّ
أتَى الصبحُ كعادتهِ..
يجُرُّ خيوطَ وحشتهِ..
ويقتاتُ منَ الارضِ فُتاتَ النور
يُصارِحُهَا..
بأنّ اليومَ كالامسِ

أتَى الصبحُ على وجلٍ..
بلا أملٍ..
ولا حدّ يؤنسنا..
نغُضُّ الطرفَ عن ساقٍ مضتْ عَجلى
إلى أكوامِ فاكهةٍ وأسواطٌ من الحلوى
نُفَتّشُ في عَراءِ الدارِ عنْ مثوى
لعلّ بُطونِها حُبلَى لقيماتٍ..
كُسيراتٍ من الخُبزِ
ولَكِنْ..
دونما جَدوى

أتَى الصبحُ وفي عيني
صغيرُ الحلمِ لمْ يَكبُر
أتَى الصبحُ يُباغِتُهُ أَزيزُ الأمسِ في مَنْأى
بأنّ الحلمَ تهمتهِ
وعقوبةَ حلمهِ المنفَى

أتَى الصبحُ بلا ماءٍ.. ولا داءٍ يُفارِقُنا
أتَى الصبحُ بلا مأوى.. ولا دفئٍ يُلازمنا
أتَى الصبحُ بلا شكٍّ يُحاصِرُ سِرجَ هَشاشَتِنا
هُنا ينقضُّ جُنحُ الموتِ بلا إِذنٍ
على جسدٍ
ويراهنُ بعودةٍ أُخرى..

أتَى الصبحُ بلا عملٍ يُبدّلُ حالَ حسرتنا
أتَى الصبحُ ولا يَدوي ليلفحَ وجه حيرتنا
فيا أبناءَ جِلْدَتُنَا،،
ولو طالتْ بِنا الحربُ مكَائدَها
تعالوا نشقُّ وجهَتُنا
إلى صُبحٍ يليقُ بِنا
نلوكُ فَقَرِنَا المُدقِع بهزّاتٍ لضِحكَتُنا
نُعكّرُ صفوَ قسوتهِ بلُعَبَتِنا
فلا يُرثي لحالتنا
ولا يُرثى لحالتنا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.