قديم 10-10-2010, 12:11 PM
المشاركة 11
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاخ الاستاذ عبده فايز الزبيدي
اقتباس : "عبدالعزيزعتيق فيقول: ( ... الأدب ذاتي من حيث أنه تعبير عمّا يحسه الأديب ..... أما النقد فذاتي موضوعي , فهو ذاتي من حيث تأثره بثقافة الناقد و ذوقه, و مزاجه و وجهة نظره , و هو موضوعي من جهة أنه مقيد بنظريات و أصول علمية ...) .

اشكرك على مرورك الكريم وعلى هذه المداخلة الثريه.

قديم 10-28-2010, 03:49 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الغرض من النقد الأدبي- نظرة مغايرة: أوراق ساخنة (11)

الدارس لموضوع النقد وتطوره يجد أن النقد كان في بداياته يعتمد على الذوق وكان بسيطا ساذجا انطباعيا، لكنه مع مرور الزمن تطور إلى مناهج تقوم على أسس محددة، ومع ذلك ظل يعني كما في اللغة تمييز الجيد من الرديء، والبحث عن أسباب الاستحسان والاستهجان، واستخلاص عناصر الجمال، وتبين سمات القبح، بغرض تقويم العمل الأدبي وتقييمه، وإصدار الحكم عليه، وذلك من خلال دراسته والنظر في كل عنصر من عناصره واكتشاف محاسنه وعيوبه، وقد تتوسع الدراسة النقدية لتشمل جو النص أي العصر الذي قيل فيه، وصاحب النص، ومناسبة قوله، إضافة إلى القضايا التي يحويها النص، والأفكار الرئيسية التي يتضمنها، كما قد يتطرق النقد إلى الأسلوب الذي اتبعه المؤلف والذي يشتمل بدوره على المشاعر والانفعالات التي تظهر في النص إضافة إلى الصياغة الخارجية، ويتضمن الألفاظ والتراكيب، والصنعة الأدبية، والإيقاع، والألفاظ ودلالاتها.

وعلى الرغم أن مفهوم النقد قد تطور تطورا كبيرا لكنه ظل محصورا إلى حد بعيد في أصول أربعة أساسية وهي القراءة ، والفهم ، والتفسير، والحكم...ونجد أن وظيفة النقد النهائية وغايته ظلت تتمحور حول التفسير وإصدار الأحكام.

ومع أن الكثير من المحدثين قد تبدلت نظرتهم إلى وظيفة النقد الأدبي فلم تعد عملية إصدار الحكم هي الأساس عندهم بل أصبحت تتمحور حول تقدير النص الأدبي تقديرا صحيحا وبيان قيمته، لكننا نجد بأن إصدار الحكم على النص الأدبي المراد نقده بل وتخطئة العمل الأدبي الإبداعي، وكشف عيوبه تظل غاية النقد الرئيسية عند الأغلبية.

بل إننا ما نزال نجد من بين النقاد من يظن بأنه يمتلك الحق المطلق في تنصيب نفسه حاكما مطلقا يصدر أحكاما نقدية تؤدي أحيانا إلى وأد العمل الأدبي الإبداعي برمته وموته سواء لأسباب انطباعية مزاجية أو ربما لان النص لا ينسجم مع المنهج النقدي الذي يتبناه الناقد في تناوله للعمل الأدبي أو الفني والذي قد يكون قائم على أسس فكرية معينة أو قناعات وقواعد محدده خاصة بعد انتشار مناهج النقد الأدبي القائمة على مدارس فكرية أو سياسية على نطاق واسع، أو ربما لان عقل الناقد لا يترقي لمستوى عقل المبدع من حيث القدرات الإبداعية أو الثقافة والمعرفة.

ونجد انه حتى من يؤمن بأن مهمة الناقد يجب أن تقتصر على الكشف عن مضامين النص الأدبي وأسلوبه فأنهم يتركون مسألة الحكم على النص للقارئ.

وكل ذلك يشير دون لبس أن الغرض من النقد لم يتبدل كثيرا منذ بدايات ولادة النقد، بل أن الغاية والغرض والهدف ظلت دائما إصدار الحكم في نهاية المطاف على النص الخاضع للنقد مهما تعددت التسميات ومهما تم فلسفة الموضوع وكأن النص ومبدعه يخضعان للمحاكمة والتقييم وفي الغالب ضمن معايير الناقد نفسه.

فهل هذا هو الغرض من النقد؟ وهل هناك ما يستدعي إعادة النظر في الغرض من النقد؟ وما الغرض الذي يجب على النقد السعي من اجله؟

في الواقع إن غموض العملية الإبداعية في كل المجالات وليس فقط في المجال الأدبي واستمرار العجز عن فهم كافة إبعادها وأسرارها وكنهها ومصدرها بشكل كامل، والإعجاز المذهل الذي يمكن أن تحتويه المخرجات الإبداعية غير المفهومة في عصر ولادة العمل الإبداعي والذي كثيرا ما اشتملت عليه الأعمال الإبداعية، إضافة إلى تطور فهمنا للعملية الإبداعية كسمة إنسانية معقدة، حيث أصبح ينظر إليها على اعتبار أنها عمليات عقلية معقدة ناتجة عن عقل خارق في قوته اللامحدودة ويمتلك مقومات خارقة، يسميه البعض العقل الباطن والبعض الآخر يسميه اللاوعي ويقارنه عالم النفس فرويد بالجزء المغمور من جبل الجليد بالنسبة للوعي، وانه في حالة أذا ما عمل هذا العقل الخارق بوتيرة عالية كنتيجة لمرور الشخص المبدع في ظروف مأساوية، كما تقول نظريتي في تفسير الطاقة الإبداعية والتي أشارت إلى أن القدرة الإبداعية مصدرها طاقة ذهنية متفجرة تتناسب طرديا مع كثافة المآسي التي يمر بها المبدع وعلى رأسها اليتم الذي يمكن أن يصنع العباقرة الأفذاذ الخالدون كنتيجة لما يمتلكوه من طاقه إبداعية هائلة وفي أعلى حالاتها، وعليه فأن المخرجات الإبداعية الناتجة عن هذا العقل يمكن أن تكون خارقة وإعجازية، قد تأتي بجديد، ثوري، وغير مسبوق، الذي يصبح يعمل بوتيرة عالية وقد لا يتم فهم كافة أبعاد هذا العمل الإبداعي حتى من قبل صاحب النص الإبداعي نفسه أو معاصريه مهما امتلكوا من العلم والثقافة والتأهيل، وأحيانا كثيرة يتطلب الأمر مرور أزمان طويلة لفهم أبعاده ومعانيه وإشكالاته وسبر أغواره بشكل حقيقي واسع وعميق.

ويمكن لكل تلك الأسباب أن يكون العمل الإبداعي عبقري وإعجازي وفيه أسرار اعجازية هائلة وأبعاد غير مرئية أو ظاهره، ويصعب كشفها بسهولة من قبل المتلقي وأحيانا المبدع نفسه، وبحيث يكون ما يمكن أنه يشكل إضافة غير مستساغة أو مقبولة لعقل الناقد أو الجمهور أو المؤسسات التي دائما تدافع باستماتة عما هو قائم وسائد ومألوف، قد يكون يمثل حالة إبداعية عبقرية اعجازية فذة ونادرة وينتمي في معطياته لازمان قادمة، قد لا يفهمها الناقد المعاصر للعمل الإبداعي مهما ارتقى في قدرته على التفسير وسبر أغوار النصوص وخاصة إذا كان عقله يعمل بوتيرة اقل من عقل المبدع نتيجة لعدم تفجر طاقات دماغه على شاكلة المبدع وعلى اثر عدم مروره بتجارب مأساوية مفجعة على شاكلة المبدع صاحب النص كما اشرنا سابقا وحسب شرح نظرية تفسير الطاقة الإبداعية للعملية الإبداعية.

أيضا تظهر الكثير من الحالات التي تم فيها رفض مخرجات عقول بعض العباقرة الأفذاذ المبدعين المجددين في أزمانهم، وتراكمات ما حصل للكثير من الأعمال والنظريات والأفكار الإبداعية المجددة والتي جاءت بجديد غير مسبوق وغالبا ما كان يتناقض في طرحه ومعطياته مع السائد والمألوف أو يطرح بديل إبداعي وغير مسبوق سواء من حيث الشكل أو المضمون، تشير كل هذه الحالات بأن هناك سجلا حافلا يشير إلى تعرض مثل هذه الأعمال الإبداعية إلى الرفض والقتل أحيانا كثيرة، لا بل تجاوز ذلك في الكثير من الأحيان لمحاكمة صاحب العمل الإبداعي والحكم عليه بأقصى عقوبة وصلت في أحيان كثيرة إلى السجن والحرق والقتل وهي أحداث مسجلة عبر التاريخ بشكل بارز.

وكثيرا ما نجد أن أسباب وأد هذه الأعمال الإبداعية وأصحابها كانت تحدث لأنها كانت تأتي بجديد غير مألوف ثوري ومغاير لما كان سائدا، مما ظل يعتبر انقلابا حادا يستدعي الحكم على صاحبة بأقصى العقوبات التي قد تصل إلى الموت أحيانا في محاولة لطمس العمل الإبداعي ومعطياته لنجد فقط انه وبعد قرون يعود العالم لاكتشاف عظمة مثل تلك الأعمال الإبداعية ويقوم على رد الاعتبار لهذه الأعمال وأصحابها.

كل ذلك يستدعى دون أدنى شك ضرورة إعادة النظر في الغرض من عملية النقد، لان العملية الإبداعية تظل غاية في التعقيد وقد تأتي بمخرجات مهولة مذهلة قد لا يتنبه لها حتى المبدع نفسه وعليه أرى بأن سلطة الناقد في إصدار الأحكام على الأعمال والمخرجات الإبداعية يجب أن تتوقف والى غير رجعه، مهما كان موقع هذا الناقد وسواء كان فردا أو مؤسسة.

ويجب أن لا يمتلك احد السلطة على رفض مخرجات عقل مبدع أو إصدار أحكام مطلقة عليه مهما بدت هذه المخرجات هزيلة أو مختلفة أو معقدة أو جديدة أو مجنونة في شكلها ومضمونها أو لأنها ضد السائد والمألوف أو لأنها ضد منهجيات وقوانين ومدارس نقدية تم وضعها من منطلقات فكرية أو فلسفية أو نفسية أو انطباعات شخصية، فلا شك أن العملية الإبداعية قد تظل عصية على عقول النقاد لان مصدرها قوة خارقة هي العقل بقوته اللامحدودة.

وبدلا من ذلك يجب أن ينحصر دور الناقد في محاولة فكفكة أسرار وأبعاد وأعماق العمل الإبداعي ومحاولة كشف الجوانب الاعجازية والجمالية فيه والتي غالبا ما تتفلت وتخرج من عقل المبدع الخارق في قوته أثناء العملية الإبداعية، وأحيانا كثيرة يحدث ذلك بصورة تلقائية غير واعية لا يدركها المبدع نفسه.

كما أن دوره يجب أن يكون مثل دور المنقب في منجم أو الغطاس الباحث عن اللآليء في قعر المحيط وان يجتهد في عمله ذلك، لكن عليه أن لا يجزم برؤية واستنتاج مطلق بل عليه أن يبقى الأبواب والاحتمالات مفتوحة فهما أبدع في عمله فربما يكون قد عجز عن فهم الكثير من الأعماق والأبعاد الاعجازية أو بعضها في النص، وان ذلك يتطلب ناقد من زمن قادم وحتى هذا الناقد القادم من زمن آخر عليه أن يبقى الأبواب مفتوحة لاجتهادات أخرى تظل قائمة.

إذا فليتوقف وأد الأعمال والعقول الإبداعية فورا!!!!


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الغرض من النقد _ نظرة مغايره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حب من اول نظرة اعزاز العدناني منبر البوح الهادئ 0 07-03-2022 07:09 PM
نظرة محمد سالم المصري منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 3 08-27-2012 06:26 PM
للحيآة طعم آخر .. مع كل نظرة حب أنين أحمد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 04-26-2012 03:07 PM
نظرة وردية.. نهاد رجوب منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 9 01-19-2011 01:00 PM
الغرض من النقد الأدبي- نظرة مغايرة: أوراق ساخنة (11) ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 5 11-14-2010 11:47 AM

الساعة الآن 02:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.