قديم 03-22-2014, 03:07 PM
المشاركة 51
مباركة بشير أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أي نعم قصدتُ الخلط بين القضيتين ،لأن الذي نتحدث عنه يا أستاذ أيوب صابر ،هو نقدُ القراء للمبدع ،الذي جمع حصيلة نقدية من لدن المحيطين به ، لكن لم تُشبع فضوله المعرفي ،ولم يستشف من خلالها خلاصة تصل به إلى برَ الأمان . ففي قصة أنت طالق مثلا ،هل هي : "قصة جميلة" ،" شبه خاطرة" ،" خاطرة" ،،،؟ فهل سأنتظر رأي القراء ،حتى أميَز ملامحها ،فأعرف أنها قصة ؟ الكاتب أيضا ناقد لأعماله ،وليس قربه منها يعني أن الآخرين أدرى به منها . ومع ذلك فأنا لا أنكر دور النقاد في الساحة الأدبية ،ولا أقصد الكاتب الناشئ الذي يفتقد إلى أكبر نصيب من المعرفة ،ولا الكاتب المتعصب لرأيه.فلو تفحصت مقولتي السابقة ،فستكتشف أن الخلط بين القضيتين ،أمر منطقي ،ولايحيد عن الصواب ،مادمنا نتحدث عن الناقد والمبدع.
وكل الشكر لك،والتحية.

قديم 03-22-2014, 05:14 PM
المشاركة 52
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة مباركة

كما ان هناك ما يميز النص الروائي عن القصة القصيرة هناك ما يميز نص القصة القصيرة عن الخاطرة فلكل نمط ادبي خواص وسمات ومعايير تميزه عن غيره وهذا هو الإطار الذي يلتزم به الجميع ويحاول ان يعمل ضمنه فلو انك مثلا لم تمحوري نص انت طالق حول لحظة زمنية محدودة وهو زمن وقوع الطلاق وبدلا من ذلك كان الزمن مفتوح لأصبح النص رواية وليس قصة قصيرة .

طبعا ليس من السهل ابداع نمط جديد لكن ذلك ليس مستحيلا ولكن الاعتراف به قد يتاخر كما حصل مع تيار الوعي والذي ادخله جميس جويس ولم ينل رضى النقاد في حينه لكنهم اعترفوا به في نهاية المطاف ....
اما التمييز بين القصة والخاطرة فيكون اصعب لانهما متقاربين في الخواص ومن هنا قد بحدث خلاف حول نص فيعتبره البعض خاطرة ويعتبره الآخرون قصة ويبدو ان ذلك ما حصل هنا

على كل حال دعينا نتجاوز هذه الجزئية وتنتقل الى زاوية اخرى ...
------

دعونا نتحول الان للحديث عن جوانب فنية اخرى من النص القصصي " انت طالق"...

- يقال ان الشخصية الناجحة عند كتابة القصة هي الشخصية الدائرية الممتلئة round character وليس الشخصية المسطحة flat character ...كما ينظر الى القاص بأنه نجح في بناء شخصيات قصته اذا ما جعلها نامية متطورة وليس جامدة لا يحدث عليها تغيير من اول النص الى لآخره...

السؤال :

- كيف تقيم بناء الشخصيات في نص " انت طالق"؟
- هل نجحت الاستاذة مباركة في بناء شخصيات قصتها بصورة فنية جميلة؟
- وهل يمكن اعتبار هذا النص يتمحور حول ( الشخصية ) ام انه من نمط الحبكة؟

*

قديم 03-23-2014, 02:24 AM
المشاركة 53
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم و رحمة الله

الشخصية الدائرية و المسطحة لا أراها أثرت على القصة ، لأنه في الغالب في القصة القصيرة هناك توظيف للشخصيات باقتصاد كبير سواء من حيث العدد أو البناء ، فلا يبني القاص إلا الجانب الذي يحتاج إليه في الشخصية .
فعلا البطلة لم يذكر اسمها و لا شكلها لكن ربما الاشارة إلى مرحلتها العمرية و ذكر حالتها النفسية و وسطها أغنى شخصيتها من حيث البناء . و ربما نفس الشيء بالنسبة للأب و الأم والزوج ، لكن يبقى اسم نبيل كإيحاء بالنبل والإخلاص غير منسجم مع موقعه في النص .
و هذا لا يعني أن الشخصيات وظفت بالشكل المناسب إذ تفتقر إلى الدينامية بمعنى التغيير و التطور ، بل أجدها ساكنة و لا تتحول .

و هذا ما يجعل القصة لا تعتمد على الشخصية و تخلت عن بنية القصة الكلاسيكية التي تقوي حضور الشخصية وتغنيها و تمحور حولها النص ، و تعطي النزعة الفردية حضورها . فربما القصة اليوم تخلت عن هذه النمطية التقليدية و نحت إلى تهميش الفرد و صهره في المجتمع كنتاج لسيطرة المؤسسة على الفعل و انحصار و تطويق الفرد بقلق وجودي فرض نفسه على بنية القصة .

وشكرا للجميع

قديم 03-24-2014, 04:07 PM
المشاركة 54
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبا استاذ ياسر

تقول " الشخصية الدائرية و المسطحة لا أراها أثرت على القصة ، لأنه في الغالب في القصة القصيرة هناك توظيف للشخصيات باقتصاد كبير سواء من حيث العدد أو البناء ، فلا يبني القاص إلا الجانب الذي يحتاج إليه في الشخصية" .

- الاقتصاد يكون في عدد الشخوص ذلك صحيح لكن في البناء ربما على الكاتب ان يقدم لنا معلومات كافية واكثر تفصيلية بحيث تجعل هذه المعلومات (الشخصية) في قصته وكأنها شخصية حقيقية من الواقع المعاش...

وتقول " فعلا البطلة لم يذكر اسمها و لا شكلها لكن ربما الاشارة إلى مرحلتها العمرية و ذكر حالتها النفسية و وسطها أغنى شخصيتها من حيث البناء . و ربما نفس الشيء بالنسبة للأب و الأم والزوج ، لكن يبقى اسم نبيل كإيحاء بالنبل والإخلاص غير منسجم مع موقعه في النص .

- اتصور هناك اجماع على ان الشخصية الرئيسية في القصة The protagonist هي شخصية الفتاة وعلى الرغم من ذلك لم يذكر اسمها... ولا اعتقد ان ما ذكر عنها يكفي لجعلها شخصية اقرب الى الواقع ومكتملة البناء...

لكن ومن ناحية اخرى نجد ان الحبيب الذي يلعب دورا ثانويا في القصة نعرف اسمه وهذا يجعل الدماغ يتصور ان ( نبيل ) سيكون له دور مهم واكبر في القصة وان القصة قصته هو ايضا وسوف يتطور السنياريو ( الحبكة ) حوله ايضا لكنه يختفي تماما من المشهد الا في جزئية بسيطة...

طبعا بالنسبة لباقي الشخصيات فهي حتما شخصيات استاتيكية لا نكاد نعرف الا الشيء اليسر جدا عنها..

وتقول " و هذا لا يعني أن الشخصيات وظفت بالشكل المناسب إذ تفتقر إلى الدينامية بمعنى التغيير و التطور، بل أجدها ساكنة و لا تتحول ".

- اميل الى الموافقة على هذا الرأي الا في حالة الشخصية الرئيسية بطلة القصة فلا شك ان صمتها بعد الزواج ثم مرضها ثم تقليبها احجار الواقع وهي تبحث عن ثورة عشق ...مؤشر على حيوية كانت موجودة ثم انطفت لتعود البطلة تبحث عنها وفي ذلك ما يشير الى دينامية كافية فيها ولو ان هذه الدينامية اتخذت صفة السلبية في جزئها الاساسي...

لكن في المحصلة ارى بأن عنصر الشخصية وظف في القصة بشكل جيد جدا ولو ان القاصة اضافت المزيد من المعلومات حول البطلة خاصة ذكر الاسم وبعض الصفات والملامح الشخصية لجعلها ذلك شخصية دائرية ...

شكرا لك استاذ ياسر والجميع وبودي حقا لو نسمع مزيد من الاراء حول هذا البند من الزملاء...

قديم 03-24-2014, 09:29 PM
المشاركة 55
مباركة بشير أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[color="darkred"]
لكن في المحصلة ارى بأن عنصر الشخصية وظف في القصة بشكل جيد جدا ولو ان القاصة اضافت المزيد من المعلومات حول البطلة خاصة ذكر الاسم وبعض الصفات والملامح الشخصية لجعلها ذلك شخصية دائرية ...

*********
بطلة القصة اسمها " رحمة" ،،،وهذا ستكتشفه في حوار نبيل ." رحمة ،،،مستحيل أن ياخذك غيري ....."
وهي تتمتع بقدر واسع من الجمال : " بين عشية وضحاها ،أمست تلك الحورية الجميلة خادمة البيت.....
و إنسانة عاطفية ،رومانسية ،تخشى سلطة والدها ....تجد ذلك في حديثي عن الوالد وجبروته.....
وطبعا القصة ليست واقفة مشاهدها على مبدإ الثبات ،فهناك حركة : المشي وهي تحمل الحقائب ، الأنفاس الملتهبة شوقا للقاء " دقات القلب ،والإلتهاب العاطفي " وما يفعله في العاشق ،
حوار نبيل ،مع رحمة ،وفيه وعود ،وبالتأكيد غضب ،وصخب
سلطة الوالد ،تبدأمن المنع ،منع اللقاء بين الحبيبين ،وفرض السلطة ،وتزويج الفتاة ،الفوانيس التي كُسرت
زغاريد النسوة ،الطبول ،العرس ....كل هذا يدلل على حركة
شكواها لوالدتها ،،،أي تغيير من حال إلى حال ،وإحساس بالدمار ،،،،،
المرض ،وما ينجرُ عنه من آلام للزوجة الشابة ،وتأفف الزوج ،،،وتذمره إلى أن يضيق بها ذرعا ،ويرمي عليها يمين الطلاق.

أما عن اسم نبيل ،فسبق لي وأن وضَحتُ ،ألا دخل للنبل باسمه ،،،فنحن نحاكي الواقع ،،،وليس من المفروض على الإسم أن يدل على شخصية صاحبه .فأنا مثلا اسمي مباركة ،فقط لأن عمة والدتي كان اسمها مباركة .
ووافر شكري لكما ،الأستاذين القديرين / ياسر علي وأيوب صابر.

قديم 03-25-2014, 01:12 AM
المشاركة 56
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
معذرة للقراء وللأستاذة مباركة وللأستاذ أيوب على جزئية الاسم فربما الاعتماد على الذاكرة وحدها لا يكفي بل وجب الرجوع إلى النص عند كل جزئية ، و شكرا للأستاذة مباركة لتتبعها عمل الورشة و تدخلها للتصحيح و التنويه .
أنت مباركة فعلا بما تمتلكينه من قدرات إبداعية و حضور البديهة و رحابة الصدر .

قديم 03-25-2014, 10:33 AM
المشاركة 57
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اقتباس " نبيل....!عطرُ كلماته ها قد انفتحت قارورته المنسية في ثنايا الذاكرة، واقتحم أسوارها دون استأذان، لتجد نفسها منغرسة به طريقا ترامت مسافاته، ، وتعسَرت قراءة عناوين محطاته.
ها هوذا طيفه ينبعث من ردحات الماضي البعيد، ليغشى عينيها الناعستين، ويهرق الأمل صوب دواخلها المرتعشة، ويذكّرها بالوعد الذي كتب صحيفة بقائه السّرمدي بدماء قلبه النابض حبا وألما:
- رحمة ... مستحيل أن يأخذك غيري....مستحيل...!!"".

- لا شك اننا ظلمنا الاستاذة مباركة في قولنا بأنها لم تذكر اسم البطلة لكن ربما ان غفلتنا عن اسم البطلة على الرغم اننا كررنا قراءة النص وعلى الرغم انه ورد ضمن حوار دار بين البطلة وحبيبها مؤشر على ان حضورها ربما كان يحتاج الى المزيد سواء عن طريق تكرار الاسم او وضع مزيد من السمات والصفات حتى تصبح الشخصية مألوفة ويكون من الصعب نسيان امرها...

الان دعونا نسأل عن تكنيك الفلاش باك:
- ما الغرض من استخدام تكنيك الفلاشباك بشكل عام؟
- وهل نجحت القاصة في تخير هذا التكنيك لهذا الغرض؟
- وكيف تعاملت القاصة مع عنصري الزمان والمكان في القصة ..وهل هي مناسبة ومنسجمة مع متطلبات القصة القصيرة؟

قديم 03-25-2014, 01:23 PM
المشاركة 58
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الفلاش باك في النص استعمل لا سترجاع أحداث تصب في الحدث الرئيس للنص و هو رحلة البطلة من بيت الزوجية إلى بيت الوالدين ، لست أدري ما مدى نجاح التقنية ، فالفلاش باك الغاية منه هو خلخلة الكرونولوجية التصاعدية في البناء القصصي ، لكن في النص وجدت أن الفلاش باك قريب من تحايل فني على زمن النص لبناء قصة ممتدة زمنيا على الأقل لثلاث سنوات ، فالفلاش باك هنا عبارة عن قصة بحد ذاتها وليست مجرد توضيح و إضاءة لجزئية معينة في النص ، فسيطر الفلاش باك على النص بمجمله بأحداث مرتبة كرونولوجيا . حتى أصبح الحدث الرئيس في النص متواريا وليس له حضور فعلي ، بل الحضور لقصة الفلاش باك .

و شكرا

قديم 03-27-2014, 11:24 AM
المشاركة 59
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استخدام تكنيك الفلاش باك وهل نجحت القاصة في هذاالاستخدام؟

- المعروف ان احداث القصة القصيرة يجب ان تتمحور حول نقطة زمنية محددة وغير ممتدة ولذلك ارى بان الفلاش باك هو حتما تكنيك يساعد في التحايل الفني على زمن النص ويخدم هذا الغرض ...
والغاية منه هو جعل كل الازمان الممتدة والتي مهما طال امتدادها...تساند وتخدم زمن القصة الذي يجب ان يكون محدودا في القصة القصيرة كما هو معروف...
واتصور ان القاصة هنا احسنت استخدام هذا التكنيك، فهي تبدأ القصة بمشهد تدور احداثه في الزمن الحاضر:

"حملت حقائبها المثقلة بأوجاع السنين، وراحت تدقُ أبواب الرّجاء، وتنفضُ عنها غبار الحسرة جاهدة، بعدما شَربت نخب طلاقها، ووشمت حُروف اسمها في لائحة المطلقات، وهي توزع خطواتها على شارع المجهول، وقد استفردت بمخيلتها الهشة غربان الحيرة، تنعب في قفارها، فطفقت تتفحص معالم الحاضر، لوحة قديمة جرّدت من الألوان، بعد ما نسفتها أفواه الزمن الواسعة، وتُقلَب حجارة الواقع...كأنما تبحث خلف جمودها عن ثورة عشق كتمت أنفاسها، وتاه صهيلها عند منعطفات الهوان.!"

- ونعرف من خلال هذا المشهد ان الحديث يدور عن بطلة اوقع عليها زوجها الطلاق وبدأت تتحرك ان كان ذلك معنويا او افتراضيا او واقعيا.. ثم تعود بنا القاصة من خلال تكنيك الفلاشباك لتروي لنا ما الذي جرى وكيف تطورت الاحداث خلال السنوات الممتدة الى ثلاث سنوات من الزواج وقبل ذلك زمن جرى فيها ان تعرفت على نبيل وتظل هذه الاحداث تساند بعضها بعضا الى ان نصل الى النتيجة التي وردت في المشهد الاول

"كان لايزال ربيع عمرها يدرج على سلالم النضوج الأنثوي، تلك الفاتنة، عندما تقاطرشهد السعادة من أنفاسها الملتهبة شوقا للقاء.
نبيل....!عطرُ كلماته ها قد انفتحت قارورته المنسية في ثنايا الذاكرة، واقتحم أسوارها دون استأذان، لتجد نفسها منغرسة به طريقا ترامت مسافاته، ، وتعسَرت قراءة عناوين محطاته.
ها هوذا طيفه ينبعث من ردحات الماضي البعيد، ليغشى عينيها الناعستين، ويهرق الأمل صوب دواخلها المرتعشة، ويذكّرها بالوعد الذي كتب صحيفة بقائه السّرمدي بدماء قلبه النابض حبا وألما:
- رحمة ... مستحيل أن يأخذك غيري....مستحيل...!!"
تلك كانت رواسب زفرات اشتعلت بها نيران غيرة هوجاء، حيال ما اكتشف المتيم أن حبيبته، وضياء عينيه، سينتشلها من بين يديه آخر، وأن لافتات الفراق ستُعلى هاماتها قريبا، في حين تتوارى الأحاسيس النازفة حرقة وولها، وتركل بعيدا أمانيها على رصيف الأوهام، بقدم سلطة والدها، الذي أقسم أن زواجها سيتم ذات ليلة كُسرت فيها آخر الفوانيس للقيا الحبيب، واستبدلت بدخان خانق.
ليلة فيها تبعثرت الرؤى، وتلعثمت خطى المشاعر، وانسدل ستار أسود معلنا عن النهاية، تحت وقع الدفوف، وزغاريد النساء، عندما زرعوها بذرة ورد غريبة بأرض تمادت مساحات جفافها وتعذر عليها استنشاق الهواء عبر مساماتها الضيقة، أين اجتثت جذور كرامتها وألقي بوريقاتها ذاوية في المتاهات
بين عشية وضحاها، أمست تلك الحورية الجميلة خادمة البيت، وجارية السيد العظيم.
شكواها لوالدتها لم تكن لتغير مستحيلا، أو تعبث بالتواءات خط رسمته لحياتها يد الجبروت..!
شريط من الأحداث السوداء توالت حلقات مسلسله، ناشبة أظافرهاعلى شجيرة عمرها الأخضر، وكاتمة على أنفاسها حدّ الهذيان .
- متى؟ كيف؟ هل من سبيل؟ تساءلت بمرارة، ورفعت راية الإحتجاج بصمت، إلى أن أغمي على أفكارها، وأعلنت الإستقالة من عالم الأحياء...!
ثلاث سنوات مضت، تجدولت معاييرها بمسطرة الأنانية، والذكورة الضاربة جذورها في دركات التيه والغطرسة!
والدها الذي استحوذ على تأشيرة التحكم بقراراتها، لأنها ابنته من لحمه ودمه، ومضى يسخّن طبل عجرفته على جمر تأوهاتها ودمع التوسل الملتهب على وجنتيها، وزوجها "الحاج معمر" أحمق،و بخيل ، .قد نُسجت طباعه بغزل القسوة والتعنت...وله من النساء ثلاث...إلى أن سقطت منهارة لا تدرك لأبجديات واقعها الميؤوس منه أدنى التفاتة أو مفهوم صواب..!
وكم ذا تأفف واستشاط غضبا لمنظرها وهي تذوب على فراش المرض كقطعة سكر في بركة ماء، إلى أن تداركته إشراقة شمس دافئة، وهو يلقي بشحنة سخطه اللاذعة في مغاور صدرها، أفعى قاتلة، مربوط بذنبها خيط النجاة:
-"أف... لقد سئمت منك ومن مرضك هذا الذي لا ينتهي أبدا ..أنت طالق...
- طالق .!!؟؟"



- فيعود الحديث عن الزمن الحاضر واستمرار لزمن القصة المحدود حيث تخبرنا القاصة بأن البطلة تابعت حركتها الافتراضية والنفسية وتحركت واقعيا بأن ذهبت الى منزل والدتها لتنتهي القصة عندما تصل تلك الفتاة الى احضان امها..

"لم تكن هذه الكلمة ولاريب، إلاَ نسمة من شواطئ الأمل اخترقت جدار العتمة أخيرا، وخلّفت في زواياها المنحنية فوهة،بعثرت من خلالها أشواك المآسي ، ورشّت على عنفوانها الكاسر ترياق الطمأنينة بخاطرها. لم تدر كم من الوقت ارتشفته الدقائق المترامية خلفها، كما حبات خرز ملساء انقطع سلكها فجأة في حضن الزمان."
فتحت والدتها الباب فجأة، وإذا بطبول قلبها المرهف تصخب معلنة عن ميلاد مأساة شبيهة لمآسيها الماضية لتنحشر تحت براثنها من جديد. عندما وقعت أولى نظراتها على صفحة وجهها العابس، المتحسر، لاحت على شفتيها إبتسامة باهتة. حدقت بها طويلا تقرأ سطور التذمر الملونة بالعتاب بين سهام رموشها، ثم باكية إنجذبت نحوها بمغناطيس الأمومة، المنبثق من لدن نفس مزقتها خناجرالألم ، في مجتمع غرست شياطين التخلف أنيابها في ذاكرته المتهدلة، وعششت على أعرافة عناكب الجهالة.

- ربما ان البهرجة اللغوية الفذة والحديث عن حركة نفسية افتراضية كما ورد في المشهد الاول عقد الاسلوب السردي والحبكة لكن اذا اتفقنا ان الغرض من تكنيك الفلاش باك هو جعل زمن القصة محدود وجعل كل الازمان مهما امتدت وانتشرت في مساحتها يخدم زمن القصة فلا شك ان القاصة نجحت في هذا الاستخدام ...وهي استخدمت كلمات محددة تجعل المتلقي يعرف بأنها انتقلت في حديثها من الزمن الحاضر الى الزمن الماضي...ثم استخدمت كلمات اخرى تدل على الزمن الحاضر لتعلن انتهاء الاستخدام لتكنيك الفلاش باك والعودة الى الزمن الحاضر الذي وقعت فيه القصة وهي حادثة الطلاق وما جرى بعدها ، اي ان زمن القصة والذي وقعت فيه احداث الحبكة يمتد من لحظة الطلاق الى لحظة وصول بطلة النص الى منزل والدتها رغم اننا علمنا من خلال التكنيك المذكور كل الاحداث التي اوصلت النص الى تلك النهاية.

قديم 03-27-2014, 08:59 PM
المشاركة 60
مباركة بشير أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
شكرا لكم جميعا ،فلقد استفدتُ كثيرا من توجيهاتكم ،التي رفعت من مكانة قصتي المتواضعة
وجعلتها تنال نصيبا من التثبيت لمدة طويلة .تمنياتي لكم بالرقي ،ودوام العطاء،،،،أيها الكرام.
وأسمى تحاياي ،مع التقدير.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أنت طالق...!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
* أنت طالق * محمد أبو الفضل سحبان منبر القصص والروايات والمسرح . 6 12-17-2021 04:40 PM
طالق بالثلاثة ناريمان الشريف منبر القصص والروايات والمسرح . 20 08-28-2021 02:32 AM

الساعة الآن 12:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.