قديم 02-06-2014, 01:21 PM
المشاركة 91
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

إسماعيل بريك

هو الشاعر المصري إسماعيل السيد بريك ، من مواليد الرابع من ديسمبر لعام 1948 م، بمركز قلين محافظة كفر الشيخ ،حاصل على بكالوريوس تجارة إدارة أعمال. عَمِل مفتشاً بالتنظيم والادارة بكفر الشيخ وتدرج فى السلم الوظيفى حتى صار مديراً عاماً ، ثم أُحِيلَ الى المعاش فى 4/12/2008 لبلوغ السن القانونيه.

تعرفت على قلم هذا الشاعر الجميل في منتديات محافظة القنفذة التي يملكها صديقي الأستاذ الأديب حسين بن منصور الجعفري _ حفظه الله_ حيث ينشر بعض قصائده.
و له قصة ظريفة مفادها عنه من موقعه:
(

عينت بتاريخ 1/9/1973 م بوظيفة " محضر " بمحكمة طنطا الابتدائية وتسلمت العمل وأديت اليمين القانونية أمام المستشار رئيس المحكمة وتم تدريبي علي أداء العمل . محضر إعلان ثم محضر تنفيذ ومن الطريف أنني عندما بدأت عملي كمحضر تنفيذ كلما تسلمت حكما لتنفيذه كنت اصطحب معي مسئول جهة الإدارة " مندوب الشياخة " أو شيخ الخفر عند إجراء التنفيذ فأجد المواطن الصادر ضده الحكم في حالة يرثي لها فأجدني متعاطفا معه وأقوم بعمل محضر عدم وجود شيء وعندما تكررت تلك المحاضر في إنجازاتي خلال الشهر قام كبير المحضرين بعرض الأمر علي المستشار رئيس المحكمة الذي استدعاني وكان لديه خلفية من كبير المحضرين بأنني أحد الشعراء المجيدين فتعرف علي وقال لي بأدب جم أنت لا تصلح لعمل المحضر حيث أن طبيعة العمل تتعارض مع طبيعة شخصيتك وطلب مني أن اسمعه قصيدة من إنتاجي الشعري فأسمعته قصيدة بعنوان : " إله الكون "
مطلعها : أنا مازالت أخشاه لعلمي انه الله
اله الكون خالقه وما للكون ألاه
فإذا بالرجل يقاطعني قائلا : الله ... الله .... الله أنت مكانك العمل بالثقافة وليس بأقلام المحضرين . فقلت له كيف ذلك يا سيادة المستشار فأجابني بأنه يعرف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة وطلب مني تقديم طلب للندب للعمل بمديرية الثقافة بالغربية فشكرته وقمت بكتابة الطلب وأعطيته له وبعد أسبوع واحد جاءت موافقة الهيئة العامة لقصور الثقافة وبعد أسبوع أخر جاءت موافقة الإدارة العامة لشئون العاملين بوزارة العدل وصدر قرار بذلك للعمل بمديرية ثقافة الغربية وتسلمت العمل بالثقافة " مديرا لقصر ثقافة قطور اعتبارا من 1/7/1978 حتي 1/11/1981 "
حيث تركت العمل بالثقافة ونقلت للعمل بالتنظيم والإدارة بكفر الشيخ مفتشا بإدارة التفتيش اعتبارا من 1/11/1981 ثم انتدبت للعمل رئيسا للوحدة المحلية بالزعفران لمدة عام سنة 2005 ثم عدت للعمل بالتنظيم والإدارة بكفر الشيخ حتي إحالتي إلي المعاش في 4/12/2008م .)

نشاطه الأدبي :
-رئيس نادي الأدبي بقلين.

-نشر قصائده فى المجلات الأدبية والصحف المصريه والعربيه وشارك فى المؤتمرات الأدبية بمحافظات مصر.

-صدرت له الاعمال الشعريه الاتيه:-

-روضة الشعر - شعر فصحى - مصر 1975.

-سارقة الفؤاد - شعر فصحى - مصر 1978.

-احزان الشتاء- شعر فصحى - مصر 1999.

-أضواء على أحزان الشعراء- دراسه أدبيه - مصر 2002.

-حديث النفس - شعر فصحى - مصر 2009.

له تحت الطبع:-

-شعراء كفر الشيخ فى الميزان - دراسه نقديه.

قراءه فى الشعر السعودى المعاصر- دراسه نقديه.


من شعره:
1. قصيدة ( سرى طيف الأحبة):

سَرَيَ طَيْفُ الأَحِبَّةِ فى خَيالى
فَأًرَّقَ مَضْجَعى طَولَ الليالى
وَعَاودَنى الحنينُ إلى أُنَاسٍ
عَهِدْتُ وَفَاءَهُمْ فى كلِّ حَالِ
فَرُحْتُ إلى التَّذَكُّرِ قَدْ أُنَاجِى
رِفَاقَ العُمْرِ مِنْ صَحْبٍ وَآلِ
فَمَا نَفَعَ التَّذَكُّرُ فى التَّنَاجِى
وَلاَ نَفَعَ التَّذَكُّرُ لِلْوِصَالِ
فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَي بالأمسِ نَحْبَاً
وَعِنْدَ اللهِ مَرْحُومُ المآلِ
وَمِنْهُمْ فى دُنَا الأحياءِ يَحْيَا
يُعَذَّبُ باليمينِ وبالشَّمالِ
وَمِنْهُمْ عَالِمٌ بالنَّاسِ حَقَّاً
حَلِيمُ الطبعِ مَحْمودُ الخِصَالِ
وَمِنْهُمْ خَازِنُ الأموالِ سَلْبَاً
بخيلُ النَّفْسِ منبوذُ الرِّجَالِ
وَمِنْهُمْ جَاهِلٌ بالدَّينِ دَوْمَاً
يَقُودُ حَياتَهَ رَكْبُ الضَّلالِ
وَمِنْهُمْ مَنْ بنورِ اللهِ يَمْشي
وَتَعْلو وَجْهَهُ سِمَةُ الجَّلالِ
سَأَلْتُ الله يَرْحَمُهُمْ جَميعَاً
يُثَبّتُ قلْبَهُمْ عِنْدَ السَّؤَالِ

2. قصيدة ( يا حي يا قيوم):
يَاحَىُّ .. يَاقيُّومُ .. يَاصَمَدُ
يَامَنْ إذا نَادَيْتُهُ أجِدُ
هَذِى دُموعُ التَّوْبِ أزْرِفُهَا
حُزْنَاً على نَفْسِى وَأرْتَعِدُ
ذَنْبى عَظِيمٌ بَاتَ يُؤْلِمُنِى
يَاضَيْعَتى وَالنَّارُ تتقِدُ
يَاغافرَ الزَّلاتِ أَجْمَعِهَا
مَنْ لاشريكَ لهُ وَلا وَلَدُ
بِكَ أستجيرُ عَسَاكَ ترْحَمُنِى
رُحْمَاكَ أنْتَ الواحِدُ الأحَدُ



وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 02-06-2014, 01:21 PM
المشاركة 92
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صالح الزهراني
هو الشاعر و الأكاديمي السعودي صالح سعيد القرشي الزهرانـي ، من مواليد منطقة الباحة ذو الحجة 1381 هـ، متزوّج ولديه ستة أولاد : ابنان وأربع بنات ، و يقيم بمكة المكرمة حرسها الله ، نال درجة الأستاذية في الأدب و نقده ، عيّن عميدا لكليّة اللغة العربيّة بجامعة أم القرى في 1430 هـ .. شارك في عدة هيئات اجتماعية و أكاديمية مثل كونه :
عضوا في لجنة تحكيم مسابقة شاعر عكاظ 1430 هـ .، عضوا للجنة اختيار الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1427 هـ .،رئيسا لمجلس مركز إحياء التراث الإسلامي لمدة أربعة أعوام من 1420-؟ ، عضوا للجنة وضع ضوابط نشر الرسائل العلمية بالمجلس العلمي بالجامعة..... الخ
شارك في أمسيا كثير داخل الوطن السعودي و خارجه فزار بشعره البحرين و تونس ، سوريا ، قطر ، مصر ،بريطانيا ، الامارات العربية المتحدة ،الكويت ، و سلطنة عُمَان.

و له نتاج علمي و أدبي من ذاك:

الغموض والبلاغة العربيـة ، مآخذ البيانيين على النص الشعري حتى نهاية القرن الرابع الهجري – دراسة نقدية، الإيقاع والدلالة ، البلاغة والفنومنولوجيا.

صدرت له عدة دواوين منها:
فصـــولٌ من ســـيرة الرّمــاد - نادي القصيم الأدبي 1419 هـ .
حــارس الكلأ المبـــاح - نادي الباحة الأدبي 1419 هـ .
ستذكرون ما أقول لكم - نادي جازان الأدبي 1420 هـ .

أورد له معجم الابطين من قصيدة:
أعراس الجلال


فتَّحتُ أنشد للجلال وأكتبُ _________________________
والحرف يُورِق من هواك ويعشبُ _________________________
زادي هواك, وبيت شعرٍ خالدٌ _________________________
زاهٍ, بطين المكرمات مخضَّب _________________________
قنْدَلْته قمراً, وثغرَ غمامةٍ _________________________
يندى فتبتهج الرمال وتخصب _________________________
شِعرٌ كوجهك لا يحدُّ شموخه _________________________
سمْح السجايا مثل قلبك طيِّب _________________________
أتعبت دربي, ما تعبتُ من الهوى _________________________
ومتى يملُّ المستهام ويتعب?! _________________________


سافرت في عينيك أبحث عن رؤى _________________________
والشعر سرٌّ لا يُنال محجَّب _________________________
أرويك أغنيةً, ولهفة عاشقٍ _________________________
مطراً على ظمأ الصحارى يُسْكَب _________________________
فأعود يا وطني أجرُّ مواجعي _________________________
وأقول: برقُك يا خيالي خُلَّب _________________________
أغلى المعاني ما يغيب عن الورى _________________________
وألذ أسرار الجمال مغيَّب!! _________________________
وطني.. وينعقد الكلام على فمي _________________________
وحروف شعري رهبة تتخشَّب _________________________
يحني لك الشعر المحلِّق هامة _________________________
والشعر يولد هامة تتنصَّب _________________________
أنت الذي علَّمْته لغة الهوى _________________________
لولاك لم تكنِ القصائد تُعْرَب _________________________
لولا جلال (الأخشبين) و(طيبة) _________________________
ما اهتزَّ قلبٌ, أو ترنَّم معْجَب __

من م
من موقع أدب:
حاشية على الجرح

طموح أهل المجد لا ينتهي
فهل لكم صوب العُلا مطمح
لكم مع الماضي دمٌ مُعْرِقٌ
وأحرفٌ بيضاء لا تُمسح
وفارسٌ رجلاه في خفقِها
روائع الأنغام تستملح
ما اهتز حبل السَّرجِ من تحته
ولا عرفنا مُهره يجمح
فتوحه لغزٌ وصولاته
حِصنٌ من الأسرار لا يفتح
مُحجَّلٌ مثل صباح الهوى
مغررٌ مستوفِزٌ مفصِح
فكيف تخبو النار في زنده
وزنده نَزَّاعة تقدح
يا سيدي أكبرتنا جهلاً
أسرارَنا أسرارُنا تفضح !
نغلي بما يجري لنا ما لنا
ذنبٌ بما في عمقنا ننضح
يا سيدي مُرٌّ صريح الهوى
إنّ الهوى من طبعه يجرح
اليوم بانت أنها لعبةٌ
أبطالها يمشون ما فتَّحوا
فليسقط الأبطال في عرضهم
وليسقط الجمهور والمسرح
رمادنا يا سيدي خامدٌ
لكنَّ فيه جمرةً تذبح
يكبو كريم الخيل لا ينثني
عن غاية من أجلها يضبح
والفارس المقدام قد يُبتلى
وزلَّة الأبطال لا تقدح
إذا استطاب البذلَ كفُّ امرئ
فكل بندٍ عنه يمسح


الرصاصة:
لماذا نلوم الرّصاصه ؟
ألأنَّ الرصاصةَ أول ثغرٍ يقبّلُ رأس القضيّة ؟
أم لأنّا وفي زحمة الزّيف كلٌّ يقدّمُ منّا خلاصـه ؟
إذا كان لابُدّ من قاتلٍ يحملُ الجُرْمَ فالقاتلُ البندقيّه.

استراتيجية:
كان يؤمن أن الذئاب إذا ما رنت للقطيع
استنامت على الدرب حتى عبور الكباش ومالت على القاصية
أوقد الحزن في قلبه شعلة من حريق ،
كيف يحفظ أمن الطريق
فشرى أكلباً تسبق الصوت ، زُرق العيون
لها أجنحة
تعرف الضوء ، والظل تستقرئ الصمت في الأضرحة
واستباح المدى بالكلاب وبالماشية
كانت الأرض مثل العروس ، على وجنتيها تبوح الخصوبة
ولكنّها الضَّاريات رعتها المفاوز حتى غدت مثل قوسِ
المحارب في ليلة دامية
فمال بسكينه يطعم الجُدب لحم الربيع
فياليتها كانت القاضية
فضيَّع نصف القطيع
ونام على الناصية


و قال في مسقط رأسه مدينة البَاحَة في قصيدته:
(الباحة قصيدة)

توسَّدي أحرفي واستدفئي هدبي= وحلِّقي فوق حرفي واسلكي لَهَبي
جوبي السراة التي رصَّعتُها قُبلاً = مازجتُها بفمي أسقيتها تعبي
تحسسي نغمي فيها وقافيتي =وسائلي زُمرَ العُشاق عن طربي
وفتِّشي تجدي لوني ورائحتي = فوق الرُّبا في زُهور اللوز والعنب
أميرةَ الحب ماتَ الحبُّ فانتفضي = وحرِّكي مِعزَفي المخبوء واقتربي
مدّي ظفائرك الخضراء فوق يدي = وسامري رعشةَ الموَّال وانسكبي
أقبلتُ أُهديك أفراحي معتقة = مكيَّة الطعم تحكي شوق مغترب
من قِبلة الأمل الوردي من وطني= ما صُدِّرت من قِلاع الزيفِ في عُلب
ركضاً أتيتك أشواقي تسابقني = دلفت أبحث عن وجهي وعن لُعبي
حورية العصر يا وجهاً يُعلمني= صِدْق الهوى في زمان الزيف والكذب
يا نخلةً عِذقها يهمي ويا حُلُماً = يندسُّ في صمتي الدافي وفي صخبي
تسامقي يا حصون الشعر والتحفي = بُرْدَ الضباب ومُصِّي ناهد السحب
وبادليني جنون البوحِ واستمعي = قصائدي شاركيني نشوة الشغب
تعاتبين غيابي والهوى عتبٌ = فعاتبي إن أحلى الحب في العتب
إن غبتُ عنك لأمرٍ يا معذِّبتي = فإن قلبي مقيمٌ فيك لم يغب
فأنت أنشودتي الأحلى التي حَفِظت =سِري وأشرعتِ الأبواب للشُّهب
هواك سافر في قلبي وفي قلمي = وأنبت الألقَ الأزدي في أدبي
فلن يغيرني تاجي وأوسمتي = فأنتِ أكبر من تاجي ومن لقبي.

قلتُ: و الباحة هي مصيفنا أهل القنفذة ، كما القنففذة مشتى أهل الباحة.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 02-27-2014, 09:46 AM
المشاركة 93
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حمزة بن عامر الشريف
هو الشاعر السعودي حمزة بن عامر الشريف ، من مواليد مدينة القنفذة في عام 1369 هـ ،نال شهادة ال
دكتوارة في العلوم الإسلامية من جامعة الزيتونة بتونس
شاعر و أديب عمل مشرفا تربويا و قابلته كذا مرة اثناء تجواله في المدارس و حدثت لي معه قصة طريفة :
يومها كنت معلما جديدا لمادة اللغة الإنجليزية بمتوسطة الأمير ماجد بقرية (كِيَاد)بوادي حلي، وفي الحصة الأولى و اثناء تجواله بالمدرسة دخل عليَّ الفصل و أنا مستغرق في الدرس و ظهري للباب فحانت مني التفاته فوجدت هذا الرجل خلفي ، فقال لي:
أم القرى؟
فجاوبته دون روية : لا ، أمُّ حَلِي!
فخرج و لم أهتم بالأمر لأني لا أعرف الرجل و كنت معلما جديدا و جدولي مزدحما بالحصص ، و حين جاء وقت الفسحة و جلستً أنا و بقية الزملاء على سفرة الإفطار و كان حينها مدير المدرسة علي بن أحمد الشيخي و كيل شؤون المعلمين حاليا بإدارة تعليم القنفذة ، و إذا بهذا الزائر يجلس قبالتي و قدموه على أنه الشاعر و الأديب و المشرف ثم ذكر القصة على الزملاء فضحكوا ، ثم سألني ما معنى قولك ( أم حَلِيْ) ،قلت له : حين التفتُ و رأيتك بيني و بين الباب فاجأتني بسؤالك : أم القرى؟
فقلت لك : أم حلي؟ أقصد إنا لسنا بأم القرى بل نحن في قرية كياد ( أم حلي) حاضرة حلي قديما قبل أن تنتقل المرافق الحكومية لقرية الصُّفة حاضرة وادي حلي اليوم ، فقال: قصدت هل أنت خريج جامعة أم القرى! فكانت من أطرف الطرائف.
و الشريف له جملة أعمال منها القصة ( النوخذة عثمان) و قد قرأتها و أنا في سن مبكرة .
و الشعر و له دواوين منها: ( ألهمني البحر ) و ( الشواطئ)
و سمعت أن له جهدا توثيقياً عن محافظة القنفذة لم أطلع عليه بعد.
من أعمال شاعرنا:
ورد عن أحمد الناشري في جريدة الرياض السعودية في عددها رقم: ( 14949 ) الصادر في يوم الجمعة الخامس من شهر جمادى الآخرة لعام 1430هـ ،عن الشريف ما نصه:


يقول الشريف في قصيدة فصحى للوطن من أبياتها:

يا موطني ملهمي شعري وأفكاري
من طيبة الوحي حتى مكة الغار
من روضة العز في نجد أرومتها
رجالها الغر هم بدر الدجى الساري
هم الهداة على درب الحياة فكم
تقدموا بأكاليل من الغار
عبدالعزيز بنى للمجد قاعدة
ذرى علاها سمت في كل مضمار
وقال الشاعر الدكتور الشريف في مرثية في وفاة الأستاذ طاهر زمخشري رحمه الله:

تطاول الليل واهتاج الهوى الحلم
وفي طواياه نفس الحب تحتدم
تعثرت في شفاه الفجر قافية
يا طالما برعمت واشتقاها الكلم
لطاهر القلب تزهو في أنامله
يضمها بقصيد غيثه ديم
غنى وغنى لهذي الأرض سيرتها
حتى تفتح زهر وارتوت قمم
كم ردد القافيات الغر فارتسمت
بوحاً من الوجد يندى وهو يبتسم
وقال في مدينة القنفذة التي ولد وعاش وترعرع بها:
مدينتي لونت بالحب قافيتي
فجئت انشدها بحراً وأوزانا
روائح الشارع المسكوب في كبدي
بها البخور يعيد الأمس جذلانا
ويصف طيور النورس المغردة مع غروب الشمس في قصيدة النورس والشفق منها هذه الأبيات:
يا رحلة مجهولة المأوى
وهاجساً في دفقه أقوى
في ليلة كانت مرافئها
تجيش بالآلام والبلوى
والطائر المسكين يدفعه
ليل بعيد السجف والمثوى
ويقول في قصيدته (وقفة اشتياق) الذي أبدع بحسه المرهف وشاعريته الواسعة حيث يقول:
هاتف هز خافقي فاشرأبا
(ودعاه إلى الجمال فلبى)
قلت لم أنس يا شجون لأمسي
وقفة الاشتياق غضباً وعتبى
لا ولم أنس أنها عاتبتني
بحنان يحس شوقاً وقربى
يا هتوف العيون فيها انتهاجي
وإليها سلكت درباً ودربا

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-01-2014, 10:37 AM
المشاركة 94
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبدالحميد الفَرَاهِي*
( هو الشيخ العلامة حميد الدين أبو أحمد عبد الحميد بن عبد المحسن الأنصاري الفراهي الهندي و الفراهي بفتح الفاء و الراء و كسر الهاء ، ولد سنة 1280هـ (1864م) في قرية "فيرها" من قرى مديرية "أعظم كره" بشبه القارة الهندية، وبدأ تعليمه منذ ترعرعه.. فحفظ القرآن صغيرا -شأنَ أبناء العائلات الشريفة في الهند- وبرع في الفارسية حتى نَظَم فيها الشعر وهو ابن ستة عشر عاما، ثم اشتغل بطلب العربية وعلومها على يد ابن عمته العلامة المؤرخ الأديب شبلي النعماني (1274 - 1332هـ/ 1858 - 1914م)، وكان أكبر منه بست سنين.

كما تلقى العلم في حلقة الفقيه الحنفي المحدث العلامة الشيخ "أبي الحسنات محمد عبد الحي اللَكنوي" (1264- 1304هـ/ 1848 -1887م) وغيره من علماء عصره، ثم عَرَّج بعد ذلك على اللغة الإنجليزية وهو ابن عشرين سنة، والتحق بكلية "عليكره" الإسلامية، وحصل على "الليسانس" في الفلسفة الحديثة من جامعة "الله آباد".

وبعدما قضى وطره من طلب العلم، واستقى من حياضه.. عُين معلما للعلوم العربية بمدرسة الإسلام بكراتشي (عاصمة السند آنذاك)، فدرس فيها سنين، وكتب وألَّف وقرض وأنشد، ثم انقطع بعد ذلك إلى تدبر القرآن ودرسه، وجمع علومه، فقضى فيه أكثر عمره حتى توفي رحمة الله في 19/6/1349هـ (11/11/1930م) في مدينة "متهورا" حيث كان يتطبب من مرض ألم به.

وقد كان "الفراهي" نموذجا مشرفا للعالم المسلم، الجامع بين التبحر في العلوم العربية والدينية، والاطلاع الواسع على العلوم العصرية والطبيعية، ويظهر أثر هذه الثقافة الموسوعية العميقة فيما كتب من مصنفات قاربت الخمسين عددا، أهمها وأعظمها ما كتبه حول القرآن المجيد وتأويله ونظامه، وهو ما سنركز عليه لاحقا بحسب ما تقتضيه طبيعة المقال، وكذلك ما كتبه حول الحديث الشريف والأدب العربي والفلسفة الأخلاقية والمنطق، بالإضافة إلى الكثير من الشعر الراقي في كل من اللسانين العربي والفارسي، وفي ذلك يقول السيد "أبو الحسن الندوي" (1333 - 1420هـ/ 1914 - 1999م): "... ولا يتأتى ذلك إلا لمن جمع بين التدبر في القرآن والاشتغال به، والتذوق الصحيح لفن البلاغة والمعاني والبيان في اللغة العربية، وبين التشبع من دراسة بعض اللغات الأجنبية والصحف السماوية القديمة، وسلامة الفكر ورجاحة العقل والتعمق.. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".

وبالجملة، كان -رحمه الله- كما يقول عنه أحد أبناء مدرسته: "غاية، بل آية في حدة الذكاء، ووفور العقل، ونفاذ البصيرة، وشدة الورع، وحسن العبادة، وغنى النفس.. ولئن تأخر به زمانه فقد تقدم به علمه وفضله". رحمه الله وأحسن إليه.

التعريف بمصنفاته

رصد د. "أجمل أيوب الإصلاحي" (في مقدمته الضافية لـ"مفردات القرآن" للفراهي) مصنفات الفراهي رصدا دقيقا، محددا المطبوع منها والمخطوط، وبلغ بجملتها واحدا وخمسين مصنفا: عشرون منها مطبوعة، وبقيتها لا تزال مخطوطة.

وتجدر الإشارة إلى جملة هذه المصنفات، وهي أن جل المطبوع منها في حكم المخطوط؛ إذ لم يُطبع إلا طبعة أو اثنتين منذ زمان طويل، ونشر في الهند، وطُبع بالخط الفارسي على الطريقة الهندية (الأشبه بخط اليد).

ويهمنا -حسب طبيعة التناول في هذا المقال- أن نشير إلى مصنفاته القرآنية في التفسير وعلوم القرآن؛ لأن سرد القائمة كلها سيطول.

أولا: مصنفاته في التفسير:

المطبوع (كل عنوان طبع مستقلا):

1- تفسير فاتحة نظام القرآن (مقدمة تفسيره "نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان").

2- تفسير الفاتحة والبسملة.

3- تفسير سورة البقرة (62 آية منها، في 65 فصلًا، ونحو 300 صفحة. نشر الدائرة الحميدية بالهند - ط1/1420هـ - 2000م)

4- تفسير سورة الذاريات (50 صفحة - مطبعة أعظم كره بالهند - د.ت).

5- تفسير سورة التحريم.

6- تفسير سورة القيامة (22 صفحة - مطبعة فيض عام كره بالهند - د.ت).

7- تفسير سورة المرسلات (20 صفحة - مطبعة أعظم بعليكره بالهند - د.ت).

8- تفسير سورة عبس (25 صفحة - مطبعة أعظم كره بالهند - د.ت).

9- تفسير سورة الشمس.

10- تفسير سورة التين.

11- تفسير سورة العصر.

12- تفسير سورة الفيل.

13- تفسير سورة الكوثر.

14- تفسير سورة الكافرون.

15- تفسير سورة اللهب (29 صفحة - مطبعة أعظم كره بالهند - د.ت).

16- تفسير سورة الإخلاص (وهي السورة الوحيدة التي كتب تفسيرها بالأردية).

المخطوط:

1- تفسير سورة آل عمران (31 آية منها).

2- تعليقات في التفسير (جمعها د. أجمل أيوب الإصلاحي من حواشٍ سجلها الفراهي على نسختين من المصحف الشريف في أثناء قراءاته في السفر والحضر).

3- جزء من سورة الحج (لم يذكره د. أجمل في مسرده بمقدمة "المفردات").

4- مذكرات القرآن (لم يذكره أيضا د. أجمل، وذكره د. محمد عناية الله أسد سبحاني في كتابه "إمعان النظر في نظام الآي والسور" دار عمار/الأردن، ط1/2003م).

ثانيا: مصنفاته في علوم القرآن:

المطبوع:

1- دلائل النظام (127 صفحة - نشر الدائرة الحميدية بالهند - ط1/1388هـ).

2- مفردات القرآن (475 صفحة - بتحقيق د. محمد أجمل أيوب الإصلاحي - دار الغرب الإسلامي ببيروت - ط1/2002م).

3-إمعان في أقسام القرآن (147 صفحة - دار القلم بدمشق - ط1/1415 هـ - 1994م).

4- التكميل في أصول التأويل (69 صفحة - نشر الدائرة الحميدية بالهند ـ ط1/1388هـ).

5- مجموعة رسائل الفراهي (مطبوعة بالهند).

6- أساليب القرآن.

المخطوط:

1- أساليب النزول.

2- أوصاف القرآن.

3- تاريخ القرآن.

4- حجج القرآن (ذُكر في "تفسير سورة الفاتحة" أنه طبع للمرة الأولى سنة 2003م).

5- حكمة القرآن.

6- فقه القرآن.

7- الرسوخ في معرفة الناسخ والمنسوخ.

نظريته في "نظام القرآن"

سبقت الإشارة إلى أن الفراهي انقطع فترة طويلة من عمره إلى تدبر القرآن ودرسه، والنظر فيه من كل جهة، وكان من أعظم ما يركز عليه ترتيب بيانه، وتنسيق نظام آياته، منطلقا من أن كل ما تقدم وتأخر من سوره بني على الحكمة والبلاغة، ورعاية مقتضى الكلام.. فلو قدم ما أخر، أو أخر ما قدم؛ لبطل النظام، وفسدت بلاغة البيان.

وقد أداه تدبره هذا في كتاب الله تعالى وحسن قراءته إياه إلى استنباط ما سماه: "علم النظام" وتحديد أصوله، وذلك بعد أن نظر فيما قاله علماء القرآن في التناسب والترابط المحفوف بهما كلام الله تعالى (آيات وسور)، فوجده غير كافٍ ولا شافٍ -كما يقول- على ما فيه من أهمية "الكشوف الأولى" إذا صح التعبير! ولذلك عمل على تطويره وتعميقه حتى يجعل منه فنا مستقلًا قائما على أصول راسخة وقواعد واضحة مستنبطة من أساليب القرآن وقواعد اللسان، وجاء في تقريره بما لم يهتد إليه أحد ممن سبقه؛ مما يفتح للمتدبرين في كتاب الله بابا عظيما لفهم أسراره وبلاغته، ويسهل عليهم الانتفاع به علما وعملًا.

وهو يسجل أن اهتمام السابقين كان منحصرا في الكشف عن المناسبة التي ينتظم بها الكلام من أوله إلى آخره حتى يصير بها شيئا واحدا.

ويرى أنهم قنعوا في ذلك بمجرد بيان المناسبة بينهما، من غير أن ينظروا -في غالب أعمالهم- إلى أمر عام شامل ينتظم به محتوى الآية أو السورة، ومن أجل ذلك ركز في (دلائل النظام) على التفرقة بين "التناسب" و"النظام"، منبها إلى أن ما يعنيه من "النظام" ليس مجرد تناسب.. وفي تقرير هذا يقول:

"قد صنف بعض العلماء في تناسب الآيات والسور، أما الكلام في نظام القرآن فلم أطلع عليه، والفرق بينهما أن التناسب إنما هو جزء من النظام.. فإن التناسب بين الآيات بعضها مع بعض لا يكشف عن كون الكلام شيئا واحدا مستقلًا بنفسه، وطالِب التناسب ربما يقنع بمناسبة بين الآيات المتجاورة مع عدم اتصالها؛ فإن الآية التالية ربما تكون متصلة بالتي قبلها على بُعد منها، ولولا ذلك لما عجز الأذكياء عن إدراك التناسب".

ويوضح: "إن المراد بالنظام أن تكون السورة كلا واحدا، ثم تكون ذات مناسبة بالسورة السابقة واللاحقة، أو بالتي قبلها أو بعدها على بُعد منها، فكما أن الآيات ربما تكون معترضة، فكذلك ربما تكون السورة معترضة، وعلى هذا الأصل نرى القرآن كله كلاما واحدا، ذا مناسبة وترتيب في أجزائه، من الأول إلى الآخر؛ فتبين مما تقدم أن النظام شيء زائد على المناسبة وترتيب الأجزاء".

فلا جرم إذن أن تَعْدِل معرفة النظام والربط عند الفراهي نصف القرآن! فمن فاته النظام والربط فاته شيء كثير من فهم روح القرآن، فبالنظام يتبين كما يقول -رحمه الله- سمت الكلام، والانتفاع بالقرآن، والاستفادة من موقوفه على فهمه، ولا يمكن فهم الكلام إلا بالوقوف على تركيب أجزائه، وبيان تناسب بعضها لبعض؛ لأن الاطلاع على المراد من معاني الأجزاء لا يتأتى إلا بعد الوقوف على الناحية التأليفية ومواقع كل جزء منها.

ويؤكد الفراهي: "إن نظام القرآن ليس مقصودًا لذاته، وإنما هو المنهاج الصحيح لتدبر القرآن، وهو المرجِّح عند تضارب الأقوال، وهو المعيِّن عند تعدد الاحتمالات، وهو الإقليد الذي تُفتح به كنوز القرآن".

تفسيره: "نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان"

حاول الفراهي تطبيق نظريته في "النظام" -التي عرض لها في كتابه "دلائل النظام"- عمليا.. ووضع لذلك عنوانا عاما هو: "نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان"، وأنجز بالفعل تفسير عدد من السور -كما سبق في سرد مصنفاته- اختارها قصدًا؛ لما أشكل من نظامها أو أساليبها على كثير من المفسرين، وليحاول من ثَمَّ تطبيق نظريته عمليا، ويبدو أنه كان ينوي إكمال تناول القرآن المجيد كاملًا على هذا النسق، ولكن الأجل اخترمه -رحمه الله- قبل أن يحقق ذلك.

وكانت سبيله في معرفة النظام على الكيفية التي بيَّن في "دلائل النظام"، تبدأ بالسعي إلى استخراج ما سماه: "عمود السورة"، الذي يعني به: "العنوان الرئيسي للسورة من القرآن"؛ فمعرفته تؤدي إلى معرفة نظام القرآن كله، ولم يكن يعتمد في استخراج هذا العمود على حشد الأقاويل والروايات التي تملأ كتب التفسير؛ بل كان يعمد مباشرة إلى تدبر القرآن والنظر في معانيه وأهدافه نظرَ المطلع الخبير؛ ليهديه هذا التأمل المجرد إلى معرفة العمود، ومن ثَمَّ إدراك النظام.

وقد صرح بصعوبة هذه العملية المعرفية لاستخراج "عمود السورة"، ثم عدد أهم أسباب هذه الصعوبة، والتي يمكن تلخيصها عنه في كون القرآن نزل متشابها مثاني، وأن الكتاب نزل بالحكمة التي لا تتأتى بمجرد إلقاء المعارف، بل بإعمال الفكر والعقل.. ثم كون ما جاء به القرآن من نهاية الإيجاز هو مدار الإعجاز.

وكان جُل اعتماده في تفسيره هذا على القرآن نفسه، ويظهر هذا من تسميته إياه بـ:"نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان"، فعطَف "تأويل الفرقان" على "نظام القرآن" عطْفَ العام على الخاص، وقدم "النظام" الخاص تنويهًا بشأنه، وتنبيهًا إلى إغفال الناس عنه مع أهميته البالغة في فهم القرآن.

ثم يعتمد صحاح الأحاديث في التفسير، ثم يعتني بتحقيق ألفاظ القرآن وأساليبه، بتعمقٍ وفحصٍ لمقولات الأسبقين، ولا يعرِّج على الإسرائيليات المنقولة في كتب التفسير، بل يرجع إلى الصحف الموجودة بأيدي اليهود والنصارى، لا سيما أنه درسها دراسة نقدية متعمقة، مع معرفته باللغة العبرانية، واطلاعه على الدراسات التي قامت حولها في الغرب .) ا.هـ*

قلت:
و من كتبه المشهورة و المطبوعة كتاب:( الرأي الصحيح في من هو الذبيح)
و هو كتاب يدل على درجته في الفهم و الفقه ، و علو كعبه في مسائل التحقيق و الترجيح بين الأقوال.رحمه الله رحمة واسعة!
و هذا موقع يعنى بتراث الشيخ الفراهي:
http://nizamulquran.org/index.html
_______________
* سمعت بسيرته و بجهوده العلمية المميزة عبر إذاعة القرآن الكريم السعودية في 30 من ربيع الأول من عام 1435 هـ الموافق 1فبراير 2014 م , و هذه السيرة من النت أسندها كاتبها بقوله:
اعتمدت في تكوين هذه الترجمة المكثفة على ترجمة السيد سليمان الندوي –رحمه الله– للشيخ الفراهي، التي كتبها إثر وفاته، وألحقها بآخر الطبعة المصرية من كتاب الفراهي: "إمعان في أقسام القرآن" (المطبعة السلفية بالقاهرة، 1930م). وكذلك على المقدمة الضافية التي كتبها الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي في مقدمة كتاب الفراهي: "مفردات القرآن" (دار الغرب الإسلامي ببيروت، ط1/2002م).

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-01-2014, 10:37 AM
المشاركة 95
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مصطفى صادق الرافعي
مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد ابن أحمد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب، شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده ووفاته في طنطا (بمصر) ولد في عام 1298 ه و وفاته كانت في عام 1356 هـ ، أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة، على جفاف في أكثره. ونثره من الطراز الأول. له (ديوان شعر - ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب ) جزآن و (إعجاز القرآن ) و (تحت راية القرآن ) و (رسائل الأحزان ) و (على السفود ) و (السحاب الأحمر في فلسفة الحب والجمال) و (حديث القمر ) و (المعركة) في الرد على كتاب الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي، و (المساكين ) و (أوراق الورد ) ولمحمد سعيد العريان، كتاب فيه، نشر في مجلة الرسالة (السنتين: الخامسة والسادسة) ولمحمود أبي رية: (رسائل الرافعي ) وهي رسائل خاصة، مما كان يبعث به إليه، اشتملت على كثير من آرائه في الأدب والسياسة ورجالهما.
و هو وشاح من الطراز الرفيع ، فله:
موشح ( الصبر لا يجدي ):
الصبرُ لا يجدي =من بعدِ ذا البعدِ
معَ الملالْ
وليسَ للصدِّ =وحرقةِ الوجدِ
سوى الوصالْ
من الهوى يا ما أشدَّ الهوى
وذا الجوى يا ما أمضَّ الجوى
قلتُ نفسي والغرامُ انطوى
مذ نقضوا عهدي =وأخلفوا وعدي
بذا المطال
وكنتُ ذا حدِّ =فصرتُ كالغمدِ
لدى النضالْ
وبي ظما ويلاهُ من ذا الظما
وقد أرى الماءَ ولكنما
قوليَ يا ليت ويا ليتما
مُسَعَّرٌ كبدي =فلم أنلْ قصدي
ولا أنالْ
وحفرةُ اللحدِ =أنزلها وحدي
بكلُّ حال
____


2. قصيدة ( نظروا الكأس فقالوا ):
نظروا الكأسَ فقالوا
إنها دمعةُ صبِّ

قلتُ بل ذاكَ فؤادي
ذابَ من نيرانِ حبّي

فاعذروني في هواها
إنما أشربُ قلبي

3. قصيدة ( ):
خلِّ القلوبَ لما بها = تصبو إلى أحبابها
من أرضهم خُلقتْ فنا = زعتها الهوى لترابها
كم قطعتْ ذاتَ الحجا = بِ قلوبنا بحجابها
هيفاءُ إن خطرتْ فغصـ = ـنُ البانِ في أثوابها
وإذا أمطتَ نقابها = فالشمسُ تحتَ نقابها
والسحرُ في تلكَ العيو= نِ يلوحُ من أهدابها
والوردُ في وجناتها = يندى بماءِ شبابها
جمعتْ فنونَ التيهِ والإ= دلالِ في إعجابها
فإذا رأتْ سربَ المهى = تاهتْ على أترابها *
وإذا رأتْ أهلَ الهوى= عزتْ على طلابها
وإذا رنتْ غدتِ القلو= بُ تفرُّ من أصحابها
سكرى القوامِ كأنما = ثَمِلَتْ بِخمرِ رِضابها
عاتبتها يومَ النوى = وحملتُ إثمَ عتابها
فمشتْ وأوقفني الهوى = أبكيهِ بعدَ ذهابها

______________
* في موسوعة ( أدب) ورد شطر البيت مبدوءً بـ ( فغذا) و الصواب ( فإذا).

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-01-2014, 10:38 AM
المشاركة 96
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبدالله الوَشْمِي
عبدالله بن صالح بن سليمان الوشمي كاتب وشاعر سعودي وعضو هيئة التدريس في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض حصل على الماجستير في النقد الأدبي والدكتوراه في البلاغة والنقد الأدبي من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. عضو في عدد من اللجان الثقافية والإعلامية والأدبية والمؤسس والمشرف على أنشطة بيت الشعر وسلسلة الكتاب الأول في النادي الأدبي بالرياض. شارك في كثير من الفعاليات الثقافية والأدبية والأمسيات الشعرية داخل المملكة وخارجها وكتب عن تجربته الإبداعية والثقافية عدد من الأدباء والنقاد. حصل على المركز الأول في جائزة الأمير فيصل بن فهد للإبداع الشعري، من دواوينه الشعرية البحر والمرأة العاصفة، قاب حرفين، شفاه الفتنة. ومن مؤلفاته جهود أبي الحسن الندوي النقدية (رسالة ماجستير)، حديث النهر(ديوان الدكتور صالح الوشمي رحمه الله جمع ودراسة)، سراج القصائد(مختارات ودراسة من شعر أبي تمام)، مآخذ النقاد على معاني أبي تمام، فتنة القول بتعليم البنات. تولى رئاسة النادي الأدبي في الرياض ثم أصبح بعدها أميناً عاماً لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية.
من شعره:

ياعاشق الأمل المجهول آخرهُ


متىتعودُ؟متى يلقاك إخواني؟


فإن في خاطري أشواق مغتربٍ


وإن في مقلتي أحزان حيرانِ


مالي أناديك ياطيري ولا خبرٌ؟


فهل رحلت الدنيا دون عنوانِ؟


أحلامنا يبست لا جذع يمطرنا

إذا هززناه يوماً دون خسرانِ

أنا وليد الأماني كيف تهرب من

وليدها؟ ولمن يارب تنساني؟

متى ستعرف أحلامي إذا أشتعلت

بأن موقدها ماعاد يغشاني

أبيتُ خلف جدار الوهم منتظرا

قدوم رحلتنا ياأيها العاني

وكيف أنساك ؟هل تنسى أجنتها

نساؤنا؟وهل المقدور ينساني؟

ألا رسولٌ من المحبوبِ يخبرني

ألا دواءٌ ألا ماءٌ لنيراني

يامبحراً في طريقِ لا إمام له

ومشعل النار في قلبي وأكواني

أحرقت آخر زرعِ في حديقتنا

ورحت تسأل عن قلبي وبستاني

أنا هنا أرقب الآتي وقدرجعت

كل الطيور ولم تبدُ ألحاني

من خلف قضبان حبي هل رأى أحدٌ

كيف الحياة هنا من خلف قضبانِ؟

تعال حيث فؤادي إنني رجلُ

مازلت أمنح مهر الحب أوطاني

تعال حيثُ فؤادي كيف تزرعني

نبتاًوتهمل سقيي حال حرماني؟

قد يرجع الطير للعش الذي درجت

أقدامه فيه لكن دون إيمانِ

إن لم تعد لفؤادي في مواسمه

فهل تعودُُ إذاً يوماً لتنعاني

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-01-2014, 10:38 AM
المشاركة 97
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبدالله الحٌضْبِي
هو عبدالله بن سعد بن فهد الحضبي السبيعي و الحضبي كما أخذتها من صاحب السيرة بضم الحاء و تسكين الضاء ،شاعر وأديب وإعلامي سعودي ،ولد بمحافظة الخرمة التابعة لمنطقة مكة المكرمة، في عام 1378هـ.
عرفته في منتديات محافظة القنفذة التي يملكها الأديب الشاعر حسين الجعفري و التي أكرمني جنابه بجعلي مشرفاً على الأقسام الأدبية فأتاح لي الفرصة للتواصل مع من عرفت هناك من أدباء
للحضبي الكثير من البحوث التاريخيه التي نشرت في مجلة العرب التاريخية وبعض الصحف السعودية والخليجية و نتاجه يشمل الفصيح و العامي.
و من الصحف التي شارك بها:
جريدة الرياض والجزيره وعكاظ والندوه وفي مجلة العرب التاريخيه والمجلة العربيه ومجلة الحج.
كما عمل محررا في جريدة الندوه لأكثر من عشرين سنه وحقق مركز الصحفي المبدع في الصحيفة عام 1421هـ .
و هو الآن يشغل منصب المنسق الثقافي لنادي الطائف الأدبي.
وقد أصدر عبدالله الحضبي جملة مؤلفات منها:
مجموعة قصصية بعنوان( بكاء الليل ) عن نادي الطائف الأدبي
ديوان شعر باللغة الفصحى بعنوان ( متاهات) عن نادي الطائف الأدبي
وكتب جغرافية وتاريخية منها:
بلادنا آثار وتراث جغرافي
الخرمة ضمن سلسلة هذه بلادنا
معالم الخرمة الجغرافية في المعاجم وكتب المؤرخين عن نادي الطائف الأدبي
نوادر بني هلال وملامح الأبطال .

من شعره:



العـيـنُ خـرســاءُ والأوجـــانُ تـفــاحُ = والـدمــعُ منـهـمـرٌ كـالــدرِ ســفــاحُ
والجيدُ يختالُ في حسنٍ وفي ولـعٍ = واللحـظُ فـي ذكريـاتِ الـبـوحِ لـمـاحُ
والثغـرُ مـن زفـرةِ الآهـات ِمبتـسـمٌ = والشعرُ فوقَ انعطافِ الخصرِ ينساحُ
والجسـمُ فـيـهِ لـيَـانٌ بــانَ منـظـرُهُ = كغـصـنِ مــوزٍ عــن الأحـقـادِ مـرتـاحُ
والكـفـل ُمــن هـيَـفٍ ينـتـابـه ثـقــلٌا = زدان فــي مـلـبـس بـالــورد فـــواحُ
أوصافُ من يبتغيهِ القلـبُ فـي ولـهٍ = يسمـو شموخـاً بـه عشـقٌ وأفــراحُ

2. قصيدة (المجد):
غـــابـــتْ بــلــيــلٍ وفــيــهــا الــقــلــبُ مــغــلـــولُ
مـــتـــيـــمٌ بـــالـــهـــوى فـــيـــهـــا و مـــتـــبــــولُ

تــوهَّـــجَ الــعــشــقُ فــــــي أدنــــــى مـنَـازلِــهــا
الـــركــــبُ مــرتــجـــلٌ والــجـــفـــنُ مــــســــدولُ

هــــل لــــي بــبـــردةِ مــجـــدٍ تــزدهـــي قــمـــراً
فــــــي شـــرفـــةٍ بــالــعُــلا والـــبَـــابُ مــقــفــولُ

كــــي أعـتـلــي فــــي رحــــابٍ طــــابَ مـنْـبَـرُهـا
أشــكُـــو وتـبــكِــي عــلـــى حُــزنـــي تَـواســيــل

تـفــتَّــحــتْ وردةُ الأمـــجــــادِ فــــــــي أفــــقــــي
وَرْدُ الــريـــاحـــيـــنِ والــتــعــبـــيـــرُ أكــــلــــيــــلُ

الــنــهــرُ يــهْــمــي بـــحُـــزنٍ نـــحـــوَ ســاحــلِـــه
والــشـــط فـــــي ولــــــهٍ والــنــبــضُ مــعــســولُ

يـاضـيـعـةً قــــد تــزيــد الــجـــرحَ فـــــي كــبـــدي
فـــي ظـلـمــةِ الــحــزنِ مــافــي الــــدار قـنـديــلُ

مـــا اتـعــسَ الـركــبُ والــمــرؤوسُ فــــي خــطــرٍ
أجـــســــادُه تـشــتــكــي والــــــــزرعُ مــــأكــــولُ

مــــاذا دهــــى الــعــربُ فــــي ديـــــنٍ ومـعـتـقــدِقــــد اعــتــرى مـجـدُهــم فــــي وقـتـهــم غــــولُ

عـــواصـــفٌ أشـــهــــرت بـالــظــلــمِ فـانـخـلــعــتأبوابُ بيتِ المنى والسيفُ مسلولُ


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-01-2014, 10:38 AM
المشاركة 98
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


مهدي جابر
هو الشاعر السعودي مَهْدِي بن جابر بن مهدي الفاهمي ،من مواليد مكة المكرمة في عام 1382 هـ ، و أصله من وادي حَلِي بن يعقوب من قرية الفَاهِمة بفاء مفتوحة و هاء مكسورة و ميم مفتوحة ثم تاء مربوطة. حاصل على شهادة البكالوريوس في الحضارة و النظم الإسلامية من جامعةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة أم القرى، عمل معلما ثم مرشدا طلابيا و تنقل بين مكة و جدة ، تقاعد في عام 1430 هـ.
مشترك بنادي مكة الأدبي و هو عضو برابطة الأدب الأسلامي العالمية .
من أدبه:
من قصيدة عن المعلم:
لمن بيرق بالمجد يعلو ويخفق نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ومن ذكره شمس تضيء وتشرق نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ومن ذا الذي بين الأنام مجاهدا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ينشّئ أجيالاً ويحنو ويرفق نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عطاياك يا هذا المعلم كلما نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تقادم عهد نهرها يتدفق نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فعلى يدك تعلم الغر النهي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وعلى يدك مواهب تتفتق نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-01-2014, 10:39 AM
المشاركة 99
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إحسان عباس *

في الأول من آب عام 2003م توفي في العاصمة الأردنية عمان المبدع الكبير والباحث الموسوعي، والناقد الفذ، والمترجم الخلاّق، والمؤرخ، والمحقق، وسادن التراث الذي لا يُشقُّ له غبار، ابن قرية عين غزال، الراعي الذي اغترب في العالم، إحسان عباس، شيخ النقاد والمحققين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين في مجالي الأدب والتاريخ.
وإحسان عباس ناقد ومحقق وأديب وشاعر، ولد في فلسطين في قرية عين غزال في حيفا سنة 1920م وأنهى فيها المرحلة الابتدائية ثم حصل على الاعدادية في صفد، ونال منحة إلى الكلية العربية في القدس (1937-1941) وكانت الشهادة المتوسطة التي نالها تؤهله لأن يكون مدرساً في المدارس الثانوية إلا أنه تابع تحصيله فنال عام 1946 الليسانس في الأدب العربي من القاهرة عام 1948 فالماجستير عام 1952 والدكتوراه عام 1954. ثم عمل في التدريس سنوات، وقد بدأ تدريسه الجامعي في كلية غوردون التذكارية بالخرطوم، ثم في جامعة الخرطوم (1951م-1961م)، ثم انتدب للتدريس في الجامعة الأمريكية ببيروت (1961م- 1986م)، وشغل فيها منصب رئيس دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى، ومدير مركز الدراسات العربية ودراسات الشرق الأوسط ، ورئيس تحرير مجلة الأبحاث، وأثناء عمله في الجامعة الأمريكية في بيروت سافر للولايات المتحدة الأمريكية للعمل كأستاذ زائر في جامعة برنستون في الفترة (1975م- 1977م)، وعمل باحثاً متفرغاً في الجامعة الأردنية (1986م- 1994م) وقضى آخر أيامه أستاذاً في الجامعة الأردنية بعمان، وهو عضو في المجمع العلمي العربي بدمشق والمجمع العلمي الهندي (مندوباً عن فلسطين). وانتدب للمشاركة في عشرات المؤتمرات والنداوت العالمية، وعين مستشاراً لعدد من الجامعات العربية والإسلامية، ونال عدداً من الجوائز والأوسمة منها: جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي 1981م وجائزة سلطان العويس الثقافية 1992م.
ولم يكن إحسان عباس مجرد ناقد فذ أو دارس رفيع للتراث العربي الانساني، أو محقق لا يشق له غبار للتراث العربي القديم أو مؤرخ كبير، أو مترجم خلاّق، أو أستاذ لا يجودُ الزمن بمثله في كل حينٍ فحسب، بل كان كلَّ هؤلاءِ معاً، كان أكبرَ من مجموع هذه التخصصات مفرده أو مجتمعه، لأنه كان يتحرك في كل حقل من هذه الحقول بمرونة المتخصص الذي أمضى كلَّ حياتهِ على التدرب على هذا المجال المعرفي دونَ غيرهِ، ونحنُ لا نعرف في العصر الحديث كثيرين غيرَه جمعوا في شخوصهم مثل هذه اَلموسوعية المعرفية الاستثنائيه مثلما كان عليه هوْ، بل أن ما أنجزه إحسان عباس في سنوات عمره لا تقوى عليه مؤسساتٌ علميةٌ بكامل امكانياتها وطواقمها المادية والبشرية، فقد كان كما وصفه كثيرون مؤسسةً معرفيةً قائمةً بذاتها وأكاديميةً بطوابقَ متعددةٍ وسواء تحرك الدارسُ في حقل الأدب العربي القديم، أو النقد القديم، أو الدراسات المقارنه، او الفلسفة الاسلامية أو تحقيق التراث او تاريخ الانباط، او تاريخ بلاد الشام أو جهود المستشرقين أو الترجمة أو النقد الحديث المتعلق بالشعر ومنجزه الابداعي فسوف يجد إحسان َعباس قائماً أمامه دائماً مثل منارةٍ عملاقةٍ كأنها زُرعت في هذا المجال بعينه ولم تغادرْ إلى ايِّ حقلٍ معرفي آخر.
ومما لا شك فيه أن إحسان عباس كان واحداً من أكبر العلماء الموسوعيين الذين عرفتهم العربيةُ في مختلف عصورها، فإلى جانب الثراء الكمي الباذخ الذي امتدَّ في ما يزيد على تسعين مجلداً، فقد امتاز منجزه بتنوع معرفي نادر، وعمق مدهش في كل ما ألف وترجم وحقّق.
وقد كان إحسان عباس ـ رحمه الله- موسوعة معرفية هائلة، وطاقة بشرية فذة اتسمت بالجلد والصبر، وشخصية نادرة أخلصت للعلم والمعرفة أيما إخلاص، فأنتجت ما يربو على تسعين كتاباً، ما بين التأليف والتحقيق والترجمة من لغة إلى لغة؛ فقد ألف ما يزيد عن 25 مؤلفا بين النقد الادبي والسيرة والتاريخ، وحقق ما يقارب من 52 كتابا من أمهات كتب التراث، وله 12 ترجمة من عيون الادب والنقد والتاريخ والعديد من الكتب الهامة وكتب العديد من المقالات، وهو إلى ذلك حائز سمات العالم الحق من موضوعية وتواضع وتجرد، إذ كان عقلاً منفتحاً مستقلاً، ولم يركن إلى منهج من المناهج الناجزة المعرفة، وإنما كان موسوعياً في معرفته المناهج النقدية، يستفيد منها في سبك منهجه الخاص المميز، وقد أخذه البحث الجاد والإنتاج النقدي الغزير من ساحة الشعر والتفرغ له، حيث أنه وعلى الرغم من كتابته المبكرة للشعر منذ صباه إلا أن ديوانه الشعري الأول (أزهار برية) قد صدر في منتصف عام 1999م، مع ان قصائد الديوان كتبت في فترة زمنية قديمة، أي في مطلع شبابه في الفترة ما بين 1940م – 1948م، ومن أهم أسباب اخفائه لهذا الديوان: خجله الشديد، وخشيته من المجاملة الاجتماعية. ويتميز شعر إحسان عباس بالميل الى الريف والمرأة والعودة للطفولة، وشيء من الوطنية والأسرة، والنقد الاجتماعي، ويبدو تأثير التراث العربي والشعر الرعوي الإنجليزي واضحاً في العديد من قصائده.
وقد أخرج – رحمه الله – كماً هائلاً من النصوص التراثية في شتى مجالات التدوين الثقافي العربي القديم، وقد حقق مجموعة من أهم و أروع كتب التراث العربي كما كانت له إسهامات في حقل الترجمة حيث ترجم إلى العربية (يقظة العرب) لجورج أنطونيوس و(النقد الأدبي ومدارسه الحديثة) لستانلي هايمن بالاشتراك مع د. محمد يوسف نجم، و(دراسات في الأدب العربي) لفون جرونباوم و الرواية الشهيرة (موبي ديك) و(فن الشعر) لأرسطو. ومن أهم آثار الدكتور عباس في مجال خدمة التراث العربي: إعادة نشر كتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان في ثمانية أجزاء (1968- 1972)، و(نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب) للمقري التلمساني(1968) في ثمانية أجزاء أيضاً، و(الذخيرة في محاسن أشعار أهل الجزيرة) لابن بسام الشنتريني (1974 – 1979) في ثمانية أجزاء أيضاً، و(التذكرة الحمدونية) لابن حمدون (بالاشتراك مع شقيقه بكر) (1- 8، 1987)، و(رسائل ابن حزم الأندلسي) (1-4، 1980- 1983)، و(الجليس الصالح الكافي) للمعافى بن زكريا النهرواني (1- 3، 1987)، و(معجم الأدباء) لياقوت الحموي (1993، في سبعة أجزاء)، وأخيراً كتاب ‘الأغاني’ لأبي الفرج الأصفهاني في خمسة وعشرين جزءاً بالاشتراك مع ابراهيم السعافين وبكر عباس (2002)، و(خريدة القصر) للعماد الأصفهاني (بالاشتراك مع أستاذيه أحمد أمين وشوقي ضيف)، و(فصل المقال في شرح كتاب الأمثال) (بالاشتراك مع عبد المجيد عابدين)، و (جوامع السيرة) لابن حزم الأندلسي (بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد).
وإن المتأمل اليوم لمؤلفات إحسان عباس يجدها متنوعة في موضوعاتها، تتوزع بين النقد والأدب والتاريخ والسيرة، وحتى المحور الواحد تراه متشعباً، ففي النقد نجد له خطرات في النقد، ودراسات نقدية متنوعة، ودراسات نقدية تطبيقية.. وفي التاريخ تجده يبحث في تاريخ الأدب الأندلسي في عصر سيادة قرطبة مرة، وعصر الطوائف مرة ثانية، وتاريخ الأنباط ثالثة، وتاريخ ليبيا رابعة…لكن السمة التي تشترك فيها هذه المؤلفات كلها هي حسن استخدام اللغة للتعبير عن موضوع كل مؤلف منها، ففي كتب النقد يستخدم لغة نقدية مصبوغة بصبغة جمالية، فنقده لم يكن صدى مدرسة أو اتجاه أو منهج، بقدر ما كان نتاج رؤيته وتجربته وممارسته.
وما من شك أن اللغة هي المجال الأول للتجديد سواء في وظيفتها الدلالية والجمالية أم الميل في استقائها من المعاجم والقواميس، وهذا ما فعله إحسان عباس عندما خط لنفسه منهجاً لغوياً كان قاسماً مشتركاًَ لجميع أعماله سواء أكان ذلك في كتب السيرة الذاتية أم في الكتب النقدية، حيث كان بناؤه اللغوي منطقياً ومبوباً…فكان في دراساته الشعرية يجمع مزايا الشاعر الشعرية ثم يصنفها ويقسمها إلى محاور كبرى ليشرع – بعد ذلك – بدراستها وتحليلها. ومن ميزاته في الجماليات اللغوية ميزة التسلسل اللغوي المنطقي الذي ينم عن تسلسل فكري منطقي أيضاً، فنراه يصنع مقدمات تفضي في النهاية إلى استنتاجات ونتائج تكون أحياناً بمثابة نصائح. وإلى جانب الوضوح والبساطة في الاستخدام اللغوي نلحظ – أيضاً – الصراحة والتلقائية وعدم التصنع في البناء اللغوي المعبر عن آرائه، فلغته مفهومة يسيرة إلى درجة الوضوح التام. وأما أسلوبه فيتسم بـ: الوضوح والقوة والجمال وهذه المقاييس لا تظهر إلا عند إنسان امتلك كل صفات الإبداع الحقيقي..
وأنبأ ذلك الكتاب عن مقدرة فذة وبصيرة نافذة في الكشف عن جذور فني ‘السيرة’، و’السيرة الذاتية’ في التراث العربي والآداب الاوروبية، من خلال إظهار معالمهما، هنا وهناك، في قراءة تقرن التاريخ والتحليل بقران واحد، وتظهر القديم إلى جانب الحديث، في تلك الحقبة من عمر الثقافة العربية التي بدأ ثلة من الأدباء والساسة الالتفات إلى ذينك الفنين، ولا سيما ‘السيرة الذاتية’ التي ذاع شأنها بعد أن أخرج طه حسين كتابه الشهير ‘الايام’، فتنادى نفر من الأدباء والصحفيين والساسة إلى تدوين مذكراتهم وسيرهم الذاتية.
وعلى الرغم من أن أصعب أنواع النقد هو نقد الذات وتشريحها وتسقط عوراتها إلا أن إحسان عباس في سيرته الذاتية ‘غربة الراعي’ كان ناقداً جليلاً، ولم يجد الرجل غضاضة في مؤلفه الجميل من أن يقول ما يواريه الآخرون ويتمنون ان يُدفن مع جثثهم، فهو يعترف – وهذا يجب أن يسجل له – بأنه لم يتمكن وزميل عمره الناقد محمد يوسف نجم من أن يلحقا بركب الثورة الحديثة في النقد الأدبي، وما حملته البنيوية والتفكيكية والحداثة وما بعد الحداثة لأن: ‘هذا كله قد جدّ بعد الفترة التي كنا من روادها ومعاصريها..
ونظراً لأهمية تجربة الدكتور إحسان عباس فقد أصدرت مؤسسة عبد الحميد شومان في عام (1998م) كتاباً تكريمياً ضخماً يقع في (320) صفحة من القطع الكبير، بعنوان (إحسان عباس ناقداً، محققاً مؤرخاً) ساهم في الكتابة فيه (84) كاتباً. وأصدرت المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت كتاباً بعنوان (حوارات إحسان عباس) وضع مقدمته وأعدّه للنشر الدكتور يوسف بكار. ونشرت مجلة الدراسات الفلسطينية العدد 56 (خريف 2003) مقالاً لرضوان السيد بعنوان (إحسان عباس والتراث العربي). وفي صيف عام 1985 نشر الدكتور عبد النبي اصطيف مقالاً له في العدد 6846 من جريدة (البعث) بعنوان (وقفة مع عميد الأدب العربي الثاني الدكتور إحسان عباس)، وفي جريدة الوطن: العدد (1072) يوم (6/ 9/ 2003) مقال للأستاذ عبد العزيز مقالح بعنوان (إحسان عباس: الأستاذ الإنسان).
وبمناسبة الاحتفال بأسبوع اليوم العالمي للكتاب، واستناداً الى قرار الجمعية العمومية لملتقى فلسطين الثقافي بتاريخ 15/9/2012 فقد تم الإعلان في مدينة رام الله عن إطلاق جائزة إحسان عباس للإبداع الثقافي التي ستكون مخصصة في دورتها الأولى للنقد الأدبي والدراسات النقديةِ المتعلقةِ بالابداع الأدبي الفلسطينيِِِِ في فلسطين والشتات، وهي مفتوحةٌ أمامَ المثقفينَ والنقادِ والدارسينَ من جميع ِ ارجاء ِالوطن العربي الكبير.
___________
* أرسل لي هذه الترجمة عن إحسان عباس الأديب عمر مسلط.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-01-2014, 10:39 AM
المشاركة 100
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
خالد البَهكلي
خالد بن علي بن يحي البهكلي و البهكلي بباء مفتوحة و هاء ساكنة و كاف مفتوحة ، ولد البهكلي بجنوب المملكة العربية السعودية بمنطقة جازان عام1397هـ ،ودرس بها تعليمه الأولي ثم انتقل إلى مدينة أبها لإكمال الدراسة ,بدأ بكتابة الشعر منذ أن كان عمره ثلاثة عشر سنة وكانت محاولاته الاولى .
درس على يد والده العلامة المحدث المُسْنِد/ علي بن يحيى البهكلي في اللغة العربية ، ونال إجازته ، وشجعه على كتابة الشعر ، ومن ثم بدأ بتكوين مصطلح شعري ولغة بلاغية خاصة به منذ كتابته الشعرية .
شارك في إحياء أمسيات شعرية داخل السعودية وخارجها، و لديه ثلاثة دواوين ،
طبع منها (عناق الآرض للسماء ) ، و ديوان (علي كل قلبي بين يديك ) في صدد النشر الان ، و ديوان ( رسائلي إليها) مخطوط .
من أدبه:
قصيدة ( آيةٌ مِنْ سِفْرِ حُبّكِ ):
مَا حَقّ أنِّي في هَوَاكِ أُعَذّبُ = إلّا لأنّكِ في النّساءِ الأعْذَبُ)
ولأنّ حُسْنَكِ للعِبادِ كَرَامَةٌ = فالنّاسُ عِنْدَ جِنَانِ وَصْلِكِ تَطْلُبُ
يَتَوَافَدونَ كَمَا الحَجيجِ تَعَبُّداً = يَرْجُونَ وَجْهَاً حُسْنهُ لا يَغْرُبُ
فَإذَا وَقَفْتُ وَلَمْ أَقُلْ بِكَلامِهِمْ = فَالصَّمْتُ بَحْرٌ , والعُيُونُ الْمَرْكَبُ
يَا أَعْذَبَ امْرَأَةٍ عَلَى ضَحِكَاتِهَا = يَأْتي الرَّبيعُ لِصَوْتِهَا يَتَطَرَّبُ
صَدَقَ الغَرام ُوقَدْ تَلبّسَ مُهْجَتي أنِّي الوَحيدُ لَدَيكِ أنِّي الأقْرَبُ
فَأنا الذي وَسِعَ السّماءَ غَرَامُهُ وأَتَى بقَلْبِ الحُبِّ نَحْوَكِ يَسْحَبُ
صَدَقَ الغرامُ , فَقَدْ خَلَعْتُ قَصَائدي مَا كان شِعْرٌ دُونَ حُبّكِ يُطْرِبُ
إنِّي عَلى شُرُفَاتِ عَيْنِكِ وَاقِفٌ حِيناً مِنَ الدّهْرِ الَّذيْ لا يُحْسَبُ
ما ارْتدَّ طَرْفي حِينَ عَانَقَكِ الضُّحَى بَلْ رَاحَ يَسْكَرُ مِنْ هَوَاكِ وَيَشْرَبُ
صَلَّى عَلى شَفَتَيْكِ شِعْري , والْهَوَى والْوَرْدُ والْأَطْيَابُ سِحْرَاً ذَوَّبُوا
يَا أَجْمَلَ امْرَأَةٍ تُسَافِرُ فِي دَمِيْ إنِّي عَلَى دِينِ الْمَحَبَّةِ أُصْلَبُ
فالحُبُّ وَحْيٌ مِنْ تَرَانيمِ السَّمَا لَوْلا الهوى مَا دارَ هَذا الْكَوْكَبُ
والحُبُّ نُورُ اللهِ في أَعْمَاقِنَا فَنَرَى بِهِ, دَرْبَ الْمَحَبَّةِ يُعْشِبُ
فَاللهُ لا يُصْلِي الْمُحِبَّ بِنَارِهِ يَكْفِي بِأنَّ الشَّوْقَ فِيهِ يُعَذِّبُ
قَدْ نَالَ مَا قَدْ نَالَ مِنْ أشْوَاقِهِ ولِعِشْقِهِ, لُغَةٌ وَدَمْعٌ يُسْكَبُ
فالعَاشِقُونَ أنَا الذي أوْحي لَهُمْ شِعْراً وَحُبَّاً دَائِماً كَي يَكْتُبُوا
وَكَتَبْتُ في عَيْنيْكِ كُلَّ قَصَائدِي إنَّ الْقَصيدَ لِجَفْنِ عَيْنِكِ يُنْسَبُ
يَا أجْمَلَ امْرَأَةٍ أَتَيْتُكِ عَاشِقَاً قَدْ خَالَفَ العُشَّاق حِيْنَ تَرَهَّبوا
مَا كُنْتُ وَحْدِي حِيْنَ عَانَقَني الهوى جَهْرَاً, فَغَيْري لِلْمَحَبَّةِ يَرْقُبُ
مُذْ جَاءَ حُبُّكِ فَاتِحَاً لِمَدَائِنِي طَوْعَاً , وَهَبْتُكِ مُهْجَةً تَتَحَبَّبُ
يَمّمْتُ قلبي نَحْوَ وَجْهِكِ قِبْلَةً فرِضَاكِ يا أَغْلَى النِّسَاءِ الْمَطْلَبُ
قَدْ صَحَّ أَنَّ الْحُبَّ عِنْدَكِ جَنَّةٌ والْحُبّ عِنْدَ سِوَاكِ بَرْقٌ خُلَّبُ
يَرْوي الهوى بِحَدِيْثِ صَبٍّ مُسْنَدٍ أَنَّ الْغَرَامَ بِسِحْرِ عَيْنِكِ مُعْجَبُ
يا حُلْوَةَ الْخَدِّيْنِ مَهْلاً إنِّني أَعْجَمْتُ حَرْفَ الشِّعْرِ وَهْوَ الْمُعْرَبُ
مِنْ أيْنَ أَبْدَأُ والرِّوَايات انْتَهَتْ أوْ أَيّ قَوْلٍ في جَمَالِكِ يُطْنِبُ
لو كَانَتِ الكَلِمَاتُ تَرْسُمُ لَوْحَةً= شِعْرِيَّةً , أوْ بالشَّذا تَتَطَيَّبُ
أَوْ أَنَّني بالحُبِّ أَخْتَصِرُ المَدَى =قُرْبَاً هُنَا, وَحَقِيْقَةً لا تَذْهَبُ
لَجَعَلْتُ كُلَّ النَّاس حَوْلَكِ خُدَّماً= وَوَهَبْتُ ياعُمْري الذي لا يُوْهَبُ
وَكَتَبْتُ حُبَّكِ بِاللُغَاتِ فَأنْتِ لِيْ= فَوْقَ الجَميعِ وَأَنْتِ عِنْدي الأَعْذَبُ

-
قصيدة (دَفْترُ البُعْد)
أسابقُ الظِّلَ أَمْشي فوقَ أيَّامي وَأَقْتَفي أَثَرَاً مِنْ خَطْوِ تَهْيَامي
وَمِعْطَفي يَا هَوى , الرِّيحُ تَأْكُلُهُ قَدْ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ , يا ظُفْرَهَا الدَّامي
حِكَايتَي وَجَعٌ يَقْتَصُّ أَوْرِدَتي وَالْبُعْدُ يَضْحَكُ مِنْ حَالِي وَأَسْقَامي
هذي المسَافَاتُ أَعْدُوهَا فَتَلحَقُ بي يا دَفْتَرَ البُعْدِ قَدْ أَتْعبْتَ أقْلامِي
كَتَبْتُ فيْكَ مَوَاعِيدَاً وَمَا صَدَقَتْ نُبُوَّةُ القُرْبِ أَوْ طَافَتْ بِأَحْلامي
بَنَيْتُ بِالصَّبْرِ أوْثَانَاً وَمَا عُبِدَتْ بأيِّ حَقٍّ تُرى حَطَّمْتَ أصْنَامي
كَمِ اسْتَجَرْتُ بِآمَالي فَمَزَّقَهَا تَبْريحُ نَأْيِكَ قَدْ أَوْدَى بِأَعْلاَمي
تَسَلَّقَ الْهَمُّ قلبي مَا أَنَخْتُ لَهُ رَكَائِبَ الشَّوْقِ بَلْ أَحْدو بِأنْغَامِ
أَتْعَبْتَني قَلَقاً فِكْرَاً وَقَافِيَةً فَمَا انْثَنَيْتُ , وَمَا أَوْقَفْتَ إقْدَامي
إنِّي تَحَرَّرتُ مِنْ خَوْفي وَلَعْثَمَتَي وَمِنَ لُهَاثٍ غَرِيْقٍ فَوْقَ أَكْمَامِ
رَسَائِلُ الْبُعْدِ قَدْ أَضْرَمْتُهَا لَهَبَاً قَرَّبْتُ أَزْمِنَتي , واغْتَلْتُ أَوْهَامي
سَافَرْتُ فِي شَفَقٍ مِن بَوْحِ نَمْنَمَةٍ دَبَّجْتُهُ, وَلَهَاً مِنْ دَوْرَقي الظَّامي
وَمِنْ خُصَيْلَةِ غَيْمٍ بِالهَوَى غُزِلَتْ مَدَدْتُ أَشْرِعَتي جِسْرَاً لأَيَّامي
لِمَنْ رَهَنْتُ حَيَاتي عِنْدَ ضِحْكَتِهَا ومَنْ عَلَى فَمِهَا طَهَّرْتُ آثَامي
قَدِ انْتَبَذْتُ مَكَانَاً في مَحَاجِرِهَا حَتَّى أُسَاقِطَ مِنْهَا وَحْيَ إلْهَامِ
مِنْهَا ابْتَدَأْتُ غَرَامَاً وَانْتَهَيْتُ بِهَا يَا حُبَّهَا أنْتَ مِيْقَاتي وَإحْرَامِي
حَسْنَاءُ في جَسَدي تَمْشِي وَتُسْكِرُني وتَسْكُبُ الْعِطْرَ في رُوحِي وأَنْسَامِي
تَأْتي وَتَحْضِنُ أَيَّامي فَتُورِقُهَا وُدِّاً, وَمِنْ دِفْئِهَا تَخْضَرُّ أَعْوَامي
قَد طَافَ بي حُبُّهَا فِكْرَاً وَمُعْتَقَدَاً وُطُفْتُ بالصَّدْرِ سَبْعَاً حَوْلَ أَهْرَامِ
عَانَقْتُهَا لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَشْوَشَةً وَبُحْتُ عَنْ فُرْقَةٍ طَالَتْ , و إِيْلاَمِ
يَا رَشَّةَ الْغَيْمِ فِي صَحْرَاءَ قَسْوَتِنَا الحُبُّ يُزْهِرُ دَوْمَاً فَوْقَ آكَامي
وَرْدِيَّةَ الْخَدِّ آمَالي مُغَمَّسةٌ بِخَمْرِ ثَغْرِكِ مِنْ عَامٍ إلى عَامِ
هُويَّتي أَنْتِ يَا مَنْ صِرْتِ لي وَطَنَاً وَبَيْنَ عَيْنَيْكِ تَفْسِيْرَاتُ أَحْلاَمي

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مرآة العصر لسير أهل الشعرو النثر!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرس مرآة العصر لسير أهل الشعر و النثر عبده فايز الزبيدي منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 13 08-12-2015 05:13 PM
نقد النثر في تراث العرب النقدي حتى نهاية العصر العباسي - نبيل خالد أبو علي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-22-2014 08:56 PM
ألف ليلة وليلة مرآة الحضارة والمجتمع في العصر الاسلامي - ميخائيل عوّاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-04-2014 12:36 PM
مرآة فتحية الحمد منبر البوح الهادئ 3 02-10-2011 02:27 PM

الساعة الآن 08:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.