عروج السدر(1)
عَرُوجَ السِّدْرِ يَا ذِكْرَى مَرَاحِي
وَيَا سلوى فؤادي وَانْشِرَاحِي
وَيَا تَرْنِيمَـةَ الوتـر الْمُعَنَّـى
وَيَا رُوحِي وَرَيْحَانِي وَرَاحِـي
سَكَبْتِ عَلَى حُقُولِ الْقَلْبِ أنسي
فَفَاضَ الأُنْسُ مِنْ كُلِّ النَّوَاحِي
وَطَافَتْ بِالْهَنَـاءِ يَـدُ اللَّيَالِـي
عَلَى مَا كَانَ مِنْ أَمْـرٍ مُتَـاحِ
إِلَى أَنْ عَادَ حُلْوُ الْعَيْشِ مُـرَّاً
وَأَصْبَحَتِ الْمَدَامِعُ فِي انْسِفَاحِ
أَنَا الْبَاكِي وَدَمْعِي فِي قَصِيدِي
وَمَا يُغْنِي بُكَائِي أَوْ صِيَاحِـي
أَنَا الشَّجَنُ الْمُعَتَّقُ فِي الْقَوَافِي
يُسَافِر فِي الْقُلُوبِ بِلا جَنَـاحِ
أَنَا الْمَوَّالُ فِي الأَرْوَاحِ يَهذي
مِنَ الأحزان مَشْبُوبَ النُّـوَاحِ
أَنَا النَّغَمُ الْحَزِيـنُ بِكُـلِّ لَحْنٍ
وَمَا لِي فِي غِنَاءٍ أَوْ صُـدَاحِ
أَنَا الطَّيْـرُ الْمُغَـرِّدُ فِي الْتِيَاعٍ
عَلَى الأَغْصَانِ مِنْ أَلَمِ الْجِرَاحِ
رَأَيْتُكِ يَا عَرُوجَ السِّدْرِ وَلْهَـى
فَفِيمَ الْحُزْنُ يَبْدُو فِي اتِّضَـاحِ
أَمِنْ هَجْرِ الأَهَالِي بَعْدَ وَصْـلٍ
وَمِنْ فَأْسٍ تُغِيـرُ بِـلا مُـزَاحِ
أَمِنْ مَـدِّ الْمَدِينَـةِ فِـي تَحَـدٍّ
وَمِنْ خُطَطِ التَّوَسُّعِ فِي اجْتِيَاحِ
أَمِنْ حَجْزِ السُّيُولِ بِرَفْـعِ سَـدٍّ
تَطَـاوَلَ بِالْحَدِيدِ وَبِالصِّفَـاحِ
فَيُسْلِمُكِ الْجَفَافُ إِلَـى يَبَـاسٍ
وَقَدْ يَدْعُو لِمَـوْتٍ وَانْطِـرَاحِ
كَأَنَّكِ مَا رَفَعْـتِ عِمَـادَ بَيْـتٍ
مِنَ الْخَشَبِ الْجَرِيدِ بِكُلِّ سَـاحِ
فَآهَاً يَا عَـرُوجَ السِّـدْرِ آهَـا
وَوَاهَاً مِـنْ تَنَكُّرِنَـا الْوَقَـاحِ
رَعَاكِ الأَوَّلُونَ فَلَـمْ تُرَاعِـي
وَلا اجْتَاحَتْكِ عَادِيَـةٌ وَمَاحِـي
فَغَادَرَكِ الزَّمَانُ إِلَـى رِعَـاعٍ
تَرَى قَتْلَ الْجَمَالِ مِنَ الْمُبَـاحِ
فَلا حَبَسَ الْمُهَيْمِنُ عَنْكِ قَطْرَاً
وَرَدَّ الْمُفْسِدِينَ إِلـى الصَّـلاحِ
فَإِنِّـي لا أَمِيـلُ إِلَـى حَيَـاةٍ
بِغَيْرِ الرِّيفِ مَمْـدُودِ الْوِشَـاحِ
شعر / الحسين الحازمي
21/4/1435هـ
(1)عروج في اللغة جمع عرجي
(شجر السدر)