قديم 01-21-2011, 08:04 PM
المشاركة 31
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أستاذ رشيد الميموني
متابعة لا نمل منها ليوميات مدرس تذكرنا بمن علمنا أول حرف فعندما أقرأ يومياتك أشعر كأن الزمن يعود للوراء حيث كان المدرس أباً وأخاً وصديقاً قبل أن يكون مدرس وهذا ما نفتقده في هذا الزمن حيث أصبح أهتمام المدرس الأول بعدد التلاميذ الذي سيقوم بإعطائهم الدروس الخصوصية والقليل هو الذي ما زال متمسك بتلك القيم والأخلاق
أحييك أستاذي على تلك اليوميات الرائعة من مدرس مخلص لعملة
دمت بكل خير و ود
الغالية أخت منى
أنتظر دائما مرورك على كل متصفحاتي لما يحمله هذا المرور من عبق .
فعلا .. عمل المدرس لا يجب أن يقتصر على التلقين الجامد ..
هناك احاسيس أنسانية تجاه التلميذ الذي يجب ان نشعره بالدفء و الأمان بدل استغلاله ماديا و معنويا .
مودتي

قديم 01-21-2011, 10:46 PM
المشاركة 32
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إلى متى


يلذ لتلامذتي أن يذكروني بأنهم لمحوني عند موضع كذا في الشارع أو قرب منزلي وهم بمعية أسرهم .. وكأن ذلك امتياز على زملائهم .
في هذا الصباح ، و الحصة تقترب من نهايتها ، سألني أحدهم عن سبب خروجي من إحدى المصالح وعلامات التوتربادية على وجهي .. ابتسمت ووجدتها فرصة لطرح موضوع آخر للمناقشة ..
في إحدى الإدارات ، تم إحداث دفتر للاقتراحات ، فكانت مناسبة لكي أقترح فكرة العمل بالترقيم بدل اصطفاف الزبناء ، مع ما ينتج عن ذلك في بعض الأحيان من مشادات لدى نشوز البعض عن النظام أو ما يحدثه التناوب بين الرجال والنساء من حزازات .. لكن هذا الاقتراح لم يرالنور هناك ، بينما جرى العمل بهذا النظام في مصلحة أخرى، وصادف أن كنت يوما هناك أنتظر دوري لأداء فاتورة .. وكان النظام بديعا ، والكل يترقب دوره ناظرا إلى آلة الترقيم .. و إذا بالموظف يشير إلى بعض النسوة بالتقدم ، فسأله أحد الزبناء في هدوء :
-عفوا سيدي ، ألا تأخذون بنظام الترقيم ؟
- بلى ، ولكنكم قلة و العداد أصابه عطب .
تدخلت بدوري قائلا :
- ما دمنا أخذنا التذاكرمن الآلة ، يمكنك المناداة على الزبناء حسب أرقامهم .
و حين لاحظ امتعاض من يقفون خلفي قال في لا مبالاة :
- حسنا ،إذا كنت مستعجلا ..
- لا يا سيدي .. لست مستعجلا .. ولكني أنتظر دوري ..
- مع شيء من الصبر . كل شيء يهون .
- يا سيدي.. لا دخل للصبرفي كل هذا ..
لكنه تابع حديثه دون أن ينظر إلينا :
- الاسلام يوصي بالإيثارو الصبر ..
- وبالنظام أيضا - قلت محتدا - من فضلك ، استخلص فاتورتي و دعني أنصرف .. وإذا كان هنا من هو مستعجل ، فأنا مستعد للتخلي عن دوري لصالحه ..
هز الحميع - بما فيهم النسوة - رؤوسهم بالنفي .. وخرجت صحبة رفيق التقيته هناك وهو يقول :
- لقد أدرك خطأه.. لكنه لم يحتمل الاعتراف به .. هيه .. ما رأيك .. حتى ولو استخدمت الآلة .. لا فائدة ..
..هل حقا .. لافائدة ؟
تحدث تلامذتي عن أمثلة مشابهة .. و كان من الممكن أن يستمر النقاش .. لكن .. دق الجرس.

قديم 01-23-2011, 08:33 PM
المشاركة 33
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نعم ، ولكن ..


كانت أول حصة بعد المشاركة في المسابقة الثقافية التي نظمتها إحدى الإعداديات وشارك فيها بعض تلامذة المؤسسة التي أعمل بها .. كان الوجوم يخيم على تلامذتي بسبب إخفاقهم في نيل المرتبة الأولى .. لكني كنت على يقين من أن هذا لم يكن السبب الرئيسي في وجومهم .. فقد حرصت منذ بداية السنة على أن يفهموا بأن كل مسابقة يكون فيها فائز وغير فائز - كي لا أقول خاسر - فالجميع رابح ما دامت مسابقة ثقافية .. و أكدت لهم مرارا على ضرورة التحلي بالروح الرياضية والاعتراف بفوز الآخر ..
لكني كنت أعرف السبب .. وكنت أحس بوجومهم و خيبة أملهم ،لأن شعوري لم يكن يختلف عن شعورهم..
فالجو الذي ساد المسابقة كان أقرب لرهان مالي منه إلى مسابقة ثقافية .. وبدا منذ البداية حرص المنظمين من الإعدادية المحتضنة للنشاط الثقافي على الفوز بالمسابقة بأي ثمن .. بما في ذلك التأثير على لجنة التحكيم باختيارها و إضافة عناصر أخرى إليها في لحظة فرز النتائج دون أن يعلم أحد مدى صحة الإجابات عند كل فريق من فرق الإعداديات المشاركة .. حتى لجنة التحكيم كانت مبهورة بالجو الحماسي لدى الجمهور المساند و تحركات المنشطة للمسابقة وهي تتنقل بين لجنة التحكيم و ألجمهور ..
كنت أتساءل في تلك اللحظة :"هل عدم الفوز بالمسابقة يعني فشلا و تدنيا في المستوى الدراسي لأية إعدادية ؟"
وعادت بي الذاكرة إلى يوم نظمنا نحن مسابقة ثقافية و كانت نفس المؤسسة مدعوة إليها .. تذكرت كيف وضعت شرطا بأن تكون الشفافية و النزاهة عنوانا للمسابقة .. وأصرت الإعدادية المذكورة على إقحام عناصر من أطرها في لجنة التحكيم ..( دائما هناك هاجس الخسارة ) .. بينما لم تكلف نفسها عناء دعوة أحد من مدرسي المؤسسات الأخرى ليكونوا ضمن لجنة التحكيم ..
كان لا بد من بذل مجهود كبير في الحصة التي تلت ذلك اليوم ، لأخفف عن تلامذتي وقع هذا الأثر الذي أحدثته ظروف و أجواء المسابقة الثقافية ..
كانت الحصة - لحسن الحظ - مبرمجة لتقديم شعر غنائي ..
وصادف أن عنوانه هو " أمي .. الحب " لأحد المطربين الفرنسيين ..
مطلعها يقول :
أمي .. أنا محتاج إليك ..
أمي .. حبي .. أحبيني ..
أمي .. خذيني بين ذراعيك ..
أمي .. صديقتي .. ساعديني .

فانقلب الجو مرحا .. وضج الفصل بالغناء الجماعي بصوت ملائكي رائع .. وشاركت في الغناء - أي والله -
في نهاية الحصة .. تقدم بعض التلاميذ يطلبون نسخة منها فأعلنت :
"سأقدم نسخا للمشاركين في المسابقة الثقافية الأخيرة .. تقديرا ومكافأة لهم على روح انضباطهم و سلوكهم المثالي أثناء المسابقة .."
ودق الجرس ..

قديم 01-25-2011, 09:01 AM
المشاركة 34
سارة رمضان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أتابعك بشغف ......

كن بلسماً إن صار دهرك أرقما ......وحلاوة إن صار غيرك علقما
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا .......أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟........ أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
إيليا أبو ماضى

[SIGPIC][/SIGPIC]
قديم 01-25-2011, 11:29 PM
المشاركة 35
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وأنا ارحب بك سارة عل متصفحي هذا و أسعد لمتابعتك .
شكرا لك من كل قلبي .

قديم 01-28-2011, 01:07 PM
المشاركة 36
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شيء فظيــــــــع


كان أول موضوع استهل به تلامذتي الموسم الدراسي للنقاش والحصة تشارف على نهايتها ، موضوع اللغة العربية .. و حكيت لهم أنه مضى زمن كنا نشنف آذاننا بأصوات المذيعين وهم يخاطبوننا بلغة عربية فصيحة تحترم فيها جميع الحروف الأبجدية بما فيها الحروف الثلاثة التي تم اغتيالها في بداية الأمر ( ث – ذ – ظ ..)
وجاء زمن بدأنا نجد في أصوات إذاعية نشازا وركاكة ، حتى وصل الأمر حاليا إلى الإجهاز تماما على مخاطبة الجماهير بلغة عربية فصحى .. وصارت العامية وسيلة لتقديم جل البرامج إن لم أقل كلها .. بل الفظيع في كل هذا ، حتى الأخبار التي كانت في منأى عن الانسياق إلى الإعراض عن الفصحى، صارت تقدم في بعض القنوات بالعامية ..
قد يقول قائل – وهو ربما من هؤلاء المذيعين – إن العامية تسهل التخاطب و تصل سريعا إلى قلوب المستمعين خاصة الأميين منهم .. لكني أهمس في أذنهم بما يلي :
1- قبل الاستقلال وبعده .. ألم تكن الأمية مستشرية في المجتمع ؟ .. ومع ذلك كانت ربات البيوت يستمتعن ببرامج تلم بكل نواحي الحياة الاجتماعية من طبخ و وصفات طبية و علاقات أسرية .
2- ألم تفكروا في الجيل الصاعد – رغم أن القليل منهم من يستمع إلى الإذاعة الآن – وتربية ذوق اللغة فيهم ما دام الكثير منهم يشتكي ضعف اللغة و "صعوبة قواعدها النحوية" ؟
كان هناك الكثير مما يمكن قوله لكن .. دق الجرس .. فلم نملك إلا أن نلملم أدواتنا ونهتف بحسرة :
لا حول و لا قوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..

قديم 01-28-2011, 01:12 PM
المشاركة 37
هوازن البدر
أديـبة وإعلاميـة فلسطيـنيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كيف فاتني هذا الصف الجميل ...
أستاذ رشيد ...
يوميات رائعة جداً ...
سأحضر كل الحصص .. ولن أتغيب ..
وسأعمل على مذاكرة الدوس الفائتة عني ..
الهوازن

لا شيءيضاهي بزوغ الحب الصادق في قلب امرأة ..أمضت الكثير من الوقت راجفة على شواطئ الإنتظار..
قديم 01-28-2011, 01:46 PM
المشاركة 38
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما أجمل أن يكون في صفي طالبة من أمثالك يا هوازن ..(ابتسامة)
أرحب بك و أعبر لك عن امتناني وشكري لتجاوبك مع حروفي .
لك مني كل المودة اللائقة بك .

قديم 02-06-2011, 02:32 AM
المشاركة 39
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
التدريس و بيداغوجية العصر


من بين الحكايات التي أرددها كلما طلب مني تلامذتي ذلك و الحصة تشارف على نهايتها ، حكاية تعييني بإحدى القرى النائية حيث لا ماء و لا سكنى ولا فصل للدراسة بالمعنى العام .. إذ كنت مضطرا للاستقرار بأحد الأقسام التي أدرس بها ، وجلب الماء من منبع ناء بمساعدة بعض التلاميذ . أما فصل الدراسة فكان عرضه يوازي عرض السبورة المهترئة وارتفاعه يكاد يفوق قامتي بقليل . ورغم ذلك قررت تحدي الصعاب ،هذا مع تأخر وضعيتي كمدرس رسمي . و لم يمنعني كل هذا من الاهتمام بتلامذتي .. وأول شيء فعلته هو أني طلبت منهم تنفيذ بعض التعليمات الضرورية في رأيي وأهمها :
- النظافة قبل ولوج القسم ، وهذا يتطلب منهم إحضار الماء معهم .
- إحضار وجبة معينة كالبيض والحليب ، لاقتناعي بأن التغذية أساس الفهم والاستيعاب .
ونظرا للحالة الرثة التي كانوا عليها ، فإني كنت أقتني – أثناء العطل - بعض الملابس المستعملة الجيدة والمعروضة بالمدينة بثمن بخس وأحرص على توحيد اللون ، ثم أهبها لهم ..
و بما أن فصل الشتاء كان يجعل الفصل مقفرا لعدة أيام بسبب تعذر مجيء التلاميذ واستحالة عبور النهر ، فإني كنت أضطر للذهاب إلى المدينة لجلب بعض الحاجيات الضرورية .. و كنت أتغيب لتغيب تلامذتي ، إلى أن توصلت باستفسار ، تلاه تنبيه ثم إنذار يحمل وعيدا باتخاذ إجراءات زجرية ضدي "لتلاعبي بمصلحة التلاميذ" ..
إلا أن أحد الزملاء العاملين بالمدينة قادني يوما إلى ركن بالمقهى ليفضي إلي بما هو أدهى وأمر .. قال لي هامسا إن هناك أقوالا في الخفاء تتهمني بما يلي :
- استغلال التلاميذ في جلب الماء وحاجيات أخرى .
- ابتزاز التلاميذ و إجبارهم على إحضار وجبات غذائية لي .
- الاتجار بالملابس المستعملة وبيعها للتلاميذ بالإكراه .
توقفت فورا عن كل ما برمجته منذ البداية دون أي تعليق .. اما عيون تلامذتي فقد كانت تحمل أكثر من علامة استفهام .
حين انتهيت من حكايتي ساد الصمت و لمست رغبة في بدء النقاش ، لكن .. دق الجرس .

قديم 02-13-2011, 03:05 AM
المشاركة 40
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شـ...شكرا لـ...ك أسـ... أستاذي

بدأت الحصة ، وأخذ كل واحد من تلامذتي يعد العدة لاجتياز الامتحان الشفوي الذي كان عبارة عن حوار بين اثنين بعد أن أعلنت أنه لن يعفى أي واحد .. وفيما فرك المتفوقون أيديهم غبطة و ابتهاجا لتيقنهم من الحصول على نقطة جيدة ، علت وجوه الآخرين مسحة من القلق وهم ينظرون إليهم بحسرة مع شيء من النقمة .
لكن استرعى انتباهي ما علا وجه أحدهم من القنوط .. وعرفت السبب .. كان تلميذا عيا يتأتئ في الكلام ولا يجرؤ حتى على وضع السؤال .. فكرت جليا في الأمر وأدركت أنها ستكون مناسبة للضحك والسخرية منه .. ثم فكرت في أنني أكدت على مشاركة الجميع .. ما العمل ؟
أمرت اثنين بالمرور أمام السبورة وبدآ في الحوار .. بينما أنا منشغل في إيجاد مخرج لهذا المأزق .. فلا أنا قادر على إعفائه .. وهذا قد يؤزم نفسيته ، ولا أنا مجازف بدعوته مثل زملائه ..
انتهى الإثنان وتلاهما اثنان آخران .. وفي كل مرة ينتهي الحوار يتم التصفيق ويعلو الهتاف فأقضي بضع دقائق منتظرا حتى يستتب الهدوء .. وفي لحظة ، والضجيج لا زال يعم الفصل ،أشرت للفتى بالتقدم .. فاحمروجهه و تردد . لكنه تقدم إلى حيث زميله وبدأ في سرد الحوار .. لم أطلب من الآخرين السكوت .. كانت هي فرصتي الوحيدة .. وانتهى الحوار والصياح لا زال عاليا .. نظرت إليه مبتسما وقلت له وهو يمر من أمامي : " برافو عليك .. من أحسن العروض هذا الذي قدمته .. نقطتك جيدة " .. ولم ينتبه الآخرون إلا وهو يعود إلى مقعده مبهور الأنفاس .. وهو ينظر إلي بشيء غير قليل من الامتنان .
في اليوم التالي ، طلبت من بعضهم إعادة الحوار كمراجعة .. وكان هو أول من رفع اصبعه ..
[/font][/size] [/color]

 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: يوميات مدرس - رشيد الميموني -
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عش رشيد الميموني الدافئ رشيد الميموني منبر القصص والروايات والمسرح . 31 07-22-2011 04:15 AM
أتذكرين ؟ - رشيد الميموني - رشيد الميموني منبر البوح الهادئ 18 12-26-2010 02:40 PM
الصبــــــــــــار - رشيد الميموني - رشيد الميموني منبر القصص والروايات والمسرح . 8 12-24-2010 09:19 PM

الساعة الآن 09:23 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.