قديم 09-20-2010, 07:39 AM
المشاركة 71
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ما بالُ وقاري فيكِ قدْ أصبحَ طيشْ



ما بالُ وقاري فيكِ قدْ أصبحَ طيشْ
واللّهِ لقد هَزّمْتِ مِنْ صَبْرِيَ جَيشْ
باللّهِ، متى يكونُ ذا الوَصْلُ متى
يا عَيشَ مُحبٍّ تَصِليهِ، يا عَيْشْ!

قديم 09-20-2010, 07:40 AM
المشاركة 72
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ما بينَ مُعْتَرَكِ الأحداقِ والمُهَجِ،



ما بينَ مُعْتَرَكِ الأحداقِ والمُهَجِ،
أنا القَتيلُ بلا إثْمٍ ولا حَرَجِ
ودَّعْتُ، قبلَ الهَوى ، رُوحي، لما نَظَرَتْ
عيناي منْ حسنِ ذاكَ المنظرِ البهجِ
لِلّهِ أجفانُ عينٍ، فيكَ، ساهِرَة ٍ،
شَوْقاً إليكَ، وقَلْبٌ، بالغَرامِ، شَجِ
وأضْلُعٌ نَحِلَتْ كادتْ تُقَوِّمُها،
مِنَ الجَوى ، كبِدي الحرّى ، مِنَ العَوَجِ
وأدمعٌ هملتْ لولا التَّنفسُ منْ
نارِ الهَوى ، لمْ أكَدِ أنجو منَ اللُّجَجِ
وحبَّذا فيكَ أسقامُ خَفيتُ بها
عنّي تَقومُ بها، عِنْدَ الهَوى حُجَجي
أصبحتُ فيكَ كما أمسيتُ مكتئباً
ولَمْ أقُلْ جَزَعاً:يا أزْمَة ُ انْفَرِجي
أهفو إلى كلِّ قلبٍ بالغرامِ لهُ
شغلٌ وكلِّ لسانٍ بالهوى لهجِ
وكُلِّ سَمْعٍ عنِ اللاحي، بهِ صَمَمٌ؛
وكلِّ جفنٍ إلى الإغفاءِ لمْ يعجِ
لا كانَ وجدٌ بهِ الآماقُ جامدة ٌ
ولا غَرامٌ بهِ الأشْواقُ لمْ تَهِجِ
عذِّبْ بما شئتَ غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ
أوفى مُحِبٍ، بما يُرْضيكَ مُبْتَهِجِ
وخذْ بقيَّة َ ما أبقيتَ منْ رمقٍ
لا خيرَ في الحبِّ إنْ أبقى على المهجِ
منْ لي باتلافِ روحي في هوى رشأ
حلوِ الشَّمائلِ بالأرواحِ ممتزجِ
منْ ماتَ فيهِ غراماً عاشَ مرتقياً
ما بينَ أهلِ الهوى في أرفعِ الدَّرجِ
محجَّبٌ لوْ سرى في مثلِ طرَّتهِ
أغنتهُ غرَّتهُ الغرَّا عنِ السُّرجِ
وإنْ ضَلِلْتُ بليلٍ، من ذوائِبِهِ،
أهدى ، لِعيني الهدى ، صُبْحٌ منَ البَلَجِ
وإنْ تنفَّسَ قالَ المسكُ معترفاً
لعار في طيبهِ منْ نشرهِ أرجى
أغوامُ إقبالهِ كاليومِ في قصرٍ
ويومُ إعراصهِ في الطّولِ كالحججِ
فإنْ نأى سائراً يا مهجتي ارتحلي
وإنْ دنا زائراً يا مقلتي ابتهجي
قُلْ للذي لامني فيهِ، وعنّفَني:
دعني وشأني وعدْ عنْ نصحكَ السَّمجِ
فاللّوْمُ لُؤمٌ، ولم يُمدَحْ بهِ أحدٌ؛
وهل رأيتَ مُحِبّاً بالغرَامِ هُجي
يا ساكِنَ القَلبِ لاتَنظُرْ إلى سكَني
وارْبَحْ فؤادَكَ ؛واحذَرْ فتنة َ الدّعجِ
يا صاحبي، وأنا البَرّ الرّؤوفُ، وقد
بذلتُ نصحي بذاكَ الحيِّ لا تعجِ
فيهِ خلعتُ عذاري واطَّرحتُ بهِ
قَبولَ نُسكيَ، والمَقبولَ من حِججي
وابيضّ وَجهُ غَرامي في مَحَبّتِهِ،
واسودَّ وجهُ ملامي فيهِ بالحججِ
تَبارَكَ اللّهُ!ما أحلَى شَمَائِلَهُ،
فكمْ أماتتْ وأحيتْ فيهِ منْ مهجِ
يهوى لذكرِ اسمهِ منْ لجَّ في عذلي
سمعي وإنْ كانَ عذلي فيهِ لمْ يلجِ
وأرْحَمُ البرقَ في مَسراهُ، مُنتَسِباً
لِثَغْرِهِ، وهَوَ مُستحْيٍ من الفَلَجِ
تراهُ إنْ غابَ عنِّي كلُّ جارحة ٍ
في كلّ مَعنى ً لطيفٍ، رائقٍ، بهِجِ
في نغمة ِ العودِ والنَّايِ الرَّخيمِ إذا
تألَّقا بينَ ألحانٍ منَ الهزجِ
وفي مَسارِحِ غِزلانِ الخَمائِلِ، في
بردِ الأصائلِ والإصباحِ في البلجِ
وفي مَساقِطِ أنداءِ الغَمامِ، على
بِساطِ نَوْرٍ، من الأزهارِ مُنْتَسِجِ
وفي مَساحِبِ أذيالِ النّسيمِ، إذا
أهْدى إليّ، سُحيراً، أطيبَ الأرَجِ
وفي الْتِثاميَ ثَغْرَ الكاسِ، مُرْتَشِفاً
رِيقَ المُدامَة ِ، في مُستَنْزَهٍ فَرِجِ
لم أدرِ ما غُربَة ُ الأوطانِ، وهو معي،
وخاطِري، أينَ كَنّا، غَيرُ مُنْزَعِجِ
فالدَّارُ داري وحبِّيَ حاضرٌ ومتى
بدا فمنعرجُ الجرعاءِ منعرجي
ليهنَ ركبٌ سروا ليلاً وأنتَ بهمْ
بسيرهمْ في صباحٍ منكَ منبلجِ
فليَصنعِ الرّكبُ ما شاؤوا بأنْفُسِهم؛
هُمْ أهلُ بدرٍ، فلا يَخشونَ من حَرجِ
يَحقّ عِصياني اللاحي عليكَ، وما
بأضْلُعي، طاعة ً للوَجْدِ، مِن وَهَجِ
أنظرْ إلى كبدٍ ذابتْ عليكَ جوى ً
ومقلة ٍ منْ نجيع الدَّمعِ في لججِ
وارحمْ تعثرَ آمالي ومرتجعي
إلى خِداعِ تَمنّي الوَعْدِ بالفَرَجِ
واعطِفْ على ذُلّ أطماعي بهَلْ وعسَى ،
وامننْ عليَّ بشرحِ الصَّدرِ منْ حرجِ
أهلاً بما لمْ أكنْ أهلاً لموقعهِ
قولِ المبشِّرِ بعدَ اليأًسِ بالفرجِ
لكَ البشارة ُ فاخلعْ ما عليكَ فقدْ
ذكرتَ ثمَّ على ما فيكَ منْ عوجِ

قديم 09-20-2010, 07:41 AM
المشاركة 73
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ما بَينَ ضالِ المُنحَنى وظِلالِهِ،



ما بَينَ ضالِ المُنحَنى وظِلالِهِ،
ضلَّ المتيَّمُ واهتدى بضلالهِ
وبذلكَ الشِّعبُ اليَمانِيُّ مُنية ٌ
لِلصّبِّ، قد بَعُدَتْ على آمالِهِ
يا صاحِبي، هذا العقيقُ، فقِفْ بهِ
متوالهاً إنْ كنتَ لستَ بوالهِ
وانظرهُ عنِّي إنَّ طرفي عاقني
إرسالُ دَمعي فيهِ عن إرسالِهِ
واسْألْ غزالَ كِناسِهِ:هل عندَهُ
علمٌ بقلبي في هواهُ وحالهِ
وأَظُنّهُ لم يَدْرِ ذُلَّ صَبابَتي،
إذْ ظلَّ ملتهياً بعزِّ جمالهِ
تَفديهِ مُهجَتي، الّتي تَلِفَتْ، ولا
منٌّ عليهِ لأنَّها منْ مالهِ
أتُرَى درى أنّي أحِنّ لهَجْرِهِ،
إذْ كُنْتُ مُشْتاقاً لهُ كوِصالِهِ
وأبيتُ سهراناً أمثِّلُ طيفهُ
للطّرْفِ، كي ألْقى خيالَ خيالِهِ
لاذُقْتُ يوماً راحة ً مِن عاذلٍ،
إنْ كنتُ ملتُ لقيلهِ ولقالهِ
فوحقِّ طيبِ رضى الحبيبِ ووصلهِ
ما ملَّ قلبي حبَّهُ لملالهِ
واهاً إلى ماءِ العذيبِ وكيفَ لي
بحشايَ لوْ يطفى ببردِ زلالهِ
ولَقَدْ يَجِلّ، عنِ اشتِياقي، ماؤُه
شرفاً فواظمئي للامعِ آلهِ

قديم 09-20-2010, 07:41 AM
المشاركة 74
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ما جئتُ منيً أبغي قرى ً كالضَّيف



ما جئتُ منيً أبغي قرى ً كالضَّيف
عندي بكَ شغلٌ عنْ نزولِ الخيفِ
والوصلُ يقيناً منكَ ما يقنعني
هيهاتَ فدعني منْ محالِ الطَّيفِ

قديم 09-20-2010, 07:42 AM
المشاركة 75
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ماأحسَنَ واو صُدْغِهِ



.................
كالبدرِ يجلُّ حسنهُ عنْ وصفِ
ماأحسَنَ واو صُدْغِهِ حينَ بَدتْ
يا ربّ، عَسَى تكونُ واوَالعَطْفِ

قديم 09-20-2010, 07:43 AM
المشاركة 76
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
نسخْتُ بحُبّي آية َ العِشقِ من قبلي،



نسخْتُ بحُبّي آية َ العِشقِ من قبلي،
فأهلُ الهوى جُندي وحكمي على الكُلِّ
وكُلُّ فَتًى يهوى ، فإنّي إمَامُهُ،
وإنّي بَريءٌ مِن فَتًى سامعِ العَذْلِ
ولي في الهوى عِلْمٌ تَجِلّ صِفاتُهُ،
ومنْ لمْ يفقِّههُ الهوى فهوَ في جهلِ
ومنْ لمْ يكنْ في عزَّة ِ النَّفسِ تائهاً
بِحُبّ الذي يَهوى فَبَشّرْهُ بالذّلّ
إذا جادَ أقوامٌ بِمالٍ رأيْتَهُمْ
يَجودونَ بالأرواحِ مِنْهُم بِلا بُخلِ
وإنْ أودعوا سرَّاً رأيتَ صدورهمْ
قَبوراً لأسرارٍ تُنَزَّهُعن نقَلِ
وإنْ هدِّدوا بالهجرِ ماتوا مخافة ً
وإن أُوعِدوا بالقَتلِ حنّوا إلى القَتْلِ
لعمري همُ العشَّاقُ عندي حقيقة ً
على الجِدّ، والباقون منهم على الهَزْلِ

قديم 09-20-2010, 07:44 AM
المشاركة 77
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
نشرتُ في موكبِ العشَّاقِ أعلامي
( ابن الفارض )


نشرتُ في موكبِ العشَّاقِ أعلامي
وكانَ قبلي بُلى في الحبِّ أغلامي
وسِرْتُ فيهِ ولم أبْرَحْ بِدَوْلَتِهِ،
حتى وَجَدْتُ مُلوكَ العِشقِ خُدّامي
ولمْ أزلْ منذُ أخذِ العهدِ في قدمي
لكَعْبَة ِ الحُسنِ، تجريدي وإحرامي
وقد رَماني هَواكُم في الغَرامِ إلى
مقامِ حبٍّ شريفٍ شامخٍ سامِ
جهلتُ أهليَ فيهِ أهلَ نسبتهِ
وهمْ أعزُّ أخلاَّئي وألزامي
قضيتُ فيهِ إلى حين انقضا أجلي
شهري ودهري وساعاتي وأعوامي
ظنَّ العذولُ بأنًّ العذلَ يوقفني
نامَ العذولُ وشوقي زائدُ نامِ
إن عامَ إنسانُ عَيني في مَدامِعِهِ،
فقدْ أُمِدّ بإحْسانٍ وإنعامِ
يا سائقاً عيسَ أحبابي عسى مهلاً
وسرْ رُوَيْداً، فقَلبي بينَ أنْعامِ
سَلَكْتُ كُلّ مَقامٍ في مَحَبّتِكُمْ
وما تَرَكْتُ مَقاماً قَطّ قُدّامي
وكُنتُ أحْسَبُ أنّي قد وَصَلْتُ إلى
أعْلى ، وأغْلى مَقامٍ، بينَ أقْوامي
حتى بَدا لي مَقامٌ لم يكُنْ أرَبي،
ولمْ يمرَّ بأفكاري وأوهامي
إنْ كانَ منزلتي في الحبِّ عندكمْ
ما قد رأيتُ، فقد ضَيّعْتُ أيّامي
أمنيَّة ٌ ظفرتْ روحي بها زمناً
واليومَ أحسَبُها أضغاثَ أحْلامِ
وإنْ يكنْ فرطُ وجدي في محبَّتكمْ
إثماً فقدْ كثرتْ في الحبِّ آثامي
ولو عَلِمْتُ بأنّ الحُبّ آخِرُهُ
هذا الحِمامُ، لَما خالَفْتُ لُوّامي
أوْدَعْتُ قلبي إلى مَن ليس يَحفَظُهُ
أبْصرْتُ خلفي، وما طالَعتُ قٌدّامي
لقدْ رماني بسهمٍ من لواحظهِ
أصْمى فؤادي، فواشوقي إلى الرامي
آهاً على نَظرَة ٍ مِنْهُ أُسَرّ بها،
فإنَّ أقصى مرامي رؤية ُ الرَّامي
إنْ أسْعَدَ اللّهُ روحي، في محَبّتِهِ،
وجسمها بينَ أرواحٍ وأجسامِ
وشاهدتْ واجتلتْ وجهَ الحبيبِ فما
أسى وأسعدَ أرزاقي وأقسامي
ها قدأظَلّ زمانُ الوَصْلِ، يا أمَلي،
فامنُنْ، وثَبّتْ بهِ قَلبي وأقدامي
وقد قَدِمتُ، وماقدّمتُ لي عَمَلاً،
إلاّ غَرامي، وأشواقي، وإقدامي
دارُ السَّلامِ إليها قدْ وصلتُ إذنْ
منْ سبلِ أبوابِ إيماني وإسلامي
يا ربَّنا أرني أنظرُ إليكَ بها
عِندَ القُدومِ، وعامِلني بإكرْامِ

قديم 09-20-2010, 07:44 AM
المشاركة 78
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
نَعَمْ، بالصَّبا، قلبي صبا لأحِبّتي؛



نَعَمْ، بالصَّبا، قلبي صبا لأحِبّتي؛
فيا حبّذا ذاكَ الشّذا حينَ هَبّتِ
سرتْ فأسرَّتْ للفؤادِ غديَّة ً
أحاديثَ جيرانِ العُذيبِ، فسرّتِ
مُهَيْنِمَة ٌ بالرُّوْضِ، لَدْنٌ رِداؤها،
بها مَرَضٌ، مِنْ شأنِهِ بُرْء عِلّتي
لَهَا بِأُعَيْشابِ الحِجَازِتَحَرّشٌ
بهِ لا بخمرٍ دونَ ضحى سكرتي
تذكِّرني العهدَ القديمَ لأنَّها
حديثة ُ عهدٍ منْ أهيلِ مودَّتي
أيا زاجِراً حُمرَ الأوارِكِ، تارِكَ الـ
ـمَوَاركِ، من أكوارها، كالأريكَة ِ
لكَ الخيرُ إنْ أوضحتَ توضحَ مضحياً
وجُبْتَ فَيافي خَبْتِ آرام وَجْرَة
ونكَّبتَ عنْ كثبِ العريض معارضاً
حزوناً لحزوي سائقاً لسويقة ِ
وباينْتَ باناتٍ، كذا، عن طُوَيْلعٍ،
بسلعٍ فسلْ عنْ حلَّة فيهِ حلَّتِ
وعَرّجْ بِذيّاكَ الفريقِ، مُبَلِّغاً،
سلمتَ عريباً ثمَّ عنِّي تحيَّتي
فلي بينَ هاتيكَ الخيامِ ضنينة ٌ
علَّى بجمعي سمحة ٌ بتشتُّتي
محجَّبة ٌ بينَ الأسنِّة ِ والظُّبي
إليها انثَنَتْ ألبابُنا، إذ تثَنّتِ
مُمَنَّعَة ٌ، خَلْعُ العِذارِ نِقابُها،
مسربلة ٌ بردينِ قلبي ومهجتي
تتيحُ المنايا إذْ تبيحُ ليَ المنى
وَذاكَ رَخيصٌ مُنْيَتي بِمنِيّتي
وَما غدَرَتْ في الحُبّ أنْ هَدَرَتْ دَمي
بشرعِ الهوى لكنْ وفتْ إذْ توفَّتِ
متى أوعدت أولتْ وإنْ وعدت لوت
وإن أقسَمَتْ:لا تُبرِئ السّقْمَ بَرّتِ
وإنْ عَرَضَتْ أُطرِقْ حَيَاءً وَهَيبَة ً؛
وإن أعرَضَتْ أُشفِقْ، فلَم أتَلَفّتِ
ولو لمْ يَزُرْني طيْفُها، نحوَ مَضْجَعي،
قضيتُ ولمْ أسطعْ أراها بمقلتي
تخَيُّلَ زُورٍ كانَ زَورُ خَيالِها،
لمشبههِ عنْ غيرِ رؤيا ورؤية ِ
بفرطِ غرامي ذكرَ قيسٍ بوجدهِ
وبَهجتُها لُبْنى ، أمَتُّ، وَأمّتِ
فلمْ أرَ مثلي عاشقاً ذا صبابة ٍ
ولا مثلها معشوقة ً ذاتَ بهجة ِ
هيَ البدرُ أوصافاً وذاتي سماؤها
سَمَتْ بي إليها همّتي، حينَ هَمّتِ
مَنازِلُها منّي الذّراعُ، تَوَسُّداً،
وقلبي وطرفي أوطنتْ أو تجلَّتِ
فما الودقُ إلاَّ منْ تحلُّبِ مدمعي
وما البرْقُ، إلا مَن تَلَهّبِ زَفرَتي
وكُنْتُ أرَى أنّ التّعشّقَ مِنْحَة ٌ
لقلبي فما إنْ كانَ إلاَّ لمحنتي
منعَّمة ُ أحشايَ كانتْ قبيلَ ما
دعتها لتشقي بالغرامِ فلبَّتِ
فلا عادَ لي ذاك النَّعيمُ، ولا أرى ،
منَ العيشِ إلاَّ أنْ أعيشَ بشقوتي
ألا في سبيلِ الحبِّ حالي وما عسى
بكمْ أنْ ألاقي لو دريتمْ أحبَّتي
أخذتمْ فؤداي وهوَ بعضي فما الَّذي
يَضُرّكُمُ أن تُتْبِعوهُ بِجُمْلَتي
وجَدتُ بكم وجْداً، قُوى كلّ عاشِقٍ،
لوِ احتملتْ منْ عبئهِ البعض كلَّتِ
برى أعظمي منْ أعظمِ الشَّوقِ ضعفُ ما
بِجَفْني لِنومي، أوْ بِضُعْفي لِقُوّتي
وأنْحَلَني سُقْمٌ، لَهُ بِجُفونِكُمْ
غرامُ التياعي بالفؤادِ وحرقتي
فَضُعْفي وسُقْمي:ذا كَرَأي عواذلي،
وذاكَ حديثُ النَّفسِ عنكُمْ برَجْعَتي
وهي جسدي مما وهي جلدي لذا
تَحَمُّلُهُ يَبْلى ، وتَبْقى بَلِيّتي
وعدتُ بمالمْ يبقِ منِّي موضعاً
لضرٍّ لغوَّادي حضوري كغيبتي
كأنِّي هلالُ الشَّكِّ لوْ لا تأوَّهي
خفيتُ فلمْ تهدَ العيونُ لرؤيتي
فجسمي وقلبي مستحيلٌ وواجبٌ
وخدِّي مندوبٌ لجائزِ عبرتي
وقالوا:جَرتْ حُمْراً دموعُكَ، قلتُ:عن
أمورٍ جرتْ في كثرة ِ الشَّوقِ قلَّتِ
نحرَتُ لضيفِ الطيفِ، في جَفْني الكَرى
قِرى ً، فَجَرَى دَمْعي دماً فوْقَ وَجنَتي
فلا تنكروا إنْ مسَّني ضرُّ بينكمْ
عليّ سُؤالي كَشْفَ ذاكَ وَرَحْمَتي
فصبري أراهُ تحتَ قدري عليكمُ
مطاقاً وعنكم فاعذروا فوقَ قدرتي
ولما توافينا عشاءً وضمَّنا
سَواءُ سَبيلَيْ ذي طَوى ً، والثّنِيّة ِ
ومنَّتْ وما ضنَّتْ على َّ بوقفة ٍ
تُعادِلُ عِنْدي، بالمُعَرَّفِ، وَقْفتي
عتبتُ فلمْ تعتبْ كأنْ لمْ يكنْ لقاً
وما كانَ إلآ أن أُشَرْتُ وَأوْمَتِ
أيا كعبة َ الحسنِ الَّتي لجمالها
قلوبُ أُولي الألبابِ، لَبّتْ وَحجّتِ
بريقَ الثَّنايا منكِ أهدى لناسنا
بريقِ الثَّنايا فهوَ خيرُ هديَّة ِ
وأوحى لعيني أنّ قلبي مجاورٌ
حِماكِ، فتاقَتْ لِلجَمالِ وَ حَنّتِ
ولوْلاكِ ما استهدَيْتُ برْقاً، ولا شجَتْ
فؤادي، فأبكتْ، إذشدتْ، وُرْقُ أيكة ِ
فذاكَ هدى ً أهدى إليَّ وهذهِ
على العُودِ، إذ غنّتْ، عن العودِ أغنَتِ
أرومُ، وقد طالَ المَدَى ، منْكِ نظْرة ً،
وكمْ منْ دماءِ دونَ مرمايَ طلّتِ
وقد كنتُ أُدعى ، قبلَ حُبّيكِ، باسِلاً،
فعُدتُ به مُسْتَبْسِلاً، بعدَ مَنعَتي
أقادُ أسيراً واصطباري مهاجري
وأنجِدُأنصاري أسًى ، بعدَ لَهْفَتي
أمالكِ عنْ صدٍّ أمالكِ عن صدٍّ
لِظَلْمِكِ، ظُلماً منكِ، ميلٌ لعطفة
فبَلُّ غَليلٍ مِنْ علِيلٍ على شفاً،
يُبِلّ شِفاءً منه، أعظَمُ مِنّة ِ
فلا تَحْسبي أني فَنيتُ، من الضّنى ،
بغيركِ بل فيكِ الصَّبابة ُ أبلتِ
جَمالُ مُحَيّاكِ، المَصُونُ لِثامُهُ
عنِ اللّثْمِ، فيه عُدتُ حيّاً كميّتِ
وجنَّبني حبِّيك وعلى معاشرى
وحَبّبَني، ما عشتُ، قطْعَ عَشِيرَتي
وأبْعَدَني عن أَرْبُعِي، بُعْدُ أرْبَعٍ
شبابي وعقلي وارتياحي وصحَّتي
فلي بعدَ أوطاني سكونٌ إلى الفلا
وبالوحشِ أنسي إذ منَ الإنس وحشتي
وزهَّدَ في وصلي الغوانيَ إذْ بدا
تيلُّجُ صبحِ الشَّيبِ في جنحِ لمَّتي
فرُحْنَ بحُزنٍ جازِعاتٍ، بُعَيد ما
فرِحنَ بِحَزْنِ الجَزْعِ بي، لشَبيبتي
جهِلْنَ، كلُوّامي، الهوى ، لاعلِمْنه،
وخابوا وإنِّي منهُ مكتهلٌ فتي
وفي قَطْعِيَ اللاّحي عليكِ، ولاتَ حِيـ
ـنَ فيكِ لِجدالٍ، كان وجهُكِ حُجّتي
فأصْبَحَ لي، من بعدِ ما كان عاذِلاً
به عاذراً بلْ صارَ منْ أهلِ نجدتي
وحجِّي عمري هادياً ظلَّ مهدياً
ضلالَ ملامي مثلُ حجِّي وعمرتي
رأى رجباً سمعي الأبيَّ ولومي الـ
محرَّمَ عنْ لؤمٍ وغشٍّ النَّصيحة ِ
وكمْ رامَ سلواني هواكِ ميمِّماً
سواكِ وأنِّي عنكِ تبديلُ نيَّتي
وقالَ تلافي ما بقي منكَ قلتُ ما
أرانيَ إلاَّ للتلافِ تلفُّتي
إبائي أبى إلاّ خِلافيَ، ناصِحاً،
يحاولُ منِّي شيمة ً غيرَ شيمتي
يلذُّ لهُ عذلي عليكِ كأنَّما
يرى منَّه منِّي وسلواهُ سلوتي
ومعرضة ٍ عن سامرِ الجفنِ راهبِ الـ
فؤادِ المعنَّى مسلمِ النَّفسِ صدَّتِ
تناءتْ فكانتْ لذَّة َ العيشِ وانقضتْ
بعمري فأيدي البينِ مدَّتْ لمدَّتي
وبانتْ فأمَّا حسنُ صبري فخانني
وأمّا جُفوني بالبكاءِ فوَفّتِ
فلمْ يرَ طرفي بعدها ما يسرني
فنَومي كصُبْحي حيثُ كانتْ مَسَرّتي
وقد سَخِنَت عَيْني عليها، كأنّها
بها لمْ تكنْ يوماً منَ الدَّهرِ قرَّتِ
فإنْسانُها مَيْتٌ، وَدَمعِيَ غُسْلُهَ،
وأكفانُهُ ما ابيَضّ، حُزناً، لِفُرقتي
فلِلعَينِ والأحشاء، أولَ هل أتى ،
تلا عائدي الآسي وثالثَ تبَّتِ
كأنَّا حلفنا للرَّقيبِ على الجفا
وأنْ لا وفا، لكِن حَنَثْتُ وَبرّتِ
وكانتْ مواثيقُ الإخاءِ أخيَّة ً
فلمَّا تفرَّقنا عقدتُ وحلَّتِ
وتَاللّهِ، لمْ أختَرْمَذَمّة َ غَدرِهَا،
وفاءً، وإنْ فاءتْ إلى خَترِ ذِمّتي
سَقى ، بالصّفا، الرَّبْعيُ، رَبعاًبه الصّفا،
وجادَ، بأجيادٍ، ثرى منهُ ثرْوتي
مُخَيَّمَ لَذاتي، وسوقَ مَآربي،
وَقٍبلة َآمالي، وموطِنَ صبْوَتي
منازلَ أنسٍ كنَّ لمْ أنسَ ذكرها
بمنْ بعدها والقربُ ناري وجنَّتي
وَمنْ أجْلِها حالي بها، وَأُجِلّها
عنِ المَنّ، مالم تَخْفَ، والسّقْمُ حُلّتي
غَرامي، بِشَعْبٍ عامرٍ شِعْبَ عامرٍ،
غريمي وإنْ جاروا فهمْ خيرُ جيرتي
ومنْ بعدها ماسرَّ سرِّي لبعدها
وقد قطَعَتْ مِنهارجائي بِخَيْبَتي
وما جزعي بالجزعِ عنْ عبثٍ ولا
بَدا وَلَعاً فيها، وُلُوعي بِلَوعَتي
على فائِتٍ من جَمعِ جَمعٍ تأسُّفي،
وودٍّ على وادي مخسَّرٍ حسرتي
وَبَسطٍ، طوى قَبضُ التنائي بِساطَهُ
لَنا بِطُوًى ولّى بأرْغَدِ عيِشَة ِ
أبيتُ بجَفْنٍ، للسُّهادِ، مُعانِقٍ،
تصافحُ صدري راحتي طولَ ليلتي
وَذِكْرُ أُويَقاتي، الّتي سَلَفَتْ بِها،
سَمِيريَ، لَو عادَت أُوَيقاتيَ الّتي
رعى اللهَ أياماً بظلٍّ جنابهَ
سرَقْتُ بها في غَفْلة ِ البيْنِ، لَذّتي
وَما دارَ هَجرُ البُعْدِ عنها بِخاطِري،
لديها بوصلِ القربِ في دار هجرتي
وقد كانَ عندي وصْلُها دوْنَ مَطلَبي،
فعادَ بمنى ِّ الهجرِ في القربِ قربتي
وكم راحة ٍ لي أقبلتْ حينَ أقبلتْ
ومِن راحتي، لمّا تَوَلّتْ، تَوَلّتِ
كأنْ لمْ أكنْ منها قريباً ولمْ أزلْ
بَعيداً، لأيٍّ ما له مِلْتُ ملّتِ
غرامي أقِم صبري انْصَرِم دمعي انسجِم
عدوّي احتكمْ دهري انتقمْ حاسدي اشمتِ
وياجلدي بعدَ النّقا لستَ مسعدي
ويا كبدي عزَّ الِّلقا فتفتتى
ولما أبتْ إلاّ جماحاً ودارها انـ
زاحاً وضنَّ الدَّهرُ منها بأوبة ِ
نيقَّنتُ أنْ لادارَ منْ بعدِ طيبة ٍ
تطيبُ وأنْ لا عزَّة ً بعدَ عزَّة ِ
سلامٌ على تِلكَ المعاهِدِ مِن فتى ً،
على حفظِ عهدِ العامريَّة ِ مافتي
أعدْ عندَ سمعي شاديَ القومِ ذكرَ منْ
بهجرَ لها والوصلِ جادت وضنَّتِ
تُضَمّنُهُ ماقُلتُ، والسّكْرُ مُعلنٌ
لسرِّى وما أخفتْ بصحوي سريرتي

قديم 09-20-2010, 07:45 AM
المشاركة 79
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
هلْ نارُ ليلى بَدت ليلاً بِذي سَلَمِ،



هلْ نارُ ليلى بَدت ليلاً بِذي سَلَمِ،
أمْ بارقٌ لاحَ في الزَّوراءِ فالعلمِ
أرواحَ نعمانَ هلاَّ نسمة ٌ سحراً
وماءَ وجرة َ هلاَّ نهلة ٌ بفمِ
يا سائقَ الظَّعنِ يطوي البيدَ معتسفاً
طيَّ السّجِلّ، بذاتِ الشّيحِ من إضَمِ
عُجْ بالحِمى يا رَعاكَ اللَّهُ، مُعتَمداً
خميلة َ الضَّالِ ذاتَ الرَّندِ والخزمِ
وقِفْ بِسِلْعٍ وسِلْ بالجزْعِ:هلْ مُطرَتْ
بالرَّقمتينِ أثيلاتٌ بمنسجمِ
ناشَدْتُكَ اللَّهَ إنْ جُزْتَ العَقيقَ ضُحًى
فاقْرَ السَّلامَ عليهِمْ، غيرَ مُحْتَشِمِ
وقُلْ تَرَكْتُ صَريعاً، في دِيارِكُمُ،
حيّاً كميِّتٍ يعيرُ السُّقمَ للسُّقمِ
فَمِنْ فُؤادي لَهيبٌ نابَ عنْ قَبَسٍ،
ومنْ جفوني دمعٌ فاضَ كالدِّيمِ
وهذهِ سنَّة ُ العشَّاقِ ما علقوا
بِشادِنٍ، فَخَلا عُضْوٌ منَ الألَمِ
يالائماً لا مني في حبِّهمْ سفهاً
كُفَّ المَلامَ، فلو أحبَبْتَ لمْ تَلُمِ
وحُرْمَة ِ الوَصْلِ، والوِدِّالعتيقِ، وبالـ
العهدِ الوثيقِ وما قدْ كانَ في القدمِ
ما حلتُ عنهمْ بسلوانٍ ولابدلٍ
ليسَ التَّبدُّلُ والسُّلوانُ منْ شيمي
ردُّوا الرُّقادَ لجفني علَّ طيفكمُ
بمضجعي زائرٌ في غفلة ِ الحلمِ
آهاً لأيّامنا بالخَيْفِ، لَو بَقِيَتْ
عشراً وواهاً عليها كيفَ لمْ تدمِ
هيهاتَ واأسفي لو كانَ ينفعني
أوْ كانَ يجدى على ما فات واندمي
عني إليكمْ ظباءَ المنحنى كرماً
عَهِدْتُ طَرْفيَ لم يَنْظُرْ لِغَيرِهِمِ
طوعاً لقاضٍ أتى في حُكمِهِ عَجَباً،
أفتى بسفكِ دمي في الحلِّ والحرمِ
أصَمَّ لم يَسمَعِ الشّكوَى ، وأبكمَ لم
يُحرْجواباً وعنْ حالِ المشوقِ عَمِي

قديم 09-20-2010, 07:46 AM
المشاركة 80
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ
( ابن الفارض )


هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ
فَما اختارَهُ مُضْنًى بهِ، ولهُ عَقْلُ
وعِشْ خالياً فالحبُّ راحتُهُ عناً
وأوّلُهُ سُقْمٌ، وآخِرُهُ قَتْلُ
ولكنْ لديَّ الموتُ فيه صبابة ً
حَياة ٌ لمَن أهوَى ، عليّ بها الفَضْلُ
نصحتُكَ علماً بالهوى والَّذي أرَى
مُخالفتي فاخترْ لنفسكَ ما يحلو
فإنْ شِئتَ أنْ تحيا سَعيداً، فَمُتْ بهِ
شَهيداً، وإلاّ فالغرامُ لَهُ أهْلُ
فَمَنْ لم يَمُتْ في حُبّهِ لم يَعِشْ بهِ،
ودونَ اجتِناءَالنّحلِ ما جنتِ النّحلُ
تمسّكْ بأذيالِ الهوى واخلعْ الحيا
وخلِّ سبيلَ النَّاسكينَ وإنْ جلُّوا
وقلْ لقتيلِ الحبِّ وفَّيتَ حقَّهُ
وللمدَّعي هيهاتَ مالكحلُ الكحلُ
تعرّضَ قومٌ للغرامِ، وأعرضوا،
بجانبهمْ عنْ صحّتي فيهِ واعتلُّوا
رَضُوا بالأماني، وَابتُلوا بحُظوظِهِم،
وخاضوا بحارَالحبّ، دعوَى ، فما ابتلّوا
فَهُمْ في السّرى لم يَبْرَحوا من مكانهم
وما ظَعنوا في السّيرِعنه، وقد كَلّوا
عن مَذهَبي، لمّا استَحَبّوا العمى على الـ
ـهُدى حَسَداً من عِندِ أنفُسِهم ضَلّوا
أحبَّة َ قلبي والمحبَّة ُ شافعي
لدَيكُمْ، إذا شِئتُمْ بها اتّصَل الحبلُ
عسَى عَطفَة ٌ منكُمْ عَليّ بنَظرَة ٍ،
فقدْ تعبتْ بيني وبينكمُ الرُّسلُ
أحبَّايَ أنتمْ أحسنَ الدَّهرُ أمْ أسا
فكونوا كما شئتمْ أنا ذلكَ الخلُّ
إذا كانَ حَظّي الهَجرَمنكم، ولم يكن
بِعادٌ، فذاكَ الهجرُ عندي هوَ الوَصْل
وما الصّدّ إلاّ الوُدّ، ما لم يكنْ قِلًى ،
وأصعبُ شئٍ غيرَ إعراضكمْ سهلُ
وتعذيبكمْ عذبٌ لديَّ وجوركمْ
عليَّ بما يقضي الهوى لكمُ عدلُ
وصبري صبرٌ عنكمْ وعليكمْ
أرى أبداً عندي مرارتهُ تحلو
أخذتمْ فؤادي وهوَ بعضي فما الَّذي
يَضَرّكُمُ لو كانَ عِندَكَمُ الكُلّ
نأيتمْ فغيرَ الدَّمعِ لمْ أرَ وافياً
سوى زفرة ٍ منْ حرِّ نارِ الجوى تغلو
فسهديَ حيٌّ في جفوني مخلَّدٌ
ونومي بها ميتٌ ودمعي لهُ غسلُ
هوى ً طلَّ ما بينَ الطُّلولِ دمي فمنْ
جُفوني جرى بالسّفحِ من سَفحِه وَبلُ
تبالَهَ قومي، إذ رأوني مُتَيّماً،
وقالوا يمنْ هذا الفتى مسَّهُ الخبلُ
وماذا عسى عنِّي يقالُ سوى غدا
بنعمٍ لهُ شغلٌ نعمْ لي لها شغلُ
وقالَ نِساءُ الحَيّ:عَنّا بذكرِ مَنْ
جفانا وبعدَ العزِّ لذَّ لهُ الذلُّ
إذا أنعَمَتْ نُعْمٌ عليّ بنَظرة ٍ،
فلا أسعدتْ سعدي ولا أجملتْ جملُ
وقد صَدِئَتْ عَيني بُرؤية ِ غَيرِها،
ولَثمُ جُفوني تُربَها للصَّدا يجلو
وقدْ علموا أنِّي قتيلُ لحاظها
فإنَّ لها في كلِّ جارحة ٍ نصلُ
حَديثي قَديمٌ في هواها، وما لَهُ،
كماعلمتْ بعدٌ وليسَ لها قبلُ
وما ليَ مِثلٌ في غَرامي بها، كمَا
فإن حَدّثوا عَنها، فكُلّي مَسامعٌ،
حرامٌ شفاسقمي لديها رضيتُ ما
بهِ قسمتْ لي في الهوى ودمي حلُّ
فحالي وإنْ ساءَتْفقد حَسُنَتْ بهِ
وما حطّ قدري في هواها به أعْلو
وعنوانُ ما فيها لقيتُ ومابهِ
شقيتُ وفي قولي اختصرتُ ولمْ أغلُ
خفيتُ ضنى ً حتَّى لقدْ ضلَّ عائدي
وكيفَ تَرى العُوّادُ مَن لا له ظِلّ
وما عثرَتْ عَينٌ على أثَري، ولم
تدعْ لي رسماً في الهوى الأعينُ النُّجلُ
ولي همَّة ٌ تعلو إذا ما ذكرتها
وروحٌ بذِكراها، إذا رَخُصَتْ، تغلُو
جَرَى حُبُّها مَجَرى دمي في مَفاصلي،
فأصبَحَ لي، عن كلّ شُغلٍ، بها شغلُ
فنافِس ببَذلِ النَّفسِ فيها أخا الهوَى ،
فإن قبلتها منكَ ياحبَّذا البذلُ
فمَن لم يجُدْ، في حُبِّ نُعْمٍ، بنفسِه،
ولو جادَ بالدّنيا، إليهِ انتهَى البُخلُ
ولولا مراعاة ُ الصِّيانة ِ غيرة ً
ولو كثروا أهل الصَّبابة ِ أو قلُّوا
لقُلتُ لِعُشّاقِ الملاحة ِ:أقبِلوا
إليها، على رأيي، وعن غيرِها ولّوا
وإنْ ذكرتْ يوماً فخرُّوا لذكرها
سجوداً وإنْ لاحتْ إلى وجهها صلُّوا
وفي حبّها بِعتُ السّعادة َ بالشّقا
ضلالاً وعقلي عنْ هدايَ بهِ عقلُ
وقُلتُ لرُشْدي والتّنَسكِ، والتّقَى :
تخَلَّوا، وما بَيني وبَينَ الهوَى خَلّوا
وفرغتُ قلبي عنْ وجودي مخلصاً
لَعَلّيَ في شُغلي بها، مَعَها أخلو
ومِن أجلِها أسعى لِمَنْ بَينَنا سَعى ،
وأغدو ولا أعدو لمنْ دأبهُ العذلُ
فأرتاحُ للواشينَ بيني وبينها
لتَعْلَمَ ماألقَى ، وما عندَها جَهلُ
وأصبو إلى العذّال، حُبّاً لذكرِها،
كأنّهُمُ، مابينَنا في الهوى رُسلُ
وكُلّيَ، إن حَدّثتُهُمْ، ألسُنٌ تَتلو
تَخالَفَتِ الأقوالُ فينا، تبايُناً،
برَجْمِ ظُنونٍ بَينَنا، ما لها أصلُ
فشَنّعَ قومٌ بالوِصالِ، ولم تَصِل،
وأرجفَ بالسِّلوانِ قومٌ ولمْ أسلُ
فما صدَّقَ التَّشنيعُ عنها لشقوتي
وقد كذبَتْ عني الأراجيفُ والنّقْلُ
وكيفَ أرجّي وَصْلَ مَنْ لو تَصَوّرَتْ
حماها المنى وهماً لضاقتْ بها السُّبلُ
وإن وَعدَتْ لم يَلحَقِ الفِعلُ قَوْلها ؛
وإنْ أوعدتْ فالقولُ يسبقهُ الفعلُ
عِديني بِوَصلٍ، وامطُلي بِنَجازِهِ،
فعندي إذا صحَّ الهوى حسنَ المطلُ
وَحُرْمة ِ عَهْدٍ بينَنا، عنه لم أحُلْ،
وعَقدٍ بأيدٍ بينَنا، ما له حَلُ
لأنتِ، على غَيظِ النّوى ورِضَى الهَوَى ،
لديَّ وقلبي ساعة ً منكِ ما يخلو
ترى مقلتي يوماً ترى منْ أحبُّهمْ
ويَعتِبُني دَهْري، ويَجتمِعُ الشَّملُ
وما برحوا معنى ً أراهمْ معي فإنْ
نأوا صورة ً في الذِّهنِ قامَ لهمْ شكلُ
فهمْ نصبَ عيني ظاهراً حيثما سروا
وهمْ في فؤادي باطناً أينما حلُّوا
لهمْ أبداًَ منِّي حنوٌّ وإنْ جفوا
ولي أبداً ميلٌ إلَيهِمْ، وإنْ مَلّوا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: شيخ العاشقين وسلطانهم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الخبز عند العاشقين شفاه! محمد حمدي غانم منبر الشعر العمودي 0 05-08-2023 10:42 AM
آه ياليلي ياليل العاشقين احمد سليم العيسى منبر البوح الهادئ 123 12-13-2015 02:30 AM
ياليل العاشقين .... يا ليل البوح ...الأمي العربي الغضبان احمد سليم العيسى منبر البوح الهادئ 203 12-13-2015 02:10 AM
عذاب العاشقين ... اماني سعيد منبر البوح الهادئ 3 07-17-2012 09:07 PM
أحلام العاشقين فكري محمد منبر البوح الهادئ 6 03-14-2012 12:41 AM

الساعة الآن 10:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.