احصائيات

الردود
13

المشاهدات
23901
 
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6


ناريمان الشريف will become famous soon enoughناريمان الشريف will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
25,777

+التقييم
4.50

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6405
09-18-2010, 11:37 AM
المشاركة 1
09-18-2010, 11:37 AM
المشاركة 1
افتراضي من روائع أحمد شوقي ( أمير الشعراء )
نبذة مختصرة عن حياة الشاعر:
++++++++++++++++

ولد فى القاهرة عام 1868 م فى أسرة موسرة متصلة بقصر الخديوي
أخذته جدته لأمه من المهد ، وكفلته لوالديه
حين بلغ الرابعة من عمره ، أدخل كتاب الشيخ صالح – بحى السيدة زينب – ثم مدرسة المبتديان الابتدائية ، فالمدرسة التجهيزية ( الثانوية ) حيث حصل على المجانية كمكافأة على تفوقه
حين أتم دراسته الثانوية دخل مدرسة الحقوق ، وبعد أن درس بها عامين حصل بعدها على الشهادة النهائية فى الترجمة
ما أن نال شوقي شهادته حتى عينه الخديوي فى خاصته ، ثم أوفده بعد عام لدراسة الحقوق فى فرنسا ، حيث أقام فيها ثلاثة أعوام ، حصل بعدها على الشهادة النهائية فى 18 يوليه 1893 م
أمره الخديوي أن يبقى فى باريس ستة أشهر أخرى للإطلاع على ثقافتها وفنونها

عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة 1894 م فضمه توفيق إلى حاشيته
سافر إلى جنيف ممثلاً لمصر فى مؤتمر المستشرقين
لما مات توفيق وولى عباس ، كان شوقي شاعره المقرب وأنيس مجلسه ورفيق رحلاته
أصدر الجزء الأول من الشوقيات – الذي يحمل تاريخ سنة 1898 م – وتاريخ صدوره الحقيقي سنة1890 م
نفاه الإنجليز إلى الأندلس سنة 1914 م بعد أن اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى ، وفرض الإنجليز حمايتهم على مصر
1920 م

عاد من المنفى فى أوائل سنة 1920 م
بويعأميراًللشعراءسنة 1927 م
أنتج فى أخريات سنوات حياته مسرحياته وأهمها : مصرع كليوباترا ، ومجنون ليلى ، قمبيز ، وعلى بك الكبير
توفى شوقي فى 14 أكتوبر 1932 م مخلفاً للأمة العربية تراثاً شعرياً خالداً







تمثال أحمد شوقي بإيطاليا
أحمد شوقي بك هو شاعرمصري من مواليد القاهرة عام 1868 لاب كردي و أم تركية و كانت جدته لأبيه شركسية و جدته لأمه يونانية، دخل مدرسة "المبتديان" و أنهى الابتدائية و الثانوية بإتمامه الخامسة عشرة من عمره ، فالتحق بمدرسة الحقوق ، ثم بمدرسة الترجمة ثم سافر ليدرس الحقوق في فرنسا على نفقة الخديوي توفيق بن إسماعيل . لقب بأمير الشعراء في سنة 1927 و توفي في 23 أكتوبر1932، خلد في إيطاليا بنصب تمثال له في إحدى حدائق روما، و هو أول شاعر يصنف في المسرح الشعري.
من شعره

في ذي الجفونِ صوارمُ الأَقدار
انتحار الطلبة
اليوم نَسود بوادينا
حُسامُك من سقراطَ في الخطب أَخْطَبُ
قلَّدتُه المأْثورَ من أَمداحي؟




....يتبع


قديم 09-18-2010, 11:43 AM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
من أشهر قصائده قصيدة نهج البردة التي نظمها في مدح النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ومطلعها:
ريم على القاع بين البان والعلَم *** أحَل سفكْكَ دمى في الأشهر الحُرُم

ومثال من قصائده القصيرة التي تخرج عن عادة شعر العرب لذا سميت بالشوقيات:
سقط الحمار من السفينة في الدجى ***فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى إذا طـلـع النـهـار أتت به*** نحو الســفينة موجة تتقدم
قـالــت خذوه كما أتاني سـالما*** لم ابتلـعـه لأنـه لا يهضم

ومن شعره ايضاً :
خدعوها بقولهم حسناء*** والغواني يغرهن الثناء
أتراها تناست اسمي لما ***كثرت في غرامها الأسماء
إن رأتني تميل عني كأن لم*** تكن بيني وبينها أشياء
نظرة فابتسامة فسلام *** فكلام فـوعد فلقــــاء
يوم كنا ولا تسل كيف ***كنا نتهادى من الهوا ما نشاء
وعلينا من العفاف رقيب*** تعبت في مراسه الأهواء
جاذبتني ثوب العصي وقالت*** أنتم الناس أيها الشعراء
فاتقوا الله في قلوب العذارى*** فالعذارى قلوبهن هواء

مثال آخر من نثره :
قف حي شبان الحمى: "نظمها في الطلاب المصريين الذين يطلبون العلم في أوروبا"

قف حـي شبان الحمـى قبـل الرحيـل بقافيـــه
عودتهم أمثالهـــــا في الصالحـات الباقيــه
من كل ذات إشـــارة ليسـت عليـهم بخافيــه
قل ياشباب نصيحـــة ممـا يـزود غاليــــه
هل راعكم أن رس في الكنـانة خاويـه
هجرت فكل خليــــة من كل شهـد خاليـــه
وتعطلت هالاتهــــا منكـم وكانت حاليـــه
غدت السياسة وهــى آ مرة عليـها ناهيــــه
فهجرتمو الوطن العــز يز إلى البلاد القاصيــه


له آثار منهم :
· ديوان "الشوقيات" الشعري - من أربعة اجزاء.
· مسرحية "مصرع كليوبترا"
· مسرحية "مجنون ليلى"
· مسرحية "قمبيز"
· مسرحية "علي بك الكبير"
· مسرحية "عنترة"
· ملهاة "الست هدى"
· رواية "عذراء الهند"



.... يتبع

قديم 09-18-2010, 11:43 AM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


فى عام 1932 رحل شوقي عن دنيانا ، وقد كان شوقي يخشى الموت،
ويفزع منه شديد الفزع ، كان يخاف ركوب الطائرة، ويرفض أن يضع ربطة العنق لأنها تذكره بالمشنقة ،
وكان ينتظر طويلا قبل أن يقرر عبور الشارع ، لأنه كان يشعر أن سيارة ستصدمه فى يوم من الأيام ، وتحققت نبوءته ،
وصدمته سيارة فى لبنان ، وهو جالس فى سيارته ، ونجا من الموت بأعجوبة . كما كان يخاف المرض ،
ولا يرى صيفا أو شتاءا إلا مرتديا ملابسه الكاملة وكان يرتدى الملابس الصوفية فى الشتاء والصيف على السواء .
وعندما مات الإمام الشيخ محمد عبده سنة 1905 م ، وقف على القبر سبعة من الشعراء يلقون قصائدهم ،
أرسل شوقي ثلاثة أبيات لتلقى على قبر الإمام ، يقول فيها:
مفسـر أي اللـه بالأمس بيننـا قـم الـيوم فسر للـورى آية الموت
رحمت ، مصير العالمين كما ترى وكل هـناء أو عزاء إلى فـوت
هـو الدهـر مـيلاد فشغل فماتـم فذكر كما اتقى الصدى ذاهب الصوت



وكان أول الشعراء الذين القوا قصائدهم حفني ناصف ، واخرهم حافظ إبراهيم ، ثم أنشدت أبيات شوقي بعد ذلك .
وحدث أن تنبأ أحد الأدباء : بان هؤلاء الشعراء سيموتون بحسب ترتيب إلقائهم لقصائدهم ،
وبالفعل كان حفني ناصف أول من فقد من هؤلاء الشعراء ثم تتابع رحيلهم بحسب ترتيب إلقاء قصائدهم على قبر الأمام ،
وكان حافظ آخر من مات ، أيقن شوقي أن اجله قد قرب فاغتنم وحزن.. وسافر إلى الإسكندرية ، كأنما يهرب من المصير المحتوم … ولكن هيهات ..
فقد مات شوقي فى نفس العام الذي مات فيه حافظ ، وكان قد نظم قبل وفاته وصيه جاء فيها :
ولا تلقـوا الصخـور على قـبرى
ألـم يكف همـا فى الحـياة حملته
فاحمله بعد الموت صخراً على صخر

قديم 09-18-2010, 11:46 AM
المشاركة 4
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
آل زغلولَ، حَسْبُكم من عزاءٍ



آل زغلولَ، حَسْبُكم من عزاءٍ
سُنَّة ُ الموتِ في النَّبِيِّ وآلِه
في خلالِ الخطوبِ ما راع إلا
أنها دون صبركم وجماله
حمل الرزءَ عنكمُ في سعيدٍ
قد دهاه من فقده ما دهاكم
وبكى ما يكيتم من خلاله
فكما كان ذخركم ومناكم
كان من ذخره ومن آماله
ليت من فكَّ أسركم لم يكله
للمنايا تمدُّه في اعتقاله
حجبتْ من ربيعه ما رجوتم
وطوَتْ رحلة العُلا من هلاله
آنستْ صحة ً فمرت عليها
وتخطَّتْ شبابه لم تباله
إنما مِنْ كِتابِه يُتَوَفَّى المر
ءُ، لا من شبابه واكتهاله
لست تدري الحِمامُ بالغاب هل حا
مَ على اللَّيْثِ، أَم على أَشباله
يا سعيدُ اتَّئِدْ، ورِفْقاً بشيخٍ
والهٍ من لواعج الثكل واله
ما كفاه نوائب الحقِّ حتى
زِدْتَ في هَمِّه وفي إشغاله
فَجأَ الدهرُ، فاقتضبْتُ القوافي
من فجاءاته وخطفِ ارتجاله
قمْ فشاهدْ لو استطعتَ قياماً
حَسرَة الشعرِ، والْتِياعَ خياله
كان لي منك في المجامع راوٍ
عجَزَ ابنُ الحسين عن أَمثاله
فطنٌ للصَّحاح من لؤلؤ القو
لِ، وأدرى بهنّ منْ لآله
لم يَكُنْ في غُلُوِّهِ ضيق الصَّد
رِ، ولا كان عاجزاً في اعتداله
لا يُعادي، ويُتَّقى أَن يُعادَى
ويُخلِّي سبيلَ منْ لم يُواله
فامْضِ في ذمة ِ الشبابِ نقيّاً
طاهراً ما ثَنيت من أَذياله
إنّ للعصر والحياة ِ لَلُؤماً
لستَ مِنْ أَهلِه ولا مِنْ مَجاله
صانكَ اللهُ من فسادِ زمانٍ
دَنَّسَ اللؤمُ مِن ثيابِ رِجاله
سيقولون: ما رثاه على الفضـ
ـل، ولكنْ رَثاه زُلفَى لخاله
أيهم منْ أتى برأس كليبٍ
أَو شَفَى القُطْرَ من عَياءِ احتلاله؟
ليس بيني وبين خالِكَ إلا
أنني ما حييتُ في إجلاله
أَتمنَّى لمصرَ أَن يَجرِيَ الخيـ
ـرُ لها مِنْ يَمينِه وشِماله
لسْتُ أَرجوه كالرجال لصَيْدٍ
من حرامِ انتخابهم أو حلاله
كيف أرجو يا أبا سعيدٍ لشيءٍ
كان يُقْضَى بكُفره وضلاله؟!
هو أَهلٌ لأَنْ يرُدَّ لقومي
أَمْرَهم في حقيقة استقلاله
وأنا المرءُ لم أرَ الحقَّ إلا
كنتُ من حزبه ومن عمَّاله
ربَّ حرٍّ صنعتُ فيه ثناءً
عجزَ الناحتون عن تمثاله


.... يتبع

قديم 09-18-2010, 11:47 AM
المشاركة 5
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبو الحصينِ جالَ في السفينهْ



أبو الحصينِ جالَ في السفينهْ
فعرفَ السمينَ والسمينه
يقولُ: إنّ حاله استحالا
وإنّ ما كان قديماً زالا
لكونِ ما حلَّ من المصائبِ
من غضبِ اللهِ على الثعالبِ
ويغلظُ الأيمانَ للديوكِ
لِما عَسَى يَبقى من الشكوك
بأَنهمْ إن نَزَلوا في الأَرضِ
يَرَوْنَ منه كلَّ شيءٍ يُرْضِي
قيل: فلمّا تركوا السفينه
مشى مع السمينِ والسمينه
حتى إذا نصفوا الطريقا
لم يبقِ منهمْ حولهُ رفيقا
وقال: إذْ قالوا عَديمُ الدِّينِ
لا عَجَبٌ إن حَنَثَتْ يَميني
فإنما نحن بَني الدَّهاءِ
نَعْمَلُ في الشِّدّة ِ للرَّخاءِ
ومَنْ تخاف أَن يَبيعَ دينَهْ
تَكفيكَ منه صُحْبَة ُ السفينه!



.... يتبع

قديم 09-18-2010, 11:48 AM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أحقُّ أنهم دفنوا عليَّا


أحقُّ أنهم دفنوا عليَّا
وحطُّوا في الثرى المرءَ الزكيّا؟
فما تركوا من الأَخلاق سَمْحاً
على وجه التراب، ولا رضيَّا؟
مضوا بالضاحك الماضي وألقوا
إلى الحُفَر الخَفيفَ السَّمْهَرِيَّا
فَمَنْ عَوْنُ اللغاتِ على مُلِمٍّ
أصاب فصيحها والأعجميَّا؟
لقد فقدتْ مصرفها حنيناً
وبات مكانُه منها خَلِيَّا
ومن ينظرْ يرَ الفسطاطَ تبكي
بفائضة ٍ من العَبَرَاتِ رِيَّا
أَلم يَمْشِ الثرى قِحَة ً عليها
وكان رِكابُها نحوَ الثُّرَيّا؟
فنَقَّبَ عن مواضعها عَلِيٌّ
فجَدَّدَ دارساً، وجَلا خَفِيّا
ولولا جُهْدُهُ احتجَبَتْ رُسوماً
فلا دمناً تريكَ لا نؤيَّا
تلفَّتَتِ الفنونُ وقد تَوَلَّى
فلم تجد النصيرَ ولا الوليّا
سَلوا الآثارَ: مَنْ يَغدو يُغالي
بها، ويروحُ مُحتفِظاً حَفِيَّا؟
ويُنْزِلُها الرُّفوفَ كجوهريٍّ
يصففُ في خزائنها الحليَّا؟
وما جهلَ العتيقَ الحرَّ منها
ولا غَبِيَ المُقَلّدَ والدَّعِيَّا
فتى ً عاف المشاربَ من دنايا
وصان عن القَذَى ماءَ المُحَيَّا
أبيُّ النفسِ في زمنٍ إذا ما
عَجَمْتَ بنيهِ لم تجِدِ الأَبِيَّا
تعوّدَ أن يراه الناس رأساً
وليس يرونه الذنبَ الدنيَّا
وَجَدْتُ العلمَ لا يبني نُفُوساً
ولا يغني عن الأخلاقِ شيَّا
ولم أَر في السلاح أَضلَّ حَدّاً
مِنَ الأَخلاق إنْ صَحِبَتْ غَوِيَّا
همَا كالسيف، لا تنصفهُ يفسدْ
عليكَ، وخُذْهُ مُكتمِلاً سَوِيَّا
غديرٌ أَترعَ الأَوطانَ خيراً
وإن لم تمتلىء منه دويَّا
وقد تأتي الجداولُ في خشوعٍ
بما قد يعجزُ السَّيلَ الأتيَّا
حياة ُ مُعَلِّمٍ طفِئَتْ، وكانتْ
سراجاً يعجبُ الساري وضيَّا
سبقتُ القابسين إلى سَناها
ورحتُ بنورها أحبو صبيَّا
أخذتُ على أريبٍ ألمعيٍّ
ومَنْ لكَ بالمعلِّم أَلْمَعِيَّا؟
ورب معلِّمٍ تلقاه فظَّا
غليظ القلبِ أَو فَدْماً غَبيّا
إذا انتدب البنون لها سيوفاً
من الميلاد ردَّهُمُ عِصيَّا
إذا رشد المعلمُ خلوا وفاقوا
إلى الحرية کنساقُوا هديَّا
أناروا ظلمة َ الدنيا، وكانوا
وإن هو ضَلَّ كان السامِريَّا
أرقتُ وما نسيتُ بناتِ يومٍ
على «المطريّة » کندَفعَتْ بُكيّا
بكَتْ وتأَوَّهَتْ، فَوَهِمْتُ شَرّاً
وقبلي داخل الوهمُ الذَّكيا
قلبتُ لها الحذيَّ، وكان مني
ضلالاً أَن قلبتُ لها الحذيَّا
زعمتُ الغيبَ خلفَ لسانِ طيرٍ
جَهِلْتُ لسانَه فزعَمْتُ غيّا
أصاب الغيبَ عند الطير قومٌ
وصار البومُ بينهم نَبيّا
إذا غَنّاهمُ وجدوا سَطِيحاً
على فمه، وأفعى الجرهميَّا
رمى الغربانُ شيخَ تَنُوخَ قبلي
وراش من الطويل لها دَوِيَّا
نجا من ناجذيْهِ كلُّ لحمٍ
وغُودِرَ لحمهُنَّ به شَقِيَّا
نَعَسْتُ فما وجدتُ الغَمْضَ حتى
نَفَضْتُ على المَنَاحَة ِ مُقْلَتَيّا
فقلتُ: نذيرة ٌ وبلاغُ صدق
وحقٌّ لم يفاجىء مسمعيَّا
ولكنَّ الذي بكتِ البواكي
خليلٌ عزَّ مصرعه عليَّا
ومَن يُفجَعْ بِحُرٍّ عبقريٍّ
يجدْ ظلمَ المنيّة ِ عبقريَّا
ومن تَتراخَ مُدَّتُه فيُكثِرْ
من الأَحبابِ لا يُحْصِي النَّعِيَّا
أخي، أقبلْ عليَّ من المنايا
وهاتِ حديثك العذبَ الشهيَّا
فلم أَعدِم إذا ما الدُّورُ نامت
سميراً بالمقابر أَو نَجِيّا
يُذكِّرني الدُّجَى لِدَة ً حَمِيماً
هنالكَ باتَ، أو خلاًّ وفيَّا
نَشَدْتُكَ بالمنيّة وهْيَ حقٌّ
أَلم يَكُ زُخْرُفُ الدنيا فَرِيَّا
عَرفْتَ الموتَ معنى ً بعد لفظٍ
تكَّلمْ، وأكشفِ المعنى الخبيَّا
أتاك من الحياة الموتُ فانظرْ
أَكنتَ تموت لو لم تُلْفَ حَيَّا؟
وللأشياءِ أضدادٌ إليها
تصير إذا صَبَرْتَ لها مَليَّا
ومنقلبُ النجومِ إلى سكونِ
من الدَّوَرانِ يَطويهنّ طيَّا
فخبِّرني عن الماضين؛ إني
شددتُ الرحلَ أنتظرُ المضيَّا
وصفْ لي منزلاً حملوا إليه
وما لمحوا الطريقَ ولا المُطِيّا
وكيف أَتى الغنيُّ له فقيراً
وكيف ثوى الفقير به غنيَّا؟
لقد لَبِسوا له الأَزياءَ شتَّى
فلم يقبل سوى التَّجريدِ زِيَّا
سواءٌ فيه مَنْ وافى نهاراً
ومنْ قذف اليهودُ به عشيَّا
ومنْ قطع الحياة صداً وجوعاً
ومنْ مرتْ به شبعاً وريَّا
ومَيْتٌ ضَجَّتِ الدنيا عليه
وآخرُ ما تحسنُّ له نعيَّا



.... يتبع

قديم 09-18-2010, 11:48 AM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أخذتْ نعشكِ مصرُ باليمينْ



أخذتْ نعشكِ مصرُ باليمينْ
وحوته من يد الرُّوح الأمينْ
لَقِيَتْ طُهْرَ بَقاياكِ كما
لَقِيَتْ يَثْرِبُ أُمَّ المؤمنين
في سواديها، وفي أحشائها
ووراءِ النَّحر من حبلِ الوتين
خرَجَتْ من قصرِكِ الباكي، إلى
رملة ِ الثغر، إلى القصرِ الحزين
أخذتْ بينَ اليتامى مذهباً
ومَشتْ في عَبَراتِ البائسين
ورَمتْ طَرْفاً إلى البحرِ ترى
من وراء الدمعِ أسرابَ السفين
فبدتْ جارية ٌ في حضنها
فننُ الوردِ وفرغُ الياسمين
وعلى جُؤْجُئِها نورُ الهدى
وعلى سكَّانها نورُ اليقين
حملتْ من شاطئي مرمرة ٍ
جوهرَ السُّؤددِ والكنزَ الثمين
وطَوَتْ بحراً ببحرٍ، وجَرَت
في الأحاج الملحِ بالعذب المعين
واستقلتْ درة ً كانت سنى
وسناءً في جباه المالكين
ذهَبَتْ عن عِلْيَة ٍ صِيدٍ، وعن
خرَّدٍ من خفزات البيتِ عين
والتقياتُ بناتُ المتقي
والآميناتُ بنيَّاتُ الأمين
لبستْ في مطلعِ العزِّ الضُّحى
ونضته كالشموس الآفلين
يدها بانية ٌ غارسة ٌ
كَيدِ الشمسِ وإن غاب الجبين
رَبّة العَرشَيْنِ في دولتها
قد رَكِبْتِ اليومَ عرشَ العالَمين
أُضْجِعَتْ قبلَكِ فيه مريمٌ
وتوارى بنساء المرسلين
إنه رحلُ الأواني شدَّهُ
لهمُ آدمُ رسلِ الآخرين
إخْلَعي الأَلقابَ إلا لقباً
عبقرياً، هو أمُّ المحسنين
ودَعِي المالَ يَسِرْ سُنَّتَه
يمضِ عن قومٍ لأيدي آخرين
واقْذِفي بالهمّ في وَجه الثَّرى
واطرحي من حالقٍ عبءَ السنين
واسخري من شانِىء ٍ أَو شامتٍ
ليس بالمخطيءِ يومُ الشامتين
وتعزّي عن عوادي دولة ٍ
لم تَدُمْ في وَلَدٍ أَو في قَرين
وازهدِي في موكبٍ لو شِئتِه
لتغطّى وَجهُها بالدارعين
ما الذي ردَّ على أصحابه؟
ليس يُحيي مَوكبُ الدّفنِ الدفين
رُبَّ محمولٍ على المِدفع ما
مَنَعَ الحَوْضَ، ولا حاط العَرين
باطلٌ من أُممٍ مَخدوعة ٍ
يَتحدَّوْنَ به الحقَّ المبين
في فروقٍ وربها مأتمٌ
ذرفتْ آماقها فيه العيون
قام فيها، من عَقِيلات الحِمى
مَلأٌ بُدِّلْنَ مِنْ عِزٍّ بهُون
أُسَرٌ مالت بها الدنيا، فلم
تَلْقَ إلا عندكِ الركنَ الركين
قد جلا بيبكُ من حاتمه
ومن الكاسين فيه الطاعمين
طارت النعمة ُ عن أيكته
وانقضى ما كان من خَفضٍ ولِين
اليتامى نوحٌ ناحية ً
والمساكينُ يمدُّونَ الرنين
دولة ٌ مالت، وسُلطانٌ خلا
دوولتْ نعماهُ بينَ الأقربين
مُنهضُ الشرقِ عَليٌّ لم يزل
من بينه سيِّدٌ في عابدين
يصلحُ اللهُ به ما أفسدتْ
فَتَرَاتُ الدهر من دنيا ودين
أمَّ عباسٍ، ومالي لم أقلْ:
أمَّ مصرٍ من بناتٍ وبنين؟
كنتِ كالورد لهم، واستقبلوا
دولة َ الرَّيْحانِ حيناً بعدَ حِين
فيقال: الأُمُّ في موكبها
ويقالُ: الحرمُ العالي المصون
العفيفيُّ عفافٌ وهُدى ً
كالبقيعِ الطُّهرِ ضمّ الطاهرين
ادخلي الجنّة من رَوْضتِه
إنّ فيها غرفة ً للصابرين



.... يتبع

قديم 09-18-2010, 11:49 AM
المشاركة 8
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أذعنَ للحسن عصيُّ العنانْ



أذعنَ للحسن عصيُّ العنانْ
وحاولتْ عيناك أمراً فكان
يعيش جفناك لبَثِّ المُنى
أو الأسى في قلب راجٍ وعان
يا مسرفاً في التيه ما ينتهي
أخاف أن يفنى علينا الزمان
ويا كثيرَ الدَّلّ في عزه
لا تنس لي عزِّي قُبَيْلَ الهَوان
ويا شديد العجبِ ، مهلاً ، فما
مِنْ مُنكرٍ أَنك زينُ الحِسان


....يتبع

قديم 09-18-2010, 12:00 PM
المشاركة 9
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرأيت زينَ العابدينَ مجهزاً



أرأيت زينَ العابدينَ مجهزاً
نقلوه نقل الورد من محرابه
من دار توأمهِ وصنوِ حياته
والأولِ المألوفِ من أترابه
ساروا به من باطلِ الدنيا إلى
بُحْبوحَة ِ الحقِّ المبينِ وغابِه
ومضوا به لسبيل آدمَ قبله
ومصاير الأقوامِ من أعقابه
تحنو السماءُ على زكيِّ سريره
ويمسُّ جيدَ الأرضِ طيبُ ركابه
وتطيبُ هامُ الحاملين وراحهم
من طِيب مَحْمِلِه، وطِيبِ ثيابه
وكأنَّ مصرَ بجانبيهِ ربوة ٌ
آذارُ آذنها بوَشْكِ ذَهابه
ويكاد من طربٍ لعادته الندى
ينسلُّ للفقراءِ من أثوابه
الطيبُ ابنُ الطيبين، وربما
نضح الفتى فأَبان عن أَحسابه
والمؤمنُ المعصومُ في أَخلاقه
من كل شائنة ٍ، وفي آدابه
أَبداً يراه الله في غَلسِ الدُّجَى
من صحنِ مسجده، وحول كتابه
ويرى اليتامى لائذين بظله
ويرى الأراملَ يعتصمنَ ببابه
ويراه قد أدى الحقوقَ جميعها
لم يَنْسَ منها غيرَ حقِّ شبابه
أدّى من المعروف حصة َ أهلهِ
وقضى من الأحساب حقَّ صحابه
مهويشُ، أين أبوكَ؟ هل ذهبوا به
قد وكَّل الله الكريمَ وعَيْنَه
بكِ، فاحسبيه على كريم رحابه
ودَعي البُكا، يكفيه ما حَمَّلْتِه
من دمعكِ الشاكي، ومن تسكابه
ولقد شربتِ بحادث يا طالما
شربَتْ بناتُ العالمين بِصَابه
كلُّ امرىء ٍ غادٍ على عوّاده
وسؤالهم: ما حاله؟ ماذا به؟
والمرءُ في طلب الحياة ِ طويلة ً
وخطى المنية ِ من وراءِ طلابه؟
في برِّ عَمِّكِ ما يقوم مكانَه
في عطفه، وحنانه، ودعابه
إسكندرية ُ، كيف صبركِ عن فتى ً
الصبرُ لم يُخلق لمثل مُصابه
عطلتْ سماؤك من بريق سحابها
وخَبا فَضاؤكِ من شُعاع شِهابه
زينُ الشبابِ قضى ، ولم تتزودي
منه، ولم تتمتَّعي بقَرابه
قد نابَ عنكِ، فكان أصدقَ نائبٍ
والشعْبُ يَهْوَى الصِّدق في نُوّابه
أَعلمتِه اتَّخذ الأَمانة َ مَرَّة ً
سبباً يبلغه إلى آرابه؟
لو عاش كان مؤملاً لمواقفٍ
يرجوا لها الوادي كرامَ شبابه
يجلوا على الألبابِ همّة َ فكره
ويناولُ الأسماعَ سحرَ خطابه
ويفي كديدنهِ بحقٍّ بلاده
ويفي بعهد المسلمين كدابه
تَقْواكَ إسماعيلُ؛ كلُّ عَلاقة ٍ
سيبتها الدهرُ العضوضُ بنابه
إنَّ الذي ذقتَ العشية َ فقده
بِتَّ الليالي مُوجَعاً لعذابه
فارقتَ صنوكَ مرتين، فلاقهِ
في عالم الذكرى وبين شعابه
من عادة الذكرى تردُّ من النوى
من لا يدينِ لنا بطيِّ غيابه
حُلمٌ كأَحلام الكَرَى وسِناتِه
مُسْتَعْذَبٌ في صدقه وكِذابه
اسكُبْ دُموعَكَ لا أَقول: اسْتَبْقِها
فأخو الهوى يبكي على أحبابه



..... يتبع

قديم 09-18-2010, 12:01 PM
المشاركة 10
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرى شجراً في السماء احتجبْ



أرى شجراً في السماء احتجبْ
وشقّ العَنانَ بمَرْأَى عَجبْ
مآذنُ قامت هنا أو هناكَ
ظواهرها درجٌ من شذب
وليس يؤذِّنُ فيها الرجالُ
ولكن تصبح عليها الغرب
وباسقة ٍ من بناتِ الرمالِ
نَمتْ ورَبتْ في ظلالِ الكُثُب
كسارية ِ الفُلْكِ، أَو كالمِسـ
ـلَّة ِ، أَو كالفَنارِ وراءَ العَبَب
تطولُ وتقصرُ خلفَ الكثيبِ
إذا الريحُ جاءَ به أَو ذهب
تُخالُ إذا اتَّقدَتْ في الضُّحَى
وجرَّ الأصيلُ عليها اللهب
وطافَ عليها شعاع النهارِ
من الصحوِ، أو منْ حواشي السحب
وصيفة َ فرعونَ في ساحة ٍ
من القصر واقفة ً ترتقب
قد اعتصبتْ بفصوص العقيقِ
مُفصَّلة ً بِشُذورِ الذهب
وناطتْ قلائدَ مَرْجانِها
على الصدر، واتَّشَحَتْ بالقَصَب
وشَدَّتْ على ساقِها مِئْزَراً
تعقَّدَ من رأسها للذنب
أهذا هو النخلُ ملكُ الرياضِ
أَميرُ الحقولِ، عروسُ العزب؟
طعامُ الفقيرِ، وحَلوَى الغَنيِّ
وزادُ المسافِر والمُغْتَرِب؟
فيا نخلة َ الرملِ، لم تبخلي
ولا قصَّرتْ نخلاتُ الترب
وأعجبُ: كيف طوى ذكركنَّ
ولم يحتفلْ شعراءُ العرب؟!
أليس حراماً خلوُّ القصا
ئدِ من وصفكنّ، وعطلُ الكتب؟
وأنتنّ في الهاجراتِ الظِّلالُ
كأَنّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب
وأنتنّ في البيد شاة ُ المعيلِ
جناها بجانبِ أخرى حلبَ
وأنتنّ في عرصاتِ القصورِ
حسانُ الدُّمى الزائناتُ الرّحب
جناكنّ كالكرمِ شتى المذاقِ
وكالشَّهدِ في كل لون يُحَبّ



....يتبع


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من روائع أحمد شوقي ( أمير الشعراء )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جبلُ التوباد .. أمير الشعراء ثريا نبوي منبر ديوان العرب 2 02-13-2022 09:18 PM
ولد الهدى / أحمد شوقي مؤسسة عكاظ للتدقيق منبر ديوان العرب 3 02-14-2021 01:21 PM
أمير الشعراء وقاعدة الأفعال الخمسة محمد جاد الزغبي منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 07-12-2011 07:35 PM
من روائع الشاعر احمد شوقي هند طاهر منبر ديوان العرب 2 01-04-2011 08:22 PM
مختارات من شعر أحمد شوقي ريم بدر الدين منبر ديوان العرب 11 09-11-2010 05:01 PM

الساعة الآن 01:58 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.