قديم 05-19-2013, 08:05 AM
المشاركة 421
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع... العناصر التي شكلت الروعة في رواية:-10- فرانكشتاين،للمؤلفة ماري شيللي.


- ولدت ماري شللي يوم 30 أوت 1797 وكانت ابنة ل” أعظم شخصيتين في زمانهما ” فيلسوفين متشبعين بالروح التقدمية وداعيتين للحب المتحرر ماري ولسترونكرافت والدتها امرأة مفتوحة الشراع محمولة بعيدا عن قدرها بقوة الافكار.. عصامية فيلسوفة رائدة الدعوة لحرية المرأة.. مؤلفة للكتاب الشهير ” مطالب لحقوق المرأة” وقد كانت تمثل بلا أدنى شك لماري شللي القدوة الأولى والأسطورة الأولى مع الخطأ أنها كانت أول انسان محضه الحب.. صحيح أن هذه المرأة الطليعية كانت أيضا قد عرفت في باريس وهي في ذروة هيجانها الثوري عاطفة الحب في شكلها الاكثر تطرفا إذ انجذبت لمغامر أمريكي هجرها بعد ذلك حيث أنجب منها طفلة تدعى فاني حاولت الإنتحار مرتين قبل أن تخضع للعيش ضمن علاقة متساوية، وهو من ثمة ما وافق مبادئها، كان ذلك مع وليام غودوين والد ماري شللي، وهو رجل قصير القامة يرتدي نظارة، فيلسوف مصلح ومؤلف للكتاب الشهير ” دراسة حول العدالة السياسية “..في السابعة عشر من عمرها من الطبيعي أن تذهب ماري شللي لتعلن على قبر والدتها حبها لبيرسي بيشي شيللي وهو الذي سيكتب في المستقبل ” بروميثيوس المحرر” لم يكن هذا الشللي حينذاك سوى شاب وريث متمرد.. له نظرة متوقدة وجمال يوسفي يقطع الأنفاس.. معارض لوالده منفي من أكسفورد بسبب توجيهه للأساقفة رسالة هجاء حول ” ضرورة الإلحاد” لكنه كان قد تزوج بابنة صاحب مقهى تدعى ” هاريت المرأة التي انتظرت منه ولدا ثانيا ..لاتهم الإنجراحات المكابدة سواء كان الحب متحررا من القيود أو لا ..

- هذاهو إنجيل العقل المنتصر بالنسبة لهؤلاء الشباب أما حبهم فكان عظيما جدا ..وماذا لو أرادت هاريت أن تنضم اليهم.. لقد رفضت وياللأسف !! ومن هنا عند فجر من أيام جويلية 1814 فر ثلاثة مراهقين قادمين من انجلترا : شيللي ، ماري وكلير كليرمونت.. ابنة الزوجة الثانية لغودوين.. وقد هبطوا ثلاثتهم بمدينة يركضون على الساحل الرملي متحمسين شكاكين متوجهين الى فرنسا الثورية والشمس التي بزغت فوق حريتهم وكلها جدة وحياة..

- عبر فرنسا إيطاليا انجلترا وسويسرا بدأت مغامرة طريفة عمرت ثماني سنوات وانتهت بالموت الرومنسي لشيللي الذي أغرقته عاصفة وهو على متن مركبه الشراعي ” أريل أما جسمه الذي لفظه البحر على الشطيء فقد أحرق على طريقة القدماء اليونانيين..

- إنها مغامرة ملآى بالطواريء الدرامية والتي أثناءها ومهما كان الأمر واضبت ماري وبيرسي مطالعتهما المثابرة للنصوص العظيمة..ومطالعة مذكراتهما المزدوجة وأعمالهما المتبادلة..

- لكن على صعيد الحياة الواقعية فان الأشياء الرائعة والدنيئة لم تتوقف عن التداخل والتقاطع مثل سذاجات الحب والحرية،وهما يصطدمان بالحاجة الملحة للمال، والأحاسيس العظيمة حين تنهض على أنقاض وردوم حكايات الحب الميتة..

- إن شيللي ” الملاك الجميل والعقيم ” الذي يلعب بالمراكب الورقية يختبر بذلك الميل القاهر نحو الفتيات على الأقل لأنهن في نظره جميلات وشجاعات ” يلزم قليلا على شيللي الجاحد ألا يعزو الى يد شيطانية ما يؤثث وجوده ذاته من شعر وهو الذي كان إبداعه يستعرض رؤية لإنسانية متحررة من رقها وعبوديتها على طريق الحب وإعمال العقل هذا في الحين الذي كان خلال حياته الخاصة يكدس ضحاياه المدمرة بسبب حبه ! “..

- كل شيء يجري وكأن المثل الأعلى نفسه كان القاتل وكان النداء المرسل من طرف شيللي لإنسانية جديدة،و المكرس للحب العالمي يعمل بالنسبة لمحيطه مثل غاز إيديلوجي خانق ..كانت أشعاره تولد من الفوضى مثل أزهار المزبلة.. وليام غودوين طالب بالمال لصهره والذي من جهة أخرى لن يغفر له أخذه لابنته..

- ثلاثة أطفال ولدوا لماري شيللي وماتوا في ظروف درامية محزنة.. ومن سخرية الأقدار أن الطفل الوحيد الذي عاش للزوجين اسمه “بيرسي” مثل أبيه ! وقد كشف هذا الأخير عن نفسه كشاب بدين بليد ومسالم ..

- أما بالنسبة ل “فاني” البنت الاولى لماري ولسترونكرافت فقد انتحرت وكذلك هاريت المرأة المهملة من طرف شيللي أما إليغرا ابنة بيرون وكلير فقد ماتت في دير للراهبات في الحين الذي نجت فيه ماري بعد الإصابة بحمل كاذب ..

- هكذا إذا على الطريق الطويلة للعشاق وهم بأثوابهم النورانية أودع الموت حجارته البيضاء، كما لو كانت تعني إشارات خاصة للقدر و..(الذي كان له مكان حسب ماكتبت فيما بعد ماري في روايتها القيامية الإنسان الأخير ” هو اليراع الشرس للواقع الذي كان للأبد قد حفر ماأرد في الكتاب السرمدي للماضي، وعليه لا القلق ولا الدموع سيمحوان أقل جزئية مما قد أنجزه “..حول الاثنين نقول ببساطة يظهر أن الحياة فعلا قد لاتتحمل لكن ماهي إذا هذه اللعنة ؟

- إن رواية ماري شيللي ربما تقرأ كاملة مثل تنويع حول فكرة اللعنة وفي نفس الوقت كمحاولة للرقية والتعزيم.. وضمن هذا السياق فان القراءة التي نخصصها قد تكون بشكل ما قراءة تنويرية موضحة فهي تجتهد في أن تبين أن اللعنة موجودة مسبقا في تصور الراوية منذ نص فرانكشتاين.. هذه الرواية التي تشبه حد الالتباس حلما تنبئيا نذيرا ..ففيكتور فرانكشتاين الساحر المتمرن طارده إنتقام الوحش الذي إبتكره ” كن محترسا سأعمل على تخريبك ولن أتوقف إلا عندما أسكب اليأس في قلبك حتى تكره اليوم الذي ولدت فيه “..

- إن الوحش نال ثمنه من أجل المعرفة واللعنة تضرب الميلاد ذاته- انبثاق الحياة..

- ومن هنا رواية ماري شيللي المميتة تقوم على تحويل الفوضى الى فراغ..

- ها هوالواحد قبل الآخر فيكتور فرانكشتاين ينظر الى هلاك صديقه الحميم وأخيه الأصغر وزوجته أخيرا التي قضت خنقا عشية زفافها ” أعلم أنه الواحد تلو الآخر جميع أهلي وأقاربي سيفقدون وسأجد نفسي وحيدة ” هذا ما كتبته ماري شيللي في الثامنة عشر من عمرها وهو ما سيقع بعد ذلك..

- إن حدادها المتناسل يقود الى الوحدة وهي علاجها كامرأة شابة محكوم عليها أن تحاور موتاها ” وأنا بعد ما زلت في ميعة الشباب عشت وضع شخص مسن ” ..

- الفراغ خلف الفوضى واللعنة ذاتها أضحت مألوفة.. إن وحش فرانكشتاين قد تعاقب في الانسان الآخر عن طريق الطاعون؟ ..هذا الوحش عديم الوجه والذي منذ أوديب سوفوكليس مثلما نذكر كان نموذجا لكل اللعنات ” في زمن حيث العلم وجد فعليا الوسيلة ليصنع أطفالا عن طريق الإقتصاد من العلاقة الجنسية..

- إن أسطورة الوحش الإصطناعي المتخيل من طرف أم شابة لبست الحداد ووجدت حالها في وحدة وخزن لهما في نفسها وجع وصدى ربما أن اللعنة كانت دائما فعالة بشكل غامض مبهم وتراه العلم يبحث بمجازفة بارانوية عن سر الحمل ” فهي (اللعنة) تخاطر فعلا بتعويض الفوضى بالفراغ..

- إنه لغز حي بمعرفة ميتة.. إن أونتيغون لم يكن لها ما تحافظ عليه سوى مقبرة الموتى..

- بالنسبة لماري شيللي فهي أرادت أن تحمي الأحياء.. لقد شعرت برعب طالع من مخبر بعيدا عن الجنس والحب، ذلك التبادل المهم للتجربة الإنسانية والذي هو –في نفس الوقت – فقدان للسيادة وتلاق مؤثر بالآخر ” إنه وباعلان الهوس بالسلطة وراء حجة المعرفة فان التهديد هو الذي يضغط على التلاقح البشري بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى..

- فلا وجود لإبتكار عظيم وجميل ولا شعر ولا أسطورة ولا طفل ولا إختراع بدون مرور عبر طريق هذه الفوضى الأساسية والتي نسميها “الحلم” ومن الذي بامكانه أن يطمع في السيطرة على أحلامه؟

قديم 05-24-2013, 02:37 PM
المشاركة 422
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
رواية رقم 11- كابوس الدير، للمؤلف توماس لوف بيكوك

- Nightmare Abbey Thomas Love Peacock - A classic miniature: a brilliant satire on the Romantic novel

- This 1818 novel is set in a former abbey whose owner, Christopher Glowry, is host to visitors who enjoy his hospitality and engage in endless debate.
- Among these guests are figures recognizable to Peacock's contemporaries, including characters based on Lord Byron and Samuel Taylor Coleridge. Mr. Glowry's son Scythrop (also modeled on a famous Romantic, Peacock's friend Percy Bysshe Shelley) locks himself up in a tower where he reads German tragedies and transcendental philosophy and develops a "passion for reforming the world."
- Disappointed in love, a sorrowful Scythrop decides the only thing to do is to commit suicide, but circumstances persuade him to instead follow his father in a love of misanthropy and Madeira.
- In addition to satire and comic romance, Nightmare Abbey presents a biting critique of the texts we view as central to British romanticism

</SPAN>
- The plot of Nightmare Abbey revolves arourd the hero Scythrop Glowry's unwillingness to make up his mind which of two young women he is in love with.

- His character is modeled on Peacock's friend the Romantic poet, Percy Bysshe Shelley, who also happened to find himself involved with two women.
- The plot, however, is only a convenience for Peacock to present a series of dialogues on a variety of themes currrent during the early part of the 19th century.
- Various characters present the point of view of some of the more famous people of the period.
- Among the topics they discuss are: novelty in literature, reason versus mysticism, transcendentalism, and ideal beauty.
- Often the dialogues are presented as they would be in a play."

==
- Thomas Love Peacock was an 18th century English author and satirist.
- Peacock's work was influenced by his friend Percy Bysshe Shelley.
- Peacock's novels used the same basic setting that of a group of people at a table discussing and criticizing philosophical opinions.
- Nightmare Abbey was written in 1818.
- This satire pokes fun at the Romantic Movement in English literature.
- The characters in the novel are based on historic figures.
- Peacock sees the British as being obsessed with transcendental philosophical systems and morbid subjects of any kind.
- Many of the allusions in the book are specific to the period in which it was written, yet there is enough relevance to make this a delight to read

قديم 05-29-2013, 03:56 PM
المشاركة 423
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع...رواية رقم 11- كابوس الدير، للمؤلف توماس لوف بيكوك



.


- Published in the same year as Mary Shelley's Frankenstein, Thomas Love Peacock's Nightmare Abbey is not just a burlesque of the Gothic novel, but a sustained critique of what he regarded as 'the darkness and misanthropy of modern literature.'


- His witty satire on 'the spirit of the age' can best be understood through an awareness of its complex intertextual relations with other works of Romantic literature.


- This 1818 novel is set in a former abbey whose owner, Christopher Glowry, is host to visitors who enjoy his hospitality and engage in endless debate.


- Among these guests are figures recognizable to Peacock's contemporaries, including characters based on Lord Byron and Samuel Taylor Coleridge. Mr. Glowry's son Scythrop (also modeled on a famous Romantic, Peacock's friend Percy Bysshe Shelley) locks himself up in a tower where he reads German tragedies and transcendental philosophy and develops a "passion for reforming the world.


- " Disappointed in love, a sorrowful Scythrop decides the only thing to do is to commit suicide, but circumstances persuade him to instead follow his father in a love of misanthropy and Madeira.


- In addition to satire and comic romance, Nightmare Abbey presents a biting critique of the texts we view as central to British romanticism. This Broadview edition includes a critical introduction and a range of illuminating contemporary documents on the novel's reception and its German and British literary contexts. A selection of Peacock's critical and autobiographical writings is also included. --This text refers to an alternate Paperback edition

-The book is a satire of the romantic period set against a gothic, sometimes morose backdrop.

-There is little by the way of plot (the novel has more in common with Plato’s Symposium in this respect) but Peacock writes to clash ideas – art and science, classical and romantic, comedy and ennui – which offers fantastic scope for imagery and creativity.
-The concept is reflected through the clash visuals – the angel, representative of the misanthropic darkness of the cast of characters

who carry influence over the younger protagonist, is juxtaposed with bold pink to visually reference the satire.
-There are also various spot details to mirror and/or reference the many fantastic one-liners so that the cover, like the book, has
sublte treasures buried within.

قديم 06-04-2013, 11:00 AM
المشاركة 424
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
والان ننتقل للتعرف على عناصر الروعه في رواية- : 12ـ الخروف الأسود، للمؤلف أونوريه دي بلزاك.

- أونوريه دي بلزاك Honoré de Balzac (و. 20 مايو 1799 - 18 أغسطس 1850) روائي فرنسي، يعتبر مع فلوبير، مؤسسا الواقعية في الأدب الأوروبي.
- إنتاجه الغزير من الروايات والقصص، يسمى في مجموعه الكوميديا الإنسانية Comédie humaine، كان بمثابة بانوراما للمجتمع الفرنسي في فترة عودة الملكية (1815-1830) وملكية يوليو (1830-1848).
- وكان أونوريه دي بلزاك من رواد الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر في الفترة التي اعقبت سقوط نابليون وكان روائياً وكاتباً مسرحياً وناقداً أدبياً وناقداً فنياً أيضاً كما اشتهر بكونه كاتباً صحفياً وطابعة وقد ترك بصمة كبيرة في الأدب الفرنسي برواياته التي تتعدى ال91 رواية وقصص قصيرة(137 قصة) نشرت ما بين 1829 إلى 1852 وقد ولد في 20 مايو 1799، وتوفي في باريس 18 أغسطس 1850.
- وقيل بانه كان من مدمني العمل الأدبي مما اثر على وضعه الصحي (توفي في سن مبكرة عن عمر ناهز ال51 عاما)،
- وكان في حياته يعني من الديون التي اثقلت كاهله بسبب الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر التي غامر بالقيام بها، وقضى عمره فاراً من دائنيه مختفياً ومتقمصاً أسماء وهمية وفي منازل مختلفة، وعاش بلزاك مع العديد من النساء قبل أن يتزوج في 1850 الكونتيسة "هانسكا" التي ظل يتودد إليها لأكثر من سبعة عشر عاما.
- أونوريه دي بلزاك هي واحدة من أسياد بلا منازع من الرواية الفرنسية التي وجهها العديد من الأنواع : الخيال التاريخي / السياسي، مع Chouans، الرواية الفلسفية مع التحفة غير معروف، ورواية خيالية مع كدر بو دي لوس انجليس، الرواية الشعرية مع زنبق الوادي.
- لكن رواياته واقعية ونفسية أكثر مشهورة مثل Grandet Goriot وأوجيني، التي هي جزء مهم جدا من عمله أدت إلى tort7، وهو التصنيف التبسيطي لل"المؤلف واقعية" (8).
- عندما بدأ بلزاك الكتابة في الربع الأول من القرن 19 كانت الرواية والقصة الرائجة ينبغي أن تكون إحدى ثلاث: غرامية، أو قصة سوداء، أو فكاهة، فالأولى عادة تصور مغامرات غرامية لأبناء الطبقة الراقية، مع التركيز على المواعظ الأخلاقية، والمقابلة بين اللذة والفضيلة، والدأب على وعظ القارئات الشابات بأن سلامتهن تكمن في طاعة أمهاتهن والحذر من الغواية، مع استرسال في الأحلام والوهم، والقصة السوداء هي التي تعتمد على الحوادث الغريبة، الخارقة، والمخيفة، وتجري أحداثها عادة في الدهاليز والسراديب المظلمة، ولابد أن يكون في أبطالها عفاريت ومسوخ، وأرواح شريرة أو خيرة، ونفوس موتى تتقمص بعض الأبطال، أو تسكن في قلاع أو قصور مهجورة وتتميز بوحدة المكان الذي هو عادة قصر أو بيت مسحور أو مسكون بهذه الخوارق.
- أما القصة الفكاهية أو الساخرة فتعالج عادة هموم الطبقتين الوسطى والدنيا وتقوم على أساس المفارقات والمواقف غير المرنة والحيل اللفظية، والعقد، وغيرها من سبل السخرية وفنون الإضحاك.
- وهذه الأنواع الثلاث نجدها في الواقع تقتسم معظم إنتاج بلزاك، وإن كان استفاد في وقت مبكر من مقومات الرواية التاريخية كما أظهرها الأديب الاسكتلندي ولترسكوت الذي كان مدينا له مثل معاصريه بالكثير.
- إلا أن الحدود بين هذه الأنواع الثلاثة الرائجة وقتها، لم تكن واضحة أحيانا في بعض أعمال بلزاك، فمثلا في قصة "وريثة بيراج" تعود بنا أحداث القصة إلى القرن 17م حيث نجد مغامرا ايطاليا "فارس أحلام" يتزوج الفرنسية لويزدي بيراج ليستولي على ثروتها، فهذه قصة غرامية أولا، إلا أنها بسرعة تتحول إلى قصة سوداء، تدور أحداثها في قصر مسحور، يحاول المغامر الشرير استغلال معرفته بأسرار كثيرة وغامضة، إلى حين ظهور نفس خيرة، تخلص الفتاة الضحية من زواج الإكراه المفروض عليها.

- وهذا يصدق أيضا على قصة "كلوتيلد دي لويزنيان" حيث نجد الملك جانت هاربا من بلاده قبرص، ولاجئا بإقليم بروفنس الفرنسي، اثر صراعه مع قراصنة البندقية، وهنا يتآمر قرصان شرير لتسليمه إليهم، فيخف الفارس الكونت جاستون للدفاع عنه، لذا يقرر تزويجه بابنته الجميلة كلوتيلد، إلا أن هذه مغرمة بشاب وسيم، فترفض الزواج إلى حين تنكشف العقدة، وهي أن الكونت جاستون هو نفسه الشاب الوسيم، وهكذا تختلط القصة الغرامية مع القصة السوداء أيضا حسب معايير تلك الأيام.

- وتمثل قصة "كاهن الأردين نموذجا" فاضحا لهذا الاختلاط في أجناس القصص، إذ نجد شابا يجهل أبويه، فيغرم بفتاة، ثم يرجح أنها أخته، وللتكفير عن هذه الخطيئة يتجه للتدين، وفجأة يعثر على أمه وتخبره أن تلك الفتاة ليست أخته، فيترك الدين ويعود للحب، وهنا تبدأ سلسلة من الأحداث العنيفة المقحمة "إذ يظهر فجأة عدو لهذا الشاب هو زعيم القراصنة آرجو" ويقع الاختطاف ثم ينتصر المحبان، ويعودان للحب، بعد هزيمة "آرجو" هذه الشخصية العنيفة التي استعارها بلزاك من الشاعر الإنجليزي بايرون.

- وأخيرا سنضرب مثالا آخر هو رواية "الجنية الأخيرة"، وبطلها الرئيسي شاب يدعى "أبيل" يعاني من شغف شديد بصور الجنيات، ويستهلك وقتا كبيرا في تخيلها، فلما كبر فقد أبويه، ووقع في حب فتاة بائسة تدعي "كاترين" لأنها تشبه صورة إحدى الجنيات، وفجأة تغويه سيدة إنجليزية شقراء كانت شديدة الشبه بصورة لجنية يحتفظ بها، ولأنه ثرثار يخبرها بذلك، فتمسك الخيط من بدايته وتعلن له أنها هي تلك الجنية فعلا، وتتزوجه وفجأة يظهر المخلص خادم وسيم، يخبره بوفاة حبيبته كاترين، فيحزن، وعندما تهجره السيدة وقد ساء حاله، تنكشف العقدة يزيح له الخادم القناع عن وجهه فإذا به كاترين متنكرة، ويعودان للحب بعد انتهاء الكوابيس، وانتهاء دور الجنيات والأرواح الشريرة في الرواية.

- كانت بدايات بلزاك إذن مثل الكثير من معاصريه مليئة بالغثاثة والارتباك السردي، وكانت قصصه ورواياته تعاني الكثير من العيوب مثل ازدحام حشد غير معقول من الشخصيات الثانوية التي تصعب السيطرة على تنظيم أدوارها وأصواتها في حوارات قصة واحدة، من كاهن متحذلق لا ينطق إلا بالحكم والأمثال إلى خادمة جوفاء لا تعرف أن تمسك يسرا ولا يهدأ لها لسان، وغيرهم من شخوص يشكلون عبئا حقيقيا على الكثير من قصصه، وينخرون بنيتها من الداخل، وهو ما تنجم عنه قصة أورواية غثة، وحبكة مهزوزة غير متوازنة في نهاية التحليل.

- وبفضل تجربته المكثفة والمتواصلة في الكتابة اهتدى بلزاك في أعماله المتأخرة إلى تجاوز الكثير من هذه النقائص السردية، وقدم روايات أطول وأكثر انسجاما وتماسك حبكة، وهنا رست عبقريته على تأسيس بدايات الرواية الحديثة مع رؤية واقعية هي التي سيشتهر بها لاحقا، وسيشيد بها سانت بوفولامارتينوستندال، وفي مرحلة لاحقة سيفتتن بها مارسيل بروست، وهي التي يعود لها الفضل في ترسيخ اسم بلزاك في تاريخ الأدب الروائي العالمي.

- وأهم ما يميز هذه الواقعية هو القدرة على التقاط مشاهد الحياة العادية، وتحويلها الى أيقونات متناسقة لرؤية موحدة للحياة، مع تركيز خاص على القضايا الأخلاقية العاصفة التي كانت تهز المجتمع الفرنسي المفجوع بإخفاقات الثورة التي تحولت من حلم للملايين، إلى وحش هائج يأكل أبنائه، رغم الشعارات البراقة التي حملتها في البدء، فكان بلزاك بذلك شاهدا على عصر التحولات بين أحلام القرن الثامن عشر وكوابيس التاسع عشر، ورومانسيته أيضا، وهي شهادة ثمينة سجلت أكثر من مرة، وأخيرا جمعها في سلسلة من أعماله، دائم بينها بطريقة عجيبة، ونشرها في مجلدات أسماها "الكوميديا البشرية" تيمنا بدانتي، وأيضا فضحا لعصر دراماتيكي انقشعت فيه هشاشة وزيف الطبقة البرجوازية وحلم فاوست الذي استبطنته، واتضح فيه أن دعاوى عصر الأنوار كانت غير مضمونة النتائج، وبالتعبير عن هذه النهاية، نهاية الحلم، كان بلزاك يقف على شرفة حلم آخر هو الحلم الرومانسي بكل تفاصيله ولا واقعيته وهنا المفارقة.

- أما من حيث آليات السرد فإن القصص والروايات الأخيرة من أعمال بلزاك وأيضا "أوجين جراندة" تتوافر فيها حبكة متماسكة مع ميل إلى المنطق أحيانا، إلا أن ابتداعه لآلية "عودة البطل" أدت به إلى تعامل أكثر مرونة وتسامحا مع زمن السرد، ومع تراكم تجربته المكثفة أصبح من اليسير أن نلحظ لديه معظم بذور الرواية الحديثة، كما أن تجربته في كتابة "القصص السوداء" جعلت بعض قرائه يرون في بعض أعماله بداية تأسيس فعلي للرواية البوليسية التي ستزدهر بعده بزمن طويل.

- والحقيقة أن تضيف أدب بلزاك الروائي يحوي في حد ذاته أكثر من مخاطرة، فنظرا لكثرة وتنوع ما كتب من قصص نجد البعض يصفه كأب للواقعية، أو للرواية البوليسية، أو للرواية الجديدة، وغيرها ولعل السبب في ذلك أيضا أن المصنفين ينطلق كل منهم من جزء من أعماله دون جزء آخر، وهي أعمال غير متناسقة مع بعضها البعض، إن لم نقل إنها غير متكاملة وغير كاملة بطبيعة الحال شأن أي عمل أدبي.


================================================== ===========================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:


فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...



http://www.youtube.com/channel/UCHE0...gged_out_right





قديم 06-05-2013, 09:33 AM
المشاركة 425
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع..........عناصر الروعه في رواية- : 12ـ الخروف الأسود، للمؤلف أونوريه دي بلزاك.
- His elegantly-crafted tale of sibling rivalry, Honore de Balzac's "The Black Sheep" is translated from the French with an introduction by Donald Adamson in "Penguin Classics".
- Philippe and Joseph Bridau are two extremely different brothers. The elder, Philippe, is a superficially heroic soldier and adored by their mother Agathe. He is nonetheless a bitter figure, secretly gambling away her savings after a brief but glorious career as Napoleon's aide-de-camp at the battle of Montereau.
- His younger brother Joseph, meanwhile, is fundamentally virtuous - but their mother is blinded to his kindness by her disapproval of his life as an artist.
- Foolish and prejudiced, Agathe lives on unaware that she is being cynically manipulated by her own favourite child - but will she ever discover which of her sons is truly the black sheep of the family?
- A dazzling depiction of the power of money and the cruelty of life in nineteenth-century France,
- "The Black Sheep" compellingly explores is a compelling exploration of the nature of deceit.
- Donald Adamson's translation captures the radical modernity of Balzac's style, while his introduction places "The Black Sheep" in its context as one of the great novels of Balzac's renowned "Comedie humaine".
- Honore De Balzac (1799-1850) failed at being a lawyer, publisher, printer, businessman, critic and politician before, at the age of thirty, turning his hand to writing.
- His life's work, "La Comedie humaine", is a series of ninety novels and short stories which offer a magnificent panorama of nineteenth-century life after the French Revolution.
- Balzac was an influence on innumerable writers who followed him, including Marcel Proust, Emile Zola, Charles Dickens, and Edgar Allan Poe.

==
================================================== ==================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:


فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...






قديم 06-06-2013, 01:23 PM
المشاركة 426
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع..........عناصر الروعه في رواية- : 12ـ الخروف الأسود، للمؤلف أونوريه دي بلزاك.

==
- The most byzantine, Machiavellian, cold-blooded scheming by the combined brains of the CIA and MI5 against their espionage counterparts on the other side of the Iron Curtain at the height of the Cold War could not begin to equal the plotting and counter-plotting displayed by the French bourgeoisie in pursuit of an inheritance as shown in The Black Sheep.

- Nineteenth century French literature is full of schemers, but no one wrote about them better than Balzac,
- and this novel has to be regarded as the Super Bowl of backstabbing, skullduggery, and double-crosses.
- The Black Sheep can be enjoyed just as a fast-moving, melodramatic tale about larger than life characters, but Balzac always had more on his mind than just churning out easy-to-digest dramas.

- The overriding theme in this novel is the pursuit of money in all ways and for all amounts.

- In Balzac's world money rules everything. It defines your social status and can literally make the difference between life and death. Not so different from today, really.

- Balzac takes an almost malicious relish in showing how all classes of citizens will do anything to acquire wealth or an income.

- His true feelings about money may best be shown through the character of Joseph, who spurns money-grubbing in favour of his art.

- After a great many years he gets both critical acclaim and wealth. And it's no accident that Balzac has Joseph use a skull as a piggy bank.

- It's fascinating to note that Balzac was way ahead of today's sociologists with his criticism of lotteries: "The passion for lotteries, so universally condemned, has never been studied. No one has realized that it was the opium of poverty. The lottery was the most powerful fairy in the world; did it not nurture magical hopes?"

- It's interesting and logical that Karl Marx intended to write a study of Balzac after he'd finished Das Kapital. Friedrich Engels was also a fan, saying once that a single Balzac was worth many Zolas.

- In 19th century literature characterization wasn't something writers left to the reader's imagination. They told you what a character was all about and that was that. Here's Balzac describing a lawyer: "...with a shrill voice, a rough complexion, implacable eyes and the face of a weasel licking the blood of chickens from his lips..." Probably a face even mother could not love.

- There's something satisfying about the detail an author like Balzac goes into when describing his characters. He gives us all their physical features, as well as their personality and motivations in holographic depth.

- None of this elliptical, non-judgemental, modern character-building for M. Balzac. Although his characters can sometimes display cliches (one actually says "do not darken my door again"), they are, at heart, very, very real.

- The Black Sheep is part of Balzac's 20-volume Human Comedy series of novels, and those I've read are as enjoyable as this one, although not all are this twisty.

- No story in the world is more exciting than The Black Sheep, combining as it does the compelling readability of the blood-and-thunder with the deeper insights of literary art’ – Donald Adamson in the introduction.
===============================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:



فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...








قديم 06-07-2013, 01:57 PM
المشاركة 427
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع..........عناصر الروعه في رواية- : 12ـ الخروف الأسود، للمؤلف أونوريه دي بلزاك.


- La Rabouilleuse (The Black Sheep), is a 1842 novel by Honoré de Balzac as part of his series La Comédie humaine.
- The Black Sheep is the title of the English translation by Donald Adamson published by Penguin Classics.
- It tells the story of the Bridau family, trying to regain their lost inheritance after a series of unfortunate mishaps.
- Though for years an overlooked work in Balzac's canon, it has gained popularity and respect in recent years.
- The Guardian listed The Black Sheep 12 on its list of the 100 Greatest Novels of All Time[


- Honoré de Balzac (French pronunciation: ; 20 May 1799 – 18 August 1850) was a French novelist and playwright.
- His magnum opus was a sequence of short stories and novels collectively entitled La Comédie humaine, which presents a panorama of French life in the years after the 1815 fall of Napoleon.
- Due to his keen observation of detail and unfiltered representation of society, Balzac is regarded as one of the founders of realism مؤسس الواقعية in European literature.

- He is renowned for his multi-faceted characters, who are complex, morally ambiguous and fully human.

- An enthusiastic reader and independent thinker as a child, Balzac had trouble adapting to the teaching style of his grammar school.


- La Comédie Humaine reflects his real-life difficulties, and includes scenes from his own experience. كتاباتهتحتوي على مشاهد من تجاربه الخاصة
- Balzac suffered from health problems throughout his life, possibly due to his intense writing schedule.صحية عانى كثيرا من مصاعب
- his relationship with his family was often strained by financial and personal drama, and he ended several friendships over critical reviews.


===============================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:

فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...


http://www.youtube.com/channel/UCHE0...gged_out_right

قديم 06-08-2013, 12:26 PM
المشاركة 428
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
والان ننتقل للتعرف على سر الروعة في رواية :13ـ شارترهاوس أوف بارما، للمؤلف ستاندال.
ملاحظة: طبعا المتابع لهذه الدراسة البحثية يجد بأن كل روائي يتيم وستندال يتيم الام في سن السابعة يمتلك ميزات تشمل دون حصر:
- شخصية مضطربة وجوديا.
- باحث عن المجد والحقيقة.
- يكتب بعمق، وهو ثوري وساخر في نظرته للمجتمع.
- لديه قدرة على التحليل النفسي والتعمق في النفس البشرية.
- تشتمل كتاباته على استشراف مستقبلي،
-غالبا ما يعجز معاصروه عن فهم ابعاد ما يكتب ثم يعود الناس للتصفيق له بعد قرون.
===

- ستندال (1783-1842)روائي فرنسي. اسمه الحقيقي ماري هنري بيل Marie Henri Beyle يُعتبر حد أبرز وجوه الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر.

- يتيم الام في سن السابعة. ولد ستندال في مدينة گرنوبل، وفقد أمه وهو في السابعة من عمره، وقد بقي هذا المصاب مؤثراً في مجمل حياته.

- اتسمت آثاره، الرومانتيكية الطابع، بسخرية بارعة،

- وبنفاذ نادر إلى أعماق النفس البشرية،

- وبنزوع واضح إلى النقد الاجتماعي.

- أشهر رواياته «الأحمر والأسود» le Rouge et le noir (عام 1830).

- ويعتبر علامة بارزة في الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر، قرن الثورة الصناعية والثقافية معاً، خاصة في روايتيه الشهيرتين "الأحمر والأسود" و "دير بارم" .

- وتأتي أهمية أدب ستندال في التحليل النفسي الواقعي للشخصيات،

- وكانت علاقته بالثقافة الإيطالية مصدراً لإغناء تجربته،

- كما كان اهتمامه بالموسيقى مصدراً آخر لهذه التجربة، حيث كتب عن أهم العازفين في عصره: سيماروزا، موزار، روسيني،.

-اشتهر ستندال بتحليله الحاد لنفسيات شخصياته،

-ويعتبر أحد أوائل وأشهر فناني الواقعية في روايتيه Le Rouge et le Noir (الأحمر والأسود، 1830) وLa Chartreuse de Parme (دير پارما، 1839).

-ستندال Stendhal، لقب اختاره الكاتب الفرنسي هنري بيل Henri Beyle الذي يعتبر إلى جانب الروائي بلزاك Balzac مؤسس الرواية الواقعية.

-وإن كان لقب «ستندال» قد طغى في شهرته، في ميدان الكتابة الروائية، على الاسم الأصلي للكاتب فإن هذا الأخير قد أخذ بالمقابل حظه الوافر من الشهرة في ميدان الكتابة الشخصية (المراسلات واليوميات والأبحاث والملاحظات).

-بل ثمة مصطلح أدبي: البيليّة Beylisme اشتق من هذا الاسم في نهاية القرن التاسع عشر، للدلالة على تيار نقدي يبحث في العمل الأدبي (روايات ستندال خاصة) عن تأكيدات ومتابعات لما كان المؤلف قد دوّنه في كتاباته.

-ويجد النقد النفساني في روايات ستندال إرجاعات كثيرة إلى هذا الفقدان، وخاصة في الحنين المَرَضي إلى إيطاليا التي جاءت منها أمه، وإلى شجر البرتقال المزهر الذي يذكّر بالريف.

-انتقل ستندال وهو في السادسة عشرة إلى باريس ليدرس في مدرستها المركزية، لكنه سرعان ما تحول عنها إلى السلك العسكري، فانتسب إلى حامية إيطاليا في الجيش الفرنسي، وحصل على رتبة ملازم، وبدأ بكتابة اليوميات Le journal.

- وثمة في هذه اليوميات، كما في رسائل ستندال المتكررة إلى حبيبته «بولين»، انتقاد لاذع للمجتمع الفرنسي الذي صار محافظاً، لأنه بقي مجتمعاً ملكياً، ولأن ثورة 1789 التي كان هدفها تغيير التقاليد البالية في المجتمع أخفقت في تحقيق مشروعها.

-وقد أفقد هذا النكوص الاجتماعي ستندال ثقته ودفعه نحو التطلع إلى أدب جديد قادر على تحليل ما آلت إليه الأوضاع، فوجد ضالته في المسرح، وهو الشكل الأدبي الأكثر رواجاً في ذاك الوقت.

-وإلى هذه المرحلة ينتسب عدد من محاولاته المسرحية مثل «الرجلان» Les deux hommes و«لوتيلييه» Letellier التي نسجها على منوال مسرحية «طرطوف» Tartuffe لموليير.

-ترافق الوعي بإخفاق المشروع الثوري باضطراب وجودي عميق عانى منه الشاب ستندال، ونتج من التناقض بين الحب الذي كان يلقاه في عائلته مقترناً بالعفة والرغبات المقموعة وحب بنات الهوى الذي تتحول معه النساء إلى شيء مستحوذ عليه، فاقد لإنسانيته.

-وكاد هذا الاضطراب أن يكون ثابتاً لدى ستندال وتجلى في شخصية البطل النبيل، صاحب القيم التي كانت عاجزة دوماً عن تحقيق رغباتها، لكنها حافظت على تأجج عاطفتها، في حين اقترنت الشخصيات الانتهازية والأنانية بشخصيات نسائية أسيرة رغباتها وسهلة المنال.

- انقطع ستندال بين عامي 1810 و1814 عن الكتابة، ليتفرغ للبحث عن مكانة اجتماعية، فسافر إلى ألمانيا موظفاً في البعثة العسكرية، وشارك من هناك في الحملة العسكرية على روسيا، كما سعى جاهداً للحصول على وظيفة مقرر في مجلس الدولة، ثم صار باروناً.

-وفي عام 1815 بدأ بالتوقيع باسم ستندال، و نشر في باريس عدداً من الكتب الناجحة مثل: «تاريخ التصوير في إيطاليا» Histoire de la peinture en Italie. ثم نشر عام 1822 دراسته الشهيرة «عن الحب» De l’amour التي أطلق فيها نظريته المعروفة باسم «البَلْوَرة» La Cristallisation، التي تعني تلك الحالة النفسية التي ينسب فيها المحب إلى محبوبه أفراحه وأحلامه وكأنها مصدر الكمال وغايته.

-وفي عام 1825، بعد أن أصدر كتابين عن «راسين» و«شكسبير»، كتب بحثاً بعنوان «حول مؤامرة جديدة ضد الصناعيين» D’un nouveau complot contre les industriels أطلق فيه مصطلح «الطبقة المفكّرة» La classe pensante عارض فيه الرأسمالية البرجوازية والأرستقراطية صاحبة الامتيازات. وتتميز كتاباته، في هذه المرحلة، بالانتقاد المتزايد لفرنسا التي فقدت أصالتها ولخلافها الدائم مع بلد أحلامه إيطاليا.

-تحول ستندال نحو الكتابة الروائية، وكان ذلك قطيعة وقفزة نوعية في مسيرته الأدبية؛ إذ كان يعتبر الرواية جنساً أدبياً مبتذلاً وسهلاً تنقصه الأصالة.

-لكنه وجد أن بمقدور الرواية أن تظهر الفرادة والخصوصية، وهو ما لم تكن الكتابة النفسانية الطاغية على كتاباته الشخصية قادرة على الإحاطة به.

-فكتب روايته الأولى «آرمانس» (1827) Armance، ثم روايته الأشهر «الأحمر والأسود» (1830) Le rouge et le noir، لكنها لم تحظ بالنجاح المأمول لأن ستندال جعل من بطل روايته ثورياً يرفض المراءاة والانتهازية، مما لم يتفق والأخلاق السائدة آنذاك.

-وفي السنة نفسها عاد ستندال إلى إيطاليا موظفاً في السلك الدبلوماسي وبدأ كتابة «الحوليات الإيطالية» Les chroniques italiennes التي اعتمد فيها على مخطوطات قديمة، وبدأ كتابة روايته الثالثة «لوسيان لوفان» Lucien Leuwen التي لم تكتمل.

- بين عامي 1836و1839 أقام ستندال في الريف الفرنسي الذي خصص لوصفه كتاباً كاملاً بعنوان «مذكرات سائح» Mémoires d‘un touriste، ثم أصدر عام 1839 روايته الثالثة والأخيرة «دير بارما» La Chartreuse de Parme. وفي عام 1842، إثر نوبة صرع حادة، توفي ستندال في باريس مجهولاً لا يكاد يعرفه أحد من مواطنيه.

============================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:

فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية.....النظرية البوزيترونية "...



http://www.youtube.com/channel/UCHE0...gged_out_right


قديم 06-09-2013, 08:53 AM
المشاركة 429
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع .........العناصر التي شكلت الروعة في رواية:13ـ شارترهاوس أوف بارما،للمؤلف ستاندال


- صحيح أن رواية تولستوي الكبيرة «الحرب والسلام»، وربما كذلك رواية ستندال الرائعة «دير بارما» التي سبقتها (1839) كانتا من أهم المؤثرات في خلق أدب نثري حديث يجعل من الحرب منطلقاً أو إطاراً لتراكيب قصصية عميقة الفعل في النفس تربط ما بين فداحة الأحداث وأعماق الشخصيات الإنسانية ضمن هيكل مجتمعي فسيح».

- هذه العبارات التي تقارب بين روايتين من أعظم ما كتب خلال القرن التاسع عشر في الآداب الأوروبية، أي بين «دير بارما» لستندال و «الحرب والسلام» لتولستوي، كتبها الناقد العربي الراحل جبرا ابراهيم جبرا، في معرض حديثه عن أدب الحرب العربي، حيث يوضح ان هذا النوع من الأدب ربما يكون كاشفاً للنفوس أكثر من أي أدب آخر.

- ولعل جبرا قد فاته في معرض حديثه هذا أن يتحدث عن فارق أساس بين العملين، اللذين يتحدثان تاريخياً عن الفترة نفسها تقريباً: فترة الحروب النابوليونية (في روسيا بالنسبة الى تولستوي، وفي إيطاليا ثم واترلو، بالنسبة الى ستندال)، وهذا الفارق هو التلقي.

- ففي حين استقبلت «دير بارما» بشيء من البرود أول ما صدرت، ولم يكتشفها جمهور القراء العريض إلا لاحقاً، استُقبلت «الحرب والسلام» بحماسة وإقبال شديدين منذ صدورها...

- واليوم، على رغم أن رواية تولستوي تعتبر أكثر شهرة، فإن الدراسات الأدبية الجادة عادت وأعطت «دير بارما» مكانة تفوق الى حد ما مكانة «الحرب والسلام»، خصوصاً من ناحية كون رواية ستندال، على عكس رواية تولستوي التي بقيت «برّانية»، أتت رواية «جوّانية» تشكل فاتحة ما، لأدب سبر أغوار الذات.

-فالحال ان القاسم المشترك بين فابريس (بطل «دير بارما») وجوليان سوريل (بطل «الأحمر والأسود» رواية ستندال الكبرى)، هو ان الاثنين يستخدمان لاختبار قوة الأحداث التاريخية والتبدلات المكانية على الفعل في نفسيهما.

- وفي شكل أكثر وضوحاً: ان الأحداث في الروايتين تبدو موصوفة لمجرد أن تدرس من خلال تأثيراتها مسالك الأبطال ونفسياتهم.

- ومن هنا اعتبر ستندال دائماً، الرائد الأول للرواية السيكولوجية.

- ومن هنا، أيضاً، لطالما انصبّت الدراسات التي تناولت عملي ستندال هذين، وغيرهما من أعماله، على التوقف عند جوّانية البطل، في تمهيد لما ستكون عليه، في مجال آخر، روايات تيار الوعي (جيمس جويس، مثلاً) في القرن العشرين.


================================================== ======

الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:

فيديوهات حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية.....النظرية البوزيترونية "...



قديم 06-10-2013, 08:48 AM
المشاركة 430
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع .........العناصر التي شكلت الروعة في رواية:13ـ شارترهاوس أوف بارما،للمؤلف ستاندال


- في رواية «دير بارما» عدد كبير جداً من الأماكن، وفيها عدد كبير جداً من الأحداث.

- ولكن كذلك فيها عدد كبير جداً من المواضيع والأصناف الأدبية، ففيها: رواية المغامرة، والرواية العاطفية، ورواية الحرب، والدراما العائلية، ورواية مؤامرات القصور.

- فيها الحب والخيانة، وفيها الخيبة والموت والسعادة العابرة.

- ولكأن ستندال شاء أن يضع في هذا العمل الكبير، الذي أنجزه ونشره في آخر سنوات حياته، خلاصة فنه الروائي كله، بل فن الرواية في شكل عام.

- ولكن فيها أيضاً - خارج إطار البعد الروائي الخالص - فلسفة التنوير، والموقف السياسي، وتمزّق المثقف أمام الأحداث الكبرى، الحروب النابوليونية هنا.

- وفي هذا الإطار الأخير، تبدو الرواية رائدة في شكل خاص، إذ وكما يقول نقاد دارسون لستندال
لم يفت هذا أن يعبّر في هذه الرواية المتأخرة، عن محدودية الأمل الذي يضعه في وحدة الشعب وقوته، انطلاقاً ربما من خيبة أمله بثورة1830، حيث رأى الشعب (أو الجماهير في تعبير أكثر حداثة) في الحال التي وصل إليها من الاحباط والوهن. وهو - حتى وإن كان لا يكنّ للشعب الازدراء نفسه الذي به ينظر فلوبير مثلاً، الى الشعب - إذ يقف مؤيداً الشعب حين يتحرك للقيام بفعل ما، سرعان ما يفقد إيمانه المبطّن بالشعب، وهو هنا مثل الكثير من مثقفي أزمان لاحقة «لا يشعر أن الأمل الذي وضع في الشعب قد اثبت انه أمل له ما يسوغه».

- من هنا، إذا كانت رواية «دير بارما» تحكي لنا في مناخها الحدثي حياة ذلك الشاب الضائع فابريس ومغامراته - حتى من دون أن يدري - بين هوية ايطالية (ميراث عصر النهضة العظيم الذي آمن به ستندال وتبعه الى درجة انه أمضى جلّ سنوات حياته في إيطاليا وكرّس لها أعظم كتبه)، وبين انتماء فرنسي (يمثل الواقع المخيّب، عبر إجهاض الثورة والحروب النابوليونية، ولا سيما هزيمة نابوليون في واترلو التي شارك فيها فابريس متحمساً أولاً ثم متسائلاً ثانياً)،

- فإن الرواية في خلفيتها الفكرية التي تزداد دلالاتها مع مرور الأزمان ويزداد اكتشاف المؤرخين والباحثين لها، تبدو أكثر عصرية وخارج الزمان والمكان أصلاً.

- فبارما، في الرواية، لا تنتمي الى القرن التاسع عشر ولا الى حقبة مكياڤلي كما قال بعض النقاد، «بل هي تجريد في الزمان والمكان،

- وهي نموذج مصغّر لحكومة الطغيان» وفق الباحث أرفنغ هاو في كتابه «السياسة والرواية»، حيث يضيف: «هنا نجد السياسة تتخذ في وقت واحد شكل التعبير المباشر الذي تمتلكه الحكاية/ الأمثولة، وشكل التدفق المنتظم الأسلوب الذي للرواية».


================================================== ======

الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:

فيديوهات حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية.....النظرية البوزيترونية "...

http://www.youtube.com/channel/UCHE0...gged_out_right


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 0 والزوار 21)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سر الروعة في رواية "موسم الهجرة الى الشمال" للطيب صالح ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 24 08-22-2018 12:00 AM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
افتتاحية رواية كتاب "إضاءات في كتاب "حيفا.. بُرقة البحث عن الجذور" ل د.سميح مسعود" بق ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 10-12-2016 03:45 AM
مسابقة لــــ "افضل جدارية؟؟!!" ايوب صابر منبر الفنون. 3 10-24-2012 11:56 AM

الساعة الآن 12:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.