علم وعالم البراسايكولوجي : هل لديك قوى خارقة؟ - الصفحة 2

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
:: في سفر نهجك (آخر رد :عدنان البلداوي) :: الشعر شعر والنثر نثر- متجدد (آخر رد :عبدالستارالنعيمي) :: عَزْفٌ .. وَ .. نَزْف ! (آخر رد :عدنان البلداوي) :: خاطرة (آخر رد :عبير هديب) :: عقدة الرقم واحد (آخر رد :ريمه الخاني) :: توقفَ عن الرد.. (آخر رد :ريمه الخاني) :: هذيان الأنا والقلم جَنى ! (آخر رد :لبنى علي) :: مرثية (آخر رد :ثريا نبوي) :: سأكتب على ذرات الرمال... (آخر رد :مازن الفيصل) :: "كتيّب العشّاق" (آخر رد :إبراهيم ياسين)

07-28-2011, 10:41 PM

المشاركة 13

ساره الودعاني

كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

مجموع الاوسمة: 1



مساء الخير أستاذ أيوب

الى أن يحضر هنا من يزيد على الموضوع بمشاركة وجدت هذا التقرير

لم يكن الجيولوجي الأمريكي ماكس ستاينكي، ليخوض

تجربة التنقيب عن النفط في المملكة، دون الاستعانة

بشخص ذي فطنة ودراية بخبايا الصحراء،

فكان "خميس بن رمثان"، أحد أهم أسماء قصّاصي الأثر

السعوديين في حقبة الثلاثينات، والذي ساهم مع أول

فريق للتنقيب عن النفط، للكشف عن بواطن الأرض،

وما تكتنزه من "الذهب الأسود"، فكان النتاج "بئر

الخير" في مدينة الدمام، التي ضخت ما معدله 1585

برميلاً يومياً حينها، وكان دور ابن رمثان بارزا في

وقته، والذي حُفر اسمه في ذاكرة شركة "أرامكو"

السعودية، التي حفظت له جميل صنعه،

بإطلاق اسمه على إحدى آبار المملكة.

تتبع آثار المجرمين والإرهابيين

وزارة الداخلية السعودية بدورها،

لم تغفل ما قامت به "أرامكو" سابقاً

من الاستعانة بقصاصي الأثر في تتبّع الآثار، والكشف

عمّا اعتقد البعض أنه من "الغيبيات"

التي يصعب معرفتها، فجنّدت في رُدهاتها قرابة 90

موظفاً، تحت مسمى "قصّاص أثر" للاستفادة منهم في كشف

غموض الجرائم، والقضايا الجنائية، إلا أن هذا

الاهتمام من "الداخلية"، يظل غائبا عن عدد من

الدوائر الأمنية، التي لا تعرف حتى عن وجود أناس

يقومون بهذا العمل في وقتنا الحاضر! وباتصال بعدد

من منسوبي الأمن العام وأقسام الشرطة في العاصمة

الرياض، تبيّن عدم معرفتهم بوجود قسم يحوي قصاصي

الأثر في وزارة الداخلية، بل إن أحد منسوبي

الشرطة نصح بالبحث عنهم في "قصر الحكم" في الرياض،

وبالاتصال بقصر الحكم ردّ عدد من الموظفين بأن

"المرّية" تركوا العمل، في القصر ولا أحد يعرف عنهم شيئاً!.
القائفون العاملون في إدارة المجاهدين بوزارة

الداخلية بالعاصمة الرياض، هم على أهبة

الاستعداد، ومنهم من يعملون على مدار 24 ساعة،

بحيث يكون قصّاصو الأثر جاهزين عند طلبهم، لاقتفاء

أثر المجرمين، حيث يستلم قسم قص الأثر البلاغ

من أقسام الشرط، وينتقل الأفراد إلى موقع الجريمة.

ويتمثل عمل قصّاصي الأثر بشكل عام بالاطلاع على

آثار المجرم، والاحتفاظ بها إلى حين مطابقة الآثار

مع المتهمين لاحقاً، أو الحضور إلى أقسام الشرط

للتعرف على المجرمين من خلال آثار أقدامهم،

أو ملاحقة الآثار في المناطق التي يمكن اقتفاء الأثر

بها، كالمناطق الترابية. وفي الآونة الأخيرة، استفيد

منهم في تتبّع آثار "الإرهابيين" في الجبال، كما قبض

على عدد من المطلوبين أمنيا في الرياض، بجهد مساعد

من قصاصي الأثر.

مشوار "العرق"

قصة تحديد نسب شاب فقده ذووه وهو صغير، دارت

أحداثها منذ أكثر من 40 عاماً، وكان لها وقعها

في ذاكرة مدير قسم قصاصي الأثر في وزارة الداخلية،

راشد بن صالح العرق، المنتمي لقبيلة "مرّة"، ذلك

أن هذه القضية التي كان شاهدا عليها وهو لم يتجاوز

10 أعوام، أثبتت قدرته على تحديد نسب الشاب

المفقود منذ 25 عاماً، وخلقت بداخل الفتى راشد

تصوّراً عن تحلّيه بموهبة "قصّ الأثر"،

التي وّجدت لديه بالفطرة.

أبو صالح، يروي صحبته مع "القيافة"، قائلا:

إن "مهارة قصّ الأثر تنشأ مع الإنسان

من خلال معايشته للطبيعة، وهي موهبة اشتهرت بها

قبائل "مرّة" التي أنتمي لها، مضيفا "لقد تم ذكر

قصّ الأثر في القرآن الكريم في سورة الكهف، في قوله

تعالى (ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصاً).

وكان والدي صالح العرق أول قصاص أثر في عهد الملك

عبد العزيز". وبعد وفاة صالح العرق، خلفه

في ترّؤس قصاصي الأثر أخوه عبد الهادي، ومن ثم تولى

راشد المسؤولية، حيث تتبعه 5 مجموعات، وكل مجموعة

تتكون من 20إلى 30 فرداً،

وجميعهم يتبعون لوزارة الداخلية.

حكم القائف

الدقة في تحديد الأثر وصاحبه، جعلت عددا من الدوائر الحكومية في عهد الملك عبد العزيز،

وعهد الملك سعود، تأخذ برأي "القائف"،

بحسب ما يبين راشد العرق، خصوصا

مع عدم وجود الأدلة الجنائية سابقاً،

حيث يتم الحكم بالقصاص، وقطع اليد، بناء على

مرئيات وشهادة قصاص الأثر، كما يقول "العرق".

مصاعب القيافة

تطور البناء والعمران المتسع، والتكنولوجيا

الحديثة، كما تبدل أحوال المناخ،

كلها مصاعب تقف أمام القائف في مهامه،

كما يشير "العرق"، حيث "أصبحت ممارسة القيافة

أكثر صعوبة في الوقت الحالي، لاختلاف ظروف الحياة

المدنية، حيث إن الإنسان لم يعد يعيش في الطبيعة

كما في السابق، وهذا أتعب قصاصي الأثر كثيراً".

الطقس بحسب "العرق" من أكثر العوامل صعوبة

والتي قد تواجه قصاصي الأثر، فهو عنصر مؤثر، سواء

بإخفاء الأثر، أو إتلافه، وخاصة الطقس الماطر

بشدة، أو العاصف، دون أن يعني ذلك أن الآثار

سيضيعها الطقس تماما، حيث يمكن التعرف على الأثر

في الأرض الطينية، بل "إنه في كثير من الأحيان تكون

أوضح من مثيلاتها في الأرض الترابية"،

كما يقول "العرق".

تدريس القيافة

هل يمكن تدريس "القيافة"؟

سؤال أجاب عليه باحثان في كلية الملك فهد الأمنية

بالرياض، حيث توصلا إلى عدم إمكانية تدريس

القيافة، وفق منهجية علمية كبقية العلوم،

بحسب آراء 56.1% من العينة المستهدفة.

الدراسة التي أعدها الباحثان العميد حسين الحصيني،

والدكتور منصور المعايطة، شملت 41 شخصاً، يتوزعون

في مدن: الطائف، عنيزة،

الأحساء، بريدة، حرض، خريص، وطبرجل.

وأوضحت نتائج الدراسة أن قص الأثر، ليس تخصصاً

دراسياً يمكن تعلمه من خلال الدراسة النظرية أو

التطبيقية كبقية العلوم، بل هو مهارة خاصة،

يعتمد في أسسه على الموهبة والميول الفطرية،

ويرتبط بقوة الملاحظة والتبصّر لدى هؤلاء الأفراد،

ومقدرة حفظ الأثر في الذاكرة لحين ربط هذا الأثر

مع صاحبه. ويمكن إبراز هذه المهارة وتنميتها

لدى الفرد وصقلها من خلال الممارسة والتجربة

والملاحظة، وملازمة أصحاب الخبرة والمعرفة، وتناقل

الخبرات بين زملاء المهنة، حتى يصبح من أصحاب المعرفة

والإصابة والإجادة، في هذا النوع من العمل الخاص.

كما تبيّن من خلال الدراسة أن مهارة قص الأثر

توجد لدى فئات معينة من أفراد المجتمع،

حيث كان غالبية أفراد العينة ينتمون

لقبيلة "مرّة". وتبيّن أن هذه المهارة يتم تناقلها

من الآباء إلى الأبناء والأخوة، كما بين الأقارب.

ولكنها ليست وراثية، بل مكتسبة.

وكشفت نتائج الدراسة عدم ارتباط هذه المهارة

بالمستوى التعليمي للفرد،

أو وجود قدرات تعليمية عالية.

حيث إن مستوى التحصيل العلمي لدى أفراد العينة

كان متدنياً جداً، وبلغت نسبة الأميين 26.8%، ونسبة

الذين كان تحصيلهم العلمي أقل من الثانوية

53.7%.
إضافة لما سبق، أوضحت الدراسة أن مهارة قصاص

الأثر لا تقتصر فقط على الأماكن الترابية،

أو الأماكن التي عاش فيها أو ألفها "القاف" سابقاً،

بواقع 87.8% من عينة الدراسة ذهبوا إلى هذا

الرأي. بل يمكن لقصاص الأثر ممارسة هذه المهارة

في أي مكان، كما أن دوره يتعدّى تتبع آثار الأقدام،

حيث لم يوافق 56.1% من العينة على اقتصار دور

قصاص الأثر على ملاحظة آثار الأقدام،

كما أن 61% لم يوافقوا على اقتصار دورهم على

معرفة الأثر في الأماكن الترابية فقط.

تفضيل القفاة على سواهم

الباحث الحصيني أشار في حديثه ، إلى أن "القضاء

يعتمد على آراء قصّاصي الأثر بشكل كبير"،

مضيفا أن "هنالك أحد المشايخ يُفضّل

رأي قصاصي الأثر،

على المختصين من حاملي الشهادات العليا".

مؤكدا على أنه "يتم الاعتماد على قصّاصي الأثر في

قضايا الدماء خاصة، حيث يُستفاد منهم

في التعرف على هوية الجناة، من خلال آثار أقدامهم

مثلاً، وتأخذ الجهات الرسمية بأقوال قصاصي الأثر

كقرائن قوية، وتضع المتهّمين في موضع الشبهة والاتهام،

وتُطبّق عليهم العقوبات التعزيرية فقط، ولكنها

لا تصل إلى إقامة الحدود عليهم".

خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!

رد مع الإقتباس

07-28-2011, 11:35 PM

المشاركة 14

ساره الودعاني

كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

مجموع الاوسمة: 1



رغم التطور العلمي والتكنولوجي الكبير، الذي كشف عن وسائل حديثة للتعرف على الأشخاص وتقصى أثرهم، سواء عن طريق البصمة الوراثية (dna) أو غيرها، إلا أن هذا التطور لم يغن عن قصاصي الأثر، خاصة في الأماكن الصحرواية وحيث تكون الرمال.

وعرفت البشرية في بداية تاريخها قصاصي الأثر، هؤلاء الرجال الذين وهبهم الله قوة الملاحظة والبصيرة، فكان لهم الدور الأكبر في كشف العديد من الأحداث والجرائم التي تقع في الصحراء، وقد استمر هذا الدور حتى الآن،حيث تستعين بهم الجهات الأمنية عندما تتعقد الأمور ويحتاجون إلى خيط لفك عقد الجريمة، كما أن القضاء الشرعي لا يتجاهل معلوماتهم بل يعتبرها قرينة قوية في أحكامه، طالما تؤدى هذه المعلومات إلى إيجاد حلول لقضايا تظل غامضة قبل تدخل مقتفي الأثر وقصاصيه.

حكايات تثير الدهشة

وحكايات قصاصي الأثر غالبا ما تثير الدهشة والاستغراب من قوة ملاحظتهم، فمعلوماتهم عن أثر البشر والحيوان والحشرات تدعو إلى الغرابة من حيث الدقة ومعرفة ما يدور حولهم من خلال الأثر.

وروى المواطن علي المحمد من أهالي جبة التي تبعد نحو 103 كيلو مترات شمال غرب مدينة حائل، قصته مع تقصى الأثر، وقال إنها بدأت معه منذ صغر سنه، عندما كان الرعاة يعودون من المراعي، ولم يكن حاضرا لتلك العودة، كان ينظر لأثرهم فيعرف من عاد منهم ومن لم يعد وتطورت بعد أن كبر في السن إلى معرفة دقيقة لأثر جميع من يعرفهم أو أبنائهم ومن يمتون لهم بصلة.

وعن طبعة القدم بالأرض وهل لها دلالة واضحة على هوية صاحبها قال" لا إنما طريقة المشي مقترنة بالأثر فعندما يلبس شخص ما أحذية آخر فإني أكون قد شاهدت طبعت هذا الحذاء من قبل فإني أعرف هذا الشخص وأعرف أنه يلبس الحذاء الخاص بصاحبه وقد أثبت ذلك في وقائع كثيرة من خلال أشخاص حاولوا خداعي".

وأضاف المحمد أن من القرائن الأخرى على الشخص صوته ومنطقه فعندما يتحدث رجل معه من عائلة معينة يعرف رجالها والشخص لا يعرفه تحديدا فإنه يعلم أنه ينتمي إلى هذه العائلة والصوت والمنطق أسهل من عملية الأثر.
المرأة الحامل

وحول إمكانية معرفته للمرأة الحامل والعذراء البكر قال المحمد إن الحامل يدل عليها أثرها فمثلا عندما تكون المرأة حاملاً فإن عقب قدمها يغوص في الرمال من الجهة الخلفية للأثر ......................
وعن قول البعض بأن للجن دورا في تقصي الأثر، نفى المحمد ذلك وقال هذه موهبة من الله يختص بها من يشاء، مؤكدا على أن اقتفاء الأثر والقدرة على معرفته ليست وراثة وإنما يمكن من أراد أن يكتسبها اكتسابها، وقال إنه لا يوجد سوى واحد من أبنائه بدأت تظهر عليه بوادر هذه الموهبة.

وكشف المحمد عن بعض قصصه وقال"أراد البعض اختباري فارتدى أحدهم حذاء الآخر ومشى على جدار المزرعة الخاصة بي حتى وصل إلى قسم البطيخ فنزل من الجدار وأخذ بطيخة ورجع إلى الجدار ومشى عليه عائدا حتى نزل في مزرعتهم المجاورة فشاهدت الأثر وأتيتهم وقلت: هل هذا اختبار لي فأنكروا وقلت هذا فلان يلبس حذاء فلان فقالوا صدقت وأحضروا البطيخة وأكلناها سويا".

وختم المحمد كلامه بأنه على الرغم من معرفته بكثير من الأمور إلا أنه لم يحاول جرح مسلم بها أو إيذائه أو كشف سره.

أثر الماشية

وقال ذياب بن عبدالله الوائل من أهالي جبة والذي اشتهر بفراسة الأثر إنه لا يوجد أثر يشابه الآخر وإنما يمت إليه بصلة على حسب القرابة والإنسان عندما يكون شديد الملاحظة والانتباه فإنها تنمو معه هذه الموهبة حتى يتقنها.

وأضاف أن أثر الإبل أو أثر الأغنام الماعز لا تتشابه فيما بينها وعندما تلاحظها جيدا تجد الفرق واضحا. مؤكدا على أنه يعرف أثر إبلهم وأغنامهم كافة والإبل التي تمر في ذاكرته يحفظها وعند ضياع إبلهم في الصحراء وعند بحثه عنها فإنه يعرف أن أثر أقدام الإبل لهم أو لغيرهم من خلالها فلا يتعب بالبحث عنها.

وحول قدرته على تمييز لون الجمل "أوضح أو أملح" من خلال أثره قال الوايل: إنه لا يستطيع ذلك، ولكن هنالك من يستطيع مثل عائلة "الضبان" الشهيرة والتي تستطيع أن تحدد لون الإبل من خلال الأثر.

ويروي الوايل بعض القصص التي حدثت معه ومنها ما حدث في رحلة برية مع أصدقائه وكانوا قد فقدوا إبلهم في الجهة الشمالية من النفود الكبير ورحلتهم كانت إلى جنوبه فشاهد أثر إبل فقال لأصدقائه إن هذه أثر إبلنا فقالوا له استحالة فالإبل بالجهة الشمالية من النفود ومن المستحيل أن تصل إلى هذا المكان خلال هذا الوقت، وقال: تقصينا الأثر حتى وجدنا الإبل وكانت إبلنا.

قصة أخرى رواها الوايل وقال إنه كان يقوم بجلب الماء إلى ماشيتهم وخلال طريقه مر بأثر لأغنام ليست له فلفت انتباهه أثر إحدى هذه الأغنام وعرف أنها له قد اختلطت مع أغنامهم فسأل الراعي وقال نعم لدينا نعجة ليست لنا فوصفها له فقال نعم هذه أوصافها وأخذها.

وأشار الوايل إلى أن هذه الموهبة متطورة مع مرور السنين وكثرة التجارب فكل عام يكتسب معلومات جديدة تضاف إلى معلوماته السابقة وهي ليست متوقفة عند حد معين.
العقارب والأفاعي

أما مشعل الرشيدان الذي يعرف أنواع الزواحف والحشرات وآثارها، إضافة لمقدرته على التفريق بين العقرب الصفراء من العقرب السوداء، فقال إن الأمر يخيل لمن يستمع إليك بأنه أمر كبير وهو في الواقع أمر سهل يحتاج فقط إلى دقة ملاحظة، فالواقع أن أرجل وأيدي العقرب الصفراء أوسع من العقرب السوداء وهنالك دليل آخر فعند دخول العقرب إلى جحرها فإن العقرب الصفراء لا تدخل إلى جحرها بالمقدمة بل تدخل من جهة ذيلها إما العقرب السوداء فإنها تدخل إلى الجحر من المقدمة وتكون الإبرة والذيل إلى فتحت الجحر.

وعن معرفته بالعقرب حين تكون حاملة للبيض من خلال أثرها، قال: إن معرفتها أمر سهل، فعندما تكون العقرب محملة بالبيض وتمر من خلال مسيرها بأثر لحيوان كبير مثل الجمل، فإن بطنها يسحب مع الأرض ليظهر لك خط متقطع وهذا دليل على أنها محملة بالبيض على ظهرها. وبالنسبة للأفاعي مثلا فإنه في أثرها "عكفة" تشبه الباكورة وهو ما يدل على اتجاهها هل هي قادمة أو ذاهبة وعلى حسب حجم الأثر يدل على كبرها ولا يوجد أثر لأفعى يشبه الأخرى فواحدة يكون بطنها أملساً وأخرى يكون بطنها خشنا وأخرى تكون طويلة والأخرى قصيرة.

وبالنسبة للأرانب البرية يقول إنه يفرق بين الذكر والأنثى من خلال أثرها فالأنثى يكون أثرها عريضاً بينما الذكر يكون دقيقا وطويلا، ونفرق أيضا بين الذكر والأنثى من خلال فضلاتها فالأنثى تجتمع فضلاتها في مكان واحد بينما الذكر تكون فضلاته منتثرة.
رأى الأمن

وإذا كانت هذه بعض قدرات قصاصي الأثر والتي يستفيد منها عادة أهل الصحراء، فماذا عن رأى الأجهزة الأمنية والقضاء فيما يتوصلون إليه من معلومات؟

الناطق الإعلامي بشرطة منطقة حائل المقدم عبدالعزيز الزنيدي قال إن معلومات قصاصي الأثر رغم أنها لا تؤخذ على أنها دليل قاطع في القضايا والجرائم، إلا أنها تؤخذ كقرينة يمكن الاستفادة منها أثناء سير التحقيقات.

وأضاف أن هنالك بعض القضايا التي حلت خيوطها بواسطتهم خصوصا إذا كان الأثر واضحاً وفي وجود متهم ينطبق عليه الأثر المرصود وإما إذا مضى على الأثر وقت طويل فإنه يتعذر عن تطبيق الأثر، مشيرا إلى أنه لا يوجد في الوقت الحالي قضايا شائكة تحتاج إلى تدخل من قبل قصاصي الأثر، ولكن هذا لا يعني الاستغناء عنهم.

ولا يتوقف دور قصاصي الأثر على عالم الجريمة فقط أو الأحداث العادية فأحيانا تستعين بهم بعض الجيوش أثناء إعداد الخطط العسكرية، باعتبارهم أكثر معرفة بخفايا الدروب والأودية الصحراوية.
الأثر والقضاء

أما القاضي بالمحكمة العامة بالأحساء الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز القاسم فيرى أن قصاص الأثر أو القافة أحد طرق الأحكام التي يعتمد عليها في القضاء، وقد عدها العلماء من الطرق الحكمية واهتموا بها ووضعوا الضوابط لاعتبارها وصحة الاحتجاج بها وهو مبسوط في كتب الطرق الحكمية وأدلة الإثبات أمام القضاء، وهي قرينة قوية ما لم يعارضها ما هو أقوى منها، وقال إن فعل النبي صلى الله عليه وسلم، دل على اعتبارها وصحتها، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت "دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرور الوجه تبرق أسارير وجهه فقال: أي عائشة ألم تري إلى مجزز المدلجي ( وكان قائفاً ) دخل فرأى أسامة وزيداً وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض".

وأضاف القاسم أن الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الشريف اعتبر هذه الطريقة وأقرها مما يدل على أهميتها ودورها في الإثبات القضائي، وهذا مبني على الأصل الكبير المقرر في الفقه الإسلامي في باب القضاء وهو أن البينة لا تقتصر على مجرد الشهود فقط، بل البينة هي ما أبان الحق وأظهره من أي طريق كانت، بل ربما كانت بعض الطرق والقرائن أقوى من شهادة الشهود وهذا له تفصيل أطنب فيه المعاصرون عند البحث في وسائل الإثبات ومدى حجيتها.

وعن اعتراف القضاء الشرعي بها قال القاسم "يقودنا هذا الأمر إلى معرفة مدى حجية إفادات قصاص الأثر، فالأصل الاعتداد بهذه القرينة على أنها قرينة لها الحجية والاعتبار ما لم يخالفها ما هو مماثل لها أو أقوى منها وتختلف هذه الحجية من إفادة إلى أخرى فعلى سبيل المثال القرينة الشرعية كقرينة الفراش الواردة في السنة مقدمة على القرينة البشرية".

وأشار القاسم إلى أن الحجية تختلف من قصاص الأثر ذي الخبرة العريقة والذي يشهد له بإصابة الحق عند التجربة مراراً عن غيره من قصاصي الأثر الذين ليس لهم الدراية الكافية في هذا المجال، فلا شك أن الشخص القديم ذا الدراية الكبيرة إفادته مقدمة على غيره. ومن الأمثال المشتهرة لدى العامة "من تردد في شيءٍ أعطي سره".

وقال إن هذه القرينة تختلف بحسب الظروف والملابسات التي تكتنف كل قضية بعينها فإفادة قصاص الأثر إذا أخذت بعد الحادثة مباشرة ومن مسرح الجريمة ليست مثل الإفادة التي جاءت بعد يومٍ أو أيام وبعد تداخل الآثار مما يضعف هذه القرينة وربما وصل إلى حد إلغائها وعدم الاعتداد بها.

وقال "كما أن هذه القرينة قد يعارضها من الأدلة والقرائن الأخرى التي تقود إلى الشك بها أو قد تضعفها مما يجعل المحكمة التي تنظر في القضية قد تلجأ إلى الترجيح بين الأدلة حسب ما يظهر من ملابسات كل القضية وظروفها، كما أن دور إفادة قصاص الأثر يختلف بحسب الحاجة إليه في القضية، فإذا أقر الجاني بتواجده في مكان معين وجاءت إفادة قصاص الأثر مطابقة لإقرار الجاني لم يكن لها كبير الأثر بخلاف ما لو أنكر حضوره للموقع وأفاد قصاص الأثر بتواجده وتطابق الآثار المرفوعة من مسرح الحادث على آثار الجاني كان لها الأثر البالغ الذي قد يغير مسار القضية".

وقال الشيخ القاسم إنه ينبغي أن يعرف بأن علم اقتفاء الأثر قد تطور تطوراً كبيراً في الوقت الحاضر وصار مبنياً على قواعد علمية دقيقة وحسابات طبية فائقة التطـور والتقنية، وهو ما يعرف في الوقت الحــاضر بعلم البصمة الوراثية أو الحمض النووي " dna "، ولم يعد التعرف على الأثر قاصراً على أثر الأقدام كما كان في السابق بل امتد معرفة أثر الدم والعظم وجذور الشعر والمني وخلايا الفم وغيرها، وبناءً عليه فإن قرينة قص الأثر إذا كانت مبنية على الحدس والخبرة ليست في مستوى قوة القرينة العلمية التي تنبني على أسس ونظريات قل ما تخطئ أو قلما يعتريها الشك.

وقال "عموماً إن هذه القرينة في الأصل قرينة قوية معتبرة وأما مدى حجيتها ومستوى درجة الاحتجاج بها فإنه يعود للمحكمة التي تنظر في ملابسات القضية المنظورة ومدى اطمئنانها لهذا الدليل أو غيره من الأدلة المقدمة إلى القضاء ولا يمكن إصدار حكم عامٍ لكل قضية لاختلاف الظروف والوقائع في كل قضية عن أخرى".

وعن وجود قضايا تم الحكم فيها اعتمادا على قصاصي الأثر أضاف القاسم أن بعض القضايا بالمحاكم مليئة بإفادات قصاصي الأثر سواء بمفهومها القديم المبني على الخبرة أو التمرس في اقتفاء أثر الأقدام أو بتقنيتها الحديثة المبنية على تحليل البصمة الوراثية، وقد أدى تطور هذا الفن إلى كشف الكثير من الجرائم والحوادث وتم الاستناد إلى إفادات أهل الخبرة بقص الأثر أو الحمض النووي في كثير من الأحكام.

وقال: مما تشكر عليه وزارة الداخلية اهتمامها بهذا الجانب فهي بدأت من حيث انتهى الآخرون وتسعى بشكل نشط وملموس لمواكبة ما توصل إليه العلم الحديث في مجال البصمات الوراثية أو الحمض النووي، ودائماً ما تقوم بتطوير وسائل كشف الجرائم بمستوى عالٍ يفوق كثيراً ما توصلت إليه أساليب المجرمين في ارتكاب الجرائم. ودعا القاسم إدارة الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية لعدم الاكتفاء بتسجيل البصمة الوراثية لمن تصدر عليهم عقوبات وتسجل عليهم سوابق، بل لا بد من استيعاب شرائح أكبر من المجتمع لتسجيل البصمات الوراثية الخاصة بهم فكلما تم توسيع النطاق في أخذ البصمة الوراثية أو الحمض النووي من عموم المجتمع كان ذلك أجدى وأنفع لكشف الجرائم مستقبلاً.

رد مع الإقتباس

07-29-2011, 12:01 AM

المشاركة 15

ساره الودعاني

كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

مجموع الاوسمة: 1



كشف العديد من الجرائم ولا علاقة له بالجن
الجزيرة تحاور أشهر قصاصي الأثر في المملكة رمثان الشمري
ساهمت في تقليص عدد المتسللين لأراضي المملكة أثناء عملي في حرس الحدود * حوار : منيف خضير الضوي
رغم تطور أساليب الجريمة في العالم على مر العصور إلا أن أساليب الكشف عنها تطورت أيضاً فظهرت الأجهزة الحديثة المتطورة, وظهر علم البصمات ورغم ذلك لا تزال العديد من القضايا في العالم بأجزائه المتباعدة تقيد ضد مجهول، لكن فني قصاص الأثر وكيل رقيب متقاعد من سلاح الحدود بمحافظة رفحاء بالحدود الشمالية رمثان بن زيد بن زويمل الشمري,, لا يعرف المجهول,, اسمه كفيل بالكشف عن أكثر الجرائم تعقيداً,, منحه الله ذكاءً متقداً وفراسة بارعة في تتبع واقتفاء الأثر,, لاحقته الشائعات فقالوا: يستخدم الجن واتهموه باتخاذ القيافة عذراً يخفي خلفه الطلاسم, ولكنه رغم ذلك مؤمن بربه، واثق الخطوة، يقدم خدماته للوطن رغم التهديدات التي تلاحقه من المجرمين,.
رمثان بن زيد الشمري يحتفظ في ملفه الخاص بخمس وعشرين شهادة شكر وتقدير نظير كشفه لجرائم عدة، ولكن بكل تأكيد الجرائم التي شارك فيها يزيد عددها عن هذا الرقم بأضعاف كثيرة!! ماذا قال عنه جيرانه؟ كيف يتعامل مع أبنائه؟ وهل يجرؤ أحدهم على سرقة شيء من المنزل كعادة الصغار ؟! ما حكاية الطفلة التي هربت عبر الحدود العراقية؟! وكيف اكتشف خيط الجريمة في الرجل الذي أحرقوه مع سيارته؟! وما حكايته مع الطلاب الذين سرقوا أسئلة الاختبارات في مدرسة ابتدائية؟!
ترى ماذا ستقولون انتم عنه بعد قراءة هذا التحقيق؟!
البطاقة الشخصية:
رمثان بن زيد بن زويمل الشمري وكيل رقيب متقاعد فني قصاص أثر في سلاح الحدود بمحافظة رفحاء برقم 814، وعمل متعاوناً مع شرطة محافظة رفحاء برتبة عريف ، الحالة الاجتماعية: متزوج، عدد الأبناء: 5 ، عدد البنات: 6.
ورثت الموهبة عن خالي!!
* كيف اكتشف رمثان في نفسه موهبة قص الأثر ؟!
كان ذلك مبكراً جداً، وأنا صغير، وورثت ذلك من اخوالي فهم بارعون في قص الأثر وتتبعه ومعرفة أنواعه, وبرعت أنا وعمري تحديداً 15 سنة وابن خالتي عقيل المظهور في ذلك اما شقيقي محمد فهو لا يستطيع تمييز حتى أثره هو رغم اننا أشقاء!!
ويضيف: واخوالي برزوا في تتبع الأثر فقط، وإذا رأينا الأثر استدلينا على صاحبه ولا شيء عندنا غير ذلك، وأنا بدأت أول الأمر بالتعرف على آثار أفراد عائلتي واخوتي والجيران ثم تطور الأمر بعد ذلك وأصبحت كما ترون الآن.
* هل ساهم أحد من اخوالك بتعليمك هذه الموهبة؟!
نعم أنا عاصرت خالي الذي ورثت منه هذه الموهبة ولكن أؤكد لكم أن أثر الأقدام متى ما كان واضحاً فالأمر لا يحتاج إلى تعليم هي موهبة من الله يعطيها من يشاء، ولكن خالي لفت نظري لبعض الأشياء منها طول القدم يحدد طول صاحبها كذلك القدم ذات الأثر المضغوط من جهة دون أخرى تدل على أنها امرأة حامل,, الخ.
والآثار أنواع منها الحنف، والعدل، والحَوَس, وقدم المرأة تختلف تماماً عن قدم الرجل ولا مجال للتشابه بينهما.
* يقال إنك تستطيع التفريق بين قدم البكر والثيب؟!
الفتاة البكر قدمها تختلف تماماً عن المتزوجة,, فالبكر أثرها يشبه لأثر الرجل من ناحية قوة تأثيرها في الأرض, عكس الحامل مثلاً أو المتزوجة التي يكون تأثيرها على الأرض غير مستقيم لعدم قدرتها على الاستقامة أثناء المشي فيظهر أثرها متقطعاً، وخصوصاً عند باطن القدم، باختصار الفرق شاسع جداً عند العواريف !!
* وماذا عن أثر الحيوانات,, والسيارات؟!
الحيوانات أيضاً استطيع تمييز أثرها ولا مشكلة عندي، ولقد تتبعت آثار العديد من الأغنام وتمكنت من العثور عليها رغم اختلاط اثرها بآثار أغنام أخرى، وذات صباح أتاني شقيقي وقد بدت عليه آثار القلق، فتظاهرت بأنني أريد النوم مازحاً معه، فصاح في وجهي قائلاً: أنا ماخوذ وأنت تبي تنام,, الغنم مسروقة!! فقلت له: لن أذهب معك حتى أشرب ماء أو أفطر! أبي أرفع ضغطه , وفعلاً ذهبت مع شقيقي وتتبعت آثار الأغنام ووجدت آثارها قد اختلطت بآثار غيرها وبآثار حيوانات أخرى كالحمير والكلاب,, وبعد مدة وجدتها في مكان بعيد في الصحراء!!
أما السيارات فأظن أن الجميع يفرق بين أثرها لأن خطوط الاطارات مختلفة عن بعضها فالداتسون يختلف عن الهايلكس وهكذا,, ولكن ما يميزني عنكم انني أستطيع تحديد الأثر حتى مسافات بعيدة جداً, كما استطيع تحديد جودة السيارة ومدة الأثر وأشياء أخرى ترجع للفراسة.
واحتفظ بالعديد من الشهادات والخطابات الرسمية التي تؤكد ذلك منها الخطاب الذي تلقيته من مدير مباحث رفحاء الملازم أول/ عبدالله بن ثامر النزال بتاريخ 17/2/1404ه عندما تعرفت على السيارة التي كان يستخدمها صاحبها لتهريب أشخاص أجانب إلى داخل المملكة.
وكذلك الخطاب الذي تلقيته من المقدم / فهد بن ناصر الدرع قائد قطاع سلاح الحدود برفحاء بتاريخ 27/12/1417ه حينما قطعت 25 كم قرب مركز الظهرة الحدودي لتتبع اثار دواب وسياكل وأشخاص وعثرت خلالها مع الدورية على عدد كبير من الممنوعات, كما تابعت أيضاً أغنام للمدعو الحميدي الشلاقي بطول 30كم حتى عثرنا عليها, والأغنام الضائعة لعبيد الرياعي ولدي شهادة بالحادثتين من مدير شرطة محافظة رفحاء بالنيابة ملازم أول عبدالله بن إبراهيم الهزاع.
أبنائي كلهم مثلي!!
أبو سليمان: هل يوجد أحد من أبنائك وبناتك يمتلك الموهبة نفسها؟!
نعم كل أبنائي الذكور مثلي، ولدي بنت واحدة تعرف الأثر أما الباقيات فلا ولكن أولادي لا يرغبون هذه المهنة والموهبة وكثيراً ما ينهونني عن ذلك، ولكن أقول لهم: أنا رمح قد انطلق,, فلا فائدة من ذلك!! والسبب في انزعاج أبنائي هو كثرة الناس الذين يفدون إليّ من كل مكان من جدة والشرقية والقريات والجنوب، وقبل أيام وجدت ثمانية رجال عند ابني الأكبر في منزلي وقلت لهم من يمتلك أثراً واضحاً يذهب ويطلبني عن طريق الشرطة، ومن لا يمتلك أثراً فليتوكل على الله!!
انطلقت من جيزان
* متى بدأت بالضبط بالتعاون مع شرطة رفحاء؟
لا أذكر بالضبط ولكن منذ أكثر من 15 عاماً، وعملت في الشرطة برتبة عريف وبرقم 36، ويضيف أبو سليمان وقبل التحاقي بشرطة محافظة رفحاء كنت في جيزان أعمل في سلاح الحدود وكان ذلك قبل أكثر من 15 سنة، وحدث أن سرقت بيوتات كثيرة في الحي الذي أسكنه، كما سُرق من جاري مبلغ 3000 ريال، وكانت تعادل 30,000 ريال في ذلك الوقت وطلب مني جاري المساعدة وكان يعرفني جيداً، وتتبعت أثر السارق حتى وصلنا اليه وأخبر صاحبي الأمير السديري الذي طلب مني ان أتعاون معهم براتبين وكان موجود وقتها عبدالله العيد من أهالي حائل وهو رئيس الأخوياء ، ولكني رفضت بسبب الخوف لانني غريب في تلك المنطقة.
* ما شعورك اذا استدعيت في جريمة قتل أو سرقة,, هل تتضايق مثلاً؟!
اذا كانت الجريمة سرقة مثلاً فأنا أفرح لانها في خدمة الوطن والمواطن وسعادتي لا توصف إذا قدمت عملاً خيراً للمواطنين، ولكن جرائم القتل والجرائم الكبيرة لا أخفيك سراً انني لا أرغب المشاركة فيها، وأتمنى أن تكشفهم الشرطة دون اللجوء إليّ, حتى أهلي وعائلتي يتضايقون معي ويستنفرون خوفاً على سلامتي، وخصوصاً انني أحياناً أقضي أياماً طويلة خارج المنزل، كما أنني أسافر كثيراً.
قتلوه وأحرقوه داخل سيارته!
* ما أصعب الجرائم التي كشفها رمثان عبر مسيرة حياته؟!
الجرائم الغامضة التي اكتشفتها كثيرة جداً وملفي يحتوي على أكثر من 26 شهادة اثبات مشاركتي ونجاحي في كشفها أما أصعبها على الاطلاق، فهو جريمة قتل لشخص في الصحراء شمال حزم الجلاميد بخمسين كيلو متراً يوم 17/1/1410ه وبعد عدة أيام على وقوع الجريمة التي نقل فيها الجناة المجني عليه بعيداً عن مسرح الجريمة وأحرقوه مع سيارته بشكل كامل حتى تظن السلطات انه حادث حريق عادي, وقد استعانت شرطة الحدود الشمالية وقتها بقصاص أثر من المناطق المجاورة مختص فلم يتعرف على الجناة، ثم طلبتني الشرطة وعند السيارة المحروقة شاهدت أثر الجاني وتتبعته على مسافة خمسين كيلاً, ووجدنا بادية وبيوت شعر وبعد استجواب الرجال كنت أنا اتتبع الأثر في المنازل حتى وجدناه وبعد التحقيق معه اعترف بجريمته فوراً وبعدها منحني مدير شرطة منطقة الحدود الشمالية وقتذاك اللواء عبدالله بن سعد الصباغ شهادة تقدير تثبت نجاحي في كشف الجريمة.
وهناك حادثة أخرى وهي لطفلة تاهت في الصحراء قرب حدود العراق مع المملكة ودخلت عبر المناطق الحدودية ب 25 كم وتتبعت أثرها واعدتها لوالدها وقد انهكها التعب وسالت الدماء من قدميها جراء المشي الطويل على الحجر وهي حافية.
الطلاب وأسئلة الاختبارات
ويضيف أبو سليمان ومن الجرائم الطريفة حدثت عملية سرقة لمدرسة عمرو بن العاص الابتدائية برفحاء بتاريخ 18/8/1413ه وطلبني مدير المدرسة عياد بن حمد الشبيكان عن طريق الشرطة وكانت المسروقات عبارة عن اسئلة للاختبارات,, وقد عرفتهم من وقع أقدامهم وهم أربعة طلاب من المدرسة نفسها!!
ومن الجرائم التي كشفتها قضية عمالة أجنبية تعمل في شركة كهرباء رفحاء وقد عطلوا المعدات الآلية باهظة الثمن وذلك احتجاجاً على تأخر مرتباتهم، وقد تعرفت عليهم من بين العمال!!
كذلك قضية سرقة الأغنام من منطقة الصمان وبعد متابعة آثار الجناة من خلال سياراتهم تم القبض على سيارة وانيت في منطقة المجمعة واتضح ان الأغنام في منزل بشقراء,, وأيضاً هناك قضية قتل لسعودي في رفحاء حيث ظل الجاني مختبئاً طويلاً حتى تعرفت عليه من أثر أقدامه.
وتعرفت كذلك على فلبيني متهم بسرقة اسفلت من مؤسسة برفحاء,, وغيرها الكثير,, الكثير وكلها مثبتة بشهادات رسمية والأخيرة معتمدة من مدير شرطة محافظة رفحاء العقيد عبدالسلام بن محمد العلاوي.
الجرائم سابقاً أكثر من الآن!!
* سألنا رمثان: أيهما أكثر وقوعاً الجرائم سابقاً أم الآن؟!
الجرائم سابقاً أكثر بكثير، والسبب يعود إلى تطور أجهزة الأمن الحديثة وبراعة رجال الأمن في المملكة بقيادة رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز.
والآن في رفحاء وتحديداً في الأحياء القريبة من منزلي لا توجد جرائم حقيقية, ومعظم السارقين إذا علم أنني قادم يقوم بارجاع المسروقات وهذا حدث كثيراً، وقبل أيام أتاني رجل من الرياض وأخبرني أن والده سُرق منه أربعين ألف ريال فقلت لابنه: غداً ان شاء الله سوف أسافر لكم, ولما جاء الغد اتصل بي صاحب المبلغ المسروق قائلاً: لا تأتي إلينا لأن المبلغ وجدته كاملاً في سيارتي!! وحدث هذا الشيء في مناطق كثيرة,, وأتذكر انني كنت قادماً مرة من حفر الباطن فإذا بسيارة رسمية تنتظرني وقالوا هناك سرقة في عرعر وهي عبارة عن سيارة فورد ، ولما اجتمعت بعدد من المتهمين قلت لهم على سبيل المداعبة: السارق الآن في نظري مثل كلب الصيد السلوقي الذي كنت أمتلكه أيام زمان وكنت أظن أن يصيد الأرانب اذا انطلق عليها ولكنه كثيراً ما يخيب ظني!! وطلبت من السارق أن يعيد المسروقات دون أن أحدده حتى لا أحرجه أمام زملائه وفي الغد هاتفني أحد المسئولين مؤكداً ان المسروقات وجدوها في مكانها!!
عادتي أن اتستر على السارق
* يلاحظ عليك أنك لا تخبر أصحاب المنازل المسروقة باسم السارق,, لماذا؟!
أنا لم أضر أي واحد في حياتي ويشهد الله على ذلك, و الدين يا ولدي أمرنا بالستر والسارق في لحظة شيطانية أخطأ, واذا عاد إلى صوابه وأعاد المسروق فانا استر عليه, أما اذا تمادى وأنكر فأحياناً اضطر لفضح أمره!!
وحدث أن أعاد لي أحد السارقين مبلغاً من المال كان قد سرقه وطلب مني عدم فضح أمره وكافأته على توبته تلك بخمسمائة 500 ريال من المبلغ المسروق بشرط ألا يعود إلى ذلك وأخبرت أصحاب المال فلم يمانعوا!!
ويضيف أبو سليمان واذا كانت السرقات في محيط العائلة فلا أخبر أحداً لأنها أسرار بيوت، ومعظم السرقات لا أخبر بها أحداً بعد أن أتأكد من عودة الحق لأصحابه وغالباً ما أذهب للسارق وأتفاهم معه وأجده يعيد ما سرقه بشرط أن أستر عليه,, وبعض السارقين ولله الحمد علاقتي بهم جيدة الآن بعد توبتهم وكأن شيئاً لم يحدث وبعض السرقات للأسف الشديد تكون بين زوج وزوجته أو ولد وأبيه,, ولكنها قليلة ولله الحمد في مجتمعاتنا المسلمة وان حدثت فهي على سبيل الشواذ!!
لا أتعامل مع الجن
* البعض يتهم رمثان بأنه يتعامل مع الجن,, ماذا تقول لهؤلاء؟
لا والله,, لا والله, لا والله كررها ثلاثا ,, ولكن الناس أصابها الخوف وأمثالي قصاصي الاثر تطاردهم الشائعات,.
* ولكن هناك من يقول: انك تدخل المنازل المفروشة بالكامل دون وجود أثر ,, ومع ذلك تكشف الجريمة!!
قاطعني غاضبا: لم يحدث ذلك على الاطلاق, والناس يظلمونني في ذلك وكثيرا ما اخبرت أصحاب المنزل المسروق انهم اذا لم يجدوا آثار أقدام فلا يأتوا اليّ.
* هل يعني ذلك ان هناك جرائما لم تكتشفها؟
أوه,, كثير جدا، واذا لم أجد أثرا فصدقوني لا أعرف شيئا.
* أين ينحصر نشاطك؟! هل هو محصور بالمحافظة والمنطقة أم يتعدى ذلك؟!
أنا أُطلب في كل مناطق المملكة تقريبا في الرياض وجدة وحائل وتبوك والاحساء والقريات,, الخ أما خارج المملكة فلم يحدث ان طلبني أحد.
* هل يضايقك وجود جريمة تطلب لها خارج المنطقة؟
في الحقيقة أنا أفكر في المواطن دائما, وأنا لا اتضايق من الذهاب بعيدا عن عائلتي اذا كان ذلك في صالح الوطن والمواطن, وجريمة السرقة لا أتردد في الذهاب اليها رفقا بالمواطنين ومساعدة لهم,, أما جرائم القتل فكما ذكرت سابقا لا أرغب المشاركة بها لخطورتها واستغراقها أوقاتا طويلة,, وأتمنى ان يكتشفها رجال الأمن بدوني وهم عموما يفعلون ذلك الا ما ندر من الجرائم الغامضة.
علاقتي بأبنائي جيدة!!
* كيف تتعامل مع أبنائك وخصوصا الصغار حينما يخفون عنك شيئا؟!
أتعامل معهم بشكل جيد وعلاقتي بهم مبنية على التربية الاسلامية، وأولادي ولله الحمد لا يكذبون عليّ ولا يخفون عني شيئا ولقد ربيتهم على ذلك, وان حدث وأخفى أحدهم عني شيئا ولم أجد أثرا فلا أعرفه,, أما اذا وجدت أثرا فعقابه سيكون شديدا.
وليس أبنائي من يتعامل معي بهذا الصدق حتى أبناء جيراني يخافونني واذا سرقوا شيئا يسارعون باعادته وكأنهم يتذكرونني للتو!! يضحك,.
لم يُسرق مني شيء طوال حياتي!!
* هل سبق وأن تعرضت للسرقة,, أو تعرض منزلك لها؟!
لا,, ولله الحمد لم اتعرض للسرقة طوال حياتي ومنزلي كذلك لم يسرق.
* كيف تتصرف لو سرق منزلك؟!
أحاول ان أبحث عن السارق من خلال الأثر,, واذا لم اتمكن من معرفته استعين بالشرطة كأي مواطن عادي.
* أبو سليمان كيف هي علاقتك بزوجتك,, هل تخاف منك مثلا؟
ضحك,, من يسمع سؤالك يعتقد انني جني,, علاقتي عادية جدا بزوجتي وبناتي وسبق ان تزوجت امرأتين غير أم عيالي وطلقتهما لأسباب عادية ليست لها علاقة بموهبتي أو مهنتي وانا وام سليمان سمن على عسل!!
لا أبحث عن المال
* عماذا يبحث رمثان من وراء هذه المهنة,, هل هي الشهرة أم المال؟
لا والله كررها ثلاثا لا أبحث عن كل ذلك ومن يعرفني جيدا ويشاهد وضعي المعيشي يدرك ذلك, وأنا أكون في غاية السعادة حينما أساعد مواطنا سرقت أمواله ظلما بعد ان تعب في جمعها ليطعم أولاده ومن يعول,, وأحيانا يطلب مني بعض الرجال الفزعة فأذهب معهم دون مقابل، وحتى في عملي لا آخذ مكافأة فقط اكتفي بمرتبي.
ذات يوم استنجد بي رجل من حفر الباطن سرقت أغنامه الكثيرة جدا، وذهب معه مري ومعه شرطة دون فائدة فذهبت معه لحفر الباطن وتتبعنا الأثر حتى وجدنا غنمه قد وصلت قرب الحدود العراقية ثم عادت الى داخل المملكة بسيارات وكانت تلك الأيام تخللها المطر, وبعد أيام من البحث وجدت الذي أخذ الأموال وطلبت منه اعادتها فسألني من أنت؟ فقلت: رمثان.
عرفني حالا وأقسم بالله انه يظنها متسللة من الحدود العراقية ووجد أناسا يحملونها فسألتهم فقالوا اشتريناها وشاركتهم على هذا الأساس, والآن سأعيدها كاملة الى صاحبها واستحلفك بالله ان تستر على قصتي فوعدته بذلك وفعلا أعادها كاملة لصاحبها.
* وبماذا كافأك صاحبها؟
والله يا ابني لم يعطني ريالا واحدا,, وقس على ذلك.
* كيف ترى تعاون الشرطة معك,, وحمايتهم لك؟
في القضايا التي يطلبونني فيها طبعا يتعاونون معي بشكل كامل، ويوفرون كافة امكاناتهم لخدمة القضية,, وأثناء وقوع جرائم معينة اشارك الشرطة فيها فكانوا يراقبون منزلي من حين لآخر وشرطة المنطقة ولله الحمد تبذل جهودا طيبة بمتابعة من سمو امير منطقة الحدود الشمالية عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود.
* ما الشهادات التي حصل عليها رمثان الشمري؟!
الشهادات كثيرة جدا كما ترى ولكن من أبرزها شهادة رقم 13105 من مدير الامن العام فريق اول عبدالرحمن آل الشيخ وذلك نظير كشفنا لجريمة قتل حدثت بتاريخ 17/1/1410ه وأخرى من نفس مدير الامن العام برقم 15846 بتاريخ 10/8/1411ه.
وعلى شهادتي شكر وتقدير من مدير عام سلاح الحدود الفريق ركن احمد بن عبدالمحسن البهلال واحدة بتاريخ 21/1/1410ه وأخرى بتاريخ 23/1/1409ه, وشهادة تقدير من الدرجة الثالثة من مساعد مدير الأمن العام لشؤون العمليات اللواء حمد بن عبدالله العريفي برقم 7154 وتاريخ 11/4/1409ه.
وشهادة شكر من العميد ركن عبدالله بن جاسر الأحمدي قائد مخيم اللاجئين برفحاء بتاريخ 1/2/1415ه.
وأخرى من قائد مركز شرطة اللاجئين المنتدب العميد عبدالحميد أبوبكر برناوي برقم 194 وتاريخ 26/8/1413ه, وخطاب من المقدم سعيد بن تركي السبيعي قائد كتيبة الشرطة العسكرية الخاصة برفحاء في 1/2/1415ه والعديد العديد من خطابات الشكر وهي تزيد عن 36 خطابا في ملف المذكور من أبرزها خطاب من مدير شرطة منطقة الحدود الشمالية اللواء عبدالله بن سعد الصباغ، ومن أمير رفحاء السابق ابراهيم الهزاع رحمه الله ومن قائد قطاع سلاح الحدود برفحاء فهد بن ناصر الدرع وهي كثيرة جدا ومن مدير المرور السابق برفحاء بندر بن محمد المخلف، ومن العديد من مديري شرطة المحافظة الذين تعاقبوا على هذا المنصب ومنهم العقيد عبدالمجيد طاشكندي، والعقيد عبدالسلام العلاوي، والعقيد حامد مدني والمقدم فهد الصمعان، والنقيب غازي العنزي، والنقيب عثمان الشهري، والملازم أول ابراهيم الهزاع، وغيرهم كثير.
كما انني أحتفظ بملفي والحديث لرقعان بالعديد من الشهادات التي تثبت مشاركتي في كشف جرائم وحوادث معينة ومن أطرفها من مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية برفحاء من مديرها الأستاذ عياد بن حمد الشبيكان بتاريخ 18/8/1403ه بعد سرقة أسئلة الاختبارات من عدد من طلاب المدرسة, ومن مدير مباحث رفحاء الملازم أول عبدالله بن ثامر النزال بعد ان تعرفت على سيارة كان قائدها يهرّب الأشخاص العراقيين بطريقة غير نظامية الى أراضي المملكة بتاريخ 17/1/1404ه.
* أبو سليمان ماذا تريد ان تقول في ختام هذا اللقاء؟!
قال مازحا: أنتم عاد تنفعوني,, ولاّ بس تكثرّون علينا الناس ,.
مضيفا انه سعيد بخدمة الناس حتى ولو كان ذلك على حساب راحته ووقته وأمنه,, وقال أيضا: أشكر ولاة الأمر في البلاد على ما وصل اليه الأمن في بلادنا من تطور وتقدم والدليل على ذلك انخفاض مستوى الجريمة في بلادنا مقارنة بالبلاد الأخرى وهذا كله بفضل الله ثم بفضل متابعة سمو سيدي وزير الداخلية وسمو نائبه الكريم,, وأشكركم على هذا اللقاء وكل عام وانتم والمسلمون بخير وعافية.
ماذا قال عنه أبناؤه وجيرانه؟!
* الابن الأكبر / سليمان بن رمثان الشمري شرطة محافظة رفحاء يقول عن والده: انه رجل متدين وملتزم وصادق في تعامله مع الآخرين, ولا يزال يقدم خدماته للمواطنين دون ان يكون قد استفاد شيئا بالمقابل، وهو يصر على ذلك خدمة للوطن، ويضيف سليمان: منذ نعومه أظفاري وأنا أشاهد الناس يفدون لوالدي ويذهب معهم واحيانا يغيب أياما كثيرة وكلما سألت والدتي قالت: أبوك مسافر!!
وكنت وقتها لا أفهم شيئا، أما الآن أدركت ان الثمن الذي قدمه والدي دفعناه نحن من راحتنا واستقرارنا فالناس تتوافد بكثرة لمنزلنا وهذا الشيء يضايقنا!!
ويقول سليمان: والدي عودنا على الصدق وعلى الأمانة ولا أذكر انني أخفيت شيئا عنه وأنا صغير ولم أفكر في ذلك فأنا اعتبره صديقا لي,.
ويضيف ساخرا: واذا لم اعتبره كذلك فانا الخسران على أية حال!!
* كاسب بن مشل الشمري جار رمثان منذ أكثر من عشرين سنة يقول: لم أر منه الا كل خير فجزاه الله عنا خير الجزاء الحقيقة ان منزلي لم يسرق منذ عرفت رمثان وحتى أولادنا اذا سرقوا شيئا كتصرف عادي ينم عن شقاوة الأطفال نخوفهم برمثان!!
* أما ابنه زيد أكثر أبنائه شبها به وهو طالب في المرحلة الابتدائية فيقول: الطلاب لا يتجرأون في المدرسة على المزاح معي، وأشعر ان الجميع يخافون مني ولديهم شعور بأنني أعرف ما يفكرون به,, وكل ما في الأمر انني أعرف الأثر فقط ولكنني لست كوالدي، فهو يعرف أشياء لا أعرفها أنا ولا أخوتي فوالدي له فراسة وذكاء وربط للأشياء ببعضها يصعب ان نصل الى مستواه ويعود زيد للحديث عن زملائه في المدرسة قائلا: أنا أستغل ذلك على سبيل المزاح معهم وأقول انني أعرف أسماء أمهاتكم وأخواتكم!! وأتفاجأ بالشائعات والحكايات الغريبة تُنسج حولي,, وأنا سعيد بذلك واتنفس الصعداء بعد ان أدركت انني أصبحت مشهورا في مدرستي!!
* أم عبدالله احدى ساكنات الحي الذي يسكن فيه رمثان تقول أتيته مرة في جريمة سرقة، ولما عرفني وسلم علي بحرارة وقال: المسروقات عند احدى زائراتك ولن أخبرك بها لأنني لو أخبرتك بها فلم تذهبي اليها لمكانتها في نفسك,.
وكانت أم عبدالله تظن في البداية ان ابنها الذي سافر في نفس اليوم هو الذي أخذ المال,, وتتساءل أم عبدالله: كيف عرف رمثان ذلك وهو لم يذهب معي ولم يشهد أثرا؟!
حكايات وطرائف رمثانية
* انتشر بين الناس أن أكثر أبناء رمثان شبها به ابنه الثاني ناصر وهو شاب في العشرينات له محاولات جيدة في كشف جرائم أصدقائه مثل سرقات أشرطة الأغاني من سياراتهم وسرقات أشرطة الفيديو، وسرقات الاستراحات والمخيمات,, وناصر يستطيع التعرف بسهولة على من يقوم بتكسير عوارض قائم المرمى فريق الحارة.
لذلك يلجأ كثير من أصحاب المخيمات البرية خوفا من سرقة مخيمهم الى كتابة عبارات على خزان المياه التانكي تدل على ان المخيم لناصر، أو انه قاط فيه!!
مثل عبارات ذكريات الشباب ناصر رمثان وفلان وفلان,, أو هذا المخيم لناصر رمثان,,
أحد الظرفاء وجد مثل هذه العبارة في أحد المخيمات فكتب عليها: قديمة!!
* في أحد المخيمات البرية قالوا لصاحب المخيم: يا أبو فلان ما رأيك اننا نستطيع احضار حذائك لو أخفيته في أي مكان في البر,, فقال : في أي مكان؟! قالوا: في أي مكان؟!
قال: أتحداكم , ولم يكن يعرف رمثان، ورمثان كان موجودا في المخيم,, وفعلا ذهب اثنان من الرجال وأخفوا الحذاء في مكان بعيد عن المخيم في ليلة من ليالي الشتاء الباردة, وقال لهم صاحب المخيم: يا الله ورّوني!! فطلبوا من رمثان الذي وافق تحت الحاحهم البحث عنها,, وماهي الا دقائق حتى عاد يحملهما الحذاءين فدهش الرجل وخسر التحدي وجن جنونه يريد ان يعرف كيف عرفها هذا الرجل,, فقالوا له: هذا رمثان الشمري,, ألم تسمع عنه؟!
لحظتها فقط,, ضحك كثيرا مؤكدا انه شرب المقلب,, فهو يسمع عن رمثان جيدا ولكنه لام الجميع لأن التحدي مع رمثان تحد غير متكافىء!!
وأخيرا ,, من المحرر
في أرقى بلاد العالم كثيرا ما تقيد الجريمة ضد مجهول !! هذا دليل قاطع على ان الجريمة تتطور بتطور أساليب الكشف عنها,, ومهما تطورت أساليب الكشف عنها فان الغموض في كثير من الجرائم يشكل قلقا بارزا للأجهزة الأمنية في كل بلاد العالم.
القيافة,, وتتبع الأثر,, والفراسة مواهب إلهية لا تعترف بالأدلة الحديثة,, فهي لا تحتاج الى بصمات أو أجهزة تصنت أو كلاب بوليسية.
رمثان بن زيد الشمري حباه الله بهذه المواهب، ومنحه الله خلقا وصدقا وحبا لوطنه ومليكه يشارك منذ أكثر من خمسين سنة في استتباب الأمن في بلاده,, والشهادات التي هي في ملف العريف رقم 36 بشرطة محافظة رفحاء ووكيل الرقيب رقم 814 المتقاعد من سلاح الحدود برفحاء تثبت ان ما قام به رمثان ليس بالشيء الهين.

رد مع الإقتباس

07-29-2011, 08:43 PM

المشاركة 17

جودي الزين

قـرص العسـل ..



اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره الودعاني

مساء الخير أستاذ أيوب

الى أن يحضر هنا من يزيد على الموضوع بمشاركة وجدت هذا التقرير

لم يكن الجيولوجي الأمريكي ماكس ستاينكي، ليخوض

تجربة التنقيب عن النفط في المملكة، دون الاستعانة

بشخص ذي فطنة ودراية بخبايا الصحراء،

فكان "خميس بن رمثان"، أحد أهم أسماء قصّاصي الأثر

السعوديين في حقبة الثلاثينات، والذي ساهم مع أول

فريق للتنقيب عن النفط، للكشف عن بواطن الأرض،

وما تكتنزه من "الذهب الأسود"، فكان النتاج "بئر

الخير" في مدينة الدمام، التي ضخت ما معدله 1585

برميلاً يومياً حينها، وكان دور ابن رمثان بارزا في

وقته، والذي حُفر اسمه في ذاكرة شركة "أرامكو"

السعودية، التي حفظت له جميل صنعه،

بإطلاق اسمه على إحدى آبار المملكة.

تتبع آثار المجرمين والإرهابيين

وزارة الداخلية السعودية بدورها،

لم تغفل ما قامت به "أرامكو" سابقاً

من الاستعانة بقصاصي الأثر في تتبّع الآثار، والكشف

عمّا اعتقد البعض أنه من "الغيبيات"

التي يصعب معرفتها، فجنّدت في رُدهاتها قرابة 90

موظفاً، تحت مسمى "قصّاص أثر" للاستفادة منهم في كشف

غموض الجرائم، والقضايا الجنائية، إلا أن هذا

الاهتمام من "الداخلية"، يظل غائبا عن عدد من

الدوائر الأمنية، التي لا تعرف حتى عن وجود أناس

يقومون بهذا العمل في وقتنا الحاضر! وباتصال بعدد

من منسوبي الأمن العام وأقسام الشرطة في العاصمة

الرياض، تبيّن عدم معرفتهم بوجود قسم يحوي قصاصي

الأثر في وزارة الداخلية، بل إن أحد منسوبي

الشرطة نصح بالبحث عنهم في "قصر الحكم" في الرياض،

وبالاتصال بقصر الحكم ردّ عدد من الموظفين بأن

"المرّية" تركوا العمل، في القصر ولا أحد يعرف عنهم شيئاً!.
القائفون العاملون في إدارة المجاهدين بوزارة

الداخلية بالعاصمة الرياض، هم على أهبة

الاستعداد، ومنهم من يعملون على مدار 24 ساعة،

بحيث يكون قصّاصو الأثر جاهزين عند طلبهم، لاقتفاء

أثر المجرمين، حيث يستلم قسم قص الأثر البلاغ

من أقسام الشرط، وينتقل الأفراد إلى موقع الجريمة.

ويتمثل عمل قصّاصي الأثر بشكل عام بالاطلاع على

آثار المجرم، والاحتفاظ بها إلى حين مطابقة الآثار

مع المتهمين لاحقاً، أو الحضور إلى أقسام الشرط

للتعرف على المجرمين من خلال آثار أقدامهم،

أو ملاحقة الآثار في المناطق التي يمكن اقتفاء الأثر

بها، كالمناطق الترابية. وفي الآونة الأخيرة، استفيد

منهم في تتبّع آثار "الإرهابيين" في الجبال، كما قبض

على عدد من المطلوبين أمنيا في الرياض، بجهد مساعد

من قصاصي الأثر.

مشوار "العرق"

قصة تحديد نسب شاب فقده ذووه وهو صغير، دارت

أحداثها منذ أكثر من 40 عاماً، وكان لها وقعها

في ذاكرة مدير قسم قصاصي الأثر في وزارة الداخلية،

راشد بن صالح العرق، المنتمي لقبيلة "مرّة"، ذلك

أن هذه القضية التي كان شاهدا عليها وهو لم يتجاوز

10 أعوام، أثبتت قدرته على تحديد نسب الشاب

المفقود منذ 25 عاماً، وخلقت بداخل الفتى راشد

تصوّراً عن تحلّيه بموهبة "قصّ الأثر"،

التي وّجدت لديه بالفطرة.

أبو صالح، يروي صحبته مع "القيافة"، قائلا:

إن "مهارة قصّ الأثر تنشأ مع الإنسان

من خلال معايشته للطبيعة، وهي موهبة اشتهرت بها

قبائل "مرّة" التي أنتمي لها، مضيفا "لقد تم ذكر

قصّ الأثر في القرآن الكريم في سورة الكهف، في قوله

تعالى (ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصاً).

وكان والدي صالح العرق أول قصاص أثر في عهد الملك

عبد العزيز". وبعد وفاة صالح العرق، خلفه

في ترّؤس قصاصي الأثر أخوه عبد الهادي، ومن ثم تولى

راشد المسؤولية، حيث تتبعه 5 مجموعات، وكل مجموعة

تتكون من 20إلى 30 فرداً،

وجميعهم يتبعون لوزارة الداخلية.

حكم القائف

الدقة في تحديد الأثر وصاحبه، جعلت عددا من الدوائر الحكومية في عهد الملك عبد العزيز،

وعهد الملك سعود، تأخذ برأي "القائف"،

بحسب ما يبين راشد العرق، خصوصا

مع عدم وجود الأدلة الجنائية سابقاً،

حيث يتم الحكم بالقصاص، وقطع اليد، بناء على

مرئيات وشهادة قصاص الأثر، كما يقول "العرق".

مصاعب القيافة

تطور البناء والعمران المتسع، والتكنولوجيا

الحديثة، كما تبدل أحوال المناخ،

كلها مصاعب تقف أمام القائف في مهامه،

كما يشير "العرق"، حيث "أصبحت ممارسة القيافة

أكثر صعوبة في الوقت الحالي، لاختلاف ظروف الحياة

المدنية، حيث إن الإنسان لم يعد يعيش في الطبيعة

كما في السابق، وهذا أتعب قصاصي الأثر كثيراً".

الطقس بحسب "العرق" من أكثر العوامل صعوبة

والتي قد تواجه قصاصي الأثر، فهو عنصر مؤثر، سواء

بإخفاء الأثر، أو إتلافه، وخاصة الطقس الماطر

بشدة، أو العاصف، دون أن يعني ذلك أن الآثار

سيضيعها الطقس تماما، حيث يمكن التعرف على الأثر

في الأرض الطينية، بل "إنه في كثير من الأحيان تكون

أوضح من مثيلاتها في الأرض الترابية"،

كما يقول "العرق".

تدريس القيافة

هل يمكن تدريس "القيافة"؟

سؤال أجاب عليه باحثان في كلية الملك فهد الأمنية

بالرياض، حيث توصلا إلى عدم إمكانية تدريس

القيافة، وفق منهجية علمية كبقية العلوم،

بحسب آراء 56.1% من العينة المستهدفة.

الدراسة التي أعدها الباحثان العميد حسين الحصيني،

والدكتور منصور المعايطة، شملت 41 شخصاً، يتوزعون

في مدن: الطائف، عنيزة،

الأحساء، بريدة، حرض، خريص، وطبرجل.

وأوضحت نتائج الدراسة أن قص الأثر، ليس تخصصاً

دراسياً يمكن تعلمه من خلال الدراسة النظرية أو

التطبيقية كبقية العلوم، بل هو مهارة خاصة،

يعتمد في أسسه على الموهبة والميول الفطرية،

ويرتبط بقوة الملاحظة والتبصّر لدى هؤلاء الأفراد،

ومقدرة حفظ الأثر في الذاكرة لحين ربط هذا الأثر

مع صاحبه. ويمكن إبراز هذه المهارة وتنميتها

لدى الفرد وصقلها من خلال الممارسة والتجربة

والملاحظة، وملازمة أصحاب الخبرة والمعرفة، وتناقل

الخبرات بين زملاء المهنة، حتى يصبح من أصحاب المعرفة

والإصابة والإجادة، في هذا النوع من العمل الخاص.

كما تبيّن من خلال الدراسة أن مهارة قص الأثر

توجد لدى فئات معينة من أفراد المجتمع،

حيث كان غالبية أفراد العينة ينتمون

لقبيلة "مرّة". وتبيّن أن هذه المهارة يتم تناقلها

من الآباء إلى الأبناء والأخوة، كما بين الأقارب.

ولكنها ليست وراثية، بل مكتسبة.

وكشفت نتائج الدراسة عدم ارتباط هذه المهارة

بالمستوى التعليمي للفرد،

أو وجود قدرات تعليمية عالية.

حيث إن مستوى التحصيل العلمي لدى أفراد العينة

كان متدنياً جداً، وبلغت نسبة الأميين 26.8%، ونسبة

الذين كان تحصيلهم العلمي أقل من الثانوية

53.7%.
إضافة لما سبق، أوضحت الدراسة أن مهارة قصاص

الأثر لا تقتصر فقط على الأماكن الترابية،

أو الأماكن التي عاش فيها أو ألفها "القاف" سابقاً،

بواقع 87.8% من عينة الدراسة ذهبوا إلى هذا

الرأي. بل يمكن لقصاص الأثر ممارسة هذه المهارة

في أي مكان، كما أن دوره يتعدّى تتبع آثار الأقدام،

حيث لم يوافق 56.1% من العينة على اقتصار دور

قصاص الأثر على ملاحظة آثار الأقدام،

كما أن 61% لم يوافقوا على اقتصار دورهم على

معرفة الأثر في الأماكن الترابية فقط.

تفضيل القفاة على سواهم

الباحث الحصيني أشار في حديثه ، إلى أن "القضاء

يعتمد على آراء قصّاصي الأثر بشكل كبير"،

مضيفا أن "هنالك أحد المشايخ يُفضّل

رأي قصاصي الأثر،

على المختصين من حاملي الشهادات العليا".

مؤكدا على أنه "يتم الاعتماد على قصّاصي الأثر في

قضايا الدماء خاصة، حيث يُستفاد منهم

في التعرف على هوية الجناة، من خلال آثار أقدامهم

مثلاً، وتأخذ الجهات الرسمية بأقوال قصاصي الأثر

كقرائن قوية، وتضع المتهّمين في موضع الشبهة والاتهام،

وتُطبّق عليهم العقوبات التعزيرية فقط، ولكنها

لا تصل إلى إقامة الحدود عليهم".

أسمحوا لي بمشاركتكم ..ولي تنويه بهذا الخصوص ..
فأنا أنتمي لقبيله أشتهرت بإقتفاء الأثر ..وبالرغم من عيشنا منذ عشرات السنين بعيدا عن تلك البيئة لكن أشعر أن والدي مثلا لديه حدس قوي جدا ..
يستطيع معرفة من سيتصل به مثلا ومتى ..
ويحكي لنا عما قلنا في المنزل أثناء غيابه ..بعضا منا ورث منه هذا ..
أمي كانت تخشاه وتقول أنه مخاوي ..ولكن عندما رأت أخوتي يكررون ما نقوله في غيابهم علمنا أنهم يمتلكون حدسا كما كان والدي ..
بينما أنا أستطيع أن وأنا نائمه أن أرى أهلي ماذا يفعلون..فأخبر أمي بحديثها مع أبي ..
أثناء نومي ..
أتذكر بأحد المرات رأيت أمي مبتسمه تخرج من حجرة نومها فتعجبت وأنا أنظر إليها قائله : يا أمي ..ألم تتشاجري مع أمي منذ قليل ؟
قالت أمي نعم كيف عرفتي ؟
قلت لها رأيتكم في المنام تتخاصمان ..ولكنك مبتسمه الآن ..
قالت تخاصمنا وتصالحنا منذ دقائق فقط ..
منذ ذلك اليوم وهي تعلم أنني أعلم بكل ما يدور بينهما في حجرة نومهما ..فلا يستطيعان أنكار أي شيء نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هل يندرج حديثي ضمن حديثكم ؟

　

مدونتي ..وأخيرا كوما .. جودي الزين أو كامي

http://camyat85.blogspot.com/

رد مع الإقتباس

الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
نفخات حارقة !	عمرو مصطفى	منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية	1	05-20-2015 02:53 PM
- ما أجمل أن أجدك آدم	حنان عرفه	منبر البوح الهادئ	21	10-14-2014 08:35 PM
الموت وعالم البرزخ - ماهر أحمد الصُّوفي	د. عبد الفتاح أفكوح	منبر رواق الكُتب.	0	06-02-2014 09:51 PM
أخبرني في رحم أي كتاب أجدك ؟	هوازن البدر	منبر رواق الكُتب.	16	03-20-2011 10:00 AM
كم صديق لديك؟	هند طاهر	منبر الحوارات الثقافية العامة	6	09-01-2010 09:45 AM

منتديات منابر ثقافية

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)