قديم 05-11-2015, 03:16 AM
المشاركة 11
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بك مجددا أخى الحبيب

بالنسبة لمسألة الأدلة والبراهين طبعاً كلامك يا أستاذ جاد صحيح وهو أن المسائل العلمية فيها ما هو قابل للاجتهاد
والعمل بغالب الظن وليست كل المسائل قطعية .. وهذا اللازم من كلامي السابق لا التزمه والحمد لله وما خطر لي على بال أصلاً ..وإنما قصدت المبدأ والأساس في الأمور العلمية ..
وأنا كنت على ثقة من هذا وكما أخبرتك مسبقا أنه لا يوجد خلاف أصيل في تلك المسائل بيننا
أما الفرعيات فأنا أعتبر الخلاف حولها نقطة إيجابية وليس العكس
فالأصل فى تلك الأمور البعيدة عن القطعيات أن النقاش فيها يثمر أكثر مما يثمره البحث

شيء أخر .. مسألة النزاع في حال عامة شعب مصر في زمن الملوك الوثنيين مدعي الألوهية والربوبية

هنا أخالفك الرأى فى تلك المسألة وقد أطلت البحث قديما وظهرت لى قرائن أعتقد أن قرائن قوية ترقي للأدلة فى مواجهة ظنيات فى الرأى المقابل ,
نظرا لأنه لا يوجد دليل قطعى يحسم هذا الأمر
فمثلا قلت هنا :
واضح جداً .. الفرعون هو إله أو ابن إله والشعب عليه أن يؤمن بذلك وإلا فحاله كحال ماشطة بنت فرعون ..
وهذا يثبت وجهة نظرى وليس العكس
فإجبار الفرعون للشعب على القول بألوهيته لا يعنى أن الشعب آمن بها بل هو الخوف من بطشه وماشطة بنت فرعون خير دليل على هذا إذ أنها واجهت موقفا فغلبها إيمانها على خوفها فصرحت به
وهى ليست استثناء
فالسحرة وهم زعماء الشعب فى ذلك الوقت كانوا يدارون فرعون مداراة تقيهم العذاب وتحكى قصة فرعون فى السيّر أن السحرة عندما تناقشوا فى أمر موسي تساءل أحدهم هل يمكن لهذا الرجل أن يغير ذات الأشياء فيقلب العصا لثعبان على وجه الحقيقة
فنهاه كبيرهم جازما باستحالة ذلك لأنه لا يغير ذات الأشياء إلا رب الأشياء
ولهذا بمجرد أن اتضح لهم معجزة موسي فى قلب العصا لثعبان فعلى رأوه بأعينهم لم يكلفوا أنفسهم حتى مجرد نقاشه أو التيقن منه بل آمنوا بشكل تلقائي
ولست أدرى كيف يغفل الناس عن مدلول هذا الإيمان السريع دون حتى كلمة واحدة من موسي عليه السلام ,
بينما باقي الأمم مهما بلغ حسن صلاح بعض أهلها ما كنوا ليؤمنوا لأحد بمجرد ظهور معجزة له بل كانوا على الأقل يناقشونه أو يستفهمونه
أما التصديق الفورى للمعجزة فلا يتأتى أبدا إلا إذا كان مشاهدوا المعجزة لديهم خبر مسبق بورود نبي إليهم كما حدث مع بشارة النبي عليه السلام فى كتب اليهود والنصاري
وهذا لم يحدث مع السحرة
يتبقي إذا التفسير المنطقي الوحيد الباقي وهو أن الإيمان والتوحيد هو الأصل لدى هؤلاء القوم أى أن التوحيد عندهم متواتر المعرفة ويدركون أن هناك من خلق البشر من يصطفيهم أنبياء ويمدهم بمعجزات خارقة تخالف خوارق السحرة
ولهذا بمجرد أن أيقنوا منها ما ترددوا لحظة وأمنوا على الفور
وهذه الحالات ليست اسثناء أبدا ..
لماذا ؟!
لأن السحرة يا أخى الحبيب هؤلاء كبراء قومهم وأتباعهم هم الكثرة الغالبة من الناس لا سيما لو كانت السلطة تؤيدهم وتؤيد وجودهم
ومعلوم قطعا أن كبراء القوم هم حكام العقيدة والناس لهم تبع ..
وهذا يدلنا على أن عقيدة السحرة فى التوحيد كانت موجودة وهى الأصل لدى الناس وإن أذعنوا لدعوى فرعون وكهنته جبرا وقسرا
يضاف إلى ذلك أنه حتى من بين حاشية فرعون جاءت إمرأته مؤمنة وكتمت إيمانها , ومن عشيرة فرعون خرج رجل يكتم إيمانه , وهناك الرجل الذى افتخر على أخيه المتسلط بضيعته فأهلكها له الله كان أيضا مؤمنا ودعا على الظالم فاستجاب دعاءه
وكذلك الرجل الذى كشف المؤامرة وجاء من أقصي المدينة يسعى ليحذر موسي
فكم يا ترى يكون عدد من يكتمون إيمانهم ولم يظهروه فى حاشية فرعون نفسه فضلا عن باقي الشعب ..
أما أقوى دليل لدى فى هذا الشأن
هو عدم ورود عذاب عام اجتث شعب مصر بأكمله فى أى حقبة من حقب التاريخ بل ورد فقط عذاب آل فرعون الجزئي الذى دعا به موسي كدليل لايمانه
وهذا الوعيد بالإستئصال التام دائما كان قرينا للتكذيب العام للرسل والأنبياء ولا يوجد قوم لنبي أو رسول كذبوا به جميعا وفضلوا الشرك على الإيمان وأصروا عليه إلا أنزل الله عليهم العذاب الذى استأصل جنسهم وحضارتهم من الأرض قاطبة ..
لكن هذا ما حدث فى مصر قط
بل هناك نقطة أيضا تلفت النظر بشدة ..
ففرعون رغم أنه أكفر أهل الأرض ومعه هامان الذى أوحى له بفكرة الألوهية .. رغم هذا لم يبادر إلى قتل موسي أو هارون , أو حتى يحاول إيذاءهم بأى سبيل بل ناقشهم وعندما انقطعت حجته لم يشر عليه مستشاروه بقتله بل أشاروا عليه بأنه يرجه وأخاه ويأتى بالسحرة
ورغم أنه قتل السحرة لإيمانهم بموسي إلا أنه ترك موسي عليه السلام نفسه
فما هو تفسير موقف فرعون وحاشيته ؟! لماذا خافوا من التعرض لموسي ولو بالسجن ؟!
التفسير أنهم كفروا كفر عناد ــــــ أبشع أنواع الكفر ــــ وكانوا يوقنون بنبوة موسي عليه السلام لهذا لم يبادروا لإيذائه واكتفوا بالتسلط على أتباعه خوف العاقبة لو بارزوا نبيا مرسلا
وكفرهم هذا من أبشع الكفر لأنه جحود لليقين ولهذا فعذابهم هو أشد العذاب ,
إلا أن موقفهم هذا يجعلنا نتساءل لماذا آمنوا به نبيا مع أول معجزاته ؟!
ما هى الثقافة المتجذرة فى أعماقهم التى دفعتهم لتغليب صدق الرجل والخوف منه
بل إنهم ــــــــــــــ رغم كفرهم الواضح ــــــــــــــ بادروا لسؤال موسي أن يكشف عنهم عذاب القمل والضفادع والدم وهذا لا يأتى ممن يُــكذّب عن اقتناع بل يأتى من المنافق المعاند الجاحد لما يؤمن بأعماقه
هذه الثقافة لابد أنها ثقافة تاريخ مصر مع الرسالات
فقارن هذا الموقف ببنى إسرائيل الذين كانوا يقتلون الأنبياء كما يقتلون بعضهم بعضا !!
لا ينفي وجود حالات موحدة مرتبطة بالرسل .. وهذه الحالات لا تعمم .. قصة يوسف عليه السلام في السجن حينما دعا أناس من عامة الشعب
وليسوا من الطبقة الحاكمة (سواء كانت فرعونية أو هكسوس) دعاهم للتوحيد ونبذ الشرك واستمر على ذلك ثم جاء زمن
فرعون موسى فذكرهم مؤمن أل فرعون بدعوة يوسف كما في سورة غافر .. وإن كان الحوار بين أل فرعون فلا ننسى
قول الله : فاستخف قومه فأطاعوه .. ووصف قومه بالفسق ..وليس المراد بقومه هنا الطبقة الحاكمة فقط .. كما أن جند فرعون هم جزء من الشعب .. ومع ذلك وقع عليهم حكم الله في فرعون وهامان .. أنهم كانو خاطئين ..
هذا غير صحيح حسبما أعتقد
ولا يمكن تعميم مصطلح قوم فرعون وجنوده على أنها تشمل العوام فى كل المصريين لسبب بالغ الوضوح
أنه لو كان التكذيب والشرك والفسق متفشيا فى عامة المصريين كما قلت فلماذا اقتصر عذاب الغرق على فرعون والجنود وحدهم ؟!!
لماذا بقيت مصر بأكمل شعبها خارج هذا الإطار ؟!
بل بقيت معظم الدولة كذلك لأن موسي عليه السلام أرسل من عنده مجموعة برياسة قارون ليعيدوا ضبط الحكم فى القاهرة عقب هلاك فرعون
فهل من العدل أن يكون الظلم والكفر والفحش متفشيا فى عموم الناس ولا ينزل العذاب إلا بالحكام والجنود ؟!!
مع أن عذاب قوم لوط وقوم عاد وثمود وغيرهم استأصل حتى العجائز والأطفال والنساء
فما هو السبب ؟!
السبب واضح كما قلت لك أن الإيمان والتصديق كان مكبوتا فى أغلبية الشعب

وكما تكونوا يولى عليكم .. وتأبى حكمة الله أن يولى على الطائعين المؤمنين فاجرا .. وإنما الشر والفساد يبدأ من القاعدة العريضة لعامة الناس وصولاً لرأس الدولة .. وتذكر حال عامة الشعب في قصة يوسف عليه السلام
قول غريب أن يكون الإيمان قرين تولية الحاكم الصالح بعموم ..
فهذا لم ينطبق حتى على المسلمين ..
وإلا ..
كيف نفسر أن يحكم المسلمين أمثال يزيد بن معاوية فى الظلم , وأمثال الوليد ابن يزيد فى الفسق والفجور , وأمثال المأمون والواثق والمعتصم فى بدعة المعتزلة وحمل الناس كافة على القول بخلق القرآن ؟!
كل هؤلاء حكموا الخلافة من أقطارها واستمر حكمهم لسنوات ولا يشك أحد فى ظلمهم وبدعتهم فهل كان المسلمون كافة على نفس شاكلة حكامهم فى تلك العصور ؟!!
هل خرج سائر المسلمين ـــــــــــ وبعضهم كان تابعيا وفى عصور أكابر الفقهاء ــــــــــــــ من الطاعة والإيمان تبعا لفسق حكامهم ؟!
والأمر لم يقتصر على الفسق والبدعة
بل تعداه حتى إلى الكفر ..
وقد حكمت الشيعة العبيدية مصر ثلاثة قرون تقريبا وقتلوا رموز أهل السنة وحاولوا حمل الناس بالتعذيب على القول بكفريات التشيع المغالى ونشروا سب الصحابة وتكفيرهم ورمى أمهات المؤمنين بالفاحشة على جدران المساجد
وجاء الحاكم بأمر الله فادعى الألوهية , أى أنه فعل نفس فعل فرعون
هل هناك أكفر من هذا ؟!
ومع ذلك لا يمكن القول بأن الشعب المصري والمغربي الذى كان تحت بطشهم خرج من ربقة الإيمان والطاعة ..
ولا يوجد عالم واحد يقول بمثل هذا
بل العكس هو الصحيح لأن المصريين ظلوا يقاومون هذا الظلم وقاتلوهم حتى أخرجوهم من مصر كلها
هذا فضلا على أن قولك بأن حكمة الله تأبي أن تولى على المؤمنين الطائعين طاغية فاجرا
فأقول أن هذا الكلام يخالف النصوص نفسها فضلا على مخالفته واقع التاريخ
فالنبي عليه الصلاة والسلام وإجماع العلماء يقول بأن نصلي خلف بر وفاجر .. أى أنه أمر بصلاة الجماعة تحت أى إمام ولو كان ظالما فاجرا
بل أكثر من ذلك ..
إذا كفر الإمام أو أتى بكفر ومنع الصلاة فى مواقيتها وكان متجبرا لا يمكننا الثورة عليه أمرنا النبي عليه السلام بالصلاة خلفه حتى لو أخر صلاة الجماعة لآخر وقتها ,
فأمرنا بأن نصلي الصلاة فى بيوتنا بموعدها ولا نترك صلاة الجماعة فى المساجد خلف هذا الإمام أيضا واعتبرها النبي عليه السلام صلاة سبحة أى نافلة ..
هذه النصوص توضح قطعا أن عوام الناس المقهورين لا يمس إيمانهم وطاعتهم شيئ إذا تسلط عليهم الفاجر والكافر لأن وجود هذا الحاكم الظالم أو الكافر لا يكون عقابا على الكفر المحض من الناس بل يكون عقابا على التقصير أو السكوت عن الظلم أو على الأقل الرضا بالظلم أو الكفر ومشايعة الحكام فى ذلك
ولا يمكن اعتبار تسلط المتسلطين دليلا لوجود الكفر أو الطغيان بعموم الشعوب
وإلا ما أمرنا الله تعالى على لسان نبيه عليه السلام بالصلاة فى هذه العصور لأن الكفار لا تقبل منهم صلاة أصلا هذا إذا صلوها ..
أما عتابي الشديد الأخوى لك هو قولك هنا :
وما صدر من النساء في المدينة ومراودتهم ليوسف عليه السلام .. الانحلال في الحكام هو انعكاس للانحلال في المحكومين
حاشا لله
أين وجدت هذا فى النسوة يا أخى الكريم والثابت من القرآن الكريم عكس ذلك تماما
ألم تلاحظ أن امرأة العزيز عندما راودت يوسف عليه السلام بادر هؤلاء النسوة إلى إنكار ذلك والتشنيع عليها بهذا الفعل فقالوا
( إمرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه .. )
ما معنى هذه العبارة ؟!
معناها ببساطة أنهم رأوا فى مراودة زليخة لفتاها عارا يستحق الفضيحة ..
فهل هذا المجتمع الذى يعد فيه الزنا فضيحة هو مجتمع منحل بالله عليك ؟!
وزليخة عندما سمعت بذلك ماذا فعلت ..
دعتهم إليها ودبرت موقفا لتبرر لهم ما دفعها لذلك حتى يعذروها
وهذا يعنى أن امرأة العزيز رغم أنها زوجة الحاكم إلا أنها لم تستطع حتى استخدام السلطة فى قهر من يفضحها فلجأت إلى بذل العذر أمامهم حتى تسكت الفضيحة
وهذا لا يتأتى فى مجتمع منحل قطعا بل لا يتأتى إلا فى مجتمع محافظ شديد التزمت في أخلاقه لكى يصبح هذا الفعل شنيعا لدرجة أن قصر الحكم لا يملك معه الردع بالقوة
يؤكد هذا المعنى أن أبا سفيان رضي الله عنه عندما سؤل من إمبراطور الروم عن النبي عليه السلام , لم يستطع أبا سفيان أن يكذب وأجابه بالصدق
فلما سأله مرافقوه ما الذى دفعك إلى تزكية محمد
قال لهم : ما كنت لأكذب فتحسبها العرب علىّ كذبة
دلالة هذا أن العرف المجتمعى عند العرب فى إنكار الكذب والإشمئزاز منه كان فضيحة توقاها أبا سفيان وضحى فى سبيلها بدين قومه نفسه , أى أن العرف غلبه لخوفه من عاقبة انتشار كذبته فتسقط عدالته عند قومه رغم أنه كبيرهم وزعيمهم , ورغم أنه يملك المبرر لو اضطر للكذب
فهذا يدلك على أن العرف السائد أيام عزيز مصر كان شدة الإنكار لضعف النساء أمام الرجال ــ مجرد الضعف ــ إلى درجة أن أمرأة العزيز توقته بتدبير مؤامرة تصلح كتفسير مقبول لفعلتها أمام تلك النسوة , رغم أنها من واقع سلطانها كانت تملك حبسهم وقتلهم لكن هذا ما كان يمنع الفضيحة
أما قولك بأن النسوة راودن يوسف ؟!
فهذا لم يخبر به القرآن بالطبع , هم انبهروا به وانبهارهم كان هو هدف زليخة وتعقيب النسوة على رؤية يوسف عليه السلام يثبت عكس هذا الاتهام
فقالوا ( وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم )
والآية الكريمة لا تثبت عفاف النسوة وحسب بل تثبت ما أقول به بأن الإيمان كان متجذرا فى العوام فقد قالوا ( حاشا لله ) وهذا يعنى أنهم يعتقدون بالله رب العالمين , ثم قالوا إن هذا إلا ملك كريم ..
فهل سمعت بأمة وثنية تعبد الأصنام وتعتقد بوجود الملائكة وتعرف صفاتهم لدرجة أن هذا الأمر يسري على ألسنتهم عفو الخاطر عند رؤية ما يبهرهم
التعبير العفوى واللحظى للنسوة بذكر الله وذكر الملائكة هو دليل قطعى على تجذر ثقافة الإيمان , والأمر شبيه بتفشي تعبيرات مثل الصلاة على النبي عليه السلام عند رؤية ما يسحسنه الناس أو التعبير بقول ( الله ) استحسانا لشيئ , فهل يمكن أن تكون هذه التعبيرات فى شعب لا يؤمن بوجود الله أو شعب يؤمن ببشر لا بالخالق ؟!
وفضلا على ذلك ..
كيف يقول النسوة ( حاشا لله ) ثم يصفون يوسف بالملاك وبعد ذلك يراودونه عن نفسه !
مستحيل بالطبع ,
وإلا تصورنا أن رجلا يقدم على الزنا وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويسأله التوفيق !

وأخيرا سعدت جدا بمناقشتك
وبالنقاط التى أثرتها لأنها عززت البحث نفسه ..
خالص التقدير

قديم 05-11-2015, 06:17 PM
المشاركة 12
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]

سأحاول التركيز على نقط بعينها حتى لا أرهقك معي يا أستاذ جاد
عظم الله أجرك ..
بالنسبة لكلامك عن عامة المصريين القدماء .. لاشك أنني لا أحب لهم
أن يكونوا قد لقو ربهم على الشرك .. وقد تعلمت حينما أسأل عن حال شخص معين
مات من طائفة معينة غير مسلمة أن أقول : إن كان مات على الشرك فهو في النار ..
وما يدريني حاله حينما مات .. ما دام ليس هناك نص فيه بعينه ..
لكن حينما نأتي للحكم على الطائفة كلها بالعموم لا شك .. نقول اليهود
في النار .. النصارى في النار .. هذا حكم عام نعني من مات منهم على تلك الملة
الباطلة .. بدون تعيين .. التعيين لابد أن يكون بنص .. مثل فرعون
وهامان وإبليس وغيرهم ..
نأتي لقاعدة كما تكونوا يولى عليكم ..
ساكتفي هنا بكلام ذهبي للإمام ابن القيم يوضح القاعدة ويبينها أفضل مني وهو إمام حجة ..
قال ابن القيم :
(( تأمل حكمته تعَالى في أن جعل مُلوك العِبَاد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمَالهم!
بل كأن أعمالهم ظَهرت في صور ولاتهم وملوكهم؛ فإن استقاموا؛ استقامت ملوكهم؛
وإن عدلوا؛ عدلت عليهم، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم.
وإن ظهر فيهم المَكر والخديعة؛ فولاتهم كذلك، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا
بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق، وبخلوا بها عليهم، وإن أخذوا
ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه،
وضربت عليهم المُكوس والوظائف، وكلُّ ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة.
فعُمَّالهم ظهرت في صُور أعمالهم.
وليس في الحكمَة الإلهيَّة أن يُولِّي على الأشرار الفجار إلا مَن يكون من جنسهم.
ولما كان الصَّدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتُهم كذلك؛ فلما شَابُوا شابت لهم الولاةُ.
فحكمه الله تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز فضلاً
عن مثل أبي بكر وعمر؛ بل ولاتُنا على قدرنا، وولاة مَن قبلنا على قدرهم.
وكل من الأمرين موجب الحِكمة ومقتضاها.
ومن له فطنه إذا سَافر بفكره في هذا الباب رأى الحكمة الإلهية سائرة في القضاء
والقدر ظاهرة وباطنة فيه كما في الخلق والأمر سواء)).
انتهى

وبالنسبة لموقف صواحب يوسف عليه السلام .. فبعد أن طلب الملك النساء اللاتي قطعن أيديهن ..
قال تعالى : ((قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن
سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ))
قال ابن كثير : قال الملك: (ما خطبكن) أي ما شأنكن وخبركن
(إذ راودتن يوسف عن نفسه) يعني يوم الضيافة

وكذلك قول امرأة العزيز الجريء : ((وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ ))
عند ذلك قال الصديق : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ
الدعوة والكيد كان جماعياً .. يعني الدعوة كانت عامة من النساء ليوسف أن يطيع زوجة العزيز .. وإلا ...

بانتظار كل ما هو جديد ومفيد من مشاركاتك يا أستاذي الكريم



[/justify]

قديم 05-12-2015, 03:11 AM
المشاركة 13
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سأحاول التركيز على نقط بعينها حتى لا أرهقك معي يا أستاذ جاد
عظم الله أجرك ..


انت تسعدنى ولا ترهقنى يا صديقي الحبيب
وانا الذى يعتذر عن التقصير اذا تأخرت فى مطالعة الموضوع فظروف العمل هى التى تمنع الانتظام كما كنا قديما ..


وقضية وجود الإيمان فى الشعب المصري القديم على امتداد حضارته قد اطلنا فيها الحديث بما يكفيها
ولكنى اود فقط ان اصحح لك معلومة انا عجزت عن ايضاحها ..
انا هنا لا أقول بأن الشعب بعمومه استمر على ايمان تام طيلة عصوره !

كلا بالطبع بل هدفي اثبات عدم تمكن الشرك من عموم الناس فى اى عصر من العصور او بمعنى آخر بقاء التوحيد بصورة ما فى غالبية البسطاء ولهذا كان العوام يسارعون الى التصديق باى رسول او نبي يأتى أرضهم
وهذا هو ما استدليت عليه بعدم وقوع العذاب المستأصل فى ارض مصر

نأتي لقاعدة كما تكونوا يولى عليكم ..
ساكتفي هنا بكلام ذهبي للإمام ابن القيم يوضح القاعدة ويبينها أفضل مني وهو إمام حجة ..

لم يكن هذا الكلام هو موضع الخلاف يا صاحبي ..
فكلام ابن القيم بل وكلام النبي عليه السلام من قبله واضح فى أن الحكام الظلمة يتسلطون على المؤمنين عند تقصيرهم الشديد فى الأمر بالمعروف أو النهى عن المنكر أو حيدتهم عن الضرب على يد الظالم
فلم يكن هذا موضع اعتراضي
انما اعتراضي هو قولك السابق فى أنك أخذت وجود فرعون كحاكم متأله كدليل على كفر الشعب وشيوع الشرك فيه
وبالتالى أنت فى ردك السابق ربطت بين كفر وبطش الحاكم وبين مشايعة الشعب والعوام له كاقتران شرطى لازم
فبررت لك من تاريخ الإسلام والنصوص أن وجود الحاكم الظالم أو حتى الحاكم الكافر إن دل على وجود فئة أو طائفة مستثناة من الشعب ومستفيدة من نظام الحكم لا يعنى أبدا أن عموم الشعب على نفس درجة ودين الحاكم فى شركه وظلمه ..
وهو المطلوب اثباته ..
لأننى قلت أن الشعب المصري كان مقهورا بحكم فرعون ولم يكن يؤمن به كإله ولا حتى كحاكم صالح
وسكوتهم بالقهر والإرغام لا ينفي وجود الإيمان فيهم بوجود الخالق ولا يجعلهم على دجة شرك فرعون بالطبع وإلا لماذا عافاهم الله تعالى من العذاب وقصر عذاب الغرق على فرعون وقومه وجنوده فقط ..؟!

وبالنسبة لموقف صواحب يوسف عليه السلام .. فبعد أن طلب الملك النساء اللاتي قطعن أيديهن ..
قال تعالى : ((قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن
سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ))
قال ابن كثير : قال الملك: (ما خطبكن) أي ما شأنكن وخبركن
(إذ راودتن يوسف عن نفسه) يعني يوم الضيافة

وهل هذا يثبت أن النسوة راودن يوسف عليه السلام ؟
الجواب لا ..
ومن كلام ابن كثير نفسه سيتضح لنا أن خطاب الملك للنسوة بالمراودة بصيغة الجمع إنما كان موجها لإمرأة العزيز وحدها فى أسلوب تورية لحساسية الموضوع
يقول ابن كثير :
وقوله تعالى: { قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه} إخبار عن الملك حين جمع النسوة اللاتي قطعن أيديهن عند امرأة العزيز، فقال مخاطباً لهن كلهن وهو يريد امرأة وزيره وهو العزيز، قال الملك: { ما خطبكن} أي ما شأنكن وخبركن { إذ راودتن يوسف عن نفسه} يعني يوم الضيافة { قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء} أي قالت النسوة جواباً للملك: حاش للّه أن يكون يوسف متهماً واللّه ما علمنا عليه من سوء، فعند ذلك { قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق}

فهذا يثبت ما سبق أن قلته فى الرد السابق من أن النسوة لم يراودن يوسف ولا شأن لهم بهذه المسألة بل إنهم أنكروا فعلها فاضطرت لاحضارهم وبسط العذر أمامهم بفتنة يوسف
فضلا على أن النسوة عند سؤال الملك برأن يوسف من هذا واستعذن بالله من أن يمسه السوء
وهذا بالطبع ينفي اى كلام عن وجود انحلال فى المجتمع مرادف لانحلال امرأة العزيز

وهذا ما أثبته علماء التفسير من أن النسوة أنكرن وشنعن على امرأة العزيز فى شغفها بيوسف عليه السلام
يقول ابن كثير فى تفسير الآية ( فلما سمعت بمكرهن ... ) :
يخبر تعالى أن خبر يوسف وامرأة العزيز شاع في المدينة وهي مصر حتى تحدث به الناس، { وقال نسوة في المدينة} نساء الكبراء والأمراء ينكرن على { امرأة العزيز} وهو الوزير ويعبن ذلك عليها، { امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه} : أي تدعوه إلى نفسها،

ثم يضيف ابن كثير قولا لابن عباس يوثق ما أثبته القرآن من أن النسوة رأوا فى مراودة امرأة العزيز لفتاها ضلالا مبينا ..
فهل هذا الإنكار والتضليل منهن لزليخة يمكن أن نفهم منه مشايعة لها فى انحلالها ؟!
يقول ابن كثير ..
قال الضحاك عن ابن عباس: الشغف الحب القاتل، والشغف دون ذلك، والشغاف حجاب القلب، { إنا لنراها في ضلال مبين} أي في صنيعها هذا من حبها فتاها ومراودتها إياه عن نفسه،
ثم يصل ابن كثير بعد ذلك للتصريح بما سبق أن قلته من أن امرأة العزز لما انتشرت الفضيحة أرسلت للنسوة لتريهن يوسف اعتذارا لهن أو معذرة لهن على فعلها حتى يلتمسن لها العذر

وكذلك قول امرأة العزيز الجريء : ((وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ ))
عند ذلك قال الصديق : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ
الدعوة والكيد كان جماعياً .. يعني الدعوة كانت عامة من النساء ليوسف أن يطيع زوجة العزيز .. وإلا ...

بالقطع لا ..
ولا يوجد فى سياق الآيات ولا فى التفسير ما يشير إلى أن النسوة شجعوا يوسف على الاستجابة لأمر امرأة العزيز

فكلمتها تلك كانت منها تجبرا بعد أن رأت انبهار النسوة بيوسف
وهو الانبهار الذى قد يمثل لها عذرا فى الفضيحة لكنه قطعا لا يمثل تشريعا وإقرارا للفاحشة ورضا بها من النسوة أو المجتمع فى ذلك الوقت

بل إن القصة ليس فيها ما يشير إلى أن حوارا دار بين يوسف والنسوة ولا بشطر كلمة فأين هى دعوة النسوة له بإطاعة امرأة العزيز ؟
وبالتالى فقولك سابقا بأن المجتمع كان منحلا تبعا لانحلال زوجة العزيز استنتاج لا ينطبق على سياق القصة بعد أن أثبت القرآن مقولة النسوة بأن ما فعلته امرأة العزيز كان ضلالا مبينا ..

وتقبل تقديري الدائم





قديم 05-12-2015, 03:22 PM
المشاركة 14
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]هذه المرة نضيف نقطة أخرى كنت قد نسيتها في التعليق
على موضوع الربط بين عدم ذكر عقاب عام أباد الأمة المصرية
قديماً والربط بين ذلك ومسألة الإيمان وعدمه ..
لكن أولا أعود للنقطتين السابقتين ..
مسألة كما تكونوا يولى عليكم .. ليس معناها عندي أنه لو تسلط حاكم
كافر على شعب مسلم أنهم صاروا كافرين لأن كما تكونوا يولى عليكم .. لكن لو أطاعوه في كفره كفروا .. وينبغي أن يعلم أنه لم يسلط عليهم الكافر إلا بذنوبهم .. لكن الكلام على التلازم
بين حال المحكومين والحاكم .. سواء كانت بلاد مسلمة أو غير مسلمة تجد دائماً الحاكم صورة مجمعة من شعبه ..
وهذا لا يعني عدم وجود الفئات المستقيمة في المجتمع .. ففي زمن العبيدية
في مصر كانت الأسكندرية مركزاً للسنة وفيها العلامة الطرطوشي
الكلام هنا على مجموع الشعب وليس على كل فرد فيه .. هؤلاء المجموع ستجد حالهم ينعكس على حال حكامهم كما ذكر ابن القيم ..
وهذا الكلام أنت متفق معي فيه .. لكن التطبيق على قدماء المصريين هو موطن النزاع بيني وبينك .. أنا عندي الأصل في بلاد مصر في تلك الفترة الشرك .. وبنيت كلامي في التلازم بين حال حاكمهم وحالهم على هذا الأساس مستئنساً به .. يعني هناك توافق بين فرعون وبين شعبه من المصريين على عكس علاقته مع بني إسرائيل
القائمة على الاضطهاد والاحتقار ..
نأتي للنقطة الثانية .. مراودة النساء ليوسف .. وهذه من المسائل التي
هي محل اجتهاد فيما أعتقد وقد وجدت كلام لشيخ الإسلام في مجموع فتاويه ذكر احتمال هذه المراودة وأن النصوص تدل عليها ..وبين أن المراودة من النساء لم تكن لأنفسهن .. لو كان هذا قد تطرق إلى ذهنك من كلامي .. فليس هذا قصدي وهو غير معقول .. ولكن المراودة كانت ليقبل طلب زوجة العزيز ..
قال رحمه الله :
والنساء أعظم الناس إخبارًا بمثل ذلك ، وهن قبل أن يَسْمَعْنَ قولها قد قُلْنَ فى المدينة‏:‏ ‏‏‏امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ‏} ‏[‏يوسف‏:‏ 30‏]‏، فكيف إذا اعترفت بذلك وطلبت رفع الملام عنها‏؟‏ وقد قيل‏:‏ إنهن أعنَّها فى المراودة، وعذلنه على الامتناع، ويدل على ذلك قوله‏:‏ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ‏} ‏[‏يوسف‏:‏ 33‏]‏، وقوله ‏{‏‏ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ‏[‏يوسف‏:‏ 50‏]‏، فدل على أن هناك كيدًا مَنْهُنَّ، وقد قال لَهُنَّ الملك‏:‏ ‏‏‏مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 51‏]‏، فهن لم يراودنه لأنفسهن، إذ كان ذلك غير ممكن، وهو عند المرأة فى بيتها وتحت حجرها، لكن قد يكنَّ أعنَّ المرأة على مطلوبها‏.
انتهى

وهذا ما أميل إليه وهو ظاهر النصوص المستدل بها والله أعلى وأعلم ..
نأتي للنقطة الأولى ..

قولك : لأننى قلت أن الشعب المصري كان مقهورا بحكم فرعون ولم يكن يؤمن به كإله ولا حتى كحاكم صالح
وسكوتهم بالقهر والإرغام لا ينفي وجود الإيمان فيهم بوجود الخالق ولا يجعلهم على (درجة) شرك فرعون بالطبع وإلا لماذا عافاهم الله تعالى من العذاب وقصر عذاب الغرق على فرعون وقومه وجنوده فقط ..؟!

أقول : ليس هناك خلاف لو كنت تثبت بقايا إيمان عند القوم
وليس أصل الإيمان .. كذلك استدلالك ببعض عبارات وردت في القران على إثبات وجود الإيمان مثل ( قلن حاشا لله) و( هذا ملك كريم) .. فتلك العبارات ( وأنت معي في هذا ) لا يمكن ان نثبت بها أصل الإيمان الذي يخرج به العبد من الشرك إلى التوحيد .. أصل الإيمان لابد أن يثبت بتوفر شروط لا إله إلا الله وأركانها وانتفاء نواقضها ..
غاية ما يمكن أن تثبت بهذه العبارات ..أن ثمة بقايا إيمان وبقايا من دعوة الانبياء
والرسل كان عند القوم ..
يعنى هم مشركون لكن ليس كشرك فرعون
وبلا شك الكفار درجات في الكفر .. فلو كان هذا قصدك ..وأظنه كذلك.. فنحن متفقين والحمد لله ..

وكذلك لو كنت تستدل بعدم إفناء الله للأمة المصرية مع فرعون وجنده بقصد وجود خيرية وأصالة معدن مع بقايا إيمان عند ذلك الشعب الطيب ساكن وادي النيل .. فهو الحق إن شاء الله فهى أرض طيبة مباركة بإذن الله
وأسأل الله لك ولي التوفيق والسداد ..[/justify]

قديم 05-17-2015, 11:50 PM
المشاركة 15
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حياك الله اخى الحبيب
عدت لتوى من السفر فعذرا للتأخير
وكذلك لو كنت تستدل بعدم إفناء الله للأمة المصرية مع فرعون وجنده بقصد وجود خيرية وأصالة معدن مع بقايا إيمان عند ذلك الشعب الطيب ساكن وادي النيل .. فهو الحق إن شاء الله فهى أرض طيبة مباركة بإذن الله
وأسأل الله لك ولي التوفيق والسداد ..

نعم وهذه نقطة الوصول بينى وبينك وأراها قد اتضحت ..
لك الشكر والتقدير على إثراء الموضوع


قديم 05-18-2015, 11:39 AM
المشاركة 16
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
موضوع قيم وثري ,, وحوار ماتع ,,,

بوركت السواعد والاقلام ,,

بين سطور احسن القصص .. حياه !

كل الآحترام

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار
قديم 05-18-2015, 12:43 PM
المشاركة 17
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عود أحمد يا أستاذ جاد ..
وبانتظار أي إضافة للموضوع ..
وإن كنت أحب أن يكون هناك موضوع خاص بالحضارات القديمة عموماً ومحاولة لقراءة التاريخ
المنسي للأمم البائدة .. منتظر لرأيك ..

قديم 05-27-2015, 01:26 AM
المشاركة 18
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
موضوع قيم وثري ,, وحوار ماتع ,,,

بوركت السواعد والاقلام ,,

بين سطور احسن القصص .. حياه !

كل الآحترام
اهلا بك الصديقة الاستاذة هند طاهر
شرفت بحضورك واشادتك ..
وليتك لا تحرمينا من حضورك وتعليقاتك

قديم 05-27-2015, 01:28 AM
المشاركة 19
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عود أحمد يا أستاذ جاد ..
وبانتظار أي إضافة للموضوع ..
وإن كنت أحب أن يكون هناك موضوع خاص بالحضارات القديمة عموماً ومحاولة لقراءة التاريخ
المنسي للأمم البائدة .. منتظر لرأيك ..
الفكرة جميلة ورائعة كعادة افكارك يا صديقي
وارى ان نجعل هذا الموضوع نفسه هو محط تلك الاضافات بعد الانتهاء من افكارنا حول الفراعنة بحيث لا يتشعب القارئ فى اكثر من موضوع
ونسأل الله تعالى ان يفيد به

وانا انتظر اضافتك فى النقطة الاهم للبحث وهو التفسير الموجود لطريقة بناء الاهرام والتى اشار اليها الباحث عبد الدايم كحيل فى دراسته للقصة فى القرآن
وكل الشكر لجهودك

قديم 05-27-2015, 03:04 PM
المشاركة 20
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دعني اعتذر أولاً لأن النقاط الخلافية أخذتنا بعيدا عن أشياء أخرى مهمة
في موضوعك الماتع ..
فأنا لدي هوس بالتاريخ عموماً وبألغازه خصوصاً ..

من تلك الأشياء المهمة والتي استفدتها من مقالك مسألة بناء الهرم
ولعلي قرأت قديماً عن تلك المعلومة الخاصة بطريقة بناء الهرم على
طريقة البناء المتكامل من الطوب اللبن ثم تعريض البناء للنار ليتحول
للشكل الصلب المتعارف عليه في مصانع الطوب الأحمر الشهير ..
ولعلي وقتها لم اهتم بالفكرة .. ربما لأني اعتبرت الفكرة بسيطة أكثر
من اللازم وأن بناء الهرم لابد أن يكون أكثر تعقيداً .. لكن حينما قرأت
عرضك للفكرة بالإضافة لما ذكرته من رواية النجوم الزاهرة
عدت أفكر في الأمر : ولما لا ..
بالإضافة أنني وجدت منذ فترة فقرات من كتاب تراثي أخر (أخبار الزمان للمسعودي)
يذكر أشياء عن عصر بناة الأهرام ويؤكد أنه كان قبل الطوفان .. ويذكر تفاصيل
غريبة عن طبيعة ذلك العصر وعلاقته بقصة نوح عليه السلام..
وأن ملك مصر في ذلك الوقت ويدعى سوريد قد أمر ببناء الهرم
بسبب رؤية رأها وفسرت له بمقدم الطوفان فكان بناء الهرم من أجل
جمع أسرار وعلوم أهل ذلك الزمان وحفظها داخل ذلك البناء الهرمي ..
وهناك معلومة بلغتني عن وجود أصداف بحرية في قلب الهرم أو ماشابه
مما يدل على أن الهرم كان مغموراً بمياه البحر ولم يكن
هذا ممكناً إلا مع وجود الطوفان ..
والحقيقة أن سبب اهتمامي بتلك الأمور كان بخصوص موضوع
بعيد شيء ما عن علم المصريات .. كنت أبحث في العلاقة بين
الحركات السرية عبر العصور والأهرامات .. فثمة علاقة ما
تربط بين تلك الحركات الباطنية القائمة على الأسرار وبين بناء
الهرم .. وإلى اليوم هم يقدسون تلك الأهرامات ويسعون لإقامة شعائرهم
وطقوسهم الاحتفالية عندها ..
هل الهرم بناه أقوام موحدون أم مشركون .. ؟
الجواب سيوضح علاقة الحركات السرية المعاصرة بالأهرامات..
معظم الحركات الباطنية تتناقل أسرار يدعونها حكمة ويدعون أنها
متوارثة عبر الأجيال ولا يطلع عليها إلا الخاصة .. والهرم بني لحفظ
الأسرار .. لذا فهو كعبة تلك الجماعات المنحرفة حالياً ..
الرواية التي في أخبار الزمان والتي تؤكد بناء الهرم قبل الطوفان تدل على الشرك ..
ففيها ذكر لهياكل الشمس التي عبدت من دون الله ( وعبادة الشمس هي لب
عقائد الباطنية والحركات السرية ) وكذلك أن الذين بنوه
عمهم العذاب من ضمن.. ( وهذه نقطة مهمة .. فقد عم العذاب الأرض كلها
بما في ذلك أرض مصر فيما عدا نوح عليه السلام والذين أمنوا معه )
وفي زمن نوح كان الشرك قد عم الأرض كلها .. فكان العذاب عاماً ..

وهذا لا ينفي أنه بعد زوال الطوفان عادت الأرض للموحدين اتباع نوح
فعمروها من جديد وكانت تلك الزمرة مع نوح
نواة العالم الجديد عالم ما بعد الطوفان .. وتطاولت القرون ونكص من نكص
على عقبيه وتتابعت رسل الله مرة أخرى بدعوة التوحيد ونبذ الشرك ..
كما هو معروف من قصص الأنبياء من بعد نوح عليه السلام ..
برأيي أن تلك الفترة التي تلت طوفان نوح وحتى ظهور أول حضارة
معروفة على وجه الأرض وبداية كتابة التاريخ .. تلك الفترة من أغمض ما يكون ..
تلك الفترة التي تشكل فيها العالم القديم (بالنسبة إلينا) بحضاراته التي نعرفها ..
وطمست فيها كثير من معارف الأقدمين .. سواء العلمية الدينية أو المادية ..
انتظر تعليقك .. وخصوصاً رأيك في كتاب أخبار الزمان للمسعودي وما ذكره
بشأن بناء الأهرامات ..




مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الحضارة الفرعونية المفترى عليها ( بعد التنقيح )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعبيرات عاشت .. لعمالقة غابت ( مع التنقيح ) محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 17 02-24-2017 06:30 AM
جوار المفتري أشرف حشيش منبر الشعر العمودي 0 03-23-2016 10:16 PM
الحضارة العربية القديمة عبدالله علي باسودان منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 12-05-2015 11:15 PM
قصة الحضارة - ويل ديوارنت د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-10-2014 03:21 PM
قصة الحضارة /وول ديورانت ريم بدر الدين منبر رواق الكُتب. 2 10-18-2011 12:18 PM

الساعة الآن 03:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.