احصائيات

الردود
21

المشاهدات
8007
 
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبده فايز الزبيدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,902

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
May 2007

الاقامة

رقم العضوية
3512
11-19-2013, 11:03 AM
المشاركة 1
11-19-2013, 11:03 AM
المشاركة 1
افتراضي البياسي و الحداثة!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ، اما بعد :
فقد تابعت مواقف طريفة لشاعر جميل هو محمد البياسي من الحداثة انتقدها بشدة و بظرف لم أسمع بمثل طريقته و لهذا سأنقل لكم بعض ما اتحفنا به و لكن بعد معرفة الحداثة.
فالحداثة كما عرفتها الموسوعة الميسرة للمذاهب و الأحزاب المعاصرة :( مذهب فكري أدبي علماني، بني على أفكار وعقائد غربية خالصة مثل الماركسية والوجودية والفرويدية والداروينية، وأفاد من المذاهب الفلسفية والأدبية التي سبقته مثل السريالية والرمزية… وغيرها.
وتهدف الحداثة إلى إلغاء مصادر الدين، وما صدر عنها من عقيدة وشريعة وتحطيم كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية بحجة أنها قديمة وموروثة لتبني الحياة على الإباحية والفوضى والغموض، وعدم المنطق، والغرائز الحيوانية، وذلك باسم الحرية، والنفاذ إلى أعماق الحياة. والحداثة خلاصة مذاهب خطيرة ملحدة، ظهرت في أوروبا كالمستقبلية والوجودية والسريالية وهي من هذه الناحية شر لأنها إملاءات اللاوعي في غيبة الوعي والعقل وهي صبيانية المضمون وعبثية في شكلها الفني وتمثل نزعة الشر والفساد في عداء مستمر للماضي والقديم، وهي إفراز طبيعي لعزل الدين عن الدولة في المجتمع الأوروبي ولظهور الشك والقلق في حياة الناس مما جعل للمخدرات والجنس تأثيرهما الكبير........
....الحداثة تصور إلحادي جديد – تماماً – للكون والإنسان والحياة، وليست تجديداً(*) في فنيات الشعر والنثر وشكلياتها. وأقوال سدنة الحداثة تكشف عن انحرافهم باعتبار أن مذهبهم يشكل حركة مضللة ساقطة لا يمكن أن تنمو إلا لتصبح هشيماً تذروه الرياح وصدق الله العظيم إذ يقول: { ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً }.

حسبنا في التدليل على سعيهم لهدم الثوابت أن نسوق قول أدونيس وهو أحد رموز الحداثة في العالم العربي في كتابه فن الشعر ص 76: "إن فن القصيدة أو المسرحية أو القصة التي يحتاج إليها الجمهور العربي ليست تلك التي تسليه أو تقدم له مادة استهلاكية، وليست تلك التي تسايره في حياته الجادة، وإنما هي التي تعارض هذه الحياة! أي تصدمه، وتخرجه من سباته، تفرغه من موروثه وتقذفه خارج نفسه، إنها التي تجابه السياسة ومؤسساتها، الدين ومؤسساته، العائلة ومؤسساتها، التراث ومؤسساته، وبنية المجتمع القائم. كلها بجميع مظاهرها ومؤسساتها، وذلك من أجل تهديمها كلها! أي من أجل خلق الإنسان العربي الجديد، يلزمنا تحطيم الموروث الثابت، فهنا يكمن العدو الأول للثورة والإنسان".
ولا يعني التمرد على ما هو سابق وشائع في مجتمعنا إلا التمرد على الإسلام وإباحة كل شيء باسم الحرية(*).
- فالحداثة إذن هي منهج(*) فكري عقدي يسعى لتغيير الحياة ورفض الواقع والردة عن الإسلام بمفهومه الشمولي والانسياق وراء الأهواء والنزعات الغامضة والتغريب المضلل.
وليس الإنسان المسلم في هذه الحياة في صراع وتحد مع الكون كما تقول كتابات أهل الحداثة وإنما هم الذي يتنصلون من مسئولية الكلمة عند الضرورة ويريدون وأد الشعر العربي ويسعون إلى القضاء على الأخلاق والسلوك باسم التجريد وتجاوز جميع ما هو قديم وقطع صلتهم به.
- ونستطيع أن نقرر أن الحداثيين فقدوا الانتماء لماضيهم وأصبحوا بلا هوية ولا شخصية. ويكفي هراء قول قائلهم حين عبر عن مكنونة نفسه بقوله:
لا الله اختار ولا الشيطان *** كلاهما جدار
كلاهما يغلق لي عيني *** هل أبدل الجدار بالجدار

تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
)


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 11-19-2013, 11:10 AM
المشاركة 2
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الموقف البياسي الأول:
كل شاعر اليوم يعرّف الشعر انطلاقًا من الزاوية التي هو فيها وانطلاقًا من ثقافته ولون شعره وأسلوبه.
الفقير إلى اللغة والأدوات يقول : الشعر إحساس
والغني باللغة والنحو , المفتقر إلى الشاعرية يقول : الشعر أدوات
والمفتقر إلى الشاعرية واللغة والأدوات يقول : الشعر صورة ومعنى
والمفتقر إلى الموسيقى يقول : هناك موسيقى داخلية
والمفتقر إلى الإبداع والابتكار يقول : الشعر تقليد
والمفتقر إلى الأصالة : يقول الشعر تمرد .
وهكذا ..
.
.
والشعر في الحقيقة .. كــــلُّ ذلك
الشعر معروف
ولا يحتاج إلى كثير " فذلكة "

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 11-19-2013, 11:12 AM
المشاركة 3
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الموقف البياسي الثاني:
قال في كتابه (أنت و صديقك و الشعر):
( الرمز شيء رائع في القصيدة
ولكنه كالملح ....
قلّته.. تنقص من لذاذة الطعام ....
وكثرته تفسد لذاذة الطعام تمامًا !!)

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 11-19-2013, 11:14 AM
المشاركة 4
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كتب البياسي في موقفه الثالث:

للتصفيق فقط

سلام

لوجوهٍ تسير في وحدة الصحراء للشرق يلبس
العشب والنارَ سلامٌ للأرض يغسلها البحر
سلامٌ لحبّها... عُرُيكَ الصاعقُ أُعطَى أمطاره
يتعاطانيَ رعدٌ في نهديَ
اختمرَ الوقت تَقدَّمْ هذا دمي أَلقُ الشرق اغترفْني
وغِبْ
أضِعْني لفخذيك الدويّ البرق اغترفني تبطّنْ جسدَي
ناريَ التوجّه والكوكب جرحي هدايةٌ أتهجَّى...
أتهجَّى نجمةً أرسمُها
هاربًا من وطني في وطني
أتهجَّى نجمة يرسمها
في خطى أيامه المنهزمه
يا رماد الكلمه
هل لتاريخيَ في ليلك طفلٌ ؟

.........................


هل فهمتَ شيئاً أيها القارئ الكريم ؟

لا بأس عليك
إذا لم تفهم فأنت متحضّر و مثقف

لأن الحداثة هي هكذا
أن لا يفهمَ الكاتبُ ما يكتب
وأن لا يفهم القارئ ما يقرأ

و لكنْ ..

عليك أن تصفّق

لأن الذي اُلهِـمَ هذه القصيدة العصماء
هو أشعر شعراء الحداثة في النصف الثاني من القرن العشرين.

أدونيس .

وهو اسم وارد في القائمة الطويلة الموضوعة على طاولة جائزة نوبل .
وما زال ينتظر دوره بحسرة
ربما ينتظرون منه أن يشتم العروبة أكثر
وأن يطعن في الاسلام أكثر
لكي يرضوا عنه الرضى الكامل فيتعطفون عليه بالجائزة

لا تنسَ ..

صفّقْ .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 11-19-2013, 11:16 AM
المشاركة 5
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ثم قال :
( بئس الشعر الذي أوّله تصفيق ..
وآخره جهنّم !!)

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 11-19-2013, 11:17 AM
المشاركة 6
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
موقف البياسي الرابع:
يًحكى أنّ محتالًا غريبًا ادّعى أنه يستطيع حياكة أثواب لا يراها إلا الصالحون , وسرى الخبر في المدينة , وسمع الملك , فاستدعاه وطلب إليه أن يصنع له وللملكة ثوبين لم يكن مثلهما من قبل , فطلب أموالًا طائلة زعمًا منه أنه سيشتري الأنسجة والآلات اللازمة , وغاب مدة ثم عاد لا يحمل إلا آلات بسيطة فقط , ولم يكن معه من النسيج شيئًا ولكنّ الجميع تظاهروا بأنهم يرون النسيج , لأن أحدًا لا يجرؤ أن يقول إنه لا يراه .. فالنسيج لا يراه إلا الصالحون
ثم تظاهر أنه شرع في العمل في ناحية من القصر ,فكان يحرك يديه ورجليه على آلات الحياكة وكأنه ينسج فعلًا .. فكان إذا مرّ به أحدٌ من جماعة القصر سأله : ما رأيك بالشكل والألوان وكذا وكذا ؟ فلا يستطيع المسؤول إلا أن يبدي إعجابه الشديد , رغم أنه لا يرى شيئًا .. لأن النسيج لا يراه إلا الصالحون ! فإذا قال : لا أرى شيئًا فمعنى هذا أنه غير صالح
وانطلت الخدعة على الجميع , وجاء الملك بحاشيته ووزرائه ليرى الثوبين العجيبين ..
ولكنه لم يرَ شيئًا !!!
فاستحى أن يقول : لا أرى شيئًا , فالجميع يدَّعون أنهم يرون , ولو قالها الملك لعرف الجميع انه غير صالح
فالثوب لا يراه إلا الصالحون
والتفت إلى الملكة وسألها , فارتبكت , ثم تماسكت وقالت : يا الله إنه ثوب بديع .
وصاحت الحاشية والوزراء : نعم نعم إنه ثوب رائع وبديع ,, أحسنت أيها الحائك الخياط !!
ثم جاء يوم الوعد..
يوم خروج الملك والملكة بالثوبين في موكب مهيب أمام حشد هائل من أهل المدينة .
وجاء الخياط الحائك وشرع في إلباس الثوبين للملك والملكة ...
ولكنهما لم يريا ثوبًا ولا نسيجًا .. فبقيا عاريين
ثم خرجا في الموكب
واحتشد الناس
وصعقوا حين رأوا الملكين عاريين من غير ثياب ..
ولكنّ أحدًا - بالطبع- لا يجرؤ أن يقول إنه لا يرى الثوبين
وصفّق الناس خائفين ..
حتى جاءت اللحظة الحاسمة حين صاح طفل صغير من بين الجمهور : الملك والملكة عاريان .
وتشجع الناس حينئذ .. وصاحوا : نعم الملكان عاريان .
حينها شرع الملك والملكة في إخفاء ما بان من عورتيهما ..
وعلما أنهما وقعا فريسة محتال محترف , وحين طلبه الملك كان قد فرّ بعيدًا وسعيدًا بما حصل عليه من جائزة

هذه القصة تنطبق على واقع حالنا الشعري اليوم..
شعراء الحداثة يكتبون كلامًا , هم أنفسهم , لا يفهمونه , وكذلك لا يفهمه الناس ..
وخاصة إذا وصل الشاعر إلى مكانة هيّأتْها له الظروفُ .. والماسونية .
فإذا تجشأ شاعرهم قالوا : الله اكبر ..قصيدة رائعة !
لماذا ؟
لأن أحدهم إذا قال : لا أفهم , فسوف يصفونه بالتخلف والرجعية وعدم مواكبة التطور الهائل في الأدب والشعر .
وسوف يضعونه في آخر الصفّ !
وسوف يصفونه بأنه جاهل , لا علاقة له بالثقافة , ولا علاقة له بالعالمية والأدب العالمي .
.
.
نحن لا نرى أثوابكم أيها المحتالون
أنتم عراة تمامًا أمامنا الآن
وستكونون عراةً أمام الجميع قريبًا حين يقول التاريخ كلمته .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 11-19-2013, 11:18 AM
المشاركة 7
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الموقف البياسي الخامس:
استوقف أعرابيٌ الجاحظَ وهو راكب على جمله وقال له : اسمع كيف أقول الشعرَ يا أبا عثمان.
فقال الجاحظ : هات .

فأنشد الرجل :

إنّ داءَ الحبِّ سقْمٌ
ليس يهنيه القــرارُ

ونجا من كان لا يعشق
من تلك المخازي


فتميّز الجاحظ غيظًا من رداءة شعره وقال مغضبًا :
القافية الاولى راء والثانية زاي !!!
فقال الرجل : لا يهم , فلا تنقَّط

فاشتد غضب الجاحظ , وقال :
القافية الأولى مرفوعة والثانية مجرورة !!

فقال الرجل :
يا سبحان الله , يا سبحان الله
أقول لا تنقِّطْ فيُشّكل !!!!

فهوى الجاحظ برأسه على جمله وجعل يبكي ..
فقال الرجل : وما يُبكيك ؟
فقال الجاحظ : استوقفتني هنا
ولو كنتَ في بلدي لأريتُك !

وهذه حالنا اليوم
تقول : القصيدة فيها أخطاء نحوية
فيقول : لا يهم , المهم الإحساس
يا سيدي القصيدة فيها أخطاء لغوية ..
لا يهم .. المهم الإحساس
يا سيدي القصيدة فيها أخطاء عروضية
لا يهم .. المهم الإحساس..
يا سيدي .. التركيب ضعيف والصياغة غير موفقة والصورة غير واضحة والمعنى بعيد ..

لا يهم
المهم الإحساس
أنا اكتب على الورق ما احس به فقط ...


سبحان الله
إذا كان الإحساس ... فقط فقط فقط ... هو ما يميز الشعر عن غيره فإذن عندنا على ظهر الأرض أكثر من 7 مليارات شاعر .. لأن الناس كلهم يحسّون ويشعرون .. وكلّهم يستطيعون الكتابة والتعبير عن مشاعرهم بطرق مختلفة ما دامت اللغة والعروض والنحو ليست من أدوات الشاعر !!!

المهم في الموضوع : الإحساس هههههههههههههههه
وكأن احدًا غيرهم لا يحس ... وهم فقط اصحاب الإحساس.

" فلقتونا بإحساسكم "

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 11-19-2013, 02:01 PM
المشاركة 8
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
Cool
يقول أحد الشعراء الحداثيون في إحدى روائعه :

أراني أصعد إلى الارض هبوطاً ... فيغيب الضوء في عتمة النور ..
حينها .. وحينها فقط ... سأنتظر خروج التين من خاصرة السفرجل ِ ...


سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !
قديم 11-20-2013, 06:52 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قرات الموضوع بتمعن وكررت القراءة والصحيح انني لطالما كرهت الشعر الغارق في الرمزية والغموض وهي السمات التي تبدوا مرادفة للحداثة كما تشرح المواقف هنا وعلى الرغم من اندهاشي وإعجابي بثقافة وقدرات أستاذي في مادة علم المنطق الدكتور الشاعر عبد اللطيف عقل لكنني طالما مقت شعره الغارق في الرمز والغموض وهو ينتمي في معظم اشعاره الى مدرسة ادونيس او ربما الافضل القول الى مدرسة الحداثة ....

كان ذلك وانا شابا يافعا وقليل الثقافة سطحي المعرفة وقبل ان افكر مليا بموضوع من اين يأتي الشعر وكيف يتشكل وملاحظة ان الناس غير متساويين في القدرات العقلية والقدرة على قول الشعر فقد تبين لي انه حتى ذلك له اسباب موضوعية فقول الشعر ليس خيارا واعيا وانما هو نتاج حالة ذهنية معينة تنشا كنتيجة لظروف معينة يمر بها الشاعر الفرد وغالبا ما يكون العقل اللاواعي هو المسيطر في لحظة ولادة القصيدة .

من هنا أتساءل الا يجوز ان عقل الشاعر الحداثي او الذي يغالي في تسخير الرمز او ربما علي القول الذي يولد عقله شعرا غارقا في الرمز والغموض انما يكتب بلغة كودية تحمل على معاني مستقبلية ؟!

عندما قرات واطلعت عن قرب على سيرة حياة الدكتور عبد اللطيف عقل الذي مات ابوه وهو صغير ثم ماتت اخته ثم تزوجت امه لتغرق في حياتها الجديده وتركته في المنزل المجاور كما يقول يعصف به الوجع والوحدة والوحشة والغيرة عرفت عن قرب حجم الألم الذي اصابه وصنع قدرته على قول الشعر الغارق في الرمزية .

الا يجوز ان العيب فينا نحن المتلقيين وليس في الشعر الحداثي ؟ لان عقولنا لا تعمل بنفس المستوى من الطاقة لان آلمنا صانع طاقات عقولنا يأتي على مستويات مختلفة وبالتالي تختلف القدرات العقلية من فرد الى اخر ؟

الا يجدر بنا وبعد ان تبين لنا من خلال دراسة تاريخ الادب ان لا نستخف او نستهيين باي نتاج إبداعي مهما بدا لنا غريبا عجيبا ومعقدا ؟

كم من مرة رفض العقل الجماعي نتاج إبداعي حال ولادته ثم عاد بعد مئات السنين ليعلو من شانه ويقدره ويمجده ؟

مرة اخرى الا يجوز ان تكون هذه اللغة التي تبدو غريبة عجيبة رمزية والغارقة في الغموض انما هي لغة كودية تحمل على معاني مستقبلية وتحتاج الى عقول تعمل بطاقات بمستوى طاقات العقول التي ولدت تلك الإبداعات ونحتاج الى زمن مستقبلي حتى نستطيع فهمها ؟



*

قديم 11-20-2013, 10:23 PM
المشاركة 10
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يقول أحد الشعراء الحداثيون في إحدى روائعه :




أراني أصعد إلى الارض هبوطاً ... فيغيب الضوء في عتمة النور ..
حينها .. وحينها فقط ... سأنتظر خروج التين من خاصرة السفرجل ِ ...
هذه حالة اللاوعي التي تنتج لنا القصيدة الحداثية
و حين يعود صاحبها إلي حالة الوعي سيسخر ممن صفق له و لهرطقاته
قرأت مرة للناقد السعودي أحمد بن عبدالكريم العرفج في طي مقالة له بملحق الأربعاء الخاص بجريدة المدينة
قوله في معرض حديثه عن ديوان أصدره أحد أصدقائه الحداثيين اسمه (عِيْد):
( و أتحدى صديقي عيداً أن يكون هو نفسه يفهم ما قد كتبه هنا...)


شكرا لكريم تفاعلك أخي الكريم.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: البياسي و الحداثة!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحداثة وما بعد الحداثة في القرن العشرين – د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 02-27-2015 03:47 PM
رُوح الحداثة - طه عبد الرَّحمن د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-21-2014 12:22 AM
عن الحداثة الفلسفية ... يونس عاشور منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 1 11-15-2011 01:44 AM
الحداثة وما بعد الحداثة في الادب - د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 6 08-25-2011 10:30 AM

الساعة الآن 02:06 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.