( أنـــــت عُــمــري )
في زمن الروعة
في زمن الصفاء وندى القلوب
في زمن عـذوبة الشدو وخصوبة الأسماع
وقفت تلك الأميرة بين الأهرامات متجاوزة إياها قامة وشموخا ً
تعانق الشمس
تحمل في يدها منديلا ً مخضّبا ً بالعـطر
وراحت تصدح ( أنـــت عُــمــري )
وحولها يتجمهر الإنس والجان
وكلهم يصفقون في غمرة النشوة
وأنـــا أقـــــــول :
zhrh123qw
أنـت ِ
ومن أنا لولا أنـت ِ ؟!
وهل للبسمة نكهة إلا بك
وهل ترقص الكلمات إلا على وقع حروفك
في الحب كل المراكب معلنة الاستنفار
البحر بحر غرام
والعواصف نعمة لا نقمة
والغرق هو منتهى الأمنية
يا أنت ِ
لا
يا أنا
في نيسان للربيع طقوس خاصة
على أفنانه تنشرح صدور الأزهار وتكتسي حُلل الزفاف
وبين حناياه يتضوع نور دافىء حنون
نيسان !!
قالوا أدار ظهره ومضى
واهمون ... واهمون
إني أراك نيسانَ كل الفصول والأزمنة
سأسميك ِ ( نـيــسـان )
ما رأيك ؟!
لا أجد ما يشبهك حَــد َّ التطابق إلا نيسان
يا من تتغلغلين في خضاب دمي
وعلى صهوة كل ثانية تمر
طيفك مُشرعُ الضحكة وضـّاحُ المُحيّا
أنت ِ عمري و عمري أنت ِ
يا لعجز الحروف
ويا لقصر قامات الكلمات وخجلها
أمام عليائك كلها تنحني
ومن حياض رضاك وقبولك تنهل
للحب لوعة ودمعة
شأنه شأن كل لذيذ
لا يتأتى إلا بعد معاناة ومكابدة
فما ألذ الشقاء على درب الهوى
وما أعـذب المعاناة حتى إدراك ثماره وجنيها
وما أشهى جحيمه والخلود فيه
ألم أقل لك ذات مرة
في الحب يتآلف الأضداد
الجحيم والنعيم فيه سواء
كلاهما نعيم ونشوة
فما أشهى النار
وما أعـذب الخلود
تسألني العصافير
أي قلب ذاك الذي تحتضنه بين أضلاعك ؟ !
فأقول :
لولا العشق لسقط قلبي على رصيف النسيان منذ زمن سحيق
هو النسغ والحياة
هو الفرح
هو البقاء
وتسألني العصافير :
نراك تحلق بعيدا ً بعيدا ً ؟ !!
أجيبها :
مجنـّح أنا بنور العشق
ولولاه كنت الآن في رحم الثرى غافيا ًباردا ً
وتسألني العصافير :
ألا يبلغ منك الحزن مبلغا ً ؟!
فأجيبها :
لولا العشق لابتلعني الدجى على حين غـرة
ولقتلني جرحي ومثـّل بي
ولكن ما إن يحاول قتلي
حتى يثور عشقي
فيمدني بالعزيمة والجَـلد ويذكي أوار إرادتي
فأصرع جرحي وأعبر على جثته الهامدة
وأنا فيّاض الابتسامة
تعجب العصافير من أجوبتي
ولسان حالها ( لا حول ولا قوة إلا بالله )
العشق ... العشق ... العشق
أوَما من حديث لك غير هذا ؟!
وأضحك حتى الثمالة والاستلقاء على سندس النشوة
تقول العصافير :
حكايتك حكاية يا رجل
قد استسلمنا لمنطقك وأذعـنـا لعشقك
أقول لها :
أعشقك أيتها العصافير
وكيف لي ألا أجعل العشق نسغاً لهمساتي !
وبارقة لبسماتي !
ونبضا ً لخافقي !
فـ بالعشق يحيا الإنسان
ولولاه اصفرت أوراق عمره وانطفأ ضياؤه
العشق زادي في السراء والضراء
أنيسي وحاضني
هو الداء والدواء
أيتها المغـرّدة مفردة جناحيك على الكون من أقصاه إلى أقصاه
تغمّدني البحر بالموج
حتى ظننت بأني قضيت
وصالت وجالت بخاصرتي فارعات الحراب
فولول جرحي وقضَّ مضاجع من رقدوا منذ آدم
ولكن همسك للجرح بلسم
وعـطرك يثمل أنفاس روحي
وبسمة ثغرك ملجا ومنجا من العـتمات
سأرسم بالحب صبحا ً جديدا ً كوجهك
وأعبر فوق الجراح وأنسى
وأخلع عن كتفيّ الأسى
وأنشد دون سمو مقامك صبح مسا
أعـدُّ أصابع كفيك مليار مرّة
وفي كل مرة
أ ُقــَبـِّـلُ قاماتها المشرقة
وأسلك ما بينها في دروب الضياء
يحف شفاهي ورد وزنبق
ويرسو جبيني على شط فضة صدرك
ومن شفتيك ومن شفتي ّ تطول الرسائل حُمراً
وتقطر شهدا ً
ونار تثور على ضفة الفجر تصهر قاماتنا
ويزهو نهارك فصل ربيع
به أمنياتي العـذارى
على فنن الحب تزهــر ْ
أيا أنت ِ ماذا أحـدِّث عنك ؟ !
وكل الأحاديث ... كل اللغات كنوز لديك
خـذيني ... خذيني
خذيني ... اصهريني
اقتليني
فقتلك إياي ينشئني من جديد
ليس فيّ من أمسي إلا أنت ِ
فأعشقك بعد كل مقتل بنكهة مختلفة
ولـذة مغايرة
فكلما ازداد قتلك لي
كلما تلوّن عشقي لك بألوان جديدة
وتحلـّى بطعم جديد
ها أنا مشرع لك صدري
وقلبي يتشهى
فاقتليني ... اقتليني
ah123qw
أنصتوا لكوكب الشرق وهي تصدح ( أنـــت عُـمـري )
فصوتها يروي الظمأ
وكلماتها تغمركم بالنشوة والفرح
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
( أنـــــت عُــمــري )
