احصائيات

الردود
29

المشاهدات
21328
 
الدكتورة مديحة عتيق
من آل منابر ثقافية

الدكتورة مديحة عتيق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
63

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10212
09-13-2011, 08:09 PM
المشاركة 1
09-13-2011, 08:09 PM
المشاركة 1
افتراضي الأدب العربي الأنجلوفوني : نظرة عامة
الأدب العربي الأنجلوفوني : نظرة عامة
بقلم الدكتورة ليلى المالح
ترجمة : د.مديحة عتيق/الجزائر
سبق أن وجهت دعوة إلى ترجمة (Arab Voices in Diaspoara)لليلى المالح إلى العربية واستجاب بعض الزملاء إلى دعوتي واختاروا فصولا من الكتاب وقد اخترت فصلا بعنوان (Arab Anglophone Literature ; An Overview) وهأنذا أقدمه بشكل تسلسلي فأرجو أن يروقكم عملي
الأدب العربي الأنجلوفوني : نظرة عامة
بقلم الدكتورة ليلى المالح
الصفحة1:
"غادرتُ هذا المكان جريا نحو كاليفورنيا..منفى دام سنوات..عدتُ في نقّالة..وشعرتُ هنا بأنّني غريب..منفيّ عن منفاي السابق.. أنا دائما بعيد عن شيء ما وعن مكان ما..تركَتني حواسيّ الواحدة تلو الأخرى كي تعيش حياتها الخاصّة. إذا التقيتَني في الشارع فلا تكن واثقا من أنّني أنا..مركزي ليس النظام الشمسي"(1)
من المفارقة أنّ الأدب العربي الأنجلوفوني لم يحظ بالعناية ولم يحقق أدنى اعتراف إلا بعد أن استيقظ العالم ذات صباح على الحدث الإرهابي 11/9 فسأل نفسه من هم العرب حقّا..
والمفارقة الثانية أنّ الأدباء العرب الأنجلوفونيين أبعد ما يكون عن العرب النموذجيين، فهم سلالة الازدواجية الثقافية، والتهجين، وتجربة الشتات، وقد حدث هذا الاعتراف ببساطة شديدة لدرجة أنّ أعمالهم صارت في متناول الأيدي في السنوات الأخيرة فبدت كأنها تلبّي حاجة قرائية عارمة تبتغي التعرّف على الثقافة العربية وتركيبتها العقلية في لغة أصبحت مشتركة (lingua franca) في العصر الحديث.
بدأت المكتبات في المدن الغربية تعرض في رفوفها الأعمال العربية الأنجلوفونية جنبا إلى جنب مع الأعمال الأنجلوفونية الأفغانية والباكستانية والإيرانية(2)،
الصفحة 2:
ويبدو أنّه لم يكن مهمّا تحديد هويّة الكتّاب ما دامت الأسماء والعناوين تغذّي نشوة استدراج القارئ نحو فهم أفضل لـ "الآخر الإرهابي".تسلّيتُ كثيرا حين اكتشفتُ أنّ موقع أمازون.كوم ـ مورّد الكتب الشهيرـ قد أوصى من أجل قرّائه بإعادة نشر كُتُب ذات توجّه شرقي على غرار "أتوا إلى بغداد" (1950)و"جريمة قطار الشرق (1934) لأجاثا كريستي من أجل frisson اسم بغداد(3) ولكنّ الأمر أكثر دلالة على الاهتمام المتزايد بالأدب العربي الأنجلوفوني ليس مخازن الكتب بل في عدد الجامعات المتنامي عبر العالم التي بدأت تضيفه إلى مقرّراتها الجامعية حيث تُلزِم الطلبة بدراسة عقلية العربي/ المسلم واللاهوت الإسلامي ووَجَدت في الأدباء العرب الأنجلوفونيين نافذة ملائمة للانفتاح على الفكر والثقافة العربيين.
أصبح العرب أخيرا مرئيين، وإنّه لأمر يدعو للشفقة أنّ هذه الرؤية تتمّ عبر مصفاة "الرعب/الإرهاب" بدل من الشفقة والخوف بمعناهما التطهيري الأرسطي.
الهوامش:
(1) إتيل عدنان (Etel Adnan): في قلب قلب وطن آخر(In The Heart of the Heart of Another Country) منشورات(Mundus Artium)10،1977، ص23.
(2)غالبا ما يختلط اسم الكاتب الأفغاني ـ الأمريكي خالد الحسيني والكاتب صاحب (The Kite Runner) والكاتب البريطاني ـ الباكستاني حنيف قريشي مع أسماء كتّاب عرب أنجلوفونيين حتى بالنسبة إلى الأكاديميين الذين ساهموا بأعمالهم في إنجاز هذا الكتاب .
(3) أُوصِيَ بهذه العناوين للقراء ـ وأنا ضمنهم ـ مع اهتمام بالعالم العربي......................يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة الدكتورة مديحة عتيق ; 10-10-2011 الساعة 12:47 PM سبب آخر: تثبيت رقم الصفحات في الكتاب الأصلي
قديم 09-14-2011, 06:48 PM
المشاركة 2
الدكتورة مديحة عتيق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قطعا، ليس الأدب العربي الأنجلوفوني في مرحلة النشأة (swaddling -clothes) (4)، فجذوره تمتدّ إلى انثناءة القرن الماضي حين كان على المهاجرين الأوائل إلى الولايات المتحدة الأمريكية أن يتعاملوا مع لغة وثقافة الوطن المضيف.
ذكر وائل حسن في مقاله المهمّ عن جبران في هذه المجموعة أنّه في أمريكا أَنتَج الأدباء أوّل مجموعة شعرية "الآس وشجر المرّ (Myrtle and Myrrh) (1905) وأوّل مسرحية "وجدة"(wajdah)(1909) وأوّل رواية "كتاب خالد" (The Book of Khalid) (1911)(5) وأوّل سيرة ذاتية عربية ـ إنجليزية (رحلة بعيدة) (A Far Journey) لأبراهام ميتري الرحباني (Abraham Mitrie Rihbani)(1914).
وباستثناء جبران الذي حقّق كتابه "النبيّ"(6) مبيعات قياسية ونجاحا غير متوقّع لم يصله كاتب عربي أنجلوفوني(7) فإنّ قلّة من الأدباء الآخرين عُرِفوا للقارئ العادي.
الهوامش:
(4) يمكن أن نعتبر رواية (في أرض الفراعنة) لديزي محمد علي أول عمل كتبه عربي بالإنجليزية، وقد نشر في لندن ونيويورك عام 1911 (لندن، Frank Cass ،ط2، 1968)
(5) حول هذه النقطة انظر أطروحتي للدكتوراه (الرواية الإنجليزية بأقلام الكتّاب العرب) (The Novel English by Arab Writers) (جامعة لندن، 1980)
(6) بيع حوالي ثمانية ملايين نسخة من الكتاب، وترجم إلى بضعة وخمسين لغة

(7) وليام بيتر بلاتي (William Peter Blatty) هو الروائي (والسيناريست) العربي ـ الأمريكي الوحيد ـ باستثناء جبران ـ الذي حقّق نجاحا تجاريا مذهلاـ تتّكئ شهرته العالمية على روايته اللاهوتية المرعبة (طارد الأرواح الشريرة) (Exorcist) (1971) التي أصبحت أكثر الكتب مبيعا في العالم. إذ بيع ثلاثة عشر مليون نسخة في أمريكا
www.kirjasto.sci.fi/blatty.htm (جريفوري أورفاليا ( Gregory Orfaleo) العرب الأمريكان، ص34)، تتضمّن أعمال بلاتي سيناريو (طلقة في الظلام A Shot in the Dark) (1964) (ماذا فعلت في الحرب، بابا؟ What did you do in war, daddy ?) (1966) وسيرة ذاتية (سوف أخبرهم بأنّني أذكرك I ‘ill tell them I remember you) (1973)......يتبع

قديم 09-14-2011, 07:32 PM
المشاركة 3
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكر لكِ دكتورة مديحة عتيق هذا الموضوع المميَّز والفريد الذي يلقي الضوء على الأدب الأنجلوفوني ، وهو نافذتنا الأدبية التي نطل بها على العالم الخارجي ، وتعكس له صورا من روائعنا الفكرية والحضارية.
بوركتِ ، وبورك المداد.

قديم 09-26-2011, 08:48 PM
المشاركة 4
الدكتورة مديحة عتيق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أواصل تقديم ترجمة فصل "الأدب العربي الأنجلوفوني نظرة عامة"
الصفحة 3:
"عُرف بعض معاصري جبران بكتاباتهم العربية أكثر من كتاباتهم الإنجليزية، ومن هؤلاء أمين الريحاني (1867-1940) وهو كاتب غزير الإنتاج بالعربية وفي أجناس متنوعة(8) وميخائيل نعيمة (1889-1988) صاحب "كتاب مردد" ومذكرات الأرقش"، لذلك تقتصر أعمالهم جغرافيا على القرّاء في العالم العربي.
وقد بدأ النقاد و الأكاديميين العرب والعرب الأمريكان مؤخرا فحسب دراسة التركة التي أورثهم إياها أسلافهم، وقد احتفى بعض النقاد أحيانا بهذه التركة على أنّها معلم أدبي، وقلّص البعض الآخر من قيمتها أو أنكروا قيمها الأدبية(9).
كانت كتابات جبران ومعاصريه من ذوي الأصول العربية مزيجا من الخطاب المسيحي والفكر الصوفي(10)اعتبر هؤلاء الكتّاب أنفسهم رؤيويين كرّست حياتهم لمهمّة كونية، وهي مهمّة ليست بعيدة تماما عن الدور التقليدي الموكل للشاعر في الثقافة العربية(11). ومع ذلك فإنّ دور الشاعر ـ النبيّ ولّد (engendered) جدلا كبيرا حول كتاباتهم، وهدّد (endangered) ثوابتهم الأدبية بالانقراض، وفي إطار سعيهم للشهرة وإيجاد مكانتهم داخل الحلقات الأدبية الأمريكية فإنّ السؤال الذي يفرض نفسه هو ما إذا كان هؤلاء المثقفين قد لبسوا عباءة الشرق لرفع مبيعات كتبهم وليحظوا بالقبول عبر تصوير أنفسهم في صورة العباقرة الجذّابين " Charismatic Genius" أو أنّ فكرتهم حول المصالحة الطيبة بين الشرق والغرب مجرّد إسهام ضمن فكر اختزالي ومتآلف حول روحانية الشرق الغارقة في طلاسمها المذهلة وعقلانية الغرب الديناميكية.
الصفحة 4:
وكان هناك بالطبع من أشاد بالكتّاب العرب الأنجلوفونيين الذي ظهروا في بدايات القرن العشرين، واعتبروهم روّاد الوساطة الثقافية ونماذج مبكّرة لتخطّي الحدود القومية (transnationalism) و العبور الإقليمي(border crossing) (12)، وعلى المرء ألا يتجاهل فكرة أنّ هؤلاء لم يكتبوا بدافع الإحساس بالدونية بل كانوا ينهلون من منابع الثقة التي ستجف لاحقا وذلك حين يناقش مسألة التشاؤم الذي طبع الأعمال العربية الأنجلوفونية اللاحقة التي ظهرت في منتصف القرن العشرين (سنناقش ذلك لاحقا).
كان هؤلاء الرواد الوسطاء الثقافيين الفعليين بين الشرق والغرب، إذ وجدوا أنفسهم يقومون بدور المصالحة ـ عبر وسيط الإنجليزية ـ وذلك بتبديد الظّنون التي تحملها كلّ ثقافة نحو الأخرى و بإرساء تقارب فكري أصيل بين التقاليد الشرقية والغربية.
وعلاوة على ذلك، كان لوساطتهم دور أكبر في المصالحة بين الإسلام والمسيحية في أوطانهم، كان جبران والريحاني يكتبان بأسلوب ينسّق بين المخزون الإسلامي والمسيحي في صيغ متوافقة وإن بشكل متفاوت.
وسواء أخذ على الكتّاب العرب الأنجلوفونيين السذاجة والصوفية (mysticism) والتفاؤل، والمثالية المفرطة أو التغريب الذاتي(self -exoticing) فإنّ مداد كتاباتهم عكس إحساسا بالتفاؤل الجماعي، والحفاوة، والابتهاج.
في الحقيقة ليس من العسير على المرء أن يستشعر دلائل سعادة {عند هؤلاء الرّواد}، وبهجة أكيدة من القدرة على التفاوض من وراء تخوم مسقط رأسهم بل وطمأنينة داخلية تختلف عن تعابير الألم والاضطرابات التي تسم الكتابات ما بعد الكولونيالية الهجينة اللاحقة. كانت أعمال هؤلاء الرّوّاد نوعا من الهجانة الميتروبولية/المركزية (Metropolitan Hybridity)"الكامنة بارتياح في قلب كلا المواطنتين: القومية وعبر-القومية" حسب تعبير (R.Radhakrishnan)(13) ، هجانة لا شكّ في أنّها ساعدت هؤلاء الرّواد على مناقشة "هويّة السياسة" The identity politics ) في أوطانهم الأصلية ومواطنهم {الجديدة}المختارة بضغط أقلّ من الذي استشعره خلفاؤهم.

الهوامش:

(8) "كتاب خالد (The Book of Khlid) أغاني صوفية (The Chant of Mystics) حول سواحل الجزيرة العربية (Around the Coast of Arabia) هي بعض من أعماله
(9) شهد العقدان الأخيران محاولات أكاديمية لبعث أعمال الريحاني في الولايات المتحدة، فنشر الكثير من مخطوطاته المهملة، وظهرت طبعات كثيرة لأعماله التي نفذت، وعقدت حوله المؤتمرات وكتب عنه مقالات صحفية، وأقيمت احتفالات و تكريمات على شرفه في لبنان وفي الخارج تتضمّن تمثالا نصب في جامعة (Tufts) في بوسطن عام 2004.
(10) انظر إلى مقالي في هذه المجموعة.
(11) اعتبر ميخائيل نعيمة في كتابه النقدي "الغربال" الشاعر" نبيّا أو فيلسوفا يتمتّع بقدرة خاصة علة استكشاف الحقيقة" (من كتاب (Tanyss Ludescher)"من النوستالجيا إلى النقد: نظرة عامة عن الأدب العربي الأمريكي،منشورات MELUS،31.4، (شتاء2006)،ص96)
(12) وصف سهيل البشريوي جبران بأنه واحد من الرجال القلائل في التاريخ الذين تحدثوا عن الشرق والغرب بتواز، لم ير أحدهما بشكل ينتقص من الآخر، سعى دائما لأن ينوّه بفضائل كلّ منهما بشكل متناسق
The Thought and Works of Ameen Rihani With Special Reference to His Writings in English
by Dr. Suheil B. Bushrui
http://www.alhewar.com/Bushrui_Rihani.html
(13) R.Radhakrishnan : Diasporic Mediations (Minneapolis & London; U of Minnesota,p 1996) :159........يتيع

قديم 09-29-2011, 07:19 PM
المشاركة 5
الدكتورة مديحة عتيق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الصفحة5:

... فبمعيّة جمهور قرّاء خاب أملهم في ماديّة الغرب المتنامية، نادبين عالما عذريا، طاهرا ماقبل صناعي، كان {هؤلاء الكتّاب} يتموقعون استراتيجيا في وضع جيّد لتلبية ذوق قرائي يبحث عن منبع إلهام خارج حدوده الثقافية، وفي الوقت الذي كانوا فيه جذّابين لقرّائهم الجدد لم يخونوا ذاكرتهم الثقافية، ولم يتنكّروا لماضيهم ولم يثبت عليهم أيّ خيانة لوطنهم، بل بالأحرى كانوا ينظرون إلى الماضي والحاضر بعين ناقدة، من منظور "ثقافي" بلغ حدّ الاستعداد إلى قبول الاختلافات الثقافية، هو موقف بَشَّر بـتعدّدية أعظم مَيَّزت لاحقا فترات من القرن العشرين.
ومع ذلك فقد أراد الكتّاب قطعا أن يُتقبّلوا قبولا لطيفا لدى السّواد الأمريكي وربّما لهذه الغاية، لجأ الكثير منهم للكتابات الشخصية /الذاتية التي عُرِف بها الكثير من الأدب المهجري.
أرّخ الكثير منهم لتحاربه في الهجرة والمقام في الوطن المضيف الجديد.
كتب أسعد يعقوب كيّات "صوت من لبنان" (A voice from Lebanon) (1847) وأبراهام ميتري رحباني "رحلة بعيدة" (A Far Journey) (1914) وجورج حدّاد "م ت، لبنان إلى فرمونت" (Mt,Lebanon to Vermont) (1916) وأشاد .ج.هاوي (Ashad.G. Hawie) "النهايات القزحية" (The Rainbow Ends)(1942) وسلّوم رزق "يانكي سوري" (Syrian Tankee) (1943) وجورج حميد "سيرك" (Cyrcus) (1950)
لم يكن الهدف من كتابة "الذات" لتدوين الرّحلة وما صاحبها من مشقة فحسب، بل كانت تلك السير ذاتية ذات طابع اعتذاري، كأنّها تبرير من الكتّاب لمغادرتهم أو "ارتدادهم" عن أوطانهم الأصلية، فقد شرح الكتّاب في سيرهم الذاتية دواعي و أسباب هجرتهم كما في أسطر أبراهام ميتري ريحباني " هدفنا أن نقهر الجهل بالمعرفة، والخطأ بالصواب، والفوضى بالانسجام، والكراهية بالحبّ"(14)
وفي الوقت الذين كان فيه كتّاب السيرة الذاتية يعتذرون للناس الذين تركوهم وراءهم كانوا يلتمسون في مذكّراتهم تعاطف الناس الذين انضمّوا إليهم {في الوطن المضيف}أَمَل أشاد.ج. هاوي الذي خدم في (Rainbow Divisions) ـ درجة أولى خاصّة في الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الأولى ـ والذي قُدِّم في (Distinguished Service Cross) للبطولة الخارقة في أحداث فرنسا ـ أن يُقدِّم في روايته "نهايات قزحية" دليلا كافيا على (ولائه لأمريكا) ووطنيّته، وبالتالي حقّه في الاندماج والقبول.وبالنسبة إلى سلّوم رزق، فإنّ كتابة السيرة الذاتية هي جزء بسيط من دين يردّه بصفته مواطنا للأرض العظيمة : الولايات المتّحدة الأمريكية" (15)

الهوامش:
(14) Abraham Mitrie Rihbani, Far Journey,(Boston MA New York : Houghton Mifflin, 1914) :346.
(15) Salom Risk: Syrian Yankee, (Garden City NY: Doublelady,1943)

قديم 10-10-2011, 12:55 PM
المشاركة 6
الدكتورة مديحة عتيق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الصفحة 6 غير موجودة في Bookgoogle بهوامشها 16-17-18-19 ذا سننتقل إلى
الصفحة 7:

كان جورج عطية من أغزر الأدباء العرب الأنجلوفونيين الروّاد إنتاجا، ولكن معظم الكتّاب العرب الذين أتوا من بعده كتبوا عملا وحيدا بالإنجليزية، فكتب وجيه غالي ـ المصري القبطي ـ رواية وحيدة "بيرة في السنوكر" (Beer in the Snooker) عام 1964 وذلك قبل أن يضع حدّا لحياته. وكتب الروائي الفلسطيني حبرا إبراهيم جبرا "صيادون في شارع ضيّق" (Hunters in a Narrow Street)بالإنجليزية عام 1960وقد ترجمها بنفسه إلى العربية بعد مُضِيّ سنوات كثيرة. وكان للأديبة اللبنانية ريما علم الدين رواية وحيدة "الربيع إلى الصيف"(Spring to Summer) عام 1963، أرفقتها بمجموعة قصصية، وانتهت حياة هذه الأديبة أيضا نهاية مفجعة. وكانت "طفولة بدوية" (Bedouin Boyhood) (1967) الرواية الوحيدة للكاتب الفلسطيني إسحاق ديك (Isaak Diqs).
لا تكاد هذه الأدبيات المكتوبة تشكّل مدوّنة أدبيّة متميّزة تستحقّ أن تأخذ مكانها على خارطة الأدب الأنجلوفوني العالمي أو أن تصمد أثناء مقارنتها بالآداب الأنجلوفونية الأصيلة في إفريقيا والهند أو حتّى جزر الكاريبي. تبدو هذه الأعمال ـ بشكل أو بآخرـ نتاج أحداث تاريخية و ثقافية وَجَّهت هؤلاء الكتّاب نحو ثقافة دون أخرى.
كانت كتابات هؤلاء الأدباء {عطيّة، وجبرا، وريما علم الدين، ووجيه غالي، وإسحاق ديك} تختلف كثيرا عن كتابات أسلافهم (الريحاني، وجبران، ونعيمة) من حيث أنّها أكثر وفاء والتزاما للتقاليد الأوروبية منها للمشهد الأدبي الأمريكي آنئذ. عَكَست أعمالهم ـ بشكل كبيرـ تكوينهم الثقافي والتعليمي البريطاني، وستحُول هذه الظاهرة دون صعود أسلوب {ولغة} أدبي عربي ـ إنجليزي (20) .فعلى خلاف الكتّاب النيجيريين ـ على سبيل المثال ـ الذين يوظّفون الإنجليزية بتحرّر وأحيانا باستخفاف(21) ، فإنّ الكتّاب العرب الإنجليز لا يجرؤون على الإبداع {اللغوي} عبر سكّ وإدماج لغة دارجة محلّية أو على التجريب أسلوبيا.
كانوا يعملون داخل القوانين الخطابية الميتروبولية فظلّت اللغة التي يوظفونها "إنجليزية خالصة" وأقلّ ما يمكن القول إنّها مقتضبة ومحافظة. إلا إذا كانوا بصدد تغريب ذواتهم Exotization)وتقديمها على أنّها أجنبية (Foreignization)
ولعلّ مردّ هذا الأمر أنّ اللغة العربية ـ الإنجليزية (Arabic English) ـ إذا كانت أصلا موجودة ـ تشكّلت ملامحها الحيوية أثناء المرحلة الكولونيالية وداخل اللغة البريطانية (والمدرسية تحديدا) وليس كلغة نشأت محلّيا تحت إشراف ما، أو تلبية لرغبة {الأدباء العرب} في تحدّي الخطاب الغربي السائد.
لم تكن اللغة الإنجليزية التي وظّفها هؤلاء الأدباء بالتزام شديد هي الوحيدة التي حالت دون انطلاقهم بل عاقتهم أيضا الثقافة الغربية عموما وبالتالي فقد نَظَر هؤلاء الأدباء إلى أنفسهم وشعوبهم من خلال عيون الأوروبيين لذا غالبا ما قدّموا صورة فلكلورية عن العالم العربي.

هوامش الصفحة 7:
(20) انظر أطروحتي للدكتوراه (الرواية الإنجليزية بأقلام الكتّاب العرب) (The Novel English by Arab Writers) ، ص15.
(21) Writing in West Africa , Time Literary Supplement (10 August 1962)

قديم 10-14-2011, 07:13 PM
المشاركة 7
الدكتورة مديحة عتيق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
ص8

بل لعلّ نجاح بعض تلك الأعمال لا يعود إلى أيّ استحقاق أدبي أحرزته أو أيّ تعابير غريبة تضمّنتها. فيمكن أن تعزى شعبية نصّ مثل "طفولة بدوية " لإسحاق ديك إلى حدّ كبير إلى الغرابة الساحرة للحياة البدوية لدى جمهور مفتون بالغرائبي أكثر ممّا تٌعزَى إلى أيّ كفاءة فنّية.
وقد ارتبطت تلك الأعمال موضوعاتيا بقضايا "الاغتراب النفسي والاجتماعي" (داخل الوطن وخارجه) ، وتيمة "عودة المنفى" وتجربة "الهجانة" والوعي المزدوج (double -consciousness)( وتعتبر رواية عطية ""الطليعة السوداء "The Black Vanguard" خير مثال على ذلك) مع اهتمام مرضي بقضية الهويّة ( كرواية "بيرة في السنوكر لإسحاق ديك) بالإضافة إلى سعي حقيقي نحو تمثيل الذات (Self- representing) (تجلّى في ميل الكتّاب نحو كتابة السيرة الذاتية) وقد مهّدت هذه القضايا بشكل واضح للنصوص ما بعد الكولونيالية وما بعد الحداثية.
كما احتلّ الموضوع السياسي حيّزا كبيرا في أعمال هؤلاء الكتّاب. وفي عالم مليء بمستمعين يعرفون الإنجليزية، فقد كانوا يرغبون في مناقشة أفكارهم عن قضايا سياسية خطيرة كانت تربك أوطانهم الأصلية.
كانت أعمال كثيرة ("الجنة اللبنانية "Lebanese Paradise" و"صيادون في شارع ضيّق" و"طفولة بدوية") "نسخا "عربية عن أدبيات الرحيل /الهجرة(exodus narrative)، ومن خلال هذه السّرديات "السياسية" استطاع الكتّاب أن يناقشوا تجاربهم السياسية الشائكة دون الوقوع في مخاطر اللامبالاة، والابتذال، والدعاية المحضة.
أدرك الأدباء العرب الأنجلوفونيون أنّ القرّاء الغربيين ليس لديهم أكثر من آراء عن العرب تشكّلت من خلال الأحكام المسبقة المبثوثة في روايات الرّحالة {الغربيين}(الذين حملوا رؤية رومانسية عن الشرق الأوسط) أو في دراسات المستشرقين (الذين حملوا رؤية ضيّقة ومختزلة عن العرب) لذا بدا هؤلاء الأدباء كأنّهم يستعيدون أصواتهم السردية أو يسترجعون خطابهم الخاص بهم.
ورغم أنّ تلك الأعمال لقيت انتقادات متعدّدة بشكل معتبَر، فإنّ الكثير منها حظيت بحفاوة عند صدورها و أعيد طبعها، ففي عام 1967، وُصِفت رواية إسحاق ديك "بيرة في السنوكر" (طبعت من قبل جورج ألان George Allenو Unwin) بأنّها عمل كلاسيكي صغير "little classic" كتب بـ"لغة توراتية" (22) وهي "عمل ذو قيمة أدبية حقيقية"(23) تجاوزت في بساطتها وطريقة كتابتها[...] نثر [...] دوقي (Doughty) أو (Laurence)"(24)

هوامش الصفحة 8

(22) Scarborough Evening News (14 Avril1967).
(23) Times literary Supplement (5October1967)
(24) Economist (6May 1967)

قديم 10-14-2011, 09:03 PM
المشاركة 8
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكر لكِ دكتورة مديحة عتيق هذا الموضوع المميَّز والفريد الذي يلقي الضوء على الأدب الأنجلوفوني ، ونشكر لك هذا الجهد السامق الواعي والمتتابع وهو نافذتنا الأدبية التي نطل بها على العالم الخارجي ، وتعكس له صورا من روائعنا الفكرية والحضارية.
فإلى الأمام دكتورة مديحة ، فنحن نتابع ما يخطه يراعك من درر.
أثابك الله خيرا.
بوركتِ ، وبورك المداد.

قديم 10-16-2011, 07:11 PM
المشاركة 9
الدكتورة مديحة عتيق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الصفحة ص9

أصدرت بريغر(Prarger) طبعة عنه في الولايات المتحدة، و أعادت (Pergamon Press) طبعه كجزء من سلسلة تربوية للأطفال في بلدان أخرى، وبالمثل، وصف رونالد برايدن (Ronald Bryden) من (New Satatesman) رواية (بيرة في السنوكر) بأنّها تحفة روائيّة صغيرة ، وصدرت طبعة ثانية للرواية في سلسلة بينجوين الكتّاب الجدد (Penguin New Writers) عام 1968.وتبعها طبعة أمريكية بغلاف مقوّى أصدرها ألفرد أ. كنوفت (Knopft Alfred, A ,)
وفي وقت سابق لقي إدوارد عطية نفس النجاح مع روايته الأولى (الخيط الرفيع) "The Thin Line" :أعاد (Harper and Brothers) نشرها في الولايات المتحدة، وأعاد (Avon) نشرها في شكل كتاب ورقي الغلاف (Paperback) وتلا ذلك ترجمة الرواية إلى لغات العالم على غرار النرويجية، والإسبانية، والألمانية(25)، والسويدية، والإيطالية، والفرنسية، واليابانية(26)

وبعد مرور سنتين من تاريخ صدور الرواية أخرجت "الخيط الرفيع" مسرحيّا على يد (H.M Harwood) وقدّمت إلى مسرح وايتهال (Whitehall Theatre) في مارس1953 (27) لكي ينتجها فريق "ممثّلي إدوارد تيري الجدد" (The New Edward Terry Players). شجّع نجاح (الخيط الرفيع) روائيا ومسرحيا "" نقابة رابطة الصور البريطانية " (Association British Pictures Corporation) كي تشتري حقوق النشر.ولكنّ تحويل الرواية إلى فيلم تأخّر إلى أن ظهر في نسخته الفرنسية لكن بعنوان " قبيل الليل" (Juste Avant la Nuit) من إخراج كلود شابرول (Claude Shabrol) (28).
كانت أعمال الكتّاب العرب الأنجلوفونيين في منتصف خمسينيات وستّينيات القرن العشرين قليلة كما كانت تبلي حسنا بشكل واضح، وبدا أنّها كانت ذات بداية مشجّعة جدّا، وقد أُشيد بالكتّاب لأسباب عديدة تراوحت بين بساطة كتاباتهم ومباشرتها (29)، (كما في رواية "طفولة بدويّة) وجرأتها وحيويّتها(30) (كما في رواية "بيرة..") ولالتزامها بالتمثيلات الثقافية للمعلومات السياسية authentic التي أنتجتها(31) (كما في رواية "الجنة الأرضية")
هوامش الصفحة9


(25) نشرت في شكل حلقات في مجلة ألمانية (ملاحظة الناشر)
(26) La Linea Sutil , tr Elena Torres Galarce (Buenos Aires : Emece , 1955 ) Den Tynne Streken , tr Eitivind Hauge (Bergen : J,W , Eidea, 1952, La Lama dell’Agnosia ,tr,Giacomo Gentilomo (Milan &Piacenza : La Tribuna ,1964) L’etau ,tr, Raoul Holz (Paris, Gallimard,1963) ,tr Jun Fumimura (Tokyo : Hayakawa Shobo, 1954)

(27) كانت السيدة القائدة في فريق العمل ومديرته هي الآنسة إيريس تيري حفيدة إدوارد تيري، وآخر فرد في أسرة مسرحية ذائعة الصيت
(28) في عام 1975 صنفت جريدة "الوقت (Time) هذا الفيلم ضمن أفضل أفلام السنة.
(29) Scarborough Evening News (14 Avril 1967)
(30) رسالة من ديانا أثيل (Diana Athill) ـ مديرة André Deutsh ـ المؤرّخة بتاريخ 17 أوت 1976 في لندن.
(31) ترى (Jewish Observer) و (Middle East Review) أنّ رواية "الجنّة الأرضية" تشتمل على "الحقيقة" وعمق البصيرة" أكثر مما تحتويه كتابات (Khalidi) و (Erskine Childers) مجتمعة " (Obituary note "30 أكتوبر1964" ص09. أمّا صحفيّ (Liverpool Daily Post) وجد العمل ذا أهميّة لأنّه قصّة تحكي من قلب الأحداث التي وقعت للعرب الذين غادروا فلسطين بعد 1948، ويؤكّد على أنّ الناس ستقرؤه ، وتتذكّره وربّما تختلف معه بسبب الوضع السياسي والجغرافي.

قديم 10-16-2011, 08:25 PM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جهد مميز حقا.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الأدب العربي الأنجلوفوني : نظرة عامة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مع عمبد الأدب العربى سرالختم ميرغنى منبر مختارات من الشتات. 2 07-18-2020 09:13 PM
الجامع في تاريخ الأدب العربي الأدب القديم - حنا الفاخوري د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 2 07-20-2019 08:05 PM
تاريخ الأدب العربي - شوقي ضيف د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-18-2014 10:49 PM
نظرة على تاريخ الأدب الامريكي - د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 3 12-04-2013 10:50 PM
الأدب العربي في العصر الجاهلي رقية صالح منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 12 07-13-2011 08:05 PM

الساعة الآن 04:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.