قديم 10-07-2010, 08:10 AM
المشاركة 41
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أمسكَ الصبا أهدتْ إلي صبا نجدِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أمسكَ الصبا أهدتْ إلي صبا نجدِ
وقد ملِئَتْ أنْفاسُهُ لِي بالوجدِ
رماني بحرّ الشوق بردُ نسيمها
أحدثتَ عن حرّ مذيب من البردِ
وما طابَ عرفٌ من سراها وإنما
تطيبُ في جنح الدجى بِسُرَى هند
حدا بالأسى شوقي رواحل أدمعي
فكم خدّدَ الخد الذي فوقه تَخْدِي
ولي ذمّة ٌ مرعيّة ٌ عند عَبْرَة ٍ
تواصل ودي في فراق ذوي الود
أُحِبُّ حبيباً نَجْلَ أوْسٍ لِقَوْلِهِ:
فيا دمعٌ أنجدني على ساكني نجد
نوى أسلمتْ منا خلياً إلى شجى ً
ووصلاً إلى هجر، وقرباً إلى بعد
وأسدٍ على مثل السعالي عوابس
لها لَبَدٌ من صَنعة ِ الحَلَق السّرْد
كُفَاة ٌ وغيدٌ، أهدت الرّيحُ منهما
لنا سَهَكَ الماذيّ في أرَج الند
سروا بالمها وهناً ومن ورق الظّبا
كناسٌ عليها حُفّ بالقصب المُلدِ
ندير عيوناً شيبَ بالحسن حُسنها
فلله منها ما تُسر وما تبدي
وتحسبُ منها في البراقع نرجساً
تخطّ الأسى بالطلّ في صفحة ِ الخد
وكم غادة ٍ لا يعرفُ الرئمُ مثلها
رمتني بِسَهْمَيْ مقلتيها على عمد
فريدة ُ حسن، تخجل البدر بالسنا
ودعصَ النقا بالرّدف، والغصن بالقد
إذا عقدت، عَقْدَ الخيولِ، وشاحَها
على خصرها المجدول أوهت من العقد
مهاة ٌ تكاد العين من لين جسمها
ترى الورق المخضّر في الحجر الصلد
يَضِلّ سُرى المشط المسرح فرعها
إذا ما سرى في ليلِ فاحمه الجعد
وتندى بمفتوتٍ من المسكِ صائك
قديرٍ إلى عصر الشباب على رد
فلا تكُ منها ظالماً لِصِفاتِها
على الَثّغْرِ بالإغريضِ والرّيقِ بالشهدِ
إذا باتَ قلبي بالصبابة ِ عندها
ففي أي قلبٍ بات وجدي بما عندي
وليلٍ هوتْ فيه نجومٌ كأنها
يعاليلُ بحرٍ مُضمرِ الجزر في المد
كأنَّ الثريّا فيه باقة ُ نرجسٍ
من الشرق يُهديها إلى مَغْرِبٍ مُهْد
أردتُ به صَيْدَ الخيالِ ففاتَنِي
كما فرّ عن وصل المتيَّم ذو صد
فكيفَ يصيدُ الطيفَ في الحلم ساهرٌ
أقلّ كرى من حَسْوَة الطائرِ الفرد
أخو عَزَمَاتٍ باتَ يعتسِفُ الفلا
بعيرانة ٍ تردي وخيفانة تخدي
قفارٌ نجت منها الصبا إذ تعلقت
حُشَاشَتُهَا مني بحاشية البرد
وقد شُقّ خيطُ الفجر في جنح ليلنا
كما شُقّ حد السيف في جانب الغمد
وأهدت لنا الأنوارُ في أرض حمة ٍ
من ابنِ عليٍّ غُرّة َ القمر السّعْد
هنالك ألقى المجتدون عصيّهم
بحيثُ استراحوا من مطاوعة الكد
لدى ملكٍ يُربي على الغيث جودهُ
وَيَغْرَقُ منه البحرُ في طَرَفٍ الثمد
مندّى الأماني في مراتع ربعه
ومستمطر الجدوى ، ومنتجع الوفد
ينير سريرُ الملك منه بأروع
سنا نورِهِ يجلو قذى الأعين الرمد
غنيّ، بلا فقر لذكرى قديمة ٍ
بمفخره عن مفخر الأب والجد
إذا السبعة ُ الشهبُ العليَّة ُ مثّلتْ
بمنظومٍ عِقْدٍ كان واسطة َ العقد
جوادٌ بما قد شئت من بذل نائلٍ
ومن كرمٍ محضٍ، ومن حسبٍ عدِّ
يجود ارتجالاً بالمنى لا رويَّة ً
فلا حُكْمَ تسويفٍ عليه ولا وعد
تعوّد ظهر الحُجرِ في الحجرِ مركباً
ومَهّدَتِ العليا له الملكَ في المهد
وقالت لقدّ السيف نبعهُ قَدِّهِ
ستعلمُ ما يلقاه حدّكَ من حدّي
ترى الملكَ يستخذي لشدّة بأسه
خضوع ابن آوى للغضنفرة الورد
تقوم على ساقٍ به الحربُ في العدى
ومجلسُهُ في صهوة الفرس النّهْد
ويمتحُ نفسَ القِرْنِ عاملُ رُمحهِ
كما يمتح الماءَ الرشاءُ من الجُد
إذا شرع الخطيَّ أغرى سنانه
من الذِّمر، معتاداً، بجارحة الحقد
سليلُ الملوك الغر يؤنسُهُ النّدى
إذا ما عُلاهُ أوحشته من النِّدّ
وما حِمْيَرٌ إلاَّ الغطارفة الألى
أياديهمُ تُسْدَى وأيديكُمُ تسدي
يصولون صولَ الذائدين عن الهدى
ويعفون عفو القائدين ذوي الرشد
وتسلب تيجان الملوك أكفُّهمُ
إذا طوقوا أيمانهمْ قضبَ الهند
وحربٍ كأن البأس ينقدُ جمعها
ليعلم فيهم من يُزيَّفُ بالنقد
ويقدح، قرعَ البيض في البيض، نارها
كما ينتضي القدحُ الشرارَ من الزند
ضحوكٌ عبوسٌ في مراحٍ، مُنَقَّلٌ
عن الهزل في قطف الرءوس إلى الجد
حشوها على الأعداء بالبيض والقنا
وبالزّرَدِ الموضون، والضُمّر الجُرْد
أقول لك القولَ الكريم الذي به
جرى قلم العلياء في صحف الحمد
وإن كنتُ عن علياك فيه مقصِّرا
فعذر مقلّ جاءَ بين يدي جهدي
لك الفخر في جهر المقال كأنَّما
يُردّدُ في الأسماع صلصلة الرعد
تولّى عليٌّ عهدَ يحيى وبعده
توليتَ عهدَ الملك، قُدّسَ من عهد
وتوّجَ يحيى قبل ذاك بتاجه
تميمٌ، ومسعاه على سَنَنِ القصد
وقال معزّ اليدن ذو الفخر لابنه
تميمٍ: سريرُ الملك أنتَ له بعدي
ولو عَدّ ذو علمٍ جدودكَ لانتهى
إلى أوّلِ الدنيا به آخرُ العد
وأنت على أعمارهم سوف تعتلي
لعمرٍ مقيمٍ في السعادة ممتد
بكفّك سلّ الدِّين للضرب سيفه
وأضحى على أعدائه بك يستعدي
سددت بأقيال الأسود ثغورهُ
وحقّ بها فتح الثغور من السد
وجيشٍ عريضٍ بالشياح طريقه
يموج كسيلٍ فاض منخرقَ السد
كأنَّ المنايا في الكريهة ألفيت
على خلقها من خلقه صورُ الجند
وحربِيَة ٍ في طالع السعد أُنْشِيَتْ
فنيرانُها للحرب دائمة ُ الوَقْدِ
جبالٌ طفت فوق اليماه وغيضتْ
بسمر القنا والمرهفات على الأسد
ودُهمٌ بفرسان الكفاح سوابحٌ
تجافيفها في الروع منسدل اللبد
فمن كلّ ذي قوسين يرسل عنهما
سهامَ المنايا فهي مُصْمِية ٌ تُرْدِي
وترمي بنفطٍ نارُهُ في دخانه
به الموتُ محمرّ يؤوب بمسودّ
وتحسب فيه زفرة ً من جهنم
تَصَعّدُ عن فَتْلِ اللوالب بالشد
عرائسُ أغوالٍ تهادى وإنَّها
لَتُهْدِي، إذا صالت، من الموت ما تهدي
قلوبُ عداة ِ الله منها خوافقٌ
كما قلبت فيها الصَّبَا عَذَبَ البند
أبوك أصابَ الرشد فيها برأيه
وهدّ بها رُكْنَ العِدَى أيّمَا هَدّ
وأصبحتَ منه في سجايا مُعَظَّمٍ
وحدُّ معاليك التعاليك عن الخد
ولو كان يُستجدى الغمام بزعمهم
من البحر أضحى منك في المجد يستجدي
فلا زالت الأعيادُ تلفيك سيدا
ينهَّى الندى في صونه رمثَ المجد

قديم 10-07-2010, 08:11 AM
المشاركة 42
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
أمْ عقيقٌ فوقه دْرٌّ نُظِمْ
أعَلى الهمّ بعثنا كأسنا
أم بنجمِ الأفقِ شيطانٌ رُجمْ
أظلامٌ لضياءٍ طبقٌ
أم على الكافور بالمسك خُتِم
أندًى في الزهرِ أم ماءُ الهوى
حارَ في أعينِ حُورٍ لم تنم
أعمودُ الصبح في الغيهب أمْ
غُرّة ُ الأشقرِ في الغيمِ الأحَمْ
أمِراة ٌ أم غديرٌ دائمٌ
مقشعرّ الجلد بالقرّ شبمْ
قَدَرَتْ منه الصَّبا سردا فما
رفعتْ عنه يداً حتى انفصم
كلّ ذا يدعو إلى مشمولة ٍ
فذر اللوم عليها أوْ فلُمْ
واغتنِمْ من كلّ عيشٍ صَفْوَهُ
فألَذّ العيش صفوٌ يُغْتَنَمْ
واشكلِ الأوتار عن نغمتها
لا تسوغُ الخمرُ إلاّ بالنّغَمْ
ومدامٍ قَدُمَتْ فهْيَ إذا
سُئلتْ تخبرُ عن عاد إرمْ
سكنتْ أجوفَ في جوف الثرى
نَسَجَ الدهرُ عليه ورقمْ
خالفتْ أفعالها أعمارها
فأتت قوتُها بعدَ الهرمْ
فهي في الرّاووقِ إن روّقتها
لهبٌ جارٍ وماءٌ مُضطرم
أفْنَتِ الأحقابُ منها جوهرا
ما خلا الجزءَ الذي لا ينقسم
فهي مما أفْرطتْ رقّتُها
تجدُ الريّ بها وهيَ عدمْ
لا ينالُ الشَّرْبُ من كاساتها
غيرَ لونٍ يُسرع السكرَ وشمْ
وكأنَّ الشمسَ في ناجودِها
من سواد القارِ في قُمصِ ظلمْ
فأدِرْ للروح أُخْتاً والزرا
جينِ بنتاً وسرورِ النفس أُم
فهي مفتاحٌ للذّاتِ لنا
ويدُ المنصور مفتاحُ الكرم
حلّ قصرَ المجد منه ملكٌ
بُدىء َ المجدُ به ثمّ خُتِم
يحتبي في الدّستِ منه أسدٌ
وهلالٌ وسحابٌ وعَلَم
يتركُ النقمة َ في جانبهِ
وإذا عاقبَ في الله انتقمْ
وإذا قال: نعم، وهي له
عادة ٌ، اسبغ بالبذل النِّعيمْ
ذو أيادٍ بأيادٍ وصلَتْ
كتوالي دِيَمٍ بَعْدَ ديم
وإذا ما بَخِلَ الغيمُ سخا
وإذا ما عبسَ الدهرُ بسمْ
تنتحي السادات عزّاً فإذا
قَرُبَتْ من عنده صارتْ خدم
لست أدري أيمينٌ قُبّلَتْ
منه في تسليمها أمْ مستلمْ
يذعرُ الجبّارُ منه فعلى
شَفَة ٍ يمشي إليه لا قدم
فالقُ الهامِ، إذا كرّ سطا
مِسْعَرُ الحرْبِ، إذا همّ اعتَزَم
كلما أوطأ حرباً سبكاً
حميَ الرّوع وشبّ المقتحمْ
وإذا حاول في طعن الكُلى
صَرّفَ اللهذَمَ تصريف القلم
يطأُ الهامَ التي فلقها
بلُهامٍ للأعادي مُلتهِمِ
يُرجعُ الليلَ نهاراً بالظّبا
ويعيدُ الظُّهرَ بالنقع عَتَمْ
فضياءُ الشهب في قسطلهِ
ويعيدُ الظهر ديال في نيم كذا
إنّما حميرٌ أسدٌ لم تزلْ
من قناها ساكناتٍ في أجَم
كلّ شَهمِ القلبِ مرهوبِ الشبا
مُرْتضى الأخْلاَقِ محمودِ الشيم
يستظلّون بأوراق الظبا
وأُوَارُ الرّوْعِ فيهم مُحْتَدم
وعروسٍ لك قد أهديْتُها
تُكْلَمُ الحُسّادُ منها بالكَلِم
في تقاصيرَ من الدّرّ إذا
حاولوا تحصيلها فهيَ حكم
يضربُ الأمثالَ فيها بِكُمُ
أممٌ في المدح منْ بعد أممْ
أسكنتْ ذكرَك حُكْماً خالدا
أبداً بُنيانهُ لا ينهدم

قديم 10-07-2010, 08:12 AM
المشاركة 43
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
لا تُلقينّ عصاكَ دونَ المَطلبِ
ما بالُ ذي النظرِ الصحيح تقلّبتْ
في عينه الدنْيا ولم يَتَقلّبِ
فاطوِ العجاجَ بكلّ يعمُلة ٍ لها
عومُ السفينة ِ في سرابِ السبْسبِ
شرّقْ لتجلو عن ضيائك ظلمة ً
فالشمسُ يَمْرَضُ نورُها بالمغرب
والماءُ يأجن في القرارة ِ راكداً
فإذا عَلتكَ قذاتهُ فتسرّبِ
طالَ التغرّبُ في بلادٍ خُصّصَتْ
بوخامة ِ المرعى وَطَرْقِ المشرب
فطويتُ أحشائي على الألم الّذي
لم يشفه إلاَّ وجودُ المذهب
إنّ الخطوبَ طَرَقْنَني في جنّة
أخْرَجْنَنِي منها خروجَ المذنب
من سالمَ الضعفاءَ راموا حربهُ
فالبسْ لكلّ الناسِ شِكّة َ محْرَبِ
كلٌّ لأشراكِ التحيّلِ ناصِبٌ
فاخلبْ بني دنياك إن لم تغلبِ
من كلّ مركومِ الجهالة ِ مُبْهمٍ
فكأنَّما هوَ قطعة ٌ من غَيْهبِ
لا يكذبُ الانسانَ رائدُ عَقلهِ
فامْرُرْ تُمَجّ وكنْ عذوباً تُشْربِ
ولربّ محتقرٍ تركتُ جوابَهُ
والليثُ يأنف عن جواب الثعلب
لا تحسبنّي في الرجال بُغاثَة ً
إني لأقعَصُ كلّ لقوة ِ مرقبِ
أصبحتُ مثلَ السيفِ أبلى غمدهُ
طولُ اعتقالِ نجاده بالمنكب
إن يعلُهُ صدأ فكمْ من صَفحة ٍ
مصقولة ٍ للماء تحت الطُّحلبِ
كم من قوافٍ كالشوارد صِرتُها
عن مثلِ جَرْجرَة ِ الفنيق المُصْعَبِ
ودقائقٍ بالفكر قد نظّمتُها
ولو انّهُنّ لآلىء ٌ لم تُثقبِ
وصلتْ يدي بالطبع فهو عقيدُها
فقليلُ إجازي كثيرُ المُسْهبِ
نفثَ البديعُ بسحره في مقوَلي
فنَطَقْتُ بالجاديّ والمتذهّبِ
لوْ أننا طيرٌ لقيلَ لخيرنا
غرّدْ وقيلَ لشرّنا لا تنعبِ
وإذا اعتقدتَ العدلَ ثم وزنتنِي
رَجَحتْ حصاتي في القريض بكبكبِ
إني لأغمدُ من لساني مُنْصلاً
لو شئتُ صمّمَ وهو دامي المضرب

قديم 10-07-2010, 08:12 AM
المشاركة 44
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنظرْ إلى حسن هلالٍ بدا
( عبد الجبار بن حمديس )


أنظرْ إلى حسن هلالٍ بدا
يَهْتِكُ من أنوارهِ الحندسا
كمِنْجَلٍ قد صِيغَ من عَسْجَدٍ
يحصدُ من زهرِ الرّبى نَرْجِسَا

قديم 10-07-2010, 08:15 AM
المشاركة 45
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنْكرتْ سُقْمَ مُذابِ الجَسَدِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أنْكرتْ سُقْمَ مُذابِ الجَسَدِ
وهو من جنس عيونِ الخرد
وبكتْ فالدمعُ في وجنتها
كجمان الطلِّ في الورد الندي
ما الذي يُبكي بحزنٍ ظبية ً
فَتَكَتْ مقلتها بالأسد
والظباء الحور، إمَّا قَتَلَتْ
لحظاتُ العين منها، لا تَدِي
غادة ٌ إن نيط منها موعدٌ
بغدٍ فرَّ إلى بعد غد
هكذا عندي يجري مطلها
بخلاف عندها مطرد
وهي من عُجْبٍ ومن تيه لها
كبدٌ تُرحمُ منها كبدي
ذات عينٍ بالهوى نابعة ٌ
ضلّ في الحبِّ بها من يهتدي
وهي نجلاءُ حكاها سعة ً
رَبِيَتْ في حجره كالولد
لا يذوق الميلُ فيها إثمداً
ما لأحداق المها والإثمد
قذفتْ حبّة َ قلبي في يالهوى
هل رأيتَ الجمرَ في المفتأد
سحرها وحيٌ بنجوى ناظرٍ
ذو نُفاثٍ للنهى في عقد
ما لآسٍ في محبٍّ عَمَلٌ
غيرُ داءِ الروح داءُ الجسد
خفيَ البرُء على ألطافه
وهو في بعض ثنايا العوّد
إن في ظلمِ ظلومٍ لجنى
شُهُدٍ، واهاً لذاك الشُّهد
ذاب لي بالراحِ منها بَرَدٌ
هل يكون الراح ذوبَ البرد
هاتها صفراء ما اخترتُ لها
أُفُقَ الشمس على أُفُقِ يدي
خارجٌ في راحتي مقتنصٌ
كل همّ كامنٍ في خلدي
جَرّدَ المزجُ عليها صارماً
فاتَّقهُ بدموع الزبد
عُتِّقَتْ ما عتقت في خَزَفٍ
برداءِ القار فيه ترتدي
حيث أبلى جسمَها لا روحَها
مرُّ أيامِ الزمانِ الجدد
ما أطاقَ الدهرُ أنْ يسلبَها
أرَجَ المسك ولونَ العسجد
فاقْضِ أوطارَ اللذاذاتِ على
نقرِ أوتارِ الغزال الغرد
فلحونُ العودِ والكاسُ لنا
والندى والبأس للمعتمد
مَلِكٌ إن بدأ الحمدُ به
خَتَمَ الفخرُ به ما يبتدي
معرقٌ في الملك موصولاً به
شرفُ المجد ومحضُ السؤدد
من غدا في كلّ فضلٍ أوحداً
ذلك الأوحدُ كلّ العَدَد
من حمى الإسلام من طاغية ٍ
كان منه في المقيم المقعد
وكستْ أسيافُه عارية ً
ذلّ أهلِ السبتِ أهلَ الأحد
ذو يدٍ حمراءَ من قتلهم
وهي عند الله بيضاء اليد
تقتدي الأملاكُ في العدل به
وهو فيه بأبيه يقتدي
كيفَ لا يُملي على الناس العُلى
مستمدٌّ من على المعتضد
عارضٌ ينهل بالوبل إذا
كان للعارضِ كفّ الجلمد
وهصورٌ يفرسُ القِرْنَ إذا
جَرّدَ المرهفَ فوق الأجرد
قَوّمَتْ عزمتهُ عن نيَّة ٍ
من منار الدين ميلَ العمد
لا تلمهُ في عطاياه التي
إن ترم منهنّ نقصاً تزدد
فنداهُ البحرُ، والبحر متى
تعصفِ الريحُ عليه يُزْبد
ومحالٌ نقلكَ الطبعَ الذي
كان منه في كريم المولد
كم لُهامٍ جَرَّ في أوّلِهِ
رمحه فهو له كالمقود
وليوث صال فيهم فانثنوا
وضواريهم له كالنّقَد
بحسام مطفىء ٍ أرواحهمْ
بشواظ البارق المتقد
لِغراريهِ على هاماتهم
من شرار القدح ما في الزنَد
كم تغنَّى بالمنايا في الطلا
ظبتاه، عن أغاني معبد
وسنان مشرعٌ في صَعْدة ٍ
كلسانٍ في فم الأيم الصدي
في سماء النقع منه كوكب
طالعٌ في يَزَنِيٍّ أملد
أبداً يدعو إلى مأدبة ٍ
حُوّمُ الوحش عليها تغتدي
يا بني البأس: مَنِ الذِّمْرُ الذي
جاءَ في كاهلِ عَزْم أيّد؟
شَيّبَ الحرب اقتحاماً بعدما
يرعفُ اللهذم في راحته
كلما شمَّ قلوبَ الأُسُد
سمهريّ أحرقتْ شعلتهُ
كلّ روحٍ في غدير الزّرَد
أنت ذاك الأسد الورد فهل
كانَ في رمحك سَمّ الأسْوَدِ
أعناقُ البهمِ استحسنته
وهو بَرْدٌ أم عِتاقُ الجُرُد
دمتَ في الملك لمعنى مادحٍ
ينظم الفخر، وجدوى مجتد
وبنات من فضيح مُفْلِقٍ
يَشهَدُ الفضلُ له في المشهد
فهو بالإحسانِ في ألفاظها
محسنٌ صَيْدَ المعاني الشّرّد
في بيوتٍ أذنت فيها العلى
لك بالتقريظ في كلّ ند
قد تناهى في عروضٍ فهي لا
يعرض الهَدْمُ لها في المُسْنَد
فإذا أثنَتْ عليكم فتقت
لكمُ مِسْكَ الثّناءِ الأبدِي
وإذا استَحْيَتْ من المجدِ أتَى
مُعْرِباً عنها لسانُ المنشد

قديم 10-07-2010, 08:16 AM
المشاركة 46
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أوميضُ البرقِ في الليل البهيم
( عبد الجبار بن حمديس )


أوميضُ البرقِ في الليل البهيم
أم أياة ُ الشمس في كأس النديم
فتلقّ الرَّوحَ من ريحانة ٍ
حَيّتِ الشَّربَ بها راحة ُ ريم
عُصرتْ والدهرُ يومٌ مفردٌ
كقسيمٍ لم تجزهُ بقسيم
جُنِيَتْ أعْنابُها مِنْ جَنَّة ٍ
نُقلتْ منها إلى حرّ الجحيم
فلبُوسُ النارِ فيها سكة ٌ
حَكمتْ للشَّربِ منها بالنعيم
كفَّ حكمُ الماءِ منها سورة ً
تُسكرُ الصاحيَ منها بالشّميم
وكأنَّ الكأسَ تاجٌ كُلّلَتْ
جنباتٌ منه بالدّرّ النظيم
وقواريرُ حبابٍ سبحتْ
من سُلافِ الكرم في ماءٍ كريم
فَهِيَ الدّرْياقُ مِنْ سَمّ الأسى
حيثُ لا يشفيكَ درياق الحكيم
أقْبِلَتْ تَسعَى بها خُمْصَانَة ٌ
عمّ منها حُسنها خلقاً عميم
كلما قامت تثنى خلعَتْ
ميلَ التيه على خوطٍ قويم
سِحرُ هاروتٍ وماروتٍ بها
في فُتُورِ اللحظِ واللفظِ الرّخيم
تودعُ الكفّ شهاباً محرقاً
كلّ شيطانٍ من الهمّ رجيم
في ظلام بَرَقَ الصبحُ له
فتولّى عنه إجفالَ الظليم
وحَكَتْ جَوْزاؤهُ ساقِيَة ً
بنطاقٍ شُدّ في خَصْرِ هضيم
وكأنَّ الشّهْبَ كاساتٌ لها
شاربٌ في الغرب للشّرْبِ مديم
وكأنَّ الصبحَ كفّ أُخْرِجَتْ
لك من جَيْبِ ابنِ عمرانَ الكليم
وكأنَّ الشرقَ فيه رافعٌ
حُجباً عن وجه يحيى بن تميم
مَلكٌ في الملك يبدي فَخرهُ
جَوْهَرا في حَسَب المجدِ الصّمِيم
ذائدٌ بالسيف عن دينِ الهدى
سالكٌ فيه سراطاً مستقيم
أحلَمُ الأملاكِ عن ذي زَلّة ِ
سَبَقَ، السَيفَ له عَذْلُ الحليم
وسليمُ العرضِ تلقى مالهُ
أبداً من بذلهِ غيرَ سليم
ذو إباءٍ من عذاه ناقمٌ
ورؤوفٌ برعاياه رحيمْ
من أزاح الفقر إذ أسدى الغنى
وأباحَ الوفرَ إذ صانَ الحريم
من له طيبُ ثناءٍ أرِجٌ
راحلٌ في مِقْولِ الدّهْرِ مقيم
مَنْ له القِدحُ المُعَلّى في العلى
فائزٌ في الملكِ بالحظّ العظيم
مُنْعِمٌ، نبتُ مغانيه الغنى
أفلا يعدم فيهنّ العديم
لم تزلْ تُرضِعُ أخلافَ الندى
يدهُ العافين مذْ كان فطيم
ماءُ نعماهُ نميرٌ لا صَرى ً
ومُنَدّاهُ خصيبٌ لا وخيم
لا جمودُ القَطْرِ في المحل ولا
خُلّبُ البرق بِعَيْنِيْ مَنْ يَشيم
كم له من حجة ٍ بالغة ٍ
في لسانِ السيفِ تودي بالخصيم
يَعْمُرُ الحرْبَ بجيشٍ أرضُهُ
من دمِ الأعداءِ حمراءُ الأديم
روحهُ، فالذِّمْرِ للذِّمرِ غريم
وكأنَّ الشمسَ من قَسْطَلِهِ
فوقهُ تنظرُ من طرفٍ سقيم
دُقّ فيه السّمْرَ طعناً وَثَنى
ورقَ الفولاذِ بالضرب هشيم
كيفَ لا يُفنى عِداهُ في الوغى
ملكٌ يغدو له الموتُ خديم
كم فلاة ٍ دونه يدفعها
سُنْبُكُ العدو إلى خفّ الرسيم
لابن آوى وَسْطَها وَعْوَعَة ٌ
تُوحِشُ الإنسَ، وللبومِ نئيم
وعظيم الهولِ لولا آية ٌ
لم يكُنْ راكبُهُ إلاَّ أثيم
لم تزل عيني أو أذني به
تُؤذنُ القلب بخوفٍ لا ينيمْ
قد جمعتُ العزمَ ما بينهما
بالسّرَى والنجم بالليل البهيم
ووردتُ النِّيلَ من نَيْلِ يدٍ
تَرْتَوي الآمالُ منها وهي هيم
يا أبا الطاهر جَدَّدْتَ على
ثني أزمانِ العلى المُلْكَ القديم
لستَ كالبحرِ فمِلْحٌ ماؤهُ
لا ولا كالليثِ، فالليثُ شتيم
بل حباكَ الله بأساً وندى ً
خُلُقاً منك على أكْرم خِيمْ

قديم 10-07-2010, 08:17 AM
المشاركة 47
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أيا جزعي بالدار إذ عنّ لي الجزعُ
( عبد الجبار بن حمديس )


أيا جزعي بالدار إذ عنّ لي الجزعُ
وقاد حِمامي من حمائمِهِ السّجْعُ
وعاوَدَنِي فيها رِداعي ولم أشِمْ
ترائب عُوّادٍ يضمّخُها الردعُ
وقفتُ بها والنفسُ من كلّ مقلة ٍ
تذوبُ بنارٍ في الضلوع لها لذْعْ
مطلاً مطيل النوح لو أنّ دمنة ً
لها بَصَرٌ تَحْتَ الحوادث أوْ سَمْعُ
طلولٌ عقت آياتها فكأنما
غرابيبها جزعٌ وأدمانها ودعُ
حكى الربعُ منها بالصدى إذ سألتُهُ
كلاميَ حتى قيل هل يَمْزَحُ الربع
تخط مع المحل الجنوب بمحوها
سطورَ البلى فيها وتعجبها المسعُ
ولم يبقَ إلاَّ ملعبٌ يبعث الأسى
ويدعو الفتى منه إلى الشوق ما يدعو
ومجموعة ٌ جمع الثلاث ولم تزدْ
عليه صوالي النار أوجهها سفع
لبسنَ حداد الثكل وهي مقيمة ٌ
على مَيْتِ نارٍ لا يفارقها فَجْع
ومضروبة ٌ بين الرسوم وما جنتْ
عقاب النوى من هامها الضرب والقلعُ
ومحلولكٌ ما فكَّ زيجاً ولا له
بسرِّ قضاء النجم علمٌ ولا طبعٌ
أبان لنا عن بيننا فلسانه
علينا له قطعٌ أتيح له القطع
إذا لم تكن للحي داراً فما لها
إذا وقفَ المشتاق فيها جرى الدمع
لياليَ عودي يكتسي وَرَقَ الصبا
وإذ أنا إلفٌ للجآذر لا سِمْع
وينبو عن اللوم المعنّفِ مسمعي
بمنْ حُسنها بين الحسان له سمعُ
فتاة ٌ لها في النفسِ أصلٌ من الهوى
وكلّ هوًى في النفس من غيرها بدع
وتبلغُ بنتُ الكرم من فرح الفتى
بلذّتها ما ليس يبلغه البِتْع
يصدّ الهوى عن قطفِ رمان صدرها
وإن راقَ في خوط القوام له ينع
وكم من قطوفٍ دانياتٍ ودونها
تعرض أشراع من الرمح أو شرع
تريكَ جبيناً يُخجِلُ الشمسَ هيبة ً
وخَلْقاً عميماً في الشباب له جمع
وتبسمُ في جُنح الدجى وهو عابسٌ
فيضحكُ منها عن بروقٍ لها لمع
وبيدٍ أبادتْ عيسَنَا بيبابها
فهن غراث في عجافٍ لها رَتْع
إذا سمع الحادي بها السمعُ ظنهُ
كريماً على نَشْزٍ لمأدُبَة ٍ يدعو
فكم من هزيلٍ في اقتفاءِ هزيلة ٍ
ليأكلَ منها فَضْلَ ما أكلَ السّبع
فإن يهلك الإيحاف حرفاً بمهمه
فإنهما السيفُ المُجرّدُ والنّطعُ
نحوتٌ عليها كلّ حرفٍ بعاملٍ
من العزّم مخصوص به الخفضُ والرّفع
وعاركتُ دهري في عريكة بازلٍ
ينوء به هادٍ كما انتصبَ الجذع
وما خار عُودي عند غمز مُلمّة ٍ
وهل خار عند الغمز في يدك النبع
وملتحفٍ بالصقل من لمع بارقٍ
يُطير فراشَ الهام من حدّه القرعُ
أقام مع الأحقاب حتى كأنما
لحديه عنه من حوادثها دفعُ
وتحسبُ أهوال الحروب لشيبهِ
وكلّ خضابٍ في ذوائبه ردْعُ
إذا سُلّ واهتزت مضاربه حكى
أخا السلّ هزته بأفكلها الرّبعُ
وتحسرُ منه أنفسٌ هلكتْ به
فما صارمٌ في الأرض من غمده سقع
أأذكى عليه القينُ بالرّيح نارَهُ
وأمكنه في الطبع بينهما طَبْع
أصاعقة ٌ منقضّة ٌ من غراره
يهولُكَ في هامِ الرواسي لها صدعُ
وجامدة ٍ فاضت فقلنا تعجباً
أنهرٌ تمشّت فوقه الرّيح أو درع
وأحكمها داودُ عن وَحْيِ ربِّهِ
بلطفِ يدٍ، قاسي الحديد لها شَمعُ
ترى الحلقاتِ الجُعْدَ منها حبائِكاً
مسمَّرة ً فيها مساميرها القرع
سرابية ُ المرأى وإن لم يَرِدْ بها
على الذِّمْرِ طعنٌ يتقيه ولا مصع
وعذراء يغشاها ذكورٌ أسنة ٍ
وتُثْنَى لجمعٍ كلّما افترقَ الجمع
ومنجردٍ كالسيد يُعمل أرضهُ
فيبني سماءً فوقه سمكها النقع
متى يمنع الجريُ الجيادَ من الونى
ففي يده بذلٌ من الجري لا منع
له بصرٌ مستخرجٌ خبءَ ليلة ٍ
إذا الحسّ أهداه إلى قلبه السّمع
ويمرقُ بي في السبق في كلّ حلبة ٍ
فتحسبهُ سهماً يطيرُ به النزع
برأيي وعزمي أكملَ الله صِبْغَتي
ولولا الحيا والشمسُ ما كَمُلَ الزرع

قديم 10-07-2010, 08:17 AM
المشاركة 48
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أيا خلجَ المدامع لا تغيضي
( عبد الجبار بن حمديس )


أيا خلجَ المدامع لا تغيضي
وذوبي غيرَ جامدة ٍ وفيضي
فقد قُلبَ التأسي بالرزايا
أسى ً ملأ التراقي بالجريض
أراكَ على الرّحيلِ بأرْضِ مَحْلٍ
فقيرَ الرّحْلِ من زادٍ عريض
فدع أشرَ الجموح وكنْ ذليلاً
لعزِّ الله كالعودِ المروضِ
فلستَ مُنَعَّماً بيدَيْ حبيبٍ
ولا بِمُعذَّبٍ بيدي بغيض
وأشقى الناس في الأخرى ابن دنيا
يقول لنفسه في الغيِّ خوضي
أما شَرَحَتْ له عِبَرُ الليالي
معانيَ بعدَ مُلتبسِ الغموض
وناحتْ هذه الدّنْيا عليه
فظنّ نياحها شدوَ القريض
فلا يغترّ بالحدثانِ غمرٌ
لذيذُ النوم في طرفٍ غضيضِ
فقد يُصْمي الرّدى في الوكر فرخاً
فَيَرْتَعُ منه في لحمٍ غريض
وَيُبْلِي غَيْرَ مُسْتَبُقٍ حَيَاة ً
لقشعمِ شاهقٍ ميتِ النهوضِ
ويُلحِمهُ ابنهُ ما اختار نهساً
بمنسرهِ المدمى من أنيضِ
وساعاتُ الفَتى سُودٌ وَبِيضٌ
ترحِّلُ سودَ لمتهِ ببيضِ
يذوقُ المرءُ في محياهُ موتاً
جُفوفَ الزّهْرِ في الروض الأريض
وأشراكُ الرّدى في الغيب تخفى
كما يخفينَ في تربِ الحضيض
عجبتُ لجَمْعِهِ فيهنّ صَيْدا
بها بين القشاعم والبَعوض
رأيتُ الخلقَ مرضى لا يُداوى
لهم كلبٌ من الزمن العضوضِ
ولا آسٍ لهم إلاّ مريضٌ
فهل يُجْدِي المريضُ على المريض
يواصلُ فيهم فتكُ ابن آوى
وهم في غفلة ِ البهمِ الربيضِ
وما ينجو امرؤ من قبضتيه
يُدِلّ يسبق مُنجَرِدٍ قبيض
وقالوا الزكرميّ أُذيقَ كأساً
يحولُ بها الجريضُ عن القريضِ
فقدتمْ في المعلى كبرَ حظٍّ
له بالفائزين نَدَى مُفِيض
يطيرُ به جناحُ الطبع سبقاً
من الإحسان في جوٍّ عريض
ولو مُزجتْ حلاوتهُ بنفطٍ
لَسَاغَ وَجَلّ عن خَصَرِ الفضيض
لقد عَدِمَ المعمّى منه فكّاً
ومات لموته عِلمُ العروضِ
أبا حفصٍ تركت بكلّ حَزْنٍ
عليكَ الفضلَ ذا قلبٍ مهيضِ
يُروي الله ترباً نمتَ فيه
فباكي المُزْنِ مُبْتَسِمُ الوميض
فقد أبقيتَ ألسنة َ البرايا
بفخركَ في حديثٍ مستفيضِ

قديم 10-07-2010, 08:18 AM
المشاركة 49
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أيا ربّ عفوا عن ظلومٍ لنفسِهِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أيا ربّ عفوا عن ظلومٍ لنفسِهِ
رجاكَ وإن كان العفافُ به أولى
مقيمٌ على فعلِ المعاصي مخالفٌ
توالى عليه الغيّ .... فاستولى
سألتُكَ يا مولى المَوالي ضرَاعَة ً
وقد يَضْرَعُ العبدُ الذليلُ إلى المولى
لتصلحَ لي قلباً، وتغفرَ زلّة ً
وتقبل لي توباً، وتسمعَ لي فِعْلا
ولا عَجَبٌ فيما تمنّيْتُ، إنَّني
طويل الأماني عند مَن يحسن الطولا

قديم 10-07-2010, 08:19 AM
المشاركة 50
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أيا رشاقَة َ غُصْنِ البان ما هَصَرَكْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أيا رشاقَة َ غُصْنِ البان ما هَصَرَكْ
ويا تألف نظم الشمل من نثرك؟
ويا شؤوني، وشأني كله حزنٌ
فضّي يواقيت دمعي واحبسي دُرركْ
ما خلتُ قلبي وتبريحي يُقَلّبُهُ
إلا جناحَ قطاة ٍ في اعتقال شرَكْ
لا صبرَ عنكِ وكيف الصبر عنكِ وقد
طواكِ عن عينيَ الموجَ الذي نشركْ
هلاّ، وروضة ُ ذاك الحسنِ ناضرة ٌ،
لا تلحظُ العينُ فيها ذابلاً زَهَرك
أماتكِ البحرُ ذو التيار من حسدٍ
لمّا درى الدرُّ منه حاسداً ثغركْ
وقعتُ في الدمع إذ أغرقتِ في لُججٍ
قد كاد يغمرني منهُ الذي غمرك
أيّ الثلاثة أبكى فقدهُ بدمٍ
عميمَ خُلقِكِ أم مَعناكِ أم صِغَركْ
من أين يقبحُ أن أفنى عليكِ أسى
والحسنُ في كلّ فنّ يقتفي أثركْ
كنتِ الشبيبة َ إذْ وَلتْ ولا عِوَضٌ
منها ولو ربحَ الدّنيا الذي خَسِرَكْ
ما كنتُ عنكِ مطيلاً بالهوى سَفرِي
وقد أطلتِ لحيني في البلى سفرك
هل واصلي منكِ إلا طيفُ مَيّتَة ٍ
تُهْدِي لعينيَ من ذاك السكون حَرك
أعانقُ القبر شوقاً وهو مشتملٌ
عليكِ لو كنتُ فيه عالماً خبركْ
وددتُ يا نور عيني لو وَقَى بصَري
جنادلاً وتراباً لاصَقاً بشرك
أقولُ للبحر إذ أغشيتُهُ نظري
ما كدرَ العيشَ إلا شُربُها كدركْ
هلاّ كففتَ أجاجاً منك عن أشرٍ
من ثغرِ لمياءَ لولا ضعفها أسركْ
هلاّ نظرتَ إلى تفتير مُقْلتِها
إني لأعجبُ منه كيف ما سحرك
يا وَجْهَ جوهرة َ المحجوبَ عن بصَري
من ذا يقيكَ كسوفاً قد علا قمرك
يا جسمها كيف أخلو من جوى حزني
وأنت خالٍ من الروح الذي عَمَرك
ليلي أطالكَ بالأحزان معقبة ً
عليّ مَنْ كانَ بالأفراحِ قد قصرك
ما أغفلَ النائم المرموس في جدثٍ
عما يُلاقِي من التبريح مَنْ سَهِرك
يا دولة َ الوصلِ إن ولّيت عن بصري
فالقلبُ يقرأ في صُحْفِ الأسى سمَرك
لئن وجدتكِ عني غيرَ نابية ٍ
فإنّ نفسي منها ربُّها فطرك
إن كان أسلمك المضطرُّ عن قدرٍ
فلم يخنْكِ على حالٍ ولا غَدَرَك
هل كان إلاّ غريقاً رافعاً يدهُ
نهاهُ عن شربِ كاسٍ من بها أمرك
وارحمتا لولوعٍ بالبكاء فما
ينسيه ذكر...............
أما عَداكِ حِمامٌ عن زيارته
فكيفَ أطْمَعَ فيك النفس وانتظرك
إن كان للدمع في أرجاء وجنته
تبرجٌ فهو يبكي بالأسى خفركْ
وما نجوتُ بنفسي عنكِ راغبة ً
وإنّما مدّ عُمري قاصرٌ عُمركْ


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر الأندلسي ( عبد الجبار بن حمديس )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر الأندلسي ( إبن هانئ الأندلسي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 47 09-07-2020 11:45 PM
من شعراء العصر الأندلسي ( حيدر بن سليمان الحلي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 17 01-10-2012 08:19 PM
الأدب العربي في العصر الأندلسي رقية صالح منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 9 08-04-2011 09:04 PM
من شعراء العصر الأندلسي ( ابن خفاجة ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 105 10-07-2010 10:50 PM
من شعراء العصر الأندلسي ( ابن زيدون ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 58 10-01-2010 07:32 PM

الساعة الآن 12:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.