احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4219
 
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية

رضا الهجرسى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
138

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2013

الاقامة
القاهرة ..مصر

رقم العضوية
12158
03-22-2015, 01:06 AM
المشاركة 1
03-22-2015, 01:06 AM
المشاركة 1
افتراضي زغرودة الموت ..قصة
زغرودة الموت
___________

كما للموت أحزانه وعويله..للموت أيضا أفراحه وزغاريده..
الموت تلك الكلمة؟؟ التي يرتج لها أركان الزمان والمكان..
كذب من أدعى ..انه لا يهاب الموت ..
والموت لاصعوبة فيه للأحياء ..إلا ما يحدثه الموت من تغييرفى عادات المقربين من الأهل والأصدقاء وحتى الأعداء ..وذلك بسبب ما يتركه الموت من فراغ فى الزمان والمكان بحياتهم ..
...............
كانت المرة الأولى التي يتقابل فيهامحمود وطه ..
حين آتت أم طـه لتأجير البدروم بمنزل أبو محمود ..
محمود إبن السادسة طفل نشيط..ذكى بالفطرة..شقاوة الأطفال لديه توازى عشرة أطفال..دائم اللعب تارة بالبلى الزجاجي..وأخرى بلعب الكرة الشراب التي يصنعها بنفسه . كان يشعر أنه الملك المتوج على كامل أطفال عطفة الخواجات بباب الشعرية..
لا يُنغص عليه حياته السعيدة تلك.. إلا شيئان؟؟
الأولى عندما ترسل أمه أباه .. ليرفعه رفعا بين يديه ويسلمه لأمه ليستحم ويأكل وينام مثل باقي الأطفال في عمره ..
في تلك اللحظات كان يكره أباه الذي ينزع منه مملكته وسطوته وجبروته على أترابه من أطفال العطفة..
الثانية..عم عبده العلاف..صاحب محل العلافه المواجة لمنزلهم...
عم عبده العلاف..كما أطلق عليه جميع ساكني العطفة ..
رجل من صعيد مصر..فارع الطويل عريض المنكبين..هباه الله وفرة في الصحة والعافية.. جعلت أهالى العطفة يهابونه ويحترمونه ..
أما أطفال العطفة وعلى رأسهم محمود ....كان يمثل لهم الأشكيف أو عفريت الحواديت..مجسدا لهم أمنا الغوله في حكايات أمهاتهم..
لذلك كانت المنطقة المحيطة بمحل العلافة محظورة
لا يلعبون بها أو يقتربون منها ..ليس منعا من عم عبده..
لكن خوفا ومهابة من هذا الأشكيف المرعب الذى زرع الخوف في قلوبهم الندية بهامته الفارعة..
كان قرار محمود دخول المنزل وحده دون أبيه قرار يقترب من المستحيل..كان يشجع نفسه ليتغلب على خوفه ثم فجأة يجرى مهرولا ولا يتوقف إلا في أحضان أمه.. حتى لا يطوله الأشكيف..
كان محمود لا يرى طـه إلا عندما تخرج أمه لشراء أحتياجاتهم الضرورية وطه ممسكا بيدها .. نظراتهم تتلاقى يظل كل منهما يحدق في الآخر حتى يغادر طـه وأمه مدخل العطفة..
يقف محمود مترقبا رجوعهم ويشيعهم بنظراته حتى دخولهم المنزل .. يتكرر هذا الموقف يوما بعد يوم ..لم يجرؤ أيا منهما الأقتراب أو التحدث إلى الآخر..
جاء اليوم الموعود الذي رتبه القدر للقاء ؟..
هذا اليوم الذي حُفر داخل كيان الطفلين كنقش فرعونى على حجر جرانيتى ..
خرجت أم طـه كعادتها ممسكه بيد طـه لشراء بعض الخضروات .. كانت هناك امرأة تجلس تبيع الخضروات على رأس العطفة ..
كانت هذه المرأة معروفة بسوء أخلاقها وسلاطة لسانها كانت نساء العطفة يتفادون التعامل معها..خوفا من زوجها البلطجي المعروف بشراسته ووحشيته ..
لم تكن أم طـه تعلم شيئا من هذا فهي لم تختلط بأحد ألا أم محمود.. أخذت أم طـه تعبث بالخضروات فوجدتها غير صالحه .. فردتها لمكانها بالقفص واستدارت مبتعدة دون أن تشترى شيئا .ففاجأتها المرأة بتوجيه السباب لها وأخذت تطلق الشتائم البذيئة ..وطلبت تسديد ثمن الخضروات التى عبثت بها وأفسدتها..
تجمدت أم طـه في مكانها وعلامات الفزع والخوف على وجهها وأخذ طـه يبكى فزعا محتضنا قدم أمه ..
وقف محمود محدقا في طـه فى ذهول من هول المفاجأة ..
خرجت النساء إلى الشرفات تسب المرأة لتترك أم طه..
فجأة يظهر زوجها البلطجي ممسكا سكينا بيده اليمنى وهو يسب ويتوعد واصلت المرأة بعد أن اطمأنت لحماية زوجها
لها ..
جذبت أم طـه من شعرها ورفعت يدها لتصفعها..
انشقت الأرض عن عبده العلاف ممسكا بيد المرأة..دفعها دفعة قوية..جعلتها تتكور على الأرض وصرخاتها لا تنقطع..ثم هربت مذعورة من أمامه ..
استدار عبده وواجه زوجها البلطجي ..إتجه إليه بخطوات ثابتة واثقة ونظرات غاضبة حاول البلطجي أن يهدده بالسكين.. لكن هيهات أن يوقف هذه الخطوات التي زرعت في قلبه الفزع و الرعب.. فأخذ يتراجع بظهره للخلف.. إلى أن سقط على الأرض رفعه عبده وأخذ السكين من يده.. ثم كور قبضته ولطمه لطمة قوية على وجهه لململ بعدها ما تبقى من كرامته المبعثرة وفرمن أمامه..
نظر عبده إلى طه المذعور ومد يديه ورفعه في حنان مع إبتسامه مطمئنه وعانقه فى حنان..
بادله طه الإبتسامة ولف يديه حول رقبته ليبادله العناق .. وهو يرمى ببصره في أتجاه محمود الذي ما زال واقفا متجمدا في مكانه لم يرفع عينيه عن طـه..
التفت عبده مع نظرات طـه فلمح محمود .. فأشار إليه بالأقتراب ..
لبى محمود النداء مسرعا ليس تنفيذا لأوامر الأشكيف أو خوفا منه لكن شوقا ولهفه لصداقه طـه التي بدأت قبل لقاءهم بنظراتهم المتبادلة ..
منذ هذا اليوم دخل طـه وأمه تحت عباءة وحماية عبده العلاف..ودخل معهم محمود تحت العباءة ..أصبح مسموحا لمحمود وطـه ...دون أطفال الحارة جمعيا اللعب أمام دكان العلافه ..
أصبح الصديقان لا يفترقان ..صبغ كلا منهما شخصيته على الآخر
صار طــه أكثر جرأة وشجاعة في مواجهه من يعتدى عليه من أطفال العطفة ..
محمود ظهرت عليه علامات الإتزان والهدوء والتفكير العقلاني المتأنى ..
سعدت أم طـه وأم محمود بصداقتهما وما صنعته هذه الصداقه من معجزات ..
دخلا المدرسة الأبتدائية سويا ..يذهبان ويجيئان معا..
يراجعان دروسهما معا .. ينامان معا .. أما فى البدروم أو بغرفة محمود يفتحون الشرفة ويلقون بتحيتهم إلى ملاكهم الحارس عم عبده العلاف كان يرد التحية ...بإبتسامة عريضة..
لاشئ في هذا الكون يمكن أن يفرق بينهما..لكن القدر كان لهما بالمرصاد...
فرقت بينهما بلية زجاجيه وكانت المأساة ؟؟؟
أختلف الصديقان على وضع البلية ..محمود يصر أن البلية قد خرجت بكاملها خارج المثلث وصارت من حقه ..وأصر طه أنها لم تخرج بكاملها خارج المثلث وليست من حقه ..
تصاعد الخلاف بينهما وكلا مصرا على موقفه فى إصرار وعناد...
في غضب طفولى أخذ محمود بلياته تاركا طـه وحيدا في حيرةوذهول جمع طـه بلياته وقدشعر أن صديقه أهانه وطعنه في كرامته طعنة بالغة .. وفى غضب وكرامه صبيانية صمم مخاصمته وألا يكلمه بعد اليوم ..
ضخمت و باعدت الكرامة الصبيانية الشقة بينهما..
عندما يتقابلان يدير كل منهما رأسه للآخر ويواصل طريقه متجاهلا أياه
أصبحا لا يجلسان متلاصقين في الصف الدراسي كسابق عهدهما ..
تمر الأيام عليهم ثقيلة .. والصديقان اللدودان في عذاب الفراق الغبي ويقرر كل منهما أن يرد تحيه الآخر إذا بدأ بتحيته ولا يحدث ومر أكثر من شهر على هذا الحال ولم يلاحظ أحد ذلك ..
يقرر محمود إنهاء الخصام وأخذ يشجع نفسه وينزل السلالم ببطء متجها إلى باب البدروم ..يرفع يده ليدق على الباب.. فيوسوس له شيطانه.. لماذا تبدأ أنت بالتصالح ..لماذا لا يكون هو البادئ ..
فيتراجع مكسورا ويصعد السلم مهرولا حتى لا يلمحه أحد ..
يشعر طـه بفراغ قاتل وشوق وحنين إلى صديقه ..يتغلب على صبيانيته ويقررالصعود إليه وإنهاء المقاطعة ..يصعد درج المنزل في تباطئ وتكاسل وعندما يصل للدرج الأخير يقف كالتمثال وهو يحدق في باب شقة صديقه .. لا يستطيع الحركة في إتجاه باب الشقة وكأن في قدميه رُبطت حجارة ثقيلة تمنعه من التقدم ولكن تسمح له بالتراجع للخلف ونزول السلم ترامت إلى أذنيه أصوات تقترب من الداخل فإستدار مسرعا يقفز السلالم كفأر مذعور ..
مر شهر آخر كأنه الدهر على الصديقين ..
أرسل الله رحمته إلى الصديقان المعذبان حيث قررت أم محمود زيارة أم طه وطلبت من محمود مرافقتها..فرفض رفضا قاطعا..تعجبت له أمه.. أخذت تسأله فى ألحاح حتى علمت القصة ..لم تتمالك نفسها من الإغراق في ضحك هيستيرى وهى تردد..
- لعب عيال .. والله لعب عيال ..
نزلت لأم طـه وقصت عليها ما حدث ..
طلبت أم طـه من طه أن يصعد وينهى هذا الخصام من فوره..
فرفض طـه فى أصرار أن يصعد هو إليه..وصمم على أن يهبط هو لمصالحته ..
تداولت أم محمود مع أم طـه لحل هذه المشكلة العويصة..
انتهت المجادلات بحل وسط وهو لقاءهم في منتصف الدرج ..
قررا أن يكونا حمامة السلام في إنهاء هذا الخصام الصبياني العنيد صعدت أم محمود وأمسكت بيد محمود وأخذت تجذبه لتسحبه خارج الشقة فتشبث بيده بباب الشقة فى استماتة رافضا الخروج وأمه تجذبه بقوة ..
كانت أم طه تفعل نفس الشئ وطه متشبثا أيضا بباب البدروم رافضا الخروج ظلت الأمهات في صراع قوة مع أطفالهم إلى أن تخدرت ذراعيهما وتقطعت أنفاسهما.. فحررت أم محمود يد محمود من التعب فهرول إلى غرفتة وتكور علي سريره في غضب داخلي علي أمه لفشلها في محاولتها جذبه وشده إلى صديقه لمصالحته وتكرر نفس الموقف مع طه وأمه ..
تلاقت أم طه وأم محمود في منتصف الدرج وهم يلهثون و يضحكون في أنفاس متقطعة .. عندما هدأت أنفاسهما..قررا..طلب النجدة من عم عبده أستجاب عبده العلاف على الفور..عند سماعة بالقصة من الأمهات الضاحكات ...
وقف عبده في منتصف الدرج ونادى عليهم بصوت جهورى..
هرول محمود مسرعا نازلا الدرج وأسرع طه بأقصى سرعة لديه صاعدا الدرج وتقابلا في منتصف الدرج ولم ينتظرا عم عبده أرتمي كل منهما في أحضان صديقه وقررا من يومها إلغاء لعبة البلي من حياتهم دون رجعة ..
دارت الأيام وسارت علي هوى الصديقين..أكتشف كل منهما مواطن الإبداع في صديقه أتحدت ميولهما الأدبية وحبهم للمعرفة والأطلاع والمعرفة إجتازا المرحلة الأعدادية بتفوق وتطورت قراءاتهما إلى أمهات الكتب وكبار الأدباء والكتاب و القصص العالمية المترجمة وكانت مناقشاتهم لقضايا الحياة عميقة وذات بصيرة وكانت أسعد لحظاتهما عندما يطرح أحداهما أطروحة أو لغزا من ألغاز الحياة ويتحاورون ويدلى كل منهما بدلوه وأسانيده الفلسفية وإختارا القسم الأدبى لإتفاقه مع ميولهما الأدبية.. اكتشف محمود في طه شاعر رقيق المشاعر مرهف الحس يقرض الشعر بأبداع راقي ينم عن روح شفافة ونفس صافية تتحلي بالجمال وحب الحياة واكتشف طه فى محمود كاتب مبدع ذات خيال واسع تتميز رواياته بالرومانسية الجميلة التي تدعو إلى حب الحياة والجمال.. وتطورت محاوراتهما وتعمقت بعد دراسة الفلسفة والمنطق ويحاول كل منهما أن يكسب جولة المحاورة متباهيا بمعرفته ببواطن الأمور إلى أن وصلوا علي أعتاب إمتحان السنة النهائية للمرحلة الثانوية وتعاهد الصديقان علي دخول كلية الآداب لدراسة الفلسفة ومحاولة حل ألغاز الحياة وفهمها ومواصلة محاوراتهم علي غرار محاورات سقراط وأفلاطون وغيرهم
في نشوة صداقتهم تعاهدا علي ألا يفرقهما سوى الموت.. متناسيان أن للقدر كلمته الأخيرة والحاسمة الموت نعم الموت هو الوحيد القادر علي التفريق بينهما..
نطقها طه وهو يبتسم إبتسامة مريرة أنقبض لها قلب محمود... خرج طه من الإمتحان يتلفت في لهفة بحثا عن صديقه أسرع إليه فاتحا ذراعيه مبتسما ألقي بجسده بين أحضانه.. تعجب محمود؟؟ فهو لم يتعود من طه أن يعبر عن مشاعره ويطلق لها العنان فهو دائما متحفظ رزين فى ردر أفعاله..
ابتسم طه و طلب من صديقه أن يكملا محاوراتهما عن الموت؟؟ .
فزع محمود وتبدلت ملامح وجهه ..
سأله فى تعجب؟؟. ..
- الآن ..
رد طه مع إبتسامة شاحبة..
- نعم الآن وسأكون أنا البادئ بالمحاورة.. إستمع ياصديقى إلى أطروحتي..
في صوت عميق رخيم هادئ مع تغير في قسمات وجهه فزع لها محمود وهو يستمع لإطروحته عن الموت ..
حدق طه في عين محمود وهو يردد..
- أتمني أن أموت اليوم قبل غدا !!!
رد محمود لمحاورته مجاريا أياه فى قلق ..
- لماذا؟؟
- لأن غدا سيضيف لخطايايا الخطيئة الكبرى فيزيد ميزان ذنوبي يوم الحساب العظيم ....
يرد محمود محاورا ....
- وما أدراك ياصديقي ألا يكون الغد يوم توبة نصوحة يغفر لك الله فيها كل خطاياك وذنوبك فيخف ميزان ذنوبك ويزيد ميزان حسناتك..
يبتسم طه إبتسامه مريرة.. لم تستطع هذه الإبتسامة أن تحرر وجهه من الكآبة التى إحتلت وجهه بالكامل ونظر في وجه محمود نظرة ملأها كل الحب ..وإحتضنه بقوة ..
أرتجف قلب محمود عندما سمع طه يردد منهيا المحاورة ..
- إن غدا لناظره قريب وسنرى ياصديقي الحبيب من منا سيكسب هذه المحاورة نظر محمود إليه ولاحظ شحوب وجهه وظهور الهالات السوداء حول عينيه وإرتعاش يديه.. سأله في فزع.؟؟..
- ما بك ياصديقى ؟؟ أمريض أنت ؟؟....... في إبتسامه مطمئنة..
- لا تفزع ياصديقي أنا لن أموت ..
تأبط ذراعه فى ود وسارا عائدين لعطفة الخواجات
.................................

جلس محمود علي سريره وهو مشوش الفكر
يسأل نفسه ..ما الذى حدث لصديقة؟؟؟
أهى الثانوية مافعلت به هذا؟؟ أقنع نفسه بذلك. إرتمى على سريره مستغرقا فى نوم عميق..
أيقظه من نومه..صوت دقات عالية متتالية يعرفها من صغره وهي صوت إرتطام الكرة بالباب الحديدى لمحل العلافة.. حاول العودة لإكمال نومه لكنه لم يستطع من صوت الدقات العالية قام متكاسلا ليسب هؤلاء الأطفال لاعبي الكرة فتح الشرفة وتوجة بعينيه ناحية دكان عم عبده العلاف... تجمد الدم في عروقه من هول ما وقعت عليه عيناه؟؟
شُل تفكيره تماما بل شُلت جميع أعضاء جسده.. عدا رأسه وعينيه..
أخذ يتلفت يمينا ويسارا في محاوله لإستيعاب ماتراة عينيه... عبده العلاف جاثيا علي ركبتيه مستندا بظهره علي باب المحل الحديدى مستسلما..
يحيط به أكثر من عشرة رجال يقفون في نصف دائرة مركزها عبده يرفعون هرواتهم الغليظة ويهوون بها علي جسده في ترتيب منظم مذهل وكأنهم مدربون علي ذلك بعضهم يوجه هراوته إلى رأسه فيحاول عبده وضع يديه علي رأسه ليخفف من حدة الضربات فيرفعها أحداهم ويعود ليواصل الضرب.. وآخر يضربه علي كوع يديه ورجليه.. أحدثت الهراوات دوائر متناثرة وعميقة في رأس عبده.. غطت الدماء وجهه بغزارة .. فى إستسلام مد عبده قدميه وأسند رأسه علي باب المحل..
فجأة..
توقفوا وفتح الرجال نصف الدائرة.. ووقفوا في صفين متقابلين حول عبده.. تعجب محمود؟ فما زال عبده حيا لم يمت؟؟ ولم يطل تعجبه كثيرا ..
ظهرت أم طه ممسكه بيد طه وهو يسير خلفها بإستسلام ..
أتجهت ناحية عبده الممدد ووضعت طه فى مواجهته..
رفع عبده رأسه ونظر في عيني طه وإبتسم إبتسامة مشجعة وأومأ له برأسه أن يفعلها..
مدت أم طه يدها لأحد الرجال وتناولت الهرا وة منه ومدت يدها بالهراوة إلى طه...
استدار طه ورفع بصره فى إتجاة الشرفة ..
تلاقت أعينهما وأخذ كل منهما يحدق في عين صديقه إنهمرت دموعهما بغزارة
كانت نظرات محمود تتوسل إليه صارخة..
- ألا يفعلها..
ترد عليه نظرات طه...
-هذا قدرى ياصديقى.... أرتد بظهره مسرعا ناحية باب غرفته ليلحق بصديقه قبل أن يفعلها وجد باب غرفته موصدا وأمه تصرخ عليه..
- لن افتح لك فهذا حق طه في ثأر أبيه لن افتح لك..
فى هذه اللحظة أخترقت أذنه وقلبه وكيانه.... زغرودة أم طه المجلجلة.. أسرع إلى الشرفة ومازالت زغرودتها الملعونة تلك تمزق أحشاءه..
وجد طه ممسكا بالهراوة وقد تهشمت رأس عبده تماما وأم طه تواصل زغرودتها في سعادة وفرحة وهي تتمايل راقصة حول طه.. لم تكن تدرى أنها قتلت بزغرودتها الملعونة تلك ..
الإبداع والجمال والأمل داخل الصديقين..
أعلنت تلك الزغرودة الرهيبة التى أقشعر لها بدن محمود..
عن موت طه داخل محمود...
لقد كانت بحق..
زغرودة الموت


( النهاية )


قديم 03-23-2015, 04:36 AM
المشاركة 2
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[justify]أهلاً بالأستاذ رضا الهجرسي .
قبل أن أخوض في غمار النص ..أعتقد أن هذا النص كان مشروع رواية وضغط بإرادة الكاتب لتقديمه بشكله الحالي .
1 ـــ أعجبتني الجملة الخطابية في مقدمة النص التي قدمت الموت بمنظور فلسفي جميل راق لي .
2 ـــ النفس الروائي حاضرٌ وواضح وجلي في مفردة الأستاذ الهجرسي بحيث يذهب للتفصيل في رسم المشهد فيخيل لك أنك تحضر المشهد بحرفية صانعه بعدسة حرفه المميزة
3 ـــ فواصل الزمن في هذا النص كانت سريعة وبدا الانتقال فيه هوة كبيرة بين لحظاته ,كما وبدا لي أن الأستاذ الهجرسي قد غافله الزمن في هذا النص بإشكالية نمط تقديمه ,وأؤكد أن هذا النص هو مشروع رواية .
4 ـــ في الحارات الشعبية لايمكن أن يحل أي ضيفٍ فيها ولا يفصل حسبه ونسبه ومن أين كانت وجهته بفضول العلاقات المبنية في تلك الأماكن وتلاحمها ,وهنا أستهجن كيف استطاعت أم طه أن تفوز بكتمان هذا السر كل تلك السنوات ولم تسطع العيون وألسن من حولها من الولوج إليه لو على السطح .
5 ـــ مشهد دفاع العم عبده عن أم طه واحتضانه لطه بكل هذا الود والحنان ,وسلبية أم طه بالتعامل مع الخدث جعل موقف الثأر مربكاً . فكيف سمحت أم طه لعبده احتضان ولدها طالب الثأر من قبل المطلوب به ,وحاولت أن أبرر ذلك بعدم علمها بهوية المطلوب ولكني أستبعدت ذلك .
6 ــ بدا حوار الموت بين طه ومحمود مرتجلاً وبدون مقدمات حتى أن البراهين عجزت عن تقديم الفكره ناصعة .
7 ــ تكوين طه النفسي وشاعريته وانقلابه المفاجئ .لم يكن مسوغاً لغياب المقدمات فبان المشهد معتماً خالٍ من الإضاءة .
8 ـــ حيوية المكان وخاصة في التجمعات الشعبية تضفي على النص حركية تستسيغها عين القارئ خلال التنقل بين المشاهد وكنت تمنيت لو أن الأستاذ الهجرسي خاض ببعض تفاصيل المكان الحركية وأشعرنا بضجيه
9 ــ في الحقيقة النهاية كانت صادمة وغير متوقعه ,إلى أنني لم أتنفس ما أودع العمل بداخلي من انفعال عند النهاية رغم إنها كانت في معالجة انفصال طه عن محمود فيها الكثير من المنطق .
10 ــ في لغة النص .....هناك بعض الأخطاء النحوية والإملائية تمحلت كي أتلمسها ,وكانت المشكلة الكبرى مع همزة الوصل التي أصر الأستاذ الهجرسي على كتابتها دائماً .
(رجوعهم ويشيعهم ـــــــ رجوعهما ويشيعهما )(قبل لقاءهم ـــ قبل لقائهم)(إلى الصديقان المعذبان ــ إلى الصديقين المعذبين )(تلاقت أم طه وأم محمود في منتصف الدرج وهم يلهثون و يضحكون في أنفاس متقطعة ..ــ وهما تلهثان وتضحكان) (عندما هدأت أنفاسهما..قررا ــــــ قررتا )(محمود كاتب مبدع ذات خيال ـــــ ذو خيال)

الأستاذ رضا الهجرسي ...أعود لأجدد إعجابي بمفردتك السردية الرائعة التي أسعد في متابعتها في هذا المكان ,وأثمن لك هذا العمل الجميل الذي أهديت ...تقبل وقفتي هذه مع خالص ودي وتقديري
[/justify]

هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 03-29-2015, 08:12 AM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عمل سردي ممتاز تمنيت لو انه كان أكثر طولا
استمعته جدا بهذا التصوير المتقن للحارة الشعبية و العلاقات الإنسانية بين أفرادها
و كان الإقفال صادما جدا لكنه ممتاز
لا أزيد على ملاحظات الأستاذ زياد القنطار
لكن بوسعي أن أثني على العمل الجميل
أ. رضا الهجرسي
تحيتي لك

قديم 03-29-2015, 09:13 PM
المشاركة 4
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أديبنا القدير رضا الهجرسي
كما قلت سابقا وأقولها الأن ...طريقة سردك تأخذنا معك الى حيث الزمان والمكان
فنجد انفسنا كأننا نشاهد الحرف وهي تتجسد على أرض الواقع

أثمن رد القدير زياد القنطار والغالية ريم بدر الدين

ويسعدنا دائما ان نقرأ المزيد من الجمال

مع التقدير

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 06-17-2015, 02:13 PM
المشاركة 5
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[justify]أهلاً بالأستاذ رضا الهجرسي .
قبل أن أخوض في غمار النص ..أعتقد أن هذا النص كان مشروع رواية وضغط بإرادة الكاتب لتقديمه بشكله الحالي .
1 ـــ أعجبتني الجملة الخطابية في مقدمة النص التي قدمت الموت بمنظور فلسفي جميل راق لي .
2 ـــ النفس الروائي حاضرٌ وواضح وجلي في مفردة الأستاذ الهجرسي بحيث يذهب للتفصيل في رسم المشهد فيخيل لك أنك تحضر المشهد بحرفية صانعه بعدسة حرفه المميزة
3 ـــ فواصل الزمن في هذا النص كانت سريعة وبدا الانتقال فيه هوة كبيرة بين لحظاته ,كما وبدا لي أن الأستاذ الهجرسي قد غافله الزمن في هذا النص بإشكالية نمط تقديمه ,وأؤكد أن هذا النص هو مشروع رواية .
4 ـــ في الحارات الشعبية لايمكن أن يحل أي ضيفٍ فيها ولا يفصل حسبه ونسبه ومن أين كانت وجهته بفضول العلاقات المبنية في تلك الأماكن وتلاحمها ,وهنا أستهجن كيف استطاعت أم طه أن تفوز بكتمان هذا السر كل تلك السنوات ولم تسطع العيون وألسن من حولها من الولوج إليه لو على السطح .
5 ـــ مشهد دفاع العم عبده عن أم طه واحتضانه لطه بكل هذا الود والحنان ,وسلبية أم طه بالتعامل مع الخدث جعل موقف الثأر مربكاً . فكيف سمحت أم طه لعبده احتضان ولدها طالب الثأر من قبل المطلوب به ,وحاولت أن أبرر ذلك بعدم علمها بهوية المطلوب ولكني أستبعدت ذلك .
6 ــ بدا حوار الموت بين طه ومحمود مرتجلاً وبدون مقدمات حتى أن البراهين عجزت عن تقديم الفكره ناصعة .
7 ــ تكوين طه النفسي وشاعريته وانقلابه المفاجئ .لم يكن مسوغاً لغياب المقدمات فبان المشهد معتماً خالٍ من الإضاءة .
8 ـــ حيوية المكان وخاصة في التجمعات الشعبية تضفي على النص حركية تستسيغها عين القارئ خلال التنقل بين المشاهد وكنت تمنيت لو أن الأستاذ الهجرسي خاض ببعض تفاصيل المكان الحركية وأشعرنا بضجيه
9 ــ في الحقيقة النهاية كانت صادمة وغير متوقعه ,إلى أنني لم أتنفس ما أودع العمل بداخلي من انفعال عند النهاية رغم إنها كانت في معالجة انفصال طه عن محمود فيها الكثير من المنطق .
10 ــ في لغة النص .....هناك بعض الأخطاء النحوية والإملائية تمحلت كي أتلمسها ,وكانت المشكلة الكبرى مع همزة الوصل التي أصر الأستاذ الهجرسي على كتابتها دائماً .
(رجوعهم ويشيعهم ـــــــ رجوعهما ويشيعهما )(قبل لقاءهم ـــ قبل لقائهم)(إلى الصديقان المعذبان ــ إلى الصديقين المعذبين )(تلاقت أم طه وأم محمود في منتصف الدرج وهم يلهثون و يضحكون في أنفاس متقطعة ..ــ وهما تلهثان وتضحكان) (عندما هدأت أنفاسهما..قررا ــــــ قررتا )(محمود كاتب مبدع ذات خيال ـــــ ذو خيال)

الأستاذ رضا الهجرسي ...أعود لأجدد إعجابي بمفردتك السردية الرائعة التي أسعد في متابعتها في هذا المكان ,وأثمن لك هذا العمل الجميل الذي أهديت ...تقبل وقفتي هذه مع خالص ودي وتقديري
[/justify]
الاستاذ والناقد الواعى .. زياد القنطار
أولا كل عام وانت بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وتكون من عواده أنت وأسرتك الكريمة بصحة وخير وسعاده
ثانيا : دعنى أهنئك على أستنتاجك الذكى بأن القصة كانت مشروع رواية وأردت الإحتفاظ بفكرتها لحين التفرغ لها وإعادة كتابتها كرواية وهذا ما أشعرك بالفوارق الزمنية ..وقد سعدت بجميع ملاحظاتك التى سوف أراعيها عند كتابتها كرواية ..
ثالثا : هديتى لك وللمنتدى بمناسبة الشهر الكريم روايتى ( رهان مع إبليس ) وبالطبع أتوقع منك نقدك الواعى لها
وودى وتقديرى لشخصكم الكريم

قديم 06-17-2015, 02:24 PM
المشاركة 6
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
عمل سردي ممتاز تمنيت لو انه كان أكثر طولا
استمعته جدا بهذا التصوير المتقن للحارة الشعبية و العلاقات الإنسانية بين أفرادها
و كان الإقفال صادما جدا لكنه ممتاز
لا أزيد على ملاحظات الأستاذ زياد القنطار
لكن بوسعي أن أثني على العمل الجميل
أ. رضا الهجرسي
تحيتي لك
السيدة الجليلة \ريم بدرالدين
سعيد بمرورك الراقى وكل عام وأنتى بصحة وسعادة بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم وتكونى انتى وأسرتك الكريمة من عواده ..
وأنتظرى هديتى للمنتدى لشهر رمضان رواية (رهان مع إبليس )
وودى وتقديرى لمرورك الراقى

قديم 06-17-2015, 02:29 PM
المشاركة 7
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أديبنا القدير رضا الهجرسي
كما قلت سابقا وأقولها الأن ...طريقة سردك تأخذنا معك الى حيث الزمان والمكان
فنجد انفسنا كأننا نشاهد الحرف وهي تتجسد على أرض الواقع

أثمن رد القدير زياد القنطار والغالية ريم بدر الدين

ويسعدنا دائما ان نقرأ المزيد من الجمال

مع التقدير
المبدعة الراقية \فاطمة جلال
كل عام وأنتى بصحة وسعادة بمناسبة حلول شهر رمضان وتكونى انتى وأسرتك من عواده
سعيد بمرورك الواعى كعادتك .. ومنتظر نقدك ومرورك على روايتى التى سأبدأ فى تنزيلها خلال ليالى رمضان وفى انتظار مرورك الواعى ..
وودى وتقديرى لشخصك الراقى


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: زغرودة الموت ..قصة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ضد الموت عاطف الجندى منبر الشعر العمودي 2 06-30-2020 01:34 PM
حرب المئة عام أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 07-26-2018 10:55 AM
الموت ... هو أنت محمد فجر الدمشقي منبر البوح الهادئ 9 04-16-2012 08:33 PM
رحلة في زمن الموت طارق الأحمدي منبر القصص والروايات والمسرح . 1 03-06-2012 10:40 PM
ذكر الموت هند طاهر منبر الحوارات الثقافية العامة 1 02-16-2011 07:15 AM

الساعة الآن 08:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.