قديم 11-27-2011, 10:12 PM
المشاركة 41
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(1/128)

فقسنا ليزدجروا ومن يك راحماً ... فليقس أحياناً على من يرحم
إذا نودي للخير ... فكن أول سباق
وإن عوديت فاستعصم ... بآداب وأخلاق
أمثلة
إنما الأعمال بالنيات ... اتسرتْ جماعة التجار
سامحت الصديق فسومح ... العقل للمرء ميزان
الصيام يصحح الأبدان ... البرشي هين
يذدكر الأدباء الشعر ... اضطرب حبل الأمان
اتسع الخرق على الراقع ... الشجر يزينه الإيراق
اجعل عرضك مصوناً ... والفظ كلامك مصوغاً
إعانة الضعيف واجبة ... الإقامة عين الكرامة
البلاغة إبانة واستبانة
إعلال اسم المفعول
يصاغ اسم المفعول من الثلاثي المعتل العين على وزن مفول أو مفيل كمصون ومهيب. وعلة النقص عند سيبويه والخليل أن واو المفعول حذفت تخفيفاً وجيء بضمة قبل الواو وبكسرة قبل الياء للمناسبة. وإذا اريد معرفة عين الماضي المعتل بني من (فعلة أو هو أفعل من كذا) نحو : صاغ صوغة ، وهو أصوغ منك. وخاط خيطة ، وهوأخيط منك. ثم إن كان الفعل متعدياً لم يحتج إلى حرف جر كقولك : قدت الفرس فهو مقودٌ ، وكلت البرَّ فهو مكيل. وإن كان غير متعدَّ احتجت مع اسم المفعول إلي حرف الجر نحو : قمت إليه فهو مقوم إليه. وملتُ عليه فهو مميل عليه.
وفيما يلي أمثلة على ما تقدم :
(1/129)

من ذوات الواو
من المتعدَّي : الخاتم مصوغ. الطعام مشوب أي مخلوط. الرجل مسود. البساط مدوسٌ. الشعب مسوسّ. عدوك مروع. الأسد مخوفٌ. الإناء مشوف أي مجلو. ذقت الشيء فهو مذوقٌ ، راقني الشيء فهو مروق الطفل معول. هالني الشيء فأنا مهول. ماء مخوضٌ وفرس مروض. كلام مقول. رجل ملومٌ.
من اللازم : النارُ مذوبٌ عليها. أمر مبوحٌ به. ماء مغوص فيه. الأمر بك منوط. الخير مطوف حوله. الغائب متوق إليه. المسبح معوم فيه. العبء مقوٌم به.
من ذوات الياء
من المتعدي : الجميل مشييء. الشيخ مهيب. الوحش مهيج. الحصنُ مشيد. الظبي مصيدٌ. عدُوُّك مكيد. شيْ مميز. الرجل مريش. الجناح مهيضٌ. الثوبُ مخيط ، عدوك مغيط. الرجل مدين.
من اللازم : الحق مجيء إليه. الظل مفئ إليه. أمر مجيد عنة. البلد مسير فيه. الرجل مسير به. أما محيض عنة. هذا بلد مقيظ فيه. وهذه دار مضيف فيها. فلان محيق به.
الاختصاص
هو قصر حكم أسند لضمير متكلم أو مخاطب على اسم ظاهر معرفة يذكر بعده منصوب بفعل محذوف وجوباً تقديره (أخصُّ) ، والباعث عليه إما فخر أو تواضع نحو : نحن العرب أسخى من بذل. ونحو : عليكم معاشر القضاة حفظُ الحقوق. أنا أيها الرجل حافظ للود. اللهم اغفر لنا أيها الجماعة. فالمختص المقرون بأل والمضاف لما فيه أل ينصبان وجوباً بفعل محذوف تقديره (أخصُّ). وأي وأية يبنيان على الضم في محل نصب على الاختصاص ، وما للتنبيه. والتابع لهما بدل مرفوع.
(1/130)

فائدتان
الأولى : قد يأتي المختص علماً كقول أحدهم : (بنا تميماً يكشفُ الضبابُ).
الثانية : جملة الاختصاص إن وقعت أول الكلام وهي اعتراضية لا محل لها. وإن وقعت في آخره فهي في محل نصب على الحال.
شواهد
لنا معشر الأنصار مجدد فمؤثل ... بإرضائنا خير البرية أحمدا
نحن بني يعرب أعرب الناس لساناً وأنضر الناس عودا
نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
إعراب
لنا معشرَ الأنصار مجدٌ مؤثلٌ
لنا : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم لمبتدأ مؤخر مجدٌ.
مؤثل : صفة مجد.
معشر : منصوب على الاختصاص بفعل أخص المحذوف ، وجملة المبتدأ والخبر ابتدائية. وجملة الاختصاص اعتراضية لا محل لها.
تفسير
المؤثل : الموصل. أنضر : أحسن وأجمل. النمارق جمع نُمرقة : الوسادة.
الاشتغال
هو أن يتقدم اسم ويتأخر عنه فعل قد عمل في ضمير ذلك الاسم السابق أوفي سببيه أي المضاف إلى ضمير الاسم السابق بحيث لو تفرغ له لنصبهُ لفظاً أو محلاً. ويكون نصب المشغول عنه بإضمار عامل مناسب للعامل الظاهر نحو : كتابَك





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 10:14 PM
المشاركة 42
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
قرأتُه ، ومحمداً قهرت عدوه ، وخالداً مررتُ به. والتقدير : طالعتُ كتابك قرأته ، ونصرت محمداً قهرتُ عدوه ، وجاوزت خالداً مررت به.
وللمشغول عنه ثلاثة أوجه :
الأول : وجوب نصبه إذا وقع بعد ما يختص بالفعل كأدوات الشرط والحض والعرض والاستفهام بغير الهمزة نحو : إن عليا زرته أكرمك ، وهلا مالاً صنته ، وألا معروفاً صنعته ، وهل ديناً وفيتهُ.
الثاني : وجوب رفعه إذا وقع بعد ما يختص بالمبتدأ كإذا الفجائية ، أو قبل ما له الصدارة كأدوات الشرط والاستفهام والتعجب وما النافية نحو : وصلت إذا الباب مغلق. ولسانك إن قيدته حرسك. والكتاب هل جلدته. والعلم ما أنفعه. وأحمد ما رأيتهُ.
الثالث : جواز الأمرين فيما عدا ذلك نحو : الدرسُ فهمته أو الدرسَ ، لكن النصب أرجح إذا وقع بعد همزة الاستفهام أو قبل فعل يدل على الطلب نحو : أصحيفة تقرؤها ، ومحمداً سامحهُ ، وسليماً لا تغضبهُ.
شواهد
فنفسكَ أكرمها فإنك إن تهن ... عليك فلن تلقى لها الدهر مكرِما
حيثما الروض زرته تلق فيه ... زهراً ناضراً وماء وطِييا
كيف مجد البلاد نبنيه إن لم ... يك فينا أي وفينا ثباتُ
تنبيه
نصبُ المشغول عنه لفظاً يكون بتعدي الفعل بذاته. ومحلاً يكون بالحرف نحو : بكرٌ مررت به ، فالهاء في محل جر بالباء الزائدة لفظا وفي محل نصب محلاً لأن أصله : جاوزتُ بكراً.
(1/132)

التحذير والإغراء والتنازع
التحذيرُ : هو اسم منصوب بعامل محذوف تقدييره : احذر. والحذف واجب في ثلاثة : التكرار والعطف وإياك. وجائز في غيرها نحو : التهاون التهاون ، لسانك والكذبَ. إياك والعجبّ. والتقدير : احذر التهاون والكذب والعجب. ويجوز أن تقول : الكسل أو احذر الكسل.
الإغراءُ : أسم منصوب بفعل : إلزم مخذوفاً وجوباً مع التكرار والعطف وجوازاً مع غيرها نحو : الوفاء الوفاء. المروءة والنجدة أي : الزم الوفاء والمروءة والنجدة. ويجوز الحذف في مثل : الصلاة جامعة بنصب الصلاة بتقدير احضروا ، ونصب جامعة على الحال.
التنازعُ : هو توجهُ عاملين على معمول واحد نحو : أكرمت وأكرمني تنصرٌ. والتقدير : أكرمت نصراً وأكرمني. ولك أن تعمل الأول لسبقه أو الثاني لقربه وهو الصواب نحو : {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} فقطرة منصوب بأحد الفعلين ، وقد يكون التنازع في أكثر من معمول واحد نحو :
أرجو وأخشى وأدعو الله مبتغياً ... عفواً وعافية في الروح والجسد
شواهد
إياك أن تعظ الرجال وقد ... أصبحت محتاجاً إلى الوعظ
فإياك إياك المراء فإنهُ ... إلى الشر دعاءٌ وللشر جالبُ
أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كسَاع إلي الهيجا بغير سلاح
إعراب
{نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}.
ناقة : منصوب بفعل مضمر وجوباً على التحذير.
(1/133)

الله : مضاف إليه.
وسقياها : معطوف على الناقة. والمعنى : ذروا ناقة الله وسقياها.
تفسير
القطرُ : الحديد المذاب. المراءُ. الجدالُ.
الاستغاثةُ
هي نداء من يعين على دفع شدةٍ. كيا للأغنياء للفقراء. ويكون بيا خاصةٌ ويجرُّ المسغاث به بلام مفتوحة لا تكسر إلا إذا تكرر خالياً من (يا) نحو : (يا للكهول وللشبان للعجب). ويجر المستغاثُ له بلام مكسورة دائما نحو : (يا لسعيد لوليد). والجاران والمجروران متعلقان بيا المتضمنة معنى (أدعو) ، وقد يجرُّ بمن إذا كان مستغاثاً منه كقول الشاعر :
يا للرجال ذوي الألباب من نفر ... لا يبرح السفهُ المردي لهم دينا
وقد يبقى المستغاث به على حاله ويعرب إعراب المنادى كياقومُ لخائف. ويجوز أن تختمه بألف كيا قوما ، وضمهُ حينئذ مقدر. وكالمستغاث به في أحواله السابقة المتعجب منه فتقول : يا للهول ويا للروض ويا للنضارة متعجباً من كثرتها.
شواهد
يا للرجال لداء لا دواء ... وقائد ذي عمي يقتاد عميانا
يا لقومي ويا لأمثال قومي ... لأناس عتوهم في ازدياد
يا يزيد لآمل نيل عز ... وغني بعد فاقةٍ وهوان
يالقوم من للعلى والمساعي ... يا لقوم من للندى والسماح





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 10:15 PM
المشاركة 43
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(1/134)

إعراب
البيت الثاني من الشواهد السابقة :
يا : حرف نداء واستغاثة. واللام حرف جر ، والمستغاث به مجرور متعلق بين المتضمنة معنى أدعو.
ويا لأمثال : كذلك. وقومي مضاف لأمثال المتعلق بأدعو المقدرة أي أدعوكم لأُناسٍ.
لأناس : مستغاث له ، جار ومجرور متعلق بأدعوكم المقدرة.
عتوهم : مبتدأ.
في ازدياد : جار ومجرور خبر. والجملة في محل صفة لأناس. والشاهد فتح لام المستغاث وما عطف عليه.
شطر الثالث :
يا : حرف نداء واستغاثة. يزيداً : مستغاث به مبني علي ضم مقدر منع من ظهوره الألف المستعاض بها عن لام الاستغاثة المحذوفة.
لآمل : جار ومجرور.
نيل : مفعول به لاسم الفاعل آمل. وعز مضاف إليه والجاران والمجروران متعلقان بيا.
تفسير
العتُوُّ : الاستكبار. الفاقة : الحاجة. الندى : الجود. الهوان : الذل.
النُّدبَةُ
الندبة هي نداء ، المتفجع عليه أو المتوجع منه. وأداتُهُ (وا) كوا ولداه ، و (يا) عند أمن اللبس كيا كبداه. ولا يندبُ إلا العلم المشهور ، والمضاف إضافة توضحُه توضيح العلَم ، أو موصولاً بصلة تعينه نحو : (واحُسَيناه) و (واجامعَ القرآن) و (وامَنْ هَزَمَ
(1/135)

الفُرْسَ)؛ فلا تُبْدَبُ النكرةُ ولا المبهمُ فلا يقال : (وارجلُ) ولا (واهؤلاء). ويُعْرَبُ المندوبُ إعراب المنادى؛ فيبنى على ما رفع به إن كان مفرداً علماً ، وينصب إن كان مضافاً. ولك فيه ثلاثة أوجُهٍ :
الأول : أن يبقى على حاله كواعُمَرُ ، وواحرَّ قلبي.
الثاني : أن يختم بألف كواعمرا ، وواحر قلبا.
الثالث : أن يختم بألف وهاء سكْت كواعُمَراهُ ، وواحرَّ قلباهُ.
شواهد
واحرَّ قلباه ممن قَلبُهُ شيم ... ومن بجسمي وحالي عندهُ سقمُ
فواعجبا كم يدعي الفضل ناقص ... وواأسفاكم يظهر النقص فاضلٌ
فواكبدا من حُبَّ من لا يحبني ... ومن عبرات ما لهن فناءُ
فواكبدي مما ألاقي من الهوى ... إذا حَنّ إلفٌ أو تألق شارقُ
إعراب
وامَنْ حفرَ بئْرَ زمْزَماهْ.
وا : حرف نداء وندبه.
منْ : منادى مندوب مبني على ضم مقدر منع من ظهوره سكون البناء الأصلي في محل نصب. وجملة حفر صلته.
بئر : مفعول به.
زمزماه : مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها حركة مناسبة ألف الندبة. والهاء للسكت.
تفسير
الشبمُ : البارد. تألق : لمع ، الشارق : الشمس أو أي كوكب.
(1/136)

الجمل التي لها محل من الإعراب
الجُمَلُ التي لها محل من الإعراب هي سبعٌ مبينة فميا يلي :
الأولي : الواقعة خبراً نحو : الحلمُ يسمو صاحبهُ.
الثانية : الواقعة حالاً نحو : ذهبت والسماء غائمة.
الثالثة : الواقعة مفعولاً به نحو : علمت أنك طبيبٌ.
الرابعة : الواقعة مضافاً إليها نحو : اسكن حيث طاب المناخُ.
الخامسة : الواقعة نعتاً لمفرد نكرة نحو : ذاك أمر مردهُ إليكَ.
السادسة : التابعة لجملة لها محل من الإعراب نحو : هو يعطي ويمنعُ.
السابعة : الواقعة جواباً لشرط جازم مقرونة بالفاء أو إذاً الفجائية نحو : إن تتصدق فلك ثواب. ونحو : إن يوسروا إذا هم يبطرون.
أمثلة
العلُم يرفعُ قدرَ صاحبه ... إن الخريف بردُهُ مخيف
كان عمر يحكم بالعدل ... جئت والمطر يهمي رذاذاً
أقبل الموزع يحمل كتبا ... ذهبوا يتلو بعضهم بعضاً
عرفت أنك صديق وفيَّ ... قال إني عبد الله
يود أحدهم لو يعمرُ ... أقيم حيث يقيم أهلي
تكلم حين يحسُنُ الكلام ... لما وصلت استرحتُ
للجاحظ قلم يسيل بلاغةٌ ... هذا عمل يكسبكُ فخراً
لزهير شعرٌ يفيضُ حكمةٌ ... الدهر يجرحُ ويأسو
الطفل يلعب ويلهو ... الكاتب يكتبُ ويمحو
من ظلمك فسوف يظْلُم ... ما تصنعْ فأنت لهُ أهلٌ
إن يحكموا إذا هم يظلمون
(1/137)

الجمل التي لا محل لها من الإعراب
هي سبع :
الأولى : الواقعة في ابتداء الكلام نحو : المتقن عمله نائلٌ أمله.
الثانية : الواقعة صلة الموصول نحو : إن أخاك من واساك.
الثالثة : الواقعة مفسرة نحو : {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}.
الرابعة : الواقعة معترضة نحو : الكذبُ - وفقتَ - شينٌ.
الخامسة : الواقعة جوابا لقسم نحو : والله إلاً الإنصاف لمفيدٌ.
السادسة : التابعة لجملة لا محل لها نحو : جاء سعيد وذهب وليد.
السابعة : الواقعة جواباً لشرطة غير جازم أو جازم غير مقرون بالفاء أو إذا
الفجائية نحو : من ثبت نبت. وأيان نؤمنكّ تأمنْ غيرنا.
أمثلة
قيمة كل امرئ ما يحسنُ ... إن البلاء موكل بالمنطق
كل نفس بما كسبت رهينةُ ... لوْ ضيفك جاء لأكرمناه
إذا الطالب جدْ وَجَدَ ... إذا المرء جاد ساد
جاء من يجعله الناس ... قابلت الذي زارك أمس
فهممت ما تفوهت به ... إني - وحُبَّكَ - لضنينٌ بك
أنت - حفظك الله - مهذب ... هو - سامحهُ الله - متسرعٌ
والله إنك لعزيز عليَّ ... والعصر إن الإنسان لفي خسرِ
فورب السماء إنهُ لحق ... اشتريت كتاباً وتصفحته
قرأ أمجد وسمع أحمدُ ... جاء مسرعاً وعاد مبطئاً
من صدقت لهجته وضحت حجتهُ ... أي علم تطلب تستفدُ
من يعمل سوءاً يجز بِهِ





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 10:17 PM
المشاركة 44
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(1/138)

شواهد
إذا أنتَ أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
إن الثمانين - وبلغتها - ... قد أحوجت سمعي إلى ترجُمان
إن سُليمى - والله يكلؤُها - ... ضنت بشيء ما كان يرزؤها
تفسير
يكلؤها : يحفظها. ضنت : بخلت ، الرزء والرزيئة : المصيبة.
إعراب أسماء الشرطِ الجازمِة
منْ. مَا. مهمَا : محلها الرفع مبتدأ إن كان الشرط ناقصاً أو متعدياً آخذاً مفعوله نحو : من كان مُلحّا حُرم. ومن أخر عمله ندم. وفي محل نصب إن كان متعدياً غير آخذ مفعوله نحو : من تكْرمْ يكرمكَ. وفي محل جر إن وقعت بعد حرف جر أو مضاف نحو : بمن تهتد تقتد. وأقل من تحتقْر يؤذك.
متى ، أيان. أين. حيثما : محلها النصب على الظرفية الزمانية أو المكانية بفعل الشرط إن كان تاماً وبخبره إن كان ناقصاً نحو : متى تعنْ قومك ئشكرْ. وأيانَ تغذُ محسناً تذكرْ. وأينما تُبدَّدْ مالك تخسر. وحيثما تذهبا تنجحا. ومتى تكن تعباً فاسترح.
كيفما : محلها النصب على الحال إن كان فعل الشرط تاماً نحو : كيفما تتكلم أفهم ، وإن كان فعل الشرط ناقصاً فهي خبرٌ له نحو : كيفما تكن يكن ولدُك.
أي : معربة دائماً ، فإن دلتْ على ظرف أو حدث فمنصوبة على الظرفية أو المصدرية ، وإلا فعلى حسب ما تضاف إليه نحو : أي وقت تزرنا نكرمك. أي حي تسكن نتبعك. أي عمل تعمل يُفدْك. أي عالم تسألْ يُجبك.
(1/139)

إعراب
1 - ما تنقصِ الأيامُ والدَّهْرُ ينفدْ
ما : اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به لتنقص.
تنقص : فعل الشرط مجزوم.
الأيام : فاعل مرفوع.
والدهرُ معطوف على الأيام ،
ينفدْ : مضارع مجزوم جواب الشرط وفاعله مستتر.
2 - متى تزْرنا نكرمكَ
من : اسم شرط جازم محلهُ النصبُ على الظرفية الزمانية متعلق بالشرط.
تزرنا : مضارع مجزوم فعل الشرط فاعله مستتر. ونا مفعول به.
نكرمك : جواب الشرط مجزوم والفاعل مستتر والكاف مفعول به.
3 - كيفما تتكلم أفهمْ
كيفما : اسم شرط جازم محله النصب على الحال.
تتكلم : مضارع مجزوم فعل الشرط فاعله الضمير المستتر.
أفهم : جواب الشرط مجزوم وفاعله الضمير المستتر.
أدوات الشرط غير الجازمَةِ
هي : لْو ، لولاَ. لوْما. أمَّا. لمَّا. كلما. إذا. وإليك أحكامها :
لوْ : حرف امتناع لامتناع. سميت بذلك لأن امتناع حصول مضمون الجواب يكون لامتناع حصول الشرط. فقولك : (لو سألني لأجبتهُ) يفيد امتناع حصول الإجابة لامتناع حصول السؤال. وحكم لو هذه أن يليها ماض غالباً. فإن وليها مضارع قلبت معناه إلى الماضي نحو : لو يرشدني لاهتديتُ. المراد : لو أرشدني. ويكثر اقتران جواب لو باللام كما مثل. وقد يرد بدونها نحو : (ولو شاء اللَّهُ ما فعلوهُ) ، وقد يليها اسم مرفوع أو منصوب بعامل محذوف يفسره المذكورُ
(1/140)

نحو : (لو خالدٌ جاءَ لأكرمتُه) (ولو مازناً لقيت لنصحتهُ) ، والتقدير لو جاء خالدٌ ، ولو لقيت مازناً.
وقد ترد لو لغير الشرط فتكون للعرض نحو : لو تنرل عندنا فتكرم. وللحضَّ نحو : لو تأمرنا فتطاع. وللتمني نحو : لو تأتينا فتحدثنا. وتكونُ مصدرية دون أن تنصب. وأكثر ورودها بعد فعل ود نحو : {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}.
لولاَ ولوْما : حرفا امتناع لوجود ، والاسم بعدهما مبتدأ حذف خبره تقديرهُ : موجود. فإن كان الجواب مثبتاً قرن باللام غالباً نحو : لولا علي لهلك عُمر. وإن كان منفيا تجرد من اللام نحو : لولا المربي ما عرفت ربي.
أمَّا : حرفُ تفصيل وتوكيد تنوب مناب أداة الشرط وفعله ومعناها : مهما يكن من شيء. ولابد لجواب شرطها من أن يقترن بالفاء نحو {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} ، {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. وقد تجيء لغير تفصيل نحو : (أمَّا محمود فمنطلق).
لمَّا : حرفُ وجود لوجود تتضمن معنى الظرفية من حيث اختصاصُها بالماضي وإضافتها إلي الجملة ، ويكون جوابها فعلاً ماضياً اتفاقا أو جملة اسمية مقرونة بإذا الفجائية نحو {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا} ، (فلما نجيناهم اذا هم يشركون).
كلما : حرف شرط يفيدُ التكرار لا يليها إلا المضاي نحو : {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا}.
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطهِ منصوب بجوابه ، ومعنى ذلك أن جملة الشرط محلها الجر بالإضافة إلى إذا نحو : (إذا قمت أقوم) أي عند قيامك ، وأن متعلقها جواب الشرط ، ويكونا الفعل بعدها ماضياً كثيراً ومضارعاً قليلاً ، وقد اجتمعا في قول أبي ذؤيب :
(1/141)

والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا تُردُّ إلى قليل تقنعُ
شواهد
لو أشبهتك بحار الأرض في كرم ... لأصبحَ الدُّر مطروحاً على الطرقِ
لو يسمعون كما سمعت حديثها ... خروا لعَرة ركعاً وسجوداً
لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقرُ والإقدام قتال
ولم أر كالمعروف أما مذافهُ ... فحلوّ وأما وجههُ فجميلُ
ولما صار ود ُّالناس خباّ ... جزيتُ على ابتسام بابتسام
كم أداوي القلب قلت جيلتي ... كلما داويت جرحاً سال جرحُ
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ... له عن عدو في ثياب صديقِ
إعراب
إذا الخطوب توالتْ تولَّتْ
إذاً : ظرف زمان متضمن معنى الشرط منصوب على الظرفية متعلق بالجواب.
الخطوبُ : فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور.
توالت. تولت : فعل ماض فاعله مستتر. وجملة الشرط المحذوفة وتقديرها توالت محلها الجرُّ بالإضافة إلى إذا والتقدير حين توالي الخطوب. وجملة توالت الظاهرة مفسرة لا محل لها. وجملة تولت جواب الشرط متعلق إذا.
تفسير
خرّ : سقط ، الخِبُّ : الخداع.
(1/142)

ضمير الشأْنِ
هو الذي لا يعودُ على متقدم ويفسر بكلمة الحال أو الشأن.
وهو نوعان : مذكور ومحذوف :
والمذكور نحو : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وإعرابه : هو مبتدأ ولفظ الجلالة مبتدأ ثان خبره أحد. والجملة خبر المبتدأ الأول هو.
والمحذوف في نحو : {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} ونحو {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} والتقدير أنه وكأنها.
شواهد
هي الأمور كما شاهد دُولٌ ... من سرهُ زمنُ ساءته أزمان
إن الهلال إذا رأيت نموهُ ... أيقنت أن سيكون بدراً كاملاً
كأن لم يمكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يَسْمر بمكة سامرُ
وليس يصحٌ في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليلِ
إعراب
أيقنت أن سيكون بدراً كاملاً
أيقنت : فعل وفاعل.
أن : مخففة من أن ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وخبرها الجملة بعدها.
سيكون : مضارع ناقص اسمه مستتر.
بدراً : خبره منصوب.
كاملاً : نعت.
سكنت الرياحُ الهُوج كأنْ لم تكُ عاصفة أمس :
سكنت الرياح : فعل وفاعل.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 10:19 PM
المشاركة 45
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(1/143)

الهوج : صفة الرياح.
كأن : مخففة من كأنْ ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، والتقدير كأنها.
تك : مضارع ناقص مجزوم بلم اسمه مستتر وخبره عاصفة.
أمس : ظرف زمان متعلق بعاصفة.
تفسير
غني بالمدن : أقام به. الحُجُون : جبل بمكة. الصفا والمروة : من شعائر الله بمكة ، السامر : المحدث ليلا.
همزتا الوصل والقطع
الهمزة المزيدة في ماضي الخماسي والسداسي وأمرهما ومصدرهما وأمر الثلاثي تسمى همزة وصل للتوصل بها إلى النطق بالساكن ، ولذلك تسقط في درج الكلام نحو : انطلَقَ واستغفَرَ وانطلِقْ واستغِفرْ وانطلاق واستغفار واعلم. وفي ابن وابنة وامرئ وامرأة واسم وأثنين واثنتين وأيمن القسم وآل التعريف. وما سوى ذلك فهمزته همزة قطع لا تسقط أبدأ نحو : أكرم الضيف ، وأعط السائل. وهمزة الوصل مكسورة دائماً إلا في آل وآيمن فتفتح وإلا في الأمر المضموم العين والماضي المبني للمجهول فتضم نحو : أكتب وأنصر وانطُلق واستغفر. وهمزة القطع مفتوحة قي الأفعال الرباعية كأنعم وأكرم ، مكسورة في مصادرها كإنعام وإكرام.
الوقفُ
إذا وقفت على اللفظ فإن كان ساكن الآخر بقي على سكونه كمن وبل ولم
يكن. وإن كان متحركاً سكن كالهواء والماء. والتنوين يحذف في الرفع والجر ويقلب ألفاً في النصب كهذا قلم وكتبَ بالقلمْ وبريتُ قلما.
(1/144)

الوقفُ في المنقوص والمقصورِ :
يجوز في المنقوص إثبات الياء وحذفها معرفة كان أو نكرة نحو : ولهُ الجواري أو الجوارْ ، ولكل قوم هادي أو هادْ. غير أن الأكثر في المعرفة الإثبات وفي النكرة الحذف. أما المقصور فتبقى ألفه على كل حال.
هاء الضمير : بحذف إشباعها مضمومة كأكرمتهُ. فإذا كانت مفتوحة فتشبع كأكرمتها.
تاء التأنيث : تقلب هاء إن كانت في اسم ليس جمع مؤنث سالماً ولا ملحقاً به وكان قبلها متحرك أو ألف كفاضله وفتاهْ. وتبقى تاء في غير ذلك كأتتْ وبنتْ ومعلمات وعرفات.
ما الاستفهامية : إذا حذفت ألفها تلحقها هاء تسمى هاء السكت فيقال : لمهْ وعمهْ.
اللفيف المفروق : تلحق هاء السكت أمره ومضارعه المجزوم نحو : قِ ، ولم يعِ فيقال : قهْ ، ولم يعهْ.
تحرير الألفاظ
كل كاتب أريب يحرص على أن تكون كلماتهُ في المكاتبة مطابقة لأحكام التحرير سالمة من الخطأ واللحن. جاء في المزهر للسيوطي أن الخليفة عمر بن الخطاب ورد إليه كتاب من أبي موسى الأشعري فأرسل إليه : (أن اضري كاتبك سوطا فإنهُ لحن بكلمة كذا). وما فتئ أهل اللغة يعنون بهذه القواعد بوصفها ملاك كتابة الكرات على الوجه الصحيح. ويتضمن هذا الطلب ستة مباحث : الوصل والفصل. الألف اللينةُ. الهمزة اليابسة. الزيادة والحذف. اسم المفعول من الثلاثي المعتل العين. وزن (مفعول) من الصفات.
(1/145)

المبحث الأولُ
في الوصل والفصلِ
الأصل فصل الكلمة من الكلمة لأن كل كلمة لها معنى خاص بها ، فحقها أن تستقل عن غيرها. ويستثنى مواضع كتبت على خلاف الأصل من ذلك :
أولاً : التركيب المزجي كبعلبك وحضرموت وتلبيسه ومرجعيونَ.
ثانياً : ما لا يصح الوقوف عليه كباء الجر وكافهِ وفاء العطف والجزاء.
ثالثاً : ما لا يصح الابتداء به في اللفظ كالضمائر البارزة المتصلة ونون التوكيد وعلامة التأنيث والتثنية والجمع نحو : قمت ويسمعنَ وأتتْ وكتبنا وفهموا.
رابعاً : توصل في ومن وعن بعد حذف نونهما بما الزائدة نحو : فيمن وممن وعمنْ.
وخامساً : توصل رب وكي وإن وأن وكأن ولكن وليت ولعل وأين وحيث بما الزائدة نحو : ربما وكيما وإنما وأنما وكإنما وليتما ولعلما وأينما وجيثما.
سادساً : توصل إن الشرطية بلا وما بعد حذف نونها نحو : إلا تفعلوه وإذا تخافن.
سابعاً : الآحاد إذا جاء من بعدها كلمة مائة كثلاثمائة وتسعمائة ، تكتب كلمة واحدة.
تنبيه
وسمع الوصل تخفيفاً أو إدغاما. فالتخفيض كالبسملة والحمدلة وملماء وبلعنبر. الأصل : بسم الله والحمد لله ومن الماء وبنو العنبر ، ومثله عبدلي وعبشمي نسبة إلى عبد الله وعبد شمس ، قال الشاعر :
وتضجَك مني شيخة عبشميةٌ ... كأن لم تجد قبلي أسيراً يمانيا
والإدغام نحو : بران (بمعنى غطَّى) وبردْ من الورود. قال الشاعر :
عافت الماء في الشتاء فقلنا ... برديه تُصادفيه سخينا
فأصل برانَ : بلْ ران. وأصل برديهِ : بل رديهِ.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 10:20 PM
المشاركة 46
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(1/146)

المبحثُ الثاني
في الألف اللينة
الألف اللينة تقع حشواً وطرفاً. فالواقعة في الحشو تكتبُ ألفاً مطلقاً كفتاة وغلام وقال وباع. والمتطرفةُ ترسم ألفاً أو ياء. فترسم ألفاً في أربعة مواضع :
الأول : إذا وقعت ثالثة منقلبة عن واو في أسم أو فعل نحو : العصا والرَّيا ودعا وسما. الثاني : في حروف المعاني كلولا وهلا وكلا. ويستثنى إلى وبلى وعلى وحتى.
الثالث : في الأسماء الأعجمية كحنا ولوقا وصيدا وعكا ويستثنى موسى ، عيسى ، كسرى ، بخارى.
الرابع : في الاسم المنصوب كقرأت بحثا. ويستثنى ما آخره هاء التأنيث أو همزة مرسومة ألفا أو ألف مقصورة أو ممدودة نحو : ملأت دواة وارتكبت خطأ وصافحت فتى وتركت صفحة بيضاء.
وترسم ياء في موضعين :
الأول : إذاً وقعت ثالثة منقلبة عن ياء في أسم فعل كالهدى والردى ومضى ورمى.
الثاني : إذا وقعت رابعة فأكثر في اسم أو فعل وليس قبلها ياء كملهى ومستشفى وأعطى واسترضى. فإن كان قبلها ياء في اسم علم رسمت ياء حسب القاعدة كيحيى وريي وإلا رسمت ألفا نحو : (يحيا) مضارع و (ريا) رائحة.
كيف يعرف أصل الألف اللينةِ
يعرف ذلك بالتثنية وجمع المؤنث السالم كعصوان ورحيان وعصوات ورحيات. وبالإسناد إلى ضمير الفاعل كدعوتُ ورميتُ. وبالمصدر كعدواً وسَقياً.
(1/147)

شواهد
إني لقد جربت أخلاق الورى ... حتى عرفت ما بدا وما اختفى
وآفة العقل الهوى فمن علا ... على هواه عقله فقد نجا
وإنما المرء حديث بعدهُ ... فكن حديثاً حسناً لمن وعى
والدهر يكبو بالفتى وتارة ... ينهضُهُ من عثرة إذا كَبَا
والحمدُ خير ما اتخذت عُدة ... وأحسنُ الأدخار من بعد التقى
المبحث الثالث
في الهمزة اليابسة
إما أن تكون في أول الكلمة أو في حشوها أو في آخرها.
فإن كانت في أول الكلمة رسمت ألفاً سواء أكانت همزة وصل أم همزة قطع.
وإن كانت في وسط الكلمة فلها أربع حالات : تكتب. على ألف أو واو أو ياء أو منفردة.
فالأولي : ترسم عن ألف إن كانت مفتوحة بعد فتح أو بعد صحيح ساكن كسأل يسأل ودأبَ يذأَبُ.
الثانية : ترسم على واو كانت ساكنة بعد ضم أو مضمومة بعد سكون كمؤمن وأروس. وإذا كانت مفتوحة بعد ضم أو مضمومة بعد فتح كفؤاد ورؤوف.
الثالثة : تكتب على نبرة (بيت ياء) إذا وقعت مكسورة أو بعد كسر أو بعد ياء ساكنة كقائل ومائل وفئة ورئة وبطيئة ومشيئة.
الرابعة : تكتب منفردة على السطر إن كانت مفتوحة بعد ألف كعباءة وملاءة. أو كانت مفتوحة أو مضمومة بعد واو ساكنة نحو : إن وضوءَكَ ضوءُكَ. البحر نوُءُهُ مخيف. وهذان توءمَان.
والمتطرفةُ : تكتب بحسب سكون ما قبلها أو حركته ، فإن كان ما قبلها ساكناً
(1/148)

رسمت منفردة نحو : دفء وبطْء وشيء. وإن كان ما قبلها متحركاً كتبت على حرف مناسب لحركته نحو : جاء امرؤ ، ورأيت امرأ ، ومررت بامرئ.
شواهد
تثاءبَ عمرو إذ تثاءب خالدٌ ... بعدوى فما أعدتني الثؤباء
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ... ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
إذا شئت يوماً أن تسود عشيرة ... فبالحلم سد لا بالتسرع والجهل
ما وهب الله لامرئ هبة ... أحسن من عقله ومن أدبه
ليست يخلو المرء من ضد ولو ... حاول العزلة في رأس الجبل
تقول عركسي وهي لي في عومَره ... بئس امراً لي وأنا بئس المَرَه
تفسير
العرس : بكسر العين الزوجة. العومَرَةُ : الصياح والصَّخب.
المبحث الرابع في الزيادة والحذف
في الزيادة
زيادة الألف : تزاد الألف حشواً وطرفاً. فحشوأ في كلمة (مئة) متصلة بالآحاد كثلاثمائة. فإنه لم تتصل بها تكتب بحسب القاعدة : مئة مئتان مئات مئون مئين.
وطرفا بعد واو الضمير في فعل ماض أو أمر كضربوا واضربوا ، أو مضارع محذوف النون لجازم أو ناصب نحو : لم يعملوا ولن يعملوا. فإن كانت الواو من أصل الكلمة لم تزد الألف كندعو وترجو ويسمو ، وفي التنزيل : {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}.
زيادة الواو : تزادُ الواو حشواً وطرفاً. أما حشواً ففي ثلاث كلمات : أولى وأولئك وأولاء. وأما طرفا ففي اسم عمرو وفرقا بينه وبين عُمَرَ.
(1/149)

زيادة الهاء : تزاد الهاء في الوقف كما في فعل الأمر من اللفيف المفروق لبقائه على حرف واحد نحو : قهْ وعهْ وفي مثل : لمَهْ وفيمهْ.
في الحذف
حذف الألف : تحذف الألف أولاً وحشواً وطرفاً. (فأولاً) من كلمة ابن الواقعة بعد همزة الاستفهام نحو : آبنك هذا ؟. أو بين علمين كأحمد بن فارس. وبعد يا النداء نحو : يا بن الكرام. و (حشواً) في مثل الإله والرحمن وإسحق. و (طرفاً) من ما الاستفهامية إذا دخل عليها حرف جر نحو : لم عمَّ إلام حتام.
حذف الواو : تحذف من الواوات المتكررة تخفيفا نحو : داود طاوس ناوُس.
المبحث الخامس
اسم المفعول من الثلاثي المعتل العين
يصاغ على وزن (مفعول) أو (فعيل) كمصون ومبيع. أصلهما مصوْون ومبيُوع ، حذفت منهما واو المفعول للتخفيف وجيء بضمة قبل الواو وكسرة قبل الياء للمناسبة. ولمعرفة عينه أهي واو ياء ، يقاس على (فعْلة) نحو : ُصغتُ الخاتم (صوغةٌ) ، وخاط الثوب (خيطة). وإن كان الفعل متعدياً لم يحتج إلى حرف جر. أما اللازم فيحتاج إليه وإلى ظرف. تقول : مسبح معوم فيه. وسورٌ
مطوف حوله. وضرر محيدٌ عنه. ونفع مميل عنه. وإليك أمثلة على ذلك :
من ذوات الواو
موضع مؤوب إليه ، أي مرجوع إليه. عمل مثوب عليه. لبن مشوب أي مخلوط. أمر مسوغ فيه. منزل مروح إليه. عدوٌ منوح عليه. الرجل مسود من السيادة. ملاذٌ معوذٌ





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 10:22 PM
المشاركة 47
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(1/150)

به. هو مجور عليه ، البناء مدور حوله. الجاسرُ مجوزٌ. البساط مدوسٌ. الشعب مسوس من السياسة. ماء مخوض. فرس مروض من الرياضة. الطعام مذوق. الجواد مسوق. كلام مقول. خطب مهول. المحسن مروم. المذنب ملوم.
من ذوات الياء
الحكم مجئ إليه ، الجميل مشئ أي مراد. الرجل مريب من الريب. الشيخ مهيب ، أسد مهيج. حصن مشيد. طبي مصيد. عدو مكيد به. الدرب مسير فيه. الرجل مسير به. أمر محيصٌ عنه أي معدول فيه. الحوض مفيض. الجناح مهيض أي مكسور بعد
جبر. الثوبُ مخيط. الرجل مضيف والبُر مكِيل.
المبحث السادس
وزن (مفعول) من الصفات
أجمع المحققون ، على أن وزن (مفعول) للصفات لا يجمع جمع تكسير (مفاعيل). بل جمعه سالم. فالمذكر يجمع بواو ونون ، والمؤنث بألف وتاء. فيقال في جمع : مشهور ومأمون ومسؤول : مشهورون ومأمونون ومسؤولون ، ومشهورات ومأمونات ومسؤولات. وقد سمع شذوذاً من مثل ملعون وميمون ومشؤوم ومسلوخة : ملأعين وميامين ومشائيم ومساليخ ، ولكنه غير مقيس.
فائدة
قال ابن حني في الخصائص : إذا تعارض السماع والقيام نطقت بالقياس على ما جاء عليه نحو : استحوذ واستنوق الجمل واستتيست الشاةُ.
(1/151)

القسم الثاني
بلاغة وعروض
البلاغة
معان ، بيان ، بديعٌ
المعاني
الخبر والإنشاء. الذكر والحذفُ
التقديم والتأخير. الإيجاز والإطناب
البيان
تمهيد وتعريف. التشبيه وأقسامه
المجاز وأقسامه. الكناية وأنواعها
البديع
محسنات معنوية. محسنات لفظية
(1/153)

توْطئةٌ
البلاغة والجمال
البشرُ يهوى الجمال ويتوخاه في آثار الطبيعة كما يتحراه في آثار الفكر ، فالأول يبدو في آثار الكون وما فيه من تنوع وانسجام. والثاني ينبثق من العقل و يبرزهُ الفنُّ.
يرى أحدنا منظراً حسناً فيروقُهُ جملة لكنه يغفل عن دقائقه ، فإذاً صورة مصور حاذق وأسبغ عليه من فنه ما يوائمه من ألوانه ويلائمه من ظلال برز لنا في غاية الرواء والجمال.
ويمر الملأ بأشجار الصفصاف على ضفاف النهر فلا يفطنون إلى ما يكمنُ فيها من جمال حتى يصفها الشاعر بقوله :
وتُرخي علينا للغصون ذوائباً ... يسرحها كف النسيم بلا مشط
ولما شاهد أحمد شوقي مغاني دمشق وما يكتنف برداها من أفنان وارفةٍ وأطيار ساجغة ومناطر ساحرة أخذته هزةُ الطرب وأضفى عليها من روعة فنه ودقة وصفه ما أكسبها بهاء على بهاء وجمالاً على جمال فقال :
دخلتها وحواشيها زمردة ... والشمس فوق لجين الماء عقيانُ
جرى وصفق يلقانا بها بردى ... كما تلقاك دون الخلد رضوان
والحور في دمر أو فوق هامتها ... حور كواشف عن ساق وولدان
وربوة الواد في جلباب غانية ... الساقُ كاسيةٌ والنحر عريانُ
(1/155)

والطير تصدحُ من خلْف العيون بها ... وللعيون كما للطير ألحان
وقد صفا بردى للريح فابترذتْ ... لدي ستورٍ حواشيهن أفنان
وفي يوم قائظ لأذ شاعر أندلسي بوادي (آش) ينعمُ بظله الظليل أهوائه البليل ومائه السلسبيل فجادت قريحته بما هو أرق من النسيم وأنعُم من النعيم فقال :
وقانا لفحة الرمضاء واد ... سقاهُ مضاعف الغيث العميمِ
حللنا دوحَهُ فحنا علينا ... حنو المرضعات على الفطيم
وأرشفنا على ظمأ زلالاً ... ألذ من الُمدامة للنديم
يصدُّ الشمس أنى واجهتنا ... فيحجبها ويأذن للنسيم
تروعُ حصاهُ حالية العذارى ... فتلمس جانب العقد النظيم
أما البحتري فقد وصف الربيع بما يشبهُ الدر ويحكي السحْر ، فمثلهُ فتى وسيماً باسماً مائساً يهمُّ بالكلام فقال :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً ... من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النوْرُوز في غسق الدجى ... أوائل ورْد كن بالأمس نوَّما
يُفتقُها بردُ الندى فكإنما ... يبث ُّحديثاً كان قبل مكتَّما
هذه أمثلة من ومضات العقل ولمسات الفن. والوصول إلى تذوق أمثالها يكون بمعرفة علوم البلاغة فإنها تهب دارسها ملكة تهديه إلى مواطن الجمال في آثار الفكر من نظم ونثر ، وترشده إلى تخير الألفاظ الحسنة والمعاني الشريفة حتى يبلغ بالمران ما يرومُهُ من لذاذةٍ فما يقرأ أو يكتب أو ينظم.
* * *





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 10:24 PM
المشاركة 48
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(1/156)

عُلوم البلاغةِ
هي من أجل علوم العربية قدراً ، وأجزلها نفعاً ، بها يظهر إعجاز القرآن وتُجلي عرائس البيان ، وبفضلها يهْتدى إلى حسْن اللفظ وجودة الوصف ولطف الإشارة وحسن الاستعارة. فإذا كان اللفظُ فصيحاً والمعنى شريفاً صنع في القلوب صنيع الغيث في التربة الكريمة.
قال أحد البلغاء : لا يوصف الكلام بالبلاغة حتى يتسابق لفظُهُ معناه ومعناه لفظهُ فلا يكون لفظهُ إلى سمعك أقرب من معناه إلى قلبك.
وقال الأصمعي : البليغ من طبَق المفصِل وأغناك عن المفسَّر.
وقال أحمد بن سليمان : أحسن الكلام ما لا تمُجُّهُ الآذان ، ولا تتعبُ فيه الأذهانُ.
ولابدّ لطالب البلاغة من معرفة النحو والصرف واللغة والعروض ، وأن يكون ذا ذوق سليم يهتدي به إلى تخير الألفاظ الفصيحة والمعاني الشريفة.
وعلوم البلاغة ثلاثة : المعاني والبيان والبديع.
* * *
(1/157)

المعاني
الخبر والإنشاء. الذكر والحذف
التقديم والتأخير. الإيجاز والإطناب
(1/159)

علم المعاني
هو قواعد يُعرفُ بها مطابقة الكلام لمقتضى الحال. وخيرُ الكلام ما شاكل الزمان. وفي المثل : (لكل مقام مقالٌ) ، وملاكُ الأمر في هذا العلم أن تكون الكلمة مأنوسة غير غريبة ولا متنافرة الحروف ، وأن يكون الكلام المركب وحسن التأليف منرها عن التعقيد لا يحوج سامعة إلى كدَّ ذهن وإعمال فكْر. فخيرُ الكلام ما لا تمجُّه الآذان ولا تتعبُ فيه الأذهان.
وفي رأي المأمون : "هو ما فهمتهُ العامةُ ورضيتهُ الخاصةُ".
ومن أبوابه : الخبرُ والإنشاء ، والذكر والحذفُ ، والإيجاز والإطنابُ.
الخبرُ والإنشاءُ
الخبرُ : ما يحتمل الصدق والكذبَ. فإن كان واقعا فهو صدق وإلا فكذب. والخبر من حيثُ تقبلهُ وإنكارهُ ثلاثة أنواع : ابتدائي وطلبي وإنكاري.
فالابتدائي يُلقى من غير توكيد.
والطلبي يؤكد بمؤكد واحدٍ.
والإنكاري بمؤكدين أو أكثر بحسب درجة التردُّد.
ويكون التوكيد بإن وأن وأحرف التنبيه ولام الابتداء والقسم وقد والحروف الزائدة. تقول : أخوك قادم ، إنه أخاك قادم ، إنهُ لقادم. والله إنه لقادمٌ.
الإنشاء : ما لا يصح أن يُقال لقائله إنه صادق أو كاذب. ويكون بالأمر والنهي
(1/161)

والاستفهام والتمني والتعجب والنداء نحو : أحفظ لسانك. ولا تؤذ جارك. وما أحسن الوفاء. ويا أيها الرجل.
شواهد
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
لا تنهَ عن خلقِ وتأتي مثلهُ ... عار عليكَ إذا فعلتَ عظيم
ليت الكواكبَ تدنو لي فانظمها ... عقود مدح فما أرضى لكم كلمي
الذكرُ والحذفُ
الذكر : الأصل في تركيب الجملة أن يذكر المسند إليه والمسند إذا لم تقم قرينة تدل عليه وإلا كان الكلام غامضاً. ويحسن ذكر أحدهما إذا وجدت قرينة لدواع بلاغيةٍ تزيد الكلام حسناً وبهاء كالفخر والمدح والرثاء والتلذذ.
الفخر :
وإني لحُلو تعتريني مرارةٌ ... وإني لتراك لما لم أعود
كررّ هنا المسند إليه (وإني) للفخر.
المدحُ :
فعباسٌ يصد الخطب عنا ... وعباس يجيرُ من استجارا
كرر اسم (عباس) مبالغة في المدح.
الرثاء :
أعينيَ جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجرئ الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا
كررتْ الخنساء (ألا تبكيان) توكيداً للتفجع.
(1/162)

التلذذ :
بالله يا ظبيات القاع قُلْن لنا ... ليلاَي منكن أم ليلى من البشر
كرر اسم (ليْلى) تلذذا.
ومثلهُ :
سقى الله نجداً والسلام على نجد ... ويا حبذا نجد على القرب والبعد
الحذفُ : من محاسن اللغة العربية أن بلاغة القول أحياناً تكون بحذف أحد ركني الجملة كقولك : فلان يأمر وينهي. أي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. فلو أظهرت المحذوف هنا لنزل قدر الكلام. ومن أروع أمثلة الحذف ما جاء بسورة القصص (23) بصدد التقاء موسى ببنتي شعيب وهو : {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ (1) وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ (2) قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي (3) حَتَّى يُصْدِر َ (4) الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا (5)}.
(1) يسقون مواشيهم (2) تذودان أغنامهما (2) لا نسقي أغنامنا (4) يصدر
الرعاة مواشيهم (5) فسقى لهما أغنامهما.
ومن دواعي الحذف : المدح والذم والاحتقار والخوف منه والعلم به.
المدح :
لسنٌ إذا صعدِ المنابر أو نضا ... قلما شأى الخطباء والكُتَّابا
حذف هنا المبتدأ أي (الممدوح) تعظيماً لشأنه.
(1/163)

الذم :
حريص على الدنيا مضيع لدينهِ ... وليس لما في بيته بمضيع
حذف المبتدأ أي (المذموم) استنكاراً لبخله.
الاحتقار :
لئن كنت قد بلغتَت عني وشايةٌ ... لمبلغكَ الواشي أغش وأكذبُ
لم يذكر المسند إليه احتقاراً لشأنه.
الخوف منه :
نبئْتُ أن أبا قابوس أوعدني ... ولا قرار على زأرٍ من الأسَدِ
كنى عنه خوفاً من شره
العلمُ به :
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ لدى الوغى ... ولا فرسي مهر ولا ربهُ غُمرً
حذف الآسر للعلم به.
تفسير
الندى : الجود. اللسن : الفصيح البليغ. نضا السيف : ستلهُ. شأي : سبَقَ. الغمر : بالضم من لم يجرب الأمور. أوعد : وعدَ بالشر.
التقديم والتأخير
التقديم والتأخير : ولما كانت الألفاظ قوالب المعاني وكان بعضها أكثر دلالة على المعنى من غيره حسن تقديم ما حقهُ التأخير من ركني الجملة؛ لأن تقديمه يرمي إلي مطابقة الكلام لمقتضى الحال.
ومن أغراض هذا الباب : التخصيص. وسلب العموم. وعموم السلب ، والتعجبُ الإنكاري. والتشويق إلى المتأخر.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 10:25 PM
المشاركة 49
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(1/164)

التخصيص :
لك القلم الأعلى الذي بشباته ... تصاب من الأمر الكلي والمفاصلُ
وخصص هنا الممدوح دون سواه بالقلم البليغ.
سلب العموم : والمراد به تقديم أداة النفي على أداة العموم كقولك : "ما كل ما يعلم يقال" أي : لا يعلم كل القول بل بعضه. ومنه قول المتنبي :
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
قدم أداة النفي على (كل) يريد : لا يدرك كل ما يتمناه بل تعضه.
عموم السلب : والمراد به تقديم العموم على النفي كقولك : "كل ما يقوله الخضم غير صحيح" أي : جميع أقواله غير صحيحة. ومنه قول الشاعر :
قد أصبحت أم الخيار تدعي ... على ذنباً كلهُ لم أصنع
قدم أداة العموم (كلهُ) على أداة النفي (لمْ) أي كل ذلك لم يصنًعْ.
التعجب الإنكاري :
أعندي وقد مارست كل خفيةٍ ... يصدقُ واش أو يخيبُ سائلُ
قدم (أعندي) على (يصدق) تعجباً واستنكاراً.
التشويق إلى المتأخر :
ثلاثة ليس لها إياب ... الوقت والجمالُ والشبابُ
قدم الخبر وأخر المبتدأ تشويقاً إلى المتأخر.
تنبيهٌ
ثمة مسألة يحسن الانتباه إليها وهي الفرق بين وجوب النفي ونفي الوجوب.
فتفي الوجوب : أن يتقدم النفي على الوجوب نحو : لا يجبُ أن يضربَ الغلام.
ووجوب النفي : أن يتقدم الوجوب على النفي نحو : يجب أن لا يضرب الغلام.
(1/165)

ففي المثال الأول نفي وجوب الضرب وإباحة جوازه.
وفي المثال الثاني إثبات وجوب عدم الضرب ومنع جوازه.
الإيجاز والإطنابُ
كانت العرب توجز تارة وتسهب تارة. ولكل من النوعين مكان يليق به وموضع يحسن فيه. فالاقتضاب يكون عند البداهة. والإطناب يكون يوم الغزارة. وسئل أبو عمرو بن العلاء : هل كانت العرب تطيلُ ؟ قال : نعمْ ، ليسمع منها. وسئل : هل كانت توجز ؟ قال : نعم ، ليحفظ عنها. ومدارُ الأمر على الإفهام والتفهيم ، وخير الكلام ما شاكل الزمان.
الإيجاز : هو تأدية المعنى بعبارة ناقصة عنه فرب قليل يغني عن الكثير. وهذا الباب دقيق المسلك ، لا يرتقي إليه إلا ذوو الفصاحة والزّكن. قال أحد النقاد : "أحسن الكلام ما كان قليلة يُغنيك عن كثيره ومعناه في ظاهر لفظه".
ومن فوائد الإيجاز حسن التخير ودقة التفكير وتقريب الفهم وتسهيل الحفظ. وأكثر ما يوجد الجيد منه في آي الذكر الحكيم وحديث الرسول الكريم وخطب البلغاء ، وأقوال الحكماء وفي أمثالهم السائرة ، قال تعالى : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ، وقال : {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} ، وقال : {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} ، وفي الحديث الشريف : "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". ومن كلام الإمام علي : "قيمة
كل امرئ ما يحسنُ". ومن كلام أكثم بن صيفي : "الصدق منجاة والكذب مهواة ، والحزم مركب صعبً والعجز مركب وطيء. آفة الرأي الهوى ، من شددَ نفر ومن تراخى تألف. رب قول أنقذ من صوْل". ومن أقوال البلغاء : "المرء بأصغريه قلبه ولسانه. حسبك من شر سماعه. أنجز حر ما وعد. الشرط أملك عليك أم لك. من صدقت لهجته وضحت حجته. الليل أخفى للويل. القتل
(1/166)

أنفى للقتل. إن البلاء موكل بالمنطق. لسانك سبعُك ، إن قيدتهُ حرسكَ وإن أطلقتهُ افترسك. سلامة الإنسان في حفظ اللسان. خلفُ الوعد خلق الوغد". ومن أمثال العرب : "يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق".
الإطناب : هو تأدية المعنى بعبارة تزيد عن مع وفائها بالغرض وإلا عد تطويلاً. ومن فوائده أنه يثبت المعاني في الذهن ويكسبُها رونقاً وجمالاً كالوردة لا يبدو للناظرين حسنُها إلا بعد أن يتفتق كمها. قال تعالى على جهة التفصيل : {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}. وللبحتري في هذا المعنى جولات لطاف منها قوله :
تردد وفي حقلي سُؤدد ... سماحاً مرجى وبأساً مهيبا
فكالسيف إن جئته صارخاً ... وكالبحر إن جئته مستثيبا
وقوله على جهة التثميل :
دنوت تواضعاً وعلوت مجداً ... فشأناك انخفاض وارتفاعُ
كذاك الشمسُ تبعد أن تسامى ... ويدنو الضوء منها والشعاع
وقوله :
ذات حسن لو استزادت من الحسـ ... ـن إليه لما أصابت مزيدا
فهي كالشمس بهجة والقضيب اللدنِ قداً والرئم طرفا وجيدا
وللجاحظ في رسائله المشهورة وفي فواتح كتبه إسهاب مستعذب كقوله في مستهل كتابه (البيان والتبيين) : "اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل. ونعوذ بك من التكلف لما لا نحسن كما نعوذ بك من العجب بما نحسنُ. وقديما تعوذوا بالله من شرهما وطلبوا السلامة منهما".
* * *





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-28-2011, 08:40 AM
المشاركة 50
غادة قويدر
أديـبة وشـاعرة سـوريـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أ . منى شوقي غنيم

ما أجمـــــــــــلهُ هنـــــــــــا.!!
بارك الله فيكِ ..
وجعلها في ميزان حسناتك
كتابٌ قيّم ومفيد جدا
سلمت الأيادي سيدتي


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب النحو الواضح في قواعد اللغة العربية ثريا نبوي منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 5 10-26-2022 08:29 AM
من أرقى كتب الأدب والبلاغة الإنشاء ( جواهر الأدب ) ناريمان الشريف منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 54 01-19-2021 11:23 PM
سـلسـلة في قواعد اللغة العربيــــة ناريمان الشريف منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 76 12-31-2020 09:12 PM
اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب ( علم العروض ) منى شوقى غنيم منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 8 06-19-2012 07:50 AM
اللباب في قواعد اللغة ( علم البيان ) منى شوقى غنيم منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 7 06-01-2012 07:01 AM

الساعة الآن 04:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.