قديم 03-18-2011, 05:15 PM
المشاركة 201
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي



المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (35)




صَحْوَةُ الوَجْدِ





لَكِ الدَّلالُ ولي شوقي وتَهيامي
يا وردةً ضمَّختْ بالعطرِ أيامي


لَكِ الدَّلالُ ولي قلبٌ حلفتُ بهِ
ألَّا أحبَّ وجُرحي غيرُ مُلْتَامِ


حتى رأيتُكِ فاستثنيْتُ يا قدري
هوىً بَرئتُ به من كلِّ أسقامي


وكنتُ قبلَ هواكِ الحلوِ يجرفُني
وهمٌ زرعتُ عليهِ روضَ أحلامي


* * *

يا صحوةَ الوجدِ بعد اليأسِ لا تَدعي
لغيرِ عينيكِ آفاقاً لإلهامي


وحدِّثيني بلا خوفٍ ولا خجلٍ
أو .. فاهمسي في عيوني همسَ نمَّامِ


إنِّي أحبُّ حديثَ الحبِّ تنقلُه
عيناكِ يسألُ عن شدوي وأنغامي


* * *

أنا الهزارُ وكم أنشدتُ قافيةً
من سِحرِ عينيكِ تُغري الخمرَ بالجامِ


وأنتِ خمري فهاتي الكأسَ مُترَعةً
وأسكريني أُبدِّدْ كلَّ آلامي


إنِّي أحبُّكِ يا أحلى هوىً نَسَجَتْ
شباكَهُ من دُجى عينيكِ أقلامي


فقرِّبيني إلى عينيكِ واقتربي
من مُقلتيَّ وهاتي ثغرَكِ الظامي


وأشعليني على التَّحنانِ واشتعِلي
لا تحفلي يا ندى رَوضي بلُوَّامِ


عُمْرُ السعادةِ رهنٌ في مواصلةٍ
لا تقطعيها بتسويفٍ وإحجامِ


لا تسمعي لعَذولٍ ناصحٍ فمتى
كان العذولُ نَصوحاً غير هدَّامِ


وأنتِ لؤلؤةٌ أسرارُها خَفِيَتْ
عنِ المُحبِّين في بحرِ الهوى الطَّامي


وسوفَ يَجلوكِ للعُشَّاقِ شاعرُهُمْ
حُسْناً فريداً تحدَّى كلَّ رسَّامِ


فأقبلي يا ضياءَ العمرِ مُشرقةً
كليلةِ القَدْرِ تمحو كلَّ آثامي





1988




قديم 03-18-2011, 07:46 PM
المشاركة 202
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (36)



اسْتِغْفَار





مرَّتْ بمجلسِنا والطيبُ ينتشرُ
عذراءُ يسكرُ فيها الدّلُّ والخَفَرُ


تهفو لعالَمِ آمالي يداعبُها
حُلْمُ الوصالِ ووجدٌ عارمٌ حَذِرُ


ضمتْ جناحينِ من حبٍّ ومن أملٍ
وقلبُها من كرومِ الشوقِ يعتصرُ


أحنو وتحنو كلانا هائمٌ ولنا
فيما نعاني وقد جُنَّ الهوى عُذُرُ


في مُقلتيها حنينٌ عاطرٌ أَلِقٌ
عند اللقاءِ بجفنِ السحرِ يستترُ


أحسُّها بدمي تجري مؤجِّجةً
روحي فتسكرُ من صهبائها الفِكَرُ


طارحتُها الشوقَ في خوفٍ وفي حذرٍ
فطارحتْني هواها وانجلتْ صُورُ


وغرَّدَ الحبُّ في قلبي يداعبُه
سحرُ العيونِ وظلُّ الهُدبِ والحَوَرُ


* * *

حبيبتي أنتِ .. يا الله .. كم رقصتْ
في جانحيَّ المُنى كم صفَّقَ القدرُ


كم رفَّ في مُقلتيَّ اليومَ من حُلُمٍ
وكم صحا في عروقي موسمٌ عَطِرُ


هاتي يديكِ .. تعالَيْ ننطلقْ فلنا
معارجُ الشمسِ درباً والسَّنا سُرُرُ


هاتي يديكِ .. فهذا الكونُ أجمعهُ
ملكٌ بكفِّي وأنتِ الشمسُ والقمرُ


وأنتِ .. أنتِ حياتي .. أنتِ خالقتي
أنتِ التي في هواها أزهرَ العُمُرُ


هاتي عيونَكِ هاتي منكِ كأسَ طِلاً
فخمرةُ الوصلِ من نهديكِ تُعْتَصرُ


إنِّي عشقتُ بكِ الإخلاصَ فالتمِسي
عذراً لأيامِ هجري إنَّني بشرُ


اليومَ عُدتُ بلا ذنبٍ يُدنِّسُني
بضوءِ عينيكِ يا عينيَّ أعتمِرُ


كلُّ الذُّنوبِ وقد وافيتِني لَمَمٌ
والكفرُ أصبحَ في عينيكِ يُغْتَفرُ




1985




قديم 03-18-2011, 07:49 PM
المشاركة 203
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (37)



حُبِّيْ وأَوْزَاري




أحببتُها سرَّاً وأخفيتُ الجوى
كي لا يقالَ يحبُّها ويذوبُ


وحضنتُ أحلامي التي ربَّيتُها
عشراً فشبَّتْ والفؤادُ يشيبُ


حتى إذا اكتنَزتْ وحانَ قطافُها
صَعُبَتْ وأفلحَ بالقطافِ غريبُ


وأنا الذي روَّيتُها بمدامعي
أَعصي فؤادي مرةً وأُنيبُ


في كلِّ يومٍ قصةٌ فغرامُها
عبرَ السنينِ محبَّبٌ وعجيبُ


* * *

كانتْ تعاتبُني إذا خاصمتُها
يوماً وتقسو والعتابُ يطيبُ


وتلوذُ بالأصحابِ تخطبُ ودَّهمْ
كيما أعودَ لروضِها وأثوبُ


وأنا أراوغُها وأُمعِنُ بالجفا
وأصدُّ عنها والصدودُ مريبُ


لم أعترفْ يوماً لها بعواطفي
وعواطفي رغمَ الخفاءِ لهيبُ


وأُغازلُ الغيدَ الحِسانَ سفاهةً
فتصدُّ عني فترةً وتؤوبُ


ولَكَمْ خلوتُ بها لتسعدَ باللِّقا
لكنَّ آمالَ اللقاءِ تخيبُ


* * *

كانتْ تُصافيني وتَصدقني الهوى
وتخالُ أنِّي في الغرامِ كَذوبُ


تبكي لديَّ فلا الدموعُ شوافعٌ
عندي ولا دمعي العصيُّ يُجيبُ


وتقولُ لي بتدلُّلٍ وتذلُّلٍ
هل لي بقلبكَ يا حبيبُ نصيبُ


أضنيتَني وملَكتَني وسحرْتَني
وجميعُ إحساني لديكَ ذنوبُ


فأَضيقُ بالكتمانِ يصرعُني الجوى
فيُجيبُها قلبي فدتكِ قلوبُ


كُفِّي عتاباً يا حبيبةُ إنَّني
سأتوبُ عن صدِّي نعم سأتوبُ


قسماً بحبِّكِ ما قَليتُكِ إنَّما
داريتُ عنكِ وخافقي مصلوبُ


قسماً بعينيكِ ابتهالي للهوى
وجميعُ أوزاري إليكِ دُروبُ


أهواكِ يا نبعَ الوفاءِ ومَوْسمي
من نهرِ حبِّكِ بالضياءِ خصيبُ


أهوى احتراقي في هواكِ فإنَّهُ
قدرٌ عليَّ مُسطَّرٌ مكتوبُ


فَتَبشُّ راضيةً ويشرقُ وجهُها
وتقولُ عطفكَ يا حبيبُ طبيبُ


سأَظلُّ عابدةً بمحرابِ الهوى
ولَوَ انَّني أُكوى بهِ وأذوبُ





1989




قديم 03-19-2011, 04:29 PM
المشاركة 204
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (38)





رَجْعُ الصَّدَى





تهنئةٌ لأستاذي الكريم الأديب
الكبير عبد الرزاق الأصفر
بمناسبة وصوله سنّ المعاش
أطالَ الله عمره






من الأزهارِ أقتطفُ المعاني
ومن قلبي أزفُّ لك التهني


وأرجو اللهَ أن يُبقيكَ ذُخراً
لأصحابِ البلاغةِ والبيانِ


فأنتَ أريبُنا في كلِّ رأيٍ
وأنتَ أديبُنا في كلِّ آنِ


وأنتَ الدُّرُّ في بحرِ المعاني
عليهِ نغوصُ في لُجَجِ الجمانِ


يراعُك مُسكِرُ النفَحاتِ ثرٌّ
كينبوعٍ تفجَّرَ في المغاني


جرى يهبُ الحياةَ فكانَ رُوحاً
وريحاناً تضوَّعَ من جنانِ


فأبدعَ في مغازلةِ القوافي
وأدهشَ في مُساجلةِ الكمانِ


وحلَّقَ بالعقولِ على جناحٍ
فأغرى الناسَ من قاصٍ ودانِ


وزوَّدني بآلافِ الدَّراري
فأجرى المُعجزاتِ على لساني


* * *

" أبا حَسَنٍ " أهنِّئُ فيكَ نفسي
فكرمُكَ قد تعتَّقَ في دناني


فمنكَ أضأتُ قنديلَ القوافي
وعنكَ قَبستُ أسرارَ المعاني


وبين يديكَ كم صلَّيتُ حتى
تجلَّى الشعرُ في ثوبِ افتتانِ


فكم أصغيتُ في لَهَفٍ وشوقٍ
إليكَ وأنتَ تنقشُ في جَناني


عرفتُ بكَ المعلِّمَ والمُربِّي
ونابغةَ الزمانِ على الزمانِ


زمانَ حَضَنْتَنا طُلَّابَ علمٍ
نسيرُ على هُداكَ إلى الأماني


وها أنا ذا أصوغُ لك القوافي
مُتوَّجةً بتاجِ العنفوانِ


ترقُّ حروفُها وتهيمُ نشوى
إذا أجرى جداولَها بَناني


وإنْ عزَّتْ عليَّ نذرتُ روحي
لأجعلَها تَفجَّرُ في كياني


لقد علَّمتني معنى التحدي
إذا ما الدهرُ أمعنَ بالحرانِ


أموتُ ببردِ أحلامي وأحيا
إذا سعَّرتُها في مِهرجانِ


وأجفو الموبِقاتِ لعلَّ نَحْسي
يُجافيني ولكنْ ما جفاني


يريشُ ليَ السهامَ فأتَّقيها
بآمالي وأسخرُ من زماني


* * *

" أبا حَسَنٍ " وتقفزُ في خيالي
ألوفُ الذكرياتِ بلا عنانِ


فألمحُ بارقاً في كلِّ ذكرى
يَرُدُّ الروحَ يَخطُرُ في ثواني


يُذكِّرُني بما أغنى شبابي
وأورثني الشجاعةَ في الطِّعانِ


ولقَّنني فنونَ القولِ حتى
سموتُ على البلابلِ بامتحانِ


أَصولُ بمُرهفِ الحدَّينِ عُجباً
وأخطرُ بالمُثقَّفِ واليَماني


أُفرِّقُ جمعَ أعدائي بشعري
وأَجذبُهم إليَّ بصَولجاني


وأتركُهم ورائي لا أُبالي
بمن أثنى عليَّ ومن هجاني


تَرصَّدني الظَّلومُ لصبِّ حقدٍ
ولم يَعن الأذلَّةَ بل عناني


وحمَّلني المُخاتلُ وِزرَ غيري
فلم أرقدْ على سُرُرِ الهوانِ


تحدَّيتُ المخاطرَ والمنايا
وهدَّمتُ المغاورَ والمباني


وأرهفتُ اليراعَ وذُدْتُ فيهِ
فكانَ الشعرُ أنفذَ من سِنانِ


* * *

" أبا حَسَنٍ " برغمِ سموِّ نفسي
أعاني من زمانيَ ما أُعاني


شجوتُ العاشقينَ بنايِ شعري
ونايُ الحِبِّ أخرسَ من شجاني


فكم دغدغتُ أحلامَ العذارى
بما أبدعتُ من غُرَرٍ حِسانِ


وترجمتُ المواسمَ في بلادي
فكانَ الشعرُ أصدقَ ترجمانِ


فلي نايٌ يُذيبُ الصخرَ وجداً
ببُحَّتِهِ ويغدقُ بالحنانِ


أراهُ لديَّ مِطواعاً عصيَّاً
ولكنْ في الملاحمِ ما عصاني


أُقلِّبُه على شفتيَّ حُبَّاً
فينطقُ والعيونُ له روانِ


فشعري منكَ رَجْعُ صدىً وما لي
بما نضَّدتُ من دُرَرٍ يدانِ




9-8-1995




قديم 03-19-2011, 04:32 PM
المشاركة 205
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (39)





لَيْلَةُ القَدْرِ




عيناكِ يا حلوةَ العينينِ بوحُهما
أشهى من الروحِ إنْ رُدَّتْ إلى الجسدِ


يظلُّ يجذبُني شوقٌ لسحرِهما
يُوري حنيني ولا أَقوى على الجَلَدِ


كتبتُ عينيكِ في سِفرِ الهوى سُوراً
خلَّدتُها في ضميرِ العشقِ للأبدِ


جدلتُ هُدْبَهُما وزناً وقافيةً
وصورةً ببيانٍ مُشرقٍ وندي


فما قرأتُ على السُّمارِ واحدةً
إلا وأمعنَ فيكِ الناسُ بالحسدِ


فلْتَعلمي بعد عشرٍ من عِجافِ هوىً
أني كتمتُ لكِ الأشواقَ في كَبِدي


كتمتُها وبودِّي أنْ أبوحَ بها
لكنَّني خائفٌ من حاضري وغدي


أخافُ من ردِّكِ المجهولِ يقذفُني
إلى المتاهاتِ في أُرجوحةِ الكمد


* * *
عيناكِ أُنشودتا حبٍّ وليلُهما
ليل المحبِّ مع الأفكارِ والسَّهدِ


تحيَّرَ الدمعُ في جَفنيهما زمناً
كما تحيَّرَ هذا البوحُ في خَلَدي


فرُحتُ أجمعُ أشواقي أُنمْنِمُها
شعراً وأنثرهُ كالعطرِ والشَّهَدِ


* * *

أَجنُّ يا حلوةَ العينينِ في وَلَهٍ
لمُقلتيكِ حنينَ الأمِّ للولدِ


أرى ابتسامَ الأماني في ضيائهما
وليلةَ القدرِ بين الدَّلِّ والغَيَدِ


* * *

حبيبتي يا احتراقي في هوىً شهقتْ
نيرانُه لا تزيدي النارَ واتئدي


لكِ الدلالُ ولي في الحبِّ أغنيةٌ
تزهو بثوبِ القوافي البِكرِ في صَيَدِ


فعلِّليني بمعسولٍ على شَفةٍ
كبُرعمِ الوردِ لم تَمسَسْه أيُّ يدِ


كنزُ الجمالِ فؤادُ الصبِّ يرصدُه
فكيف إنْ كانَ قلبُ الشاعرِ الغَرِدِ




1986



قديم 03-19-2011, 04:34 PM
المشاركة 206
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (40)




احْترَاقُ الوَعْدِ




بلهيبِ الموعدِ أحترقُ
ويُحطِّمُ أعصابي القلقُ


وأُكذِّبُ صادقَ إحساسي
وببابِ الوعدِ ألتصقُ


وتمرُّ دقائقُ من عمري
بدخانِ شعوري أحترقُ


* * *

بلهيبِ الموعدِ آمالي
تَزْوَرُّ كشمسِ الآصالِ


فأغادرُ مملكةَ اللُّقيا
واليأسُ يُقطِّعُ أوصالي


وأعضُّ بَناني من ندمٍ
وأُمارسُ لهوَ الأطفالِ

* * *


بلهيبِ الموعدِ مصباحي
يهفو لصريرِ المفتاحِ


ويطلُّ الفجرُ يعاتبُني
فأَهبُّ أُحطِّمُ أقداحي


وأُمزِّقُ أوراقي الظَّمأى
لجنونِ الشِّعرِ وإفصاحي




1999



قديم 03-19-2011, 07:39 PM
المشاركة 207
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (41)



لا تَعُوْدِي إِلَيَّ




عفوَ عينيكِ إنْ قتلتُ شجوني
فلقد ماتَ في في هواكِ جُنوني


أين نارُ الغرامِ تُلهبُ روحي
في جحيمِ النوى وعصْفِ الظنونِ ؟


أين جرحُ الإباءِ ؟ مات خضوعي
ماتَ وجدي وقد دفنتُ أنيني


كُنتِ ناراً تشبُّ في كلِّ عرقٍ
من عروقي وجمرةً في عيوني


كُنتِ في أحرفي نداءً حزيناً
سطَّرتْهُ مخاوفي وشجوني


كُنتِ لحناً عزفتُه بضميري
مستمِرَّاً على مدارِ السنينِ


كنتِ .. ما كنتِ غيرَ بؤرةِ وهمٍ
أبعدتْني شكوكُها عن يقيني


فتلاشى الرجاءُ بعد صراعٍ
بين زَيفِ الهوى ووجدٍ دفينِ


* * *

يا سحابَ الرجاءِ أمطرتَ يأساً
أغرقَ الوهمَ باليقينِ المُبينِ


يا سحابَ الرجاءِ في أُفْقِ وهمي
كيف تمضي على الخداعِ اللعينِ


يا سحابَ الرجاءِ بين ضلوعي
أورقَ اليأسُ بعد موتِ ظنوني


بعد عشرٍ قضيْتُهُنَّ عِجافٍ
كنتُ أخفي خيالَها بجفوني


بعد عشرٍ من الجمودِ تَلوَّتْ
تنفثُ السمَّ في سُلافِ حنيني


* * *

أنتِ .. يا أنتِ .. اِسمعي كيف أضحى
ضوءُ عينيكِ ظُلمةً في عيوني


روَّعتْني أنيابُكِ الزُّرْقُ حتى
صارَ في الحُلْمِ خوفُها يعتريني


فاذهبي للجحيمِ لستِ ملاكاً
أنتِ وجهٌ مُقنَّعٌ بالفُتونِ


لا تعودي إليَّ ..لا .. لا تعودي
واحرقي كلَّ قطعةٍ من فنوني


اِحرقيها على لظى الهجرِ حقداً
اِحرقيها على النداءِ الحزينِ


واشربي كلَّ قطرةٍ من دمائي
في غرورٍ وبعدها مزِّقيني


فإذا متُّ يا (....) فَغنِّي
واشربي الكأسَ وارقصي والعنيني


واحرقيني من بعدِ موتي فإنِّي
أُحرقُ الأمسَ في غدٍ يرتجيني


أنتِ بعدي بقيَّةٌ من بقايا
ذكرياتٍ بطيبها كفِّنيني




1976



قديم 03-19-2011, 07:41 PM
المشاركة 208
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (42)




هَاتِي يَدَيْكِ




أحبُّ عينيكِ يُغريني بريقُهما
إنِّي بليلِهما أيقظتُ أحلامي


إذا نظرتِ إلى عينيَّ طالعَني
وجدٌ تألَّقَ في شعري وأنغامي


فأسهرُ الليلَ مجنونَ الرُّؤى أَرقاً
أَملا كؤوسَ الهوى من دَنِّ أوهامي


أعاتبُ السِّرَّ إنْ نامتْ كوامنُه
وأنفضُ النومَ عن جُرحِ الهوى الدامي


* * *

حبيبتي .. هل سألتِ الليلَ عن سهري ؟
وبسمةَ الفجرِ عن شوقي وتَهيامي


فلو سألتِ مناديلَ الهوى نطقتْ
وأخبرتكِ بأنِّي نَهْبُ آلامي


وحدَّثتكِ بما ألقاهُ من شغفٍ
فكلُّ خيطٍ بها من نَسْجِ نمَّامِ


كأنَّني وهوى عينيكِ يجذبُني
طفلٌ يحاولُ أن يمشي بإقدامِ


يخشى السقوطَ ويمضي من سذاجتِه
يعاقبُ النفسَ إنْ همَّتْ بإحجامِ


* * *

حبيبتي .. يا جنى عمْري الذي نضبتْ
منه المواسمُ في روضِ الهوى الظَّامي


إنِّي أخافُ ثواني العمرِ تأكلُها
عقارب الوقتِ تمحو كلَّ أرقامي


وأنتِ بسمةُ زهرٍ في تَفتُّحِهِ
ونفحةُ الوردِ مزهوَّاً بأكمامِ


هاتي يديكِ تعالي نختلقْ سَبَباً
يُبرِّرُ الوصلَ أو نَفنى بآثامِ


إنِّي صُلِيْتُ سعير الهجرِ أحرقني
من كنتُ أهواهُ إمعاناً بإجرامِ


وجاء حبُّكِ يُطفي النارَ في كبدي
يروي غليلي ويشفي كلَّ أسقامي


فأزهرَ العمرُ يا عمري بروضِ هوىً
يحنو عليَّ لقد جدَّدْتِ أيامي


وقد رجعتُ ربيعاً دائماً وزهتْ
فيَّ الدماءُ وصارَ السَّعدُ خَدَّامي






قديم 03-19-2011, 07:44 PM
المشاركة 209
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (43)




تَبَارَكَ الحُبُّ





بريقُ عينيكِ يُحيي القلبَ والعصبا
إنِّي عشقتُ بكِ الإخلاصَ والأدبا


حبيبتي أنتِ يا أنغامَ قافيتي
يا لؤلؤاً في بحورِ الشعرِ ما نَضبا


ألهمتِني من رؤى عينيكِ أغنيةً
ذوَّبتُ فيها فؤادي فانتشى طربا


لقد وهبتُكِ قلبي فاسكني بدمي
تَغلغلي في شراييني هوىً وصبا


وأرضعيني سُلافَ الحبِّ يُسكرني
وأبعِدي عن شفاهي الخمرَ والعنبا


وعلِّليني بثغرٍ ريقُه عسلٌ
علَّمتُه كيف يعطي الشهدَ فانسكبا


هذي الشفاه وما أَحلى تلهُّفِها
لقبلةٍ كاللَّظى تستمطرُ السُّحُبا


لي في هوى النارِ آياتٌ مرتَّلةٌ
تباركَ الحبُّ ما أعطى وما وهبا


تباركَ الشوقُ في عينيكِ يُبدعني
فأُبدعُ الشعرَ في عينيكِ مُلتهِبا


تباركَتْ وشوشاتُ الليلِ في سَحَرٍ
فمن شذاها يراعُ الفجرِ ما كتبا


في كلِّ حرفٍ كنوزٌ فيكِ يرصدُها
فليسمعِ الجنّ من آياتِه عَجَبا


إني أحبًُّكِ فوق الحبِّ يملكُني
وجدٌ تقدَّسَ أنْ نعزي له سببا


منزَّهٌ عن كلامِ الناسِ إنْ وصفوا
مشرَّفٌ من سماواتِ الهوى نسبا


إني وهبتُ له عمري وقافيتي
وكمْ تعبتُ وحسبي أعشقُ التَّعبا


إنْ كانَ في الحبِّ ما يُضني الفؤادَ فقد
وجدتُ حبَّكِ يُحييْ القلبَ والعَصَبا





1984




قديم 03-20-2011, 07:18 PM
المشاركة 210
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (44)




جَلَّ الشَّهِيْدُ



جلَّ الشَّهيدُ لقد وفَّى بما وعدا
وأرخصَ الغاليَيْنِ الروحَ والجسدا


فاسألْ ذُرا الشيخِ* يومَ الرَّوعِ كمْ سمعتْ
وكمْ أتاها من التَّزآرِ رجعُ صدى


قرآنهُ في فمِ الرشاشِ يقرؤه
والحقُّ والنصرُ في قرآنه اتَّحدا


تقحَّمَ الهولَ لم يخفلْ بلاهبةٍ
إذْ راحَ يخطرُ فيها ضيغماً حرِدا


لبَّى ذرا القدسِ إذْ ناداهُ مضطهَدٌ
فلم يُطِقْ أنْ يَرى في القدسِ مُضطَّهدا


وانقضَّ يحملُ في جنبيهِ ألفَ هوىً
لثأرِ يافا وللأعداءِ ألفَ رَدى


فلَّ الحديدَ وما فُلَّتْ عزيمتُه
كالرَّعدِ مُنفجراً كالشَّمسِ مُتَّقدا


وراح يَصلى ويُصلي الغادرين لظىً
لمَّا تصدَّى لهم حتى غَدوا بددا


واستقبلَ الموتَ وضَّاحَ الجبينِ كمنْ
يستقبلُ الفجرَ مخضلًَّ الرؤى غَرِدا


* * *

يا باذلَ النفسِ ما أغرتكَ فاتنةٌ
غير الشهادةِ حسناً آسراً وندى


دربُ الخلودِ بساحِ الحربِ أوَّلها
وافيتَها مؤمناً بالنصرِ مُعتقدا


كم وقفةٍ لك شرَّفتَ النضالَ بها
وكنتَ كالشمسِ تهدي النورَ والرَّأدا


غضبتَ للأرزِ يَدمى في مشاحنةٍ
إذْ أجمعوا الأمرَ واغتالوه منفرِدا


رأوا بلبنانَ منجاةً لما عَقدتْ
كفُّ الخيانةِ والغدرُ الذي احتشدا


لَئِنْ تنكَّرَ للتحريرِ خائنهُ
وراح يحشدُ في أوكارهِ العددا


فقد مَضيْنا إلى لبنانَ نرفدُه
بأبحُرِ الدَّمِ يا سعدَ الذي رفدا


* * *

فديتُ أرزَكَ يا لبنانُ كم سَهِرتْ
عليكَ عينُ الحِمى والجفنُ كم سهدا


جاؤوا إليكَ أساطيلاً محمَّلةً
بالحقدِ والموتِ يا ويحَ الذي حقدا


هبُّوا على وعدِ " أمريكا " لهم فمَضوا
يشدُّ ساعدَهم مَنْ أصلَهُ جَحَدا


وعدٌ على وعدِ " بلفورٍ " له هدفٌ
وقد وأدناهُ فيهم قبلَ أنْ ولدا


يمضي الطُّغاةُ ويبقى الشعبُ منتصِباً
كماردٍ لكنوزِ النصرِ قد رُصِدا


* * *

يا أرزَ لبنانَ في القُربى لنا رَحِمٌ
إني لأشفقُ أنْ ألقاكَ مضطَّهَدا


" أنطونُ " يا أرزُ يمضي في خيانتِهِ
فيحرقُ القلبَ يا لبنانُ والكبدا


يمشي على جُثَثِ الأطفالِ مرتدياً
ثوبَ المهانةِ مزهوَّاً بما عَقدا


وكلّ ما يبتغي الأوغادُ من وطني
أن يحصُدَ اليأسَ لا أن يزرعَ الشّهدا

* * *


وقفتُ شعريَ للأبطالِ أُبدعُهُ
أشتقُّ من كبدي الأوتارَ مجتهدا


إني لأبرأُ من نفسي وقافيتي
إنْ لم يذودا عن الأوطانِ يومَ فِدا


حسبُ الخلودِ دروبَ الموتِ تمنحُه
نمضي ركوباً لها يا ذلَّ من قعدا


قد صفَّقتْ جنباتُ الخُلدِ من فرحٍ
وسَلْسَلتْ وِردها الصَّافي لمن وَردا


عرائسُ الحورِ ترنو في مدارجِها
تستقبلُ البذلَ والإقدامَ والصَّيَدا


لم تعرفِ الأرضُ أوفى خافقاً ويداً
من الشهيدِ على حُصبانها رقدا


* * *

يا واهبَ النفسِ تَرقى في معارجِها
إلى السماءِ نعيماً خالداً أبدا


قلْ لي بربِّكَ ماذا أنتَ مدَّخِرٌ
غير الخلودِ يُعزِّي الأهلَ والولدا


النُّعْمَياتُ بدنيا الناسِ فانيةٌ
من عاشَ فيها يُعاني الهمَّ والنَّكدا


وعندَ ربِّكَ جناتُ الخلودِ زهتْ
عيشاً كريماً وإنعاماً ونورَ هُدى


ما ماتَ من خطَّ سِفرَ المجدِ من دمِهِ
لمَّا سقى التُّربَ يومَ الزحفِ بل وُلدا




1983


ذُرا الشيخ ... جبل الشيخ حيث
دارتْ معركة السادس من تشرين
عام 1973




مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في العروض والقوافي - أبو الحسن أحمد بن محمد العروضي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 12:23 AM
ديوان تقي الدين السَّروجي .. ما تبقى من شعره وموشحاته - نبيل محمد رشاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 10:21 PM
الطُّغرائي .. حياته .. شعره .. لاميته - علي جواد الطاهر د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 05:52 PM
|| الشاعر فهد العسكر حياته وشعره || ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 07-19-2011 05:59 AM
ملحمة الدموع - الشاعر محمد الحسن منجد عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 5 10-16-2010 05:21 PM

الساعة الآن 09:23 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.