قديم 01-03-2011, 05:27 PM
المشاركة 151
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (16)




مـرايا الكهـف



أنا والصّمتُ والجدرانُ نُوري
زِنادَ الفكرِ في ليلِ الشتاءِ


نكلِّمُ بعضَنا همساً ونرنو
إلى الأشباحِ في الكهفِ المُضاءِ


ونسمعُ أغنياتِ القومِ تعلو
ويختلطُ الغناءُ مع البكاءِ


وخلفَ ستائرِ البلَّورِ تبدو
رسومٌ للحرائرِ والإماءِ


وتختلطُ الرُّسومُ ويعتريْها
ذُبولُ اللونِ في زمنِ الرِّياءِ


هناكَ تُعربدُ الدُّنيا وتغفو
نفوسٌ أدمنتْ طعنَ الإباءِ


* * *

هنا عصرٌ وضمنَ الكهفِ عصرٌ
ونحنُ وهمْ على حدٍّ سواءِ


يعشِّشُ في دِمانا الصمتُ حتى
تعاتبنا الهمومُ على الولاءِ

ويقتلنا الوباءُ إذا مَضيْنا
نمنِّي النفسَ نحلُمُ بالدواءِ


وتلكَ حياتُنا أضحتْ هُراءً
فبئسَ العيشُ في الزمنِ الهُراءِ

وكمْ عاشتْ أمانينا وماتتْ
على وعدٍ تَسربلَ بالدِّماءِ


* * *

أنا والصمتُ والجدرانُ أسعى
إلى حَتْفي بلا زادٍ و ماءِ


وأحدو ركبَ منْ ركبوا الرَّزايا
وأتركُ كلَّ نائحةٍ ورائي


أقاومُ ما استطعتُ جموحَ فكري
وأَضحكُ من دهاقنةِ الدَّهاءِ


وأحملُهمْ على بُغضي وعَذلي
وأسبقُهمْ على دربِ الجَّفاءِ


وأتركُهمْ ورائي لا أُبالي
بمدحِ الخانعينَ أو الهجاءِ


فمنهمْ من تشبَّثَ في ذُيولي
ومنهم من تعلَّقَ في حذائي

وحسبي إنْ مَضيتُ إلى تحدٍّ
سلكتُ الدربَ أَهزأُ بالفناءِ


* * *

أنا والصمتُ والجدرانُ عزفٌ
على أوتارِ نازلةِ القضاءِ


أرى حولي دُعاةَ السِّلمِ جيشاً
تسلَّحَ بالدَّسائسِ والرِّياءِ


يقودُ زحوفَهم شخصٌ غريبٌ
تنمَّرَ تحتَ ثوبٍ من فراءِ

يثورُ مُعربِداً طوراً .. وطوراً
يُخبِّئُ رأسَهُ تحتَ الغطاءِ


ويمضي نحو سورِ السِّلمِ حتى
إذا وافاهُ أمعنَ بالثَّناءِ


فيُفتحُ بابُه ويُطلُّ عبدٌ
شَروه ضمنَ قائمةِ الشِّراءِ


ينادي .. من ببابِ السُّورِ يُثني
على الدُّخلاء يجأرُ بالدعاءِ

ويدخلُ قائدُ الزَّحفِ المُرجَّى
حصار السلمِ ينعمُ باللقاءِ


وينسى جندَهُ خلفَ المرايا
يُقيمونَ الصلاةَ على الوفاءِ


* * *

أنا والصمتُ والجدرانُ طَودٌ
به أَنفٌ يجلُّ عنِ الغُثاءِ


نرودُ معارجَ الأفاقِ نسمو
بأجنحةِ الشآمِ إلى العَلاءِ


نُجرِّدُ في بروجِ الشمسِ سيفاً
شآميَّاً تحفَّزَ للمضاءِ


نسالمُ منْ يسالمُنا فإمَّا
تمادى الخصمُ نمعنُ في العداءِ

فنحنُ المانعونَ إذا قبضْنا
ونحنُ الباسطونَ يدَ السَّخاءِ


ونحنُ الباذلونَ إذا مَضينا
دماً حُرَّاً على نغمِ الحُداءِ


ونحنُ على مدارِ الكونِ قومٌ
نَسُلُّ البُرْءَ من رَحِمِ البلاءِ


فما كانَ السلامُ لنا سلاماً
ومنَّا من تشرَّدَ في العراءِ


وتشرينُ الفداءِ سقى كُروماً
وأينعَ غرسُهُ يومَ الفداءِ


ولقَّنَ من عدا درساً فهلَّاً
وعى " رابينُ " ملحمةَ الإباءِ


فكيفَ يجيءُ حفلُ السلمِ يدعو؟
لمائدةِ النِّفاقِ بلا حياءِ


إذا كانَ السلامُ لهم بقاءً
على أرضي ثكلتُكِ يا دمائي

* * *


فيا ليلاً يعُمُّ بلا هلالٍ
ويا فجراً يُطلُّ بلا ذُكاءِ


أجيبا كيفَ نعطي الذئبَ سلماً
وقدسُ اللهِ يجهشُ بالبكاءِ

ينادي الواقفينَ إلى المرايا
ألا هُبّوا لمهدِ الأنبياءِ


خليلُ اللهِ صدَّقَ ما رآهُ
ولم يعثرْ على كبشِ الفداءِ


فأغمدَ نصلَهُ ومضى حزيناً
يناجي اللهَ يُوغلُ في اختفاءِ


* * *

أنا والصمتُ يا تشرينُ نمحو
عن الجُّدرانِ مُسوَّدَ الطلاءِ


فإنْ وافيتَنا بصفاءِ فَجرٍ
فأهلاً بالضِّياءِ وبالصَّفاءِ


وأهلاً حينَ تشرِقُ في الرَّوابي
على الجولانِ في يومِ الجلاءِ




قديم 01-03-2011, 07:29 PM
المشاركة 152
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (17)



نشـيد الدم




نضَّدتُ من مِزَقِ الجراحِ عُقودا
وضَممتُ من عَبَقِ الدِّماءِ ورودا

وفَتلتُ حبلَ الوصلِ بين قصائدي
والطِّفلَ فانبثقَ النهارُ وليدا


وكتبتُ ملحمةَ الدَّماءِ بأحرفٍ
رفَّتْ على شَفةِ الخلودِ خلودا


* * *

آمنتُ بالإنسانِ يبذلُ روحَهُ
وكفرتُ فيه مصفَّداً مَجهودا


آمنتُ بالأطفالِ من كَبِدِ اللَّظى
يرمونَ بالحجرِ الوريِّ يَهودا


تتعشَّقُ الأسماعُ وقعَ نعالِهم
يتسابقونَ إلى الفداءِ وُفودا


يا أيُّها الأطفالُ نَزْفُ دمائِكمْ
نسجَ الصُّمودَ على البِطاحِ بُنودا


قسماً بأيديكم بمسقطِ رأسِكمْ
بالمهدِ بالأقصى يزفُّ شهيدا


بالحافظينَ عهودَ منْ عشقوا الثَّرى
بمكبِّرينَ يُدمدمونَ رُعودا


بالحاملينَ النارَ بينَ ضلوعِهم
يتواثبونَ على العدوِّ أُسودا


لَنمزِّقنَّ الغدرَ لو بأظافرٍ
بأكفِّ من صَدقوا تفلُّ حديدا


* * *

يا ثورةَ الطِّفلِ الذي بهرَ الدُّنى
عزماً وإقداماً فدىً وصُمودا


قدرُ العروبةِ أن تكوني ثورةً
لا تقبلُ التدجينَ والتَّهويدا


يا أيُّها الأطفالُ أيُّ قصيدةٍ
تَرقى لطُهرِ دمائكمْ تَمجيدا


بدمي إذا جفَّ اليَراعُ قصائدٌ
حمْرٌ تُردَّدُ في دمي تَرديدا


عوَّذتُ ثورتَكم بطُهرِ دمائِكم
بالأكرمينَ محاتِداً و جُدودا


بالمؤمنينَ بزحفِكم وهتافِكم
اللهُ أكبرُ همَّةً وصُمودا


بالمانعينَ الواهبينَ دماءهم
الرَّافعينَ من الضِّياءِ عَمودا


العاقدينَ الغارَ فوقَ رؤوسِهم
تيجانَ عزٍّ ترفضُ التَّهديدا


عوَّذتُها بالنَّاذرينَ شُبولةً
بالأمِّ تدفعُ خالداً وسعيدا


من خانعينَ على الطريقِ تَساقطوا
من كلِّ مشلولٍ يجرُّ قَعيدا


* * *

ثُوروا فلسطينُ السليبةُ كلُّها
مثوى الجدودِ مَفاوزاً ونُجودا


لولا جلالُ اللهِ لم أشركْ بهِ
لتَخذْتُ من أحجارِها معبودا


فتقحَّموا الغمراتِ لا تَهِنوا ولا
يَحزنْكمو من بدَّدوا تَبديدا


حَسِبوا انتفاضتَكم تموتُ بضربةٍ
تلوي إذا عصَفَ الحديدُ زُنودا


حشدوا عليكمْ كلَّ باغٍ خائفٍ
من كفِّ طفلٍ تقذفُ الجّلمودا


خسئوا وخابَ الغدارونَ وسعيُهم
خسئوا وخابوا لن نخرَّ سُجودا


شُلَّتْ أياديهمْ تُكسِّرُ أنملاً
وتدكُّ أبنيةً تخافُ مُهودا


يا خائضينَ غمارَ ملحمةِ الفِدا
يا باذلينَ لها دماً وكُبودا


يا زارعينَ الليل آمالاً على
أنوارِها جَرَتِ الحروفُ قصيدا


أَلقُ الجراحِ يضيءُ دربَ نضالِكم
ويعيدُ وجهاً للجهادِ جديدا


أنتمْ نجومٌ في دَياجي أمَّةٍ
لطمتْ على فقدِ النهارِ خُدودا


ردُّوا لأوردةِ العروبةِ نبضَها
ردُّوا لها نفَسَ الكفاحِ مَديدا


شرفُ العروبةِ يُستردُّ بأَنمُلٍ
ترمي وتكتبُ بالدِّماءِ نشيدا






قديم 01-04-2011, 08:11 PM
المشاركة 153
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي



المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (18)



أغنيةٌ إلى تشـرين



غنَّيتُ تشرينَ يا أعيادَ تشرينِ
حتى تعبتُ وخانتْني شراييني

غنَّيتُ تشرينَ تصحيحاً وملحمةً
وكانَ جمرُ حروفِ النارِ يكويني


تهوَّدَ الكونُ يا تشرينُ فانطفأتْ
كلُّ الحروفِ على أوتارِ تلحيني


هذي المشاعلُ خابَ اليومَ موقدُها
لقد أضاؤوا بها أحلامَ "رابينِ"


* * *

ما للسياساتِ تهوي فوقَ ساستِها
فتنتشي طرباً آمالُ صُهيونِ


ماذا أقولُ: أأحدو ركبَ قافلةٍ
حرابُها أُغمدتْ في صدرِ مطعونِ


أمْ أدفنُ الجُّرحَ في أحزانِ قافيةٍ
ألبستُها حقبةً ثوبَ التَّآبينِ


واللهِ لو أنَّ لي ظفراً أحكُّ به
لمزَّقت أَظفُري جلدَ الثَّعابينِ


* * *

ما للمواجعِ أُقصيها فتعصفُ بي
تفتُّ من عَضُدي عمداً وتلويني


إذا تذكَّرتُ أيامي وما حفلتْ
به السنون جراحُ اليأسِ تكويني


* * *

قالوا احترسْ: قلتُ هل في الكونِ مُحترسٌ
مثلي يوثِّقُ بين اللامِ والنونِ


هذي أَجنَّةُ أفكاري لقد ولدتْ
بعدَ المخاضِ الذي ما زالَ يُضنيني


أستغفرُ الشعرَ كم ضيَّعتُ قافيةً
عذراءَ أنشدتُها بين الطَّواحينِ


تلكَ المنابرُ تبكي اليومَ سادتَها
ملَّتْ مسامعُها زَيْفَ المضامينِ


كم اعتلاها سفيهٌ لا خَلاقَ لهُ
وكم غزاها دعيٌّ باسمِ تنينِ


وكم تلفَّتُّ حولي لا أرى أحداً
ممنْ أحبُّ على حبٍّ يناديني

لَهْفي على بلدي لَهفي على وطني
لَهْفي على العُربِ من حُمْرِ السَّكاكينِ


سنُّوا القوانينَ باسمِ الحقِّ مغريةً
ما أضيعَ الحقَّ في هذي القوانينِ

إنِّي لأكفرُ بالتاريخِ يكتبُه من
منْ أَسرجوا غيظَهم من يومِ حطِّينِ


* * *

قولي لتشرينَ يا أعيادَ تشرينِ
جفَّت دمائي ولم تُزهرْ بساتيني


وأقفرَ الرَّوضُ ماتتْ كلُّ صادحةٍ
والبومُ ينعقُ بين الحينِ والحينِ


أستغفرُ الصبرَ كم لوَّنتُ مئزرَه
وكمْ رميتُ عليه غصنَ زيتونِ


وكم زرعتُ حروفي في مشاتلِه
وما حصدتُ وراحَ الشَّوكُ يثنيني


فعدتُ أبحثُ عن زيتٍ أُضيءُ به
فتيلَ حرفٍ على وهنٍ يُعزِّيني


* * *

وراعَني الزَّيتُ في الآبارِ مُشتعلاً
يضيءُ ... يظلمُ أكواخَ الملايينِ

قد أطفأوا بدَمي أُولى حرائقِهِ
فنامَ تحتَ رمادي كالبراكينِ


لو أنَّ لحظةَ صدقٍ عانقتْ أملاً
يداعبُ الحقَّ لم أذبحْ قرابيني


* * *

قالوا السلامَ : فصُغنا ألفَ ملحمةٍ
تشدو السلامَ على أنَّاتِ مَحزونِ


فكمْ أقمْنا لهُ حفلاً نباركُه
وكم رقصنا على لحنٍ فلسطيني


نبثُّ أحزانَنا نشكو مواجعَنا
لمجلسِ الأمنِ بين الخفضِ واللِّينِ


تظلُّ أعلامُنا البيضاءُ باردةً
فنستظِلُّ بها في الضَّعفِ والهونِ


ونعقدُ الرايةَ الحمراءَ لاهبةً
بينَ الأشقَّاءِ في شتى الميادينِ


* * *

يا عاقدَ السِّلمِ ما غيَّرتَ مُعتقدي
مهما استعنتَ عليهِ بالشياطينِ


فكيفَ بالعارِ تمحو العارَ مُعتصِماً
بخيطِ سلمٍ بحبلِ الغدرِ مَقرونِ


أستغفرُ اللهَ كم أشهدتُه علناً
وكمْ حلفتُ وعادَ الشكُّ يَعروني


حتى توضَّحَ لي ما كنتُ أحسبُهُ
وهماً وكان بريقُ القصفِ يُعميني


فرحتُ أبحثُ عن وكرٍ ألوذُ بهِ
خوفَ الرّعودِ لعلَّ الوكرَ يحميني


* * *

يا قِبلتي وظُبى تشرينَ شاهدةٌ
قد عادَ يُسخطُني ظنِّي ويُرضيني


طوراً أكذِّبُ ظنِّي حين يُسخِطُني
وتارةً صوتُكِ الدَّاوي يُواسيني


فما فتحتُ كتابَ العشقِ مُنتشياً
إلا وطالعَني وجدٌ يُعنِّيني


وما لبستُ ثيابَ الزُّهدِ مُعتكِفاً
إلا وألهبَني دمعٌ يعزِّيني


* * *

يا قِبلتي ورياحُ الشكِّ تعصفُ بي
لا تَصلبيني على وعدِ السَّلاطينِ

هذي ملاعبُ حبِّي كم رتَعتُ بها
وكم شممْتُ بها عطرَ الرَّياحينِ


وكم رسمتُ على أشجارِها صُوراً
لخافقي وسهامُ الحبِّ تُرديني


وها أنا في حِمى الخمسينَ ما برحتْ
مجامري رغمَ طولِ العهدِ تُوريني


لا تكتبيني سطوراً لستُ أفهمُها
وجرِّديني بلا وحيٍ وتلقينِ


إنِّي سئمتُ عباراتٍ مؤنَّقةً
لا تُرهقيني بآلافِ العناوينِ


* * *

يا شامُ .. يا قِبلتي يا من بكعبتِها
وقفتُ شِعري لتشرينٍ وتشرينِ


لولاكِ يا شامُ يا مهدَ الجمالِ ويا
أمَّ البطولاتِ لم تنبضْ شراييني


أنتِ الحضاراتُ والأيامُ شاهدةٌ
من مغربِ الشمسِ حتى الهند والصينِ


مرَّتْ تشارينُ أعوامي وأجملُها
تشرينُ زحفكِ من كلِّ التَّشارينِ


فعانِقي الشمسَ في تشرينَ ما طلعتْ
كتائبُ النَّصرِ بالغُرِّ الميامينِ





قديم 01-04-2011, 08:17 PM
المشاركة 154
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

رُويداً قينةَ العاصي رويداً
فوِردكِ لم يعدْ ماءً قُراحا

ونهرُكِ صارَ يزحفُ في تَأنٍّ
جداولُهُ غدتْ ظَمأى شِحاحا

وشاعرُكِ الذي سَحَرَ اللَّيالي
صُداحاً نايُه كَرِهَ الصُّداحا

* * *


الله الله الله
فاتني الكثير ...
سأتابعك باهتمام كبير أخي عبد السلام
كم هي رائعة هذه الأبيات
إلى ( قينة العاصي ) قرأت
وسأواصل لاحقاً بإذن الله

أشهد بأن هذا الشاعر هو أمير الكلمة والتعبير بحق
سلمت يداك وأزكى تحية للشاعر
وإني أتساءل : أين القراء ؟؟ !!






...... ناريمان

قديم 01-05-2011, 03:48 PM
المشاركة 155
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (19)



يا فارس الحـرف



في رثاء الشاعر
سعيد قندقجي



باقٍ مدى الدهرِ والفاني هو الجسدُ
يا فارسَ الحرفِ هل أرداكَ منتقدُ


يا مُسكِرَ الروضِ من أنخابِ قافيةٍ
ومُلهبَ الزَّحفِ والراياتُ تنعقدُ


يا منْ ملأتَ لنا الأقداحَ صافيةً
من كرمِكِ البكرِ راحُ الشِّعرِ تَرتفدُ

قمْ " يا سعيدُ " تَنكَّب كلَّ قافيةٍ
واركبْ بحوراً بها الأمواجُ تطَّردُ

أهكذا يا أخي تَمضي على عَجلٍ
ولِمْ تعجَّلتَ هلَّا كنتَ تتَّئِدُ


* * *

كم يا أخي كنتَ سباقاً لمعترَكٍ
واليومَ تسبقُنا والجَّمعُ محتشِدُ


بالأمسِ كنَّا على العاصي يغازلُنا
صوتُ النواعيرِ والأنسامُ والرَّأدُ


ماذا جرى ؟ كيفَ ضاقَ العِقدُ وانفرطتْ
حبَّاتُه في الدُّجى ما عادَ ينعقدُ


ماذا جرى يا رياضَ الشِّعرِ هل عصفتْ
بكَ السُّمومُ وأغرى صفوكَ النَّكدُ


أين العنادلُ في أعراسِ أمَّتِهم
أينَ الفوارسُ للأخطارِ تَنجردُ


أينَ الذين إذا هزَّتْ يراعتَهم
نسائمُ الحبِّ سالَ العطرُ والشَّهَدُ


في كلِّ عامٍ خليلٌ راحلٌ صُعقتْ
له المنابرُ والأقلامُ والبلدُ


فلا تبسَّمَ فجرٌ بعدما رحلوا
ولا تلألأَ نجمٌ بعدما خَمدوا


تجري الثواني بنا في كلِّ ثانيةٍ
موتٌ فنحنُ إلى آجالِنا نَرِدُ


* * *

لا تسبقوني رفاقي ليسَ لي جَلَدٌ
على الفراقِ لقد جافانيَ الجَّلدُ


ماتَ البشيرُ على الأعتابِ وا أَسفي
وخيَّمَ الحزنُ والأوهامُ والكمَدُ


قضى الصِّحابُ وكانوا أُنسَ مجلسِنا
وأقفرَ الرَّوضُ لم يأنسْ به أحدُ


فلا سعيدٌ بنادي الشِّعرِ يطربُنا
ولا عليٌّ * بصافي النقدِ يَنتقدُ


* * *

أفقْ سعيدُ وقُمْ هذي ملاحمُنا
في كلِّ حاليةٍ وِردٌ لمن يَرِدُ


على المنابرِ أفواهٌ محنَّطةٌ
وفي الدواوينِ قيءٌ كلُّه زَبَدُ


مجدِّدونَ بلا معنى وغايتُهم
أنْ يُوهِموا كلَّ غرٍّ أنَّهم جُدُدُ


ويحملونَ على الفُصحى بلا خجلٍ
ويَفترونَ وما في القلبِ مُعتقدُ


هم يضمرونَ لنا الأحقادَ ويحَهُمُ
ونحنُ للحبِّ والإخلاصِ نجتهدُ


ويزرعونَ لنا الأشواكَ لاهبةً
لكنَّ زرعَهمُ المحمومَ قد حصدوا


قُمْ يا سعيدُ فأوصالي مقطَّعةٌ
طالَ انتظاري ولمَّا يأتِني مَدَدُ


قلْ للذينَ تمادوا في أذيَّتِهم
لا تُسرفوا في الأذى يا قومُ واقتصدوا


غداً يحطِّمُ قيدَ الذُّلِّ متعقلٌ
في الموحِشَيْنِ ويُوري الكونَ مضطهدُ


إنِّي لأُقسمُ أنَّ الحقَّ مُنبلِجٌ
كالصُّبحِ مهما تولّوا عنهُ أو جَحَدوا


* * *

يا فارساً درعهُ الفُصحى رماهُ ضُحىً
سهمُ المنونِ ألمْ يشفعْ لكَ الزَّردُ ؟


لو تُفتدى يا أبا معنٍ لكنتُ فدىً
لنورِ عينيكَ والأصحابُ والولدُ


فاغفرْ سعيدُ بُكائي لا تَلُمْ قلمي
ما عادَ يَقوى على تصويرِ ما أَجِدُ


تناثرتْ أَدمُعي وهناً على جَدَثٍ
كما تناثرَ فوقَ الجَّوهرِ البَرَدُ


وعقَّني الشعرُ حتى كادَ يقتلُني
صمتٌ تحالفَ فيه السُّقمُ والسَّهَدُ


حتى غدوتُ من الأحزانِ مُلتهباً
روحاً وجسماً من الآلامِ يَرتعدُ


* * *

قمْ يا سعيدُ وهَبْني منكَ قافيةً
في أربعينكَ منْ عُقْمِ الرَّدى تَلِدُ


قلْ للرُّماةِ وقد أغرى طلائعَهم
جمعُ الغنائمِ أينَ العقلُ والرَّشَدُ


تركتُمُ أُحُداً للغدرِ يركبُه
حتى بكى خجلاً ممَّا جرى أُحُدُ


لو تَعقلونَ لما سارتْ كتائبُكم
أو تُبصرونَ لما ضلَّتْ بكمْ عددُ


أو أنَّ ذرَّةَ نُصحٍ لامستْ عَصَباً
في سمعكمْ لانجلتْ عن دارِكم إدَدُ


قمُ يا سعيدُ وهاتِ الشعرَ أَروعَهُ
يشهدْ لك القاتلانِ الحبُّ والحسَدُ


جرِّدْ يراعَك أُكتبْ كلَّ رائعةٍ
أنشدْ سعيدُ فأنتَ الشَّاعرُ الغَرِدُ


وداعبِ الحُلْمَ في أجفانِ غافيةٍ
جَيْداءَ يَسكرُ من صهبائِك الجيَدُ


ودعْ فؤادي على جمرِ الأسى مِزَقاً
لعلَّهُ حينَ ألقى اللهَ يَبْترِدُ


* * *

يا شاعراً أَسرجَ العلياءَ فانطلقتْ
إلى الخلودِ بهِ في ركبِ من خَلدوا


لك القوافي الغَيارى كمْ دفعتَ بها
خَطباً تحطَّمَ فيهِ الزَّندُ والعَضُدُ


من كلِّ ساطعةٍ كالبرقِ يتبعُها
رعدٌ يُدمدمُ حينَ البغيُ يَحْتشدُ


وكمْ أتيتَ بها عذراءَ ضاحكةً
يزهو بها الفاتنان الحسْنُ والصَّيَدُ


وكم جلوتَ بها رأياً أصبتَ بهِ
قلبَ الحقيقةِ لم ينبضْ بهِ فَنَدُ


تشفُّ حتى يُرى نبضُ القلوبِ بها
وحينَ يخبو ضرامُ الحقِّ تتَّقدُ


مزيَّةٌ لكَ في نظمِ القصيدِ على
قيثارةٍ ألهبتْ أوتارَها الكَبِدُ


* * *

ماذا أقولُ لقد شقَّ الأسى كبِدي
فرحتُ أمضغُ آلامي وأَزْدَردُ


ماذا أقولُ ؟ وجرحي نازفٌ أبداً
من الفراقِ وما لي في البقاءِ يَدُ


إنِّي أراكَ أمامي تَنبري جَذلاً
إلى المنابرِ رُوحاً زفَّها الجَّسدُ


فأقبلتْ كرفيفِ النُّور هاتفةً
لا تندبوا كنزَكم حبِّي له رَصَدُ


إنِّي أحومُ على العاصي * مرفرفةً
لعلَّ طوقَ اللآلي فيهِ يَنعقدُ



* علي دمر .. من شعراء حماة
* العاصي .. النهر الذي يشطر مدينة حماة


قديم 01-06-2011, 02:19 PM
المشاركة 156
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (20)



نداء على جسر العبور



في رثاء المرحوم
المفكر والأديب
سهيل عثمان




تألَّقْ في الجِّنانِ وفي الضميرِ
وحلِّقْ في السماءِ مع النسورِ


تألَّقْ يا سهيلُ ودعْ يَراعي
يبثُّ لهيبَهُ بينَ السُّطورِ


أتمضي يا سهيلُ بلا وداعٍ ؟
وحولَكَ من يدقُّ على الصُّدورِ


وتمضي يا سهيلُ بلا تأنٍّ
تخالفُ كلَّ شاراتِ المرورِ


أجبْني إن في كَبِدي احتراقاً
تأجَّجَ بالشَّهيقِ وبالزَّفيرِ


أذيبُ الهمَّ حتى أَحتسيْهِ
وأُعرضُ عن مغازلةِ الزُّهورِ


فلولا أنَّ لي كَبِداً تلظَّتْ
وأدمنَ وقدُها لفْحَ الهجيرِ


لصافحتُ الحياةَ وعشتُ عُمْري
أساقي الحُورَ صهباءَ السّحورِ

فهلْ تصفو الحياةُ وكلُّ يومٍ
يقرِّبُني من النَّزعِ الأخيرِ


وفي نفسي حدائقُ من رِغابٍ
وفي صدري حرائقُ من سعيرِ


كأنِّي يا سهيلُ على اتّفاقٍ
مع البلوى وداهيةِ الأمورِ


كأنِّي حقلُ أحزانٍ وقلبي
ترابُ الغرسِ شفَّ عن الجذورِ


أعضُّ على الأصابعِ من حريقٍ
ويُسلمُني الحريقُ لزمهريرِ


فأَمتشقُ اليراعَ وأيُّ قولٍ
يردُّ غوائلَ القدرِ الغريرِ

* * *


أَجبني يا سهيلُ لعلَّ ومضاً
من الإلهامِ يُنبئُ بالبشيرِ


وقلْ لي ما وراءَ الموتِ إنِّي
أضعتُ العمرَ في الحلِّ العسيرِ


فإنِّي أجهلُ الجهلاءِ علماً
بأسرارِ المماتِ وبالنُّشورِ


فهل آثرتَ أنْ تمضي سريعاً
لحلِّ اللُّغزِ في صمتِ القبورِ

وهل أبكيكَ أم أبكي بقائي
وعيشي اليومَ كالطَّيرِ الكسيرِ


أَدِفُّ فلا جناحيْ باتَ يَقوى
على التَّحليقِ في جوِّ السرورِ


ولا قدمايَ من وهنٍ وعَجزٍ
تُغذَّانِ الخُطى عندَ المسيرِ


وأُفجعُ بالأحبَّةِ كلَّ يومِ
وينتحرُ الغناءُ على سُطوري


فتلكَ مآتمُ الأحبابِ تَترى
فألمحُ في مآتمِهمْ مصيري


وأُبصرُ نعشَ موتي بانتظاري
وتابوتي وباقاتِ الزُّهور


وأسمعُ صوتَ أحبابٍ تولّوا
يُناديني على جسرِ العُبورِ


فأحملُ ثقْلَ آلامي وأمضي
بطيءَ الخطوِ أَعثرُ في شعوري


فما عيشُ الأديبِ بمُستطابٍ
إذا عُدَّ البُغاثُ مع النُّسورِ

وليسَ لنا بدوحتِنا مُقامٌ
وقد هربَ الغناءُ من الطُّيورِ


* * *

تألَّقْ يا " سهيلُ " فأنتَ حيٌّ
بما نضَّدتَ من دُرٍّ نَثيرِ


فنحنُ على التّنائي في اتصالٍ
فروعٌ تستمدُّ من الجُّذورِ


تموتُ جسومُنا ونعيشُ فِكراً
بأذهانِ الأنامِ على العصورِ


تواضَعْنا فلم نغترّ يوماً
بموهبةٍ مُقدّسةِ البَخُورِ


وغيرُ العالمينَ يعيشُ مَيْتاً
وينعمُ بالجّهالةِ والغرورِ


* * *

تألَّقْ يا " سهيلُ " وهَبْ يَراعي
ضياءَ الحرفِ يزخرُ بالعبيرِ


لقد علَّمتَنا أنَّ التّسامي
بسكبِ العلمِ من نارٍ ونورِ


فكمْ جئناكَ للتَّحكيم نبغي
صوابَ الرأيِ في الأمرِ الخطيرِ


فكنتَ الفصلَ في كلِّ اختلافٍ
برأيِ العالمِ الفَطِنِ الخبيرِ


وعشتَ مدى حياتِكِ في عراكٍ
مع الأفكارِ للرَّمقِ الأخيرِ


ترشُّ العطرَ في غُررِ الأماسي
وتبتكرُ المعارفَ في البُكورِ


كأنَّ حديثَكَ الشَّهدُ المُصفَّى
على صُحفٍ تَموَّجُ بالعُطورِ

* * *


إمامَ الفكرِ يا علماً تَسامى
على عرشِ الإمارةِ والأميرِ

بنورِ العلمِ تَنكشفُ الرَّزايا
ويجلو الفكرُ غاشيةَ المصيرِ


صُعقتَ لأمَّةٍ نُكبتْ بغدرٍ
يهوديٍّ تمَّرسَ بالشُّرورِ


فلم تركَنْ لما حشدَ الأعادي
على الأوطانِ من لَهَبِ السَّعيرِ

لقد عادوا أفاعيَ زاحفاتٍ
بأسلحةِ السَّلامِ المُستجيرِ


وبعضُ الحاكمينَ يصمُّ أذْناً
وبعضهُمُ تخلَّعَ في القصورِ


وآخَرُ ثائرٌ ألقى سلاحاً
بصفقةِ خاسرٍ فَدْمٍ * غريرِ


تنازلَ فارتضى علَماً عدواً
يهوديَّاً يرفُّ على الثُّغورِ


لقد فرشوا له سُرُراً فأَغفى
على سُرُرِ المهانةِ في سُرورِ

وأطفالُ الحجارةِ في تحدٍّ
ونصلُ الغدرِ يطعنُ في الظُّهورِ


* * *

تألَّقْ يا " سهيلُ " بدارِ خُلْدٍ
وغرِّدْ في الجنانِ مع الطُّيورِ


أَدِرْ خمرَ الخلودِ على النّدامى
وفُزْ بالأُنسِ والعيشِ النَّضيرِ


ودعني يا " سهيلُ " على جحيمٍ
من الآلامِ يقتلُني شُعوري


لقد غادرتَنَا جسداً طهوراً
لتسكنَ في العقولِ وفي الضَّميرِ

فإنَّكَ لم تمتُ ستظلُّ حياً
تحلِّقُ في السَّماءِ مع النُّسورِ




الفَدْمُ من الناس... العييُّ عن الحجة والكلام



قديم 01-06-2011, 04:50 PM
المشاركة 157
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (21)



بـذورُ اليأس




إلى المرآةِ أجلسُ كلَّ يومٍ
أحدِّقُ باحثاً عنِّي طويلا


أفتِّشُ في المحارقِ والزَّوايا
فأُبصرُ في تمرُّدها ذليلا


تراني من أكونُ ؟ ويعتريني
ذهولٌ ما عرفتُ لهُ مثيلا


أإنسانٌ أنا ؟ وينزُّ جُرحٌ
بقلبي يفسدُ الحُلُم الجميلا


يعيدُ ليَ المواجعَ في المرايا
وقد أَلِفتْ مكابَرتي عليلا


فلم أُبصرْ بها نفسي ولكنْ
رأيتُ على تمرُّدها دليلا


* * *

رأيتُ طموحَها لغدٍ وريفٍ
وظلَّاً في حدائقِهِ ظَليلا


وأزهاراً تُوشِّي الكونَ حُبَّاً
لمن أعطى ولم يأخذْ بديلا


تحدَّيتُ الأساودَ والأفاعي
وداءً كادَ يفتكُ بي وبيلا


زمانَ نذرتُ للعلياءِ رُوحي
وكنتُ إخالُني رجلاً نبيلا


أقمتُ الليلَ في صلواتِ حبٍّ
لمن صدقَ الهوى إلا قليلا


ورحتُ أصوغُ من كَبِدي شموعاً
ولم أكُ في صياغتِها بخيلا


وأُشعلها بإيماني وصدقي
ولم أطفئْ لأحبابي فتيلا


أُضيءُ دروبَ أجيالٍ تسامتْ
بأفكاري تحقِّقُ مُستحيلا


* * *

وملَّتني المحارقُ والزوايا
وكادَ اليأسُ يسقطُني قتيلا


أحبَّائي الذين سَمَوا بحبِّي
قَلَوْني حين لم أجدِ المقيلا


فرحتُ أذودُ عن نفسي بشعري
وأرسلُ من كآبتِها هَديلا


وأطفئُ شمعَ أحزاني لأروي
من الآمالِ في كَبِدي غليلا


فلم أظفرْ بغيرِ الوهمِ يَسري
بأوردتي ويملؤها عويلا

أأرجعُ للنِّزالِ ولا أُبالي ؟
وأحملُ في دمي عِبئاً ثقيلا


وهل لي حينَ يخذلُني اعتقادي
سبيلٌ يخدمُ الهدفَ الجليلا ؟!

إذا نبتتْ بذورُ اليأسِ شاختْ
أماني العمرِ وانتحرتْ أصيلا





قديم 01-06-2011, 05:19 PM
المشاركة 158
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (22)



خَيبـةُ الدِّلاء


ليالي العمرِ تُمعنُ في ابتلائي
وتتركُني بلا زادٍ ولا ماءِ


وزادي من مَجاني الفكرِ يحلو
ومائي من ينابيعِ الوفاءِ


وكنتُ بعالمِ الأرواحِ رُوحاً
وذرَّاتٍ تُهوِّم في الفضاءِ


أتيتُ إلى الحياةِ كأيِّ طفلٍ
يُطلُّ على الحياةِ مع البكاءِ


يجودُ عليه ثديُ الأمِ حبَّاً
وتَحنانا فينعمُ بارتواءِ


وينقلبُ البكاءُ إلى ابتسامٍ
بريءٍ كانبثاقاتِ الضِّياءِ


* * *

ولكنِّي بدأتُ العمرُ طفلاً
شقيَّاً مُذْ بُعثتُ من الخفاءِ


حبوتُ على القتادِ* بلا وِجاءٍ
لقد أكلتْ مواسمُه وِجائي


وألقتْني إلى عَنَتِ اللَّيالي
يجرِّحُني ويشربُ من دمائي


ولما أنْ كبرتُ وشاقَ روحي
طموحٌ مستبدٌّ للعلاء


تكالبتِ الهمومُ عليَّ حتى
رأيتُ الشَّمسَ تُظلمُ في سمائي


* * *

رجوتُ بَنيَّ حينَ عتا زماني
فخيَّبَ كلُّ أولادي رجائي

ولكنِّي تحدَّيتُ الليالي
وأشعلتُ الكواكبَ من عطائي


وأدليتُ الأمانيَّ العذارى
فخيَّبَ وِردُ أحلامي دلائي


وغادرَني على ظمأٍ أُغنِّي
فجفَّ اللحنُ حين جرى غنائي

وغصَّتْ بالأنينِ لهاةُ شعري
فأشعلَ نارَ غصَّتِها إبائي


وأَلهبَ أَحرفي فغدتْ جحيماً
صُراخاً زاخراً بالكبرياءِ


إذا لزمَ الشقاءُ حياةَ حُرٍّ
أضاءَ الفجرَ من كَبِدِ الشقاءِ

وصاغَ من القريضِ عُقودَ ماسٍ
تُزيِّنُ جِيدَ مُتْرفَةِ البهاءِ


وأوقدَ نارَ ملحمةِ القوافي
ولم يأبهْ لداعيةِ الرِّياءِ


ولم يجلسْ ليَطعمَ سُمَّ عيشٍ
بمأدُبةِ اللئامِ على ولاءِ


كرهتُ العيشَ في وطني ويَبقى
يُشرِّفُني إلى وطني انتمائي

برُوحي أفتديهِ وإن قَلاني
وغيَّبني وأمعنَ بالخفاءِ


وحمَّلَني همومَ العيشِ كُرهاً
ونازعَني الخلاصَ من البلاءِ


وأطعمني على جوعي فُتاتاً
وأَطعمَ شانئاً دَسِمَ الغذاءِ


فكمْ من جاهلٍ يختالُ عُجباً
وينعمُ بالهناءةِ والرَّخاءِ


وكمْ من مُشرعٍ حرفاً حقوداً
تبنَّتهُ المنابرُ باحتفاءِ


فراحَ يعبُّ أضواءَ النوادي
ليظلمَها بأمواجِ الغُثاءِ

أنا الألقُ المقدَّسُ يا بلادي
لأجلكِ أَنتضي قلمَ الفداءِ


لئنْ نسيَ التُّرابُ هوى انتمائي
فهل نسيتْ قداستُهُ حُدائي

وهل طلعَ الصَّباحُ عليهِ يوماً
ولم يسمعْ صُداحيَ للمساءِ ؟


فَلِمْ لا أستحمُّ ببحرِ حُبِّي
وَلِمْ لا أستريحُ إلى الهواءِ


وهل بحرُ الهوى وقْفٌ لقومٍ
وأنسامُ الهواءِ لمنْ يُرائي ؟!


* * *

أحبُّكَ يا ثرى وطني لَوانِّي
لقيتُ عليكَ ألوانَ العَناءِ


أحبُّكَ فاحتضنْ جسدي طَهورا
إذا ما الشعرُ جَلْجَلَ في رِثائي



القتاد ... شجرٌ له شوك

قديم 01-06-2011, 05:41 PM
المشاركة 159
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (23)





فصـلُ الخطـاب





لا تَزيدي الجَّوى بطولِ الغياب
أنتِ أَدرى بلوعتي وعذابي


أنا أهوى عينيكِ بوحاً حنوناً
قرِّبيني إليكِ دونَ ارتيابِ

وامنحيني من نورِ عينيكِ وَمْضاً
يشعلُ الشَّوقَ في عروقِ التَّصابي

لا تَغيبي وتُطفئي نارَ وجدي
نارُ وجدي تزيدُ عندَ اقترابي


أنا أهواكِ حاكماً مستبداً
بفؤادي بخيلةً بالثَّوابِ


أنا أهواكِ صرخةً في دمائي
وهدوءاً ينسابُ في أَعصابي


وابتهالاً ورِقَّةً ودلالاً
وانطلاقاً إلى الذُّرا والشِّعابِ


وربيعاً من الهوى وشتاءً
وخريفاً يُزري بصيفِ الشبابِ


أنا أهواكِ بسمةً في شقائي
ودموعاً في وَحشتي واغترابي


لا تُطيلي الغيابَ فالعمرُ أضحى
قابَ قوسينِ من نزولِ التُّرابِ


نحنُ للحبِّ والحنانِ خُلقنا
وحَرِيٌّ بنا ارتشاف الرّضابِ


وحَرِيٌّ بمن يحبُّ ويهوى
أنْ يُذيبَ المُنى بكأسِ الشَّرابِ


رُبَّ يومٍ للوصلِ ينجبُ سعْداً
يدفنُ اليأسَ في وميضِ السَّرابِ

نحن كالوردِ رقةً وعبيراً
وجديرٌ بالوردِ نفحُ المَلابِ


فتعالي يا عَذبةِ الرُّوحِ نَحيا
في بُروجِ المنى بدُنيا الرِّغابِ

وتعالي نعقدْ من الفجرِ شالاً
فوقَ خصرِ الأصيلِ قبلَ الغيابِ


وَلْنطوِّقْ بالنورِ عُنْقَ الليالي
ولْنُضمِّخْ بالعطرِ فجرَ الرَّوابي

فاكتُبيني بضوءِ عينيكِ سطراً
يفضحُ السرَّ في غُموضِ الجوابِ


واجعليني عنوانَ حُبٍّ قديمٍ
لصراخٍ * قدَّمتُ فيهِ كتابي


آهِ يا شمعتي الحزينةَ زِيدي
في انصهارٍ وأمعني في التهابِ


آهِ يا بسمتي النديَّةَ طُوفي
بارتياحٍ وأَجمِلي في العِتابِ

آهِ يا خمرتي التي لم تُعتَّقْ
لمُجونٍ بل عُتِّقتْ لاحتسابِ


لا تقولي مضى الشبابُ وولَّى
أمتعُ الحبِّ في سِنيِّ التّصابي

أنتِ أحلى في الأربعينَ وأَبهى
فاتَّقي اللهَ عندَ فَصلِ الخِطابِ



*صراخ ... ينوه الشاعر بديوانه
الأول (صراخ الجحيم)



قديم 01-19-2011, 10:35 AM
المشاركة 160
سلطان الركيبات
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (4)


المُجسَّدَة




النايُ يسبِّحُ والمِزهرْ
وقوافٍ من وادي عَبْقَرْ
وطُيوفُ الأمسِ تحاصرُني
باللون الأسودِ والأحمرْ
* * *
عتَّقتُ الخمرَ بأوردتي
وشربتُ دمائيَ كي أسكرْ
فكؤوسي قافيةٌ ظمأى
تستنزِفُ شرياني الأبهرْ
مازلتُ أعاقِرُها حتى
أدمنتُ حروفاً لا تُذكرْ
فسموتُ إلى الملأِ الأعلى
بجنانِ الخُلدِ إلى الكوثرْ
أتوضأُ .. أغسلُ أدراني
أتطيَّبُ بالمسكِ الأذفرْ
وأَلُمُّ شتاتي مُؤتزِراً
بشعاعٍ من أملٍ أخضرْ
فيحاصرُني وجعُ الماضي
وهمومُ الحاضرِ في المِئزرْ
أتُراني أحلمُ أم أنِّي
ما زلتُ على وجعي أسهرْ
* * *
يا بنتَ خيالي لا تَدعي
بركانَ جحيميَ للمحشرْ
لا ترمي أوراقَ الماضي
بسلالكِ في جوٍّ أغبرْ
فأنا ما زلتُ نديمُ هوىً
صوفيَّ المورِدِ والمصدَرْ
وأنا ينبوعُ عطاءاتٍ
في ليلكِ أسطعُ كالجوهرْ
أتلوَّى من وجعِ الذكرى
وجراحي تولدُ لا تُقْبرْ
أتناثرُ دُرَّاً ينظِمُني
خيطٌ من نورٍ لا يُكسَرْ
وأصوغُ السحر وأسكبُهُ
وأصونُ السِّرَ ولا أجهرْ
وأُداوي القلبَ وأَصبغُهُ
باللونِ الأسودِ والأحمرْ
فضفافُ جراحي قد كَفرتْ
باللونِ الأسودِ والأصفرْ
* * *
عشرون ربيعاً فاتَتْني
عشرون ربيعاً لا أكثرْ
عشرون ربيعاً أرسِمُها
بالنورِ على الشفَقِ الأشقرْ
عشرون ربيعاً ما كبُرَتْ
حلقاتُ العمرِ ولم أكبَرْ
* * *
يا فجرَ شحوبٍ يطلقهُ
خوفي من آتٍ لا يُقهَرْ
خوفي من ذنبٍ يقلقني
في يومِ حسابٍ لا يُغفَرْ
من وحشٍ يفترِسُ الماضي
من عقربةٍ تُخفي خنجرْ
تمشي لا تهدأُُ لا تُلوي
إن ضاعَ العمرُ ولم أظفر
تمحو دقاتُ ثوانيها
عمري المكتوبَ ولا تفترْ
* * *
يا بنتَ خيالي يا قَدَراً
يَخْفَى عن عيني لا يظهرْ
أهواك أُجدِّدُ أيامي
يا أجملَ حلمٍ يا أنضرْ
أهواكِ وأكتُمُ أشواقي
وأخافُ من الفزعِ الأكبرْ
* * *
عيناكِ وحسبي أنَّهما
كأسان بخمرِهما أسكرْ
عيناكِ وخوفي يتركني
أتوجَّسُ من طرْفٍ يسحر
فتعالَي ذوبي في كَبِدي
يا أحلى من قطعِ السكرْ
* * *
يا بنتَ خيالي لا تَدَعي
ستينَ خريفاً لا تُعصَرْ
بخيالي أنتِ مجسَّدَةٌ
شلالَ ضِياءٍ بل كوثرْ

3/4/1998
أخي عبدالسلام
سلام الله عليك
لقد وعدتك أن اقرأ لصديقك وأستاذك وأستاذي بحق
الشاعر العظيم محمد حسن المنجد
بحق واقعه يشبه واقعي
رغم أن تجربته الشعرية طويلة
والله يعطيه طولة العمر والصحة
هذه القصيدة التي اقتبستها هنا
راقت لي حد الأدهاش
بحق أنه شاعر ويتفوق على من ذكرت لنا من شعراء
أعطاهم الإعلام أكثر من حجمهما
أمانة أحملها لك أن تسلم على شاعرنا الجميل المحبط
وأن تقرأ عليه قصيدتي اعتزال
أود أن أسمع رأيه وأن أقول له يا سيدي الشاعر
لا نبي في بلده
لقد جئنا في عصر لا يعرفنا ولا نعرفه
مودتي لك وله
ولي عودة مع باقي نصوصه

الشعر ما أوجع وأمتع

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في العروض والقوافي - أبو الحسن أحمد بن محمد العروضي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 12:23 AM
ديوان تقي الدين السَّروجي .. ما تبقى من شعره وموشحاته - نبيل محمد رشاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 10:21 PM
الطُّغرائي .. حياته .. شعره .. لاميته - علي جواد الطاهر د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 05:52 PM
|| الشاعر فهد العسكر حياته وشعره || ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 07-19-2011 05:59 AM
ملحمة الدموع - الشاعر محمد الحسن منجد عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 5 10-16-2010 05:21 PM

الساعة الآن 02:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.