قديم 12-31-2010, 04:57 PM
المشاركة 141
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (6)



الشـاعـر



يُهيمُ يسألُ لا وِرد ولا صَدَرُ
مشتَّتُ الفكرِ أضنى جفنَه السَّهرُ


يلوذُ بالأمنياتِ الوهمِ يبعثُها
من رقدةِ الصَّحوِ لا صاحٍ ولا خدرُ


يبني جسوراً من الأحلامِ أوَّلُها
حرفٌ وآخرُها في صمتِه فِكَرُ


وينثني يهدمُ البنيانَ يحرقُه
كيما يضيءَ لهُ من نارِه شررُ


يغشى الظَّلامَ وفي عينيهِ بَرْقُ هوىً
من قلبِه فهو تحتَ القرِّ يَستعرُ


يبكي ويضحكُ والأيامُ شامِتةٌ
والحقُّ والباطلُ المغرورُ والقدرُ


ويَستحمُّ بضوءِ الشمسِ يسكبُهُ
على محيَّاهُ فجرٌ كاذبٌ أَشِرُ


كأنَّه أخلفَ الأيامَ موعدَها
فعاقبتْهُ وفرَّتْ منهُ تَعتذرُ


وغادرتْ في حشاهُ ألفَ نازلةٍ
كأنَّما وخزَها في صدرِهِ إبَرُ


واجتازَ بوابةَ الخمسينَ مُنطلِقاً
والخوفُ في نَفَقِ الستينَ يَنتظرُ


وما جنى من أماني العمرِ واحدةً
وكيف يَجني وما في كفِّهِ ضَررُ


* * *

أُنظرْ إليهِ تجدْهُ العمرَ مبتسماً
وفي حناياهُ قلبٌ كادَ يَنفطرُ


نفسٌ هي الطُّهرُ تَرقى في معارجِها
يقودُها النيِّرانُ الفكرُ والنَّظرُ


ما بثَّ شكواهُ إلا في قصائدِهِ
فيها تزاحمتِ الأفكارُ والصُّورُ


يستلهمُ الوحيَ رَقراقاً يُسلسلُه
شعراً هو النَّغمُ المسحورُ والدُّررُ


في كلِّ قافيةٍ نبضٌ يُنظِّمُهُ
شريانُ حبٍّ عليهِ تَنزلُ السُّورُ


ما مرَّ في دارةٍ إلا و(كَهْرَبَها)
قطباهُ من لَهَفٍ فاسَّاقطَ المطرُ


يَغشى المخاطرَ في قولٍ يجرِّدُه
شِعراً وكمْ لفَّهُ من فكرةٍ خَطرُ


وكم سرى في ليالي الخوفِ يَحْفزهُ
كشفُ الحقيقةِ لا يأسٌ ولا ضجرُ


مُنقِّباً في خفايا الناسِ مُحترِقاً
بما يُكِنُّون لا يَخفى لهُ أثرُ


والناسُ من حولِهِ أبطالُ معركةٍ
مع الحياةِ فذا خاوٍ وذا بَطِرُ




قديم 12-31-2010, 05:13 PM
المشاركة 142
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (7)



قَينةُ العاصي



غناؤكِ بتُّ أسمعُه نُواحا
حليفَ السُّهدِ أنتظرُ الصَّباحا

كأنَّ أنينَكِ المجروحَ صوتي
وقلبُكِ ما أراحَ ولا استراحا


فشأنُكِ في الهوى شأني وقِدماً
هوى الأحبابِ أَرْقصنا سَماحا


نُوشِّي اللَّيلَ نزرعُهُ جراحاً
ونلبسُ من مطارفِهِ وِشاحا


ونشربُ في الوَفا سُمَّاً زُعافاً
ويشربُ غيرُنا في الغدرِ راحا


كلانا يُستباحُ بكلِّ عصرٍ
ويغدقُ ما أباحَ ولا استباحا


كلانا نابضٌ قلباً وفكراً
ونابُ الدهرِ يُوسعُه جِراحا


نَئنُّ إلى الصباحِ فإن تَهادى
أضاعَ الشَّامتونَ بنا النُّواحا


* * *

رُويداً قينةَ العاصي رويداً
فوِردكِ لم يعدْ ماءً قُراحا


ونهرُكِ صارَ يزحفُ في تَأنٍّ
جداولُهُ غدتْ ظَمأى شِحاحا


وشاعرُكِ الذي سَحَرَ اللَّيالي
صُداحاً نايُه كَرِهَ الصُّداحا


* * *

ربيعُ العمْرِ قد أمسى خريفاً
ولم يُصِبِ التَّقدمَ والنَّجاحا


يحومُ على شفا حُفَرٍ فيَهوي
كليلَ العزمِ مُضطرباً جَناحا


وطيرُ السَّعدِ نَفَّرهُ غرابٌ
أَبى إلا بمهجتِهِ ارتياحا


* * *

رويدكِ هَدهِدي الآلامَ دُوري
جنانُكِ لم تَعُدْ أبداً فِساحا


وصوتُكِ لم يَعُدْ يُذكي حنيني
ولم يُغْرِ الشقائقَ والأقاحا


رويدكِ .. ما الحياةُ وقد تَقضَّى
زمانُ الحبِّ من عُمْريْ وراحا


وخلَّفَ فيَّ جرحاً ليس يَشفى
على الأيامِ يُوسعُني افتضاحا


إذا ما الشعرُ أَزهرَ من جِراحي
يقولُ الكاشحونَ بَكى وناحا


وإنْ غنَّيتُ لحنَ الحبِّ قالوا
مع الخمسينَ يقتنصُ المِلاحا


تَساوَيْنا بعُرفِ الناسِ نُوحيْ
كشاعرِكِ الذي أَلِفَ النُّواحا





قديم 12-31-2010, 09:49 PM
المشاركة 143
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (8)



الله يا دُنيا الشقاء




سارتْ على عَجَلٍ فقلتُ لها قِفي
وترفَّقي بمتيَّمٍ يهواكِ


إنِّي عرفتكِ طفلةً وعرفتِني
طفلاً تَزامنَ خطوهُ بخُطاكِ


حتى إذا ما اشتدَّ ساعدُه انْبرى
وبقيتِ سادرةً بغيرِ حِراكِ


يُمناهُ ما تنفكُّ تَنصبُ للعُلى
أشراكَه وتزيلُها يُسراكِ


مَنَّيتِه بالوصلِ ثم هجرتِهِ
ووصلتِ من بغرورِهِ وافاكِ


فسخرتِ منهُ وكان غِرَّاً سَاذجاً
عَشِقَ الإباءَ لكي ينالَ رضاكِ


وصحا على أَلَقِ الحقيقةِ بعدما
خسرَ الرِّهانَ ولم يَعُدْ لعراكِ


وغدتْ جذورُ اليأسِ في أعماقِه
تَمتدُّ حتى شابَ روضُ هواكِ


واليومَ يحزمُ للرَّحيلِ متاعَهُ
وغداً تودِّعُ ركبَهُ عيناكِ


يمضي إلى الستينَ يحرقُ عمرَه
مَسعاهُ يخفقُ في لَظى مَسعاكِ


ولكمْ تزوَّدَ بالتعلُّلِ فالمُنى
وهمٌ وكلُّ الوهمِ في نَجواكِ

يا أنتِ يا دنيا الشقاءِ ترفَّقي
رُحماكِ يا دنيا الشَّقا رُحماكِ


أرهقتِني ظُلماً فأنت ظَلومةٌ
للزَّارعينَ الحبَّ رغمَ نَواكِ


والفارغونَ بكل عصرٍ تُوِّجوا
بالغارِ تضفرُ غصنَهُ يُمناكِ


* * *

كم من دعيٍّ نالَ منكِ رغائباً
وأَنلتِ مشبوبَ الحنينِ جفاكِ


وملأتِ مأدبةَ اللَّئيمِ أطايباً
ضنَّتْ بها عندَ الوفيِّ يداكِ


وجَزيتِ ضعفَ الهادمينَ جواهراً
وجَزيتِ عزمَ المُبدعينَ حَصاكِ


وزَهوتِ باسمِ الأغنياءِ جهالةً
ونَفرتِ ممَّنْ ينشرونَ ضِياكِ


* * *
الله يا دُنيا الشقاءِ .. لَكَمْ ذَوى
غصنٌ كريمُ الأصلِ في مَغناكِ


روَّى جذورَ اللؤمِ نبعُك وانثنى
يَسقي الطَّحالبَ في ربوعِ حِماكِ


فنَمتْ بذورُ الشَّوكِ بين أزاهرٍ
وسَرَتْ بها تُدمي الزهورَ دِماكِ


* * *

ما زلتِ يا دنيا الشَّقاءِ شهيةً
رغمَ انسحاقِ العدلِ بينَ رَحاكِ


نذرٌ عليَّ إذا كَرُمتِ بنظرةٍ
تمحو ظلامي من بريقِ سَناكِ


لأُساقيَنَّ الحورَ صهباءَ المُنى
وأُراودنَّ العينَ في سُقياكِ


ولأَبلغنَّ بكلِّ كأسٍ بُغْيةً
عزَّتْ على الزُّهادِ والنُّساكِ


فتعسَّفي ما شئتِ لسْتَ مُصانعاً
فالصُّبحُ يَكمنُ خلفَ عَسفِ دُجاكِ





قديم 01-01-2011, 12:34 PM
المشاركة 144
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (9)



الرحـيل




دعوني قد تملَّكَني الذُّهولُ
فكُلِّي ذكرياتٌ لا تزولُ


تملَّكَني الذهولُ فَصِرتُ عبداً
فهل للعِتقِ عندكَمُ سبيلُ


يمُرُّ شريطُ أيامي سريعاً
فَتُشجيني المنازلُ والطُّلولُ


وما لي حين يملِكُني ذُهولٌ
يدانِ إلى الوصولِ فلا وُصولُ


* * *

إذا عزفتْ بناتُ الشعرِ لحناً
على كَبِدي تنهَّدَ مستحيلُ


وغرَّدَ بُلبلُ الشوقِ المُعنَّى
ورَنَّ بصوتِهِ النَّغمُ الأصيلُ


وعاودني الحنينُ إلى زمانٍ
على أعتابِهِ نَبتَ الخميلُ


رضعتُ به لبانَ الحبِّ كهلاً
وجرَّحَ خافقي الطَّرْفُ الكحيلُ


وأَوْرقَ كرمُ أحلامي ورفَّتْ
طيورُ السَّعدِ يُسعدُها الهديلُ


نسيتُ طفولتي وربيعَ عمْري
وهِمْتُ يشدُّني الخصرُ النحيلُ


وَأدتُ جراحَ أيامي بقلبي
وأينعَ في دمي أملٌ بَليْلُ


أدلِّلُه .. أداعبُه وأحنو
عليه لعلَّ بارقَهُ يطولُ


* * *

تبدَّلتِ الحياةُ فكلُّ شيءٍ
عدا من راحَ يحسدُني جميلُ


وما بدَّلتُ ألواني فما لي
وإنْ بدَّلتُ عن خُلُقي بديلُ


* * *

ومرَّ العامُ تِلوَ العامِ حتى
تمكَّنَ من سنا أملي الأُفولُ


وأظلمتِ الحياةُ وشابَ قلبي
فكلُّ المُوحشاتِ به مُثولُ


تَنكَّرَ لي أحبَّائي وأهلي
وضاعَ الدَّربُ وانتحر الدَّليلُ


فعُدْتُ أَلمُّ أوراقي وأخلو
بآثامي .. لقد قَرُبَ الرَّحيلُ




قديم 01-01-2011, 03:11 PM
المشاركة 145
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (10)



سورة النجم



صدِّقوني إذا كذبتُ عليكمْ
إنَّني شاعرٌ بلغتُ الثُّريا


أمقتُ الصِّدقَ أشتري بضميري
أُمنياتي ولن أكونَ أبيَّا


قد تعوَّدتُ أن أُطأطئِ رأسي
وتعوَّدتُ أن أكونَ طريَّا


وتعوَّدتُ كيفَ أدفنُ نفسي
وتعوَّدتُ كيف أبكي عليَّا


* * *

كم قطفتُ النجومَ نجماً فنجماً
ثمَّ صُغْتُ القريضَ عذباً سنيَّا


أنا يا قومُ واحدٌ من ألوفٍ
من ملايينَ زَيَّفتْ عبقريَّا


أنا يا قومُ واحدٌ من ألوفٍ
من ملايينَ لم تُصدِّقْ نبيَّا


علَّمتني الأيَّامُ كيفَ التَّخلي
عن حيائي وكنتُ دوماً حَيِيَّا


زَيَّفَ الناسُ مَنطقي وشعوري
فاستحالَ الضياءُ ليلاً عتيَّا


* * *

كنتُ في كلِّ ذرةٍ من دمائي
أتلظَّى بالصَّمتِ في جانحيَّا


كنتُ أرنو إلى الحياةِ بعينٍ
تعشقُ النورَ والصباحَ النديَّا


ليتني كنتُ .. ليتني كنتُ ميْتاً
قبل صَحوي وقبل عَوْدي إليَّا


* * *

أنا في الليلِ كمْ أُصلِّي وأتلو
سورةَ النجمِ بُكرةٌ وعشيَّا


ما هوى النجمُ ليتَه اليومَ يهوي
أو أرى بارقاً يُطلُّ عليَّا


* * *

قيِّدوني بقيدِكم واضربوني
بسياطٍ ممَّا صَنَعْنا سويَّا


نحنُ من بعضِنا سُلالةُ قيدٍ
وظلامٌ يمزِّقُ الأريحيَّا


* * *

كذِّبوني إذا صدقتُ فإنِّي
رُغمَ عزمي أحبو على رُكبتيَّا


أَطلقوني ولو لبِضعِ ثَوانٍ
ثم شُدُّوا الوثاقَ شيئاً فشيَّا


لا تخافوا الضياءَ ليلي طويلٌ
سوفَ أبقى مدى الحياةِ شقيَّا


أنا يا قومُ منكُمُ وإليكمْ
فليصدِّقْ من كانَ مثلي غبيَّا



قديم 01-01-2011, 03:27 PM
المشاركة 146
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (11)


الصـمت الرهيـب



في بُروجٍ مشيَّداتٍ من الوهْـــــــــمِ تعالتْ إلى عَنان السماءِ

في كهوفٍ من الظَّلامِ تناءى الْــقلبُ فيها عن سائرِ الأضواءِ

في سراديبَ مُوحشاتٍ تهاوتْ . أنجمُ السَّعدِ فوقَ قبرِ رجائي

في بحارٍ أمواجُها الحُمرُ تَغلي ...... بدماءِ الوفاءِ والأوفياءِ


كان صوتي كالرَّعدِ بين ضُلوعي . يطلُبُ الثأرَ لاغتيالِ إبائي

مزَّقوني بأحرفِ النَّصب والــــــــجَّر وأَغروا أنذالَهم بهِجائي

وتَمادوا بالغدرِ حتى تَخلّوا .... عن بقايا الضميرِ دونَ حياءِ

وأشاعوا أنِّي قضيتُ فقالوا .. ماتَ صَبراً على دُروبِ الجَّفاءِ

ساءهمْ أنَّني أشعُّ ضياءً ............ من ظلامِ القبورِ للأحياءِ


حمَّلوني وِزرَ الغناءِ فقالوا ...... مُطربُ القومِ مُمعنٌ بالهُراءِ

* * *

أيُّها الصوتُ إن صمتي رهيبٌ ... لم يُحطِّمْ مداهُ من كِبريائي

رُبَّ صمتٍ أَمرّ منْ شَططِ القو......لِ وأقسى بمسمع الأعداءِ

ولهيبُ الجِّراحِ في الصدرِ أَورى . من مَسيلِ الدِّما على الغبراءِ

* * *

يا بروجَ الخيالِ والوهمِ حسبي ...... أنَّني فيكِ أَكتوي بندائي

يا كهوفَ الظَّلامِ في صَحوةِ المو..تِ أُغنِّي يا ليلُ أينَ ضيائي

يا سراديبَ وَحشتي وضياعي . كيف أمحو باليأسِ سِفْرَ شَقائي

يا بحارَ الدِّماءِ إنَّ شِراعي ........... مزَّقتْهُ وساوسٌ بدمائي

أَقفرَ العُمرُ واستبدَّ بقلبي ....... هاتفُ الموتِ وانتظارُ فنائي

* * *
أيُّها العائمونَ في أَبْحرِ الزّيْــــفِ تعرَّوا من عارياتِ الرِّياءِ

واهجروا ظُلمةَ القبورِ وهيَّا .... نَغتنمْ صفوَ عمرِنا بالوفاءِ


وتعالوا نُطهِّرِ الروحَ بالحــــــــــبِّ ونَغسلْ نفوسَنا بالإخاءِ




قديم 01-01-2011, 03:39 PM
المشاركة 147
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (12)



ابتهــال


بعينيكِ يحلو لي التَّصوُّف والغزلْ
فباللهِ هذا السِّحرُ كم عاشقاً قتلْ


بعينيكِ شوقٌ وابتهالٌ وفتنةٌ
وإنِّي إلى عينيكِ يا(...) أبتهِلْ


بعينيكِ سرٌّ كَحَّل الطرفَ غامضٌ
فمن أيِّ كُحلٍ ذوَّبَ الطَّرفُ واكتحلْ


من أيِّ بحرٍ نضَّدَ الثَّغرُ لؤلؤاً
ومن أيِّ عَتمٍ أظلمَ الشَّعرُ وانْسدلْ


ومن أيِّ دوحٍ أفرعَ الغصنُ حاملاً
على الصدرِ رُماناً يباهي بما حَصلْ


فمنْ ليْ وقد تيَّمتِ قلبي بنظرةٍ
إلى قلبِكِ الخفَّاقِ يا (...) بالأملْ


ومنْ لي وما لي عنكِ في البُعدِ سلوةٌ
وقلبُك رغمَ الشوقِ بالحبِّ ما وصلْ


* * *

أراكِ فأَستحييْ وأكتمُ لوعتي
وأُخفي أَنيني في هواكِ ولم أزلْ


وأقسمُ لو واصلتِ قلبي بلهفةٍ
لأَرقصتُ أسرابَ البلابلِ بالغزلْ

وصغتُ لكِ الأطواقَ دُرَّاً وعَسجداً
وحرَّكتُ قلبَ الصَّخرِ بالقولِ والعملْ


فإنِّي مُحبٌّ طيبُ القلبِ هائمٌ
أبيٌّ كريمُ النَّفسِ أخشى من الزَّلَلْ


أُحبُّكِ في صمتٍ وشوقٍ وحُرقةٍ
وكدتُ لطولِ الصمتِ ينتابُني المَللْ


أُذيبُ قوافي الشعرِ بالعطرِ والنَّدى
وأهتفُ يا رُوحي فقولي .. أجلْ .. أجلْ


وإنِّي بما أَشقى سعيدٌ وإنَّما
أخافُ بطولِ العَهدِ يَطوينيَ الأجلْ


وإنِّي وإنْ داريتُ يا (...) عاشقٌ
يُشاغلُ قلبي الغيدُ عنكِ وما انْشغلْ


فحسبي هوى عينيكِ يشعلُ خافقي
ولولا هوى عينيكِ يا (...) ما اشتعلْ




قديم 01-02-2011, 05:01 PM
المشاركة 148
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي



المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (13)


هـروب



عادتْ لِتسألَني وتعلمُ أنَّني
أهوى التي بجحيمِها أتقلَّبُ


أهوى العذابَ بقربِها يا ليتَها
عرفتْ حليفَ السُّهدِ كيف يُعذَّبُ


يا ليتها عرفتْ جنونَ مشاعري
وأنا لِكشفِ جنونِها أترقَّبُ


ينهلُّ كالمسكِ الفتيقِ حديثُها
وأنا بعطرِ حديثِها أتطيَّبُ


وتضيءُ مثلَ الشمسِ إنْ هيَ أسفرتْ
وتنيرُ مثلَ البدرِ إذ تتحجَّبُ


وتنمُّ عن شَغَفِ الفؤادِ لحاظُها
فتشُدُّني لغةُ العيونِ تُرحِّبُ


وتظلُّ بينَ تجاوبٍ وتمنُّعٍ
حتى إذا غلبَ الرِّضا تتهرَّبُ

وتعودُ تلعبُ بي كسالفِ عهدِها
وكأنَّها تخشى الهوى فتُجرِّبُ


تنأى عن الآمالِ وهي قريبةٌ
ومتى ابتعدتُ فإنَّها تَتقرَّبُ


فيَحارُ فكري كيفَ أملكُ قلبَها
وهي التي في لحظةٍ تتقلَّبُ


وتعودُ تسألُني وما ليَ مَهْربٌ
إلا لصمتيَ والسُّؤالُ مُحبَّبُ


أأقولُ يا عمريْ وأعلمُ أنَّها
لن تستجيبَ وبالحَيا تتجلْبَبُ


أمْ أكتمُ الأشواقَ وهي حرائقٌ
وأظلُّ مشبوبَ الهوى أتلهَّبُ


وأنا مع الستينَ يرمقُني الرَّدى
ويمزِّقُ الآمالَ شعرٌ أشيبُ


طَوراً أصدِّقُ في هوايَ مشاعري
ويهزُّني صوتُ الحِجا فأكذِّبُ


وأُنمِّقُ الكلماتِ أخطبُ ودَّها
فتُشيحُ بالوجهِ الصَّبيحِ وتغضبُ

فألفِّقُ الأعذارَ مثلَ مُخادِعٍ
فتريشُ لي سهمَ الهوى وتصوِّبُ


* * *
يا أنتِ .. يا هبةَ السَّماءِ لشاعرٍ
وافى إلى قُدسِ الهوى يترهَّبُ


أوَتسألينَ وأنتِ أَدرى بالتي
صادتْهُ حبَّاً وانزَوتْ تَترقَّبُ


لا تُرهقيهِ بـ منْ ؟ وكيفَ ؟ وربَّما
لا تسأليهِ فإنَّه يتهرَّبُ





قديم 01-02-2011, 06:41 PM
المشاركة 149
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (14)



لنْ تَأْثمـي




لا تكتمي "أهواكَ" لا لن تأثَمي
فالحبُّ للأرواحِ غيرُ محرَّمِ


بوحي .. أَبُحْ بهوايَ إنِّي خائفٌ
نكرانَ حبِّكِ يا مُنايَ تكلَّمي


وأخافُ ألسنةَ الوشاةِ تلوكُنا
وغموضَ ردِّكِ عندَ أولِ موسمِ


وأخافُ مِنكِ عليكِ إن صَدَقَ الهوى
أن تكْتوي بالشَّوقِ أو تتألَّمي


أَغريتِني بنقاءِ وجهٍ مُشرقٍ
وصفاءِ صوتٍ ساحرٍ مترنِّمِ


إنِّي أُحاولُ أن أُعلِِّمَكِ الهوى
شِعراً وطَرفاً آسراً فتعلَّمي


هيا اجهريْ بالحبِّ لا تتهرَّبي
فحديثُ طرفِكِ جاءَ غيرَ مُتَرجَمِ


إنْ كنتِ خائفةً فسرُّكِ غامضٌ
لا يَنجلي حتى يُراقَ له دَمي


أو كنتِ خجلى من أحاديثِ الهوى
فَدَعي حياءَك لحظةً وتقدَّمي


سيزولُ خوفكِ عندَ أولِ همسةٍ
قولي " أُحِبُّكَ " مرةً وتبسَّمي


وإذا حياؤكِ حالَ دونَ سماعِها
من ثغرِكِ الفتَّانِ لا تتوهَّمي


مُدِّي يديكِ فعندَ أولِ لمسةٍ
من راحتيَّ يزولُ كلُّ تَوهُّمِ


وَدعيْ عيونَكِ تبتسمْ لي مرةً
عند اللِّقاءِ ترِقُّ نارُ جهنَّمِ


فإذا سَعِدْنا بالحديثِ وأُطفِئتْ
نيرانُ خوفٍ لاهبٍ متضرِّمِ


عودي لخوفِكِ عندَ أوَّلِ همسةٍ
واستغفري بعدَ اللقاءِ وتَمتمي


* * *

يا فتنةً حَرُمَتْ وزادَ فتونَها
تحريمُها إنِّي بظلِّكِ أَحتمي


جودي بقربكِ إنَّ بُعدَكِ مَغْرَمٌ
وجميلُ قربِكِ يا حبيبةُ مَغنمي

أخشى إذا غدرَ الزمانُ وقُطِّعتْ
بالبعدِ أسبابُ اللِّقا أنْ تَندمي

وتعود أيامُ الشقاءِ ونكتوي
ندماً يطولُ ولاتَ ساعةَ مندمِ


فاستسلمي لنداءِ قلبِكِ بل صِلي
بالرُّوحِ في طُهْرِ المُنى لن تَأْثمي




حماة 1995





قديم 01-02-2011, 10:01 PM
المشاركة 150
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (15)



عـرسُ الوفـاءِ



ألقيت في الحفل التكريمي لأستاذي
المربي الكبير هاشم الصيَّادي في
المركز الثقافي العربي في حماة



من مهبطِ الوحيِ في تسبيحةِ السحرِ
من رفرَفِ النُّورِ في إشراقةِ القمرِ


من نبضِ قلبيَ من أحلى هوىً وندىً
من كوثر الحبِّ من ترنيمةِ الوترِ


منَ الصفاءِ ومنْ كنزِ العطاءِ ومنْ
محضِ الوفاءِ من الأهدابِ والحورِ

لصانعِ المجدِ للبانيْ صروحَ هُدىً
منْ أصغريهِ لمن أسلمتُهُ قَدَري

جمعتُ أضمومةً من روضةٍ حَليَتْ
وجئتُ أنثُرُها في حفلهِ العَطِرِ


* * *

يا مُنقذي من ظلامِ الجهلِ تمنحُني
جناحِ نَسرٍ على التَّحليقِ مُقتدِرِ


أَرشدْتَني بجميلِ النُّصحِ تهتفُ بي
إلى الأمامِ لَجنْيِ الشَّهدِ من إبرِ

اِقرأْ وجوِّدْ كتابَ الشعرِ في بلدٍ
عاصيهِ* أصبحَ مِطواعاً على العُصُرِ

تَلقَ الوفاءَ كَذَوْبِ الشهدِ مُمتزجاً
بكلِّ حرفٍ بشالِ الحُسنِ مؤتزِرِ


وامدُدْ يديكَ لمنْ غذَّيتَهم أَدباً
تَجِدْ عطاءكَ مثلَ النقشِ في الحجرِ


* * *

ماذا أقولُ وهل تسطيعُ قافيتي
ردَّ الجميلِ بما أبدعتُ من صُورِ


أنا الذي لم أدعْ للشعرِ صَومعةً
إلا نقشتُ على محرابِها سُوَري


وما عبرتُ صحارى الوجدِ محترِقاً
إلا تطايرَ من كثبانِها شَرري


وكم أثرتُ من الأشواقِ زوبعةً
صيفيَّةَ السُّحبِ لم يهطُلْ بها مطري


وطوَّقتْ أَحرفي جِيدَ الجمالِ بما
نضَّدتُه من لآلي السِّحْرِ في السَّحَرِ

وعدتُ بالشيبِ والإخفاقِ يحملُني
موجُ النَّدامةِ في دوَّامةِ السَّفرِ


* * *

هذا شريطٌ حصادُ الذِّكرياتِ بهِ
سجلتُه بدموعِ الصَّحوِ والخدرِ


فيهِ الوفاءُ بنبضِ القلبِ مرتهنٌ
يداعبُ الشوقَ في سمعي وفي بَصري


أيامَ كُنتَ وكان الفصلُ يجمعُنا
بصُحبةٍ كالنجومِ الزُّهرِ كالزَّهَرِ


وأنتَ كالبدرِ تجلو ليلَنا بيدٍ
تَجري على اللَّوحِ تروي أَروعَ السِّيرِ


لقَّنتَنا العلمَ والأخلاقَ مُدَّرعاً
بالصَّبرِ حيناً وأحياناً بذي خَطَرِ


ينهلُّ كالمُزنِ في توضيحِ مسألةٍ
عَزَّتْ على كل غوَّاصٍ على الدُّرَرِ


ونقرأُ الحبَّ في عينيكَ نلمَسُهُ
في راحتيكَ وفي التَّهديدِ والنُّذُرِ


حتى أضأتَ ظلامَ الليلِ في شُعَلِ
أوقدتَها من شظايا النفسِ والعُمُرِ


* * *

هذي غراسُكَ .. طِبْ نفساً فإنَّ لهمْ
في كلِّ علمٍ كتاباً واضحَ الفِكَرِ


يا مُسكِرَ الجيلِ من أنخابِ كرمكِ لا
تعتبْ على الناسِ والأيامِ والقدرِ


إنّا شريكانِ في النَّجوى يوحِّدُنا
همٌّ مقيمٌ مع الأحلامِ في السُّرُرِ


أما ترانيْ وقد شابَ الهوى بدمي
وأقفرَ العُمرُ إلا من لَظى الذِّكرِ


حتى وصلتُ إلى بيداءَ مُوحشةٍ
إلا من اليأسِ ظِلَّاً يَقتني أَثَري


أنَّى رحلتُ عيونٌ منه ترصدُني
وحيثما كنتُ ضاقَ الكونُ في نَظَري


وما ظفرتُ بوصلٍ في ربيعِ هوىً
حلَّ الخريفُ يُداري ذلَّ معتذرِ


كأنَّني ما عزفتُ الشوقَ أغنيةً
عذراءَ رنَّحتِ الأنسامَ من سَكَرِ


وما حملتُ يَراعاً مُشرقاً أبداً
يهدهدُ الهمَّ بالإبداعِ في سَهَري


* * *

فدعْ ملامةَ من باعوا ضمائرَهم
في سوقِ مُحتكرٍ بالصِّدقِ مُتَّجِر

مداهنونُ لهمْ في كل معتَرَكٍ
وكرٌ تسوَّرَ بالبُهتانِ والأَشَرَ


وجُلُّهم من فراشِ الليلِ رفَّ على
أضواءِ مُحترقٍ في عيشِه البطِرِ


* * *

يا واهبَ النفسِ أعصاباً تَناهبَها
سكْبُ العطاءِ بمدروسٍ ومبتَكَرِ


اِفتحْ كتابَكَ .. اِقرأْ .. نَستمعْ شغَفاً
وحدِّثِ القومَ عن أيامِكَ الغُرَرِ


ولا تلُمني إذا قصَّرتُ إن يدي
مشلولةٌ ولساني قُدَّ من حَجَرِ


أُصارعُ الغدرَ حتى كادَ يصرعُني
بأَكؤسٍ من سُمومِ الزَّيفِ والكَدرِ

أعدى عليَّ زماني كلَّ خائنةٍ
راحتْ تمزِّقُني بالنابِ والظُّفُرِ


حتى وصلتُ لحالٍ كم شقيتُ بها
إذ عدتُ أجمعُ بعضَ القوتِ بالإبَرِ


ومن رآني على ذي الحالِ ألهبَني
لسانُهُ بغليظِ القولِ مُسْتَعِرِ


فأُشعلُ الشِّعرَ إيذاناً بعاصفةٍ
فاسألْ قوافي اللَّظى والعَصفِ عن خبري


وكم طلعتُ على الدُّنيا بقافيةٍ
حمراءَ تقدحُ تحتَ الليلِ بالشَّررِ


وكمْ دفنتُ يراعي في مساومةٍ
تحتَ الرَّمادِ لكي يَخفى بهِ أَثري


* * *

فاعذرْ فديتُكَ تلميذاً أضرَّ به
عصفُ الهمومِ ونابُ الدهر من صَفَرِ


عرفتَهُ في ربيعِ العمرِ مجتهداً
طوراً .. طوراً بليداً قاصرَ النظرِ


واغفرْ جموحَ يراعٍ حشوهُ ألمٌ
يُعاكسُ القدرَ المكتوبَ من ضَجَرِ


ما لانَ للدَّهرِ يوماً في مُنازلةٍ
حتى يُوارى أبيَّاً أضيقَ الحُفَرِ


هناك يبرأُ من آلامِ غربتهِ
فالعيشُ في عصرِنا كالعيشِ في سَقَرِ


هذا يُعربدُ مَزهوَّاً بمرتَفعٍ
وذاكَ يهبطُ مَذموماً بمنحدَرِ


وذنبُ كلِّ لئامِ الناسِ مغتفرٌ
وذنبُ كلِّ كريمٍ غيرُ مغتفَرِ


* * *

فاحبسْ دموعَكَ إن حدَّثتَ في سَمَرٍ
تلقَ الصفاءَ يُضيءُ النفسَ في السَّمَرِ


واطرحْ همومَكَ في بحرِ الحياةِ وطُفْ
في جنَّةِ الحبِّ بينَ الماءِ والشَّجرِ


* * *

هذي جهودُكَ رغمَ العاصفاتِ نَمتْ
وأَينعتْ وزهتْ بالزَّهرِ والثَّمَرِ


فما لكَ اليومَ تأسى كلما ذُكرتْ
تلكَ العهودُ وتُدمي قلبَ مدَّكرِ؟


إنِّي عرفتُكَ طَوداً شامخاً أبداً
وما أظنُّكَ هيَّاباً على كِبرِ


وأنتَ في العينِ ما دامَ الضياءُ بها
وأنتَ في القلبِ حتى آخر العُمُرِ


وأنتَ من أنتَ في دفعِ الخُطوبِ وكمْ
سخرتَ منها فمالتْ عنكَ في حَذَرِ


* * *

يا رائدَ العلمِ والأخلاقِ دمتَ لنا
أباً تقيَّاً .. نقيَّاً .. خالدَ الأثَرِ


أيقظتَ فينا حُداءَ المجدِ في زمنٍ
كانتْ ذئابُ الخَنا تعويْ على النُّهُرِ


وقدتَنا نحو شُطآنٍ مذهَّبةٍ
بالعلمِ نجري على الألواحِ والدُّسُرِ

فكنتَ كالبحرِ تخشى الشُّمُّ غضبتَهُ
وحين يهدأُ يصحو الأُنسُ في الجُزُرِ


* * *

يا هادياً في دُجى الأجيالِ يا علماً
نسعى إليهِ من الوديانِ والحفرِ


دارَ الثقافةِ كم شرَّفتَ منبرَها
إذْ كنتَ في ساحِها الوثَّابِ كالنَّمِرِ


لئنْ تعمَّدتُ إغفالاً لما شهدِتْ
لكَ المواسمٌ من صفوٍ ومن كَدَرِ


فذاكَ أنَّ بياني عاجزٌ وهنتْ
منهُ الحروفُ فلم أَبلغْ بهِ وَطَري


* * *

يا بسمةَ الزَّهرِ في فصلِ العطاءِ أتى
فصلُ الوفاءِ وهذا أولُ المطرِ


إنَّ النفوسَ ظِماءٌ فاروِ غُلَّتَها
من خمرِ كرمِكَ من تاريخِكَ العَطِرِ


وابسمْ فديتُكَ تغنمْ في الحياةِ رضىً
والعمرُ يُزهرُ رغمَ الشيبِ والغِيَرِ


* * *

يا ملهِمي كُلَّ ما أبدعتُ من كَلِمٍ
عذراً لماضيَّ فاقبلْ راضياً عُذُري


أيامَ كنتُ عَقوقاً مزعجاً شرساً
أُلقيْ بنفسي إلى الإيذاءِ والضَّرَرِ


وكنتَ بالحبِّ تدعوني إلى هدفٍ
أسعى إليهِ بطولِ الدَّأْبِ والسَّهرِ


حتى وصلتُ بأفكاري لمنطلَقٍ
من الظَّلامِ إلى الأضواءِ والظَّفَرِ


* * *

يا غارسَ الكرمِ عندي كلُّ مُسكرةٍ
تصبو إليكَ فهاتِ الكأسَ وابتدِرِ


غداً يطوفُ على العُشاقِ سامرُهُمْ
بأكؤسٍ من حُميَّاً غرسِكَ النَّضِرِ


واغفرْ فديتُكَ لا تعتبْ على نَفَرِ
يُكدِّرونَ صفاءَ النبعِ بالعَكَرِ


فغايةُ العيشِ إيثارٌ وتضحيةٌ
وصاحبُ الفضلِ فيهِ أسعدُ البشرِ


وأنتَ من آثرَ الأجيالَ فاغتنمتْ
عُرسَ الوفاءِ تُباهي الكونَ بالخَيَرِ



* العاصي .. النهر الذي يشطر مدينة حماة


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في العروض والقوافي - أبو الحسن أحمد بن محمد العروضي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 12:23 AM
ديوان تقي الدين السَّروجي .. ما تبقى من شعره وموشحاته - نبيل محمد رشاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 10:21 PM
الطُّغرائي .. حياته .. شعره .. لاميته - علي جواد الطاهر د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 05:52 PM
|| الشاعر فهد العسكر حياته وشعره || ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 07-19-2011 05:59 AM
ملحمة الدموع - الشاعر محمد الحسن منجد عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 5 10-16-2010 05:21 PM

الساعة الآن 11:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.