قديم 12-07-2010, 11:09 AM
المشاركة 101
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (6)




شوقُ المبدعين




لعينيك لا للفرقدين أشيرُ
إذا رام عزاً شاعرٌ وأميرُ


لعينيك قلبي يا حبيبةُ جدولٌ
من العشق سكران الضفافِ نميرُ


لعينيك صلَّى الشوقُ وابتهلَ الهوى
وسبَّحَ وجدٌ واستفاقَ غديرُ


فهامَ تقيُّ القصد في ألقِ المُنى
وشبَّ بأضلاع الشقيِّ سعيرُ


* * *

حبيبةَ عمري يا هزاراً ألفتُه
حزيناً بأجواءِ الضبابِ يسيرُ


يُجرِّحُ ليلَ الصمت وجداً ولوعةً
وحيداً على جيشِ الهموم يغيرُ


يحاول جمعَ الأمنياتِ غنائماً
وليس له رغم الوفاءِ نصيرُ


* * *

عشقتُ بك الآلامَ تصهلُ في دمي
شهيقاً وموت الأمنياتِ زفيرُ


عشقتُ سخيَّاتِ الدموعِ مواطراً
ليزهرَ من موتِ المصيرِ مصيرُ


* * *

حنانيك يا كلَّ الوجود مصوراً
بعينيَّ إنِّي في ضياكِ بصيرُ


أجيبي حليفَ السُّهد يعصرُ كرمه
عبيراً فهل يشفي الجراح عبيرُ


وقولي إذا ما الشوق برعمَ أحرفاً
من الشعر شوقُ المبدعين خطيرُ


وأنِّي بأجواء الضباب طليقةٌ
ولكنَّ قلبي في الظلام أسيرُ


ولولا حنيني للصباحِ ونورِه
لضاق بحُلْمي مخدعٌ وسريرُ


وأنت محبٌّ شاعرٌ متعلِّقٌ
بأهدابِ وصلٍ والوصال عسيرُ


أخاف إذا ما الكرمُ أورقَ واغتنى
وأينعَ عنقودٌ وفاض غديرُ


تبادرُ كرمي حاطباً ومُعرِّياً
وقد نال من خُضرِ الغراس هجيرُ


فآليتُ ألا أغرس الكرمَ بالمنى
ولو حلَّ فصلٌ بالشقاء مطيرُ




7-11-1996




قديم 12-08-2010, 04:37 PM
المشاركة 102
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (7)



اتهــام



ويتهمونني بالحب زوراً
وأنِّي عالقٌ بشباك دعدِ


وأنَّ قصائدي تنساب نهراً
إذا ما لاحَ جفناها بوعدِ


فقلت : رويدكم إني محبٌّ
وحبِّي للجمال قديم عهدِ


وأني عالقٌ بشباك ليلى
ومالي في هوى دعدٍ وهندِ


تهيمُ بأحرفي إن قلتُ شعراً
وتُلهبني ابتسامتها بوقدِ


تَجاهلُني إذا ألمحتُ يوماً
لصدقِ هوايَ في أخذٍ وردِّ


وتُعرِضُ عن مجاراتي بقولٍ
فتُسلمني لآهاتي وسهدي


وتَلقاني إذا ما غبتُ يوماً
معاتِبةً على نأيي وبُعدي


فأَلمحُ في العتاب بريقَ شوقٍ
ومن خلف العتاب يُطلُّ سعدي


* * *

وكم راحتْ تُشاغِلني بلحظٍ
وتلعب بي على قصدٍ وعمدِ


وتحلو لي مشاغلتي فأرضى
بما يُرضي تدلُّلها ووجدي


وتُسكرني الحروف مُدلَّلاتٍ
تَقَطَّرُ من فمٍ ريان وردي


وأغرقُ في الذهول إذا تبدَّى
ضياءُ الفجر من جيدٍ وخدِّ


ويوقظني العبير وكل عمري
فدىً لعبير شلالٍ ونهدِ


وكم أسرفتُ في التَّهيام حتى
أضعتُ بلُجَّةِ التَّهيام رُشدي


نسيتُ ترفُّعي وسموَّ نفسي
وآثرتُ التملُّقَ دون حمدِ


وما مَلقي لها إلا ابتهالٌ
إليها والجزاءُ جميلُ صدِّ






قديم 12-08-2010, 07:59 PM
المشاركة 103
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (8)



لا تسأليني ما اسمها




لا تسأليني من أحبُّ فإنَّها
نورٌ جرى بدمي أضاءَ حياتي


لا تسأليني لمْ أُجبْك فإنَّني
أحببتُ نورَ الله في مشكاتي


نوراً أضاء لي الحياةَ فأزهرتْ
ودفنتُ في أزهارها مأساتي


* * *

أحببتُ عينيها وبسمةَ ثغرها
ونقاءَ وجهٍ مشرق البسماتِ


أحببتُ لون الورد في وجناتها
وعبيرها الفواح من خُصُلاتِ


وتناسقَ النغماتِ في خطواتها
وسماع موسيقى من الخطواتِ


* * *

أحببتها وكتمتُ حبِّي لم أجدْ
سبباً يشدُّ صِلاتِها بصِلاتي


أحببتها حبَّ الشقي بصحوةٍ
يرجو الإله بأصدق الدعواتِ


فأنا مع الستين قلبي واجفٌ
إنِّي لأَخجل من سنين حياتي


لا تسأليني ما اسمها ما عُمْرها
لا أستطيع الردَّ بالكلماتِ


عمرُ الحبيب لديَّ عمرُ غرامه
والحبُّ لا أحصيه بالسنواتِ


* * *

أنا يا مُنى روحي شقيٌّ عاشقٌ
متعبدٌ لله في خلواتي


أتلو على اسمِ الله آياتِ الهوى
وأقيمُ ليل الحب في صلواتي


طهَّرتُ وردَ النفس من أدرانه
فأنا بريءُ النفس من نزواتِ


وجعلت حبِّي للجمال منزَّهاً
عن خِسَّةِ الأخلاق والنزعاتِ


أهفو لها بحنين قلبٍ شاعرٍ
وأهيمُ في صمتي مع العبراتِ


سيظلُّ جرحي نازفاً بجوانحي
يروي غرامكِ من دماء حياتي



8-8-1994





قديم 12-08-2010, 08:39 PM
المشاركة 104
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (9)



مكالمة هاتفية



راحتْ تحدِّثني بصوتٍ ساحرٍ
لمَّا هتفتُ لها بقلبٍ واجفِ


قالت: وقد سكر الأثيرُ بصوتها
وتلمَّظتْ عبر الأثير مراشفي


هل من جديدٍ في (ال) وذابَ حديثها
كفتيتِ مسكٍ من رحيق عواطفِ


وسمعتُ ضحكتًها ترنُّ بمسمعي
فسرى عبير الشوق يُسكرُ هاتفي


* * *

الله : يا وترَ الخلود لشاعرٍ
يروي هواك بلحن حبٍّ راعفِ


طوراً يطيرُ به الخيال وتارةً
تذرو أمانيه رياحُ عواصفِ


لولا ابتسامتك النديَّة لارتمى
مِزَقاً على أمواج سيلٍ جارفِ


ومضى إلى بحر الضَّياع يشدُّه
نهرُ الأصيل لظلِّ صمتٍ وارفِ


* * *

فدعي هوى عينيك يغسلُ روحه
من كلِّ آثام الزمان السالفِ


وتقدَّمي طوعاً إلى قدر الهوى
ومتى سئمتِ من الوصال فخالفي


وخذي شراعَ نعبرُ خلسةً
بحرَ انشطاراتٍ لِبرِّ تآلفِ


لا تتركي أيام عمرك تنقضي
هرباً تلاحقُها ظلالُ مخاوفِ


إنِّي أخاف عليكِ إنْ عصفَ الهوى
ومضت مواسمُه كبرقٍ خاطفِ


أن تَشرقي بدموعِ حزنٍ قاتلٍ
وتعاقري أنخابَ يأسٍ عاصفِ


فاستسلمي للحبِّ لا تَستبدِلي
أحلام تائهةٍ بنبل مواقفي


فبِكلِّ حرفٍ من حروف قصائدي
نبضٌ يحرِّكُ كل قلبٍ تالفِ


إنِّي طرحتُ اليومَ أسمالَ الهوى
ولبستُ للحبِّ الجديدِ مطارفي




27-12-1996





قديم 12-09-2010, 12:20 PM
المشاركة 105
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (10)



عصرُ الانطلاق



أحبُّكِ هل عرفتِ مدى اشتياقي
وقد أحكمتِ يا قدري وثاقي


أحبُّكِ فامنحيني العذر إنِّي
أخافُ عليك من زمن الفراقِ


تعالي لا تخافي القربَ مني
فسرُّك في حنايا الصدر باقي


ولا تَخشيْ عذولاً راح يسعى
لفصم عُرى المودةِ والوفاقِ


* * *

أحبُّكِ شاعراً فخذي خيالي
وطيري وارتقي أعلى المراقي


وعودي من فضاءاتِ المعاني
إلى عُشِّ الحنينِ والاشتياقِ


لعلِّي حين تخذلني القوافي
أَفيءُ إليكِ أَطمع بالسواقي


وأنهلُ من لظى شفتيك عذباً
يخفِّفُ برده لهَبَ احتراقي


وتنطلق الحروف معربداتٍ
على شفة اليراعِ بلا نفاقِ


فأقسم بالهوى والشعرِ أنِّي
سَريتُ بمن أحبُّ على بُراقِ


من الشوق القديم وذكرياتٍ
من الماضي السحيقِ إلى انعتاقِ


إلى آفاق كونٍ من خيالٍ
نُحقِّقُه بصومعةِ التلاقي


نقدِّس فيه جوهرَ كلِّ حبٍّ
عفيفٍ طاهرِ النزواتِ راقِ


ونكسرُ فيه عَقربةَ الثواني
ونوقفُ كلَّ أزمنةِ السباقِ


تعالي لا تغيبي عن ضيائي
وقد هربَ الظلامُ من انبثاقي


وأورقَ غصنُ سعدي بعد يبْسٍ
ودرَّت بعدما نضبتْ نياقي


فهيَّا يا حبيبةُ واستظِلِّي
بأهدابي ونامي في المآقي


ولا تَدَعيْ هواكِ بلا انطلاقٍ
فهذا العصرُ عصرُ الاِنطلاق




10-5-1995





قديم 12-10-2010, 03:04 PM
المشاركة 106
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (11)



عذراً يا بني وطني




أصوغُ شعري على اسم الله والوطنِ
حتى يُشَقَّ على دربِ الهدى كفني


أصوغُ شعري فلا الصُّلبانُ تسمعه
ولا الأهلَّةُ في دوَّامةِ المدنِ


حتى برمتُ به وزناً وقافيةً
وفكرةً في بحار الصمتِ تغرقني


* * *

تميَّزَ الشعر غيظاً إذ برمتُ به
وعقَّني معرضاً عني فأغضبني


وأدبر الحرف مذعوراً أطارِدُه
حتى وقعتُ على فكرٍ يشوهني


فما حملتُ يراعي في مساومةٍ
إلا وشقَّ عصا الإذعانِ يرفضني


* * *

أستغفرُ الشعر كم أسرجتُ صهوتَهُ
وكم ترجَّلتُ فاسترخى يُهدهدني


وكم تثاءبَ في أوكارِ ذاكرتي
وكم غفا تحت ملحاحٍ من الوسنِ


فعدتُ أبحثُ عن أشتات قافيةٍ
كادتْ لشدَّة ما أسرفتُ تهجرني


حتى ملكتُ سنا الإبداع فانتظمتْ
حباتُ عقدي وعادَ الشعر يملكني


يا سارياً بدمي أرَّقتْ أوردتي
لما غفوتَ على الأوجاع و الدَّرنِ


إني رجعتُ إلى هَدْيِ الأُلى فهوتْ
هياكلٌ بدَّدتْ ما كان يقلقني


أغريتُ سرب عذارى الشعر فانطلقتْ
على لساني القوافي البكرُ تطلقني


أفق عدمتكَ إن لم تنطلق حمماً
تجري على موجها رغم اللظى سُفُني


إني سئمت قوافي الشعر باردةً
فَلْتحترقْ في جحيم القول يا وثني


وقد صبأتُ فلا الحسناء تشغلني
ولا المدائح والأذكارُ عن سَنَني*


* * *

أفقْ تقحَّمْ جدار الصمت مُدَّرعاً
بالمعجزين كتابِ الله والسُّنن


وانشر جناحين من علمٍ ومعتقدٍ
تلقَ الحروفَ بنور الحق تكتبني


لَكَمْ شحذتُ يراعي وانطلقتُ به
أغزو المفاتنَ حتى كاد يفتنني


أيام كنتُ الحب أسيرَ الحبِّ يملكني
شوقٌ لعينيْ حبيبٍ كانَ يشغلني


فرحتُ أُلجِمُ أفكاري أروِّضها
حتى تهادتْ على الإيمان تحملني


ما جئتُ بِدعاً ولكن صاغني قدرٌ
بأحرفٍ من سنا الإلهام تبدعني


ويشهدُ الله ما رتَّلتُ قافيةً
إلا استعنتُ بوحيٍ منه يلهمني


فبوركتْ ومضَةُ الإشراق من قلمي
تطوي صحائفَ من عمري فتنشرني


* * *

غنَّيتُ للصبر ما غنَّيتُ فانتحرتْ
كلُّ الأماني على مزماره الخَشِن


حتى تفجَّرتُ كالبركان تقذفني
ثوابتٌ حركتْ ما كان يُمسكني


ما أقبحَ الشعرَ إن لم يَغْدُ صاعقةً
على الرؤوس وما أحلاهُ يصعقني


* * *

تجاهلتني أفاعي السُّمِ في وطنٍ
لا عُذرَ فيه لمن في السَّاِح يجهلني


أَغروا صنائعهمْ بي فانتهوا بَدداً
لما رتقتُ عشاء الطَّبلِ في أذني

ورحتُ أُشعلُ بالإيمان محرقتي
فاسَّاقطوا وتهاوت غلطةُ الزَّمنِ


أّفقْ تنكَّبْ سلاحَ الحرف مُنصلتاً
على الرقاب بعزم الواهبِ الفطنِ


أشعلْ جراحي بهمِّ النور مبتكراً
واعتقْ لسانيَ تلقَ الصمت يعتقني


لا تلجُمنِّي بما ترضاه لي هدفاً
لا كنتُ .. لا كنتُ إن حاولتَ تلجمني


لم أحترقْ بشهيقِ النار ما احتدمتْ
لكن أحسُّ زفيرَ الصمت يحرقني


* * *

هذي الملايينُ صرعى الزيفِ يبصقها
عصرُ الحضارة في ماخورهِ النتنِ


أضحوا على العتباتِ السودِ يجذبهم
نهرُ الظلامِ إلى بوابةِ العفنِ


* * *

فانظرْ بعينِ الرِّضا والسُّخط حين ترى
إرادةَ القوم بين العزم والوهنِ


ناموا مع الفجر لا نامتْ عيونُهُمُ
وأسرجوا الخوفَ والإذعانَ في المحنِ


صاموا عن الحقِّ والإيمانِ حين أتى
شهرُ الصيام وجاؤوا الفطرَ بالفتنِ


هذي منابرهم في كلِّ مُنعطفٍ
تروي حكاية مسلوبٍ ومرتهنِ


دبَّ الخنوع بهم حتى لتحسبهم
أشباحَ قومٍ .. دبيبَ السُّكرِ في البدنِ


باعوا دماء الضحايا فاستهان بهم
من راح يذبح كبش السِّلمِ في الدِّمنِ

* * *


ماذا أقول وقد جفَّ المدادُ ولم
يَجْرِ القريض سَرِيَّاً غيرَ ذي أَسَنِ


فرحت أوقظُ من ناموا بثاقبةٍ
حمراءَ تنذزُ أهل الصمتِ في وطني


* * *

يا حاملينَ عصا التّرحال من وجعي
هاتوا اللهيب لعلَّ الكيَّ يُبرئني

شُقُّوا الغيوم رياح الغيث ساكنةٌ
لعلَّ صحوَ سماء الفكر يمطرني


* * *

هُزُّوا النخيلَ أرى العذراء ضارعةً
وطفلها ناحلاً من نُدرةِ اللبنِ


لم يطَّرحْ رُطَباً حتى تقرَّ بها
عينُ التي أحصنتْ فرجاً ولم تَخُن


هُزُّوا النخيلَ أرى الجدران باكيةً
وصخرةُ المسجد الأقصى تؤنبني


هُزُّوا النخيلَ أرى الزيتونَ قد صَبأتْ
أغصانُه بثمار الكفر تقذفني


يا ابن الوليد صراخي ضاعَ في نَهَرٍ
صوتُ الضفادع في شطَّيْهِ يزعجني


ما لامستْ كلماتي جرحَ منتفخٍ
هل في القبور طري الجرح يسمعني ؟


* * *

هُزُّوا النخيل أرى الآبار قد نضبتْ
بل صودرتْ وتفشَّى الزيت في الحَزَن


تلك الجذوعُ التي غصَّتْ بما حملتْ
يجوع في ظلِّها طفلٌ يمزقني


تثاقلتْ وارتمتْ إذ راحَ صاحبها
يقايضُ الزيتَ و الآمال بالمؤنِ


والجائعون حيارى في مواسمهمْ
لم يحصدوا القمحَ بل ناموا على ضَغَن


ونحن نوغلُ في أحشاء منتنةٍ
بحثاً عن العطر في سرٍّ وفي عَلَنِ


كأنَّنا سربُ طيرٍ دون أجنحةٍ
نهوى البقاء بلا أهلٍ ولا سكنِ


فاستغفروا ليَ إنْ حمَّلتُ قافيتي
ما لا تطيقُ من الآلامِ والشجنِ


إنِّي شربتُ دمائي في مقامرةٍ
وما ارتويتُ فعُذراً يا بني وطني




30-6-1997
* السَنَن ... الطريقة

قديم 12-12-2010, 05:17 PM
المشاركة 107
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (12)



الرجم بالحرف



قالها في الردِّ على
بعض دعاة أشكال
الحداثة المقيتة



تربَّصوا سوف ترمي النار بالشررِ
لن يوأدَ الحقُّ في دوَّامة الأشرِ


تربَّصوا لا تغالوا في أذيَّتكم
لا توغلوا في غموض الرمز والصورِ


تربَّصوا لن تفروا من مصارعكم
لن تفلتوا خلسةً من قبضة القدرِ


تربَّصوا فالردى ينسابُ في دمكم
لا يدفعُ الموتَ نبضُ الخائف الحذرِ


تربَّصوا سوف تهوي الشمس من حَنَقٍ
ويصعدُ الليل يطوي صفحة القمرِ


وسوف تظلِمُ دنياكم وتهجرها
حمائمُ السعد تخشى رعشة الشجرِ


* * *

أنا القضاءُ فلا طودٌ يزيح يدي
عن الرقاب ولا سيلٌ بمنحدرِ


تشدُّني لغة القرآن هاديةً
فمن أراد الهدى فليتَّبعْ أثري


* * *

فهل حسبتم بأنَّ العذر منتصرٌ
وأنَّ مركبه يمضي إلى الظفرِ


وأنَّ من يَبْهتُ الأطهار يَعْصِمُهُ
من قبضة الحق فحشٌ من فمٍ قَذِرِ


حتى إذا لم يَدعْ للغدرِ من سببٍ
أجرى مدامع مظلومٍ ومنكسرِ


* * *

لا والذي في دمي يجتاح أوردتي
طهراً وحباً لذات الكحل والحورِ


لن يصمد الليل في وجه الظلام وإنْ
أغفتْ كواكبُه حيناً ولم تدرِ


* * *

يا والغين بما يرضي ضمائركم
في كل شهمٍ كريمٍ طاهرٍ عَطِرِ

شاهت وجوهُكُمُ .. رُدَّتْ مكائدكم
إلى النُّحورِ وجاء الصيف بالمطرِ


خابتْ ثعابينُكم .. خابتْ عقاربُكم
فسُمُّكم لم يعد يقوى على ضرري


إن كان كسبُ رضى النقاد لي وطراً
فيما أقول فبئس الكسب من وطرِ


لكنه زاخرٌ تغري كوامنُه
فليبحثِ الضفدع الغواصُ عن دُرري

* * *


يا شاربين دمَ الاجداد في صلفٍ
هذا الغرورُ قضى في عتمةِ الحفرِ

إنِّي لأقسمُ بالستين أسحبُها
من قبضةِ اليأس سَحبَ الخيط بالإبرِ


لأَرجُمَنَّكمُ بالحرف متَّقداً
رجمَ الزناة لمحو الإثم بالحجرِ


وأَصلبَنَّكُمُ في كل قافيةٍ
على الأصول لكشفِ الزَّيف والخطرِ


إنِّي شحذتُ يَراعي وانبريتُ إلى
كلِّ الصوامع ذات الهيكل النَّخِرِ


أزيحُ ما حولها من زُخرفٍ دَنِسٍ
يؤذي الشعورَ وألقيها إلى سقرِ


فكمْ حبستُ لساني في مهاترةٍ
شوهاء تملأ جوَّ الأنس بالضَّجرِ


فاستعذبَ الكاشحون الصمتَ وانطلقوا
يتاجرون به في أفحشِ السيرِ


وكم صفحتُ فلم ألجأْ لرداعةٍ
بمارجٍ من جحيمِ القول مستعرِ


نزاعةٍ للشوى تغلي قذائفها
كأنَّها حِممٌ من جوف منفجرِ


ولو عمدتُ إلى كشفٍ وتعريةٍ
للمارقينَ لصاروا عبرةَ العبرِ


فما توهَّمتُ ناراً في مواقدهم
إلا وأرهقَني بحثٌ عن الشررِ


لكنَّني لم أجدْ ناراً ولا شرراً
حتى لا ومضةً تُنبي عن الأثرِ


لقد وجدتُ غُثاءً حشوُه زَبدٌ
وكلُّ ما فيه هذرٌ جاء بالكدرِ


تفسَّخَ الحرفُ في أفواههم فغدا
نَتناً كريهاً على الأسماعِ والنظرِ


إنِّي لأعجبُ ممَّن راح يغبطهم
زوراً ويُثني على التهجينِ للفكرِ


ألمْ يَخفْ ماضياً للضاد منجرداً
فراح يُسلمُ سكيناً لمنتحرِ


أم أنَّه كان من عجزٍ ومن خَورٍ
يبري السِّهام ويعطيها لمندحرِ


* * *

فيا أذلَّاء لمْ تُبْقِ النسورُ لكم
إلا جناحاً مهيضاً غير مقتدرِ


هلَّا نسجتمْ لنا ثوباً تزيِّنه
حداثةٌ تخلقُ الإعجاز في الصُّورِ

أم أعجزَ البحر ملاحاً بلا ثقةٍ
تقاذفته خيول الموج في ذعُرِ


لم يُجدِه طولُ مجذافٍ وبوصلةٌ
وفي الشراع ثقوبُ الضعف والخورِ


فلم يَرَ الدُّرَّ في قاع البحور ومن
لم يبصرِ الدُّرَّ أعمى القلبِ والبصرِ


وغادرَ البحر مدحوراً يسفِّهُهُ
ليبدأَ البحثَ والتنقيب في البؤرِ


حتى إذا لم يَجدْ في جوفها قَبَساً
شقَّ القبور يواري سَوْأةَ الفكرِ


وانهالَ يشتمُ أوزاناً وقافيةً
ما انفكَّ ينعتها بالمسلك الوَعِرِ


أعيتهُ ساحرةُ الأنغامِ صادحةً
فانقضَّ يخدشُ وجه الشمسِ بالظُّفُرِ


وعادَ يسحب ذيلَ الخزي مُنتضياً
بذاءةَ القول في أنَّاتِ مُحتَضَرِ


* * *

يا آكلين لحوم القول باردةً
لقد أَثِمْتُم بحقِّ الضاد والبشرِ


رويدكم لا تُديفوا السُّمَ في دسمٍ
لا تفسدوا راحنا بالمرِّ والعكَرِ


تربَّصوا واسمعوا من وحينا عجباً
من عبقر الشعر لا من سوق مُتَّجِرِ


هاتوا معاييرَكم هاتوا ذرائعكم
هاتوا نصوصاً من التجديد في الأُطُرِ


وحاذروا أن يضلَّ الشعرُ غايته
وحاذروا أن يطيرَ السهمُ من وتري


وأقفلوا باب تعريضٍ وتعريةٍ
في كلِّ سانحةٍ أو كلِّ مؤتمرِ


ولينطلقْ كلُّ غِرِّيدٍ على فننٍ
كما يشاءُ بلا حقدٍ ولا حذرِ


ولنعتمدْ كلَّ قولٍ هادفٍ فإذا
تغلَّبَ الحبُّ جاء الشِّعرُ بالغُررِ


سَيُظهِرُ الضِّدُّ حُسنَ الضِّدِّ فاغتنموا
مواسمَ الحبِّ تجنوا أطيب الثمرِ




20-10-1996






قديم 12-13-2010, 04:05 PM
المشاركة 108
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (13)



حلفتُ بالشام



حلفتُ بالشام ما سُلَّتْ مواضيها
وأومضتْ كبروقٍ في دياجيها


حلفتُ بالشام بعد الله ما شمختْ
زهواً يغازل أشعاري فيغريها

لأقبضنَّ على قلبي أمزقه
إذا تحول يوماً عن مباديها


وأصلبنَّ يراعي في ملاعبها
إذا تجرَّأ أن يشكو الأسى فيها


* * *

حبيبتي الشامُ من بُصرى إلى حلب
من الفراتِ إلى أعلى أعاليها


من شاطئ البحر للأعلام منحدراً
إلى حماةَ يرشُّ العطر عاصيها


تشابكَ الحسنُ كم من فتنةٍ عجبٍ
أغرتْ سحاب الهدى فانهلَّ يسقيها


خُطَّابُها المجد والإيمان مُذْ جَدَلَتْ
ضفائرَ الشمس إكليلاً لحاديها


فأورقَ الغارُ مَزْهُواً على بردى
وراح يغمرُ بالنعمى بواديها


تسابق العصر إنجازاتُ حاضرها
وتبهر الكونَ إشراقاتُ ماضيها


أحبُّها وهواها عالقٌ بدمي
قلبي أسيرُ الغواني في مغانيها


في تُربها التبرِ أجدادي قضوا شرفاً
فكحَّلوا الطرفَ من أجفانِ واديها


مواسمُ النصر في تاريخها عبقٌ
الجدُّ يغرس والأحفادُ تجنيها


* * *

أفديكِ يا شامُ أفدي الأُسْدَ رابضةً
يزمجرُ الكونُ من تَزآرِ حاديها


كُرمى لعينيكِ كم أسرجتُ قافيةً
من العتاقِ بساح الشِّعر أُجريها


تبرَّجتْ في بروج الضاد مترفةً
وبالجناحين عزَّتْ في تساميها


تبارتِ الغيدُ في إنشادها ومضتْ
عرائسُ الجنِّ تَنشى في معانيها


حُسَّادها حطَّموا فيها معاولهم
وهناً ولم يفلحوا هدماً وتشويها


فأَخلدوا لظلام اليأس يحطِمُهمْ
وأرهفوا سمعَهم صبحاً لتاليها


* * *

يا شامُ يا قبلةَ الدنيا وكعبتَها
طافَ الحجيجُ بها يرجو أياديها


شهران للحجِّ في البطحاء تلبيةً
لبيكِ .. لبَّيكِ .. ما ننفكُّ نُعليها


وفي دمشق طواف القادمين لها
وللطواف هديرٌ في نواحيها


دعاؤهم زغرداتُ الجرح منتفضاً
وسورة الفتح تُتلى في نواديها


* * *

أستغفرُ الله ما غيَّرتُ معتقدي
وما أسلتُ يراعي مترفاً تيها


لكنني وهوى الأبطالِ يسكبُ لي
كأسَ الوفاء على العاصي أُصفِّيها


أغنيتُ شعريَ بالإيمان في بلدي
والله يشهدُ أنِّي لا أُحابيها


ورحتُ أملأُ أقداح الهوى غَرِداً
بالشعر يُسكِرُ قاصيها ودانيها


فللأذان هديلٌ في مآذنِها
وللنواقيسِ ألحانٌ تُناغيها


وللأسودِ زئيرٌ في مرابضها
وللنسور دويٌّ في أعاليها


وللزهورِ تَثَنٍّ في خمائلها
والسنديانُ تحدٍّ في رواسيها


هذي الشام زئيرُ الليث منَّعها
لولاه لم ترهبِ الدُّنيا مواضيها


يعطي ويمنعُ جوَّاداً ومقتدِراً
عطاؤه السُّحبُ باسمِ الله يجريها


ويمنعُ العادياتِ السود مُدَّرعاً
بالشعب يُسقطُ عاديها وشانيها


* * *

يا شامُ يا شامةَ الدنيا أُحسُّ لظىً
في أضلعي بمكاوي السِّلمِ يكويها


والمرجِفون تباروا في دوائره
أفعى تفحُّ وثعبانٌ يناجيها


والساجدون على أعتابِ سادتِهم
يؤلِّهون دعاةَ السلمِ تأليها


أقعوا أمامَ الثكالى للعزاءِ فهل
أدَّوا (لياهو)* طقوساً واحتموا فيها


وهل نَسوا شهداءَ الفجرِ يوم مضتْ
أرواحهم سُجَّداً تشكو لباريها


وهل بكوا لضحايا الغدرِ يوم بكت
( قانا )** وجفَّتْ من البلوى مآقيها


واليوم يكشفُ (بنيامين)* عورتَهُ
لكل محترقٍ شوقاً يناديها


فآثروا خيفةً ذئباً يسالمُهم
أنيابه الحمر في شِدقيه يخفيها


تَبَّتْ أياديهمُ في كل معركةٍ
تبغي السلام وتبَّتْ كفُّ راعيها


يا شامُ عفوكِ إنْ ألهبتُ قافيتي
في يوم عيدكِ فالآلامُ تُذكيها


كنَّا إذا ذُكرتْ (صِهيون) نلعنُها
ما بالنا اليوم بالتطبيع نُجزيها ؟


فأيُّ سلمٍ وقُدسُ الله داميةٌ
تشكو إلى الله آلاماً تعانيها


يبغونها ليهودِ الأرضِ عاصمةً
(صهيونُ) خابتْ وخابتْ من تُواليها


ماتَ المصلُّون في المحرابِ واأسفاً
على المحارمِ تشكو ذُلَّ أهليها


وأَذَّنَ الفجرَ حاخامٌ فما طلعتْ
شمسٌ عليها ولا شعَّتْ دراريها


كأنَّ أحمدَ ما صلَّى بمسجدها
وابن البتولِ طريداً لم يزلْ فيها


* * *

أعوذُ بالله من شيطانِ من نصبوا
مظلةَ الذُّلِّ باسمِ السلم تمويها


ويدَّعون سلاماً أي متَّجِر
هذا الذي سفَّهَ الإقدامَ تسفيها


والطفلُ من رحمِ الأحزان شبَّ على
حجارةَ النصر يُوريها ويرميها


يمضي على قدرٍ عاشتْ أنامله
ترمي فتوسعُ فكرَ الكونِ تنبيها


* * *

يا تاجرَ السِّلم شاةُ السلم قد ذُبِحتْ
(بنصلِ فيتو) وماتَ اليوم راعيها


نَكِّسْ بنودَك واهجرْ ساحَ ملعبنا
نحنُ الحماةُ ويَخسا من يُدانيها


ونحن من أذهلَ الدُّنيا بكوكبةٍ
من الطفولةِ تفديها وتحميها


غداً يُسطِّرُ في اليرموك خالدُنا
ملاحمَ النصرِ والأقصى يُغنِّيها


* * *

يا قائدَ الزحفِ لبِّ القدسَ يا أسداً
فليسَ إلَّاكَ زَآرٌ يُلبِّيها


واضربْ بسيفِ رسول الله مقتدراً
تلقَ الخطوبَ وقد شابتْ نواصيها


فنحن للسلمِ ما عزَّ السلامُ بنا
ونحن للحربِ باسمِ الله نصليها


فازحمْ بنا الراسياتِ الشمَّ يا قدراً
وافى الشآمَ يُحَيِّيْها فيُحْييها


واهنأْ بكلِّ فريدٍ من جواهرها
عِقداً نَظيماً تسامى من لآليها




8-4-1998


* ياهو .. بنيامين ... بنيامين نتنياهو الجزَّار الصهيوني المعروف
** قانا ... البلدة اللبنانية التي حصلت فيها المجزرة المعروفة

قديم 12-14-2010, 04:26 PM
المشاركة 109
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (14)



لبنانُ يا شرفَ العروبة





أرأيتَ كيف تجرَّأَ العدوانُ
أعرفتَ من أدماكَ يا لبنانُ ؟


أعرفتَ أنَّا أمةٌ عربيةٌ
يَطغى عليها الخوف والإذعانُ ؟


* * *

هدأَ المحيط فلم تثرْ أمواجه
ورنا الخليج وجفنُه وسنانُ


وتصافحتْ دولٌ يهنِّئُ بعضها
بعضاً ويشكر سعيها الطغيانُ

وتثاءبت أممٌ وأثلجَ صدرها
قصفٌ على جدواه قام رهانُ


كانوا قد اتفقوا عليه بمجلسٍ
جمعَ الصِّلالَ ونفَّذ الثعبانُ


فتخضَّبتْ أرجاء قانا بالدِّما
وبكى على أزهارها نيسانُ


وتعهَّدوا وقفَ الدمار بموعدٍ
وكبيرُ من خفُّوا إليه جبانُ


* * *

أسمعتَ يا لبنانُ صوتَ عوائهم ؟
وكشفتَ ما يسعى له الذُّؤبانُ


قتلوا البراءةَ والطفولة وارتدوا
ثوبَ البراءة فاستحى الشيطانُ


فشكتْ دماءُ الأبرياء لربِّها
هربَ الضمير وقد صحا السجانُ


يا حامليْ نعشَ الضمير مجرَّداً
أنِفَتْ تلفُّ ضميرَكم أكفانُ


أَتخادعون الكونَ في استعطافكم
وسلامُكم يسعى به الغيلانُ


صحتِ الشعوبُ فلا مَردَّ لحكمها
وتعانقَ الإنجيلُ والقرآنُ


وهوتْ بأقبيةِ الخنا توراتُكم
فجميع مانادت به بُطلانُ


وقضتْ بنصلِ السلم تدفنُ نفسها
أُمُ الفتوح فما لها عنوانُ


وصحا على بردى الإباءُ وأرعدتْ
الله أكبر إنَّه الطوفانُ


متوثِّبٌ أبداً لكل عظيمةٍ
وبضفتيهِ لعاشقِيْه أمانُ


* * *

يا قاتليْ صوتَ الشعوب بصيحةٍ
تحيا الشعوبُ ويسقطُ السلطانُ


هذي دمشقُ وكم قرأتُ كتابَها
حرباً وسلماً خطَّهُ الإيمانُ


قَبَستْ من التاريخ سرَّ ضيائها
فالزيتُ في زيتونها نيرانُ


تتلمَّسُ النبضاتِ في يد أمةٍ
(ذي قار) في تاريخها عنوانُ


والخائفون على العروشِ تساقطوا
فمتى يضيقُ بصمته البركانُ ؟


* * *

يا صانعي قيدَ السلام رويدَكم
لن تُفلحَ الأبواقُ والتيجانُ


هذي عناقيدُ السلام تفجَّرتْ
حقداً ينوءُ بحمله لبنانُ


ودمُ الضحايا لن يجفَّ وإن دعا
للسلم بوقٌ خائنٌ وبيانُ


وصراخُ (شاتيلا) و(صبرا) لم يزلْ
في مسمعِ الدُّنيا له إرنانُ


وتطلُّ (قِبيةُ) بالحدادِ يحفُّها
من (ديرِ ياسينٍ) ذوتْ أغصانُ


هذي الضحايا الصِّيدُ أَعيتْ شاعراً
في جانحيه تمرَّدَ الإنسانُ


غنَّى السلامَ على الغصونِ وعقَّه
لما بكاهُ الطيرُ والأفنانُ


عذراً بني قومي لقد عصفَ الأسى
وعصتْنيَ الأقلامُ والألوانُ


* * *

لله درُّكِ يا شآمُ ومن سوى
حادي الشآم لما عزمتُ ضمانُ


فتقحَّمي هولَ الخطوبِ وزَمجري
فلكلِّ خطبٍ شدةٌ ولِيانُ


ودعي السلامَ لعاجزين جهودهم
ذلٌ يغلِّفُ سعيَها وهوانُ


لبنانُ ياشرفَ العروبة ينتضي
سيفَ الجهاد وجرحُه نشوانُ


قاومْ حشودَ بني قريظةِ لاتَهُنْ
حتى وإنْ جندُ الكرامةِ هانوا


واهدمْ حصونَ بني النَّضيرِ مُكبِّراً
وليَرتفعْ فوقَ الرعودِ أذانُ


ولتسمعِ الدُّنيا هديرَك معلِناً
أنَّ المدافعَ للسلامِ ضمانُ




11-5-1996





قديم 12-14-2010, 07:57 PM
المشاركة 110
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (15)



شوِّهْ كما شئت



شوَّهتُ صورةَ من أهوى وقُلتُ لها
ترقَّبي سوف أمحو لوحةَ الأَشِرِ

سأنتهي من ضلالاتٍ شقيتُ بها
وأقتلُ الشوقَ في نايي وفي وتروي


وأدفنُ الأمسَ في أوكارِ ذاكرتي
وأنشُرُ الميْتَ في ذهني من الفكرِ

إني سئمتُ هوىً يحيا على أملٍ
مُنذُ الثلاثين في خوفٍ وفي حذرِ

تناهبتْني به الأعوامُ ساخرةً
عامٌ يطلُ وعامٌ يقتفي أثري


* * *

تبسَّمتْ من خلالِ الرسمِ قائلةً :
ماذا فعلتَ بمن يهواكَ يا عُمُري ؟


ولِمْ تعمَّدتَ تشويهاً لما نثرتْ
عليه منكَ القوافي أجملَ الدُّررِ


هل كنتَ تقصدُ قتل الحب ؟ لا..أبداً
من كانَ مثلكَ لا يقوى على الضَّررِ


من كان مثلكَ لم يحملْ جنينَ هوىً
عمراً ومن ثمَّ يلقيه إلى سقرِ


إنِّي أحبُّكَ شوِّهْ ما تشاءُ فإنْ
ضننتُ بالوصلِ يا روحي فلي عُذُري


لم أجنِ ذنباً ولم أكفرْ كما كفرتْ
(فلانةٌ) بالهوى يا ضيعةَ العمُرِ


لم أرتكبْ في الهوى إثماً فلا طلعتْ
شمسٌ عليَّ إذا استسلمتُ للوطرِ


كذا قضى اللهُ في روضٍ ذوى عطشاً
أَظما وتَظما بلا وعدٍ مع المطرِ


وهل تخيَّلتَ يوماً أن أرشَّ على
ضفافِ جرحيَ ملحَ الصمت والخدرِ


جرحُ الكرامة لا لم يندملْ نَزِقٌ
ولو تعمَّدتُ ما أُخفيه من ضجرِ


إنِّي أحبُّ جراحَ الأمس نازفةً
لعلَّها تنبئُ الأحبابَ عن خبري


فاحصدْ مواسمَ من جُرحي الذي نضجتْ
فيه النوازعُ بين الوِردِ والصَّدَرِ


وارقصْ على بيدر النسيانِ حين ترى
أني سأحفظ ما جمعت من ذِكَرِ


* * *

يا من زرعتَ نصالَ البينِ لاهبةً
تمضي بقلبي على الآهاتِ للخطرِ


لا تبتئسْ يوم تلقاني أسيرُ على
جسرِ الهمومِ إلى بوَّابةِ القدرِ


فربما تعبسُ الأقدارُ ثانيةً
وربما تزدهي بالموسمِ العَطِرِ

وربما .. ربما .. يلهو بأُمنيتي
من كنتُ أرجوه بعد اليأسِ للظفرِ


* * *

شوِّهْ كما شئتَ في رسمي بلا خجلٍ
لكن حذارِ من التشويهِ في سِيَري


ولستُ عاتبةً مهما فعلتَ فلا
تمنُنْ عليَّ ببعضِ العطفِ بالنظرِ


لا أقبلُ العطفَ ممَّن راحَ يرمُقني
بنظرةٍ تقتلُ الآمالَ كالإبرِ


واسخرْ كما شئتَ من سُهدي إذا لمحتْ
عيناكَ يوماً بوجهي صُفرةَ السَّهرِ


وارجعْ إلى آلةِ التصويرِ في حَنَقٍ
وحطِّمِ العينَ منها تحترقْ صوري


فلستُ أنساكَ يا من شوَّهتْ يدُه
رسمي ليطفئَ في ليلِ الضنى شرري




11-9-1997



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في العروض والقوافي - أبو الحسن أحمد بن محمد العروضي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 12:23 AM
ديوان تقي الدين السَّروجي .. ما تبقى من شعره وموشحاته - نبيل محمد رشاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 10:21 PM
الطُّغرائي .. حياته .. شعره .. لاميته - علي جواد الطاهر د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 05:52 PM
|| الشاعر فهد العسكر حياته وشعره || ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 07-19-2011 05:59 AM
ملحمة الدموع - الشاعر محمد الحسن منجد عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 5 10-16-2010 05:21 PM

الساعة الآن 12:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.